
1.92 مليار دولار ترسيات المشاريع بالكويت في الربع الأول
تشهد الكويت طفرة ملحوظة في تنفيذ المشاريع خلال الربع الأول من عام 2025، تعكس ديناميكية جديدة في مسار التنمية الاقتصادية والمشاريع الرأسمالية، فقد كشفت بيانات مجلة «ميد» أن قيمة ترسيات العقود في الكويت بلغت نحو 1.92 مليار دولار خلال هذه الفترة، لتحتل المرتبة الخامسة خليجيا بنسبة 4.33% من إجمالي ترسيات المشاريع في دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا الزخم في العقود المبرمة يعكس تسارعا واضحا في وتيرة تنفيذ المشاريع، لاسيما في قطاعات البنية التحتية والإسكان والموانئ والطاقة، بما يعكس حرص الدولة على تفعيل أجندتها التنموية وتحفيز النشاط الاقتصادي.
ويلاحظ أن شهر يناير استحوذ على النسبة الأكبر من قيمة العقود، الأمر الذي يشير إلى انطلاقة قوية للعام الحالي، فيما تصدرت المؤسسة العامة للرعاية السكنية الجهات الحكومية من حيث حجم العقود الموقعة، خصوصا في مشاريع تطوير مدينة جنوب سعد العبدالله، بمشاركة لافتة من شركات صينية. كما شملت العقود الكبرى المرحلة الثانية من ميناء مبارك الكبير، ومشاريع تطوير منشآت نفطية باستخدام نموذج البناء والتشغيل والتملك (BOO)، ما يعكس تنوع محفظة المشاريع واتساع قاعدة الشراكات الدولية، ويؤكد في الوقت ذاته قدرة الكويت على جذب استثمارات استراتيجية وتنفيذ مشاريع نوعية ذات قيمة مضافة عالية.
وتفصيلا، استحوذ شهر يناير على النصيب الأكبر من قيمة الترسيات بنسبة 62.6% بقيمة 1.2 مليار دولار، تلاها شهر فبراير بقيمة عقود بلغت 616 مليون دولار مستحوذة على 32% من قيمة الترسيات، ثم شهر مارس بقيمة عقود بلغت 104 ملايين دولار وبنسبة 5.4% من قيمة ترسيات المشاريع خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الحالي.
وأظهرت «ميد» أن أكبر عقد من حيث القيمة في الكويت كان من نصيب المؤسسة العامة للرعاية السكنية التي أبرمت 3 عقود بقيمة إجمالية بلغت 847 مليون دولار، وتشمل هذه العقود أعمال تطوير البنية التحتية في عدة مناطق بمدينة جنوب سعد العبدالله، حيث منح عقدان بقيمة إجمالية 557 مليون دولار لإحدى الشركات الصينية، بينما فازت شركة أخرى بتنفيذ محطات المعالجة المحلية بالعقد الثالث بقيمة 290 مليون دولار.
وخلال شهر فبراير، جاء أكبر عقد أيضا بقيمة 425 مليون دولار، منحته وزارة الأشغال العامة لشركة «تشيناي كوميونيكيشنز كونستركشنز» لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع ميناء مبارك الكبير، وفي مارس أبرمت شركة نفط العقود عقودا بقيمة 104 ملايين دولار، يستهدف تطوير منشآت الفصل في مركز تجميع 25 ومنشأة حقن المياه في مركز تجميع 30، ويعتمد كلا المشروعين على نموذج البناء والتشغيل والتملك «BOO».
على المستوى الخليجي
وأوضحت «ميد» أن دول مجلس التعاون الخليجي سجلت ترسيات عقود مشاريع خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الحالي بقيمة 44.41 مليار دولار، استحوذ شهر يناير على النصيب الأكبر بقيمة 17.46 مليار دولار، تلاه شهر مارس بقيمة ترسيات بلغت 16.24 مليار دولار، ثم شهر مارس بقيمة ترسيات عقود مشاريع بقيمة 10.7 مليارات دولار.
وحسب «ميد» استحوذت دولة الامارات على النصيب الأكبر من قيمة ترسيات عقود المشروعات خلال الربع الأول من 2025، بقيمة بلغت 19.26 مليار دولار، وبنسبة 43.3% من إجمالي قيمة ترسيات عقود مشروعات الخليج، تلتها المملكة العربية السعودية بقيمة عقود بلغت 15.94 مليار دولار وبنسبة 35.9% من إجمالي قيمة الترسيات.
وفي المرتبة الثالثة حلت دولة قطر بقيمة ترسيات مشروعات بلغت 4.88 مليارات دولار وبنسبة 11% من إجمالي ترسيات المشروعات في دول الخليج خلال الربع الأول، ورابعا جاءت سلطنة عمان بقيمة ترسيات عقود مشروعات بلغت 1.99 مليار دولار وبنسبة 4.5% من قيمة إجمالي ترسيات مشروعات الخليج.
وأخيرا جاءت مملكة البحرين في المرتبة السادية خليجيا بقيمة ترسيات مشروعات بلغت 204 ملايين دولار وبنسبة 0.46% من إجمالي ترسيات عقود المشروعات بنهاية مارس الماضي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن الخليجية
منذ ساعة واحدة
- الوطن الخليجية
أول قرية تزلج عمودية في العالم: تروجينا حلم السعودية المعلق في جبال الصحراء
أول قرية تزلج عمودية في العالم: تروجينا حلم السعودية المعلق في جبال الصحراء أول قرية تزلج عمودية في العالم: تروجينا حلم السعودية المعلق في جبال الصحراء في قلب صحراء قاحلة شمال غرب السعودية، وعلى ارتفاع 2500 متر في منطقة جبل اللوز، ينمو مشروع خيالي يحمل طموحات هائلة وأرقامًا فلكية: تروجينا، أول 'قرية تزلج عمودية' في العالم. جزء من مشروع نيوم العملاق، تبلغ كلفته المُعلنة 14 تريليون دولار، ويُروَّج له كمعجزة هندسية على حافة المستحيل. بالنسبة لولي العهد محمد بن سلمان، تروجينا ليست مجرد منتجع؛ بل حجر زاوية في مشروعه لبناء 'مدينة المستقبل'. تروجينا: رفاهية اصطناعية في أرض القحط تروجينا تمثل مشهدًا لا يُصدَّق: منحدرات تزلج صناعية تمتد على 30 كيلومترًا، ملتفة حول فنادق شاهقة وفيلات فاخرة ومراكز تسوق، تغذيها آلات ثلجية ضخمة تستمد مياهها من بحيرة صناعية بسعة 57 مليار لتر. وفي وسط هذا المشهد غير الطبيعي، يُبنى قصر ملكي جديد، أحد المكوّنات القليلة التي اكتملت فعلاً ضمن المشروع. يرى القائمون على المشروع أن تروجينا ستشكّل وجهة سياحية فريدة، وتُرسّخ رؤية نيوم كمنطقة عابرة للتقاليد، منفتحة على أحدث تقنيات العالم وأكثرها جنونًا. نيوم: الحلم المتضخم تروجينا هي واحدة من ست مناطق ضخمة ضمن مشروع نيوم الذي أُطلق عام 2017، كمخطط مستقبلي لإنشاء مدينة خالية من الانبعاثات، مملوءة بروبوتات، وتدار بالطاقة النظيفة. المشروع حظي بدعم مالي هائل، لكن تكلفته البالغة 14 تريليون دولار، التي تُنكرها الجهات الرسمية، تزيد بـ25 مرة عن الناتج المحلي للسعودية، ما أثار انتقادات واسعة من خبراء الاقتصاد. الرئيس التنفيذي للمشروع، فيليب غوليت، قال في تصريح حديث: 'من تروجينا، يمكنك أن تطل على خليج العقبة، مصر، وكل منطقة نيوم. إنها عنصر أساسي لأنها تُظهر النطاق الكامل لما يمكن أن نقدمه'. لكنه لم يعلّق على التحديات اللوجستية التي تواجه المشروع، خاصة في ظل الطبيعة القاسية للموقع. سباق ضد الزمن أحد أبرز التحديات هو عامل الوقت. فقد تعهّدت السعودية باستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029، مما يجعل استكمال المنتجع خلال أربع سنوات فقط أمرًا مصيريًا. وبحسب تصريحات غوليت في 'قمة المشاريع السعودية العملاقة'، فإن العمل يجري 'بطريقة عسكرية'، نظرًا لصعوبة التضاريس ونقص اليد العاملة. مصادر داخل المشروع كشفت أن معظم الثلوج ستكون من صنع الآلات، فيما اختبر الفريق الهندسي تقنيات التبريد خلال خمسة شتاءات سابقة لضمان 'أقل تأثير بيئي ممكن'. لكن الحلم لم يخلُ من كوابيس. تقارير حقوقية أفادت أن نحو 21 ألف عامل لقوا مصرعهم منذ بدء العمل في نيوم، وسط اتهامات بانتهاك شروط السلامة وظروف العمل. كما استقال الرئيس التنفيذي السابق للمشروع العام الماضي بعد اتهامات بإخفاء التكاليف وتضخيم الحسابات، مما أجبر ولي العهد على تعيين المهندس أيمن المدايفر رئيسًا مؤقتًا. المدايفر، الذي شغل سابقًا منصب مدير قطاع العقارات في صندوق الاستثمارات العامة، أطلق مراجعة شاملة لمسار نيوم، وبدأ بتركيز الموارد على استكمال أول 2.5 كيلومتر من ناطحة السحاب الأفقية 'ذا لاين'، استعدادًا لاستضافة كأس العالم 2034. ضغط مالي وتضاؤل الاحتياطات مع إنفاق ما يزيد عن 80 مليار دولار حتى الآن، تضاءلت احتياطات السعودية النقدية إلى نحو 24 مليار دولار فقط. ويتطلب المشروع أسعار نفط تتجاوز 100 دولار للبرميل بشكل دائم لتتمكن المملكة من تحمّل أعبائه المالية، بينما يبلغ سعر البرميل حاليًا نحو 60 دولارًا فقط. هذه التحديات قد تدفع إلى تقليص أجزاء كبيرة من المشروع، بحسب تقديرات خبراء اقتصاديين. ورغم ذلك، يواصل ولي العهد الترويج للمشروع كواجهة لمستقبل السعودية. خلال زيارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الأخيرة، عُرضت عليه مجسمات للمشاريع، وأُبرمت عدة صفقات بمليارات الدولارات مع مستثمرين أميركيين، ما يعكس الرهان السياسي الكبير على نجاح نيوم. طموحات بن سلمان بوضع اسمه بجانب أعظم البنائين في التاريخ تبدو اليوم على المحك. تروجينا تمثل جوهرة براقة في تاج نيوم، لكنها أيضًا مرآة لمدى هشاشة المشروع. هل يمكن حقًا بناء قرية تزلج وسط الصحراء؟ وهل المال وحده قادر على تحريك جبال الواقع؟ السنوات الأربع القادمة ستكون حاسمة، ليس فقط لمصير تروجينا، بل لمصير كامل مشروع نيوم، وربما للرؤية الاقتصادية التي يُعلّق عليها ولي العهد مستقبل السعودية ما بعد النفط.


الرأي
منذ 5 ساعات
- الرأي
رئيس وزراء ماليزيا: التكامل الاقتصادي بين دول «آسيان» ومجلس التعاون والصين فرصة استراتيجية لرسم مستقبل مشترك
- رئيس وزراء الصين: توسيع الانفتاح الإقليمي والسعي لبناء سوق ثلاثي موحد ومتكامل أكد رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم أن التكامل الاقتصادي بين دول «آسيان» ومجلس التعاون والصين فرصة استراتيجية لرسم مستقبل مشترك قائم على الاستثمار والابتكار والتكامل بين الشعوب، وذلك في كلمته خلال افتتاح القمة الثلاثية الأولى بين قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وجمهورية الصين الشعبية أعمالها في العاصمة الماليزية كوالالمبور اليوم الثلاثاء. وجاءت الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة برئاسة مشتركة لممثل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ورئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، ورئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، بحضور كبار القادة من الدول الأعضاء في الكتل الثلاث. وشدد إبراهيم في كلمته على أن القمة الثلاثية منصة «غير مسبوقة» بين ثلاث كتل تمتلك إرثا حضاريا غنيا وطموحات اقتصادية متقاربة، مشيدا بدور مجلس التعاون كمركز عالمي للتمويل والطاقة وبالصين التي تقود تحولات في التقنيات الحديثة فيما تمثل (آسيان) نموذجا ناجحا للتكامل السلمي. وعلى الصعيد الاقتصادي قال إن الكتل الثلاث تمثل مجتمعة ناتجا محليا إجماليا يقدر بـ24.87 تريليون دولار أميركي وتضم سكانا يبلغ عددهم 2.15 مليار نسمة. وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين (آسيان) ومجلس التعاون الخليجي بلغ 130.7 مليار دولار فيما وصلت الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى 300.2 مليار دولار. وذكر أن الصين لديها حصة الشريك التجاري الأكبر لـ(آسيان) بتبادل تجاري يقدر بحوالي 700 مليار دولار واستثمارات مباشرة بقيمة 17.3 مليار دولار. وأوضح رئيس الوزراء الماليزي أن شعار القمة يعكس توجهات رئاسة ماليزيا الحالية لـ(آسيان) التي تتمحور حول الشمولية والاستدامة، مستشهدا بالروابط التاريخية الممتدة من طريق الحرير إلى موانئ الخليج ومضيق (ملاكا). وأشار إلى تمكن (آسيان) من تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ جعلها خامس أكبر اقتصاد عالمي بإجمالي ناتج محلي قدره 3.8 تريليون دولار، موضحا أن التكتلات الثلاثة لديها فرصة استثنائية لتعزيز تنسيق السياسات الاقتصادية وتبادل الموارد والتكنولوجيا والخبرات البشرية. من جهته شدد رئيس وزراء الصين لي تشيانغ في كلمته على أهمية توسيع الانفتاح الإقليمي والسعي لبناء «سوق ثلاثي موحد ومتكامل»، قائلا إن هذا التكامل «سيمكن من إطلاق العنان الكامل لقوة التنمية المستندة إلى الانفتاح والابتكار». وأوضح تشيانغ أن عدد سكان الكتل الثلاث وناتجها الاقتصادي يشكلان «ربع إجمالي سكان واقتصاد العالم»، معتبرا أن نجاح الربط بين الأسواق الثلاثة سيخلق «فرصا أعظم للنمو والتأثير الاقتصادي». ولفت إلى انتهاء الصين و(آسيان) فعليا من مفاوضات تحديث النسخة الثالثة من اتفاقية منطقة التجارة الحرة، معربا عن أمله في الإسراع بإتمام اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي. وأوضح أن التباين في المراحل التنموية بين الدول يجب ألا ينظر إليه كعائق «بل يمكن تحويله إلى عنصر قوة من خلال الاحترام المتبادل وتنسيق الاستراتيجيات الاقتصادية وتوزيع الأدوار الصناعية». وأكد أن بكين تدعم مبادرة «حوار الحضارات» التي أطلقها رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم وتطمح لتعزيز التفاهم الثقافي والعمل على مبادرة «الحضارة العالمية» بما يسهم في بناء شراكة حضارية قائمة على السلم والتنمية. وختم تشيانغ كلمته بالاقتباس من الرئيس الصيني شي جين بينغ قائلا «لكي نبدد الضباب ونجد الطريق فإن أعظم قوة تكمن في الوحدة»، داعيا إلى تشكيل قوة دفع تنموية غير مسبوقة في تاريخ التعاون بين التكتلات الثلاثة.


الجريدة
منذ 6 ساعات
- الجريدة
بدء أعمال القمة الثلاثية بين «آسيان» ومجلس التعاون الخليجي والصين
بدأت القمة الثلاثية الأولى بين قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» وجمهورية الصين الشعبية أعمالها في العاصمة الماليزية كوالالمبور اليوم الثلاثاء. وجاءت الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة برئاسة مشتركة لممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ورئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم ورئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ بحضور كبار القادة من الدول الأعضاء في الكتل الثلاث. وأكد إبراهيم في كلمته أن التكامل الاقتصادي بين دول «آسيان» ومجلس التعاون والصين يمثل «فرصة استراتيجية» لرسم مستقبل مشترك قائم على الاستثمار والابتكار والتكامل بين الشعوب. وشدد على أن القمة الثلاثية منصة «غير مسبوقة» بين ثلاث كتل تمتلك إرثاً حضارياً غنياً وطموحات اقتصادية متقاربة، مشيداً بدور مجلس التعاون كمركز عالمي للتمويل والطاقة وبالصين التي تقود تحولات في التقنيات الحديثة فيما تمثل «آسيان» نموذجاً ناجحاً للتكامل السلمي. وعلى الصعيد الاقتصادي، قال إن الكتل الثلاث تمثل مجتمعة ناتجاً محلياً إجمالياً يقدر بـ24.87 تريليون دولار أمريكي وتضم سكانا يبلغ عددهم 2.15 مليار نسمة. وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين «آسيان» ومجلس التعاون الخليجي بلغ 130.7 مليار دولار فيما وصلت الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى 300.2 مليار دولار. وذكر أن الصين لديها حصة الشريك التجاري الأكبر لـ«آسيان» بتبادل تجاري يقدر بحوالي 700 مليار دولار واستثمارات مباشرة بقيمة 17.3 مليار دولار. وأوضح رئيس الوزراء الماليزي أن شعار القمة يعكس توجهات رئاسة ماليزيا الحالية لـ«آسيان» التي تتمحور حول الشمولية والاستدامة مستشهدا بالروابط التاريخية الممتدة من طريق الحرير إلى موانئ الخليج ومضيق «ملاكا». وأشار إلى تمكن «آسيان» من تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ جعلها خامس أكبر اقتصاد عالمي بإجمالي ناتج محلي قدره 3.8 تريليون دولار، موضحاً أن التكتلات الثلاثة لديها فرصة استثنائية لتعزيز تنسيق السياسات الاقتصادية وتبادل الموارد والتكنولوجيا والخبرات البشرية. من جهته، شدد رئيس وزراء الصين لي تشيانغ في كلمته على أهمية توسيع الانفتاح الإقليمي والسعي لبناء «سوق ثلاثي موحد ومتكامل»، قائلاً إن هذا التكامل «سيمكن من إطلاق العنان الكامل لقوة التنمية المستندة إلى الانفتاح والابتكار». وأوضح تشيانغ أن عدد سكان الكتل الثلاث وناتجها الاقتصادي يشكلان «ربع إجمالي سكان واقتصاد العالم»، معتبراً أن نجاح الربط بين الأسواق الثلاثة سيخلق «فرصا أعظم للنمو والتأثير الاقتصادي». ولفت إلى انتهاء الصين و«آسيان» فعليا من مفاوضات تحديث النسخة الثالثة من اتفاقية منطقة التجارة الحرة، معرباً عن أمله في الإسراع بإتمام اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي. وأوضح أن التباين في المراحل التنموية بين الدول يجب ألا ينظر إليه كعائق «بل يمكن تحويله إلى عنصر قوة من خلال الاحترام المتبادل وتنسيق الاستراتيجيات الاقتصادية وتوزيع الأدوار الصناعية». وأكد أن بكين تدعم مبادرة «حوار الحضارات» التي أطلقها رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم وتطمح لتعزيز التفاهم الثقافي والعمل على مبادرة «الحضارة العالمية» بما يسهم في بناء شراكة حضارية قائمة على السلم والتنمية. وختم تشيانغ كلمته بالاقتباس من الرئيس الصيني شي جين بينغ قائلاً «لكي نبدد الضباب ونجد الطريق فإن أعظم قوة تكمن في الوحدة»، داعياً إلى تشكيل قوة دفع تنموية غير مسبوقة في تاريخ التعاون بين التكتلات الثلاثة. وتأتي القمة الثلاثية بين «آسيان» ومجلس التعاون الخليجي والصين ضمن أعمال القمة الـ46 لرابطة «آسيان» المنعقدة في كوالالمبور وهي القمة الأولى من نوعها التي تجمع بين التكتلات الثلاثة في إطار تنسيق إقليمي مشترك. وانطلقت في وقت سابق اليوم أعمال القمة الثنائية الثانية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان».