
مطارات إسبانيا مأوى موقت لمهاجرين يعملون ولا يستطيعون دفع الإيجار
على الرغم من أنه ليس عاطلاً عن العمل، يضطر فيكتور فرناندو ميسا، المواطن البيروفي (45 عامًا)، إلى قضاء لياليه في مطار مدريد، إذ لا يكفيه أجره لاستئجار مسكن في العاصمة الإسبانية.
كل مساء، يحرص ميسا على الوصول إلى مطار باراخاس قبل الساعة التاسعة ليلاً، قبل بدء عمليات التدقيق التي فُرضت حديثًا في محاولة للحد من مبيت عشرات المشردين في المطار.
وتعيش السلطات الإسبانية صراعًا داخليًا بشأن هذه الظاهرة، التي باتت تطال أيضًا مطارات برشلونة، وبالما دي مايوركا، وتينيريفي، في ظل تزايد أعداد الأشخاص الذين يجدون في هذه المنشآت العامة ملاذًا أكثر أمانًا من الشارع أو محطات المترو، وفقا لوكالة «فرانس برس».
-
-
يقول ميسا: «نحن لا نطلب شيئًا سوى أن نُترك لحالنا، وأن يُعاملنا الناس كبشر، لا كحيوانات». ويعبر عن استيائه من طريقة تعامل الشركة المشغّلة للمطارات «أيينا»، التي تنفي مسؤوليتها وتؤكد أن محطات المطار غير مخصصة لإيواء المشردين.
يعمل ميسا في مجال نقل الأثاث، ويأمل في توفير المال ليستأجر شقة يتقاسمها مع شقيقه. لكن الواقع السكني في مدريد يزداد صعوبة، فوفقًا لمنصة «إيديلاستيا»، ارتفع إيجار الشقق الصغيرة (60 مترًا مربعًا) من 690 يورو إلى 1300 يورو خلال عشر سنوات فقط.
ويضيف ميسا، وقد غلبه الأسى: «النوم هنا مرير.. النظرات مليئة بالاحتقار، والعنصرية حاضرة بقوة». ويفكر جديًا بالعودة إلى البيرو قريبًا: «سأعمل بضع سنوات أخرى حتى أبلغ الخمسين، ثم أرحل».
الحال لا يختلف كثيرًا في برشلونة، حيث يمضي عامل البناء المالي زوو، 62 عامًا، لياليه في المطار أيضًا، ويقول: «النوم هنا بشع. الناس ينظرون إلينا بدونية».
غياب الحلول الجذرية
دراسة حديثة أعدها تحالف «لا ميسا بارا لا أوسبيتاليداد» الذي يضم جمعيات كاثوليكية، أظهرت أن حوالي 421 شخصًا قضوا ليلتهم في مارس 2025 في محطات مطار باراخاس وحدها، 78% منهم رجال، ومعظمهم أجانب، وأكثر من ثلثهم يعملون، ونصفهم تقريبًا يقيمون في المطار منذ أكثر من ستة أشهر.
يغادر هؤلاء المطار صباحًا، ولكنهم يضطرون إلى العودة إليه ليلًا، وسط غياب الحلول الجذرية.
وتحولت هذه الأزمة إلى قضية خلاف بين الحكومة المركزية التي تشرف على «أيينا» برئاسة الاشتراكي بيدرو سانشيز، وبين سلطات بلدية مدريد والمحافظة الخاضعتين لسيطرة الحزب الشعبي المحافظ. فقد تبادلت الجهات المسؤولية عن توفير الرعاية الاجتماعية للمشردين، خاصة أن كثيرين منهم أجانب ويخضعون لنظام الحماية الدولية.
وبينما اتفقت الجهات المتنازعة على تكليف شركة استشارات خارجية بإجراء إحصاء رسمي لهؤلاء، يبقى الواقع على حاله، ولا يعول ميسا كثيرًا على النتائج المنتظرة في نهاية يونيو، قائلاً: «لا نريد مساعدة. لا نريد شيئًا. فقط دعونا وشأننا».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 2 ساعات
- الوسط
هيئات أركان الجيوش الغربية تتأهب بجدية لـ«الحرب الإدراكية»
تتعامل هيئات أركان الجيوش الغربية بقدر كبير من الجدية مع مفهوم الحرب الإدراكية (أو المعرفية) الجديد، ومفاده أن الجيوش يجب أن تكون متأهبة لحروب تكون فيها ساحة المعركة عقول المواطنين، ولكن ليس فقط من خلال عمليات التأثير المألوفة. ويشمل مصطلح «الحرب الإدراكية» ظواهر متنوعة، كالحملة الأخيرة على «تيك توك» لدعم اليمين المتطرف في رومانيا، ومتلازمة هافانا الغامضة التي طالت دبلوماسيين أميركيين العام 2016، ومناورات الصين للترويج للوحدة مع تايوان، وفقا لوكالة «فرانس برس». ويتمثل العنصر المشترك بين هذه الأحداث المتباينة في العقل البشري، الذي أصبح التأثير عليه أسهل من أي وقت مضى بفضل الترابط الفائق بين مجتمعات العالم. ورأى اللفتنانت كولونيل الفرنسي فرنسوا دو كلوزيل أن «العقل البشري ساحة المعركة الجديدة في القرن الحادي والعشرين». وأوضح الضابط الفرنسي، الذي أعدّ تقريرًا لحلف شمال الأطلسي (ناتو) عن هذا الموضوع، أن «الأمر يتعلق بإضعاف الخصم من دون بدء القتال رسميًا. إنها حرب صامتة». - - وأضاف: «سنسعى إلى تغيير طريقة التفكير. سنعمل على الانتباه، واللغة، والتعلم، والذاكرة، والإدراك، والفكر. أي على كامل نطاق الآليات المعرفية». وذكر على سبيل المثال شبكة التواصل الاجتماعي «تيك توك»، التي تخضع شركتها الأم «بايت دانس» للمحاسبة أمام الحزب الشيوعي الصيني، والتي تُضعف الشباب «بإبعادهم عن القراءة». وقال عالم الأنثروبولوجيا المتخصص في الهندسة الاجتماعية، والملحق بهيئة الأركان العامة للجيش الفرنسي، أكسل دوكورنو: «من يتحكم بالخوارزمية يتحكم بالسردية، سواء بالنسبة إلى تيك توك للصين أو إكس للولايات المتحدة». إلّا أنه يشدد على أن «الحرب المعرفية تتطلب تأثيرًا على نطاق أوسع بكثير». «ضباب» من هذا المنطلق، لا تعدو حملات التضليل كونها تكتيكًا واحدًا ليس إلاّ، من بين تكتيكات أخرى، ضمن استراتيجية أوسع نطاقًا، قد تشمل تقنيات أخرى مثل نشر صور خفية أو حتى موجات كهرومغناطيسية للتأثير بشكل مباشر على الدماغ. هذه إحدى الفرضيات المطروحة لتفسير متلازمة هافانا، التي عانى منها عشرات الدبلوماسيين الأميركيين المتمركزين في كوبا العام 2016. وكان التأثير ملموسًا بدرجة كبيرة، ومن وجوهه: الصداع، وطنين الأذن، وعدم القدرة على التركيز، وفقدان القدرات المعرفية. وقال عالم الأعصاب المشارك في التحقيق، جيمس جوردانو، الذي تحدث بصفته الشخصية، إن القضية أحدثت ما يشبه تأثير كرة الثلج، إذ ظن آلاف الأشخاص الآخرين أنهم تأثروا، واضطرت السلطات إلى تخصيص إمكانات كبيرة جدًا للتحقق من الوضع. ولاحظ جوردانو، الذي يدير مركز مستقبل الحرب في جامعة الدفاع بواشنطن، أن «الغموض الناتج عن هذا النوع من العمليات يُحدث ضبابًا، ويتساءل المرء عما إذا كان الأمر صحيحًا أم لا». ديمقراطيات هشّة وتبنت كل من الصين وروسيا هذه المسألة منذ مدة طويلة. وأشار فرنسوا دو كلوزيل إلى أن «العقيدة العسكرية الصينية تدمج ثلاثة مجالات: الفضاء المادي كالبر والجو والبحر والفضاء، والفضاء الإلكتروني، والفضاء المعرفي». أما الروس، «فقد أدركوا منذ زمن بعيد أهمية استخدام الكائن البشري لأغراض سياسية». ولاحظ أن الأنظمة الديمقراطية أكثر عرضة للخطر، لكونها تمتنع، من حيث المبدأ، عن المناورات التي تتجاوز نطاق التأثير. وأضاف: «أما نحن، أي الديمقراطيات الليبرالية، فلا نعمل، أقله علنًا، على أسلحة تُغيّر المفاهيم، بينما ليست لدى خصومنا أي مشكلة تتعلق بالأخلاقيات». واعتبر أكسل دوكورنو أن الحملات الإعلامية العدائية التي استهدفت فرنسا في منطقة الساحل أو كاليدونيا الجديدة قد تندرج ضمن هذا المنطق؛ ففي هذه الحالة، تستند الحرب المعرفية إلى نقطة ضعف سابقة مرتبطة بجراح التاريخ الاستعماري، و«التصدعات المجتمعية، والمشاكل العالقة أو الخاضعة للنقاش»، بهدف تعميق الانقسامات، و«إثارة الاحتجاجات والفوضى». وتكون نتيجة ذلك انعدام الثقة في المؤسسات وتعميق الانقسامات. وعن كيفية الحماية عند اكتشاف هذه التكتيكات، في معظم الأحيان بعد فوات الأوان، شدد أكسل دوكورنو على ضرورة تحديد نقاط ضعف المجتمعات، وتدريب المواطنين على مرحلة متقدمة من الحسّ النقدي، أي «الإدراك فوق المعرفي»، وهو وسيلة لابتعاد المرء عن أفكاره ومشاعره الخاصة. أما السويد، فأنشأت من جهتها «وكالة للدفاع النفسي» العام 2022 لتحديد التهديدات وتنسيق جهود الجهات المعنية، سواء أكانت عسكرية أو مدنية، أو كانت تنتمي إلى القطاع العام أو الخاص.


الوسط
منذ 2 ساعات
- الوسط
اقتراح تشريع أوروبي للحدّ من قدرة القاصرين على استخدام الشبكات الاجتماعية
تسعى دول أوروبية، من بينها فرنسا، إلى الحدّ من قدرة القاصرين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، في ضوء الانتشار الواسع للمحتويات التي تُشكّل خطرًا على الأطفال، مثل التنمر الإلكتروني والتضليل وخطاب الكراهية. ولدى الاتحاد الأوروبي أصلًا أحد أكثر التشريعات صرامةً في العالم فيما يتعلق بتنظيم الشركات الرقمية العملاقة، لكنّ الدعوات إلى مزيد من التشدد تتزايد بين الدول السبع والعشرين الأعضاء، في ضوء ما تُظهره الدراسات من آثار سلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية والجسدية، وفقًا لوكالة «فرانس برس». وفي هذا السياق، اقترحت اليونان، بدعم من فرنسا وإسبانيا، تنظيم استخدام الأطفال للمنصات الإلكترونية، وسط مخاوف من طبيعتها الإدمانية. وتُقدّم هذه الدول أفكارها، اليوم الجمعة، خلال اجتماع وزاري في لوكسمبورغ. وقالت وزيرة الشؤون الرقمية الفرنسية كلارا شاباز: «لدينا فرصة لا يمكن أن نفوّتها، وهذا ما جئت اليوم لأقوله للمفوضية الأوروبية». - - ورأى وزير الشؤون الرقمية اليوناني ديميتريس باباستيريو في تصريح له: «إنّ أوروبا يجب أن تكون قادرة على التصرف بشكل مناسب في أسرع وقت ممكن». ويتضمن الاقتراح اليوناني تحديد سن رشد رقمي على مستوى الاتحاد الأوروبي، بحيث لا يستطيع الأطفال الذين لم يبلغوه استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من دون موافقة الوالدين. وأعربت دول أخرى عن دعمها للاقتراح بعد نشره الشهر الفائت، من بينها الدنمارك، التي ستتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر اعتبارًا من يوليو، وقد وعدت بجعل هذه القضية أولوية. وكانت فرنسا في طليعة تنظيم المنصات، إذ أقرت عام 2023 قانونًا يُلزم المنصات بالحصول على موافقة الوالدين في حال كان المستخدمون دون الخامسة عشرة. إلا أن هذا الإجراء لم ينل بعد الموافقة اللازمة من الاتحاد الأوروبي. كما ألزمت فرنسا هذا العام المواقع الإباحية بالتحقق من أعمار المستخدمين، بهدف منع الأطفال من ولوجها. وقد دفع هذا الإجراء ثلاثة من هذه المواقع، هي «يوبورن» و«بورن هب» و«ريد تيوب»، إلى حجب صفحاتها في فرنسا هذا الأسبوع احتجاجًا على هذا الشرط. وبضغط من الحكومة الفرنسية، حظر تطبيق «تيك توك» أيضًا، يوم الأحد، وسم «سكيني توك» SkinnyTok الذي يروّج للنحافة المفرطة. التحقق من العمر وتؤكد اليونان أن هدفها هو حماية الأطفال من المخاطر المرتبطة بالإفراط في استخدام الإنترنت. ولا يحدد الاقتراح العمر الذي ينبغي اعتماده كـ«سن رشد رقمي»، لكن باباستيريو رأى أن المنصات يجب أن تعرف العمر الحقيقي لمستخدميها «حتى لا تُقدّم محتوى غير مناسب للقاصرين». وتشكو فرنسا واليونان وإسبانيا من وجود خوارزميات تُعرّض الأطفال لمحتوى إدماني قد يُفاقم القلق والاكتئاب ومشاكل تقدير الذات. وتُبدي هذه الدول أيضًا قلقها من التعرّض المُبكر للشاشات، الذي يُعتقَد أنه يُعيق تنمية مهارات التواصل الاجتماعي وغيرها من مهارات التعلم الأساسية لدى القاصرين. ودعا مُقدّمو الاقتراح إلى «تطبيق على مستوى الاتحاد الأوروبي يدعم آليات الرقابة الأبوية، ويُتيح التحقق السليم من العمر، ويُقيّد استخدام القاصرين لبعض التطبيقات». وطالبوا بأن تلحظ أجهزة مثل الهواتف الذكية نظامًا للتحقق من العمر. وترغب المفوضية الأوروبية في إطلاق تطبيق للتحقق من العمر الشهر المقبل، يضمن في الوقت نفسه عدم الإفصاح عن البيانات الشخصية. ونشر الاتحاد الأوروبي في مايو الفائت إرشادات موقتة للمنصات تهدف إلى توفير حماية أفضل للقاصرين، ومن المُقرر اعتمادها نهائيًا هذا الشهر بعد استشارة عامة. وتشمل هذه الإرشادات، غير المُلزِمة راهنًا، ضبط حسابات الأطفال تلقائيًا على الوضعية الخاصة، بالإضافة إلى تبسيط خيارات الحظر وكتم الإشعارات. وتُجري بروكسل في الوقت الراهن، بموجب قانون الخدمات الرقمية الأوروبي الجديد، تحقيقًا في عدم توفير منصتي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«إنستغرام»، المملوكتين لمجموعة «ميتا» الأميركية، بالإضافة إلى «تيك توك»، حماية كافية للأطفال من المحتوى الضار. وفتحت المفوضية الأوروبية خلال الأسبوع الفائت أيضًا تحقيقًا في أربعة مواقع إباحية لعدم منعها الأطفال من ولوج محتويات مخصصة للبالغين.


الوسط
منذ يوم واحد
- الوسط
المستشار الألماني يطالب ترامب بـ«مزيد من الضغط» على روسيا
طالب المستشار الألماني فريدريش ميرتس الرئيس الأميركي دونالد ترامب بممارسة مزيد من الضغط على روسيا لوقف الحرب في أوكرانيا، وذلك أثناء زيارته له في البيت الأبيض اليوم الخميس، بحسب وكالة «فرانس برس». وقال ميرتس لترامب في المكتب البيضاوي «تعلمون أننا وفرنا الدعم لأوكرانيا ونحن نتطلع إلى مزيد من الضغط على روسيا» من أجل وقف الحرب. في المقابل، أشاد ترامب بزيادة ألمانيا لإنفاقها الدفاعي، وقال ترامب للمستشار الألماني «أعلم أنكم تنفقون في الوقت الراهن مزيدا من المال على الدفاع (...) وهذا أمر جيد».