logo
ألونسو وريال مدريد.. ولادة الحقبة الجديدة من رماد غرفة ملابس مشتعلة

ألونسو وريال مدريد.. ولادة الحقبة الجديدة من رماد غرفة ملابس مشتعلة

الغدمنذ 6 ساعات

اضافة اعلان
في ما اعتبر أسوأ سر محفوظ في عالم كرة القدم، تم الإعلان رسميا عن تعيين تشابي ألونسو مديرا فنيا جديدا لريال مدريد.فبعد أن أعلن الشهر الحالي عن رحيله المرتقب عن باير ليفركوزن في الصيف، وقع نجم الوسط السابق في ريال مدريد وليفربول عقدا يمتد لثلاث سنوات في ملعب سانتياجو برنابيو، ليكون خليفة لكارلو أنشيلوتي.إنها نهاية حتمية، وإن كانت مشوبة ببعض المرارة، للفترة الثانية لأنشيلوتي على رأس الجهاز الفني للنادي الملكي.وأخيرًا، نعيش لحظة الانتقال المنتظرة بشدة؛ الأسطورة الإيطالية تفسح المجال ليتولى تدريب البرازيل، ويعود "الوريث الشاب" إلى البرنابيو.هذا التغيير في القيادة – من أنجح مدرب في تاريخ النادي إلى نجم صاعد في عالم التدريب – يحمل دلالات رمزية كبيرة. فهو يجسد نهاية حقبة وبداية أخرى جديدة تحمل الكثير من التشويق.وقد ساعد على إتمام هذه الصفقة موقف باير ليفركوزن المتسم بالعقلانية الفطرية، إذ التزم النادي الألماني باتفاق شفهي مع ألونسو، بعدم الوقوف في طريقه إذا ما تلقى عرضا لا يمكن رفضه.يستعد ريال مدريد الآن لمستقبل يقوده نجمه السابق في خط الوسط، إذ يرى الرئيس فلورنتينو بيريز أن تشابي ألونسو هو الحل طويل الأمد.نجاح المدرب البالغ من العمر 43 عاما مع باير ليفركوزن رفع مكانته في عالم التدريب، ويؤمن ريال مدريد بأنه يمتلك الحدة التكتيكية والذكاء العاطفي لقيادة مرحلة انتقالية كبرى على مستوى الأجيال.ففي الموسم الماضي، قاد ألونسو ليفركوزن للتتويج بلقب الدوري الألماني من دون أي خسارة، إضافة إلى إحراز كأس ألمانيا، وذلك في أول موسم كامل له كمدرب لفريق أول.لكن المهمة التي تنتظره في ريال مدريد ضخمة للغاية. فهو سيستلم فريقًا في مرحلة تغير، يحتاج فيه إلى التوفيق بين وجود كيليان مبابي وتأثيره المتوقع، ودور فينيسيوس جونيور القيادي، خصوصا وأن النجم البرازيلي يستعد لتوقيع عقد طويل الأمد.كما سيتعين على ألونسو دمج المواهب الشابة الصاعدة مثل إندريك وأردا جولر، في الوقت نفسه الذي يبدأ فيه بإبعاد عناصر الحرس القديم، مع ضرورة تحقيق الألقاب فورا.وسيتعين عليه أيضا التعامل مع إدارة ترغب في التأثير، وجماهير لا تقبل إلا بالنجاح الفوري، وبيئة إعلامية ستحاكمه بمعايير شبه مستحيلة منذ اليوم الأول.يمتلك ألونسو المؤهلات التكتيكية، لكنه الآن في مدريد.. حيث لا يكفي أن تكون موهوبا لتضمن البقاء.وبعد التتويج بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، فإن موسما واحدا من دون ألقاب كان كافيا لتبرير قرار إنهاء عهد كارلو أنشيلوتي.لكن لا يمكن التقليل من حجم ما قدمه أنشيلوتي للنادي. فقد حصد 15 لقبًا – أكثر من أي مدرب في تاريخ ريال مدريد – عبر حقبتين مختلفتين من النجاح، والاستقرار، والثورة الهادئة.لقد جلب أنشيلوتي الهيبة والهدوء إلى قلب الفوضى. فاز بأسلوب راق من دون حاجة للصراخ، وأعاد النظام حين كان النادي على حافة الانهيار.عندما عاد كارلو أنشيلوتي إلى ريال مدريد في العام 2021، عقب الاستقالة المفاجئة لزين الدين زيدان، كان النادي في حالة من التوهان.فأعمال تجديد ملعب "سانتياجو برنابيو" كانت في منتصف الطريق، والتشكيلة كانت محدودة، وكان هناك شعور ملموس بانعدام التوجه. ومع ذلك، جلب أنشيلوتي الهدوء والوضوح والمصداقية – وأطلق شرارة نهضة مذهلة.في موسمه الأول بعد العودة، ورغم رحيل عناصر بارزة مثل سيرجيو راموس ورفاييل فاران، قاد الفريق لتحقيق ثلاثية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الإسباني – وهو إنجاز لم يكن يتوقعه كثيرون في ظل التحديات البنيوية.فقد ظلت بعض النقاط الأساسية في الفريق من دون معالجة، بسبب الضغوط المالية الناتجة عن ارتفاع تكاليف تجديد الملعب. لكن من خلال إدارة بشرية ناجحة، وبراغماتية تكتيكية، وتألق فردي، استطاع أنشيلوتي قيادة الفريق نحو القمة.غير أن ذلك النجاح زرع بذور التوتر المستقبلي، إذ لم يتم تعزيز التشكيلة بشكل كبير، ولم يتم تعويض اللاعبين المغادرين – خاصة توني كروس – كما يجب.وحين وصل مبابي مؤخرا، من باريس سان جيرمان الصيف الماضي، اعتقد الرئيس فلورنتينو بيريز أن الفريق سيقفز خطوة إضافية نحو التفوق.لكن التصدعات كانت بدأت تظهر بالفعل، ليس فقط على المستوى التكتيكي، بل داخل غرفة الملابس أيضا.فمن خلف الأبواب المغلقة، بدأت الخلافات تطفو على السطح بشأن التحضير البدني والانضباط، وأصبح بيريز، المعروف بتدخله العميق، يعبر عن إحباطه بصوت أعلى.وصدرت تعليقات متعالية من مقصورة الإدارة بشأن ضعف الالتزام الدفاعي من النجوم الكبار، رغم الاجتماعات المتكررة بينهم وبين المدرب لمحاولة معالجة الوضع، وأسلوب أنشيلوتي في إدارة المواهب الصاعدة.طرحت تساؤلات حول تعامله الحذر مع أردا جولر، وظهرت شكوك حول ما إذا كان إندريك سيزدهر تحت قيادة أنشيلوتي.لم تكن التوترات انفجارية، لكنها أصبحت دائمة. وبحلول تشرين الأول (أكتوبر)، شعرت قيادة النادي أن أنشيلوتي لا يتعامل مع المشكلات بشكل كاف، وبدأت فكرة تغيير المسار داخل مدريد تترسخ تدريجيا.على أرض الملعب، فقد الفريق ترابطه. غرفة الملابس – التي كانت يوما ما موحدة تحت يد أنشيلوتي الهادئة – بدأت تتفكك. بعض اللاعبين الأساسيين توقفوا عن الإصغاء له، بينما شعر آخرون بالضجر من أسلوبه الهادئ.لكن أكثر ما زعزع الاستقرار ربما كان التنافس الخفي بين فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي، إذ كان كل منهما يرغب بأن يكون "وجه" الفريق.مبابي كان يفضل اللعب في العمق، بينما رأى فينيسيوس أنه استحق أن يكون النجم الأول. لم تكن هناك مواجهة علنية، لكن الديناميكية على أرض الملعب كانت كاشفة؛ ففي اللحظات الحاسمة، لم يكونا يبحثان عن بعضهما البعض. وكان التوتر واضحا للطاقم الفني وزملاء الفريق على حد سواء.أنشيلوتي، الذي طالما تميز بإدارته الهادئة للنجوم، وجد نفسه يعاني، واعترف في جلسات خاصة بأن هذه واحدة من أصعب غرف الملابس التي أشرف عليها في مسيرته.وفي بعض الأحيان، كانت لقاءاته الإعلامية التي تسبق المباريات قصيرة وحادة، إذ شعر بأنه لا يتلقى الدعم الكافي من إدارة النادي كما كان يتوقع.ففي كانون الثاني (يناير)، طلب التعاقد مع الظهير الأيمن كايل ووكر لتعويض الغيابات الطويلة لكل من داني كارفاخال وإيدر ميليتاو، لكن الإدارة رفضت الطلب.ورغم كل ذلك، ظل المدرب البالغ من العمر 65 عاما، يحافظ على احترامه العلني للنادي. وكرر دائما الجملة ذاتها: "سأبقى في مدريد طالما أن النادي يرغب في ذلك".وبالنسبة للجماهير، بدت تلك الكلمات تعبيرا عن الوفاء. أما بالنسبة لبيريز، فقد كانت تفسر على أنها نوع من الضغط.والآن، فإن تولي تدريب منتخب البرازيل سيكون هو الفصل المقبل في مسيرة أنشيلوتي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فوز شرفي لبرشلونة على بلباو في ختام الدوري الإسباني
فوز شرفي لبرشلونة على بلباو في ختام الدوري الإسباني

رؤيا نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • رؤيا نيوز

فوز شرفي لبرشلونة على بلباو في ختام الدوري الإسباني

أسدل الستار على بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم هذا الموسم بفوز برشلونة بطل المسابقة على مضيفه أتلتيك بلباو بنتيجة 3-صفر ضمن منافسات الجولة 38 والأخيرة يوم الأحد. يدين الفريق الكتالوني بهذا الفوز لنجمه البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم الفريق الذي سجل هدفين في غضون دقائق قليلة. أحرز ليفاندوفسكي الهدف الأول بلمسة رائعة في الشباك بتسديد الكرة فوق أوناي سيمون حارس مرمى بلباو مستفيدا من تمريرة بينية من زميله فيرمين لوبيز في الدقيقة 14. ومنح روبرت ليفاندوفسكي بهذه البصمة الهدف رقم 100 لفريقه في بطولة الدوري الإسباني هذا الموسم. وبعدها بثلاث دقائق، نفذ البرازيلي رافينيا ركلة ركنية غير أحد مدافعي بلباو مسارها ليكملها ليفاندوفسكي برأسه في الشباك مسجلا الهدف الثاني له ولفريقه. ورفع النجم البولندي المخضرم رصيده إلى 27 هدفا ليحل ثانيا في قائمة الهدافين خلف كيليان مبابي نجم ريال مدريد الذي سجل 31 هدفا لينتزع جائزتي الحذاء الذهبي كأفضل هداف في إسبانيا والدوريات الأوروبية. وفي الدقيقة 88 وقف جميع الحاضرين في مدرجات ملعب سان ماميس ولاعبو الفريقين والجهاز الفني لأتلتيك بلباو والبدلاء لتحية نجم الفريق أوسكار دي ماركوس عند استبداله بمناسبة اعتزاله بنهاية الموسم وخوض آخر مباراة على ملعب سان ماميس معقل فريقه. ولم تتوقف اللحظات المثيرة عند هذا الحد بل احتسب الحكم ركلة جزاء بعد اللجوء لتقنية حكم الفيديو المساعد 'فار' التي أشارت بوجود عرقلة من يوري بيرشيتش لاعب بلباو ضد داني أولمو. وسدد أولمو الركلة بنجاح ليسجل الهدف الثالث لبرشلونة في الدقيقة 94 رافعا رصيده إلى 10 أهداف في الدوري الإسباني ويختتم أهداف فريقه هذا الموسم. وكرر برشلونة بهذا الفوز أيضا التفوق على بلباو للمرة الثالثة هذا الموسم بعد الفوز 2-1 في مباراة الدور الأول، والفوز بهدفين دون رد في قبل نهائي كأس السوبر الإسباني. وتجاوز برشلونة بطل الثلاثية المحلية أيضا كبوة الخسارة 2-3 وسط جماهيره أمام فياريال في الجولة الماضية التي شهدت تسليمه كأس البطولة، ليرفع رصيده إلى 88 نقطة في الصدارة. أما بلباو فقد انكسرت سلسلة انتصاراته في ثلاث مباريات متتالية ليتجمد رصيده عند 70 نقطة في المركز الرابع، المؤهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل 2025-2026.

رسمياً.. كيليان مبابي يتوج بجائزة الحذاء الذهبي
رسمياً.. كيليان مبابي يتوج بجائزة الحذاء الذهبي

رؤيا نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • رؤيا نيوز

رسمياً.. كيليان مبابي يتوج بجائزة الحذاء الذهبي

حسم النجم الفرنسي كيليان مبابي رسمياً جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي لموسم 2024-2025، بعد انتهاء الجولة الأخيرة من الدوري الإنكليزي الممتاز، حيث تفوّق على منافسيه رغم محاولات المصري محمد صلاح للحاق به. دخل صلاح مباراة ليفربول أمام كريستال بالاس وهو بحاجة إلى تسجيل ثلاثة أهداف على الأقل لتجاوز رقم مبابي، لكنه اكتفى بهدف واحد في الدقيقة الـ85، لتنتهي المباراة بالتعادل 1-1، مما جعله يتوقّف عند 29 هدفاً و58 نقطة. واحتلّ صلاح المركز الثالث في ترتيب الحذاء الذهبي خلف السويدي فيكتور غيوكيريس مهاجم سبورتنغ لشبونة، الذي أنهى موسمه برصيد 39 هدفاً و58.5 نقطة. أما مبابي، فقد سجّل 31 هدفاً في الدوري الإسباني، ليحقّق 62 نقطة، متوّجاً بالجائزة للمرة الأولى في مسيرته، بعد منافسة شرسة استمرت حتى اللحظات الأخيرة من الموسم.

ألونسو وريال مدريد.. ولادة الحقبة الجديدة من رماد غرفة ملابس مشتعلة
ألونسو وريال مدريد.. ولادة الحقبة الجديدة من رماد غرفة ملابس مشتعلة

الغد

timeمنذ 6 ساعات

  • الغد

ألونسو وريال مدريد.. ولادة الحقبة الجديدة من رماد غرفة ملابس مشتعلة

اضافة اعلان في ما اعتبر أسوأ سر محفوظ في عالم كرة القدم، تم الإعلان رسميا عن تعيين تشابي ألونسو مديرا فنيا جديدا لريال مدريد.فبعد أن أعلن الشهر الحالي عن رحيله المرتقب عن باير ليفركوزن في الصيف، وقع نجم الوسط السابق في ريال مدريد وليفربول عقدا يمتد لثلاث سنوات في ملعب سانتياجو برنابيو، ليكون خليفة لكارلو أنشيلوتي.إنها نهاية حتمية، وإن كانت مشوبة ببعض المرارة، للفترة الثانية لأنشيلوتي على رأس الجهاز الفني للنادي الملكي.وأخيرًا، نعيش لحظة الانتقال المنتظرة بشدة؛ الأسطورة الإيطالية تفسح المجال ليتولى تدريب البرازيل، ويعود "الوريث الشاب" إلى البرنابيو.هذا التغيير في القيادة – من أنجح مدرب في تاريخ النادي إلى نجم صاعد في عالم التدريب – يحمل دلالات رمزية كبيرة. فهو يجسد نهاية حقبة وبداية أخرى جديدة تحمل الكثير من التشويق.وقد ساعد على إتمام هذه الصفقة موقف باير ليفركوزن المتسم بالعقلانية الفطرية، إذ التزم النادي الألماني باتفاق شفهي مع ألونسو، بعدم الوقوف في طريقه إذا ما تلقى عرضا لا يمكن رفضه.يستعد ريال مدريد الآن لمستقبل يقوده نجمه السابق في خط الوسط، إذ يرى الرئيس فلورنتينو بيريز أن تشابي ألونسو هو الحل طويل الأمد.نجاح المدرب البالغ من العمر 43 عاما مع باير ليفركوزن رفع مكانته في عالم التدريب، ويؤمن ريال مدريد بأنه يمتلك الحدة التكتيكية والذكاء العاطفي لقيادة مرحلة انتقالية كبرى على مستوى الأجيال.ففي الموسم الماضي، قاد ألونسو ليفركوزن للتتويج بلقب الدوري الألماني من دون أي خسارة، إضافة إلى إحراز كأس ألمانيا، وذلك في أول موسم كامل له كمدرب لفريق أول.لكن المهمة التي تنتظره في ريال مدريد ضخمة للغاية. فهو سيستلم فريقًا في مرحلة تغير، يحتاج فيه إلى التوفيق بين وجود كيليان مبابي وتأثيره المتوقع، ودور فينيسيوس جونيور القيادي، خصوصا وأن النجم البرازيلي يستعد لتوقيع عقد طويل الأمد.كما سيتعين على ألونسو دمج المواهب الشابة الصاعدة مثل إندريك وأردا جولر، في الوقت نفسه الذي يبدأ فيه بإبعاد عناصر الحرس القديم، مع ضرورة تحقيق الألقاب فورا.وسيتعين عليه أيضا التعامل مع إدارة ترغب في التأثير، وجماهير لا تقبل إلا بالنجاح الفوري، وبيئة إعلامية ستحاكمه بمعايير شبه مستحيلة منذ اليوم الأول.يمتلك ألونسو المؤهلات التكتيكية، لكنه الآن في مدريد.. حيث لا يكفي أن تكون موهوبا لتضمن البقاء.وبعد التتويج بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، فإن موسما واحدا من دون ألقاب كان كافيا لتبرير قرار إنهاء عهد كارلو أنشيلوتي.لكن لا يمكن التقليل من حجم ما قدمه أنشيلوتي للنادي. فقد حصد 15 لقبًا – أكثر من أي مدرب في تاريخ ريال مدريد – عبر حقبتين مختلفتين من النجاح، والاستقرار، والثورة الهادئة.لقد جلب أنشيلوتي الهيبة والهدوء إلى قلب الفوضى. فاز بأسلوب راق من دون حاجة للصراخ، وأعاد النظام حين كان النادي على حافة الانهيار.عندما عاد كارلو أنشيلوتي إلى ريال مدريد في العام 2021، عقب الاستقالة المفاجئة لزين الدين زيدان، كان النادي في حالة من التوهان.فأعمال تجديد ملعب "سانتياجو برنابيو" كانت في منتصف الطريق، والتشكيلة كانت محدودة، وكان هناك شعور ملموس بانعدام التوجه. ومع ذلك، جلب أنشيلوتي الهدوء والوضوح والمصداقية – وأطلق شرارة نهضة مذهلة.في موسمه الأول بعد العودة، ورغم رحيل عناصر بارزة مثل سيرجيو راموس ورفاييل فاران، قاد الفريق لتحقيق ثلاثية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الإسباني – وهو إنجاز لم يكن يتوقعه كثيرون في ظل التحديات البنيوية.فقد ظلت بعض النقاط الأساسية في الفريق من دون معالجة، بسبب الضغوط المالية الناتجة عن ارتفاع تكاليف تجديد الملعب. لكن من خلال إدارة بشرية ناجحة، وبراغماتية تكتيكية، وتألق فردي، استطاع أنشيلوتي قيادة الفريق نحو القمة.غير أن ذلك النجاح زرع بذور التوتر المستقبلي، إذ لم يتم تعزيز التشكيلة بشكل كبير، ولم يتم تعويض اللاعبين المغادرين – خاصة توني كروس – كما يجب.وحين وصل مبابي مؤخرا، من باريس سان جيرمان الصيف الماضي، اعتقد الرئيس فلورنتينو بيريز أن الفريق سيقفز خطوة إضافية نحو التفوق.لكن التصدعات كانت بدأت تظهر بالفعل، ليس فقط على المستوى التكتيكي، بل داخل غرفة الملابس أيضا.فمن خلف الأبواب المغلقة، بدأت الخلافات تطفو على السطح بشأن التحضير البدني والانضباط، وأصبح بيريز، المعروف بتدخله العميق، يعبر عن إحباطه بصوت أعلى.وصدرت تعليقات متعالية من مقصورة الإدارة بشأن ضعف الالتزام الدفاعي من النجوم الكبار، رغم الاجتماعات المتكررة بينهم وبين المدرب لمحاولة معالجة الوضع، وأسلوب أنشيلوتي في إدارة المواهب الصاعدة.طرحت تساؤلات حول تعامله الحذر مع أردا جولر، وظهرت شكوك حول ما إذا كان إندريك سيزدهر تحت قيادة أنشيلوتي.لم تكن التوترات انفجارية، لكنها أصبحت دائمة. وبحلول تشرين الأول (أكتوبر)، شعرت قيادة النادي أن أنشيلوتي لا يتعامل مع المشكلات بشكل كاف، وبدأت فكرة تغيير المسار داخل مدريد تترسخ تدريجيا.على أرض الملعب، فقد الفريق ترابطه. غرفة الملابس – التي كانت يوما ما موحدة تحت يد أنشيلوتي الهادئة – بدأت تتفكك. بعض اللاعبين الأساسيين توقفوا عن الإصغاء له، بينما شعر آخرون بالضجر من أسلوبه الهادئ.لكن أكثر ما زعزع الاستقرار ربما كان التنافس الخفي بين فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي، إذ كان كل منهما يرغب بأن يكون "وجه" الفريق.مبابي كان يفضل اللعب في العمق، بينما رأى فينيسيوس أنه استحق أن يكون النجم الأول. لم تكن هناك مواجهة علنية، لكن الديناميكية على أرض الملعب كانت كاشفة؛ ففي اللحظات الحاسمة، لم يكونا يبحثان عن بعضهما البعض. وكان التوتر واضحا للطاقم الفني وزملاء الفريق على حد سواء.أنشيلوتي، الذي طالما تميز بإدارته الهادئة للنجوم، وجد نفسه يعاني، واعترف في جلسات خاصة بأن هذه واحدة من أصعب غرف الملابس التي أشرف عليها في مسيرته.وفي بعض الأحيان، كانت لقاءاته الإعلامية التي تسبق المباريات قصيرة وحادة، إذ شعر بأنه لا يتلقى الدعم الكافي من إدارة النادي كما كان يتوقع.ففي كانون الثاني (يناير)، طلب التعاقد مع الظهير الأيمن كايل ووكر لتعويض الغيابات الطويلة لكل من داني كارفاخال وإيدر ميليتاو، لكن الإدارة رفضت الطلب.ورغم كل ذلك، ظل المدرب البالغ من العمر 65 عاما، يحافظ على احترامه العلني للنادي. وكرر دائما الجملة ذاتها: "سأبقى في مدريد طالما أن النادي يرغب في ذلك".وبالنسبة للجماهير، بدت تلك الكلمات تعبيرا عن الوفاء. أما بالنسبة لبيريز، فقد كانت تفسر على أنها نوع من الضغط.والآن، فإن تولي تدريب منتخب البرازيل سيكون هو الفصل المقبل في مسيرة أنشيلوتي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store