logo
مطالب بحماية حقوق المبدعين في قمة باريس العالمية حول الذكاء الاصطناعي

مطالب بحماية حقوق المبدعين في قمة باريس العالمية حول الذكاء الاصطناعي

الجزيرة٠٩-٠٢-٢٠٢٥

تشكل الضمانات التي يطالب بها مؤلفو الأعمال الفنية والثقافية لحماية حقوقهم أحد المواضيع المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وذلك عشية القمة العالمية حول الذكاء الاصطناعي التي تستضيفها باريس الاثنين والثلاثاء. إذ يثير تطور هذه التكنولوجيا قلق الممثلين والموسيقيين والكتاب وسواهم، خشية تراجع دورهم أو استخدام إبداعاتهم.
وقبل ذلك، في السبت والأحد، تُستبق القمة بـ"نهاية أسبوع ثقافية" في فرنسا، والتي كانت أول بلد يضع قانونا لحماية حقوق المؤلف، والذي كان وراءه الكاتب المسرحي الفرنسي "بومارشيه". ورغم أن الثقافة من غير المتوقع أن تكون على جدول أعمال المناقشات بين رؤساء الدول والحكومات، إلا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد اهتمامه بهذا الموضوع.
وقال ماكرون في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية مناطقية نشرت الجمعة: "أسمع هذا الخوف، وأريد أن أقول في هذا الصدد إن فرنسا ستظل صاحبة صوت واضح، يحمي خصوصية العبقرية والموهبة والاعتراف بالحقوق وحماية الملكية الفكرية".
دعوات لإجراءات ملموسة
وفي هذا السياق، دعت 38 منظمة دولية تمثل جميع القطاعات الإبداعية والثقافية، في بيان أصدرته الجمعة، إلى التحرك لاتخاذ إجراءات ملموسة، داعية للقيام بـ"أفعال لا مجرد أقوال".
وشدد البيان الذي ضم اتحادات من مختلف القطاعات على أن "لا وجود لذكاء اصطناعي يحترم الأخلاقيات من دون التراخيص التي يمنحها أصحاب الحقوق".
وفي مقال نشرته صحيفة "لو باريزيان" على موقعها الإلكتروني، حذر 34 ألف فنان فرنسي من مختلف القطاعات، كالموسيقى والسينما والمسرح والأدب والفنون البصرية وغيرها، من النهب المنهجي لأعمالهم، داعين إلى إيجاد "حلول عادلة ودائمة"، وكان من بينهم المغني الفرنسي "جان جاك غولدمان".
إضرابات قلقة
وقد شهدت الولايات المتحدة منذ عام 2023 إضرابين بارزين، طالبا بضمانات في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك في مدينة صناعة السينما "هوليود" ثم في قطاع ألعاب الفيديو، بدعوة من نقابة الممثلين الأميركيين "ساغ- أفترا" (SAG-AFTRA).
وتعد حقوق ممثلي الدبلجة من أكثر القضايا إثارة للجدل، إذ يشعر هؤلاء بأن حقوقهم المتعلقة بالملكية الفكرية تُنتهَك كل يوم، وأصواتهم تُنسخ أو تُقلد من دون موافقتهم أو من دون مقابل مالي، نتيجة لهذا التقدم التكنولوجي. ولحماية حقوقهم، أطلق هؤلاء المدبلجون في فرنسا حملة بعنوان "لا تلمس النسخة الفرنسية الخاصة بي" (#TouchePasMaVF)، وقد أبدوا انزعاجهم بأن مطالبهم طالما قوبلت بالتجاهل.
في هذا الصدد، علّقت الممثلة الفرنسية "بريجيت لوكوردييه" لوسائل الإعلام في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي معبرة عن ضيقها قائلة إن: "الوزارة لم تستقبلنا حتى الآن. ونحن 5 آلاف ممثل نحاول، بطريقة أو بأخرى… ولا شيء ينجح. يبدو أن الأمر لا يهمهم".
الذكاء الاصطناعي.. بين دفتين
أما الكتّاب، ورغم أنهم أقل اتحادا، فإنهم يدركون أيضا أن أعمالهم تستغل من دون مقابل مالي، وبطرق يصعب اكتشافها. ولكن على عكس ممثلي الدبلجة، فإن بعضهم يستفيدون من أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" (ChatGPT) و"جيميناي" (Gemini) و"ديب سيك" (DeepSeek) و"لو تشات" (Le Chat).
وعن هذا، صرح أحدهم مشترطا عدم ذكر اسمه "أن هذه الأدوات تساعدني على إنجاز عملي التوثيقي بصورة أسرع".
ورغم ذلك فإنهم يُجمعون تقريبا على رفضهم استخدام كتبهم لتوفير إجابات لمؤلفين آخرين، ويدعمون إيجاد حل يتمثل في إعطائهم الحق في الاعتراض على هذا الاستخدام، فيما يُعرف بـ"الانسحاب الاختياري" (Opt-Out).
وفي الخميس الماضي، طلبت جمعية الأدباء في فرنسا والتي تمثل المؤلفين من "الجهات المعنية بالذكاء الاصطناعي"، احترام "قائمة الأعمال التي لا يحق لهم استخدامها"، والتي تخص أعضاءها، والتشاور معها عند الحاجة.
وفي سياق متصل، أثارت جمعية "إس إيه سي دي" (SACD)، المعنية بالمسرح والسينما، ضجة كبيرة بعد توقيعها اتفاقا مع شركة "جيناريو" الفرنسية الناشئة، لتوفير المساعدة في كتابة السيناريوهات باستخدام الذكاء الاصطناعي. ورغم أن الاتفاق نص على منح المؤلفين بدلات مالية مقابل استخدام أعمالهم، فإن بعض كتّاب السيناريو وصفوا هذا الأمر بـ"النهب".
الموسيقى والذكاء الاصطناعي
وفي مجال الموسيقى، تتوفر إغراءات قوية أمام تلك الصناعة بسبب الإمكانات الكبيرة التي يوفرها لها الذكاء الاصطناعي، إذ يمكنه إعادة إنتاج أصوات الفنانين وإنشاء ألبومات مزيفة، مثل الألبوم المزيف لفرقة "أويسيس"، وأغنية فرقة البيتلز التي أعيد صوغها باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بعد أكثر من 40 عاما من وفاة "جون لينون". فقد حصلت، الأحد الماضي، الأغنية التي تحمل عنوان "ناو أند ذن" (Now and Then) على "جائزة غرامي" (Grammy Awards).
وكمثال آخر على ذلك، تستغل الملحنة الفرنسية دولورينتيس إمكانات التكنولوجيا الحديثة في أعمالها، وستقدم عرضا في ختام "نهاية الأسبوع الثقافية".
وصرحت دولورينتيس لوكالة الصحافة الفرنسية أنه "عندما تكون ملحنة مثلي وحدها في الأستوديو، وترغب في الحصول على أصوات ذكورية، من الرائع أن يكون لديها أداة تفعل ذلك من أجلها". ولكن في ما يتعلق بمسألة الأخلاقيات، أعربت الملحنة عن أسفها لغياب الفنانين عن النقاشات حول تلك الأخلاقيات المرتبطة بهذه التكنولوجيا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انقطاع الكهرباء بجنوب فرنسا والشرطة تحقق في حرائق متعمدة
انقطاع الكهرباء بجنوب فرنسا والشرطة تحقق في حرائق متعمدة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

انقطاع الكهرباء بجنوب فرنسا والشرطة تحقق في حرائق متعمدة

تحقق الشرطة الفرنسية في احتمال أن يكون حريق متعمد هو السبب الرئيسي لانقطاع التيار الكهربائي في منطقة الألب البحرية بجنوب البلاد، بما في ذلك مدينة كان التي تستضيف حفل اختتام مهرجانها السينمائي العالمي السنوي الشهير اليوم السبت. وقال متحدث باسم الدرك الوطني الفرنسي "نبحث في احتمال إشعال حريق عمدا"، مضيفا أن الشرطة لم تعتقل أحدا حتى الآن. وذكرت السلطات المحلية لمنطقة الألب البحرية في وقت سابق اليوم أن الجزء الغربي من المنطقة، الذي يضم مدينة كان، يعاني من انقطاع كبير في التيار الكهربائي وأن شبكة النقل والكهرباء تعمل على إعادة التيار. وأوضح مهرجان كان السينمائي أن حفل الختام يقام في موعده مساء السبت، وقال في بيان إن القصر الذي يحتضن الحفل الختامي استفاد من مصدر طاقة مستقل "ما يسمح بإقامة جميع الفعاليات والعروض المقررة -بما في ذلك حفل الختام- كما هو مخطط لها وفي ظروف طبيعية". عمل تخريبي وذكرت صحيفة لوباريزيان أن التيار عاد إلى 160 ألف منزل متضرر بعد الظهر، وذلك بعد حوالي ست ساعات من الانقطاع. وأضافت أن أعمال تخريب مست أحد أعمدة خط التوتر العالي الذي يزود مدينة كان بالطاقة في بلدية فيلنوف-لوبِيه، وفق ما أعلنه المدعي العام في مدينة غراس ومحافظ الألب-البحرية. ونقلت لوباريزيان عن شبكة النقل والكهرباء قولها إنها سجلت حادثتين منفصلتين، الأولى كانت حريقا وقع في محطة توتر عال في تانيرون (إقليم فار) فجر السبت، وقد تمت السيطرة عليه. لكن هذا الحريق أضعف الشبكة الكهربائية المحلية، ما تسبب في سقوط أحد الأعمدة الكهربائية حوالي الساعة 10 صباحا على خط توتر عال، وهذا الحادث هو الذي تسبب مباشرة في الانقطاع. وتابعت أنه وفقا للمعلومات الأولية من التحقيق، فسبب ما جرى "عمل تخريبي متعمد"، حسبما صرح به المدعي العام في غراس داميان سافارزيكس، حيث استهدف عمود واحد فقط. وشجبت محافظة الألب-البحرية "الأعمال التخريبية الخطيرة التي تمس بسلامة البنية التحتية الكهربائية". حريق ثان أما بخصوص الحريق الثاني الذي اندلع في محطة التوتر العالي في تانيرون (فار)، فقد أكدت الدرك الوطني الفرنسي للصحيفة أنه يرجح أن يكون عملا إجراميا ونتيجة حريق متعمد. وأُوكل التحقيق إلى فرقة أبحاث الدرك، وقد فتح مكتب النيابة تحقيقا في القضية. وأوضحت الصحيفة أن الانقطاع أثر على برنامج كان السينمائي، حيث وقع أثناء عرض فيلم. وأفادت إدارة المهرجان أن العروض استؤنفت في قصر المهرجانات بفضل مولد كهربائي مستقل، مؤكدة أن حفل اختتام المهرجان لن يتأثر. وفي كان أيضا، ذكرت قناة تلفزيونية محلية أن الشرطة البلدية تدير حركة المرور لأن إشارات المرور توقفت عن العمل. كما لوحظ اضطراب كبير في الشبكة الهاتفية، بحسب صحيفة لوباريزيان. وعانت من تداعيات المشكلة مجموعة بلديات، وقال رجال الإطفاء في الألب-البحرية للصحيفة إنهم قاموا "بحوالي مئة تدخل لتحرير أشخاص عالقين في المصاعد منذ صباح السبت"، وظلوا طيلة اليوم يقومون بتدخلات حسب درجة الاستعجال. كما تعطلت حركة القطارات بسبب انقطاع في نظام الإشارات في كان. وقال عمدة كان دافيد ليسنار في اتصال مع لوباريزيان إن الانقطاع تسبب في مشاكل هائلة في الحياة اليومية للسكان والتجار، خاصة مئات المطاعم، وحركة النقل.

العري ممنوع بمهرجان كان والنقاش يشتد بين المؤيدين والمعارضين
العري ممنوع بمهرجان كان والنقاش يشتد بين المؤيدين والمعارضين

الجزيرة

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

العري ممنوع بمهرجان كان والنقاش يشتد بين المؤيدين والمعارضين

في خطوة ملفتة، فوجئ الحضور ب مهرجان كان السينمائي في فرنسا هذا العام بشروط جديدة همت اللباس تحديدا، حيث أُعلن عن حظر أي زي رسمي يُعتبر "مكشوفا جدا"، بحسب ما أكدته صحيفة لوباريزيان الفرنسية. وتحدثت الصحيفة اليوم السبت عن وثيقة مكونة من 11 صفحة صدرت خلال المهرجان الذي بدأ هذا الأسبوع وينتهي في 24 من الشهر الجاري، وورد فيه أنه "لأسباب تتعلق باللياقة، يُمنع العري عند السجادة الحمراء وفي أي مكان آخر ضمن فعاليات المهرجان". وحظر المنظمون الملابس "ذات الحجم الذي يعيق حركة الضيوف"، وخصوصا الألبسة ذات "الذيل الطويل" و"الأنسجة الشفافة"، وبعبارة أخرى- تتابع الصحيفة- العري ممنوع، والزي لا يجب أن يكون طويلا جدا، ولا قصيرا جدا، أو شفافا. أحذية عادية وتابعت أنه وفقا للتوجيهات الجديدة التي أرسلت لجميع المشاركين في المهرجان، فقد منع حمل حقائب الظهر، وحقائب اليد المصنوعة من القماش والتي تستخدم كثيرا خلال التسوق وعلى الشواطئ، وذلك إلى جانب الحقائب الكبيرة. كما طُلب من النساء ارتداء أحذية أنيقة سواء بالكعب أو بدونه، دون أن يفرض عليهن ارتداء أحذية ذات كعب عال، فيما منعن من ارتداء أحذية رياضية. وذكرت لوباريزيان أن إدارة المهرجان لم توضح أسباب هذا القرار، وزادت أنه جاء في سياق ازدياد ظهور الفساتين الشفافة خلال حفلات العرض الرسمية، وخاصة في دورة العام الماضي، حيث حضرت إحدى العارضات وهي ترتدي زيا اعتبر شفافا أكثر من اللازم، وكذلك فعلت عارضة أخرى بمهرجان جوائز الأغنية في الولايات المتحدة هذا العام. إعلان وما أثار الانتقاد أيضا، كون هذه الخطوة جاءت قبل أربعة أيام فقط من بدء المهرجان، حيث الأزياء كانت جاهزة بالفعل، ونقلت الصحيفة الفرنسية عن أحد موظفي العلاقات العامة استغرابه للتأخر في إرسال هذه التعليمات الجديدة، مبرزا أنها لا تخص فساتين الممثلات بل الناشطين في التواصل الاجتماعي الذين يرتدون أزياء مثيرة وغريبة للفت الانتباه. نقاش ساخن وتضيف لوباريزيان أن الممثلة هالي بيري، عضو لجنة التحكيم، اضطرت إلى احترام القواعد وترك فستان ذيل طويل جدا في خزانتها، وقالت: "كان فستانا رائعا، لكن الذيل طويل جدا، وبالطبع اتبعت القواعد لذلك غيرت الفستان". وأثار القرار الجديد نقاشا ساخنا وسط رواد التواصل الاجتماعي بين من أكد أن "بعض النساء يظهرن شبه عاريات، وهذا فظ، لذلك من الجيد وضع حد لذلك" مثلما قالت جوسي (57 سنة)، توضح لوباريزيان. أما المعارضون فيرون أن هذه الشروط الجديدة سخيفة وخطوة للوراء، مثل سيمون (31 عاما) الذي قال إنه يفهم منع الرجال من الصعود وهم يرتدون السراويل القصيرة، لكنه لا يستوعب منع النساء من ارتداء ما يردنه. ضع روحك على كفك وسر يشار إلى أن مهرجان كان شهد عرض الفيلم الوثائقي "ضع روحك على كفك وسر"، في تكريم خاص لبطلته الراحلة فاطمة حسونة من قطاع غزة وللمخرجة الإيرانية سـبيدة فارسي. وتقول المخرجة إن الفيلم جاء ردة فعل فنية على ما وصفتها بالمجازر المقترفة في حق الفلسطينيين. وأمضت الشهيدة فاطمة شهورا في توثيق الغارات الجوية، وتدمير منزلها، ومعاناتها من النزوح المستمر، لكنها استشهدت في غارة إسرائيلية استهدفت منزل عائلتها في شارع النفق بمدينة غزة، قبل أن تحتفل بزفافها. وكانت إحدى آخر عبارات فاطمة على حسابها في منصة فيسبوك قولها: "إذا متُّ، أريد موتًا صاخبًا. لا أريد أن أكون مجرد خبر عاجل، أو مجرد رقم في مجموعة، أريد موتًا يسمعه العالم، وأثرًا يبقى عبر الزمن، وصورة خالدة لا يمحى أثرها بمرور الزمان أو المكان".

مطالب بحماية حقوق المبدعين في قمة باريس العالمية حول الذكاء الاصطناعي
مطالب بحماية حقوق المبدعين في قمة باريس العالمية حول الذكاء الاصطناعي

الجزيرة

time٠٩-٠٢-٢٠٢٥

  • الجزيرة

مطالب بحماية حقوق المبدعين في قمة باريس العالمية حول الذكاء الاصطناعي

تشكل الضمانات التي يطالب بها مؤلفو الأعمال الفنية والثقافية لحماية حقوقهم أحد المواضيع المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وذلك عشية القمة العالمية حول الذكاء الاصطناعي التي تستضيفها باريس الاثنين والثلاثاء. إذ يثير تطور هذه التكنولوجيا قلق الممثلين والموسيقيين والكتاب وسواهم، خشية تراجع دورهم أو استخدام إبداعاتهم. وقبل ذلك، في السبت والأحد، تُستبق القمة بـ"نهاية أسبوع ثقافية" في فرنسا، والتي كانت أول بلد يضع قانونا لحماية حقوق المؤلف، والذي كان وراءه الكاتب المسرحي الفرنسي "بومارشيه". ورغم أن الثقافة من غير المتوقع أن تكون على جدول أعمال المناقشات بين رؤساء الدول والحكومات، إلا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد اهتمامه بهذا الموضوع. وقال ماكرون في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية مناطقية نشرت الجمعة: "أسمع هذا الخوف، وأريد أن أقول في هذا الصدد إن فرنسا ستظل صاحبة صوت واضح، يحمي خصوصية العبقرية والموهبة والاعتراف بالحقوق وحماية الملكية الفكرية". دعوات لإجراءات ملموسة وفي هذا السياق، دعت 38 منظمة دولية تمثل جميع القطاعات الإبداعية والثقافية، في بيان أصدرته الجمعة، إلى التحرك لاتخاذ إجراءات ملموسة، داعية للقيام بـ"أفعال لا مجرد أقوال". وشدد البيان الذي ضم اتحادات من مختلف القطاعات على أن "لا وجود لذكاء اصطناعي يحترم الأخلاقيات من دون التراخيص التي يمنحها أصحاب الحقوق". وفي مقال نشرته صحيفة "لو باريزيان" على موقعها الإلكتروني، حذر 34 ألف فنان فرنسي من مختلف القطاعات، كالموسيقى والسينما والمسرح والأدب والفنون البصرية وغيرها، من النهب المنهجي لأعمالهم، داعين إلى إيجاد "حلول عادلة ودائمة"، وكان من بينهم المغني الفرنسي "جان جاك غولدمان". إضرابات قلقة وقد شهدت الولايات المتحدة منذ عام 2023 إضرابين بارزين، طالبا بضمانات في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك في مدينة صناعة السينما "هوليود" ثم في قطاع ألعاب الفيديو، بدعوة من نقابة الممثلين الأميركيين "ساغ- أفترا" (SAG-AFTRA). وتعد حقوق ممثلي الدبلجة من أكثر القضايا إثارة للجدل، إذ يشعر هؤلاء بأن حقوقهم المتعلقة بالملكية الفكرية تُنتهَك كل يوم، وأصواتهم تُنسخ أو تُقلد من دون موافقتهم أو من دون مقابل مالي، نتيجة لهذا التقدم التكنولوجي. ولحماية حقوقهم، أطلق هؤلاء المدبلجون في فرنسا حملة بعنوان "لا تلمس النسخة الفرنسية الخاصة بي" (#TouchePasMaVF)، وقد أبدوا انزعاجهم بأن مطالبهم طالما قوبلت بالتجاهل. في هذا الصدد، علّقت الممثلة الفرنسية "بريجيت لوكوردييه" لوسائل الإعلام في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي معبرة عن ضيقها قائلة إن: "الوزارة لم تستقبلنا حتى الآن. ونحن 5 آلاف ممثل نحاول، بطريقة أو بأخرى… ولا شيء ينجح. يبدو أن الأمر لا يهمهم". الذكاء الاصطناعي.. بين دفتين أما الكتّاب، ورغم أنهم أقل اتحادا، فإنهم يدركون أيضا أن أعمالهم تستغل من دون مقابل مالي، وبطرق يصعب اكتشافها. ولكن على عكس ممثلي الدبلجة، فإن بعضهم يستفيدون من أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" (ChatGPT) و"جيميناي" (Gemini) و"ديب سيك" (DeepSeek) و"لو تشات" (Le Chat). وعن هذا، صرح أحدهم مشترطا عدم ذكر اسمه "أن هذه الأدوات تساعدني على إنجاز عملي التوثيقي بصورة أسرع". ورغم ذلك فإنهم يُجمعون تقريبا على رفضهم استخدام كتبهم لتوفير إجابات لمؤلفين آخرين، ويدعمون إيجاد حل يتمثل في إعطائهم الحق في الاعتراض على هذا الاستخدام، فيما يُعرف بـ"الانسحاب الاختياري" (Opt-Out). وفي الخميس الماضي، طلبت جمعية الأدباء في فرنسا والتي تمثل المؤلفين من "الجهات المعنية بالذكاء الاصطناعي"، احترام "قائمة الأعمال التي لا يحق لهم استخدامها"، والتي تخص أعضاءها، والتشاور معها عند الحاجة. وفي سياق متصل، أثارت جمعية "إس إيه سي دي" (SACD)، المعنية بالمسرح والسينما، ضجة كبيرة بعد توقيعها اتفاقا مع شركة "جيناريو" الفرنسية الناشئة، لتوفير المساعدة في كتابة السيناريوهات باستخدام الذكاء الاصطناعي. ورغم أن الاتفاق نص على منح المؤلفين بدلات مالية مقابل استخدام أعمالهم، فإن بعض كتّاب السيناريو وصفوا هذا الأمر بـ"النهب". الموسيقى والذكاء الاصطناعي وفي مجال الموسيقى، تتوفر إغراءات قوية أمام تلك الصناعة بسبب الإمكانات الكبيرة التي يوفرها لها الذكاء الاصطناعي، إذ يمكنه إعادة إنتاج أصوات الفنانين وإنشاء ألبومات مزيفة، مثل الألبوم المزيف لفرقة "أويسيس"، وأغنية فرقة البيتلز التي أعيد صوغها باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بعد أكثر من 40 عاما من وفاة "جون لينون". فقد حصلت، الأحد الماضي، الأغنية التي تحمل عنوان "ناو أند ذن" (Now and Then) على "جائزة غرامي" (Grammy Awards). وكمثال آخر على ذلك، تستغل الملحنة الفرنسية دولورينتيس إمكانات التكنولوجيا الحديثة في أعمالها، وستقدم عرضا في ختام "نهاية الأسبوع الثقافية". وصرحت دولورينتيس لوكالة الصحافة الفرنسية أنه "عندما تكون ملحنة مثلي وحدها في الأستوديو، وترغب في الحصول على أصوات ذكورية، من الرائع أن يكون لديها أداة تفعل ذلك من أجلها". ولكن في ما يتعلق بمسألة الأخلاقيات، أعربت الملحنة عن أسفها لغياب الفنانين عن النقاشات حول تلك الأخلاقيات المرتبطة بهذه التكنولوجيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store