
"واشنطن تتبنّى وجهة نظر العدو... ولجنة المراقبة تنفّذ مُهمّة غير معلنة" ملاعب لـ"الديار": على الجيش تجميد التعاون معها إذا تكرّر العدوان
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
لم يكن تلويح قيادة الجيش بوقف التعاون مع الآلية المعتمدة مع لجنة الإشراف ومراقبة تطبيق وقف إطلاق النار، إلاّ رسالةً بالغة الوضح والأهمية، كونها أتت في سياقٍ لبناني معترض بقوة وفاعلية، على ما يعتبره أكثر من مسؤول وخبير عسكري، نوعًا من التشكيك من قبل هذه اللجنة بالمهمات الميدانية التي يتمّ تنفيذها، وبالتالي الانحياز، إلى جانب ما يُروّجه العدو "الإسرائيلي" عن "تنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، على مستوى الاعتداء الأخير على الضاحية الجنوبية في الأسبوع الماضي.
ومن ضمن هذا السياق، يتحدث الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب لـ "الديار"، عن المهمة المعلنة للجنة مراقبة وقف إطلاق النار، معتبرا أنها "آلية أو ميكانيزم لتطبيق هذا القرار من حيث المبدأ، إنما ما ثبت حتى الآن، هو أن هذه الآلية قد أُبلغت لمجلس الوزراء اللبناني مجتمعا، ودُوّنت في محضر الجلسة واطلع عليها اللبنانيون، وليست آليةً اعتُمدت ما بين فريقين. وبالتالي، من الممكن أن يكون هناك نصّ آخر بين الولايات المتحدة و "إسرائيل"، لم يطلع عليه لبنان هذه كمهام خاصة بهذه اللجنة".
إلاّ أن المفاجأة في ما يشهده لبنان اليوم، كما يكشف ملاعب، هو أن "واشنطن تتبنّى وجهة النظر "الإسرائيلية" بشكل كامل، وتُعلن نوعا من تحديد مهامٍ للجيش اللبناني بإنهاء وجود حزب الله، وهو كلام خطر، فهي لم تعد آلية تنفيذ وقف إطلاق النار، بقدر ما هي آلية فرض ميكانيزم على لبنان بالطريقة التي عليه التصرف وفقها وبرضى أميركي، حيث يبدو أن مهام هذه اللجنة المعلنة، هي غير المهام التي نقوم بها على الأرض، من دون إغفال أن الإعلام "الإسرائيلي" يتحدث عن أن قصف الضاحية بهذا العنف غير المسبوق، حيث إن 9 أبنية أصبحت ركاماً و59 مبنى قد تضرر و150 عائلة تشرّدت، قد حصل بالتنسيق مع الولايات المتحدة".
وعن بيان قيادة الجيش حول تجميد التعاون مع لجنة المراقبة، يرى أنه "واضح وليس بحاجة لأي تفسير، بمعنى أنه عندما يُطلب إليه التحقق بوجود مراكز أسلحة وتصنيعها في مكان ما، ويقوم بالكشف ويفيد اللجنة بعدم وجود أسلحة او مصانع تصنيع مسيّرات، ثم تقوم رغم ذلك "إسرائيل" بالقصف، فهذا يثبت وجود عدم مصداقية بمهام الجيش وكلامه، لأن اللجنة لم تعترض على الغارات "الإسرائيلية". مع العلم أن الجيش قام بمهمة جديدة في المكان المستهدف، وأثبت عدم وجود أسلحة".
وعن تداعيات أي تجميد لتعاون الجيش مع اللجنة، يقول أنه "يجب ترقّب كيفية ردّ وتعاطي اللجنة، وإذا كانت ستقوم "إسرائيل" بالقصف مجددا، لأنه في تلك الحالة على لبنان أن يتّخذ الموقف الذي وعد به، لأنه من الوضوح الإشارة بأن احتضان الانتقال السياسي في لبنان عربيا وأوروبيا وأميركيا ، يفترض على لبنان وضع أساسٍ للحراك الديبلوماسي اللبناني، لمعالجة أسباب المشكلة وليس نتائجها. فالسبب هو الاحتلال "الإسرائيلي"، وعند زواله يستطيع لبنان أن يضع كل السلاح الموجود خارج إطار الشرعية اللبنانية، تحت السلطة الشرعية أي أنه سيسلم لا بل يصادر. وبالتالي، من المهم أن يعلن لبنان ما يريده وأن يترجم الاحتضان العربي والدولي على أرض الواقع، عبر الضغط على الولايات المتحدة لكي تنفذ هذا المطلب. بمعنى أن لبنان لا يرفع العشرة ويسكت على الواقع، والمطلوب على الأقلّ، أن يعترف العدو "الإسرائيلي" بانسحاب متزامن مع تنفيذ بند حصرية السلاح، أي أن يكون هناك وعد بالانسحاب في فترة معينة، مقابل تنظيف منطقة معينة، ووضع آلية عمل بهذا الاتجاه، وعندها من الممكن أن نحصل على نتيجة، وأن تنجح لجنة المراقبة في تنفيذ وقف إطلاق النار".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
لبنان لن يرتاح من ضربات إسرائيل وسط تمسك الحزب بسلاحه
اعتبر النائب سامي الجميل أن لبنان لن يرتاح من الضربات الإسرائيلية طالما 'حزب الله' مُصر على الحفاظ على الترسانة العسكرية وإعادة ترميمها، مشيراً إلى أن 'تقوية الجيش هو ضرورة لحماية الحدود والداخل'، وأضاف: 'في المُقابل، يجب استخدام العقل في الصراع مع إسرائيل لا الشعارات الرنانة'. وفي حديثٍ عبر قناة الـ'LBCI'، اليوم الإثنين، قال الجميل: 'على الشريك الشيعي في هذا البلد أن يعلم أن مشكلتنا ليست معه بل مع عدم المساواة بين اللبنانيين ووجود سلاح خارج اطار الدولة ونحن نريد بناء البلد مع الشريك الشيعي'. وتابع: 'توافقنا مع رئيس الجمهورية جوزاف عون على تأجيل الحوار بين اللبنانيين الى ما بعد تسليم السلاح، ولا إمكانية لإجراء مصارحة ومصالحة طالما في ناس معا سلاح وناس ما معا سلاح'. وأكمل: 'لا يمكنني أن أقرر عن الشيعة من يمثلهم ولكن أنا أستطيع أن أرفض التعاطي مع أي حزب مسلح في لبنان إن كان شيعياً أو مسيحياً. يجب وضع خريطة طريق لتسليم السلاح وموضوع دمج عناصر حزب الله في المجتمع يحتاج الى خطة أما نموذج الحشد الشعبي في العراق فنحن نرفضه'. وأضاف: 'عون يحاول استعادة السيادة بأكثر طريقة ايجابية وعبر مدّ اليد والخطر الاكبر أنّه اذا لم يستطع تحقيق ذلك وفشل العهد فقد يكون هناك جولة ثانية من الحرب على لبنان'. وقال: 'أنا مقتنع بأنه باللحظة التي يتخذ فيها حزب الله قراراً بتفكيك منظومته العسكرية، لن نعود بحاجة الى اليونيفيل ولا الى أي شيء آخر. وبمعزل عن المفاوضات الإيرانية الأميركية فإن موضوع حزب الله محسوم، فحصر السلاح بيد الجيش اللبناني أصبح قراراً محسوماً دولياً'. وتابع: 'لأول مرة يتم الحديث بجدية عن موضوع السلاح في المخيمات الفلسطينية ولا يمكننا الحكم قبل أن نرى شيئا ملموساً فلننتظر بضعة أيام لنحكم على الموضوع'. وفي شأن آخر، علق الجميل على مسار الانتخابات البلدية الأخيرة في بيروت، وقال: 'نأسف للشكل الذي حصل فيه الاستحقاق ضمن العاصمة، وحاولنا إقرار المناصفة بالقانون في مجلس النواب ولكن عندما لم تقر المناصفة بالقانون بات هدفنا الحفاظ على المناصفة'. وختم: 'لم نحسم خارطة التحالفات في الانتخابات النيابية ونحن على تواصل دائم مع القوات اللبنانية ومع التغييرين ورئيس الجمهورية وعلى التيار الوطني الحرّ أن يوضّح تموضعه'.


الشرق الجزائرية
منذ ساعة واحدة
- الشرق الجزائرية
عون في الأردن.. ولودريان وتوماس باراك الى بيروت
وضعت نهاية الاجازة الرسمية في عيد الاضحى مساء امس حدا للاجازة السياسية التي امتدت على مدى اربعة ايام، غابت بفعلها التحركات والمواقف، باستثناء ارتدادات غارات اسرائيل على الضاحية الجنوبية، واستمرار الاشكالات بين قوات اليونيفيل والاهالي في بعض قرى الجنوب. وعشية وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في الساعات المقبلة، حيث سيناقش مع المسؤولين اللبنانيين الملفات المحلية كلها من اتفاق وقف النار مرورا بمصير اليونيفيل وصولا الى الاقتصاد، ووسط ترقب لما سيحمله الموفد الاميركي توماس باراك الى بيروت في ما يتصل بموضوع سلاح حزب الله، بقيت الحركة الداخلية في شبه جمود متأثرة بالعطلة. الى الاردن وسط هذه الاجواء، اعلنت رئاسة الجمهورية ان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يغادر اليوم الثلاثاء بيروت إلى عمان في زيارة رسمية إلى المملكة الأردنية الهاشمية تلبية لدعوة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين. وستكون الزيارة مناسبة للتشاور في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى عرض التطورات الإقليمية الراهنة، ويرافق رئيس الجمهورية وفد رسمي. اليونيفيل في الوضع الجنوبي، أوضح الناطق باسم قوات اليونيفيل في لبنان أندريا تيننتي أنّ البقاء سيساعد في حل أي نزاع بين لبنان وإسرائيل. وقال في حديث تلفزيوني 'ندعم الجيش اللبناني في عملية انتشاره جنوبي لبنان ودعمنا للجيش اللبناني 'حجر الأساس' في عملية انتشاره، مشيرًا الى أنّ وجود قوات إسرائيلية جنوبي لبنان يعرقل انتشار الجيش اللبناني والمجتمع الدولي من تنفيذ مهامه تجاه لبنان. وأضاف 'حريصون على ضمان الأمن والاستقرار جنوبي لبنان ونريد تسليم مختلف مهامنا إلى الجيش اللبناني على أرض الواقع.' ولفت الى أنّ لم تحصل محادثات بشأن إنقاص التمويل الدولي لمهمة اليونيفيل في لبنان مؤكدًا أنّ التمويل أمر متروك لمجلس الأمن الدولي وقال: 'أعدادنا لم تتغير جنوبي لبنان حتى الآن.' وأشار تيننتي الى أنّ ' 48 دولة تدعم مهمتنا في لبنان منذ عام 2006 ووجودنا يخلق 'نوعا من الأمل' في منطقة جنوب لبنان'. انهاء الدعم؟ ليس بعيدا، ذكرت صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل' نقلا عن مصادر أميركية أن الولايات المتحدة تدرس إنهاء دعمها لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان 'اليونيفيل'. وكتبت 'الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا بعد بشأن الدعم المستقبلي لقوات 'اليونيفيل'، لكنها تريد إصلاحات كبرى، وهو ما قد يعني إنهاء الدعم'. وأشارت الصحيفة إلى أن تفويض قوات 'اليونيفيل' يتم تمديده مرة واحدة في السنة من خلال قرار من مجلس الأمن الدولي، ويمكن للولايات المتحدة استخدام حق النقض ضد القرار المقبل، والذي من المقرر أن يصدر في آب. ووفقا لصحيفة 'جيروزاليم بوست' فإن الولايات المتحدة قررت بالفعل التصويت ضد تمديد تفويض قوات 'اليونيفيل'. وأضافت: 'اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة وقف عمليات قوات اليونيفيل في جنوب لبنان'. نفي في المقابل، أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية أن التقارير التي تتحدث عن أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على أن عمليات قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان 'اليونيفيل' ستنتهي بأنها 'غير صحيحة'. وأشارت هذه التقارير إلى أن الإدارة الأميركية ليست مهتمة بالتجديد لمهمة اليونيفيل في آب المقبل. وقال المتحدث باسم الخارجية الذي فضل عدم الكشف عن إسمه أن 'هناك محادثات جارية بشأن التجديد لقوات اليونيفيل ولكن هذه التقارير غير صحيحة'. هيكل – بلاسخارت وسط هذه الاجواء، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين هانيس بلاسخارت وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. حصر السلاح في السياسة، قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب انطوان حبشي ان 'للذهاب باتجاه البناء والاعمار يجب على محور الممانعة الوفاء بالالتزامات التي تعهّد بها ووقع عليها من دون قيود أو شروط لكي لا نعود دولة فاشلة ومارقة'، مؤكداً أنّ 'الحلّ الدبلوماسي وحده ينقذ لبنان ويُنهضه من محنته'. أضاف 'بالطبع هناك مسؤولية كبيرة على حزب الله الذي يعيش حالياً حالة إنكار تام، إنما المسؤولية الأكبر تقع اليوم على عاتق الدولة التي يجب ان تحسم أمرها لجهة حصر السلاح بيدها وحدها، كما يجب عليها وضع جدول زمني واضح لجمع السلاح غير الشرعي داخل المخيمات الفلسطينية وخارجها'. وتوجّه الى رئيس الجمهورية 'فخامة الرئيس، من المهمّ جداً أن نعطي إنطباعاً جيداً للرأي العام الداخلي والخارجي بأننا سائرون باتجاه الدولة الحقيقية صاحبة القرار والسيادة على كامل أراضيها، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نحصّن فيها ساحتنا الداخلية ونحصل على الدعم الخارجي المنشود'. واهمون: من جانبه، أكد عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب حسن فضل الله، أن 'ما يعنينا هو قيام الدولة من خلال مؤسساتها بكلّ الخطوات المُمكنة من أجل حِماية مواطنيها، وما صدر من مواقف عن الرؤساء الثلاثة وقيادة الجيش عبر عن الموقف الرسمي للدولة، وهي مواقف تؤكد أن هذا العُدوان هو اعتداء على كلّ لبنان وأنه موضوع برسم الولايات المتّحدة والجهات الراعيّة للإتّفاق. وبعض القوى السياسية وبعضُ الإعلام الداخلي الذين وقفوا ضد موقف الدولة، كانوا في موقع الانقلاب عليها، فحين أتت الدولة وأخذت موقف في وجه العدوّ قام هؤلاء بأخذ مواقف ضدّ الدولة، لأن هؤلاء يراهنون على العدوان الإسرائيلي كيّ يحققوا مكاسب في الداخل، ولم يتعلموا من تجارب الماضي وهم واهمون وهم مخطئون وسيحصدون نتائج هذه الأوهام'.

المدن
منذ ساعة واحدة
- المدن
مصير "اليونيفيل": طموحات إسرائيلية بوصاية مباشرة على لبنان
منعطف جديد يسلكه لبنان على وقع الضغوط الأميركية- الإسرائيلية، تلويحاً بعدم التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، اليونيفيل. يترافق ذلك مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية، مع التركيز على الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي من الواضح أن تل أبيب تريد نقل الاهتمام العسكري إليها، كما إلى مناطق شمال نهر الليطاني. ولا يمكن الفصل بين نية عدم التجديد لقوات اليونيفيل وبين تركيز العمل في شمال نهر الليطاني. شروط كثيرة تظهر الآلية التي يتعاطى فيها الإسرائيليون مع لبنان، أو مع لجنة مراقبة ترتيبات وقف الأعمال العدائية (وقف إطلاق النار) بأن أهدافهم تتجاوز الجانب العسكري أو إزالة ما يسمونه تهديدات حزب الله لمستوطنات الشمال وسكانها، بل هم يركزون على الصورة الجديدة التي يريدون رسمها في المنطقة، وخصوصاً مع لبنان، من خلال فرض شروط أمنية وعسكرية وسياسية حتى. ولذلك كانت إسرائيل تريد التفاوض المباشر، وأرادت سابقاً تشكيل 3 لجان للبحث في كل الملفات، عسكرياً، وحدودياً وحول إطلاق سراح الأسرى. فحتى الآن، ترفض إسرائيل الانسحاب من النقاط الخمس، على الرغم من كل المساعي التي بذلها لبنان، وعلى الرغم من العمل على صيغة متكاملة من قبل مورغان أروتاغوس، تنص على انسحاب إسرائيل من بعض النقاط، إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، ووقف الضربات ضد الحزب، وإعطاء لبنان مهلة زمنية معينة لتسليم السلاح. لكن إسرائيل ترفض ذلك بشكل كامل، وتصر على مواصلة التصعيد وترفض الانسحاب، وسط معلومات تشير إلى أن أي انسحاب إسرائيلي سيكون خاضعاً للتفاوض على شروط كثيرة أمنياً وعسكرياً. وصاية.. تتعاطى إسرائيل مع لبنان بذهنية فرض الوصاية. ففي الوقت الذي يتحدث لبنان عن استراتيجية أمن وطني، من ضمنها استراتيجية دفاعية لمعالجة مشكلة السلاح، فإن المعطيات الديبلوماسية تفيد بأن إسرائيل ترفض ذلك، لأنها تعتبر أن حزب الله سيكون جزءاً من هذه الإستراتيجية وقوتها. بينما تل أبيب لا تريد لحزب الله أن يكون متمتعاً بأي دور عسكري أو امني. لذا، فإن الكثير من الشروط الإسرائيلية تتصل بترتيبات أمنية حول الوضع في الجنوب. وهذه الترتيبات قد تشبه بعض ما ورد في اتفاق الهدنة، وبعض ما ورد في اتفاق 17 أيار 1983، مع الإشارة إلى أن كل هذه الشروط التي تتسرب نقلاً عن الإسرائيليين مرفوضة لبنانياً. سياسياً أيضاً، تريد إسرائيل أن تتدخل، من خلال رفض إعطاء حزب الله دوراً واسعاً على المستوى السياسي، والسعي إلى تطويقه من خلال إضعافه، لأنهم يعتبرون انه بعد سنوات سيتمكن من خلال وضعه الشعبي والسياسي أن يعيد بناء قوته. مصير اليونيفيل على وقع هذه الضغوط الإسرائيلية، يأتي التلويح بعدم التجديد لقوات الطوارئ الدولية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن لا إسرائيل ولا إدارة ترامب يريدان قوات اليونيفيل، لأنهما يعتبران أن لا لزوم لعمل هذه القوة في جنوب الليطاني، طالما تم تفكيك البنى العسكرية لحزب الله، والتركيز سيكون في شمال النهر. وبما انه لا مجال لتوسيع صلاحيات اليونيفيل واعتماد الفصل السابع، وفي ظل اعتراض الدوريات من قبل "الأهالي"، فإن أميركا تريد منح الصلاحيات للجنة المراقبة، التي بدورها ستعمل على تفعيل دور الجيش اللبناني باتجاه هذه المواقع. بمعنى أن لجنة المراقبة تعمل على توجيه الجيش باتجاه المواقع التي تريد مداهمتها وتفكيكها، بدلاً من توجه اليونيفيل، خصوصاً أن القوات الدولية ليس لديها صلاحية بالعمل في شمال نهر الليطاني. هنا يبرز خوف من احتمال أن يؤدي ذلك لاحقاً إلى صدام. وقد يكون الهدف هو وضع الجيش اللبناني في مواجهة حزب الله وبيئته. وهو ما يعرفه الأميركيون. وبحسب ما تشير مصادر متابعة، فإن حسم مصير التمديد لليونيفيل من عدمه سيكون مرتبطاً بزيارة سيجريها وفد عسكري اميركي إلى لبنان، لدراسة وضع اليونيفيل والوضع العسكري في الجنوب، وما حققه الجيش اللبناني حتى الآن، وكيف سيتم التعاطي في المرحلة المقبلة.