مصير "اليونيفيل": طموحات إسرائيلية بوصاية مباشرة على لبنان
منعطف جديد يسلكه لبنان على وقع الضغوط الأميركية- الإسرائيلية، تلويحاً بعدم التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، اليونيفيل. يترافق ذلك مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية، مع التركيز على الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي من الواضح أن تل أبيب تريد نقل الاهتمام العسكري إليها، كما إلى مناطق شمال نهر الليطاني. ولا يمكن الفصل بين نية عدم التجديد لقوات اليونيفيل وبين تركيز العمل في شمال نهر الليطاني.
شروط كثيرة
تظهر الآلية التي يتعاطى فيها الإسرائيليون مع لبنان، أو مع لجنة مراقبة ترتيبات وقف الأعمال العدائية (وقف إطلاق النار) بأن أهدافهم تتجاوز الجانب العسكري أو إزالة ما يسمونه تهديدات حزب الله لمستوطنات الشمال وسكانها، بل هم يركزون على الصورة الجديدة التي يريدون رسمها في المنطقة، وخصوصاً مع لبنان، من خلال فرض شروط أمنية وعسكرية وسياسية حتى. ولذلك كانت إسرائيل تريد التفاوض المباشر، وأرادت سابقاً تشكيل 3 لجان للبحث في كل الملفات، عسكرياً، وحدودياً وحول إطلاق سراح الأسرى.
فحتى الآن، ترفض إسرائيل الانسحاب من النقاط الخمس، على الرغم من كل المساعي التي بذلها لبنان، وعلى الرغم من العمل على صيغة متكاملة من قبل مورغان أروتاغوس، تنص على انسحاب إسرائيل من بعض النقاط، إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، ووقف الضربات ضد الحزب، وإعطاء لبنان مهلة زمنية معينة لتسليم السلاح. لكن إسرائيل ترفض ذلك بشكل كامل، وتصر على مواصلة التصعيد وترفض الانسحاب، وسط معلومات تشير إلى أن أي انسحاب إسرائيلي سيكون خاضعاً للتفاوض على شروط كثيرة أمنياً وعسكرياً.
وصاية..
تتعاطى إسرائيل مع لبنان بذهنية فرض الوصاية. ففي الوقت الذي يتحدث لبنان عن استراتيجية أمن وطني، من ضمنها استراتيجية دفاعية لمعالجة مشكلة السلاح، فإن المعطيات الديبلوماسية تفيد بأن إسرائيل ترفض ذلك، لأنها تعتبر أن حزب الله سيكون جزءاً من هذه الإستراتيجية وقوتها. بينما تل أبيب لا تريد لحزب الله أن يكون متمتعاً بأي دور عسكري أو امني. لذا، فإن الكثير من الشروط الإسرائيلية تتصل بترتيبات أمنية حول الوضع في الجنوب. وهذه الترتيبات قد تشبه بعض ما ورد في اتفاق الهدنة، وبعض ما ورد في اتفاق 17 أيار 1983، مع الإشارة إلى أن كل هذه الشروط التي تتسرب نقلاً عن الإسرائيليين مرفوضة لبنانياً. سياسياً أيضاً، تريد إسرائيل أن تتدخل، من خلال رفض إعطاء حزب الله دوراً واسعاً على المستوى السياسي، والسعي إلى تطويقه من خلال إضعافه، لأنهم يعتبرون انه بعد سنوات سيتمكن من خلال وضعه الشعبي والسياسي أن يعيد بناء قوته.
مصير اليونيفيل
على وقع هذه الضغوط الإسرائيلية، يأتي التلويح بعدم التجديد لقوات الطوارئ الدولية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن لا إسرائيل ولا إدارة ترامب يريدان قوات اليونيفيل، لأنهما يعتبران أن لا لزوم لعمل هذه القوة في جنوب الليطاني، طالما تم تفكيك البنى العسكرية لحزب الله، والتركيز سيكون في شمال النهر. وبما انه لا مجال لتوسيع صلاحيات اليونيفيل واعتماد الفصل السابع، وفي ظل اعتراض الدوريات من قبل "الأهالي"، فإن أميركا تريد منح الصلاحيات للجنة المراقبة، التي بدورها ستعمل على تفعيل دور الجيش اللبناني باتجاه هذه المواقع. بمعنى أن لجنة المراقبة تعمل على توجيه الجيش باتجاه المواقع التي تريد مداهمتها وتفكيكها، بدلاً من توجه اليونيفيل، خصوصاً أن القوات الدولية ليس لديها صلاحية بالعمل في شمال نهر الليطاني.
هنا يبرز خوف من احتمال أن يؤدي ذلك لاحقاً إلى صدام. وقد يكون الهدف هو وضع الجيش اللبناني في مواجهة حزب الله وبيئته. وهو ما يعرفه الأميركيون. وبحسب ما تشير مصادر متابعة، فإن حسم مصير التمديد لليونيفيل من عدمه سيكون مرتبطاً بزيارة سيجريها وفد عسكري اميركي إلى لبنان، لدراسة وضع اليونيفيل والوضع العسكري في الجنوب، وما حققه الجيش اللبناني حتى الآن، وكيف سيتم التعاطي في المرحلة المقبلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 20 دقائق
- IM Lebanon
مقدمة نشرة أخبار الـ'NBN' المسائية ليوم الاثنين في 2025/06/09
حركة دبلوماسية تشهدها الساحة اللبنانية في الأيّام المقبلة أوّلها غدا بوصول الموفد الأميركي جان إيف لودريان الذي سيناقش رزمة كبيرة من الملفات مع المسؤولين اللبنانيين. كما من المتوقع ان يقوم الموفد الأميركي إلى سوريا (توم باراك) بزيارة الى بيروت بعد أن تردد أنه ربما يتولّى مرحلياً الملف اللبناني إلى جانب مهامه خلفاً لمورغان أورتيغاس. الى ذلك تستقبل العاصمة اللبنانية قبيل نهاية الشهر الحالي وفداً وزارياً وأمنياً سورياً برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني. في المقابل يستكمل رئيس الجمهورية جوزف عون جولاته على الدول العربية ويزور الأردن يوم غد الثلاثاء. إلى الضاحية الجنوبية لبيروت التي شهدت مساء الليلة الماضية أعمال كشف وحفر من قبل الجيش اللبناني بحثاً عن منشاَت عسكرية أدعى العدو الإسرائيلي وجودها في منطقة سكنية هي عبارة عن كومة دمار بعد أن طالها القصف في أيام الحرب. وبعد بحث استمر ساعات تحت كاميرات الطائرات الإسرائيلية المسّيرة أكد الجيش أن لا وجود لأي منشأة أو معدات عسكرية في المنطقة. وشددت مصادر للـNBN أن هذه الخطوة جاءت بناءً على طلب لجنة وقف إطلاق النار ومنعا لأي ذريعة مبتدعة لقصف المكان. واليوم كما الأيام الماضية منذ وقف إطلاق النار خروقات بالجملة وتحليق مستمر للطيران المسيّر واستهداف لسيارة بين وادي زفتا والنميرية وسقوط شهيد. وفيما الجيش اللبناني يحاول جاهداً القيام بمهامه المتفق عليها فإن عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي احتلها يُعرقل انتشاره ويعرقل مهمة المجتمع الدولي تجاه لبنان وهو ما أكده الناطق باسم قوات اليونيفيل في لبنان أندريا تينتي الذي أعلن ايضا عن دعم الجيش اللبناني والحرص على ضمان الأمن والاستقرار جنوبي لبنان. وفي مثل هذا اليوم نستذكر مواجهات خلدة البطولية اثر الإجتياح الإسرائيلي عام ١٩٨٢ عندما وقفت ثلة من أبطال أفواج المقاومة اللبنانية – أمل تحت عين الله الحارسة يقاتلون بأسلحتهم الفردية دفاعاً عن بيروت وكل لبنان. على ضفة غزة محاولة لكسر الحصار انتهت بإقتحام قوات من وحدة الكوماندوز البحري سفينة 'مادلين' التابعة لتحالف أسطول الحرية التي كانت في طريقها إلى شواطئ غزة وسيطرت عليها واقتادتها باتجاه ميناء أسدود واعتقلت ركابها. السفينة التي انتهى عملها قبل ان تتمكن من بلوغ وجهتها النهائية وهي كانت أبحرت من جزيرة صقلية الإيطالية الأحد بهدف إيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع والمساهمة في كسر الحصار المفروض على غزة منذ سنوات.


IM Lebanon
منذ 21 دقائق
- IM Lebanon
مقدمة نشرة أخبار الـ'OTV' المسائية ليوم الاثنين في 2025/06/09
لا حلَّ في الأفق لأيٍّ من المشاكل العالقة. إنها بكل بساطة، الخلاصة الأكثرَ دقة وصراحة، بعد مضيِّ خمسة أشهر على نشوء السلطة الجديدة في لبنان، ومحورها الحكومة. فالوضع في الجنوب من سيء الى اسوأ، في ضوء استمرار الاحتلال، وتواصل الخروقات الاسرائيلية للسيادة الوطنية، والاسئلة المطروحة اكثر من اي يوم مضى حول مصير اليونيفيل الموجودة في لبنان منذ عام 1978. والحدود الشرقية والشمالية في حال هدوء حذر لا يلغي الخطر الجاثم، ولا ينهي مأساة النزوح، في وقت تتجه الانظار الى الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السورية الجديد لبيروت نهاية الشهر الجاري. ومسألة المخيمات الفلسطينية حدِّث ولا حرج، في ضوء ما يُحكى عن اخراج شكلي قيد الاعداد لمسألة السلاح، انطلاقاً من مبدأ 'لا يموت الديب ولا يفنى الغنم'، على اعتبار ان سحب السلاح بالكامل كما روِّج في بداية المسار دونه صعوبات كبرى. أما الطامة الكبرى، فعلى جبهة الاصلاح المتعذر، والترقيع المستمر الذي شكل الرفع العشوائي لأسعار المحروقات إحدى محطاته، والاسوأ ان اي مراجعة لم تُجرَ، وهو ما يدل الى ان الاستمرار في الاخطاء قد يكون سمة المرحلة المقبلة. وفي غضون ذلك، هل يزور المبعوث الاميركي الى سوريا لبنان؟ الجواب على هذا السؤال ليس محسوماً بعد، علماً أن زيارة جان ايف لودريان لا تحمل في طياتها بذور أمل كبير، في ضوء التجارب السابقة منذ عام 2020.


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
ترامب: إيران تطلب أشياء لا يمكن تنفيذها
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الاثنين أن الولايات المتحدة وإيران ستواصلان المحادثات يوم الخميس من أجل التوصل إلى اتفاق نووي. ووصف ترامب طهران بأنها مفاوض صعب المراس، وقال إن عملية تخصيب اليورانيوم هي العائق الرئيسي أمام إبرام اتفاق بين الجانبين. وقال ترامب خلال حدث اقتصادي في البيت الأبيض: 'نقوم بالكثير من العمل بشأن إيران في الوقت الراهن.. الأمر ليس سهلا… إنهم مفاوضون متمرسون'. وأضاف ترامب: 'يطلبون أشياء لا يمكن تنفيذها. لا يريدون التخلي عما يجب أن يتخلوا عنه. يسعون إلى التخصيب. لا يمكن القبول بالتخصيب فنحن نريد عكس ذلك تماما. وحتى الآن لم يغيروا موقفهم'، وحذر من أن 'بدائل عدم التوصل لاتفاق ستكون وخيمة عليها'. وفي حين تعتزم طهران تقديم مقترح بشأن اتفاق نووي مخالف للمقترح الأميركي، قال ترامب: 'لقد طرحوا علينا أفكارهم بشأن الاتفاق. وقلت لهم، كما تعلمون، هذا غير مقبول تماما'. وقال ترامب إنه بحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اتصال هاتفي الملف الإيراني وموضوعات أخرى. وأوضح أن الاتصال سار على نحو جيد للغاية.