إيران في ساعتها الحاسمة.. وأميركا تطالب لبنان بجواب نهائي
على حبل مشدود يتحرك إيقاع منطقة الشرق الأوسط. إما الحرب أو التنازل الكبير الذي يفترض أن تقدمه إيران. بلغ التصعيد مداه وذروته، وهو حتماً يتصل بالجولة التفاوضية الإيرانية- الأميركية يوم الأحد المقبل، على وقع محاولات إسرائيلية مستمرة للإطاحة بها لصالح العمل العسكري.
كل الإشارات الأميركية تتجه نحو التصعيد. وقد يكون ذلك أحد أساليب التفاوض لوضع إيران أمام أمر لا مفر منه، وهو تقديم التنازلات لتجنّب الحرب. أما ما دون ذلك، فإن الخيار العسكري يصبح خياراً وحيداً.
وسواء نجحت المفاوضات أم فشلت، فإن انعكاساتها ستكون كبيرة على أوضاع المنطقة وتوازناتها.
تنازلات هائلة
إذا تقدم خيار الضربة العسكرية، فإن المنطقة كلها يفترض أن تشتعل، خصوصاً أن حلفاء إيران لن يقفوا مكتوفي الأيدي، أو أن إسرائيل ستوجه المزيد من الضربات لهم. أما في حال نجحت المفاوضات، فعلى الرغم من تأكيدات إيران بأنها لا تشمل الاتفاق على وضع المنطقة ولا الصواريخ البالستية، إلا أن كل الجو الدولي يؤكد عكس ذلك، ولا سيما التأكيد بأن إيران ستكون مجبرة على دفع حلفائها إلى تقديم تنازلات هائلة والتخلي عن العمل العسكري وعن النفوذ الإقليمي.
وفي هذا السياق، تقول مصادر ديبلوماسية إن التصعيد هدفه واضح ولا أحد يريد إراحة الإيرانيين، ولذلك تتصاعد كل التهديدات بإمكانية حصول حرب من أجل إجبار إيران على تقديم تنازلات كبيرة وجوهرية. أما في حال لم تؤد هذه الضغوط إلى نتائج، فإن الضربة العسكرية ستكون أكثر حتمية.
كل المنطقة تنتظر تطورات الوضع الأميركي الإيراني وما سيقرره الإسرائيليون مع الأميركيين. لكن لبنان أكثر من ينتظر فحزب الله يعتبر أن أي اتفاق إيراني أميركي، وتطور العلاقات بين البلدين سينعكس إيجاباً لصالحه ما يعني سيتم غض النظر عن سلاحه. هذا الأمر لا يبدو أنه وارد دولياً وإقليمياً وسط رسائل كثيرة تصل إلى لبنان بأنه يجب تفكيك كل بنية حزب الله العسكرية، وهذا ما سيتبلغه لبنان بوضوح من قبل المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك.
عرض باراك
زيارة باراك إلى بيروت ستطرح بشكل أساسي مسألة مزارع شبعا، على قاعدة أطلقها هوكشتاين سابقاً في شهر آب، قبل الحرب التي شنها الإسرائيليون في أيلول على لبنان. في حينها، توجه المبعوث الأميركي إلى المسؤولين اللبنانيين بأن يقبلوا بما هو معروض عليهم وإلا سيخسرون كل شيء.
الآن يعود باراك باللهجة نفسها، والتي يريد عليها أجوبة واضحة وحاسمة، حول خروج لبنان من معادلة الصراع مع إسرائيل، وسحب كل "الذرائع" من حزب الله حول تحرير الأرض، وتفكيك كل البنى العسكرية التابعة له، وسلوك الطريق نفسها التي سلكتها سوريا بقيادة أحمد الشرع. ما دون ذلك، فإن اللهجة الأميركية ستكون أكثر صرامة وتشدداً تجاه لبنان، على قاعدة أن الولايات المتحدة الأميركية ستسحب يدها من الملف ولن تعود مهتمة. ما يعني ترك لبنان في مواجهة حرب اسرائيلية جديدة.
بين سوريا وإسرائيل
خطورة كل هذه التطورات، لا يمكن أن تنفصل عن التسريبات التي تحدثت عن زيارة المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك إلى تل أبيب، ومطالبته من قبل نتنياهو بفتح مسار تفاوضي إسرائيلي- سوري، بغية إنجاز ترتيبات عسكرية أو أمنية مشتركة. فذلك يمثل تحولاً جيوستراتيجياً على مستوى المنطقة. وهو ما سيكون له تداعيات على الكثير من الدول المحيطة بما فيها لبنان، لا سيما في ظل تقدّم سوريا في سلّم الأولويات بالنسبة إلى الدول العربية والغرب، وسط رفع عنوان واضح أمام لبنان، بأنه سيبقى متعثراً ومعطلاً بانتظار إيجاد حل لمسألة سلاح حزب الله. وذلك سيكون له صلة مباشرة بأي تطورات سورية إسرائيلية، قد تجعله ملحقاً بسورياً أو هامشياً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 33 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
الصراع النووي واستراتيجية الهيمنة في الشرق الأوسط
كتب حلمي تيم : كانت حربًا مؤجلة... تلك الحرب التي يقودها الكيان الصهيوني لبسط هيمنته على المنطقة. فبعد انتهاء الحرب في لبنان وشلّ حركة حزب الله العسكرية، وبمكر الأجهزة الاستخبارية الصهيونية، ها هي نفس الأجهزة تسعى الآن للسيطرة على إيران كقوة نووية في المنطقة، مستغلةً الضعف الأمني البين داخل المنظومتين الإيرانيتين: العسكرية والمدنية. والهدف واضح: السيطرة على العصب النووي الإيراني، مما سيجعل هذا الكيان القوة الأعلى في المنطقة. إسرائيل، ككيان استعماري، حينما تضرب إيران، لا تنظر بعاطفة إلى الدول المجاورة، فهي ترى نفسها ضمن منطق نرجسي صريح، ولا تأخذ في الاعتبار أي اتفاقيات سلام أو هدنات. بالمقابل، تتعامل إيران بمنطق المدافع بنفس النرجسية، متناسيةً أنها دولة إسلامية وجيرانها من المسلمين. فعندما تطلق صواريخها، تنظر إلى محيطها وكأنه أتباع لمعاوية، ولا تتردد في تكرار ذلك بصريح العبارة: "هم عرب". وبعد فشل إيران في لبنان وسوريا، تسعى إسرائيل الآن لطمس معالم إنتاج الأسلحة الذرية، أو على الأقل تقييدها قدر الإمكان. لهذا السبب، أصبحت إيران فريسة سهلة لإسرائيل، التي تنفذ مشروعها الاستعماري بتوجيه مباشر من الغرب، ولاشك أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف خلف هذا المخطط، فلا شيء يهمها في الشرق الأوسط أكثر من إسرائيل، وما بعدها... الطوفان. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


المنار
منذ 39 دقائق
- المنار
مقدمة نشرة أخبار المنار الرئيسية ليوم الجمعة في 13-6-2025
خلفَ الخطوطِ الحمراءِ بكثيرٍ يلعبُ الاميركيُ والصهيونيُ بمصيرِ المنطقةِ والعالم. بمنطقِ الاجرامِ والخداعِ المعهودينِ اعتلى الاميركيُ بوضوحٍ الصواريخَ الصهيونيةَ التي ضَربت الاحياءَ السكنيةَ في طهرانَ ومدنٍ أخرى، ومفاعلاتٍ نوويةٍ لاغراضٍ سلميةٍ وقواعدَ عسكريةٍ للقواتِ المسلحةِ الايرانية.. وعلى علمِ دونالد ترامب بل بادارتِه للمشهدِ المُفتعل، وعلى مسمعِ العالمِ الرازحِ تحتَ سطوةِ العنجهيةِ الصهيونيةِ الاميركيةِ كانَ تَعدادُ الشهداءِ الايرانيينَ من قادةٍ عسكريينَ رسميينَ وعلماءَ نوويينَ ومدنيينَ من نساءٍ واطفالٍ في دولةٍ ذاتِ سيادةٍ وعضوٍ في الاممِ المتحدة، معروفٍ سكَنُ قادتِها واماكنُ اقامتِهم ومقارُّ عملِهم، فكانت جريمةُ الفجرِ مفترقاً هو الاخطرُ وملفاً هو الاصعبُ في سجلِّ التمادي للحكومة العبرية بلحظةٍ حساسةٍ من عمرِ المنطقة. وبمنطقِ الحقِ والثباتِ والايمانِ بالقدراتِ كانَ اولُ الردِ الايرانيِّ على اعلانِ الحربِ الاسرائيليةِ الاميركية عبرَ ملءِ الشواغرِ في القياداتِ العسكريةِ العليا كتأكيدٍ على قوةِ البنيةِ الهيكليةِ للدولةِ وتماسكِها، والردُّ الثاني الالتفافُ الشعبيُ حولَ حكومتِهم وقيادتِهم والمَسيراتُ التي ظَهرت في غيرِ منطقةٍ تدعو الحكومةَ للردِّ والانتقامِ لسيادةِ الجمهوريةِ ودماءِ شهدائِها القادة. امّا العقابُ الصارمُ على الجريمةِ فعلى الكيانِ اَن ينتظرَهُ كما حَسَمَ الامامُ السيدُ علي الخامنئي لانه اعدَّ لنفسِه مصيرًا مريرًا ومؤلمًا، وسيلاقيهِ لا محالة، مضيفاً انَ اليدَ القويةَ للقواتِ المسلحةِ لن تدعَ الكيانَ الصهيونيَ وشأنَه.. وهو ما يثقُ به كلُّ العارفينَ باقتدارِ الجمهوريةِ الاسلاميةِ وثباتِها وحكمةِ قياتِها من مرجعياتٍ دينيةٍ وسياسيةٍ والامينِ العامّ لحزبِ الله سماحةِ الشيخ نعيم قاسم الى كلِّ المقاوماتِ في لبنانَ وفلسطينَ وعمومِ الدولِ الصديقةِ والشقيقةِ للجمهوريةِ الاسلاميةِ الايرانية، حتى تلكَ التي استهابَت مشهدَ البلطجةِ الصهيونيةِ الخارجةِ عن كلِّ المقاييسِ الدولية.. اما عمليةُ الخداعِ الاميركي الجديدةُ بادعاءِ مدِّ يدٍ الى مفاوضاتِ الاحد فقد قطعَها الايراني، فيما عمليةُ الاسدِ الصاعدِ كما اسماها الثعلبُ الماكرُ بنيامين نتنياهو فرهنُ الساعاتِ القادمةِ التي ستَحكُمُ عليها وعلى تسميتِها وفقَ مجرياتِ الاحداث، فالردُّ الايرانيُّ لا بدَّ آت، وحسبُنا قولُ الله: ولكم في القِصاصِ حياةٌ يا اُولي الالباب..


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
حزب الله أحد الخيارات… كيف يُمكن لإيران الردّ على الهجوم الإسرائيليّ؟
ذكر موقع 'الإمارات 24″، أنّه في أعقاب الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت القوات المسلحة الإيرانية وبرنامجها النووي، أطلقت إيران طائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل كردّ أولي سريع، إلا أن مراقبين يتوقعون أن يكون الرد الإيراني الكامل أوسع نطاقاً وأكثر تأثيراً، بما يمتد إلى مناطق متعددة من الشرق الأوسط، وقد يُخلّف تداعيات اقتصادية عالمية ملموسة. وفي هذا السياق، تناول المراسل الصحفي أمير دفتري في تقرير لموقع مجلة 'نيوزويك' الأميركية أبرز سيناريوهات الرد الإيراني المحتمل، وفقاً لما تملكه طهران من أدوات استراتيجية. 1. الضربات الصاروخية والمسيّرة بدأ هذا الخيار فعلياً، إذ تملك إيران ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية وأسطولاً متنامياً من الطائرات المسيّرة، مما يجعل هذا المسار أحد أعمدة استراتيجيتها للردع. وأظهرت تجربة نيسان 2024، حين أطلقت إيران أكثر من 300 صاروخ ومسيّرة على الأراضي الإسرائيلية رداً على ضربات استهدفت مواقعها، قدرة طهران على الرد السريع والدقيق. ورغم استهداف البنية الصاروخية الإيرانية في ضربات سابقة، إلا أن إيران أعادت بناء منظوماتها الدفاعية بشكل أقوى. وتشير تصريحات وزير دفاعها إلى جاهزية هذه الترسانة لضرب أهداف في عمق إسرائيل وأيضاً قواعد أمريكية في المنطقة، مما يرفع منسوب المخاطر. وفي ظل ابتعاد الولايات المتحدة عن الضربات الأخيرة، يبقى التساؤل مفتوحاً بشأن مدى تعرضها لاستهداف مباشر من طهران. 2. القوى الحليفة والوكيلة تُمثّل شبكة حلفاء إيران الإقليميين كالحوثيين في اليمن، والفصائل العراقية، والفصائل الفلسطينية، وحزب الله في لبنان، أداة جاهزة لتنفيذ ضربات صاروخية، وعمليات تخريبية، وهجمات خفية. ورغم تراجع قدرات حزب الله مؤخراً بفعل الضربات الإسرائيلية والعقوبات الاقتصادية، فإن استخبارات الولايات المتحدة وإسرائيل ترى أن الرد بالوكالة هو الأكثر ترجيحاً في المرحلة الأولى. وأكد ممثل حوثي رفيع 'لمجلة نيوزويك' استعداد جماعته لدعم إيران ضدّ إسرائيل، مما يعزز فرضية التصعيد متعدد الجبهات. 3. خنق إمدادات النفط العالمية هددت إيران مراراً باستخدام ورقة مضيق هرمز، الذي تمر عبره قرابة 20% من إمدادات النفط العالمية. وقد ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 10% مباشرة بعد الهجمات الإسرائيلية، ما يؤكد حساسية هذا المسار. 4. الحرب السيبرانية تعتمد إيران بشكل متزايد على الهجمات الإلكترونية كوسيلة انتقام منخفضة التكلفة وذات أثر رمزي قوي. وقد استهدفت إحدى فصائل الحرس الثوري مؤخراً مؤسسات مالية وعسكرية أميركية وإسرائيلية، مسببة أضراراً اقتصادية. كما زعمت إيران مؤخراً أنها حصلت على آلاف الوثائق الحساسة من داخل إسرائيل، تتعلق ببرنامجها النووي، ما قد يشكل ورقة ضغط دبلوماسية وسيبرانية. وتشير التقارير إلى تصاعد وتيرة الهجمات الإيرانية على البنية التحتية الحيوية في إسرائيل، مثل منظومات المياه والطاقة. 5. التصعيد النووي رغم تأكيد طهران رسمياً أنها لا تسعى إلى تصنيع أسلحة نووية، إلا أن مسؤوليها أشاروا إلى أن استمرار الضغط الدولي قد يدفع البلاد إلى تغيير مسارها. وبعد صدور قرار توبيخي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعلنت إيران نيتها تسريع تخصيب اليورانيوم. كما ألمح مستشارو المرشد الأعلى إلى أن أي تهديد وجودي أو عودة للعقوبات قد يدفع إيران للتخلي عن القيود الطوعية والمضي نحو مستويات تخصيب تُقرّبها من إنتاج سلاح نووي، وهو ما سيشكل تحولاً خطيراً في مشهد الصراع الإقليمي.