
سرّ مذهل وراء نجاح هؤلاء
وتوصّلت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كوبي، إلى أن المتفائلين يستخدمون نمطا متطابقا من النشاط العصبي في منطقة القشرة الأمام جبهية الوسطى (MPFC) عند التفكير في الأحداث المستقبلية، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
وقام الفريق البحثي بقيادة الدكتور كونياكي ياناجيساوا بإخضاع 87 مشاركا لسلسلة من الاختبارات شملت استبيانات لقياس مستوى التفاؤل وفحوصات الرنين المغناطيسي الوظيفي. وأثناء الفحوصات، طلب من المشاركين تخيل مجموعة متنوعة من السيناريوهات المستقبلية، تتراوح بين أحداث إيجابية مثل القيام برحلة حول العالم، وأحداث سلبية مثل فقدان الوظيفة. وكشفت النتائج أن أدمغة المتفائلين أظهرت تشابها ملحوظا في أنماط النشاط الدماغي، في حين اختلفت أنماط نشاط المتشائمين بشكل كبير من شخص لآخر.
ويعتقد الباحثون أن هذه النتائج قد تفسر سبب تمتع المتفائلين بميزة اجتماعية واضحة. ويوضح الدكتور ياناجيساوا أن "التفاؤل لا يتعلق فقط بامتلاك نظرة إيجابية للحياة، بل هو بالأساس طريقة متشابهة في معالجة المعلومات المستقبلية داخل الدماغ". ويضيف أن "هذا التشابه العصبي بين المتفائلين قد يمكنهم من التواصل بشكل أعمق وأكثر انسجاما مع الآخرين الذين يشاركونهم نفس النمط التفكيري".
وتوصلت الدراسة أيضا إلى أن المتفائلين يظهرون قدرة أكبر على التمييز الواضح بين الأحداث الإيجابية والسلبية في نشاطهم الدماغي. وهذه الخاصية قد تمنحهم مرونة نفسية أكبر في مواجهة التحديات، حيث يستطيعون فصل التجارب السلبية عن الإيجابية بشكل أكثر فعالية.
من ناحية أخرى، أظهر المتشائمون أنماط نشاط دماغي أكثر تعقيدا وتنوعا، ما قد يعكس مخاوف متعددة ومتباينة عند التفكير في المستقبل.
وتعليقا على هذه النتائج، تشير البروفيسورة ليزا بورتولوتي من جامعة برمنغهام إلى أن "التفاؤل لا يعني إنكار الحقائق أو تجنب الاستعداد للتحديات، بل هو بالأحرى طريقة مختلفة في معالجة المعلومات العاطفية". وتضيف أن "المتفائلين لا يغيرون الواقع، لكنهم يغيرون طريقة تأثرهم به، ما يمكنهم من التركيز على تحقيق الأهداف بدلا من الانشغال بالمخاوف".
وهذه الاكتشافات تفتح آفاقا جديدة في فهم العلاقة بين أنماط التفكير والصحة النفسية.
ويؤكد الباحثون أن بنية الدماغ لا تتغير بين ليلة وضحاها، إلا أنهم يشيرون إلى إمكانية تطوير مهارات التفكير الإيجابي من خلال التدريب المستمر على تصور النتائج المرجوة والموازنة بين التفاؤل والاستعداد الواقعي للتحديات.
وتقدم الدراسة دليلا علميا جديدا على أن التفاؤل ليس مجرد سمة شخصية، بل هو نمط مميز في عمل الدماغ يمكن أن يشكل عاملا حاسما في تحقيق النجاح الاجتماعي والمهني.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
انتكاسة صحية لفنان مضرب عن الطعام بسبب السويداء
أفادت "وحدة الإعلام والمناصرة البديلة في السويداء" أن الفنان التشكيلي السوري وليد المصري، المضرب عن الطعام منذ 17 يوماً لفك الحصار عن محافظة السويداء، نُقِلَ الاثنين إلى مستشفى في "لوكسمبورغ" لتلقي الإسعافات اللازمة، بعد تأثر وضعه الصحي. وبعد نحو 12 ساعة من المراقبة الطبية، أشار الطبيب المعالج للمصري بضرورة تحويل إضرابه إلى جزئي، حفاظاً على صحته، في حين اكتفى المصري بالإسعافات التي قدمت له، رافضاً تحويل إضرابه إلى جزئي في الوقت الراهن. وفي اتصال أجرته "وحدة الإعلام والمناصرة البديلة" مع الفنان التشكيلي، قال وليد المصري إنه ماضٍ في الإضراب، معتبراً أن النضال السلمي بمثل هذا الأدوات هو "وسيلتنا الوحيدة للوقوف في وجه الانتهاكات التي تستحق أن تسمى جرائم حرب، كحصار المدنيين وتجويعهم بهدف تركيعهم". وأضاف: "اليوم أدخل يومي السابع عشر من إضراب عن الطعام لفك الحصار الجائر الذي فرضته السلطة الانتقالية على السويداء منذ 13 تموز/يوليو 2025، إيماناً مني بحق الضحية في أن يُعترف بها كضحية على أقل تقدير، وإيماناً بأن صوت الفرد في أي مجتمع لا يزال له دور، حتى لو لم يكن جزءاً من منظومة كبيرة تبتلعه". يذكر أن المصري وهو فنان تشكيلي سوري/لبناني مقيم في فرنسا، مساهم في مشاريع فينة وثقافية عدة، وله مجموعة هامة من المشاركات الفنية في معارض فردية وجماعية في سوريا والخليج العربي وأوروبا، وأطلق مبادرة تدعو المتضامنين للإضراب الجزئي عن الطعام، بهدف فك الحصار عن محافظة السويداء وانسحاب القوات التابعة للسلطة والمليشيات العشائرية المدعومة منها، من الريفين الشمالي والغربي لمحافظة السويداء. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
في لبنان.. أفاعي خطيرة وتحذير رسمي!
نبّهت وزارة الصحة، في بيان بشأن لدغات الأفاعي والأمصال المضادة في لبنان، أنه "في حال التعرّض للدغة أفعى، يُنصح بالتوجّه فورا إلى أقرب مستشفى حكومي لتقييم حاجة المصاب الى تلقي الأمصال المضادة للدغات الافاعي، علما أن الطاقم الطبي يعرف الإجراءات اللازمة لاحالة المريض الى أي مستشفى آخر لدى الضرورة". وأوضحت الوزارة، أن "الأمصال المضادة للدغات الأفاعي متوافر ة في الوزارة لمعالجة الحالات الحرجة، بالاضافة الى توافرها في العديد من المستشفيات الحكومية والخاصة في مختلف المناطق اللبنانية. كما أن الدواء متوافر ايضا لدى قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) في الناقورة، والتي تدعم الوزارة عند حدوث أي نقص. كذلك، تتوافر الامصال من خلال الدراسة السريرية التي تجرى في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت (AUBMC) بالتعاون مع مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
بيان لوزارة الصحة بشأن لدغات الأفاعي... وهذا ما جاء فيه
أصدرت وزارة الصحة بيانا بشأن لدغات الأفاعي والأمصال المضادة في لبنان. وجاء في البيان: "حرصا على سلامة المواطنين وتعزيز الوعي الصحي حول كيفية التعامل مع لدغات الأفاعي في لبنان، ولا سيما السامة منها، يهم وزارة الصحة العامة أن تنبه الى ما يلي: - في حال التعرّض للدغة أفعى، يُنصح بالتوجّه فورا إلى أقرب مستشفى حكومي لتقييم حاجة المصاب الى تلقي الأمصال المضادة للدغات الافاعي، علما أن الطاقم الطبي يعرف الإجراءات اللازمة لاحالة المريض الى أي مستشفى آخر لدى الضرورة. - ان الأمصال المضادة للدغات الأفاعي متوافر ة في الوزارة لمعالجة الحالات الحرجة، بالاضافة الى توافرها في العديد من المستشفيات الحكومية والخاصة في مختلف المناطق اللبنانية. كما أن الدواء متوافر ايضا لدى قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) في الناقورة، والتي تدعم الوزارة عند حدوث أي نقص. كذلك، تتوافر الامصال من خلال الدراسة السريرية التي تجرى في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت (AUBMC) بالتعاون مع مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة. تجدر الإشارة إلى أن نحو 70 في المئة من أنواع الأفاعي في لبنان غير سامة ولا تتطلّب سوى علاج للعوارض من دون الحاجة لمضاد السموم". ودعت وزارة الصحة العامة جميع المواطنين إلى عدم الانجرار وراء الشائعات وتداول أخبار غير دقيقة، لما قد تسببه من حالة ذعر بين الناس، وسوء استخدام للأدوية المخصّصة للحالات الطارئة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News