logo
دمشق على مسافة عداء واحدة من عاصمتين كلتاهما ساهمت في تدمير سوريا

دمشق على مسافة عداء واحدة من عاصمتين كلتاهما ساهمت في تدمير سوريا

الشرق الأوسطمنذ 12 ساعات

لا تزال دمشق في موقع المتفرج الحذر أمام الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران، الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط ككل، حيث تتابع وسائل الإعلام الرسمية وقائع الضربات المتبادلة كخبر أول وتفرد القناة التلفزيونية الإخبارية مساحات واسعة من البث لمتابعة وتحليل مجريات الأحداث، وذلك فيما تلقت دمشق نصائح تركيا بالبقاء خارج دائرة الاصطدام.
ورغم صدور إدانات عربية وإقليمية للهجمات الإسرائيلية، لم يصدر موقف أو بيان رسمي سوري في هذا الشأن. وكان لافتاً أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي اعتبر إدارة نتنياهو تجر المنطقة والعالم إلى كارثة، واصفاً أفعال إسرائيل بـ«المتهورة والعدوانية وغير القانونية» وأنها استفزاز واضح وتجاهل للقانون الدولي، نصح الرئيس السوري أحمد الشرع «بإبقاء سوريا خارج نطاق المواجهة، وتجنب جرّها إلى دائرة الصراع الإقليمي»، وذلك في مكالمة هاتفية، يوم السبت، بحث خلالها التصعيد المتسارع بين إسرائيل وإيران، وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفق ما أعلنته الرئاسة التركية.
بقايا صاروخ سقطت في الصنمين في درعا الأحد
وتشير المعطيات على الأرض إلى أن دمشق ليست في وارد الانخراط بأي نزاع، فهي على مسافة عداء واحدة مع الطرفين، حسب مصادر قريبة من الحكومة بدمشق، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الوضع السوري الهش وأولويات إعادة تشكيل وبناء الدولة لا يحتمل تصدير مواقف غير محسوبة بدقة بين خصمين، كلاهما ساهم بتدمير سوريا».
ولفتت إلى أن دمشق «حذرة جداً» حيال التصعيد في المنطقة، وتسعى لتجنب ارتداداته، فهي منذ تسلمها السلطة وضعت ملف معالجة التعامل مع إسرائيل على الطاولة العربية والإقليمية، كما دعت إلى التفاوض وتطبيق اتفاق فض الاشتباك 1974، دون استبعاد التوصل إلى اتفاق سلام لاحقاً. وحافظت على هذا الموقف رغم الاستفزازات الإسرائيلية والتوغل في الأراضي السورية، ومواصلة توجيه ضربات إلى المواقع العسكرية.
صورة متداولة لموقع سقوط مسيرة إيرانية في ريف طرطوس (فيسبوك)
أما إيران، فهي لا تزال خصماً رغم انسحابها من سوريا، ولا تزال تحاول التدخل وتهديد أمن واستقرار سوريا. إلا أن ذلك لا يلغي قلق دمشق من الضربات الإسرائيلية الواسعة ضد المواقع العسكرية والمفاعلات النووية، وما قد يترتب عليها من تداعيات وتأثيرات تهدد استقرار المنطقة عموماً، مع تنامي انفلات عقال الغطرسة الإسرائيلية. واستبعدت المصادر أن يصدر عن دمشق موقف ضد أي طرف، «إلا في حال تم المساس بسوريا بشكل مباشر».
سماء سوريا التي تقتحمها المسيرات الإيرانية (متداولة)
على الصعيد الشعبي، عدا الشعور بالقلق من احتمالات تأثير ضرب المفاعلات النووية على المنطقة، هناك شعور بالارتياح لدى السوريين بأن المواجهة بين إسرائيل وإيران تحصل خارج الأراضي السورية، مع أن «صواريخ وطائرات الطرفين تعبر السماء السورية وتهدد أمن وحياة الأهالي».
وقالت مصادر مواكبة إن إيران كانت تستخدم الأراضي السورية واللبنانية جبهة بعيدة عن أراضيها في الصراع مع إسرائيل، وكانت سوريا ولبنان تتكبدان الخسائر المباشرة، لكن الآن تم تحييد ساحة سوريا، ودمشق عينها على تحقيق الاستقرار ولا ترغب بفتحها مجدداً.
وتشهد السماء السورية عبوراً للطيران الإسرائيلي وللصواريخ الإيرانية، ويتابع السوريون في الأماكن المفتوحة حركة المسيرات وصليات الصواريخ العابرة لأجوائهم، ومنهم من وثق ذلك بمقاطع فيديو يجري تبادلها في وسائل التواصل. وسقطت صباح الأحد طائرة مسـيّرة إيرانية بعد اعتراضها من قبل إسرائيل فوق قرية الطليعي بريف صافيتا التابعة لمحافظة طرطوس على الساحل السوري، وحسب مصادر محلية، ما أدى لاحتراق منزل وإصابة امرأة بحروق خطـيرة.
ويوم الجمعة، سقطت بقايا مخلفات صواريخ في ريف درعا خلال عبورها الأجواء السورية إثر قصف متبادل بين إسرائيل وإيران، ورجح سكان أن تكون البقايا خزان وقود فارغاً لطائرة حربية. كما سقطت بقايا مخلفات صواريخ إيرانية فوق مدينة إنخل وقرب مدينة الصنمين شمال درعا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسعار النفط ترتفع بفعل تصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني
أسعار النفط ترتفع بفعل تصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

أسعار النفط ترتفع بفعل تصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني

ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الاثنين بعد أن تبادلت إسرائيل وإيران هجمات جديدة، مما زاد المخاوف من أن يؤدي تصاعد القتال إلى صراع إقليمي أوسع نطاقًا ويعطل صادرات النفط من الشرق الأوسط إلى حد بعيد. وزادت العقود الآجلة لخام برنت 1.70 دولار أو 2.3% إلى 75.93 دولار للبرميل بحلول الساعة 22:53 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.62 دولار أو 2.2% ليسجل 74.60 دولار. وكان الخامان قد ارتفعا بأكثر من أربعة دولارات في وقت سابق من الجلسة. وقفز الخامان القياسيان بنسبة 7% عند التسوية يوم الجمعة بعد أن ارتفعا بأكثر من 13% خلال الجلسة ليبلغا أعلى مستوياتهما منذ يناير/ كانون الثاني. وتسبب أحدث تبادل للهجمات بين إسرائيل وإيران في سقوط ضحايا من المدنيين، وزاد المخاوف من اتساع رقعة الصراع في المنطقة، في الوقت الذي حث فيه كل جيش المدنيين في الطرف الآخر على اتخاذ الاحتياطات اللازمة استعدادًا لمزيد من الهجمات. وأثارت التطورات الأخيرة المخاوف من حدوث اضطرابات في مضيق هرمز، وهو ممر حيوي للشحن البحري. ويمر عبر المضيق نحو خُمس إجمالي استهلاك العالم من النفط أو حوالى 18 إلى 19 مليون برميل يوميًا من النفط والمكثفات والوقود. وعبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأحد عن أمله في أن تتمكن إسرائيل وإيران من الاتفاق على وقف لإطلاق النار، لكنه قال إنه في بعض الأحيان يتعين على الدول أن تخوض القتال حتى النهاية. وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل، لكنه رفض الإفصاح عما إذا كان قد طلب من حليفة الولايات المتحدة وقف هجماتها على إيران. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إنه يأمل في أن يتوصل اجتماع قادة مجموعة الدول السبع الذي سيعقد في كندا اليوم إلى اتفاق للمساعدة في حل الصراع ومنع تصعيده. في غضون ذلك، قال مسؤول مطلع على الاتصالات لرويترز أمس إن إيران أبلغت الوسيطين قطر وسلطنة عمان بأنها غير مستعدة للتفاوض على وقف إطلاق النار في ظل تعرضها لهجوم إسرائيلي، وذلك في الوقت الذي شن فيه العدوان اللدودان هجمات جديدة وأثارا مخاوف من اندلاع صراع أوسع نطاقًا. وتنتج إيران، وهي عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، حاليًا نحو 3.3 مليون برميل يوميًا وتصدر أكثر من مليوني برميل يوميًا من النفط والوقود. ويشير محللون ومراقبون في منظمة أوبك إلى أن الطاقة الاحتياطية للمنظمة وحلفائها، ومن بينهم روسيا، تكفي لتعويض أي توقف محتمل في إمدادات النفط الإيرانية.

إسرائيل تقصف مقرات للحرس الثوري بطهران.. وبزشكيان "جبناء"
إسرائيل تقصف مقرات للحرس الثوري بطهران.. وبزشكيان "جبناء"

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

إسرائيل تقصف مقرات للحرس الثوري بطهران.. وبزشكيان "جبناء"

بعد الضربات الإيرانية التي استهدف حيفا وتل أبيب خلال الساعات الماضية، أعلن الجيش الإسرائيلي أن هاجم مقرات فيلق القدس التابع للحرس الثوري في العاصمة طهران. كما نشر على حسابه في إكس اليوم الإثنين مقطعا لـ "استهداف مواقع عسكرية إيرانية منها منصات إطلاق صواريخ". الجيش الإسرائيلي ينشر مقطعا لـ "استهداف مواقع عسكرية إيرانية منها منصات إطلاق صواريخ" #قناة_العربية #إيران #إسرائيل — العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) June 16, 2025 في المقابل، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في كلمة ألقاها اليوم أمام البرلمان أن البلاد تحتاج إلى الوحدة والتماسك أكثر من أي وقت مضى "سنقف بوجه الجبناء" وشدد على ان إسرائيل لن تتمكن من هزيمةإيران بالقتل والاغتيال، مضيفا أن القوات الإيرانية "ستقف في وجه هؤلاء الجبناء" وفق وصفه. كما أوضح أن بلاده لا تسعى لامتلاك السلاح النووي بناء على سياسات المرشد علي خامنئي. واتهم الولايات المتحدة بتغطية إسرائيل، قائلا "أميركا تمارس البلطجة وتخالف القوانين الدولية بالسماح لإسرائيل بالاعتداء علينا" إلى ذلك، توعدت طهران بتنفيذ ضربات صاروخية "أشد تدميرا ضد أهداف حيوية" في إسرائيل، مؤكدة أنها استهدفت "بنجاح" مدنا إسرائيلية عدة. وأفاد الحرس الثوري في بيان بأنه أطلق "موجة جديدة من الهجمات الصاروخية... تمكنت من إصابة أهدافها بدقة ونجاح"، مؤكدا أن "العمليات الفعالة والدقيقة والأشد تدميرا ستستمر ضد الأهداف الحيوية" في إسرائيل. "مندسون" في حين أعلن رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف أن مندسين نفذوا هجمات داخل البلاد لصالح إسرائيل. وقال إن "جزءا كبيرا من هجمات العدو ليست عسكرية، بل تُنفَّذ عبر عناصر مندسة في الداخل". إلا أنه شدد في الوقت عينه على ان الشعب الإيراني بمختلف أعراقه وتوجهاته السياسية، وقف "متحدًا ومتماسكًا في وجه هذا العدو المتوحش". أتت تلك التصريحات بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم أنه اصدى لموجة من الصهجمات الإيرانية التي طالت عدة مناطق ومدن إسرائيلية، فيما فشل بالتصدي لعشرة صواريخ على الأقل. بينما أشارت خدمات الإسعاف الإسرائيلية لإبى مقتل 4 أشخاص وإصابة نحو 74 بجروح جراء الدفعة الأخيرة من الصواريخ التي أطلقتها إيران في وقت مبكر الاثنين.

مغادرة أولى رحلات الحجاج الإيرانيين إلى جديدة عرعر
مغادرة أولى رحلات الحجاج الإيرانيين إلى جديدة عرعر

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

مغادرة أولى رحلات الحجاج الإيرانيين إلى جديدة عرعر

غادرت أمس (الأحد)، أولى رحلات الحجاج الإيرانيين مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، متجهة إلى مطار عرعر، تمهيداً لانتقالهم براً عبر منفذ جديدة عرعر إلى العراق، ثم إلى إيران. يشار إلى أن وزارة الحج والعمرة، أنشأت غرفة عمليات خاصة لمتابعة أوضاع الحجاج الإيرانيين على مدار الساعة، وتلبية جميع احتياجاتهم في كل من مكة المكرمة، والمدينة المنورة؛ وذلك إنفاذاً لتوجيه خادم الحرمين الشريفين، بناءً على ما عرضه ولي العهد، بشأن تسهيل جميع احتياجات الحجاج الإيرانيين، وتوفير جميع الخدمات لهم حتى تتهيأ الظروف لعودتهم إلى وطنهم وأهليهم سالمين. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store