logo
قاعدة "إلمندورف ريتشاردسون المشتركة".. مركز القوة العسكرية الأميركية في ألاسكا

قاعدة "إلمندورف ريتشاردسون المشتركة".. مركز القوة العسكرية الأميركية في ألاسكا

الجزيرةمنذ 2 أيام
قاعدة عسكرية جوية أميركية تقع في قلب ألاسكا، أنشئت عام 1940 مع تصاعد التوترات قبيل الحرب العالمية الثانية، وسميت باسم الطيار "هوارد إلمندورف" الذي قتل في حادث طيران عام 1933.
اضطلعت بدور محوري في الدفاع عن الولايات المتحدة الأميركية إبان الحرب الباردة، إذ شكلت نقطة متقدمة لمراقبة المجال الجوي في مواجهة الاتحاد السوفياتي، كما استخدمت في عمليات عسكرية وإستراتيجية في منطقة المحيط الهادي و القطب الشمالي.
عادت القاعدة إلى دائرة الضوء في منتصف أغسطس/آب 2025 عندما تم الإعلان عن استضافتها لقاء يجمع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أجل بحث ملف الحرب الروسية الأوكرانية.
التأسيس
أُنشئت قاعدة "إلمندروف" عام 1940، في إطار استعدادات الولايات المتحدة لاحتمال دخولها الحرب العالمية الثانية، وجاء اختيار موقعها في أنكوريج بولاية ألاسكا لكونها نقطة متقدمة لحماية السواحل الشمالية الغربية.
حملت القاعدة اسم الطيار الأميركي "هوارد إلمندورف"، قائد القوات الجوية في ألاسكا، الذي لقي حتفه في حادث طيران عام 1933.
استخدمت القاعدة منطلقا لعمليات الدعم الجوي والدفاع عن ألاسكا أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم تطورت لاحقا لتصبح مركزا رئيسيا للعمليات الجوية الأميركية في المحيط الهادي والقطب الشمالي.
وفي عام 2010، دمجت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قاعدة "إلمندروف" مع "حامية فورت ريتشاردسون" المجاورة والتابعة للقوات البرية في الجيش الأميركي، لتشكيل قاعدة "إلمندورف ريتشاردسون المشتركة"، ضمن خطة لإعادة تنظيم المنشآت العسكرية وتعزيز التكامل بين القوات الجوية والبرية.
الموقع الجغرافي
تقع قاعدة "إلمندورف ريتشاردسون" في الطرف الشمالي لمدينة أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية، على الساحل الشرقي لـ"خليج كوك إنلت"، وهي منطقة محاطة بسلاسل جبلية أبرزها جبال "تشوغاك"، التي تحدها من الجهة الشرقية.
يوفر موقعها إطلالة مباشرة على الممرات الجوية القادمة من المحيط الهادي والقطب الشمالي، كما يضعها على مسافة إستراتيجية قريبة من آسيا وأوروبا عبر خطوط الطيران القطبية، مما يمكنها من مراقبة التحركات العسكرية في شمال المحيط الهادي والقطب الشمالي.
تمتد القاعدة على مساحة واسعة تقدر بحوالي 158 كيلومترا مربعا، ما يجعلها واحدة من أكبر المنشآت العسكرية في الولايات المتحدة.
تشمل هذه المساحة مدارج للطيران ومناطق تدريب برية ومرافق لوجستية ومستودعات ذخيرة ومناطق سكنية للعسكريين وأسرهم، إضافة إلى مناطق مفتوحة تستخدم في تدريبات العمليات الجوية والبرية.
تتيح هذه المساحة الكبيرة للقاعدة إجراء تدريبات واسعة النطاق ومناورات معقدة دون التأثير على المناطق المدنية المحيطة، كما تعزز قدرتها على استيعاب معدات ووحدات متعددة في آن واحد.
الأهمية الإستراتيجية
تعتبر الولايات المتحدة هذه القاعدة من أهم المواقع الدفاعية في البلاد، وذلك بفضل موقعها الإستراتيجي على مقربة من خطوط الطيران القطبية والمحيط الهادي، مما يمنحها قدرة على مراقبة واعتراض أي نشاط جوي قادم من شمال آسيا أو المحيط الشمالي في وقت قياسي.
شكلت القاعدة أثناء الحرب الباردة خط الدفاع الأول ضد أي تهديد محتمل من الاتحاد السوفياتي، واستخدمت لاحقا مركزا لعمليات قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (نوراد) في المنطقة.
تستمد القاعدة أهميتها الإستراتيجية كذلك من كونها نقطة انطلاق للمهام العسكرية في المناطق النائية والقطبية، فضلا عن كونها مركزا لوجستيا يوفر الدعم اللازم لعمليات القوات الأميركية في ألاسكا والمحيط الهادي.
أبرز العمليات العسكرية
شهدت القاعدة انطلاق عدد من العمليات العسكرية البارزة على مدى عقود، بدءا من الحرب العالمية الثانية عندما أدت دورا مهما في حماية ألاسكا ودعم حملة جزر ألوشيان، وهي سلسلة معارك خاضتها القوات الأميركية والكندية ضد القوات اليابانية التي احتلت جزيرتي "أتو" و"كيسكا" في أقصى غرب ألاسكا بين عامي 1942 و1943.
وأثناء الحرب الباردة، كانت القاعدة نقطة متقدمة لاعتراض الطائرات السوفياتية التي تقترب من المجال الجوي الأميركي عبر القطب الشمالي، وشاركت في مهام مراقبة مستمرة ضمن إطار قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية (نوراد).
كما انطلقت منها طلعات دعم لوجستي وعمليات إنقاذ في مناطق القطب الشمالي، ومهام إنسانية أخرى في ألاسكا وجزر المحيط الهادي.
وبعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001، شاركت القاعدة في عمليات الانتشار السريع للقوات الأميركية في آسيا الوسطى والشرق الأوسط ضمن حرب أفغانستان والغزو الأميركي للعراق، إضافة إلى مشاركتها في تدريبات وتحالفات عسكرية دولية لتعزيز الأمن في منطقة المحيطين الهادي والهندي.
تتخذ مجموعة من الوحدات العسكرية من قاعدة "إلمندورف ريتشاردسون المشتركة" مقرا لها، وتشمل مجموعة واسعة من التشكيلات الجوية والبرية والبحرية، أبرزها:
إعلان
الوحدات والمنظمات الجوية:
قيادة ألاسكا (ألكوم).
منطقة ألاسكا في قيادة الأمن الجوي الأميركية الكندية – نوراد (إيه إن آر).
فرقة العمل المشتركة في ألاسكا (جي تي إف-إيه كا).
الفرقة 11 للقوات الجوية.
الجناح الثالث والجناحان 673 و176 للقوات الجوية.
قيادة احتياط القوات الجوية (إيه إف آر سي).
الوحدات والمنظمات البرية
الجيش الأميركي-منطقة ألاسكا.
اللواء الرابع مشاة (القوات المظلية).
اللواء الأول سترايكر، الفرقة 25 مشاة.
قيادة الدعم القطبي (إيه إس سي).
فرقة الطيران-الجيش الأميركي بألاسكا.
حامية الجيش الأميركي-فورت ريتشاردسون.
الكتيبة 59 للاتصالات.
وحدات ومنظمات البحرية
قوات ألاسكا البحرية (قوات شبه عسكرية).
قيادة النقل البحري العسكري.
مركز دعم العمليات البحرية-أنكوريج.
كتيبة مكافحة الإرهاب، الفرقة الرابعة للمارينز.
العتاد العسكري
تضم القاعدة المترامية الأطراف أكثر من 800 مبنى ومدرجين للطائرات ونحو 6 آلاف عسكري.
وتحتضن تشكيلة متقدمة من العتاد العسكري الذي يدعم مهامها الجوية والبرية، تشمل طائرات مقاتلة من طراز "إف 22 رابتر" و"سي 17 غلوب ماستر" للنقل العسكري الإستراتيجي، علاوة على مروحيات "إم أتش 60″ و"يو أتش 60" المخصصة للإنقاذ والدعم اللوجستي.
القاعدة مجهزة أيضا بأنظمة دفاع جوي متطورة، ومنظومات رادار لمراقبة المجال الجوي القطبي والمحيط الهادي، فضلا عن مستودعات ذخيرة ومعدات لوجستية متكاملة لدعم العمليات البرية والجوية.
وتستخدم القوات الأميركية هذه التشكيلات المتنوعة من عتادها لضمان انتشار سريع لقواتها وتنفيذ تدريبات مشتركة والمساهمة في العمليات العسكرية والإنسانية الطارئة في مناطق نائية، مما يجعل من القاعدة مركزا عسكريا متكاملا ذا أهمية إستراتيجية عالية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عتاد عسكري وذخائر أميركية لنيجيريا بقيمة 346 مليون دولار
عتاد عسكري وذخائر أميركية لنيجيريا بقيمة 346 مليون دولار

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

عتاد عسكري وذخائر أميركية لنيجيريا بقيمة 346 مليون دولار

وافقت الولايات المتحدة على صفقة بيع ذخائر وصواريخ دقيقة التوجيه بقيمة 346 مليون دولار لصالح نيجيريا، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات هذا الحليف الإستراتيجي في غرب أفريقيا على مواجهة تصاعد العنف الإرهابي في البلاد. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إن الصفقة "تدعم أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة من خلال تحسين أمن شريك إستراتيجي في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء". وتشمل الصفقة قائمة واسعة من الأسلحة طلبتها الحكومة النيجيرية، من بينها أكثر من ألف قنبلة من طراز "إم كيه-82" زنة 500 رطل، وهي من نوع القنابل التي أفادت تقارير إعلامية باستخدامها في عمليات عسكرية حول العالم، بما في ذلك قصف قطاع غزة مؤخرا. كما تتضمن الصفقة 5 آلاف صاروخ دقيق التوجيه، ومجموعات قنابل موجهة بالليزر، وصواريخ شديدة الانفجار، بالإضافة إلى خدمات فنية تشمل دعم الطواقم العسكرية وتدريبها. وأكدت الخارجية الأميركية أن "الصفقة المقترحة ستعزز قدرة نيجيريا على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية من خلال عمليات ضد التنظيمات الإرهابية، ومكافحة الاتجار غير المشروع في نيجيريا وخليج غينيا". تصاعد الهجمات في الشمال وتشهد نيجيريا تصاعدا في الهجمات التي تشنها جماعات مسلحة في شمال البلاد، أبرزها جماعة "بوكو حرام" وتنظيم "ولاية غرب أفريقيا" التابع لتنظيم الدولة الإسلامية ، مما أدى إلى موجات نزوح واسعة وسقوط آلاف القتلى، فضلا عن تهجير مجتمعات بأكملها. وردا على هذا التصعيد، كثّفت القوات النيجيرية عملياتها العسكرية لاستعادة السيطرة على المناطق المتضررة. وأعلن رئيس أركان القوات الجوية، حسن أبو بكر، الثلاثاء، أن الجيش تمكن من "تحييد 592 عنصرا إرهابيا" في ولاية بورنو شمال شرق البلاد خلال الأشهر الثمانية الماضية، في إشارة إلى قتلهم أو اعتقالهم. وقال أبو بكر إن "حملتنا الجوية هذا العام أكثر سرعة ودقة وفعالية"، مضيفا أن العمليات تستهدف "القضاء على العناصر عالية القيمة، وشل شبكات الإمداد، وتفكيك الخلايا التي تهدد الأمن في الشمال الشرقي". ويرى مراقبون أن وصول دفعة جديدة من الأسلحة الدقيقة من الولايات المتحدة قد يشكل دعما نوعيا لجهود نيجيريا في مكافحة الإرهاب، وسط تحديات أمنية متفاقمة في المنطقة.

"الحرية لواشنطن".. أميركيون يحتجون ضد "الاحتلال العسكري للعاصمة"
"الحرية لواشنطن".. أميركيون يحتجون ضد "الاحتلال العسكري للعاصمة"

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

"الحرية لواشنطن".. أميركيون يحتجون ضد "الاحتلال العسكري للعاصمة"

واشنطن- بعد 5 أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حالة الطوارئ في العاصمة ورفعه شعار "استعادة النظام"، خرجت واشنطن قبل يوم في مسيرة احتجاجية حاشدة انطلقت من ساحة دوبونت سيركل باتجاه البيت الأبيض ، بدعوة من منظمة "ارفضوا الفاشية". ورفع المتظاهرون شعارات بارزة من قبيل "الحرية لواشنطن" و"ارفعوا أيديكم عن واشنطن"، في رسالة مباشرة رفضا لما وصفوه بـ"الاحتلال العسكري للمدينة" بعد قرار ترامب نشر قوات من الحرس الوطني وتفعيل سلطات استثنائية على الشأن الأمني المحلي. وينظر إلى قرار ترامب نشر نحو 800 عنصر من الحرس الوطني وتفعيل بند الطوارئ في "قانون الحكم الذاتي" للعاصمة بوصفه سابقة غير معهودة للتدخل الفدرالي في شؤون واشنطن، وهي ليست ولاية بل مقاطعة فدرالية منحها قانون 1973 سلطة إدارة محدودة قابلة للتعديل أو الإبطال من الكونغرس. وبرر ترامب هذا التصعيد الأمني بالقول إن "الجريمة خرجت عن السيطرة" مستشهدا بحادثة هجوم على موظف حكومي سابق، غير أن المبررات قوبلت بتشكيك واسع، إذ تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن معدلات الجريمة في العاصمة تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ 3 عقود. هذا التراجع في معدلات الجريمة جعل القرار يُقرأ على نطاق واسع بوصفه اختبارا لحدود السلطة الفدرالية أكثر من كونه استجابة لواقع أمني متدهور. "الاستيلاء الفاشي" وانطلقت الحشود من ساحة دوبونت سيركل باتجاه البيت الأبيض في مسار منظم، مرددة هتافات تدعو لحرية مدينتهم تارة ولرحيل ترامب تارة أخرى. ورغم الانتشار الكثيف للشرطة المحلية على جانبي الطريق، اتسمت الأجواء بالهدوء والانضباط دون مواجهات. وردد المشاركون شعار "العسكر يملؤون الشوارع ويسيطرون على الأحياء.. لا بد من وقف الاستيلاء الفاشي"، في تعبير عن الغضب من "عسكرة الفضاء العام"، وربطوا بين مشاهد الحرس الوطني والشرطة الفدرالية وبين ما اعتبروه خطة لتحويل واشنطن إلى مدينة في حالة حرب. إعلان وفي كلمة ألقتها أمام المحتجين، قالت سام غولدمان، إحدى المنظِمات في حركة "ارفضوا الفاشية"، إن قرار ترامب "فاشي بامتياز"، داعية إلى "إغراق الشوارع بالمتظاهرين وملء الساحات رفضا لعسكرة العاصمة والهجوم على فقراء المدينة وخاصة المشردين"، معتبرة أن الإجراءات "تستهدف الفئات الهشة وتعقد أوضاعها الإنسانية". تصعيد غير مسبوق وسبق المسيرة تصعيد فدرالي تمثل في تعيين مدير إدارة مكافحة المخدرات تيري كول مفوضا طارئا للشرطة، قبل التراجع جزئيا والإبقاء على قائدة الشرطة المحلية باميلا سميث مع إلزامها بالتعاون في سياسات الهجرة. وجاء التراجع بعد تحرك قضائي عاجل، إذ رفع المدعي العام لمقاطعة كولومبيا براين شولب دعوى أمام المحكمة الفدرالية في واشنطن للطعن بقرار ترامب بالسيطرة على قيادة الشرطة المحلية. في موازاة ذلك، كثفت القوات الفدرالية حملات إخلاء مخيمات المشردين تحت شعار "جعل العاصمة آمنة وجميلة"، حيث أشارت تقارير محلية إلى إزالة عشرات المواقع التي تنتشر فيها الخيام، في خطوة أثارت انتقادات منظمات حقوقية وصفتها بأنها "نقل للمشكلة لا معالجة لها". وقالت الناشطة أستريد فينبرغ للجزيرة نت إن "هذه الإجراءات لا تحمي المدينة من الجريمة، بل تضطهد الضعفاء وتخفيهم عن الأنظار، إنهم يزيلون الخيام بسرعة فائقة بينما قوائم الانتظار في الملاجئ أطول من أي وقت مضى، ليس هكذا تحل المشكلة". مسرحية مثيرة للسخرية ويرى أليكس كاو، أحد المشاركين في المسيرة، أن حرب ترامب المعلنة على الجريمة في واشنطن "مسرحية مثيرة للسخرية"، مضيفا للجزيرة نت "ألم يكن هجوم السادس من يناير/كانون الثاني 2021 على الكونغرس أكبر جريمة؟ هذه مدينتنا وليست ثكنة عسكرية، عليه أن يتركها وشأنها ويلتفت إلى قضايا أهم". كما حملت المسيرة لافتات اتهمت ترامب بمحاولة تشتيت انتباه الرأي العام وصرف الأنظار عن ملفات أكبر، من بينها قضية رجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين المدان باستغلال القصر، والذي ارتبط اسمه بشخصيات سياسية نافذة. وكان ترامب قد تعهد في حملته الانتخابية بالكشف عن "ملفات إبستين"، بما في ذلك أسماء المتورطين، لكنه تراجع عن الوعد بعد إعلان وزارة العدل ووكالة التحقيقات الفدرالية أنه لا وجود لـ"قائمة العملاء" أو أدلة موثوقة على الابتزاز. غضب يتجاوز حدود المدينة ورغم أن محور المسيرة كان رفض "عسكرة" واشنطن، فإن الغضب الشعبي تجاوز حدود العاصمة ليشمل قضايا أوسع، حيث طالب المحتجون بإنهاء عمل وكالة الهجرة والجمارك (آيس) ووقف ترحيل المهاجرين، كما رفعت شعارات داعمة لغزة تطالب بوقف الحرب، وأخرى نادت بإنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا. بهذا الشكل، بدت احتجاجات السبت في واشنطن أكثر من مجرد مسيرة محلية، إذ تحولت إلى منصة للتعبير عن رفض عسكرة المدينة، وربط السياسات الأمنية لترامب بمشهد عالمي يتسم بالحروب والأزمات، وهو ما أضفى عليها بعدا سياسيا يتجاوز حدود العاصمة الأميركية.

زوار المتنزهات الأميركية يطالبون بسرد الوقائع الحقيقية لتاريخ بلدهم بحلوها ومرها
زوار المتنزهات الأميركية يطالبون بسرد الوقائع الحقيقية لتاريخ بلدهم بحلوها ومرها

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

زوار المتنزهات الأميركية يطالبون بسرد الوقائع الحقيقية لتاريخ بلدهم بحلوها ومرها

في خطوة أثارت جدلا واسعا، أسفرت جهود وزارة الداخلية الأميركية لإعادة صياغة السرديات التاريخية التي تعتبرها "سلبية" في المتنزهات الوطنية، عن نتائج عكسية تماما. فبدلا من تبني الرؤية الحكومية الجديدة، استغل زوار المتنزهات التكنولوجيا التي وضعت بين أيديهم، وهي رموز الاستجابة السريعة (QR codes) المخصصة للتعليقات، لشن حملة احتجاج واسعة، مطالبين بتاريخ أكثر شمولا ودقة، ومعبرين عن دعمهم القوي هيئة المتنزهات العامة. وفقا لوثيقة مسربة من 65 صفحة، قدمتها "جمعية الحفاظ على المتنزهات الوطنية" لموقع (إس.إف.جيت) الإخباري، فإن مئات التعليقات التي جمعت حتى منتصف يونيو/حزيران الماضي تظهر رفضا قاطعا لمحاولات تعديل التاريخ، وتأييدا ساحقا لزيادة تمويل المتنزهات وحماية الأراضي العامة. هذه التعليقات، التي تحولت من مجرد ملاحظات خدمية إلى بيانات سياسية، وجهت رسالة واضحة لإدارة وزير الداخلية دوج بيرجوم. جاء في أحد التعليقات المتكررة التي تركها الزوار في عدة متنزهات: "هذه الإدارة الإجرامية تمثل التعريف الحقيقي لعدم الوطنية. المتنزهات ملكنا، نحن الشعب، ونقول لكم باحترام: غادرونا". وأضاف المعلق في لفتة مؤثرة: "يا حراس المتنزهات، نتمنى لكم يوما رائعا، ونحن نكن لكم كل تقدير". من ستونوول إلى جبل رينيه لم تقتصر الاحتجاجات على قضية واحدة، بل عكست تنوع الصراعات على الذاكرة الأميركية في مختلف المواقع التاريخية: في نصب ستونوول الوطني بنيويورك، وهو موقع يرمز إلى نضال مجتمع الميم، انتقد الزوار بشدة إزالة الإشارات المتعلقة بالأشخاص المتحولين جنسيا من الموقع الإلكتروني للمتنزه في وقت سابق من العام. كتب أحد الزوار بتهكم: "لاحظت أن هناك نقصا في اللافتات التوضيحية عن كيفية محاولة حكومة استبدادية تبييض أحداث التاريخ… تاريخ نصب ستونوول، هي عملية خاطئة وناقصة. أصلحوا ذلك". في متنزهات جبل روكي، بيناكلز، وأميركان ساموا، طالبت تعليقات عديدة بزيادة التعريف بثقافات السكان الأصليين وتاريخهم. وفي متنزه "بيكتشرد روكس ليكشور" الوطني بميتشغان، جاء في تعليق لافت: "المتنزهات الوطنية هي ملك لجميع الأميركيين. هذا يعني مشاركة تاريخ وتجارب وقصص كل من اعتبروا الولايات المتحدة وطنهم، حتى لو كان ذلك يمثل "فترة ظلام" أو "سلبية" في تاريخنا. يجب أن تتضمن اللافتات الإرشادية تاريخا صحيحا، سواء كان إيجابيا أم سلبيا". أما في متنزه جبل رينيه الوطني، فقد تركزت التعليقات على ضرورة الاعتراف بالتاريخ الأصلي للمكان، حيث اقترح العديد من الزوار أن تغير الحكومة الفدرالية اسم الجبل إلى "تاهوما"، وهو أحد الأسماء القبلية المحلية العديدة التي أطلقت على الجبل. صوت المعارضة المنظمة هذه الموجة من الرفض الشعبي دعمتها المنظمات المعنية بالحفاظ على التراث. قالت تيريزا بيرنو، رئيسة ومديرة "جمعية الحفاظ على المتنزهات الوطنية"، في بيان أرفقته بالوثائق المسربة: "إدارة ترامب تسعى إلى محو التاريخ وإعادة كتابته، لكن ليس هذا هو ما يريده الشعب الأميركي. زوار المتنزهات يريدون المزيد من السرد التاريخي الشامل الحقيقي وغير المنقوص، خاصة المعلومات التي تكرم تاريخ القبائل والأصوات المعبرة عنها". وأضافت بيرنو: "يجب أن تعكس متنزهاتنا الوطنية التداخل والتشابك الكامل للأحداث التي شهدتها هذه الأرض، بجمالها وماضيها والشعوب التي شكلتها على مدى الأجيال". ورغم أن التعليقات المسربة تضمنت بعض الملاحظات الإيجابية عن التفاعل مع حراس المتنزهات، وبعض الشكاوى العابرة عن خدمات النظافة، إلا أن الطابع الغالب عليها كان احتجاجيا وسياسيا، يستهدف مباشرة مبادرة وزارة الداخلية. انقسام بشأن تاريخ الحرب الأهلية النقطة الوحيدة التي أظهرت انقساما في آراء الزوار كانت في المواقع المتعلقة بساحات معارك الحرب الأهلية الأميركية. هنا، تباينت الشكاوى بشكل ملحوظ؛ فبينما طالب بعضهم بتضمين المزيد من القصص عن الأميركيين من أصل أفريقي وإزالة النصب التذكارية التي يرون أنها تحمل دلالات عنصرية، اشتكى آخرون من أن اللوحات التذكارية الحالية تحتوي فعلا على "انتقادات مبالغ فيها" للتاريخ الكونفدرالي للولايات الجنوبية. وفي اختتام تعليقها، أوضحت بيرنو أن هذه التعليقات، في مجملها، تثبت حقيقة لطالما كانت معروفة: "الناس يحبون متنزهاتهم الوطنية ويقدرون بشدة الموظفين الذين يكرسون جهدهم لخدمتها وحمايتها كل يوم. من الواضح أن هذه الإدارة بعيدة تماما عن نبض الشعب الأميركي عندما يتعلق الأمر بحماية هذه الأماكن الثمينة والحفاظ على القصص التي ترويها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store