logo
بعد 288 يوماً.. كيف غيرت 9 أشهر في الفضاء أجساد «رواد ناسا»

بعد 288 يوماً.. كيف غيرت 9 أشهر في الفضاء أجساد «رواد ناسا»

عكاظ٢٠-٠٣-٢٠٢٥

عاد رائدا الفضاء الأمريكيان سونيتا «سوني» ويليامز وباري «بوتش» ويلمور إلى الأرض الثلاثاء الماضي، بعد قضاء 288 يوما على متن محطة الفضاء الدولية (ISS) في مهمة كان من المفترض أن تستمر 8 أيام فقط، لكن عطلاً في كبسولة «ستارلاينر» من «بوينغ» حول الرحلة القصيرة إلى اختبار بدني وعقلي غير مسبوق، حتى تركت هذا الرحلة الطويلة في المدار، على ارتفاع 354 كيلومترا فوق سطح الأرض، آثارا صحية ملحوظة على الرائدين، تكشف عن التحديات التي يواجهها جسم الإنسان في بيئة الجاذبية الصغرى.
وفقاً لـ«ناسا» فإنه في بيئة الجاذبية الصغرى يفقد الجسم دوره الطبيعي في مقاومة الجاذبية الأرضية، ما يؤدي إلى تغيرات جذرية، أول هذه التأثيرات هو فقدان كثافة العظام، حيث تفقد العظام الحاملة للوزن، مثل الساقين والفخذين والعمود الفقري، نحو 1% من كثافتها شهريا، وهذا الضعف يزيد مخاطر الكسور وهشاشة العظام بعد العودة، كما يعاني الرواد من ضمور العضلات، لأن العضلات لا تحتاج إلى العمل بقوة لدعم الجسم، مما يجعل الوقوف والمشي تحدياً كبيراً في الأيام الأولى على الأرض.
التغيرات لا تقتصر على العظام والعضلات، ففي غياب الجاذبية تنتقل السوائل إلى الأعلى، ما يسبب انتفاخ الوجه وزيادة الضغط داخل الجمجمة، هذا التحول قد يؤدي إلى متلازمة «SANS» (متلازمة العصب البصري المرتبطة بالفضاء)، التي تسبب تورم العصب البصري وتغيرات في الرؤية، وقد تستمر بعض آثارها بشكل دائم، حتى أظهرت دراسات «ناسا» أن الدم والسائل الدماغي الشوكي يتراكمان في الرأس، ما يؤثر على استقرار النظر وحتى هيكلية الدماغ.
مخاطر بصرية وإشعاعية
ويعود العديد من رواد الفضاء إلى الأرض بمشكلات في الرؤية بسبب متلازمة العين العصبية المرتبطة برحلات الفضاء (SANS)، وبينما لا يزال العلماء يبحثون عن السبب الدقيق، فإن إحدى النظريات هي أن انعدام الجاذبية يغير توزيع السوائل في الجسم، ما يؤدي إلى زيادة الضغط على العصب البصري وتغيرات في شكل العين، يمكن أن تصبح مقلة العين مسطحة وقد يتورم العصب البصري، ما يؤدي إلى انخفاض الرؤية وضعف تدفق الدم في الشبكية.
أخبار ذات صلة
وعلى الرغم من أن محطة الفضاء الدولية محمية جزئياً بمجال الأرض المغناطيسي، فإن الرواد تعرضوا لجرعات إشعاع أعلى بـ10 أضعاف مما يواجه الإنسان على الأرض. خلال 9 أشهر، تلقى و«يليامز» و«ويلمور» ما يعادل 80 إلى 160 ميلي سيفرت من الإشعاع، أي ما يوازي مئات الأشعة السينية على الصدر، وهذا التعرض يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان على المدى الطويل، وقد يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، ما يثير مخاوف من تدهور الوظائف الإدراكية.
الصعوبات بعد الهبوط
عند الهبوط قبالة سواحل فلوريدا، استقبل الرائدان الفضائيان بمساعدة طبية فورية لأنهما لم يتمكنا من الوقوف بمفردهما، حيث إن التحول من الجاذبية الصغرى إلى جاذبية الأرض يسبب دوارا واضطرابات في التوازن، إذ يحتاج الجهاز «الدهليزي» في الأذن الداخلية إلى وقت للتكيف مجددا، حيث أفاد رائد الفضاء «فرانك روبيو»، الذي قضى 371 يوما في الفضاء عام 2023، بألم شديد في الظهر بعد العودة، نتيجة إعادة ضغط الأقراص الفقرية.
ووضعت «ناسا» برنامجا مكثفا لإعادة التأهيل يشمل تمارين يومية لمدة ساعتين في الفضاء باستخدام أجهزة مثل «ARED» للتمارين المقاومة، لكن التعافي الكامل قد يستغرق أشهرا، وتظل بعض التغيرات، مثل فقدان كثافة العظام (2.1% في عظم الساق بعد عام من العودة، حسب دراسة 2022)، تحدياً دائماً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العلاقة بين أدوية إنقاص الوزن والصحة النفسية
العلاقة بين أدوية إنقاص الوزن والصحة النفسية

سعورس

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سعورس

العلاقة بين أدوية إنقاص الوزن والصحة النفسية

وقد سلطت دراسة جديدة الضوء على هذا الموضوع من خلال تحليل موسّع شمل آلاف المشاركين. واعتمدت الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين في جامعة برن السويسرية، على مراجعة منهجية ل36 دراسة سابقة تناولت بيانات أكثر من 26000 شخص، بهدف التحقق من العلاقة بين استخدام أدوية إنقاص الوزن وحالة الصحة النفسية للمستخدمين. وركزت الدراسة بشكل خاص على أدوية مثل «أوزمبيك» و«ويغوفي» و«مونجارو»، التي تنتمي إلى فئة من العلاجات التي تُستخدم بشكل واسع لعلاج السمنة والسكري من النوع الثاني. وبحسب النتائج، التي عُرضت خلال المؤتمر الأوروبي للسمنة، أظهرت هذه الأدوية «آثارا إيجابية» على أعراض نفسية، مثل الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب، بل وحتى الفصام. كما لم يُسجل أي ارتباط بينها وبين زيادة خطر الإصابة بمشاكل نفسية جديدة أو أفكار انتحارية. وأوضحت الدكتورة سيغريد بريت، الباحثة الرئيسة في الدراسة، أن التحسن في الصحة النفسية قد يكون مرتبطا بخصائص مضادة للالتهابات تمتلكها هذه الأدوية، وهو ما قد يساعد في تقليل التورم الخفيف بالدماغ المرتبط ببعض الاضطرابات النفسية.

العلاقة بين أدوية إنقاص الوزن والصحة النفسية
العلاقة بين أدوية إنقاص الوزن والصحة النفسية

الوطن

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • الوطن

العلاقة بين أدوية إنقاص الوزن والصحة النفسية

تتزايد التساؤلات حول التأثيرات المحتملة لأدوية إنقاص الوزن على الجوانب النفسية والصحية للمرضى، في ظل الانتشار المتزايد لاستخدامها حول العالم. وقد سلطت دراسة جديدة الضوء على هذا الموضوع من خلال تحليل موسّع شمل آلاف المشاركين. واعتمدت الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين في جامعة برن السويسرية، على مراجعة منهجية لـ36 دراسة سابقة تناولت بيانات أكثر من 26000 شخص، بهدف التحقق من العلاقة بين استخدام أدوية إنقاص الوزن وحالة الصحة النفسية للمستخدمين. وركزت الدراسة بشكل خاص على أدوية مثل «أوزمبيك» و«ويغوفي» و«مونجارو»، التي تنتمي إلى فئة من العلاجات التي تُستخدم بشكل واسع لعلاج السمنة والسكري من النوع الثاني. وبحسب النتائج، التي عُرضت خلال المؤتمر الأوروبي للسمنة، أظهرت هذه الأدوية «آثارا إيجابية» على أعراض نفسية، مثل الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب، بل وحتى الفصام. كما لم يُسجل أي ارتباط بينها وبين زيادة خطر الإصابة بمشاكل نفسية جديدة أو أفكار انتحارية. وأوضحت الدكتورة سيغريد بريت، الباحثة الرئيسة في الدراسة، أن التحسن في الصحة النفسية قد يكون مرتبطا بخصائص مضادة للالتهابات تمتلكها هذه الأدوية، وهو ما قد يساعد في تقليل التورم الخفيف بالدماغ المرتبط ببعض الاضطرابات النفسية.

نمط حياة شائع يساوي خطر التدخين على صحتك
نمط حياة شائع يساوي خطر التدخين على صحتك

المناطق السعودية

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • المناطق السعودية

نمط حياة شائع يساوي خطر التدخين على صحتك

المناطق_متابعات صرح ستيفن ويليامز، طبيب القلب في مركز لانغون بجامعة نيويورك، قائلًا إن قلة الحركة تُلحق الضرر بالصحة تمامًا كالتدخين. وبحسب ما نشرته صحيفة 'نيويورك بوست'، قال ويليامز إنه 'من الخطأ أن يعتقد البعض أنهم يعيشون حياة نشطة لمجرد أنهم يقفون على أقدامهم طوال اليوم'، موضحًا أنه ربما لا تكون الحركة بوتيرة تُناسب تعريف 'النشاط البدني'. النشاط البدني هو الأساس وأكد دكتور ويليامز 'أن الحركة هي الأساس، حيث يوفر النشاط البدني فوائد جمة، بما يشمل التحكم في الوزن وخفض ضغط الدم وتحسين مستوى الكوليسترول وتقوية العظام والعضلات وتقليل الالتهابات. كما أنها تعزز وظائف الدماغ، ويمكن أن تساعد في تخفيف التوتر والقلق والاكتئاب. لكن الحقيقة المحزنة هي أن الكثيرين لا يتحركون بما يكفي. أقل من ثلث البالغين تقدر المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC أن أقل من ثلث البالغين يمارسون 150 دقيقة من النشاط المعتدل الموصى به أسبوعيًا. والأسوأ من ذلك، أن واحدًا من كل أربعة بالغين يجلس لأكثر من ثماني ساعات يوميًا. الجلوس لفترات طويلة يرتبط الجلوس لفترات طويلة بأمراض القلب والسكري وزيادة الوزن والاكتئاب، وحتى بعض أنواع السرطان. في الواقع، توصلت دراسة، أجريت على 8000 بالغ، إلى وجود صلة مباشرة بين الجلوس لفترات طويلة وزيادة خطر الوفاة المبكرة. خطر مماثل للتدخين وأوضح ويليامز: 'يُنظر إلى نمط الحياة الخامل الآن على أنه 'نمط حياة التدخين الجديد'. إنه أمر سيئ للغاية'. ويرى الخبراء أن الوقوف لفترات طويلة، الذي يُسوّق له كحلٍّ لقلة الحركة، ليس الحل السحري – حتى لو ساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية. وقال بن غرينفيلد، خبير اللياقة البدنية، إن العواقب الصحية السلبية لعدم الحركة لأكثر من 60-90 دقيقة تنطبق على أي وضعية، بما يشمل الوقوف'. رفع معدل ضربات القلب لذا، بدلاً من التركيز على الوقوف فقط، يقول ويليامز إنه من الضروري تحريك الجسم. وأكد ويليامز أن الشخص يحتاج لقضاء فترات قصيرة في صالة الألعاب الرياضية أو الركض لمسافات قصيرة لتحسين صحته، مشيرًا إلى أن مجرد رفع معدل ضربات القلب لمدة 10-15 دقيقة في كل مرة، لمدة 30 دقيقة يوميًا، سيكون مفيدًا. الحركة كل 30 دقيقة وقال دكتور ويليامز إن 'هناك طريقة أخرى لقياس كثافة التمارين وهي مراقبة معدل ضربات القلب أثناء النشاط والتأكد من أنها ضمن 50-70% من أقصى معدل لضربات القلب، والذي يتم حسابه عن طريق طرح العمر من رقم 220'. يوصي الخبراء بالنهوض من المكتب والتحرك كل 30 دقيقة تقريبًا للحفاظ على صحة جيدة ومنع الآثار السلبية للجلوس لفترات طويلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store