
إيران تُشيّع جثامين قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في المواجهة مع إسرائيل
أقامت إيران السبت جنازة رسمية لنحو 60 قائداً وعالماً نووياً وبعض المدنيين الذين قُتلوا في المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، بعد أن أدان وزير خارجيتها الهجوم الأخير للبيت الأبيض على المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وبثّ التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات لآلاف المعزين بملابسهم السوداء وهم يهتفون "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" رافعين صور القتلى.
وكُتب على إحدى اللافتات "بوم، بوم، تل أبيب"، في إشارة إلى إطلاق الصواريخ الانتقامية التي أطلقتها إيران على إسرائيل خلال حربهما التي استمرت 12 يوماً.
عرض التلفزيون الرسمي مجسمات لصواريخ باليستية شبيهة بتلك التي أطلقتها إيران على إسرائيل إلى جانب توابيت ملفوفة بالأعلام الإيرانية.
حضر الرئيس مسعود بزشكيان المراسم، وكذلك الأدميرال علي شمخاني، كبير مستشاري خامنئي الذي استخدم عصا للمشي بعد إصابته في غارة إسرائيلية خلال الحرب، وفقاً لما أظهرته الصور التلفزيونية.
لكن المرشد الأعلى نفسه لم يحضر.
وكان خامنئي قد ألقى خطاباً مصوراً الخميس معلناً "النصر" في الصراع الذي انتهى بهدنة في وقت سابق من هذا الأسبوع.
إيران: لا نعترف بكلمة استسلام
بينما كان موكب الجنازة يشق طريقه عبر العاصمة المترامية الأطراف، أشاد وزير الخارجية عباس عراقجي بالمجهود الحربي في منشور على حسابه على إنستغرام.
وقال كبير الدبلوماسيين "قدم الإيرانيون دماءهم لا أرضهم، قدموا أحباءهم لا شرفهم، صمدوا أمام وابل من القنابل، لكنهم لم يستسلموا"، مضيفاً أن إيران لا تعترف بكلمة "استسلام".
ومن بين القتلى رئيس أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري، الذي سيُدفن مع زوجته وابنته الصحفية اللتين قُتلتا معه.
وسيُوارى العالم النووي محمد مهدي طهرانجي، الذي قُتل أيضاً في الهجمات، الثرى مع زوجته، وفق ما نقلت فرانس برس.
كما سيُدفن قائد الحرس الثوري حسين سلامي، الذي قُتل في اليوم الأول من الحرب، يوم الأحد. ومن بين 60 شخصاً سيُوارون الثرى بعد مراسم الجنازة، أربعة أطفال وأربع نساء.
"النصر" حليف كل منهما
شنت الولايات المتحدة ضربات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية نهاية الأسبوع الماضي، لتنضم إلى قصف حليفتها إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية.
وأعلنت كل من إسرائيل وإيران النصر في الحرب.
وقالت إسرائيل إنها "أحبطت المشروع النووي الإيراني" وهددت بعمل عسكري متجدد إذا حاولت إعادة بنائه.
أصرت واشنطن على أن ضرباتها أعادت البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء.
لكن قال خامنئي إنها "لم تُحقق شيئاً ذا شأن".
وشن ترامب،الجمعة، هجوماً لاذعاً على الزعيم الإيراني عبر منصته "تروث سوشيال"، لادعائه الفوز في الحرب.
وادعى الرئيس الأمريكي أنه كان يعلم "بالضبط أين كان (خامنئي) يحتمي، ولن يسمح لإسرائيل أو القوات المسلحة الأمريكية... بإنهاء حياته".
وقال ترامب "أنقذته من موتٍ شنيعٍ ومشين، وليس عليه أن يقول شكراً لك، أيها الرئيس ترامب!".
وأضاف أنه كان يعمل في الأيام الأخيرة على إمكانية رفع العقوبات عن إيران، وهو أحد مطالب طهران الرئيسية.
"لكن بدلاً من ذلك، تلقيتُ بياناً مليئاً بالغضب والكراهية والاشمئزاز، وتوقفتُ فوراً عن العمل على تخفيف العقوبات، وأكثر من ذلك".
الرد الإيراني على ترامب
ردّ وزير الخارجية الإيراني السبت، مستخدماً الأحرف الكبيرة التي يشتهر بها الرئيس الأمريكي. "إذا كان الرئيس ترامب صادقاً في رغبته في التوصل إلى اتفاق، فعليه أن يتخلى عن لهجته غير المحترمة وغير المقبولة تجاه المرشد الأعلى الإيراني، آية الله العظمى خامنئي"، هذا ما نشره عراقجي على منصة إكس.
"الشعب الإيراني العظيم والقوي، الذي أظهر للعالم أن النظام الإسرائيلي لم يكن لديه خيار سوى اللجوء إلى "بابا" لتجنب القصف بصواريخنا، لا يتقبل التهديدات والإهانات".
وقالت وزارة الصحة الإيرانية إن الغارات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 627 مدنياً. وأسفرت نيران إيران الانتقامية على إسرائيل عن مقتل 28 شخصاً، وفقاً لأرقام إسرائيلية.
وبعد الضربات الأمريكية، قال ترامب إن المحادثات النووية الجديدة مع إيران من المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل.
لكن إيران نفت وجود أي خطة من هذا القبيل، وأقر برلمانها هذا الأسبوع تشريعاً يعلق التعاون مع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
كما وجّه سفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، الجمعة، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ورئيس الجمعية العامة، أدان فيها بشدة التصريحات الصادرة عن مسؤولين أمريكيين وإسرائليين ضد المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي.
ونقلت وكالة تسنيم الإخبارية الإيرانية نص رسالة إيرواني التي ورد فيها "تأتي هذه الرسالة لإدانة ورفض التصريحات غير القانونية والمحرّضة على العنف وتشجع الإرهاب، الصادرة مؤخراً عن كبار مسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني إسرائيل، وتضمنت تهديدات علنية ومتكررة باغتيال سماحة قائد الثورة الإسلامية في إيران"، وفق نص البيان.
وقالت الرسالة إن هذه التهديدات التي وصفتها بـ "الوقحة" و"المتعمدة"، "تشكل انتهاكاً صارخاً للمادة 2، الفقرة 4 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تحظر التهديد أو استخدام القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة".
وتنص الفقرة الرابعة من المادة الثانية لميثاق الأمم المتحدة على: "يمتنع أعضاء الهيئة جميعاً في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة".
وأضاف إيرواني في رسالته إن هذه التصريحات "تنتهك المبادئ الراسخة في القانون الدولي، ومن ضمنها مبدأ الحصانة لرؤساء الدول، وتشكل نموذجاً واضحاً من التحريض على الإرهاب برعاية دول"، وفق تعبيره.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 4 ساعات
- BBC عربية
تقرير عن "طلب" الجيش الإسرائيلي إنهاء الحرب أو احتلال غزة بالكامل، ومصر تتحدث عن اتفاق محتمل
قدّر الجيش الإسرائيلي أن قواته تسيطر على 60 في المئة من قطاع غزة، مع توقعات باستكمال عملية "مركبات جدعون" خلال الأسابيع المقبلة وسيطرته على 80 في المئة من القطاع. جاء ذلك خلال اجتماع عُقد بين قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش والمستوى السياسي بالحكومة الإسرائيلية، الأحد، لمناقشة "المسار المستقبلي" للعمليات العسكرية في القطاع، وفقاً لما نقلته القناة 14 الإسرائيلية. وطرح الجيش الإسرائيلي خلال الاجتماع الذي شارك فيه أعضاء في المجلس الوزاري المصغر، وفقاً للقناة، مسارين، الأول يتمثل في صفقة تنهي الحرب الدائرة منذ أكثر من سنة ونصف في غزة، والثاني هو المضي في "احتلال كامل" للقطاع وإقامة إدارة عسكرية. ووفقاً لما نقلته القناة، فإن الجيش أوضح أن الخيار الثاني سيكون "باهظ التكلفة"، ويتضمن ذلك أعداداً كبيرة من القتلى، وسقوط عدد من الرهائن، وأعباء اقتصادية كبيرة. وأكّدت القناة أنه لم يُتخذ أي قرار حاسم في ختام الاجتماع، إذ أوضح الجيش أنه بانتظار توجيهات سياسية واضحة تمكنه من الاستعداد للمرحلة المقبلة من القتال. ويُتوقّع أن يعقّد المجلس الوزاري المُصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت"، اجتماعاً ثانياً الإثنين، لمناقشة التطورات في قطاع غزة. من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد، إن العديد من الفرص أُتيحت بعد "النصر على إيران" على حدّ تعبيره، مشيراً إلى أن الأولوية هي استعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة وهزيمة حركة حماس، تليها "فرص إقليمية واسعة". جاء ذلك خلال زيارة نتنياهو لمقر جهاز الأمن العام "الشاباك" جنوبي إسرائيل، حيث اطلع على نشاطات الجهاز، وعُرضت عليه العمليات الخاصة لاستعادة الرهائن. تصاعد الغارات الإسرائيلية ميدانياً، قُتل خمسة عشر شخصاً منذ فجر الإثنين، في قطاع غزة، وسط تصاعد في وتيرة القصف الإسرائيلي في مناطق مختلفة من القطاع، وخاصةً الأحياء الشرقية لمدينة غزة، وفي جباليا شمالاً. وتعرضت خمس مدارس تؤوي نازحين لقصف جوي مباشر منذ الليلة الماضية في القطاع، بعضها أُخليت سابقاً، وبعضها كانت مأهولة بالنازحين، وفقاً لما نقله مراسل بي بي سي لشؤون غزة. وفي التفاصيل، قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل في قصف على نقطة طبية بجوار مدرسة في جباليا البلد شمالي قطاع غزة، فيما استهدفت الطائرات الحربية مدرسة يافا في حي التفاح شرقي مدينة غزة، ما أدى لتدميرها بالكامل، وكانت المدرسة مخلاة من النازحين بناء على أوامر إخلاء إسرائيلية. وقُتل خمسة على الأقل في غارة استهدفت مجموعة من الأشخاص في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، فيما قُتل ثلاثة آخرون في قصف إسرائيلي على منطقة الكتيبة شمالي مدينة خان يونس جنوبي القطاع. وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً، صباح الإثنين، طالب فيه بإخلاء أحياء عدة من مدينة غزة، ومنطقة جباليا شمالي القطاع، بعد يوم واحد من إصداره تحذيراً مماثلاً. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس، إن الأعمال العسكرية للجيش ستتصاعد في هذه المناطق وستمتد إلى مركز مدينة غزة، مطالباً السكان بإخلائها نحو منطقة المواصي جنوبي القطاع عبر الطريق البحري. من جهتها أكدت وزارة الصحة في غزة أن الجيش الإسرائيلي "يكثّف هجماته على المدارس ومراكز الإيواء" خلال اليومين الماضيين. وأضافت الوزارة على لسان مديرها العام، منير البرش، أن هناك ارتفاعاً في عدد المصابين بالحمى الشوكية من الأطفال في القطاع بسبب سوء التغذية، وأن المصابين بأمراض مزمنة يواجهون خطر الموت بسبب نقص الأدوية. مصر: نعمل على اتفاق هدنة في غزة قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إن العمل جارٍ على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يوماً وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مقابل إطلاق سراح عدد من الرهائن، مؤكداً أن الظروف حالياً مواتية أكثر للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق. وأضاف عبد العاطي خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة "ON" المحلية، أن الاتفاق سيكون خطوة أولى نحو وقف مستدام للعمليات العسكرية، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية "تتفهم" أهمية أن يتضمن اتفاق الهدنة ضمانات بما يحقق "استدامة وقف إطلاق النار". واتهم عبد العاطي إسرائيل بـ "خرق" الاتفاق المُبرم في 19 يناير/كانون الثاني 2025 الذي "حقق نتائج جيدة"، وذلك بعد استئنافها العمليات العسكرية بداية مارس/آذار، معبّراً عن أمله في أن يُفضي الوقف المؤقت لإطلاق النار في الدخول بالمرحلة الثانية من اتفاق يناير/كانون الثاني.


BBC عربية
منذ 13 ساعات
- BBC عربية
نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن فكرة مهاجمتنا قبل المفاوضات
أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي لبي بي سي، على ضرورة أن تستبعد الولايات المتحدة فكرة تنفيذ أي ضربات أخرى على إيران، إذا ما كانت تريد استئناف المحادثات الدبلوماسية. وقال تخت روانجي إن إدارة ترامب أبلغت إيران عبر وسطاء أنها تريد العودة إلى المفاوضات، لكنها "لم توضح موقفها" بشأن "المسألة المهمة للغاية" المتعلقة بتنفيذ هجمات أخرى أثناء إجراء المحادثات. وأخفت المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بعد ان وصلت إلى جولتها السادسة، إذ أدت العملية العسكرية الإسرائيلية، التي بدأت في الساعات الأولى من صباح 13 يونيو/حزيران، إلى وقف الجولة التي كان من يُفترض أن تُعقد في العاصمة العُمانية مسقط، بعد يومين من تلك العملية. بينما أصبحت الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في التصعيد بين إسرائيل وإيران، عندما استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية بغارة جوية نهاية الأسبوع الماضي. وقال تخت روانجي إن إيران "ستُصر" على موقفها حول تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية كما تقول، رافضاً الاتهامات بتحرك إيران سراً لصناعة قنبلة نووية. وأضاف نائب وزير الخارجية الإيرانية أن طهران "حُرمت من الوصول إلى المواد النووية" اللازمة لبرنامجها البحثي، وبالتالي فهي بحاجة إلى "الاعتماد على نفسها"، موضحاً أنه "يمكن مناقشة مستوى ذلك، ويمكن مناقشة قدرات طهران، ولكن قول إنه لا ينبغي أن هناك تخصيب، ويجب أن يكون معدّل التخصيب صفراً وإذا لم توافقوا فسوف نهاجمكم - يعتبر هذا قانون الغاب". وبدأت إسرائيل هجماتها على إيران، باستهداف مواقع نووية وعسكرية، بالإضافة إلى اغتيال قادة وعلماء في إيران، في 13 يونيو/حزيران، مدعية أن طهران تقترب من انتاج سلاح نووي. وردّت إيران بمهاجمة إسرائيل بالصواريخ، إذ استمرت الأعمال العدائية بين الطرفين اثني عشر يوماً، أسقطت خلالها الولايات المتحدة قنابل على ثلاثة مواقع نووية إيرانية: فوردو، ونطنز، وأصفهان. ولم يتضح بعد مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني بسبب الضربات الأمريكية، وقال تخت روانجي إنه لا يستطيع إعطاء تقييم دقيق لتلك الضربات. من جانبه، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إن الضربات تسببت في أضرار جسيمة لكنها "ليست كاملة"، في حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المنشآت النووية الإيرانية "دمرت بالكامل". وقال غروسي إن إيران قادرة على استئناف تخصيب اليورانيوم في غضون "أشهر"، بينما ردّ تخت روانجي على ذلك قائلاً: إنه لا يعلم إن كان ذلك سيحدث. في غضون ذلك، ازداد التوتر في العلاقة ما بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ قرر البرلمان الإيراني يوم الأربعاء، تعليق التعاون مع الوكالة، متهماً إياها بالانحياز إلى إسرائيل والولايات المتحدة. في المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "سيفكر بالتأكيد" في قصف إيران مرة أخرى إذا ما تبيّن أنها قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مثيرة للقلق. وقال نائب وزير الخارجية الإيرانية، إنه لم يتم الاتفاق على موعد محتمل للعودة إلى المحادثات، وإنه لا يعرف ما سيكون على جدول الأعمال، تعليقاً على إشارة ترامب إلى أن المناقشات قد تجري هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن طهران "تبحث الآن عن إجابة عماّ إذا سنرى تكراراً لعمل عدواني بينما ننخرط في الحوار؟". وقال تخت روانجي إن الولايات المتحدة يجب أن تكون "واضحة تماماً بشأن هذه المسألة المهمة للغاية"، بالإضافة إلى "ما الذي ستقدمه لنا من أجل توفير الثقة اللازمة لمثل هذا الحوار". وعندما سُئل عما إذا كانت إيران قد تفكر في إعادة النظر في برنامجها النووي كجزء من أي اتفاق، ربما في مقابل تخفيف العقوبات والاستثمار في البلاد، قال تخت روانجي: "لماذا يجب أن نوافق على مثل هذا الاقتراح؟"، مؤكداً أن برنامج إيران، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة، هو "لأغراض سلمية". وبموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية عام 2015، لا يُسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم لحد يتجاوز نسبة نقاء 3.67 في المئة - وهو المستوى المطلوب للوقود لمحطات الطاقة النووية التجارية - بالإضافة إلى منعها من إجراء أي تخصيب في محطة فوردو لمدة 15 عاماً. لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجع عن الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى، قائلاً إنه لم يفعل الكثير لمنع الطريق إلى القنبلة، وأعاد فرض العقوبات الأمريكية على طهران. ورداً على ذلك، انتهكت إيران القيود المفروضة عليها، لا سيما المتعلقة بالتخصيب، واستأنفت التخصيب في منشأة فوردو عام 2021، وخزّنت ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة لصنع تسع قنابل نووية، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. واتهم تخت روانجي بعض الزعماء الأوروبيين والغربيين بـ"التأييد السخيف" للضربات الأمريكية والإسرائيلية، وذلك في سياق ردّه على سؤال حول عدم ثقة الزعماء الأوروبيين والغربيين في إيران. وقال تخت روانجي، إن أولئك الذين ينتقدون إيران بسبب برنامجها النووي "يجب أن ينتقدوا الطريقة التي تم التعامل بها معنا"، ويجب أن ينتقدوا الولايات المتحدة وإسرائيل، مضيفاً أنه "إذا لم تكن لديهم الشجاعة لانتقاد أمريكا، فعليهم الصمت، وعدم محاولة تبرير العدوان". وأوضح تخت روانجي أن إيران تلقت رسائل عبر وسطاء مفادها أن الولايات المتحدة "لا تريد الانخراط في تغيير النظام في إيران" من خلال استهداف المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي. وفي وقت سابق، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإيرانيين إلى "الثورة من أجل حريتهم" لإسقاط الحكم في إيران، ولكن بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، قال الرئيس الأمريكي إنه لا يريد الإطاحة بالنظام الإيراني. وفي ذات السياق، أصرّ تخت روانجي على أن إسقاط النظام في إيران لن يحدث أبداً، مشيراً إلى أن هذه الفكرة "تعادل سلوكاً عقيماً". وأوضح المسؤول الإيراني أنه على الرغم من أن بعض الإيرانيين "قد يكون لديهم انتقادات لبعض تصرفات الحكومة، فإنهم عندما يتعلق الأمر بالعدوان الأجنبي سوف يتحدون لمواجهته". وحول اتفاق وقف إطلاق النار، قال تخت روانجي، إنه "ليس من الواضح تماماً" ما إذا كان وقف إطلاق النار مع إسرائيل سيستمر، لكن إيران ستواصل الالتزام به "طالما لم يكن هناك هجوم عسكري ضدنا". وأوضح المسؤول الإيراني أن حلفاء إيران العرب في الخليج "يبذلون قصارى جهدهم لتهيئة الأجواء اللازمة للحوار"، إذ أن قطر لعبت دوراً رئيسياً في التوسط لوقف إطلاق النار الحالي. وأضاف تخت روانجي: "لا نريد حرباً، بل نريد الحوار والدبلوماسية. لكن علينا أن نكون مستعدين، وعلينا أن نكون حذرين، حتى لا نُفاجأ مرة أخرى". وسُمح لمراسلة بي بي سي ليز دوسيه بإنتاج تقارير من داخل إيران، بشرط ألا تستخدم خدمة بي بي سي الفارسية أياً منها، وهذه القيود الصادرة عن السلطات الإيرانية، تُطبّق على جميع وكالات الإعلام الدولية العاملة في إيران.


BBC عربية
منذ 20 ساعات
- BBC عربية
حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنسانية للقتل؟
قُتل خمسة فلسطينيين من طالبي المساعدات، الأحد 29 من يونيون/حزيران، ليضافوا إلى مئات القتلى الآخرين الذين سقطوا خلال شهر واحد، منذ بدء توزيع المساعدات الإنسانية بآلية جديدة تحت رعاية أمريكية - إسرائيلية. ووصف المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة مراكز توزيع المساعدات الأمريكية - الإسرائيلية بـ "مصائد الموت والاستدراج الجماعي"، مشيرا إلى أن عدد الضحايا، منذ 27 مايو/أيار وحتى 25 يونيون/حزيران، بلغ 549 قتيلا وأكثر من 4000 مصاب. وتعتمد آلية توزيع المساعدات التي تُدار من جانب هيئة أمريكية تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، على توزيع المساعدات عبر عدة مواقع رئيسية محددة سلفا يتولى تأمينها والإشراف عليها متعاقدون أمريكيون، بينما تقوم قوات الجيش الإسرائيلي بتسيير دوريات في محيطها. كذلك يتحكم الجيش الإسرائيلي في مسارات وصول هذه المساعدات إلى مراكز توزيعها. وللوصول إلى هذه المواقع، يتعين على الفلسطينيين الراغبين في الحصول على المساعدات الخضوع لفحص وتدقيق من خلال بطاقات الهوية وباستخدام تقنيات المقاييس الحيوية والتعرف على الوجوه. ويحتاج الكثير من الفلسطينيين إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى هذه المراكز. وانتقدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية - منظمة إنسانية فلسطينية في قطاع غزة – آلية توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية، قائلة: "تصر قوات الاحتلال على المضي في هذه الآلية إمعانًا في جريمة الإبادة الجماعية وسط صمت من المجتمع الدولي يشكل غطاء لاستمرار هذه الجريمة". كما تتزايد وتيرة الانتقادات الأممية والدولية مع تزايد عدد القتلى الفلسطينيين من طالبي المساعدات في قطاع غزة. إذ قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الجمعة 27 من يونيو/حزيران، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة أصبح "ساحة قتل"، فقد تم "الإبلاغ عن مقتل أكثر من 400 شخص يعانون من التجويع منذ بدء العمل به قبل شهر واحد فقط". كذلك انتقد وزير خارجية فرنسا، جان نويل بارو، السبت 28 من يونيو/حزيران، الآلية الأمريكية الإسرائيلية، قائلا: "500 حالة وفاة خلال شهر واحد أثناء توزيع المواد الغذائية في غزة، عار وفضيحة يجب أن تنتهي على الفور". وشدد بارو على أن "الكرامة الإنسانية لا تقبل المساومة"، داعيا إلى إنهاء الحرب بشكل عاجل. ووصف مكتب الأمم المتحد لتنسيق الشؤون الإنسانية في قطاع غزة الخطة الإسرائيلية بأنها "تبدو مصممة لتعزيز السيطرة على الإمدادات الأساسية كجزء من استراتيجية ضغط عسكرية، وهو ما يُعد انتهاكا صريحا للمبادئ الإنسانية". وكانت الأمم المتحدة قد رفضت المشاركة في توزيع المساعدات الإنسانية من خلال الآلية الأمريكية - الإسرائيلية متهمة إياها باستخدام "المساعدات كسلاح"، وبأنها "تتعارض مع المبادئ الأساسية للعمل الإنساني". "هأرتس تنقل شهادات عن جنود إسرائيليين" وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قد نشرت الجمعة 27 من يونيو/حزيران، شهادات عن ضباط وجنود في الجيش الإسرائيلي، قالوا فيها إنهم "تلقوا أوامر بإطلاق النار على حشود من الفلسطينيين" لإبعادهم أو تفريقهم أثناء تجمعهم قرب مراكز المساعدات، رغم أنهم "لم يكونوا يشكلون أي تهديد". وأشارت "هآرتس" إلى وصف أحد الجنود الوضع بأنه "انهيار تام للمعايير الأخلاقية للجيش الإسرائيلي في غزة". كذلك نقلت "هآرتس" عن جند آخر تشبيه مراكز توزيع المساعدات بـ "ساحة قتل"، مضيفا: "في مكان تواجدي كان يُقتل ما بين شخص وخمسة أشخاص (فلسطينيين) يوميا، وكانوا يُعاملون كقوة مُعادية". ومن جهتها، طالبت حركة حماس الأمم المتحدة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق لمحاسبة المسؤولين أمام العدالة الدولية. ودعت حماس، في بيان الجمعة 26 من يونيو/حزيران، إلى"استئناف توزيع المساعدات عبر وكالة الأونروا وكافة المنظمات الدولية الإنسانية المتخصّصة، لرفع الظلم والقهر الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة بسبب الاحتلال وسياسة التجويع التي ينتهجها". في المقابل، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، يسرائيل كاتس، الشهادات التي نقلتها صحيفة "هآرتس". واتهم نتنياهو وكاتس، في بيان مشترك الجمعة 27 من يونيو/حزيران، صحيفة "هآريتس" بنشر "أكاذيب بشعة تهدف إلى تشويه سمعة الجيش الإسرائيلي"، واصفين الجيش الإسرائيلي بـ "أكثر الجيوش أخلاقية في العالم". وأشار نتنياهو وكاتس إلى أن الجيش الإسرائيلي "يعمل في ظروف صعبة ضد عدو إرهابي يعمل من داخل السكان المدنيين ويختبئ خلفهم كدروع بشرية". ويتهم مسؤولون إسرائيليون حركة حماس بقتل المدنيين الفلسطينيين لـ "إلصاق التهمة بإسرائيل"، لكنهم لا يقدمون أدلة على ذلك. ويرى مراقبون أنه على الرغم مما تتمتع به إسرائيل من سيطرة شبة تامة على سماء غزة ومن تقدم تكنولوجي هائل، لم تُقدم إسرائيل دلائل واضحة على مسؤولية حماس أو استخدامها للمدنيين كدروع بشرية، رغم تكريرها الاتهام نفسه مرات عديدة. ويعيش قطاع غزة وضعا إنسانيا صعبا للغاية، في ظل نقص حاد في الطعام والشراب والمواد الطبية الأساسية. وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأحد 29 من يونيو/حزيران، إلى ارتفاع عدد ضحايا الحرب إلى 56,500 قتيل، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى 133,419 مصابا، منذ بدء الحرب في 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023. برأيكم، نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 30 يونيو/حزيران. خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.