
أسماء المطوع: القراءة منحتنا أكثر من حياة
فاطمة عطفة (أبوظبي)
الاحتفال بمرور 30 سنة على تأسيس «صالون الملتقى الأدبي»، يضيء على ما يجسده هذا الصالون من أهمية وتأثير كبيرين في المشهد الثقافي المحلي، حيث يضم عدداً كبيراً من السيدات المشاركات في جلسات المناقشة، أو من حيث عدد الكتب العربية والأجنبية المترجمة، وخاصة الروايات التي ناقشها الصالون. وهذه الأهمية جعلته من المنتديات الحوارية المهمة، التي تنضوي ضمن نوادي الكتب تحت مظلّة «منظمة اليونسكو».
وفي حديثها لـ«الاتحاد»، تتناول أسماء صديق المطوع مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي، مسيرة التجربة وأهدافها.
تقول المطوع: صالون الملتقى الأدبي ثمرة شغف جمعنا نحن العضوات بالقراءة والثقافة. لقد كان هذا الصالون بالنسبة لي وللكثير من الأخوات مساحة تجمعنا بروح فكرية وإنسانية مميزة. القراءة منحتنا أكثر من حياة، سمحت لنا بالسفر بين العوالم، والتواصل مع عقول الكتاب والنقاد، واكتشاف أفكار جديدة تثري تجاربنا. تنوع خلفياتنا الفكرية والثقافية أثرى نقاشاتنا ومنح كل جلسة بعداً خاصاً. ندواتنا وجلساتنا ليست مجرد لقاءات ثقافية، بل هي منصات للحوار وتبادل الأفكار، ساعدتنا على التطور ليس فقط كقارئات، بل كأفراد تعزّزت صداقاتهن وأصبحن داعمات لبعضهن البعض، لنشكل معاً مجتمعاً نابضاً بالثقافة والإنسانية.
وتضيف: منذ التأسيس والملتقى حاضر في الفعاليات الثقافية الكبرى في الدولة، مثل معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعرض الشارقة للكتاب، ومعرض العين للكتاب ومختلف الاحتفالات باللغة العربية، كما حظينا بشرف المشاركة في فعاليات خارجية في دول مثل السعودية ومصر. هذه المشاركات تعزّز موقع «الملتقى» كمنبر يربط بين الثقافة المحلية والعالمية، حتى اعتبرته «اليونسكو» أحد أنديتها للقراءة حول العالم. وكان لتعاوننا الوثيق مع الجهات الثقافية والمؤسسات أثر مهم في تسهيل التنسيق لما نظمناه من الفعاليات، مما أسهم في عكس الوجه الحضاري للإمارات، وأبرز رؤية الدولة في دعم الإبداع والتبادل الثقافي.
وتواصل أسماء صديق المطوع حديثها قائلة: تجربة صالون «الملتقى الأدبي»، على مدار ثلاثين عاماً، هي انعكاس لقوة الشغف والثبات على رؤية واضحة. أطلقنا منذ ثلاث سنوات «جائزة أسماء صديق المطوع للرواية الأولى»، وهي مبادرة تحمل رسالة دعم للمواهب الجديدة وإثراء المشهد الأدبي. كما أطلقنا عبر السنوات مبادرات مثل «المقص الأدبي» و«العلم البشري»، التي أضافت بعداً تفاعلياً مبتكراً في تعزيز علاقتنا بالمجتمع. وما يميزنا أيضاً هو تنوع من نقرأ لهم من مختلف الثقافات والمدارس الأدبية، مما عمل على ترسيخ إيماننا بالتسامح وفهم الآخر من خلال الأدب. القراءة جمعتنا على أرضية إنسانية مشتركة، حيث نتعلم من اختلاف الأفكار وثرائها. تجربة الملتقى ليست فقط عن الكتب، بل عن العلاقات الإنسانية العميقة والصداقة التي تجمع بين عضواته، وهي عنصر لا يقل أهمية عن أي من أنشطتنا الثقافية.
رد الجميل
تقول مؤسِّسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي: هذا العام هو عام الاحتفاء بمرور ثلاثين عاماً على تأسيس صالون «الملتقى الأدبي»، وقد أطلقنا مبادرة «رد الجميل» للكتاب والمبدعين الذين دعموا مسيرتنا منذ بداياتنا. كما أن أنشطتنا هذا العام تتمحور حول العائلة، حيث سنحتفي بالأبناء والأحفاد، ونسلمهم «راية الثقافة» كرمز لاستمرار الشغف بالقراءة.
وسنواصل تنظيم جائزة أسماء صديق المطوع، ونعمل على التوسع بأنشطة تفاعلية محلياً ودولياً، التزاماً منّا بتجديد روح الثقافة وجعلها أكثر قرباً من الناس، فالملتقى ليس مجرد منصة ثقافية، بل قصة إنسانية تجمعنا، نحن العضوات، على حب الأدب والإبداع والصداقة. ثقافتنا ليست فقط كلمات مكتوبة، بل علاقات إنسانية وروح تشاركية.
وتختم المطوع مشيرة إلى أن شهر القراءة الوطني يأتي هذا العام متزامناً مع احتفالنا في صالون الملتقى الأدبي بمرور ثلاثين عاماً على تأسيسه، ما يجعل احتفالنا بشهر القراءة مميزاً وله خصوصية في عام 2025.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 2 أيام
- صحيفة الخليج
الشارقة في «اليونسكو»
المعجم التاريخي للغة العربية، الانجاز العربي الكبير، الذي بزغ فجره من الشارقة، ها هو يحط اليوم في مكتبة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ليدرج رسمياً في هذا المحفل الثقافي العالمي الذي تأسس عام 1945 ليسهم عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في التربية والتعليم والثقافة في إحلال السلام والأمن والاحترام العالمي وترسيخ العدالة وسيادة القانون وحقوق الإنسان. بالأمس، وأمام هذه المنظمة، رد الفضل إلى صاحبه، وأقامت المنظمة تكريماً خاصاً لصاحب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بمناسبة إنجاز المعجم وإدراجه رسمياً في مكتبة «اليونسكو». الحفل الذي أقيم في مقر «اليونسكو» في باريس جاء تحت شعار «اللغة العربية.. جسر بين التراث والمعرفة»، بحضور سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، كان له طعم خاص وحضور خاص، حيث دعت المنظمة سفراء الدول العربية المندوبين لدى «اليونسكو» ليشهدوا تكريم هذه القامة العربية، وليؤكد سموه في كلمته أمام الحفل، أن هذا التكريم يزداد رمزية وعمقاً، لانه يتزامن مع اليوم العالمي للتنوع الثقافي للحوار والتنمية، الذي أقرّته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، ليكون مناسبة سنوية لتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات، وترسيخ التقارب الإنساني. صاحب السمو حاكم الشارقة، لطالما تغنى بلغتنا العربية، وحرص طوال حياته على رعايتها والعناية بها، لتبقى في مكانها المقدر الذي تستحق، من منطلق وعيه أنها الوعاء الأول للثقافة والمعبّر الأصدق عن هوية الشعوب، ظلت على مدى قرون من الزمان، حية نابضة، حملت تراث أمة، واحتضنت علوماً ومعارف لا حصر لها، فهي لسان القرآن الكريم، وأداة التعبير لدى الفلاسفة والعلماء، ووسيلة إبداع الشعراء والمفكرين. ومن منطلق إدراك سموه لدور منظمة «اليونسكو» في رعاية الثقافة واللغات، حرص على أن يقدر هذه المنظمة، ويوفر ما يلزمها لبث محتواها لأكبر قدر من الناس عبر توقيع اتفاقية لرقمنة أرشيف «اليونسكو» العالمي، بمنحة قدرها 6 ملايين دولار مقدمة من هيئة الشارقة للكتاب. المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي ثمنت غالياً هذه المبادرة، وأكدت أنها تشكل دعماً كبيراً للحفاظ على الإرث الكبير من الكتب والوثائق التي تعود إلى أكثر من 80 عاماً من تاريخ المنظمة، وهو ما ترى فيه الشيخة بدور «أن حمايته مسؤولية أخلاقية ومهمة حضارية يجب أن نتشارك فيها جميعاً، لضمان بقائها للأجيال المقبلة».


العين الإخبارية
منذ 3 أيام
- العين الإخبارية
«الوفاء للبدر».. محمد عبده يغني 5 قصائد جديدة لبدر بن عبدالمحسن
يستعد الفنان محمد عبده لإصدار ألبومه الجديد "الوفاء للبدر"، تزامنًا مع الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشاعر السعودي بدر بن عبدالمحسن. وأعلنت شركة "روتانا" عن الألبوم الذي يضم 5 أغنيات جديدة، تتصدرها قصيدة "أحد سأل عني" التي كُتبت قبل أكثر من 25 عامًا، والتي غنتها الفنانة سميرة سعيد في نهاية الثمانينيات. ويُعيد محمد عبده تقديمها بأسلوبه الخاص ضمن هذا العمل. الأغاني الأخرى في الألبوم تحمل العناوين التالية: "قالت قصيدك ليل" و"يا صاحبي طالت" و"لليل حارس" و"الشفق"، وجميعها من ألحان الموسيقار "د. طلال". ويوزّع العمل موسيقيًا كل من: يحيى الموجي وعصام الشرايطي وأمير عبد المجيد ووليد فايد. وترك الشاعر بدر بن عبدالمحسن، الذي رحل في مايو/أيار الماضي عن عمر يناهز 75 عامًا، إرثًا أدبيًا يضم دواوين شعرية ومئات القصائد المغناة، والتي قدمها نجوم كبار مثل: طلال مداح ونجاة الصغيرة وكاظم الساهر وأصالة وماجد المهندس وغيرهم. وحمل الشاعر الراحل ألقابًا عديدة، منها "مهندس الكلمات" و"البدر"، وكان يعتبر واحدًا من أبرز شعراء الأغنية العربية في العصر الحديث. كما حصل على وشاح الملك عبدالعزيز عام 2019، وتكريمًا عالميًا من منظمة اليونسكو في اليوم العالمي للشعر. aXA6IDgyLjI1LjI1NS4yMDUg جزيرة ام اند امز FR


العين الإخبارية
منذ 4 أيام
- العين الإخبارية
جناح الإمارات في «طانطان».. إقبال لافت يعكس ثراء الموروث الثقافي
جسد الإقبال الكبير من الزوار على جناح دولة الإمارات في موسم طانطان الثقافي في المملكة المغربية الشقيقة ثراء الموروث الثقافي الإماراتي. وتضمن الجناح برنامجا ثقافيا وتراثيا غنيا ومتنوعا، أسهم في إنجاح الدورة الثامنة عشرة من الموسم، الذي يعقد سنويا ويسلط الضوء على التراث الصحراوي العالمي عامة، والمغربي خاصة، ويعد حدثا عالميًا مسجلا ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو". وأكد علي لاحج المنصوري، مدير جناح دولة الإمارات في موسم طانطان الثقافي، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام"، أن الجناح الذي أشرفت عليه هيئة أبوظبي للتراث، وفر منصة مثالية لتبادل الثقافات، وتميز بالتنوع والشمولية، حيث تضمن، إلى جانب الفعاليات المرتبطة بتراث الدولة، عددًا من المسابقات التراثية المغربية المميزة، مثل: «أفضل خيمة صحراوية»، و«الألعاب الشعبية»، و«الطبخ الصحراوي المغربي»، بالإضافة إلى أمسيات شعرية نبطية وحسانية جمعت شعراء من دولة الإمارات والمملكة المغربية. وأوضح أن مشاركة هيئة أبوظبي للتراث في الموسم جاءت انطلاقا من حرصها على إبراز التراث والسنع الإماراتي، والترويج له في المحافل الدولية، إلى جانب استعراض مختلف عناصر التراث المعنوي المُدرجة على قائمة «اليونسكو». وأشار إلى أن إشادة عدد من أعضاء البعثات الدبلوماسية ومنظمة اليونسكو المعتمدين في المغرب بجناح الإمارات في موسم طانطان، تؤكد أن دولة الإمارات تعد نموذجا عالميا رائدا في التنوع الثقافي والتراثي، أسهم في إثراء فعاليات الموسم. وتحرص دولة الإمارات على المشاركة الدورية في موسم طانطان، الذي أدرجته منظمة اليونسكو عام 2008 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، ويُعد منصة ملهمة للحوار الثقافي بين مختلف الشعوب، وفرصة للتعبير عن المظاهر التراثية والقواسم الحضارية المشتركة المتجسدة في الثقافة الشعبية الصحراوية. aXA6IDE1Ny4yNTQuMTUuNzEg جزيرة ام اند امز US