مواجهة جديدة في ليبيا بين البرلمان و الناتو / رفاعي عنكوش
#مواجهة جديدة في #ليبيا بين #البرلمان و #الناتوالكاتب: #رفاعي_عنكوش متخصص في الشؤون الأوروبية والشرق الأوسط
مع عودة المشهد الليبي بالنار و الحديد و في ظل تصاعد التحركات السياسية داخل ليبيا لحماية أموال الدولة ومقدّراتها، أصدر مجلس النواب الليبي بيانًا رسميًا عبّر فيه عن رفضه القاطع لأي محاولة للمساس بالأموال الليبية المجمدة في الخارج، والتي تخضع لقرارات دولية منذ عام 2011، وذلك في أعقاب معلومات تفيد بأن البرلمان البريطاني يدرس مشروع قانون لتعويض ضحايا هجمات الجيش الجمهوري الإيرلندي من هذه الأموال.
البيان، الذي صدر عن رئيس لجنة التحقق من الأموال الليبية المجمدة بالخارج، النائب يوسف العقوري، أوضح أن تلك الأموال تقع تحت طائلة قراري مجلس الأمن الدولي رقم 1970 و1973، اللذين صدرا في عام 2011، ويقضيان بتجميد أصول الدولة الليبية ضمن عقوبات فرضها المجتمع الدولي آنذاك. وأشار العقوري إلى أن أية محاولة للتصرف في هذه الأصول من قبل أي جهة أجنبية تعتبر خرقًا للقانون الدولي.
وقال العقوري: 'نرفض أي انتهاك للقانون الدولي من قبل المملكة المتحدة أو غيرها، وسنتصدى لأي محاولة للعبث بأموال الشعب الليبي، التي تظل ملكًا خالصًا له'. وأضاف أن أي خطوة لاستخدام هذه الأموال خارج الأطر القانونية المتفق عليها 'ستقابل برد فعل قوي من الدولة الليبية لحماية حقوق مواطنيها'.
وتزامن هذا الرفض البرلماني مع تحرك قانوني داخلي؛ إذ أعلنت نقابة المحامين الليبية عن رفع دعوى قضائية ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تطالب فيها بتعويض ضحايا العمليات العسكرية التي شنّها الحلف في ليبيا عام 2011، والتي تسببت -وفق ما جاء في الدعوى– في تدمير منشآت مدنية وبنية تحتية أساسية، وأدت إلى أزمات إنسانية وأمنية طويلة الأمد.
وفي هذا السياق، أبدى رئيس حزب 'صوت الشعب'، فتحي الشبلي، دعمه الكامل لهذه الدعوى، معتبرًا أن 'الناتو يتحمل المسؤولية الكاملة عن الانهيار الأمني والاقتصادي في ليبيا، وكذلك عن الآثار الصحية التي ظهرت لاحقًا، وعلى رأسها تفشي أمراض خطيرة كمرض السرطان، نتيجة استخدام أسلحة تحتوي على اليورانيوم المنضب خلال الحملة العسكرية'.
وأعربت شخصيات ليبية عن مخاوف متزايدة من محاولات بعض الدول الغربية، خصوصًا بريطانيا، لاستخدام الأموال الليبية المجمدة لتسوية ملفات سياسية أو قانونية قديمة تعود إلى عقود ماضية. ويرى مراقبون أن هذه الخطوات تتجاهل القوانين الدولية التي تنص بوضوح على أن أي تصرف في الأموال المجمدة لا يجوز دون موافقة صريحة من الدولة المالكة.
كما أشار هؤلاء إلى أن ربط الأموال المجمدة بقضايا مثل دعم 'النظام السابق' لهجمات إرهابية في أوروبا يفتقر إلى أدلة قانونية قاطعة، وهو ما يثير مخاوف من استغلال سياسي لأموال دولة تمر بمرحلة انتقالية معقدة.
من جانبه، شدد مجلس النواب الليبي على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته الأخلاقية والقانونية تجاه ما وصفه بـ'الدمار الواسع' الذي خلفه تدخل حلف 'الناتو' في ليبيا عام 2011، والذي أسفر عن انهيار مؤسسات الدولة، وخلق فراغ أمني ساهم فيتصاعد موجات العنف والتهريب، وتفشي الجماعات المسلحة في مناطق مختلفة من البلاد.ويأتي هذا التحرك في إطار جهود أوسع تبذلها مؤسسات الدولة الليبية للمطالبة بتعويضات عن الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالبلاد نتيجة الغارات الجوية وعمليات القصف، والتي لا تزال تداعياتها تلقي بظلالها على الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في ليبيا حتى اليوم.
ولا تزال قضية الأموال الليبية المجمدة في الخارج، والتي تقدّر بعشرات المليارات من الدولارات، مثار جدل دولي. وتطالب السلطات الليبية باستعادة هذه الأصول لاستخدامها في إعادة إعمار البلاد، وتمويل مشاريع التنمية والبنية التحتية تحت إشراف المؤسسات الشرعية.
ويؤكد نواب وشخصيات قانونية ليبية أن الحفاظ على هذه الأموال يمثل أولوية وطنية، وأن أية محاولة للمساس بها تُعدّ انتهاكًا مباشرًا للسيادة الليبية، يستوجب الرد القانوني والدبلوماسي المناسب.
في ظل هذه التطورات، لا تزال الأسئلة مطروحة ومشروعة عن نجاح ليبيا في حماية أموالها واستعادتها وتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته التاريخية تجاه ما حدث؟
هذا المحتوى مواجهة جديدة في ليبيا بين البرلمان و الناتو / رفاعي عنكوش ظهر أولاً في سواليف.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا
منذ 7 ساعات
- رؤيا
واشنطن تستخدم "الفيتو" لإفشال قرار أممي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة
صوّت 14 عضوًا من أصل 15 في المجلس لصالح مشروع القرار استخدمت الولايات المتحدة، مساء الأربعاء، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بدون قيود إلى المدنيين في القطاع المحاصر. وصوّت 14 عضوًا من أصل 15 في المجلس لصالح مشروع القرار، بينما عارضته واشنطن وحدها، ما أدى إلى تعطيله باستخدام الفيتو. وقبيل التصويت، قالت نائبة المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، إن القرار المقترح "يقوّض الجهود الدبلوماسية الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق نار يعكس الواقع على الأرض ويشجّع حماس"، معتبرة أن النص يضع "مساواة بين الاحتلال وحماس". وأضافت شيا أن "استخدام الفيتو هو السبيل الوحيد، لأنه لا توجد مفاوضات حقيقية"، مشددة على أن "إزالة حماس والتنظيمات الأخرى سيمكّن غزة من مستقبل أفضل"، معتبرة أن كل ما يهدد أمن الاحتلال الإسرائيلي غير مقبول. وكان مشروع القرار، الذي قدمته الدول العشر غير الدائمة العضوية في المجلس، يصف الوضع الإنساني في غزة بـ"الكارثي"، ويطالب تل أبيب برفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بالإضافة إلى دعوته للإفراج عن جميع المحتجزين لدى حركة حماس.


وطنا نيوز
منذ 14 ساعات
- وطنا نيوز
خامنئي: المقترح الأميركي يتعارض مع مصالحنا.. لن نتخلى عن تخصيب اليورانيوم
وطنا اليوم:قال المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الأربعاء، إن المقترح الأميركي للاتفاق النووي يتعارض مع سلطة طهران الوطنية، مؤكداً أن 'إيران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم'. وأضاف في خطاب: 'المقترح الأميركي النووي يتعارض 100% مع إيمان أمتنا بالاعتماد على الذات ومبدأ (نحن قادرون)'. وقال خامنئي، خلال خطابه بمناسبة الذكرى الـ 36 لوفاة الخميني: 'إن المبدأ الرئيسي الذي يحمي مصالحنا هو مبدأ 'نستطيع'، حتى في أحدث جولة من المفاوضات النووية التي توسطت فيها عُمان تتعارض جميع المقترحات الأميركية تماماً مع هذا المبدأ'. وأضاف المرشد الإيراني بالقول إن 'أميركا لن تستطيع إضعاف برنامجنا النووي'. وأشار خامنئي إلى أن 'البرنامج النووي بدون تخصيب اليورانيوم سيكون بلا فائدة'، مضيفاً بالقول إن إيران لا تنتظر 'الضوء الأخضر' من الولايات المتحدة لاتخاذ قراراتها. وقال خامنئي: 'إن الصناعة النووية تعتبر عديمة الفائدة دون القدرة على تخصيب اليورانيوم، لأننا في هذه الحالة سنضطر إلى طلب يد العون لبناء محطات للطاقة النووية، هذا يشبه امتلاك النفط، ولكن دون القدرة على تكريره على أرضه، لديكم نفط، لكن عليكم شراء البنزين من الآخرين'. وتظل قضية تخصيب اليورانيوم نقطة خلاف في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران. وصرح دبلوماسي إيراني لـ'رويترز'، يوم الاثنين، بأن طهران تتجه لرفض مقترح أميركي لإنهاء الخلاف النووي المستمر منذ عقود، ووصفه بأنه 'غير قابل للتنفيذ' ولا يتضمن أي تخفيف في موقف واشنطن من تخصيب اليورانيوم ولا يراعي مصالح طهران. وتقول طهران إنها تريد الاحتفاظ بتكنولوجيا نووية للأغراض السلمية وترفض دوما اتهامات القوى الغربية لها بالسعي لتطوير أسلحة نووية.


العرب اليوم
منذ 20 ساعات
- العرب اليوم
الناتو يصفع روسيا بقسوة
لا أحد يدرى ما يدور فى عقل بوتين فى هذه اللحظات بعد أن تلقى ضربة كبيرة مؤثرة تمثلت فى قيام الطيران الأوكرانى المسيّر بضرب قواعد جوية روسية فى سيبيريا على بعد ٤٣٠٠ كيلو من البر الأوكرانى. صحيح أنه لا توجد أخبار مؤكدة عن حجم الخسائر سوى البيانات الصادرة عن زيلينسكى وإعلامه، لكن مجرد النجاح فى تخبئة الطائرات داخل شاحنات ووضعها على مسافة قريبة من قواعد القاذفات الاستراتيجية لروسيا يعد إهانة للاستخبارات الروسية وتحديًا يفرض الاستجابة والرد. ومعلوم أن روسيا متخصصة عبر التاريخ فى دفع الأثمان الفادحة دفاعا عن أراضيها، لكن الكارثة الحالية تتمثل فى أن الخطوط الحمراء لروسيا لم تعد حمراء.. لقد تحولت إلى اللون القرمزى ثم اللون الوردى قبل أن تميل إلى البرتقالى فى طريقها لأن تكون خطوطا صفراء يسهل تجاوزها دون عواقب!. لقد كانت أوروبا فى بداية الحرب تخشى تزويد أوكرانيا بأسلحة يمكنها إصابة الأراضى الروسية خوفا من رد فعل موسكو، وكانت تكتفى بإمداد كييف بما تدافع به عن نفسها، لكن حلف الناتو أخذ يدحرج الأمور شيئًا فشيئا ويختبر عزيمة الروس من خلال دفعة دبابات ليوبارد ألمانية تعقبها صواريخ أتاماكس الأمريكية، وعندما وجدوا موسكو تكتفى ببيانات الشجب والإدانة على الطريقة العربية فإنهم تجرأوا أكثر وأمدوا أوكرانيا بدبابات أبرامز الأمريكية.. وأخيرا بعد أن أخذت المسيرات الأوكرانية تصل إلى موسكو وتحلّق فوق الكرملين دون أن تُقدِم روسيا على إجراءات مخيفة طالما هددت بها، فإن الأمريكان قفزوا قفزة هائلة وقدموا طائرات إف - ١٦ المتطورة إلى الجيش الأوكرانى، حيث يمكنها تهديد سماء روسيا. عندما أعلنت روسيا فى سبتمبر ٢٠٢٢ ضم مقاطعات دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزاباروجيا إليها فإن ميدفيديف، الرئيس الروسى السابق، الذى كان دبلوماسيا هادئا أثناء فترة رئاسته ثم تحول الآن إلى صقر الصقور، هذا الرجل توعد أوكرانيا وحلف الناتو بأن العقيدة النووية الروسية صارت تنطبق على المقاطعات الجديدة، وأن أى اعتداء مسلح عليها قد يجعل الرد نوويا!. لكن الذى حدث هو أن الاعتداءات ضد هذه الأراضى ومعها القرم لم تتوقف يوما واحدا، ومع ذلك فإن الرد الروسى كان عاديا ولم يكن رادعا. ويبدو أن هذا الهجوم جاء ردا على تجاهل بوتين لرسائل الغزل الموجّهة إليه من ترامب، وهو ما أحفظ الرئيس الأمريكى وجعله يوافق على ضرب أقصى الشرق الروسى لأجل أن يثوب بوتين إلى رشده ويستجيب لنصائحه بإنهاء الحرب. اليوم يمكننا أن نقول إن حلف الناتو المختبئ خلف أوكرانيا قد داس على الخطوط الحمراء الروسية وتجاوزها وفعل ما لم يتصوره بوتين فى أسوأ كوابيسه، والمسألة تتعدى الإهانة المعنوية بكثير، لأنها تعنى أن الطيران الروسى القادر على حمل القنابل النووية قد يتم ضربه بسهولة حتى يفنى عن آخره فى أيام معدودة، والأمر فى هذا الصدد معقود على حلف الناتو وما إذا كان لديه خطط مماثلة مدمرة. إذا لم تقم روسيا برد عنيف جدا ومخالف لكل القواعد فسوف تضيع.