logo
منتدون في رابطة الكتاب: معركة الكرامة الخالدة ويوم الأرض محطتان للصمود والانتصار

منتدون في رابطة الكتاب: معركة الكرامة الخالدة ويوم الأرض محطتان للصمود والانتصار

سرايا - بدعوة من لجنة فلسطين في رابطة الكتاب الأردنيين، أقيمت نهاية السبوع الماضي، ندوة حول معركة الكرامة الخالدة، وذكرى يوم الأرض، تحدث فيها العقيد الركن سالم العيفة الخضير، والباحث صبحي طه وأدارها الكاتب الباحث عليان عليان.
استهل العقيد الركن سالم الخضير الندوة بالقول: لقد تركت حرب الخامس من حزيران عام 1967 آثارا سلبية على معنويات الجيش العربي الأردني والجيوش العربية المشاركة في تلك الحرب. لقد كانت أجهزة الاستخبارات والمراقبات الأمامية تتابع كل حركة صغيرة أو كبيرة على الواجهة مع الكيان الصهيوني وتجمع المعلومات وتحللها وترصد كافة الاتصالات بكل الوسائل المتاحة، إلى أن تمكنت من اكتشاف خطة العدو التي تهدف إلى اجتياح الضفة الشرقية واحتلال الأغوار وصولا إلى مرتفعات السلط وعمان والكرك.
وأضاف: لقد أصبح الجيش العربي الأردني على اطلاع بخطة العدو كان متأهبا وفرحا في كتلك الليلة، حيث لم تغمض أعينهم وباتوا وأيديهم على الزناد منتظرين ساعة الصفر شعارهم (النصر أو الشهادة)، وما إن بدأت قوات العدو المهاجمة بعبور الضفة الشرقية من النهر على كافة المقتربات مسندة بالمدفعية والدبابات وبغطاء جوي كثيف، حتى فاجأتهم القوات المسلحة الأردنية بوابل من النيران من كافة الأسلحة أدت إلى إرباك العدو وفقدانه عنصر المفاجأة وتدمير جسور العبور على المقتربات الأمر الذي أدى إلى قطع خطوط الاتصال وصعوبة تعزيز القوات المهاجمة بأي قوات إضافية، ودارت المعركة بشراسة لم يسبق لها مثيل وببسالة عز نظيرها. لقد أبدع الجيش العربي الأردني في اقتناص دبابات العدو على مدى 15 ساعة، وعندما قام بإنزال جوي في بلدة الكرامة جرى الاشتباك بالسلاح الأبيض مع بين قوات العدو وقواتنا المسلحة وفصائل المقاومة الفلسطينية الأمر الذي اضطر العدو إلى طلب وقف إطلاق النار ولأول مره منذ حرب 1948.
من جانبه قال الباحث صبحي طه أن ذكرى يوم الأرض عام 1976 شكلت محطة نوعية في مسار النضال الفلسطيني، مشيراً إلى أن هذه الذكرى تأتي في خضم حرب عدوانية غير مسبوقة على قطاع غزة، اتخذت طابعاً وجودياً تشمل الأرض والشعب، بل حاضر ومستقبل المنطقة.
وختم الباحث صبحي طه مداخلته بتأكيده على أن العدو يخوض حربه العدوانية وهو يستند إلى جبهة داخلية هشة مشيراً إلى الانقسام العميق داخل المجتمع السياسي والحزبي والطائفي والديني، في حين أن المقاومة رغم ما ألم بقطاع غزة من حرب إبادة، إلا أنها لا زالت تحمل مقومات الصمود والتصدي وتمتلك القدرة على المواجهة.
الباحث شوكت السعدون قال إن معركة الكرامة في بعدها العسكري كشفت فشل العدو في تطبيق (مبادئ الحرب) وفي مقدمتها (مبدأ الاستخبارات)، حيث تمكن جيشنا من تحديد نوايا العدو الذي وقع العدو في محذور: (عدم التناسب بين أهدافه ووسائل وإمكاناته وموارده)، فهو لم يقدر مدى اتساع مسرح العمليات التي قام بها. عدا عن فشله في تحقيق: (حشد القوة) الناجم عن ضرب الجسور وهذا تكتيك نجح جيشنا في تطبيقه.
من جانبه قال الباحث محمد أزوقة: إن التلاحم البطولي لنشامى قواتنا المسلحة وأسود المقاومة على أرض الكرامة، شكل أكبر حافز لشباب الوطن العربي كله على الانضمام إلى حركة المقاومة وتناميها، وبتنا نرى الجيل الثاني من المقاتلين يجترحون المعجزات، يفجرون الدبابات ويسقطون المسيرات، ويقتلون جنود العدو والمرتزقة، ويقصفون حصون العدو بصواريخ من صنع أيديهم، ويرسمون للأمة معالم طريق التحرير.
الكاتب الباحث الدكتور جهاد حمدان قال في مداخلة مكتوبة جاء فيها: لم يَكُنْ الهَدَفُ من معركة الكرامة، مُجَرَّدَ تَوْجِيهِ ضَرْبَةٍ مُمِيتَةٍ لِقَوَاعِدِ الفِدَائِيِّينَ الفِلَسْطِينِيِّينَ، بَلْ كَانَ يُخَطِّطُ لِلتَّقَدُّمِ نَحْوَ مُرْتَفَعَاتِ السَّلْطِ وَالسَّيْطَرَةِ عَلَى مَمَرَّاتٍ مُهِمَّةٍ تَمْهِيدًا لِإِنْشَاءِ مَنْطِقَةٍ عَازِلَةٍ دَاخِلَ الأَرَاضِي الأُرْدُنِّيَّةِ، وَلَكِنَّهُ اصْطَدَمَ بِإِرَادَةٍ حَدِيدِيَّةٍ مِنَ الفِدَائِيِّينَ الَّذِينَ امْتَصُّوا المَوْجَةَ الأُولَى مِنْ هُجُومِهِ، وَبِتَصَدٍّ عَزَّ نَظِيرُهُ مِنَ الجَيْشِ العَرَبِيِّ الأُرْدُنِّيِّ. خِلَالَ سِتّ عَشْرَةَ سَاعَةً مِنَ القِتَالِ العَنِيفِ، لَقَّنَ أُخْوَةُ السِّلَاحِ العَدُوَّ دَرْسًا لَنْ يَنْسَاهُ، وَكَانَتِ النَّتِيجَةُ انْتِصَارًا صَرِيحًا لِإِرَادَةِ المُقَاوَمَةِ أذ إنه لأول مَرَّةٍ مُنْذُ النَّكْسَةِ، يَنْسَحِبُ العَدُوُّ تَحْتَ النَّارِ، مشيراً إلى أن ومن أَبْرَزَ نَتَائِجِ المعركة ازْدِيَادُ الاِلْتِفَافِ الشَّعْبِيِّ حَوْلَ الجَيْشِ وَالمُقَاوَمَةِ.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

منتدون في رابطة الكتاب: معركة الكرامة الخالدة ويوم الأرض محطتان للصمود والانتصار
منتدون في رابطة الكتاب: معركة الكرامة الخالدة ويوم الأرض محطتان للصمود والانتصار

سرايا الإخبارية

time٢١-٠٤-٢٠٢٥

  • سرايا الإخبارية

منتدون في رابطة الكتاب: معركة الكرامة الخالدة ويوم الأرض محطتان للصمود والانتصار

سرايا - بدعوة من لجنة فلسطين في رابطة الكتاب الأردنيين، أقيمت نهاية السبوع الماضي، ندوة حول معركة الكرامة الخالدة، وذكرى يوم الأرض، تحدث فيها العقيد الركن سالم العيفة الخضير، والباحث صبحي طه وأدارها الكاتب الباحث عليان عليان. استهل العقيد الركن سالم الخضير الندوة بالقول: لقد تركت حرب الخامس من حزيران عام 1967 آثارا سلبية على معنويات الجيش العربي الأردني والجيوش العربية المشاركة في تلك الحرب. لقد كانت أجهزة الاستخبارات والمراقبات الأمامية تتابع كل حركة صغيرة أو كبيرة على الواجهة مع الكيان الصهيوني وتجمع المعلومات وتحللها وترصد كافة الاتصالات بكل الوسائل المتاحة، إلى أن تمكنت من اكتشاف خطة العدو التي تهدف إلى اجتياح الضفة الشرقية واحتلال الأغوار وصولا إلى مرتفعات السلط وعمان والكرك. وأضاف: لقد أصبح الجيش العربي الأردني على اطلاع بخطة العدو كان متأهبا وفرحا في كتلك الليلة، حيث لم تغمض أعينهم وباتوا وأيديهم على الزناد منتظرين ساعة الصفر شعارهم (النصر أو الشهادة)، وما إن بدأت قوات العدو المهاجمة بعبور الضفة الشرقية من النهر على كافة المقتربات مسندة بالمدفعية والدبابات وبغطاء جوي كثيف، حتى فاجأتهم القوات المسلحة الأردنية بوابل من النيران من كافة الأسلحة أدت إلى إرباك العدو وفقدانه عنصر المفاجأة وتدمير جسور العبور على المقتربات الأمر الذي أدى إلى قطع خطوط الاتصال وصعوبة تعزيز القوات المهاجمة بأي قوات إضافية، ودارت المعركة بشراسة لم يسبق لها مثيل وببسالة عز نظيرها. لقد أبدع الجيش العربي الأردني في اقتناص دبابات العدو على مدى 15 ساعة، وعندما قام بإنزال جوي في بلدة الكرامة جرى الاشتباك بالسلاح الأبيض مع بين قوات العدو وقواتنا المسلحة وفصائل المقاومة الفلسطينية الأمر الذي اضطر العدو إلى طلب وقف إطلاق النار ولأول مره منذ حرب 1948. من جانبه قال الباحث صبحي طه أن ذكرى يوم الأرض عام 1976 شكلت محطة نوعية في مسار النضال الفلسطيني، مشيراً إلى أن هذه الذكرى تأتي في خضم حرب عدوانية غير مسبوقة على قطاع غزة، اتخذت طابعاً وجودياً تشمل الأرض والشعب، بل حاضر ومستقبل المنطقة. وختم الباحث صبحي طه مداخلته بتأكيده على أن العدو يخوض حربه العدوانية وهو يستند إلى جبهة داخلية هشة مشيراً إلى الانقسام العميق داخل المجتمع السياسي والحزبي والطائفي والديني، في حين أن المقاومة رغم ما ألم بقطاع غزة من حرب إبادة، إلا أنها لا زالت تحمل مقومات الصمود والتصدي وتمتلك القدرة على المواجهة. الباحث شوكت السعدون قال إن معركة الكرامة في بعدها العسكري كشفت فشل العدو في تطبيق (مبادئ الحرب) وفي مقدمتها (مبدأ الاستخبارات)، حيث تمكن جيشنا من تحديد نوايا العدو الذي وقع العدو في محذور: (عدم التناسب بين أهدافه ووسائل وإمكاناته وموارده)، فهو لم يقدر مدى اتساع مسرح العمليات التي قام بها. عدا عن فشله في تحقيق: (حشد القوة) الناجم عن ضرب الجسور وهذا تكتيك نجح جيشنا في تطبيقه. من جانبه قال الباحث محمد أزوقة: إن التلاحم البطولي لنشامى قواتنا المسلحة وأسود المقاومة على أرض الكرامة، شكل أكبر حافز لشباب الوطن العربي كله على الانضمام إلى حركة المقاومة وتناميها، وبتنا نرى الجيل الثاني من المقاتلين يجترحون المعجزات، يفجرون الدبابات ويسقطون المسيرات، ويقتلون جنود العدو والمرتزقة، ويقصفون حصون العدو بصواريخ من صنع أيديهم، ويرسمون للأمة معالم طريق التحرير. الكاتب الباحث الدكتور جهاد حمدان قال في مداخلة مكتوبة جاء فيها: لم يَكُنْ الهَدَفُ من معركة الكرامة، مُجَرَّدَ تَوْجِيهِ ضَرْبَةٍ مُمِيتَةٍ لِقَوَاعِدِ الفِدَائِيِّينَ الفِلَسْطِينِيِّينَ، بَلْ كَانَ يُخَطِّطُ لِلتَّقَدُّمِ نَحْوَ مُرْتَفَعَاتِ السَّلْطِ وَالسَّيْطَرَةِ عَلَى مَمَرَّاتٍ مُهِمَّةٍ تَمْهِيدًا لِإِنْشَاءِ مَنْطِقَةٍ عَازِلَةٍ دَاخِلَ الأَرَاضِي الأُرْدُنِّيَّةِ، وَلَكِنَّهُ اصْطَدَمَ بِإِرَادَةٍ حَدِيدِيَّةٍ مِنَ الفِدَائِيِّينَ الَّذِينَ امْتَصُّوا المَوْجَةَ الأُولَى مِنْ هُجُومِهِ، وَبِتَصَدٍّ عَزَّ نَظِيرُهُ مِنَ الجَيْشِ العَرَبِيِّ الأُرْدُنِّيِّ. خِلَالَ سِتّ عَشْرَةَ سَاعَةً مِنَ القِتَالِ العَنِيفِ، لَقَّنَ أُخْوَةُ السِّلَاحِ العَدُوَّ دَرْسًا لَنْ يَنْسَاهُ، وَكَانَتِ النَّتِيجَةُ انْتِصَارًا صَرِيحًا لِإِرَادَةِ المُقَاوَمَةِ أذ إنه لأول مَرَّةٍ مُنْذُ النَّكْسَةِ، يَنْسَحِبُ العَدُوُّ تَحْتَ النَّارِ، مشيراً إلى أن ومن أَبْرَزَ نَتَائِجِ المعركة ازْدِيَادُ الاِلْتِفَافِ الشَّعْبِيِّ حَوْلَ الجَيْشِ وَالمُقَاوَمَةِ.

منتدون في رابطة الكتاب: معركة الكرامة الخالدة ويوم الأرض محطتان للصمود والانتصار
منتدون في رابطة الكتاب: معركة الكرامة الخالدة ويوم الأرض محطتان للصمود والانتصار

الدستور

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • الدستور

منتدون في رابطة الكتاب: معركة الكرامة الخالدة ويوم الأرض محطتان للصمود والانتصار

عمانبدعوة من لجنة فلسطين في رابطة الكتاب الأردنيين، أقيمت نهاية السبوع الماضي، ندوة حول معركة الكرامة الخالدة، وذكرى يوم الأرض، تحدث فيها العقيد الركن سالم العيفة الخضير، والباحث صبحي طه وأدارها الكاتب الباحث عليان عليان.استهل العقيد الركن سالم الخضير الندوة بالقول: لقد تركت حرب الخامس من حزيران عام 1967 آثارا سلبية على معنويات الجيش العربي الأردني والجيوش العربية المشاركة في تلك الحرب. لقد كانت أجهزة الاستخبارات والمراقبات الأمامية تتابع كل حركة صغيرة أو كبيرة على الواجهة مع الكيان الصهيوني وتجمع المعلومات وتحللها وترصد كافة الاتصالات بكل الوسائل المتاحة، إلى أن تمكنت من اكتشاف خطة العدو التي تهدف إلى اجتياح الضفة الشرقية واحتلال الأغوار وصولا إلى مرتفعات السلط وعمان والكرك.وأضاف: لقد أصبح الجيش العربي الأردني على اطلاع بخطة العدو كان متأهبا وفرحا في كتلك الليلة، حيث لم تغمض أعينهم وباتوا وأيديهم على الزناد منتظرين ساعة الصفر شعارهم (النصر أو الشهادة)، وما إن بدأت قوات العدو المهاجمة بعبور الضفة الشرقية من النهر على كافة المقتربات مسندة بالمدفعية والدبابات وبغطاء جوي كثيف، حتى فاجأتهم القوات المسلحة الأردنية بوابل من النيران من كافة الأسلحة أدت إلى إرباك العدو وفقدانه عنصر المفاجأة وتدمير جسور العبور على المقتربات الأمر الذي أدى إلى قطع خطوط الاتصال وصعوبة تعزيز القوات المهاجمة بأي قوات إضافية، ودارت المعركة بشراسة لم يسبق لها مثيل وببسالة عز نظيرها. لقد أبدع الجيش العربي الأردني في اقتناص دبابات العدو على مدى 15 ساعة، وعندما قام بإنزال جوي في بلدة الكرامة جرى الاشتباك بالسلاح الأبيض مع بين قوات العدو وقواتنا المسلحة وفصائل المقاومة الفلسطينية الأمر الذي اضطر العدو إلى طلب وقف إطلاق النار ولأول مره منذ حرب 1948.من جانبه قال الباحث صبحي طه أن ذكرى يوم الأرض عام 1976 شكلت محطة نوعية في مسار النضال الفلسطيني، مشيراً إلى أن هذه الذكرى تأتي في خضم حرب عدوانية غير مسبوقة على قطاع غزة، اتخذت طابعاً وجودياً تشمل الأرض والشعب، بل حاضر ومستقبل المنطقة.وختم الباحث صبحي طه مداخلته بتأكيده على أن العدو يخوض حربه العدوانية وهو يستند إلى جبهة داخلية هشة مشيراً إلى الانقسام العميق داخل المجتمع السياسي والحزبي والطائفي والديني، في حين أن المقاومة رغم ما ألم بقطاع غزة من حرب إبادة، إلا أنها لا زالت تحمل مقومات الصمود والتصدي وتمتلك القدرة على المواجهة.الباحث شوكت السعدون قال إن معركة الكرامة في بعدها العسكري كشفت فشل العدو في تطبيق (مبادئ الحرب) وفي مقدمتها (مبدأ الاستخبارات)، حيث تمكن جيشنا من تحديد نوايا العدو الذي وقع العدو في محذور: (عدم التناسب بين أهدافه ووسائل وإمكاناته وموارده)، فهو لم يقدر مدى اتساع مسرح العمليات التي قام بها. عدا عن فشله في تحقيق: (حشد القوة) الناجم عن ضرب الجسور وهذا تكتيك نجح جيشنا في تطبيقه.من جانبه قال الباحث محمد أزوقة: إن التلاحم البطولي لنشامى قواتنا المسلحة وأسود المقاومة على أرض الكرامة، شكل أكبر حافز لشباب الوطن العربي كله على الانضمام إلى حركة المقاومة وتناميها، وبتنا نرى الجيل الثاني من المقاتلين يجترحون المعجزات، يفجرون الدبابات ويسقطون المسيرات، ويقتلون جنود العدو والمرتزقة، ويقصفون حصون العدو بصواريخ من صنع أيديهم، ويرسمون للأمة معالم طريق التحرير.الكاتب الباحث الدكتور جهاد حمدان قال في مداخلة مكتوبة جاء فيها: لم يَكُنْ الهَدَفُ من معركة الكرامة، مُجَرَّدَ تَوْجِيهِ ضَرْبَةٍ مُمِيتَةٍ لِقَوَاعِدِ الفِدَائِيِّينَ الفِلَسْطِينِيِّينَ، بَلْ كَانَ يُخَطِّطُ لِلتَّقَدُّمِ نَحْوَ مُرْتَفَعَاتِ السَّلْطِ وَالسَّيْطَرَةِ عَلَى مَمَرَّاتٍ مُهِمَّةٍ تَمْهِيدًا لِإِنْشَاءِ مَنْطِقَةٍ عَازِلَةٍ دَاخِلَ الأَرَاضِي الأُرْدُنِّيَّةِ، وَلَكِنَّهُ اصْطَدَمَ بِإِرَادَةٍ حَدِيدِيَّةٍ مِنَ الفِدَائِيِّينَ الَّذِينَ امْتَصُّوا المَوْجَةَ الأُولَى مِنْ هُجُومِهِ، وَبِتَصَدٍّ عَزَّ نَظِيرُهُ مِنَ الجَيْشِ العَرَبِيِّ الأُرْدُنِّيِّ. خِلَالَ سِتّ عَشْرَةَ سَاعَةً مِنَ القِتَالِ العَنِيفِ، لَقَّنَ أُخْوَةُ السِّلَاحِ العَدُوَّ دَرْسًا لَنْ يَنْسَاهُ، وَكَانَتِ النَّتِيجَةُ انْتِصَارًا صَرِيحًا لِإِرَادَةِ المُقَاوَمَةِ أذ إنه لأول مَرَّةٍ مُنْذُ النَّكْسَةِ، يَنْسَحِبُ العَدُوُّ تَحْتَ النَّارِ، مشيراً إلى أن ومن أَبْرَزَ نَتَائِجِ المعركة ازْدِيَادُ الاِلْتِفَافِ الشَّعْبِيِّ حَوْلَ الجَيْشِ وَالمُقَاوَمَةِ.

من الكرامة إلى الحاضر... الأردن حصن منيع، وأهله جنود الحق والرسالة
من الكرامة إلى الحاضر... الأردن حصن منيع، وأهله جنود الحق والرسالة

الدستور

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • الدستور

من الكرامة إلى الحاضر... الأردن حصن منيع، وأهله جنود الحق والرسالة

ضمن فعاليات الدورة السادسة والأربعين لشرح مضامين رسالة عمّان، كان لي شرف المشاركة في الزيارة الميدانية لموقع معركة الكرامة الخالدة، برفقة وفد يمثل أكثر من خمسين دولة عربية وإسلامية. هناك، على ثرى الكرامة، استحضرنا بطولات الجيش العربي الأردني، وكيف سطّر أعظم معاني الصمود والعزة، فسطّر للأمة فجرًا جديدًا من الكرامة بعد زمن الانكسار. وفي تلك اللحظات المهيبة، امتلأ قلبي بالفخر، خاصة عندما علمت أن من بين شهداء الكرامة ابن الرمثا البار، العريف أحمد صالح محسن ذيابات. شعرت وكأن روحه الطاهرة تحلق فوقنا، تهمس لنا: «الأردن سيبقى حرًا، قويًا، عصيًّا على كل معتدٍ». وما زاد من قوة المشهد، أن هذه الزيارة تزامنت مع نجاح أجهزتنا الأمنية في إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف زعزعة أمن الأردن واستقراره. وكأن معركة الكرامة لا تزال تُخاض، ولكن بسلاح العزم، واليقظة، والإيمان الراسخ بأن أمن الوطن فوق كل اعتبار. إننا نعيش في وطن لم تُهزم فيه الكرامة يومًا، لأن فيه رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، من جنود الجيش العربي البواسل إلى فرسان الأجهزة الأمنية الأوفياء، كلهم على العهد باقون، يجسدون روح رسالة عمّان قولًا وفعلاً، في الدفاع عن الاعتدال، والعدالة، والعيش المشترك، وحماية الوطن من كل فكر متطرف أو مخطط ظلامي. المجد والخلود لشهداء الكرامة... والفخر والانتماء لكل من يحرس الوطن اليوم بعقله وسلاحه وإيمانه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store