logo
فرانشيسكا ألبانيزي .. مرشحة نوبل

فرانشيسكا ألبانيزي .. مرشحة نوبل

عمونمنذ 6 أيام
في زمنٍ بات فيه الصمت العالمي هو اللغة الرسمية أمام المجازر، خرجت بوغوتا –عاصمة كولومبيا– عن المألوف، لتحتضن صرخة قانونية وأخلاقية مدوية من قلب الجنوب العالمي، حيث اجتمع وزراء وقانونيون ونشطاء ليقولوا معًا" كفى."
لم يكن اجتماع مجموعة لاهاي، الذي عُقد قبل يومين، مجرد تكرار رتيب لاجتماعات الإدانة الخطابية، بل شكّل محطة فارقة، ومحاولة جريئة للانتقال من الاستنكار إلى الفعل، ومن التصريحات المألوفة إلى إجراءات مُلزمة وملموسة.
تأسست مجموعة لاهاي مطلع هذا العام، عقب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتضم المجموعة تسع دول حتى الآن، من بينها: كولومبيا، جنوب إفريقيا، ماليزيا، كوبا، بوليفيا، هندوراس، وناميبيا، وتسعى إلى تفعيل العدالة الدولية وتطبيق القانون الإنساني بعيدًا عن الانتقائية والخضوع للضغوط السياسية.
لكن في بوغوتا، اتسعت طموحات هذا الحراك، وارتفعت وتيرته: منع رسو السفن المحمّلة بالسلاح لإسرائيل، حظر تصدير الوقود، وتفعيل التعاون القضائي الدولي ضد المتورطين في العدوان.
من بين أبرز المشاركين في الاجتماع، برزت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة، التي لم تتردّد في وصف ما يحدث في غزة بأنه: "إبادة مستمرة تُرتكب على مرأى من العالم."
وإلى جانبها، صدح الصوت العربي الحقوقي ممثلاً بالدكتورة شهد الحموري، التي تحدثت بشجاعة، مؤكدة أن ما يجري في فلسطين يشكّل اختبارًا حقيقيًا لمصداقية النظام الدولي، مضيفة "حين تعجز الحكومات، يجب أن تتحرك الشعوب."
كانت كلمات ألبانيزي وشهد بمثابة صرخة في قلب بركان، تذكّر العالم بأن القانون لم يُخلق لحماية الأقوياء، بل لحماية الإنسان.
وفي ظل أزمات داخلية تهز الحكومة الكولومبية – منها استقالة وزيرة الخارجية وتوتر العلاقات مع واشنطن– برز الرئيس غوستافو بيترو بموقفه الأخلاقي الشجاع، واصفًا المؤتمر بأنه: "انتقال من الصمت إلى الموقف، ومن الخطاب إلى الأداة."
ورغم الانقسام السياسي الحاد داخل كولومبيا، اختارت أن تقف في الجانب الصحيح من التاريخ. وكان لـماوريسيو جاسر، مدير الشؤون متعددة الأطراف (فلسطيني الأصل)، دور محوري في قيادة هذا التحوّل من الهامش إلى المركز، مؤكدًا أن للعدالة صوتًا… وله جذور.
ما يحدث اليوم يشكّل تحديًا صارخًا لمنظومة القانون الدولي التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية، لكنها للأسف أصبحت عاجزة أمام سطوة إسرائيل وحلفائها. لذا، فإن اجتماع لاهاي في كولومبيا لا يكتفي برفع الصوت، بل يضع أدوات فعلية على الطاولة: من حظر السلاح، إلى تجميد التعاون العسكري، وصولًا إلى عزل إسرائيل دبلوماسيًا.
ورغم أن هذه التحركات ستُقابل بلا شك بحملات تشويه وضغوط سياسية، فإنها تُعيد الأمل بأن الجنوب العالمي قادر على تصويب بوصلة العدالة حين تنحرف عنها القوى الكبرى.
من كولومبيا إلى كيب تاون، ومن كوالالمبور إلى غزة، تنهض أصوات من تحت الركام، تصرخ بوضوح: الاحتلال جريمة، الصمت تواطؤ، والعدالة لا تعرف الانتقائية.
صرخة فرانشيسكا ألبانيزي وشهد الحموري في لاهاي، ليست خاتمة القصة، بل بدايتها..
بداية مسار طويل، لا يحاكم القتلة فقط، بل يحاكم أيضًا صمت العالم.
في الأيام القادمة.. ستكون بيننا فرانشيسكا ألبانيزي، صوت القانون الدولي ومرشحة نوبل غير المُعلنة. حضورها ليس زيارة عابرة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الخارجية التركية: قرار "الكنيست" بضم الضفة باطل بموجب القانون الدولي
الخارجية التركية: قرار "الكنيست" بضم الضفة باطل بموجب القانون الدولي

الرأي

timeمنذ 9 ساعات

  • الرأي

الخارجية التركية: قرار "الكنيست" بضم الضفة باطل بموجب القانون الدولي

أعلنت وزارة الخارجية التركية في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، أن القرار الذي صوتت عليه "الكنيست الإسرائيلية" الداعم لضم الضفة الغربية المحتلة، قرار "باطل ولاغ" بموجب القانون الدولي. وبحسب وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، أكدت الوزارة في بيان، أن الضفة الغربية أرض فلسطينية، وهي تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967. وأضافت أن " أي محاولة إسرائيلية للضم هي مجرد محاولة غير شرعية واستفزازية، تهدف إلى تقويض جهود السلام". وذكرت الخارجية التركية أن "القرار الذي صوت عليه البرلمان الإسرائيلي أمس، والداعي إلى ضم الضفة الغربية المحتلة، باطل بموجب القانون الدولي، ولا قيمة له". وأشارت إلى أن مساعي حكومة بنيامين نتنياهو، للبقاء في السلطة عبر سياسات العنف والإجراءات غير القانونية تؤدي إلى أزمات جديدة كل يوم و"تشكل تهديدا خطيرا للنظام الدولي والأمن الإقليمي". وشددت الخارجية على ضرورة اتخاذ إجراءات ملزمة ورادعة ضد عدوانية إسرائيل والإبادة الجماعية التي ترتكبها، مؤكدة ضرورة وفاء إسرائيل بالتزاماتها القانونية والأخلاقية للنظام الدولي بشكل فعال.

غزة تكشف زيف الضمير العالمي.. متى تتوقف المذابح؟"
غزة تكشف زيف الضمير العالمي.. متى تتوقف المذابح؟"

جو 24

timeمنذ 10 ساعات

  • جو 24

غزة تكشف زيف الضمير العالمي.. متى تتوقف المذابح؟"

أحمد عبدالباسط الرجوب جو 24 : لم تكن الحرب الإسرائيلية على غزة سوى حلقة جديدة في سلسلة الحروب التي تشنها القوى الغربية وحلفاؤها على العرب والمسلمين تحت ذرائع واهية، تتهاوى أمام الحقائق لاحقًا، لكن بعد فوات الأوان. فكما كشفت الأيام زيف ادعاءات الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان، تُكشف اليوم فظائع الاحتلال الإسرائيلي في غزة، والتي تُعرّي ازدواجية المعايير الغربية وتُظهر أن الدم العربي والإسلامي يُسفك دائمًا تحت شعارات كاذبة. من العراق إلى غزة: نفس الأكاذيب، نفس الجرائم في 2003، قادت الولايات المتحدة وحلفاؤها غزوًا مدمرًا للعراق بحجة امتلاكه أسلحة دمار شامل، وهي مزاعم تبين لاحقًا أنها مُلفقة. حتى توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، اعترف بأن المعلومات الاستخبارية كانت خاطئة، لكن الاعتراف جاء بعد مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء وتدمير بلد بأكمله. كولين باول، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، قدم للأمم المتحدة "أدلة" استندت إلى تقارير غير موثوقة (كشفت التحقيقات لاحقًا أنها اعتمدت على مصادر هشة)، ليُكتشف أن الأمر كان خدعة كاملة. اليوم، تتكرر الكذبة في غزة. الاحتلال الإسرائيلي يبرر مجازره تحت ذريعة "محاربة الإرهاب"، بينما العالم يشهد إبادة جماعية ممنهجة بحق مدنيين أعزلين. الأطفال الذين يموتون تحت القصف أو جوعًا هم الضحايا الحقيقيون لأسلحة الدمار الشامل، لكن هذه المرة صنعتها أيادٍ غربية وصمت دولي. الأزهر يُدين: صرخة ضمير ثمينة... أُسكِتت بسرعة في خضم هذا الصمت، أصدر الأزهر الشريف مساء الثلاثاء 23 يوليو /تموز 2025 بيانًا تاريخيًا وصف فيه ما يجري في غزة بأنه "جريمة إبادة جماعية"، داعيًا العالم للتحرك العاجل لوقف ما يجري، ومؤكدًا أن الاحتلال "يقتل بدم بارد"، ويُجَوِّع أهل غزة في مشهد لم يعرف له التاريخ مثيلاً. لكن المفاجأة كانت في أن البيان تم حذفه بعد دقائق قليلة من نشره على الصفحة الرسمية للأزهر، دون أي توضيح، ما يثير الشكوك حول الضغوط السياسية التي تُمارس حتى على المؤسسات الدينية في مواقفها الأخلاقية. الأزهر، وهو أعلى هيئة دينية في العالم الإسلامي السني، تعرض لضغوط لتكميم أفواهه، تمامًا كما يتم تكميم كل صوت عربي أو إسلامي يجرؤ على فضح جرائم الحرب. نص البيان أشار إلى أن من "يمد هذا الكيان بالسلاح، أو يشجعه بالقرارات أو الكلمات المنافقة، فهو شريك في هذه الإبادة"، محذرًا من محاولات تهجير سكان غزة، ومشدداً على أن الأزهر "يبرأ أمام الله من هذا الصمت العالمي". بيان حُذِف، لكن مضمونه بقي حيًا في قلوب الأحرار، ودليلاً على أن هناك من لا يزال يمتلك الشجاعة الأخلاقية في زمن التواطؤ. لكن الرسالة وصلت: من يدعم إسرائيل بالسلاح أو التمويل أو الصمت السياسي هو شريك في الجريمة. وكما قال الأزهر: "سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون". التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى. حتى أبناء الغرب يرفضون الأكاذيب لم يعد انتقاد السياسات الإسرائيلية حكرًا على العرب والمسلمين. هانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، هاجم نتنياهو ووصفه بـ"الوحش" الذي يعرض اليهود للخطر عالميًا بسبب جرائمه. وأكد أن قصف غزة لن يُنتج سوى كراهية أبدية، قائلًا: "سيكون هناك جيل بعد جيل سيطارد إسرائيل مطاردة مبررة". هذه الكلمات ليست عاطفية، بل هي قراءة واقعية لتاريخ الاحتلال الطويل. فالعنف يولّد العنف، والإبادة تُنتج مقاومة. حتى بعض اليهود أنفسهم يدركون أن سياسات نتنياهو تُهدم أمن إسرائيل على المدى البعيد، لكن الطغاة لا يتعلمون إلا عندما يُحاسبهم التاريخ. الخاتمة: لا لاستمرار المسرحية من العراق إلى أفغانستان إلى غزة، تتكرر الحكاية نفسها: ذرائع كاذبة، إعلام مُضلل، ثم إبادة مبررة تحت شعارات زائفة. الفارق اليوم أن العالم لم يعد أعمى، والشعوب لم تعد صامتة. الأكاذيب التي مهدت لغزو العراق سقطت، والأكاذيب التي تبرر مجازر غزة ستسقط أيضًا. السؤال هو: كم عدد الأبرياء الذين يجب أن يموتوا قبل أن يفيق الضمير العالمي؟ إن العالم الذي يصمت على قتل الأطفال وتجويعهم، لا يملك أي شرعية أخلاقية. والمجتمع الدولي الذي غض الطرف عن كذبة أسلحة العراق، ثم عن حرب أفغانستان، واليوم عن محرقة غزة، شريك في الجريمة. كفى ذرائع! كفى حروبًا! الدم العربي والإسلامي ليس أرخص من دم الآخرين. تابعو الأردن 24 على

حماس تسلّم ردها للوسطاء ومحادثات مرتقبة في إيطاليا
حماس تسلّم ردها للوسطاء ومحادثات مرتقبة في إيطاليا

وطنا نيوز

timeمنذ 11 ساعات

  • وطنا نيوز

حماس تسلّم ردها للوسطاء ومحادثات مرتقبة في إيطاليا

وطنا اليوم:أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فجر اليوم الخميس، أنها سلمت الوسطاء ردّها على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن حصول وفد التفاوض الإسرائيلي على تفويض لبحث إنهاء الحرب. وقالت الحركة في بيان مقتضب عبر تليغرام 'حركة حماس سلمت قبل قليل للإخوة الوسطاء ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار'، من دون ذكر تفاصيل. من ناحية أخرى، قال البيت الأبيض، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين 'في أقرب وقت ممكن'، مشيرا إلى أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيلتقي في أوروبا مسؤولين من الشرق الأوسط لبحث مقترح اتفاق. وذكرت تقارير صحفية أميركية وإسرائيلية، أن ويتكوف سيعقد في إيطاليا لقاءات مع مسؤولين رفيعي المستوى من الشرق الأوسط. وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إن إسرائيل تدرس رد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. تفويض جديد في غضون ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر لم تسمها، إن فريق التفاوض الإسرائيلي في العاصمة القطرية الدوحة حصل على تفويض لبحث إنهاء الحرب مع الوسطاء. وقالت الهيئة إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة- يريد إنهاء الحرب خلال مرحلة وقف إطلاق النار، حسب وزراء تحدث إليهم أخيرا. ونقلت الهيئة عن مصادر أمنية قولها، إن تآكل قوة الجيش الإسرائيلي في غزة هو أحد الأسباب وراء رغبة نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير في إنهاء الحرب بعد الاتفاق. كما نقلت عن مصادر لم تسمها، إن رئيس الأركان أطلع نتنياهو على وضع القوات على الأرض و'هو أمر لا يمكن تجاهله'، مضيفة أن نتنياهو يدرك أن هناك رغبة لدى الجمهور أيضا في السعي لإنهاء الحرب. مطالب فلسطينية وفي تفاصيل المفاوضات الجارية في الدوحة، قالت صحيفة يسرائيل هيوم، إن حركة حماس طلبت انتشار القوات الإسرائيلية على مسافة 800 متر فقط من السياج الأمني في القطاع. وأشارت إلى أن الحركة طلبت إطلاق سراح عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين مقابل كل جندي إسرائيلي أسير. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن جيش الاحتلال حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن، عن استشهاد أكثر من 59 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 143 ألفا وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية. وعلى مدى أكثر من 21 شهرا، عقدت جولات عدة من مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة قطر ومصر. وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاقين جزئيين، الأول في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، والثاني في يناير/كانون الثاني 2025. وتهرب نتنياهو من استكمال الاتفاق الأخير، واستأنف حرب الإبادة على غزة في 18 مارس/آذار الماضي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store