فرانشيسكا ألبانيزي .. مرشحة نوبل
لم يكن اجتماع مجموعة لاهاي، الذي عُقد قبل يومين، مجرد تكرار رتيب لاجتماعات الإدانة الخطابية، بل شكّل محطة فارقة، ومحاولة جريئة للانتقال من الاستنكار إلى الفعل، ومن التصريحات المألوفة إلى إجراءات مُلزمة وملموسة.
تأسست مجموعة لاهاي مطلع هذا العام، عقب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتضم المجموعة تسع دول حتى الآن، من بينها: كولومبيا، جنوب إفريقيا، ماليزيا، كوبا، بوليفيا، هندوراس، وناميبيا، وتسعى إلى تفعيل العدالة الدولية وتطبيق القانون الإنساني بعيدًا عن الانتقائية والخضوع للضغوط السياسية.
لكن في بوغوتا، اتسعت طموحات هذا الحراك، وارتفعت وتيرته: منع رسو السفن المحمّلة بالسلاح لإسرائيل، حظر تصدير الوقود، وتفعيل التعاون القضائي الدولي ضد المتورطين في العدوان.
من بين أبرز المشاركين في الاجتماع، برزت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة، التي لم تتردّد في وصف ما يحدث في غزة بأنه: "إبادة مستمرة تُرتكب على مرأى من العالم."
وإلى جانبها، صدح الصوت العربي الحقوقي ممثلاً بالدكتورة شهد الحموري، التي تحدثت بشجاعة، مؤكدة أن ما يجري في فلسطين يشكّل اختبارًا حقيقيًا لمصداقية النظام الدولي، مضيفة "حين تعجز الحكومات، يجب أن تتحرك الشعوب."
كانت كلمات ألبانيزي وشهد بمثابة صرخة في قلب بركان، تذكّر العالم بأن القانون لم يُخلق لحماية الأقوياء، بل لحماية الإنسان.
وفي ظل أزمات داخلية تهز الحكومة الكولومبية – منها استقالة وزيرة الخارجية وتوتر العلاقات مع واشنطن– برز الرئيس غوستافو بيترو بموقفه الأخلاقي الشجاع، واصفًا المؤتمر بأنه: "انتقال من الصمت إلى الموقف، ومن الخطاب إلى الأداة."
ورغم الانقسام السياسي الحاد داخل كولومبيا، اختارت أن تقف في الجانب الصحيح من التاريخ. وكان لـماوريسيو جاسر، مدير الشؤون متعددة الأطراف (فلسطيني الأصل)، دور محوري في قيادة هذا التحوّل من الهامش إلى المركز، مؤكدًا أن للعدالة صوتًا… وله جذور.
ما يحدث اليوم يشكّل تحديًا صارخًا لمنظومة القانون الدولي التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية، لكنها للأسف أصبحت عاجزة أمام سطوة إسرائيل وحلفائها. لذا، فإن اجتماع لاهاي في كولومبيا لا يكتفي برفع الصوت، بل يضع أدوات فعلية على الطاولة: من حظر السلاح، إلى تجميد التعاون العسكري، وصولًا إلى عزل إسرائيل دبلوماسيًا.
ورغم أن هذه التحركات ستُقابل بلا شك بحملات تشويه وضغوط سياسية، فإنها تُعيد الأمل بأن الجنوب العالمي قادر على تصويب بوصلة العدالة حين تنحرف عنها القوى الكبرى.
من كولومبيا إلى كيب تاون، ومن كوالالمبور إلى غزة، تنهض أصوات من تحت الركام، تصرخ بوضوح: الاحتلال جريمة، الصمت تواطؤ، والعدالة لا تعرف الانتقائية.
صرخة فرانشيسكا ألبانيزي وشهد الحموري في لاهاي، ليست خاتمة القصة، بل بدايتها..
بداية مسار طويل، لا يحاكم القتلة فقط، بل يحاكم أيضًا صمت العالم.
في الأيام القادمة.. ستكون بيننا فرانشيسكا ألبانيزي، صوت القانون الدولي ومرشحة نوبل غير المُعلنة. حضورها ليس زيارة عابرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جو 24
منذ 22 دقائق
- جو 24
الجنائية الدولية: عدم اعتقال المجر لنتنياهو يقوّض قدرة المحكمة على تنفيذ ولايتها
جو 24 : أصدرت لجنة من القضاة في المحكمة الجنائية الدولية، الليلة الماضية، تقريراً عن المجر إلى منظمة الرقابة على المحكمة، لفشلها في اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عندما زار بودابست في نيسان/أبريل الفائت، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تقوّض قدرة المحكمة على تقديم المشتبه بهم إلى العدالة. وكتبت اللجنة، المكوّنة من ثلاثة قضاة، أن "الالتزام بالتعاون كان واضحاً بدرجة كافية للمجر"، وأن الفشل في اعتقال نتنياهو "يقوّض بشدة قدرة المحكمة على تنفيذ ولايتها". يشار إلى أن الجنائية الدولية قد أصدرت، في 21 تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، أوامر اعتقال بحق نتنياهو، ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، لضلوعهما في ارتكاب جرائم حرب في غزّة. وفي 30 تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه، رفض المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي، كريم خان، الطلب الإسرائيلي بشأن تعليق أمرَي اعتقال نتنياهو وغالانت، كونه لا يستوفي معايير الاستئناف المباشِر، وفقاً لاتفاقية روما. (الميادين) تابعو الأردن 24 على


خبرني
منذ 2 ساعات
- خبرني
ترمب: حماس لا تريد حقا التوصل إلى اتفاق وانسحبنا من مفاوضات غزة
خبرني - زعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تريد حقا التوصل إلى اتفاق يؤدي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تدرس خيارات لإعادة الأسرى. وأدلى ترمب بهذه التصريحات للصحفيين في البيت الأبيض بعد يوم واحد من تصريح مبعوثه للسلام في الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، التي قال فيها إن إدارة ترامب قررت إعادة فريقها التفاوضي إلى الولايات المتحدة لإجراء مشاورات عقب أحدث مقترحات قدمتها حماس. ومن جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الجمعة إن إسرائيل تدرس الآن مع حليفتها الولايات المتحدة خيارات بديلة لإعادة الأسرى من غزة وإنهاء حكم حركة حماس في قطاع غزة، وضمان السلام الدائم لإسرائيل والمنطقة حسب قوله. وأكد نتنياهو -المطلوب للعدالة الدولية- أن المبعوث الأميركي ويتكوف على حق، وحماس هي العقبة أمام اتفاق إطلاق سراح الرهائن. تصريحات ويتكوف وكان ويتكوف قال -أمس الخميس- إن واشنطن ستدرس الآن خيارات بديلة لإعادة الأسرى بعد رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي وصفه بأنه يظهر عدم رغبتها في التوصل إلى اتفاق بشأن غزة وأضاف ويتكوف أنه تقرر إعادة فريقهم من الدوحة لإجراء مشاورات، معتبرا أن حماس غير منسقة ولا تبدي حسن نية رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء. وعبر المبعوث الأميركي عن أسفه أن تتصرف حماس بهذه الطريقة التي وصفها بالأنانية، مشددا على أن بلاده مصممة على إنهاء هذا الصراع وتحقيق سلام دائم في غزة، ومحاولة تهيئة بيئة أكثر استقرارا لسكان القطاع. وكان ويتكوف وصل إلى إيطاليا لبحث مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة. كما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية العمل مع أطراف إقليمية مثل قطر ومصر للتوصل إلى صيغة تنهي الحرب وتتيح إدخال المساعدات لغزة، مشيرة إلى تقدم ملموس في جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. في حين استدعت إسرائيل فريق التفاوض بشأن غزة لإجراء مزيد من المشاورات. حماس تستغرب وفي المقابل، عبرت حماس عن استغرابها من تصريحات المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف بشأن ردها الأخير على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكدة أن موقفها يفتح الباب للوصول إلى اتفاق شامل. وقالت الحركة في بيان، في ساعة متأخرة من مساء الخميس، إنها "تعاملت منذ بداية المسار التفاوضي بكل مسؤولية وطنية ومرونة عالية في مختلف الملفات وحرصت على التوصل إلى اتفاق يوقف العدوان وينهي معاناة شعبنا في قطاع غزة". وأضافت أنها قدمت ردها الأخير "بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية، والوسطاء، والدول الصديقة، وتعاطت بإيجابية مع جميع الملاحظات التي تلقّتها، بما يعكس التزاما صادقا بإنجاح جهود الوسطاء، والتفاعل البنّاء مع كل المبادرات المقدمة". وقالت حماس إنها تستغرب تصريحات ويتكوف "السلبية تجاه موقف الحركة، في وقت عبّر فيه الوسطاء عن ترحيبهم وارتياحهم لهذا الموقف البنّاء والإيجابي، الذي يفتح الباب أمام التوصل إلى اتفاق شامل". وأكدت الحركة حرصها على استكمال المفاوضات والانخراط فيها "بما يساهم في تذليل العقبات والتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار". الموقف الإسرائيلي من جهتها، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤول إسرائيلي أن رد حماس لا يسمح بالتقدم إلا إذا أبدت مرونة، مشيرا إلى أن الوفد الإسرائيلي استدعي لإجراء مزيد من المشاورات ولن يعود إلى قطر إلا عند وجود فرصة سانحة للتوصل إلى اتفاق. وفي السياق نفسه، أكد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استدعاء فريق التفاوض من الدوحة، مضيفا "نحن نُقدّر جهود الوسطاء، قطر ومصر، وجهود المبعوث (الأميركي ستيف) ويتكوف في السعي لتحقيق اختراق في المحادثات". كما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن استدعاء فريق التفاوض جاء لاتخاذ قرارات بشأن المفاوضات، وهو أمر لا يمكن أن يتم عن بعد، كما أكد أن رد حماس كان إيجابيا، وهناك تفاؤل متزايد بتضييق الفجوات وإمكانية التوصل إلى اتفاق. وقال مصدران مطلعان على المفاوضات في قطر -لوكالة رويترز- إن قرار إسرائيل إعادة وفدها لا يشير بالضرورة إلى أزمة في المحادثات. وكانت إسرائيل أعلنت صباحا أنها تلقت رد حماس على الاقتراح الذي يتم التفاوض عليه منذ أكثر من أسبوعين في الدوحة، وأنه "قيد الدراسة". ومنذ السادس من يوليو/تموز الجاري، تُجرى في الدوحة أحدث جولة من المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة. ويدور الحديث عن تبادل للأسرى ووقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما يتم التفاوض خلالها على إنهاء الحرب بشكل كامل.


العرب اليوم
منذ 4 ساعات
- العرب اليوم
ماكرون يعلن عزمه الإعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة و نتانياهو يفقد صوابه
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف بفلسطين كدولة خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر المقبل.وقال ماكرون عبر منصتي إكس وإنستغرام: "وفاء بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين. سأُعلن ذلك رسميا خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل". وأَضاف الرئيس الفرنسي: "الحاجة الملحة اليوم لإنهاء الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين... علينا في نهاية المطاف بناء دولة فلسطين وضمان قابليتها للبقاء والسماح لها، بموافقتها على أن تكون منزوعة السلاح واعترافها الكامل بإسرائيل، بأن تساهم في أمن الجميع في الشرق الأوسط". وقال ماكرون في رسالة موجهة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إن فرنسا باتخاذها خطوة الاعتراف تنوي "تقديم مساهمة حاسمة من أجل السلام في الشرق الأوسط، وستجمع كل شركائها الدوليين الراغبين في المشاركة". أثار هذا الإعلان غضباً في إسرائيل، إذ انتقد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو القرار، واصفاً إياه بأنه "مكافأة للإرهاب ويُشكل خطراً بظهور وكيل إيراني جديد". وأضاف أن إقامة دولة فلسطينية "تشكّل منصة للقضاء على إسرائيل وليس للتعايش السلمي". أما وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، فأدان القرار ووصفه بـ"العار والاستسلام للإرهاب"، مؤكداً أن إسرائيل لن تقبل بكيان فلسطيني يُهدد وجودها وأمنها. وفي واشنطن قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة "ترفض بشدة خطة (ماكرون) للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة." وكانت الولايات المتحدة قد أعربت، في مذكرة دبلوماسية صادرة في يونيو/حزيران الماضي، عن معارضتها لأي تحرك أحادي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرةً أنه يتعارض مع مصالح السياسة الخارجية الأمريكية وقد تترتب عليه تداعيات سلبية. وكان من المقرر أن تستضيف فرنسا مؤتمراً مشتركاً مع السعودية في يونيو/حزيران لمناقشة سبل إقامة الدولة الفلسطينية مع ضمان أمن إسرائيل، إلا أن المؤتمر أُجّل بفعل الضغط الأمريكي واندلاع مواجهة جوية بين إسرائيل وإيران. وأُعيدت جدولة المؤتمر ليُعقد على مستوى وزاري في أواخر يوليو/تموز، مع اجتماع ثانٍ لقادة الدول على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل. من جهته أعرب حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، عن شكره لفرنسا على موقفها، مؤكداً أن الخطوة تعكس احترامها للقانون الدولي ودعمها للحقوق الفلسطينية في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة. ورحّبت حركة حماس بإعلان ماكرون الخميس عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، مناشدة سائر الدول ولا سيما الأوروبية منها أن تحذو حذوه. وقالت حماس في بيان إنّها ترحّب بقرار ماكرون بوصفه "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو إنصاف شعبنا الفلسطيني المظلوم" و"تطوراً سياسياً يعكس تنامي القناعة الدولية بعدالة القضية الفلسطينية". كما رحّبت السعودية الخميس بإعلان فرنسا الخطوة، وأعلنت وزارة الخارجية السعودية على منصة إكس "ترحيب المملكة العربية السعودية بإعلان رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون عزم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين الشقيقة"، مشيدة بـ"هذا القرار التاريخي الذي يؤكد توافق المجتمع الدولي على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وجدّدت السعودية "دعوتها لبقية الدول التي لم تعترف بعد، لاتخاذ مثل هذه الخطوات الإيجابية والمواقف الجادة الداعمة للسلام وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق". ورحّبت وزارة الخارجية الأردنية بإعلان ماكرون ، معتبرة هذا القرار "خطوة في الاتجاه الصحيح". وأضافت الوزارة في بيان أنّ المملكة "تثمّن قرار الرئيس الفرنسي باعتباره خطوة هامة للتصدّي لمساعي إنكار حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير وتجسيد دولتهم المستقلة وذات السيادة على ترابهم الوطني". من جهته رحّب رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، الخميس بإعلان فرنسا أنها ستنضم إلى إسبانيا في الاعتراف بدولة فلسطينية، قائلاً إن هذه الخطوة من شأنها أن "تحمي" حلّ قيام دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنباً إلى جنب. وجاء في منشور على منصة إكس لسانشيز، الذي يُعتبر معارضاً بشدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة : "معا، يتعيّن علينا حماية ما يحاول (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو تدميره. حلّ الدولتين هو الحل الوحيد". في سياق آخر، قال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الخميس، إن إدارة ترامب قررت إعادة فريقها من محادثات وقف إطلاق النار بشأن غزة، من الدوحة، لإجراء مشاورات. وأضاف ويتكوف في بيان نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "قرّرنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الردّ الأخير من حماس والذي يظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة". وأكمل المبعوث الأمريكي قائلاً: "في حين بذل الوسطاء جهودا كبيرة، لا تبدي حماس مرونة أو تعمل بحسن نية". فيما أشار إلى أن واشنطن ستدرس الآن "خيارات أخرى لإعادة الرهائن إلى ديارهم ومحاولة إيجاد بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة. من المؤسف أن تتصرف حماس بهذه الطريقة الأنانية". من جهتها أعربت حركة حماس عن دهشتها من تصريحات ويتكوف، والتي لمح فيها إلى أن الحركة لا تبدي رغبة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وقالت الحركة في بيان صدر فجر الجمعة: "إننا نستغرب تصريحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، السلبية تجاه موقف الحركة، في وقتٍ عبّر فيه الوسطاء عن ترحيبهم وارتياحهم لهذا الموقف البنّاء والإيجابي، الذي يفتح الباب أمام التوصّل إلى اتفاق شامل". وأضاف البيان: "تؤكّد الحركة حرصها على استكمال المفاوضات، والانخراط فيها بما يساهم في تذليل العقبات والتوصّل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. من جانب آخر، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه تقرر إعادة فريق التفاوض إلى إسرائيل "لإجراء مشاورات إضافية"، وذلك في ضوء الرد الذي قدّمته حركة حماس صباح اليوم، على مقترح الهدنة في قطاع غزة، بعد أكثر من أسبوعين من المفاوضات في الدوحة. وبينما لم تكشف حركة حماس عن تفاصيل الرد الذي قدمته للوسطاء، وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن ردَّ حماس جاء "طويلاً ومفصلاً"، وتستغرق دراسته عدة ساعات. وأضافت القناة 12 أنَّ حماس قدّمت مطلباً بالإفراج عن 200 سجين فلسطيني محكومين بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 2,000 فلسطيني اعتقلوا في قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، ضمن مقترح صفقة تشمل إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء. كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر إسرائيلية أن رد حماس يتضمن مطالب تتعلق بانسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق أوسع داخل قطاع غزة، وفتح معبر رفح بشكل كامل، واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة، بالإضافة إلى رفع عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم ضمن الصفقة. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مصدر إسرائيلي قوله، "في الوقت الحالي لا يمكن الجزم ما إذا كانت ردود حماس قد تحسنت بما يكفي لتحقيق تقدم". ومن المتوقع وفقاً للتقارير الإسرائيلية أن تُعقد محادثات غير مباشرة بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين في سردينيا لاحقاً، بهدف "التقدم" نحو اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. أطلقت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ووكالات فرانس برس وإيه بي ورويترز، نداء مشتركاً الخميس، طالبت فيه "إسرائيل بالسماح للصحافيين بالدخول إلى قطاع غزة والخروج منه. وضرورة إيصال الإمدادات الغذائية الكافية إلى السكان هناك"، في وقت حذرت منظمات غير حكومية من أن القطاع يواجه خطر المجاعة بعد 21 شهراً من الحرب. وقالت وسائل الإعلام في بيان مشترك "نشعر بقلق بالغ على صحافيينا في غزة الذين أصبحوا غير قادرين على إطعام أنفسهم وأسرهم"، وأضافت "ندعو السلطات الإسرائيلية مجدداً إلى السماح للصحافيين بالدخول إلى قطاع غزة والخروج منه". في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن محادثات "طارئة" بين باريس ولندن وبرلين، يوم الجمعة، لمناقشة الوضع في قطاع غزة حيث "المعاناة والمجاعة... لا يمكن وصفها ولا الدفاع عنها"، وفق قوله. وقال ستارمر في بيان: "سأجري اتصالاً طارئاً غداً مع شركاء المجموعة الثلاثية الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، سنناقش خلاله ما يمكننا القيام به بشكل عاجل لوقف عمليات القتل، ولتزويد الناس بالطعام الذي يحتاجون إليه بشدة". وبينما أضاف ستارمر أنَّ وقف إطلاق النار في المستقبل في غزة "سيضعنا على طريق الاعتراف بدولة فلسطينية"، أشار إلى أنّ الوضع في غزة "وصل إلى مستوى حرج جديد ويستمر في التدهور"، قائلاً: "نحن نشهد كارثة إنسانية". في غضون ذلك أعلن الأردن تسيير قافلة مساعدات إنسانية جديدة باتجاه قطاع غزة، تتكوّن من 50 شاحنة تحمل مواد غذائية أساسية وطحينا وحليب أطفال. وتشمل القافلة، وفق بيان صادر عن الهيئة الخيرية الهاشمية، الجهة المسؤولة عن إرسال المساعدات لغزة، مكونات غذائية متنوعة تدخل في إعداد الوجبات الساخنة التي يتم توزيعها داخل غزة من خلال فرق منظمة المطبخ العالمي وبرنامج الغذاء العالمي، إضافة إلى كميات من الطحين والحبوب والزيوت التي ستُسهم في تلبية احتياجات آلاف العائلات. وتعد هذه القافلة هي الخامسة التي يتم إرسالها بالتعاون مع المنظمات الدولية في غضون 10 أيام، إذ تم إرسال 147 شاحنة في القوافل الأربع الأولى، وتمكنت الهيئة يوم الأربعاء من إدخال قافلة واحدة من المساعدات إلى القطاع عبر معبر "زيكيم" الحدودي وكانت تضم 36 شاحنة. بدورها، أفادت هيئة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن حوالي 70 شاحنة مساعدات إنسانية، معظمها محملة بالمواد الغذائية، دخلت قطاع غزة عبر معبري زيكيم وكرم أبو سالم يوم الأربعاء. وأشارت إلى أن أكثر من 800 شاحنة محملة بالمساعدات لا تزال تنتظر استلامها من معبري زيكيم وكرم أبو سالم. وقُتلت سيدة تبلغ من العمر 45 عاماً، بعد إصابتها بطلق ناري أثناء ذهابها لاستلام المساعدات من منطقة مركز مساعدات غرب مدينة رفح، وفق تأكيدات مصادر في مستشفى ناصر الطبي في مدينة خان يونس. وأعلنت "منظمة غزة الإنسانية" عن تخصيصها يوم الخميس للنساء، ودعتهن منذ يوم الأربعاء للتوجه إلى مراكزها في وسط وجنوب القطاع لاستلام طرود غذائية. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان الخميس، أنه رصد ليل الأربعاء، "إطلاق قذيفة صاروخية من منطقة خان يونس باتجاه مجمع توزيع المساعدات الإنسانية في رفح جنوب قطاع غزة"، متهماً حماس والفصائل بمحاولة إفشال عمل مراكز التوزيع. وسقطت القذيفة على بعد نحو 250 متراً من المجمع قرب محور موراغ في رفح، دون وقوع إصابات أو أضرار في الموقع، وفقاً للبيان. وجاء في بيان الجيش أنه "بصرف النظر عن هذا الاعتداء، تم فتح المجمع صباح اليوم ليتم توزيع عشرات آلاف الطرود الغذائية الأسبوعية للعائلات الفلسطينية". من جانبها، أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، في بيان مقتضب على تلغرام أنها قصفت مساء الأربعاء "موقع قيادة وسيطرة للعدو في محور موراغ بمنظومة الصواريخ (رجوم) قصيرة المدى من عيار 114 ملم". في سياق آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس إصابة ثمانية جنود عندما صدم سائق "عمداً" بسيارته موقفاً للحافلات في هجوم وصفته الشرطة بأنه "إرهابي". وقال الجيش إن جنديين أصيبا بجروح "متوسطة"، فيما أصيب ستة آخرون بجروح "طفيفة" في الهجوم الذي وقع عند مفترق قرب مدينة كفار يونا وسط إسرائيل. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ديدان إلسدوني، إن الحادث "هجوم إرهابي، حيث قام إرهابي بدهس أشخاص كانوا يقفون هنا بانتظار الحافلة". وأضاف: "حاول السائق الهرب، ووصلت قوات كبيرة من الشرطة، وطوقت المكان وبدأت البحث عن الشخص"، مع استدعاء طائرات مروحية ودراجات نارية ووحدة كلاب متخصصة بحسب بيان الشرطة الإسرائيلية. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :