
تكييف طاوله انتظاره… التغييرات في باب الأمل مسجد بدر بطراسة
تكييف طاوله انتظاره… التغييرات في باب الأمل مسجد بدر بطراسة
العرائش أنفو
في قلب مدينة طراسة، حيث كانت خيوط الجالية كأس الذاكرة المغربية الأولى مطبوعة داخل جدران مسجد بدر. نسيم لم يأت من الخارج، بل من أجهزة تكييف جديدة، فقد أصبح مطلبًا مُلحًا، ورده المصلون أكثر مما رددون الأدعية الجماعية، لكنه بقي حلمًا مؤجلًا، مؤرَّخًا في خانة 'المستقبل المجهول'.
اليوم، لم يعد معدًا مؤجلًا. المؤلف، أخيرًا، بدأ يتنفس.
منذ سنوات، لم يصل المصلون في المسجد إلى أن يحتملوا حرارة الصيف وبرودة الشتاء، دون أن يرافقهم سوى حدود بعض المراوح المنتظرة هنا وهناك. مشروع التكييف، الذي كان يعلن عنه في كل موسم رمضاني، ظل معلقًا بين نوايا طيبة وواقع إداري.
لكن شيئا ما تغير هذا العام. ما كان يُقال على المنابر، أصبح واقعيًا ملموسًا في السقف. إدارة المسجد الجديد، بتعاون مع محسنين من الجالية، تواصلت مع شركة إسبانية محترفة، هي نفسها التي تخدم شركات محترفة مثل Mercadona .
تحسينات على الأرض… لا على الورق
التكييف ليس هو الحدث الوحيد بل تغيير ارضية المسجد بسجادة ، ناعمة صيفية في خطوة بسيطة كافية بالدلالة: راحت المصلي .
ومع ذلك، يبقى النداء استكمالًا لما بدأ. لا يزال غير موجود. ولأنهم لا يكتملون دون الشمول، فالمصلون ينتظرون اليوم الذي يُنصب فيه هذا المدرج كرمز لعدالة الولوج ومساواة الفرص.
من الصراع إلى البناء
الحديث عن المسجد لا فصل يمكن من خلاله ما مر به من تجاذبات تنقيحية في الجزء السابق. إدارات تعاقبت، وخلافات طفت، وبعضها يتجاوز المسجد لتلامس أسماء مدن ومشاريع خارجية. في كل شيء، ضاع كثير، والرابح المنصب الوراثي.
لكن يبدو أن التوجه الجديد يعيد ترتيب أولويات. العمل بصمت، التنفيذ الجديد، والخطابة آخرًا. بهذا، يحاول المكتب الجديد كسب ثقة الجالية المسلمة، من خلال خدمة المسجد لا عبر التباهي بالمناصب والبحث عن مناصب .
المسجد في أوروبا… ليس جدارًا للصلاة فقط
في المهجر، المسجد وظيفة مزدوجة: روحانية تنظيمية، دينية واجتماعية. فالمسجد هو بيت لله، ولكنه أيضًا بيت للجالية. فيه تُقام الصلاة، وتنسج العلاقات، وتُعلّم وتعالج الشباب. لذلك، لا يمكن فصل الخدمات عن الوظيفة الكبرى للمسجد.
تكييف جيد، سجاد نظيف، مختلف الأشخاص ذوي الاحتياجات… هذه ليست تفاصيل ثانوية، بل علامات على الناضجين المجتمعيين، على دراية بما في ذلك، على أن الجالية لم تعد تستهلك الدين فقط، بل تنظم وجوده بعناية وكرامة.
طراسة- أمين أحرشيون

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرائش أنفو
منذ 2 أيام
- العرائش أنفو
تكييف طاوله انتظاره… التغييرات في باب الأمل مسجد بدر بطراسة
تكييف طاوله انتظاره… التغييرات في باب الأمل مسجد بدر بطراسة العرائش أنفو في قلب مدينة طراسة، حيث كانت خيوط الجالية كأس الذاكرة المغربية الأولى مطبوعة داخل جدران مسجد بدر. نسيم لم يأت من الخارج، بل من أجهزة تكييف جديدة، فقد أصبح مطلبًا مُلحًا، ورده المصلون أكثر مما رددون الأدعية الجماعية، لكنه بقي حلمًا مؤجلًا، مؤرَّخًا في خانة 'المستقبل المجهول'. اليوم، لم يعد معدًا مؤجلًا. المؤلف، أخيرًا، بدأ يتنفس. منذ سنوات، لم يصل المصلون في المسجد إلى أن يحتملوا حرارة الصيف وبرودة الشتاء، دون أن يرافقهم سوى حدود بعض المراوح المنتظرة هنا وهناك. مشروع التكييف، الذي كان يعلن عنه في كل موسم رمضاني، ظل معلقًا بين نوايا طيبة وواقع إداري. لكن شيئا ما تغير هذا العام. ما كان يُقال على المنابر، أصبح واقعيًا ملموسًا في السقف. إدارة المسجد الجديد، بتعاون مع محسنين من الجالية، تواصلت مع شركة إسبانية محترفة، هي نفسها التي تخدم شركات محترفة مثل Mercadona . تحسينات على الأرض… لا على الورق التكييف ليس هو الحدث الوحيد بل تغيير ارضية المسجد بسجادة ، ناعمة صيفية في خطوة بسيطة كافية بالدلالة: راحت المصلي . ومع ذلك، يبقى النداء استكمالًا لما بدأ. لا يزال غير موجود. ولأنهم لا يكتملون دون الشمول، فالمصلون ينتظرون اليوم الذي يُنصب فيه هذا المدرج كرمز لعدالة الولوج ومساواة الفرص. من الصراع إلى البناء الحديث عن المسجد لا فصل يمكن من خلاله ما مر به من تجاذبات تنقيحية في الجزء السابق. إدارات تعاقبت، وخلافات طفت، وبعضها يتجاوز المسجد لتلامس أسماء مدن ومشاريع خارجية. في كل شيء، ضاع كثير، والرابح المنصب الوراثي. لكن يبدو أن التوجه الجديد يعيد ترتيب أولويات. العمل بصمت، التنفيذ الجديد، والخطابة آخرًا. بهذا، يحاول المكتب الجديد كسب ثقة الجالية المسلمة، من خلال خدمة المسجد لا عبر التباهي بالمناصب والبحث عن مناصب . المسجد في أوروبا… ليس جدارًا للصلاة فقط في المهجر، المسجد وظيفة مزدوجة: روحانية تنظيمية، دينية واجتماعية. فالمسجد هو بيت لله، ولكنه أيضًا بيت للجالية. فيه تُقام الصلاة، وتنسج العلاقات، وتُعلّم وتعالج الشباب. لذلك، لا يمكن فصل الخدمات عن الوظيفة الكبرى للمسجد. تكييف جيد، سجاد نظيف، مختلف الأشخاص ذوي الاحتياجات… هذه ليست تفاصيل ثانوية، بل علامات على الناضجين المجتمعيين، على دراية بما في ذلك، على أن الجالية لم تعد تستهلك الدين فقط، بل تنظم وجوده بعناية وكرامة. طراسة- أمين أحرشيون


العرائش أنفو
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- العرائش أنفو
الصحافة بين الرسالة والمكاسب المادية: تحول الدور والمسؤولية
الصحافة بين الرسالة والمكاسب المادية: تحول الدور والمسؤولية العرائش أنفو أمين أحرشيون لطالما كانت الصحافة أحد الأعمدة الأساسية في بناء المجتمعات الحديثة، حيث لعبت دورًا محوريًا في نقل الحقيقة، فتح باب الحوار، والمساهمة في التغيير الاجتماعي والسياسي. وقد كانت الصحافة الإسبانية مثالًا على ذلك، إذ ساهمت بشكل كبير في تطور المجتمع الإسباني وتحقيق استقراره. ففي السنوات الأخيرة، شهدت إسبانيا العديد من التغيرات السياسية والاقتصادية، وكانت الصحافة أحد الأدوات الأساسية لضمان استقرار البلاد من خلال تقديم المعلومات وتحليل الأحداث. إلا أن الصحافة في العديد من الدول، بما فيها إسبانيا، شهدت تحولًا في دورها ووظيفتها. فالصحافة المستقلة والنزيهة، التي كانت في الماضي تمثل الصوت الحي للمجتمع، بدأت تواجه تحديات جديدة في ظل التحولات التكنولوجية والتغيرات الاقتصادية. ففي عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الصحافة تسعى أحيانًا لتحقيق المكاسب المادية عبر جذب أكبر عدد من القراء والمشاهدات. وأدى هذا إلى تحول بعض الصحف والمواقع الإلكترونية إلى ما يمكن تسميته بـ 'صحافة البوز'، التي تعتمد على نشر المواضيع المثيرة أو السطحية التي تجذب الانتباه بسرعة. من النشاط المادي إلى البحث عن المكاسب المالية تحت اسم الصحافة في ظل هذه التحولات، أصبح البعض يستغل اسم الصحافة لتحقيق مصالح مادية بحتة. فقد تحولت الصحافة في بعض الأحيان إلى وسيلة للكسب المالي، بعيدة عن رسالتها الأصلية. أصبح البعض ينشر مواضيع سطحية أو مبتذلة فقط لتحقيق أكبر عدد من المشاهدات أو التفاعلات على منصات الإنترنت، مما يزيد من عائدات الإعلانات والمحتوى المدفوع. هذه الظاهرة تضر بمصداقية الصحافة، حيث تتحول إلى مجرد أداة تجارية تسعى لتحقيق الربح على حساب القيم والمبادئ التي تأسست عليها. الصحافة المغربية في إسبانيا: منبر أم أداة؟ أما الصحافة المغربية في إسبانيا، فهي تعكس صورة مشابهة لتلك التي نشهدها في الإعلام الإسباني، حيث تتعدد التوجهات والآراء، ولكن يبقى النقاش دائمًا حول الحقيقة والمصداقية. لا شك أن الصحافة المغربية في المهجر تلعب دورًا في إبراز قضايا الجالية المغربية، ولكن في بعض الأحيان، يُساء استخدام هذا الدور من قبل البعض الذين يتبنون أساليب نشر الأخبار المغلوطة أو المحرفة. فبدلاً من أن تكون الصحافة وسيلة لإيصال الحقيقة وتعزيز الحوار البناء، قد تُستخدم أحيانًا لتحقيق مصالح شخصية أو تجارية. المخبرون الجدد: صحافة باسم الصحافة في هذا السياق، نجد أن البعض قد استغل الصحافة للعب دور 'المخبر' في مختلف المجالات. هؤلاء الأفراد يتنقلون بين الأحداث والموضوعات تحت ستار الصحافة، لكنهم في الحقيقة يروجون لأجندات خاصة أو ينشرون أخبارًا مشوهة. هؤلاء لا يعبرون عن القيم الحقيقية للصحافة، بل يتاجرون بها لأغراض شخصية أو مهنية. وبذلك، فإن الصحافة تصبح وسيلة لتحقيق الأهداف الخاصة لهؤلاء الأفراد، وليس أداة لرفع مستوى الوعي الاجتماعي أو تقديم تحليل موضوعي. خلاصة الكلام على الرغم من التحديات التي تواجه الصحافة في العصر الحالي، يبقى من المهم أن نتذكر أن دور الصحافة لا ينحصر في كسب المال أو جذب الانتباه، بل يجب أن تظل وسيلة لتحقيق الشفافية، تعزيز الحريات، ومواكبة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية بشكل مسؤول. ينبغي على الصحفيين ووسائل الإعلام أن يحافظوا على قيم المصداقية والنزاهة، وأن يسهموا في بناء مجتمع مستنير يتبنى الحوار البناء ويعزز التغيير الإيجابي. أمين أحرشيون


العرائش أنفو
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- العرائش أنفو
حي التعايش بسلام: Ca n'Anglada في طراسة
حي التعايش بسلام: Ca n'Anglada في طراسة العرائش أنفو شهدت مدينة طراسة الكتالونية في السنوات الأخيرة أحداثاً عديدة تمس مختلف المجالات، من السياسة إلى الحياة الاجتماعية والثقافية. وعندما نتحدث عن هذه المجالات، فإننا نعني في عمقها مسألة الخصاص في مقومات العيش الكريم بالنسبة للشعوب المقيمة بالمدينة، خصوصاً في الأحياء ذات الطابع المتعدد الثقافات كحي Ca n'Anglada. فعلى المستوى السياسي، برزت انقسامات داخل المجالس المنتخبة، حيث تحولت بعض الهيئات إلى أدوات لمصالح شخصية لا تمتّ للسياسة العامة بصلة. ومع ذلك، لا تزال بعض الأحزاب اليسارية بالمدينة تحافظ على مبادئ التعايش والانفتاح، وتحاول أن تصون وجه طراسة المتعدد والمنفتح، رغم محاولات اليمين المتطرف، وعلى رأسه حزب VOX، فرض منطق الإقصاء عبر شعارات مثل: 'لا لأسلمة طراسة'، و'لا للتعايش في Ca n'Anglada'. لقد استغل حزب VOX هشاشة المشهد السياسي المحلي لتعزيز حضوره، من خلال خطابات تقسم ولا توحد، وتستهدف بشكل مباشر المهاجرين ومساهمتهم في الحياة اليومية للمدينة. ورغم هذه الرياح المعاكسة، فإن الأمل لا يزال قائماً، ما دام صوت اليسار حاضراً، فهو الضامن لاستمرار التعددية وبناء مستقبل أكثر عدلاً للأجيال القادمة. ومن أبرز مظاهر هذا التعايش، نجد احتفالات Fiesta Mayor، وهو حدث سنوي شهير يجمع الآلاف من سكان الحي في أجواء من الفرح، وتبادل الثقافات، والنقاشات المفتوحة. إنه مشهد حي يعكس واقعاً مغايراً لما تروجه بعض الخطابات الإقصائية، واقع يعيش فيه الجميع معاً، في انسجام رغم الاختلافات. ومن المهم التأكيد على أن على المواطنين من أصول مهاجرة أن يتحملوا مسؤوليتهم في الحفاظ على مثل هذه المبادرات التي تعزز التعايش داخل الحي، من خلال الانخراط الفعلي والمباشر في الحياة العامة، وبناء علاقات متينة مع السكان الأصليين للمنطقة. فالتقارب والتفاعل اليومي هو المنفذ الحقيقي نحو اندماج إيجابي ومستدام. أما الاعتماد فقط على بعض الجمعيات التي تسعى وراء مصالح ضيقة هنا وهناك، فلن يخدم سوى العزلة والتهميش، بل قد يساهم في تعميق الهوة بين مكونات الحي. Ca n'Anglada، هذا الحي المعروف بتنوعه، يثبت مرة أخرى أن التعدد ليس تهديداً، بل ثراءً حقيقياً يساهم في بناء مجتمع أكثر إنسانية ووعياً. برشلونة – أمين أحرشيون