logo
استئناف المفاوضات الإيرانية - الأميركية في روما وسط «الخطوط الحمراء»

استئناف المفاوضات الإيرانية - الأميركية في روما وسط «الخطوط الحمراء»

الشرق الأوسطمنذ 6 ساعات

وصل الوفدان (الإيراني والأميركي) إلى العاصمة الإيطالية، روما، لاستئناف المفاوضات النووية، في جولة حساسة تطغى عليها خلافات جوهرية، أبرزها مستقبل تخصيب اليورانيوم داخل إيران، في إطار اتفاق محتمل.
والرهان كبير لكلا الجانبين؛ إذ يريد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحد من قدرة طهران على إنتاج سلاح نووي قد يُشعِل سباق تسلّح نووي في المنطقة. ومن ناحية أخرى، تريد إيران التخلص من العقوبات المدمرة المفروضة على اقتصادها المعتمد على النفط.
وسيعقد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ومبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، جولة خامسة من المحادثات، عبر وسطاء عُمانيين، على الرغم من إعلان كل من واشنطن وطهران موقفاً متشدداً في التصريحات بشأن تخصيب اليورانيوم الإيراني.
ووجَّه عراقجي رسالة تحذيرية إلى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، عارضاً عليه خيارين لا ثالث لهما: إما القبول باستمرار تخصيب اليورانيوم داخل إيران والتوصل إلى اتفاق، أو رفض الاتفاق برمّته إذا أصرت واشنطن على تقليص أو تصفير التخصيب. وقال: «الوصول إلى اتفاق ليس علماً معقداً».
وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي: «نحن واثقون في الطبيعة السلمية لبرنامجنا النووي، وبالتالي لا مشكلة لدينا من حيث المبدأ في مزيد من عمليات التفتيش والشفافية». وأضاف أن «خلافات جوهرية» ما زالت قائمة مع الولايات المتحدة، محذراً من أنه إذا أرادت الولايات المتحدة منع إيران من تخصيب اليورانيوم «فلن يكون هناك اتفاق».
وأفاد مصدران إيرانيان لشبكة «سي إن إن» بأن فرص نجاح الجولة تبدو ضئيلة، في ظل تمسك الولايات المتحدة بمطلب تفكيك برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني بالكامل - وهو ما تعتبره طهران خطاً أحمر قد يؤدي إلى انهيار المفاوضات.
وبحسب المصدرين، فإن المشاركة الإيرانية في محادثات روما تهدف أساساً إلى تقييم المستجدات في الموقف الأميركي، لا إلى تحقيق اختراق جوهري في مسار التفاوض.
وقال المصدران: «تصريحات المسؤولين الأميركيين وسلوكهم التفاوضي خيّبت آمال صُنَّاع القرار في طهران. الإصرار على (صفر تخصيب)، رغم علم واشنطن باستحالته من وجهة نظر إيران، يشير إلى أن الجانب الأميركي لا يسعى بجدية نحو اتفاق، بل يستخدم المفاوضات أداة ضغط سياسي».
وعلى الرغم من إصرار إيران على أن المحادثات غير مباشرة، فإن مسؤولين أميركيين ذكروا أن المناقشات، بما في ذلك الجولة الأحدث، في 11 مايو (أيار)، بعُمان، كانت «مباشرة وغير مباشرة».
وأضافا أن «بعض المسؤولين الإيرانيين كانوا يأملون في إمكان الوصول إلى تسوية متوازنة، لكن بات هناك إجماع الآن على أن إدارة ترمب تدفع المحادثات نحو طريق مسدود».
وأوضح المصدران أن واشنطن وطهران لا ترغبان في الانسحاب من طاولة المفاوضات، لكن «تصلب الموقف الأميركي جعل الاجتماعات غير مثمرة، ومن غير المرجح استمرارها طويلاً».
كما أشارا إلى أن طهران لم تعد تأخذ بجدية محاولات الولايات المتحدة للتميّز عن الموقف الإسرائيلي المتشدد، معتبرين أن المقترحات الأميركية تتماشى مع أجندة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يرفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال التخصيب في إيران.
بدورها، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن محمد مرندي المستشار الإعلامي في الفريق المفاوض النووي، المقرب من مكتب المرشد الإيراني قوله إن «سيادة إيران (خط أحمر)، وإيران لن تتخلى بأي حال من الأحوال عن الحق بتخصيب اليورانيوم». وتابع: «إذا كانت الولايات المتحدة تتوقع أن توقف إيران التخصيب، فلن يكون هناك أي اتفاق. الأمر بهذه البساطة».
وقالت طهران وواشنطن إنهما تفضلان الدبلوماسية لتسوية الأزمة، لكنهما لا تزالان منقسمتين بشدة بشأن عدة خطوط حمراء سيتعين على المفاوضين تجاوزها للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، وتجنُّب أي عمل عسكري مستقبلي.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، إن واشنطن تعمل على التوصل إلى اتفاق يسمح لإيران ببرنامج نووي مدني دون تخصيب اليورانيوم، مع اعترافه بأن تحقيق مثل هذا الاتفاق «لن يكون سهلاً». ورفض المرشد علي خامنئي، صاحب القول الفصل في شؤون الدولة، مطالب واشنطن بوقف طهران تخصيب اليورانيوم، ووصفها بأنها «مُبالَغ فيها وفظيعة»، منوهاً بأنه يستبعد أن تسفر المحادثات عن نتائج. ومن العقبات التي لا تزال قائمة رفض طهران شحن جميع مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج، أو الدخول في مناقشات حول برنامجها للصواريخ الباليستية.
صورة وزَّعتها الخارجية الإيرانية أمس لعراقجي وفريقه خلال الجولة الثانية من المحادثات التي عُقدت في روما السبت الماضي (رويترز)
وتقول إيران إنها مستعدة لقبول بعض القيود على تخصيب اليورانيوم، لكنها تحتاج إلى ضمانات لا لبس فيها لعدم تراجع واشنطن عن أي اتفاق نووي مستقبلي. وكان ترمب، الذي أعاد فرض سياسة «أقصى الضغوط» على طهران منذ فبراير (شباط)، قد تخلى عن الاتفاق النووي المبرَم في 2015 بين إيران و6 قوى عالمية في 2018 خلال ولايته الأولى، وأعاد فرض عقوبات أميركية كاسحة أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل. وردَّت إيران بزيادة وتيرة تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز حدود الاتفاق المبرَم في 2015. وقد تكون تكلفة فشل المحادثات باهظة؛ فمع قول طهران إن الأغراض من نشاطها النووي سلمية، تقول إسرائيل العدو اللدود لإيران إنها لن تسمح أبداً للنظام الإيراني بامتلاك أسلحة نووية. وحذر عراقجي، أمس (الخميس)، من أن واشنطن ستتحمل المسؤولية القانونية في حالة شن هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في أعقاب تقرير لشبكة «سي إن إن» عن احتمال تجهيز إسرائيل لشن هجمات على إيران. وفي ظل الخطر الذي يهدد المحادثات النووية بسبب تنامي التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بشأن تخصيب اليورانيوم في طهران، قالت 3 مصادر إيرانية يوم الثلاثاء إن القيادة الإيرانية ليست لديها خطة بديلة واضحة إذا انهارت الجهود الرامية إلى تجاوز المواجهة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يوقع عدداً من القرارات التنفيذية لدعم قطاع الطاقة النووية
ترامب يوقع عدداً من القرارات التنفيذية لدعم قطاع الطاقة النووية

أرقام

timeمنذ 32 دقائق

  • أرقام

ترامب يوقع عدداً من القرارات التنفيذية لدعم قطاع الطاقة النووية

وقّع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عدداً من القرارات التنفيذية يوم الجمعة، لدعم المشروعات الجديدة للطاقة النووية، وإعادة هيكلة الإطار التنظيمي للقطاع. قال أحد مسؤولي البيت الأبيض في بيان، إن القرارات تشمل إعادة هيكلة هيئة التنظيم النووي بالكامل بهدف إصلاحها، وإلزامها بالبت في التراخيص الخاصة بإنشاء مفاعلات جديدة في غضون مدة 18 شهراً. وأوضح أن عملية إصلاح الهيئة -المستقلة عن الحكومة- سوف تتضمن إعادة هيكلة للقوى العاملة وتغيير في المواقع الوظيفية. وأضاف أن مسألة إجراء عمليات تسريح للموظفين من أجل تخفيض أعدادهم لم تحسم بعد، وأكد أن القرارات لا تتضمن إقالة أو استبدال أي من المفوضين الخمسة المسؤولين عن إدارة الهيئة. تضمنت قرارات "ترامب" أيضاً تأسيس إطار تنظيمي يسمح لوزارتي الدفاع والطاقة ببناء مفاعلات نووية على الأراضي الفيدرالية.

وزير الخزانة الأميركي يتوقع استمرار المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين
وزير الخزانة الأميركي يتوقع استمرار المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

وزير الخزانة الأميركي يتوقع استمرار المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين

قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، اليوم الجمعة، إنه يتوقع أن تواصل الولايات المتحدة والصين المفاوضات المباشرة حول التجارة قريبا. عقدت الولايات المتحدة والصين محادثات في سويسرا في وقت سابق من هذا الشهر أدت إلى التوصل إلى اتفاق لتعليق جزء كبير من الرسوم الجمركية والتدابير المضادة الأخرى التي فرضتها الدولتان. وفي حديثه على قناة بلومبرغ، قال بيسنت إنه يتوقع الإعلان عن عدة اتفاقيات كبيرة خلال الأسابيع المقبلة من دون تقديم مزيد من التفاصيل، وفقًا لـ "رويترز". اقرأ أيضاً وقال بيسنت، اليوم الجمعة، إن الرئيس دونالد ترامب يعتقد أن المقترحات التجارية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للولايات المتحدة ليست جيدة بشكل كاف. وأضاف أنه يأمل في أن يؤدي التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% في الأول من يونيو/حزيران إلى "تحفيز الاتحاد الأوروبي" في المفاوضات مع واشنطن. وصرح بيسنت لقناة فوكس نيوز بأن العديد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة يتفاوضون بحسن نية، باستثناء الاتحاد الأوروبي، وفقًا لـ "رويترز".

ترامب يُصعّد الحرب التجارية: تهديدات لـ"أبل" والاتحاد الأوروبي برسوم جمركية
ترامب يُصعّد الحرب التجارية: تهديدات لـ"أبل" والاتحاد الأوروبي برسوم جمركية

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

ترامب يُصعّد الحرب التجارية: تهديدات لـ"أبل" والاتحاد الأوروبي برسوم جمركية

شهدت العقود الآجلة الأميركية والأسواق العالمية تراجعًا حادًا اليوم الجمعة، بعد أن نشر الرئيس دونالد ترامب تهديدين بفرض رسوم جمركية عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ أحدهما يستهدف شركة أبل، والآخر الاتحاد الأوروبي. انخفضت العقود الآجلة لمؤشري ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز الصناعي بنسبة 1.5%، بينما تراجعت عقود مؤشر ناسداك الآجلة بنسبة 1.7% قبل افتتاح السوق. كما تراجعت أسعار النفط وهبطت عوائد سندات الخزانة الأميركية. جاء التراجع الحاد في الأسواق بعدما نشر ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي أنه يريد فرض "رسوم جمركية مباشرة بنسبة 50%" على الاتحاد الأوروبي اعتبارًا من الأول من يونيو، بسبب ما وصفه بـ"تعنت ممثلي الاتحاد الأوروبي في المفاوضات"، وفق وكالة أسوشيتد برس (أ ب). اقرأ أيضاً تراجعت الأسواق الأوروبية بشكل شبه فوري بعد منشور ترامب على منصته الخاصة "تروث سوشيال". فسجل مؤشر داكس الألماني انخفاضًا بنسبة 1.9%، بينما هبط مؤشر كاك 40 في باريس بنسبة 2.4%. أما مؤشر فوتسي 100 في لندن فتراجع بنسبة 1.1%. وكان ترامب قد تراجع خطوة للوراء أو جمد العديد من تهديداته بفرض رسوم جمركية في الأسابيع الأخيرة، مما جلب بعض الهدوء للأسواق التي كانت تتقلب بشدة صعودًا وهبوطًا على مدى أسابيع مع إطلاقه تهديداته بفرض رسوم جمركية. تراجعت أسهم شركة أبل بنسبة 3.8% خلال تداولات الصباح، بعد أن هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على منتجات أبل ما لم تقم الشركة بنقل تصنيع هواتف آيفون إلى الولايات المتحدة. قد يؤدي هذا التهديد، الذي وجهه ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى ارتفاع كبير في أسعار أجهزة آيفون، مما قد يُلحق الضرر بمبيعات وأرباح إحدى شركات التكنولوجيا الأميركية الرائدة. تراجعت أسهم شركة روس ستورز بنسبة 13% بعد أن أصدرت توقعات أرباح أقل مما توقعته وول ستريت. وسحبت الشركة، كما فعلت العديد من الشركات مؤخرًا، توقعاتها للعام الكامل بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي الأوسع المرتبطة برسوم ترامب الجمركية. انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية بعد أن شهدت ارتفاعًا في وقت سابق من الأسبوع بسبب المخاوف المتعلقة بتزايد ديون الحكومة الأميركية. هبط العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.48%، في حين انخفض عائد السندات لأجل سنتين، الذي يعكس بشكل أكبر توقعات تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى 3.92%.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store