
شراكة الشرق.. محفزات قمة الآسيان
د. عمرو منصور*
استضافت العاصمة الماليزية كوالالمبور، في مايو/أيار الماضي، القمة الثلاثية الأولى بين الآسيان ومجلس التعاون الخليجي والصين، في حدث لفت الأنظار، نظراً للقيمة الاقتصادية لأطرافها، والظروف الدولية المحيطة بها، ما يخلق حالة من الترقب والتفاؤل بشأن ما سيسفر عنه هذا التعاون.
القمة التي تجمع ثاني وخامس أكبر قوة اقتصادية في العالم والكيان الأكبر في احتياطيات النفط الخام والغاز الطبيعي، تأتي في ظل حالة الارتباك التي تشهدها حركة التجارة العالمية جراء أزمة الرسوم الجمركية الأمريكية، إلا أن هذه الأزمة في ذات الوقت بمثابة فرصة مثالية للعديد من الدول لإعادة تموضعها جزئياً على خريطة التجارة الدولية، والتركيز على علاقات أكثر استقراراً، وأعطت محفزات جديدة للإسراع في ترتيب بعض الشراكات على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، بما يؤمن قدراً أكبر من المرونة الحركية على صعيد الاستثمار، وسلاسل التوريد، ويحد من التهديدات الاقتصادية المستقبلية.
رابطة دول الآسيان، التي جمعتها قمة مع دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتطلع للحفاظ على زخم هذه الشراكة مع مجلس التعاون الخليجي الذي يمثل تكتلاً قوياً على مستوى الطاقة وصناديق الاستثمار السيادية وسوقاً مهماً للسلع وقاعدة لاستقطاب العمالة الآسيوية الماهرة.
من جهة أخرى، ترتبط الآسيان بعلاقات اقتصادية وجيواستراتيجية مهمة ودقيقة ومصيرية مع الصين، ومن ثم ترى الآسيان في القمة الحالية مجالاً للوصول إلى نقاط تفاهم بشأن آليات العمل، والاستغلال المشترك لأسواق الدول المشاركة في القمة، وقدراتها التمويلية لتعزيز قيم التعاون ودعم مشاريعها التنموية.
وبالمقابل، فخلال العقود الثلاثة الماضية، ظل أحد القواسم المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي، تبني سياسة التوجه شرقاً، مدفوعاً بتطلع دول المجلس لتنويع محفظة استثماراتها الخارجية، وتعزيز قائمة زبائنها من مستوردي الطاقة، وتصاعد القوة الاقتصادية الصينية وتكتل الآسيان، وانتقال مركز الثقل الاقتصادي العالمي إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ. لذا باتت مشاركة مجلس التعاون الخليجي في هذه القمة ضرورة تقتضيها متطلبات الأمن الاقتصادي وخطط التنمية لدول المجلس، وأهمية التمسك بسياسة التوازن الاستراتيجي، لاسيما وأن الصين هي الشريك التجاري الأول لدول المجلس ولرابطة الآسيان.
على الجانب الآخر، تبدو الصين مرحبة بحفاظ دول مجلس التعاون الخليجي على نهجها المتوازن في سياستها الخارجية، ففي أعقاب القمة الصينية الخليجية في الرياض في ديسمبر/كانون الأول 2022، تمثل القمة الحالية نقلة نوعية بالانتقال بالعلاقات بين الجانبين من الشراكة الثنائية إلى الشراكة متعددة الأطراف، ما يزيد من تشابكها وتماسكها ويضيف لها أبعاداً جديدة.
علاوة على ذلك، تأمل بكين أن تكون هذه القمة، عنصراً مساعداً لإنجاز العديد من الملفات المهمة، ومن أبرزها مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي، وزيادة استخدام اليوان في المعاملات الدولية، وتعزيز استبدال البترودولار بالبترو يوان، وإعطاء دفعة جديدة لمبادرة الحزام والطريق، وبدء مرحلة جديدة من الاستثمارات الثلاثية المشتركة، لاسيما في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة والبنية التحتية.
استندت القمة الثلاثية الأولى بين الآسيان ومجلس التعاون الخليجي والصين إلى إرادة سياسية، وقوة اقتصادية إجمالية تمثل نحو ربع حجم الاقتصاد العالمي، وقدرات استثمارية ضخمة ومخزون ضخم من النفط، وسيطرة على أهم ممرات الملاحة العالمية، وسوق واسع يتجاوز 2,1 مليار نسمة، وإرث تاريخي وثقافي مشترك، ومن ثم فإن هناك آفاقاً رحبة لجعل هذه القمة نقطة انطلاق لشراكة بين قوى الشرق، ولتطبع بصمتها الجيواقتصادية على المشهدين الإقليمي والدولي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
خام برنت يصعد بأكثر من دولار وسط محادثات بين أمريكا والصين
ارتفع خام برنت بأكثر من دولار للبرميل اليوم الجمعة وتتجه أسعار النفط لتحقيق أول مكاسب أسبوعية في ثلاثة أسابيع بعد أن استأنف الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ المحادثات التجارية، مما زاد الآمال في تحقيق نمو وتسجيل طلب أقوى في أكبر اقتصادين في العالم. وبحلول الساعة 1349 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.50 دولار أو 1.61 بالمئة إلى 66.39 دولار للبرميل. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.02 دولار أو 1.61 بالمئة إلى 64.39 دولاراً. وعلى أساس أسبوعي، يتجه كلا الخامين القياسيين لتحقيق مكاسب عند التسوية بعد تراجعهما لأسبوعين متتاليين. وصعد خام برنت 2.75 بالمئة منذ بداية الأسبوع، وزاد خام غرب تكساس الوسيط 4.9 بالمئة. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن المحادثات التجارية بين شي وترامب جرت بناء على طلب من واشنطن. وقال ترامب إن المكالمة أفضت إلى "نتيجة إيجابية للغاية". في غضون ذلك، قالت وزيرة الصناعة الكندية ميلاني جولي إن بلادها تواصل المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة وإن رئيس الوزراء مارك كارني يجري اتصالات مباشرة مع ترامب. وواصلت سوق النفط التأرجح في الفترة الماضية وسط أنباء عن إجراء مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية والبيانات التي تُظهر إلى أي مدى يتأثر الاقتصاد العالمي بحالة الضبابية فيما يتعلق بالحرب التجارية وتداعيات الرسوم. وقال محللون في شركة بي.إم.آي التابعة لوكالة فيتش في مذكرة اليوم "احتمال زيادة العقوبات الأمريكية على فنزويلا للحد من صادرات النفط الخام وإمكانية توجيه ضربة إسرائيلية للبنية التحتية الإيرانية يضيفان إلى احتمالات زيادة الأسعار". وأضافوا "لكن ضعف الطلب على النفط وزيادة الإنتاج من أوبك+ ومن المنتجين من خارج منظمة أوبك سيزيدان من ضغوط انخفاض الأسعار في الفصول القادمة".


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
بلومبرغ: بنك اليابان يدرس تقليص وتيرة خفض مشتريات السندات
وأضافت المصادر أنه من المرجح إقرار خفض كمية السندات التي يشتريها البنك المركزي بوتيرة تقل عن وتيرة التخفيض الحالية البالغة 400 مليار ين (2.8 مليار دولار) كل ثلاثة أشهر. وقالت المصادر إن النقاش الداخلي في البنك المركزي الياباني سيتركز حول ما إذا كان ينبغي خفض كمية مشتريات السندات بمقدار 200 مليار ين كل ثلاثة أشهر بدءًا من أبريل من العام المقبل أو الحفاظ على الوتيرة الحالية، مضيفة أنه من الممكن أيضًا خفضها بما يتراوح بين 200 و400 مليار ين كل ثلاثة أشهر وعلى مدى عام واحد. ومن المقرر أن تراجع لجنة السياسة النقدية برئاسة محافظ البنك المركزي الياباني ، كازو أويدا، برنامج شراء السندات الحالي حتى مارس من العام المقبل، ووضع خطة لعمليات شراء تتجاوز تلك الفترة، وذلك في اجتماع لجنة السياسة النقدية يومي 16 و17 يونيو. يأتي ذلك فيما جاءت نتيجة مزايدة بيع سندات خزانة يابانية أجل 30 عاما أفضل من توقعات الكثير من المستثمرين. وجاء معدل تغطية طرح السندات الثلاثينية 2.92 مرة من حجم طرح السندات الثلاثينية الأربعاء الماضي مما يشير إلى نقص عام في الإقبال على أدوات الدين ذات آجال الاستحقاق الأطول، وهو ما يؤثر سلباً على الأسواق من اليابان إلى أوروبا والولايات المتحدة.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
«فيجن في» تحط الرحال في دبي
بعد أكثر من شهر من عرضها العالمي الأول في شنغهاي، تواصل سيارة «Vision V» ترسيخ حضورها الباهر حول العالم، حيث تنطلق هذه السيارة الاختبارية مع نهاية شهر مايو في جولة عالمية كبرى، وستكون مدينة دبي أولى محطات هذه الرحلة المستقبلية. توفّر «فيجن في» رؤية خلّابة لمستقبل مرسيدس بنز، فهي تعد سيارة ليموزين مفعمة بأرقى درجات الأناقة والفخامة، وهي مصممة لتوفير تجربة تنقّل تتمحور حول مفهوم Private Lounge، الذي يجسد طابع صالات اللاونج الراقية الغنية بوسائل الراحة. وستعمل مرسيدس-بنز ابتداءً من عام 2026 على طرح بنية Van Architecture الجديدة المصممة خصيصاً لمركبات الفان، وتمتاز هذه البنية بتصميمها المعياري وقابليتها للتوسع، ممهّدة بذلك الطريق لعصر جديد كلياً، كما تتيح هذه البنية الهيكلية تمايزاً واضحاً بين سيارات الليموزين الفاخرة المخصصة للاستخدام الخاص ومركبات النقل التجارية. ونظراً لأهمية تعزيز تجربة العملاء ومنحهم قيمة مضافة، ستعمل مرسيدس-بنز على ضمان قدرة المركبات متعددة الأغراض MVP ومركبات النقل المستقبلية على تلبية احتياجات ومتطلبات عملائها على أكمل وجه، من حيث التصميم والوظائف وسهولة الاستخدام.