logo
الصين في الشرق الأوسط ، اللاعب الهادئ في زمن الانفجار ، بقلم : المهندس غسان جابر

الصين في الشرق الأوسط ، اللاعب الهادئ في زمن الانفجار ، بقلم : المهندس غسان جابر

شبكة أنباء شفامنذ 10 ساعات

الصين في الشرق الأوسط ، اللاعب الهادئ في زمن الانفجار ، بقلم : المهندس غسان جابر
بينما تتطاير الصواريخ فوق أجواء أصفهان وتل أبيب، وتُعيد الولايات المتحدة رسم خطوط النار في سماء الشرق الأوسط، تبقى الصين حاضرة في المشهد… ولكن بصمت. لا قواعد عسكرية، لا حاملات طائرات، ولا تهديدات نارية، بل استثمارات، مذكرات تفاهم، ومبادرات دبلوماسية تَغزل نفوذًا هادئًا في منطقة تمزقها المواجهات.
من الظل إلى التأثير: بكين تدخل على الخط
الحرب الأميركية-الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، رغم خطورتها، لم تُقابل من الصين سوى بتصريحات مقتضبة تدعو إلى 'ضبط النفس' و'تجنب التصعيد'. هذا الحذر ليس ضعفًا، بل جزء من الاستراتيجية الصينية بعيدة المدى: النفوذ بلا صدام، والتمدد بلا ضجيج.
فبينما تنشغل واشنطن في استعراض عضلاتها العسكرية، تُراكم الصين أوراقها عبر:
الاستثمار طويل الأمد، مثل اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع إيران بقيمة 400 مليار دولار.
الشبكات التجارية واللوجستية ضمن مشروع 'الحزام والطريق'.
دبلوماسية التهدئة، كما حدث في رعايتها التاريخية للتقارب السعودي-الإيراني في 2023.
إيران: شريك مضطرب لكنه مهم
إيران بالنسبة لبكين ليست فقط مزودًا موثوقًا بالنفط، بل عقدة لوجستية في طريق الحرير الجديد. ولهذا، ترى الصين أن إضعاف إيران عبر الضربات الأميركية لا يُهدد أمن المنطقة فقط، بل يُهدد مصالحها المباشرة في الطاقة والتجارة.
ومع ذلك، تُدير الصين علاقتها مع طهران بحذر. فهي لا تنوي الدخول في صدام مباشر مع واشنطن، ولا تريد أن تُحسب كـ'حليف استراتيجي مطلق' لإيران. بل تلعب دور المستفيد الحذر والموازن الصامت.
الفراغ الأميركي… وموطئ قدم صيني
الانسحابات الأميركية التدريجية من بعض بؤر التوتر في المنطقة، إلى جانب التوترات بين واشنطن وحلفائها التقليديين (مثل السعودية وتركيا)، فتحت للصين نوافذ استراتيجية لمد نفوذها، دون أن تطلق رصاصة واحدة.
في الخليج، تحولت الصين إلى الشريك التجاري الأول لكثير من الدول.
في أفريقيا والقرن الأفريقي، بنت موانئ ومناطق لوجستية تُعزز من حضورها في مدخل البحر الأحمر.
في إسرائيل نفسها، رغم الحذر الأميركي، توجد استثمارات صينية ضخمة في البنية التحتية، خاصة في الموانئ وتكنولوجيا المياه.
هل تتحول الصين إلى 'حَكَم' إقليمي؟
في حال استمرار التصعيد وغياب مبادرات السلام الجادة، قد تجد الصين نفسها – رغم تحفظها التقليدي – أمام فرصة تاريخية للعب دور دبلوماسي أكبر. فهي الدولة الوحيدة التي لا تُتهم بالتحيّز الديني أو الاستعماري، وتتمتع بعلاقات مع جميع الأطراف: إيران، إسرائيل، الخليج، تركيا، وروسيا.
ومع تفاقم الكلفة الاقتصادية للحرب، قد تطلب بعض الأطراف 'وسيطًا غير غربي'، وهنا تُصبح بكين مرشحًا طبيعيًا للعب دور المفاوض، أو على الأقل 'الضامن الهادئ' لاتفاقات التهدئة المستقبلية.
القوة التي تنتظر
في وقتٍ يُعيد فيه الشرق الأوسط إنتاج أزماته بلغة المدافع والطائرات، تُراكم الصين مكانتها بإيقاع مختلف. لا حاجة لديها لصراع وجودي أو تحالفات أيديولوجية، بل تكفيها الحسابات الدقيقة والموارد الوفيرة، والسياسة الهادئة.
الصين ليست خصمًا، لكنها أيضًا ليست محايدة.
تريد استقرارًا يخدم مصالحها، ونفوذًا لا يهددها أحدٌ فيه. وفي لعبة الأمم هذه، قد يكون اللاعب الصامت هو من يربح في النهاية. – م. غسان جابر – مهندس و سياسي فلسطيني – قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – نائب رئيس لجنة تجار باب الزاوية و البلدة القديمة في الخليل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الصين في الشرق الأوسط ، اللاعب الهادئ في زمن الانفجار ، بقلم : المهندس غسان جابر
الصين في الشرق الأوسط ، اللاعب الهادئ في زمن الانفجار ، بقلم : المهندس غسان جابر

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 10 ساعات

  • شبكة أنباء شفا

الصين في الشرق الأوسط ، اللاعب الهادئ في زمن الانفجار ، بقلم : المهندس غسان جابر

الصين في الشرق الأوسط ، اللاعب الهادئ في زمن الانفجار ، بقلم : المهندس غسان جابر بينما تتطاير الصواريخ فوق أجواء أصفهان وتل أبيب، وتُعيد الولايات المتحدة رسم خطوط النار في سماء الشرق الأوسط، تبقى الصين حاضرة في المشهد… ولكن بصمت. لا قواعد عسكرية، لا حاملات طائرات، ولا تهديدات نارية، بل استثمارات، مذكرات تفاهم، ومبادرات دبلوماسية تَغزل نفوذًا هادئًا في منطقة تمزقها المواجهات. من الظل إلى التأثير: بكين تدخل على الخط الحرب الأميركية-الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، رغم خطورتها، لم تُقابل من الصين سوى بتصريحات مقتضبة تدعو إلى 'ضبط النفس' و'تجنب التصعيد'. هذا الحذر ليس ضعفًا، بل جزء من الاستراتيجية الصينية بعيدة المدى: النفوذ بلا صدام، والتمدد بلا ضجيج. فبينما تنشغل واشنطن في استعراض عضلاتها العسكرية، تُراكم الصين أوراقها عبر: الاستثمار طويل الأمد، مثل اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع إيران بقيمة 400 مليار دولار. الشبكات التجارية واللوجستية ضمن مشروع 'الحزام والطريق'. دبلوماسية التهدئة، كما حدث في رعايتها التاريخية للتقارب السعودي-الإيراني في 2023. إيران: شريك مضطرب لكنه مهم إيران بالنسبة لبكين ليست فقط مزودًا موثوقًا بالنفط، بل عقدة لوجستية في طريق الحرير الجديد. ولهذا، ترى الصين أن إضعاف إيران عبر الضربات الأميركية لا يُهدد أمن المنطقة فقط، بل يُهدد مصالحها المباشرة في الطاقة والتجارة. ومع ذلك، تُدير الصين علاقتها مع طهران بحذر. فهي لا تنوي الدخول في صدام مباشر مع واشنطن، ولا تريد أن تُحسب كـ'حليف استراتيجي مطلق' لإيران. بل تلعب دور المستفيد الحذر والموازن الصامت. الفراغ الأميركي… وموطئ قدم صيني الانسحابات الأميركية التدريجية من بعض بؤر التوتر في المنطقة، إلى جانب التوترات بين واشنطن وحلفائها التقليديين (مثل السعودية وتركيا)، فتحت للصين نوافذ استراتيجية لمد نفوذها، دون أن تطلق رصاصة واحدة. في الخليج، تحولت الصين إلى الشريك التجاري الأول لكثير من الدول. في أفريقيا والقرن الأفريقي، بنت موانئ ومناطق لوجستية تُعزز من حضورها في مدخل البحر الأحمر. في إسرائيل نفسها، رغم الحذر الأميركي، توجد استثمارات صينية ضخمة في البنية التحتية، خاصة في الموانئ وتكنولوجيا المياه. هل تتحول الصين إلى 'حَكَم' إقليمي؟ في حال استمرار التصعيد وغياب مبادرات السلام الجادة، قد تجد الصين نفسها – رغم تحفظها التقليدي – أمام فرصة تاريخية للعب دور دبلوماسي أكبر. فهي الدولة الوحيدة التي لا تُتهم بالتحيّز الديني أو الاستعماري، وتتمتع بعلاقات مع جميع الأطراف: إيران، إسرائيل، الخليج، تركيا، وروسيا. ومع تفاقم الكلفة الاقتصادية للحرب، قد تطلب بعض الأطراف 'وسيطًا غير غربي'، وهنا تُصبح بكين مرشحًا طبيعيًا للعب دور المفاوض، أو على الأقل 'الضامن الهادئ' لاتفاقات التهدئة المستقبلية. القوة التي تنتظر في وقتٍ يُعيد فيه الشرق الأوسط إنتاج أزماته بلغة المدافع والطائرات، تُراكم الصين مكانتها بإيقاع مختلف. لا حاجة لديها لصراع وجودي أو تحالفات أيديولوجية، بل تكفيها الحسابات الدقيقة والموارد الوفيرة، والسياسة الهادئة. الصين ليست خصمًا، لكنها أيضًا ليست محايدة. تريد استقرارًا يخدم مصالحها، ونفوذًا لا يهددها أحدٌ فيه. وفي لعبة الأمم هذه، قد يكون اللاعب الصامت هو من يربح في النهاية. – م. غسان جابر – مهندس و سياسي فلسطيني – قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – نائب رئيس لجنة تجار باب الزاوية و البلدة القديمة في الخليل.

'كالكاليست' العبرية: الكنيست يناقش زيادة ميزانية وزارة الجيش
'كالكاليست' العبرية: الكنيست يناقش زيادة ميزانية وزارة الجيش

فلسطين أون لاين

timeمنذ 10 ساعات

  • فلسطين أون لاين

'كالكاليست' العبرية: الكنيست يناقش زيادة ميزانية وزارة الجيش

أفادت صحيفة 'كالكاليست' العبرية، بأن لجنة المالية بالكنيست الإسرائيلي ستناقش الاثنين المقبل، زيادة ميزانية وزارة الجيش بنحو 3.642 مليارات شيكل للعام الجاري. وقالت الصحيفة، إن الزيادة المرجحة ترفع ميزانية الوزارة الإسرائيلية من 110 إلى 113 مليار شيكل، للعام 2025. وأشارت إلى أن تلك الزيادة بمثابة 'البداية' في مسار سبل مواجهة تداعيات الحرب الإسرائيلية مع إيران، والتي أطلق عليها اسم 'الأسد الصاعد'. وفي السياق، ادعت الصحيفة أن هذه الزيادة من شأنها 'رفع ميزانية مؤسسة التأمين بملياري شيكل لتعويض النازحين، ورفع ميزانية وزارة السياحة بـ900 مليون شيكل لتمويل إقامة النازحين بالفنادق'. وتوقعت الصحيفة، على موقعها الإلكتروني، حدوث زيادات أخرى في ميزانية وزارة الدفاع، على خلفية المواجهة الجارية مع إيران. ولم يصدر تأكيد رسمي من حكومة الاحتلال الإسرائيلية بشأن ما تداولته الصحيفة العبرية. وفي مارس/ آذار الماضي، أقر الكنيست الإسرائيلي موازنة البلاد العامة للعام 2025، والتي وصفت آنذاك بأنها 'الأكبر في تاريخ إسرائيل'، تضمنت ميزانية لوزارة الدفاع بقيمة 109.8 مليار شيكل (نحو 30 مليار دولار). وتعد ميزانية وزارة الجيش لعام 2025 'الأعلى' بين كافة الوزارات الإسرائيلية، حيث زادت تكاليف حرب الإبادة خاصة على قطاع غزة، من الأعباء على الاقتصاد الإسرائيلي.، حسبما نقلت هيئة البث العبرية في مارس الماضي.

القضاء يعلق حظر التحاق الطلاب الأجانب بـ"هارفرد"
القضاء يعلق حظر التحاق الطلاب الأجانب بـ"هارفرد"

جريدة الايام

timeمنذ 15 ساعات

  • جريدة الايام

القضاء يعلق حظر التحاق الطلاب الأجانب بـ"هارفرد"

نيويورك - أ ف ب: خلصت قاضية أميركية، الجمعة، إلى أن دونالد ترامب ليس مخوّلا بمنع وفود طلاب أجانب إلى البلد للدراسة في هارفرد، في وقت يلمّح الرئيس إلى اتفاق محتمل مع المؤسسة التعليمية العريقة. وكانت هارفرد التي رفضت الامتثال لتوجيهات الحكومة الأميركية حصلت على تعليق مؤقت من القضاء الأميركي لهذه التدابير التي تستهدف الطلاب الأجانب، باعتبارها غير قانونية وغير دستورية. والجمعة، علّقت القاضية أليسون بوروز التي سبق لها أن مدّدت وقف العمل بقرار الرئيس، تطبيق الحظر لأجل غير مسمى. وبعد أسابيع من شدّ الحبال بين المؤسسة التعليمية والإدارة الأميركية، بدا أن دونالد ترامب يسعى إلى تهدئة الوضع. وهو أشار على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" إلى مناقشات مع هارفرد قد تفضي إلى "اتفاق بحلول الأسبوع المقبل" سيكون في حال التوصّل إليه اتفاقا "تاريخيا وجيدا جدا لبلدنا". وكانت هارفرد أثارت سخط الرئيس الأميركي برفضها الامتثال لرغبته في الإشراف على التعيينات ومحتويات برامجها وتوجّهاتها في مجال الأبحاث. وينتقد ترامب خصوصا سياساتها في مجال التنوّع وسماحها بتنظيم تظاهرات احتجاجية على حرب إسرائيل في غزة قال ترامب، إنها تنطوي على "معاداة السامية". وألغى دونالد ترامب منحا فدرالية وعقودا مع الجامعة بقيمة حوالى 3,2 مليار دولار. وكثّفت الإدارة الأميركية التدابير في أواخر أيار ومطلع حزيران لحظر التحاق طلاب أجانب جدد بالمؤسسة التعليمية. ويشكّل هؤلاء حوالى 27% من إجمالي المنتسبين إلى هذا الصرح التعليمي النخبوي ويمثّلون مصدر دخل كبير له ويساهمون في تألّقه على الصعيد العالمي. واتّهمت هارفرد في مستندات ملحقة بملّفها الإدارة الأميركية بـ"أعمال ثأرية لممارسة حقّها في التعديل الأوّل" من الدستور الذي يضمن حرّية التعبير. وردّت الجامعة "طلبات الحكومة الإشراف على حوكمتها وبرامجها التعليمية وعقيدة الجسم التعليمي والطالبي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store