
أعراض تشبه الذبحة الصدرية.. أحمد هارون يحذر من متلازمة القلب المكسور
حذر الدكتور أحمد هارون، أستاذ الطب النفسي، من خطورة الضغوط النفسية المستمرة، التي قد تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة القلب المكسور.
وأوضح الدكتور أحمد هارون، خلال تقديم برنامج «علمتني النفوس» المذاع على قناة «صدى البلد»، أن هذه الحالة تظهر بأعراض تشبه الذبحة الصدرية، مثل تسارع ضربات القلب وصعوبة التنفس، رغم سلامة الشرايين.
وأضاف الدكتور أحمد هارون أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة هم من يتمتعون بشخصيات حساسة ويتأثرون عاطفيًا بشدة.
وأشار الدكتور أحمد هارون إلى دراسة حديثة أجرتها جامعة هارفارد، أكدت أن هذه المتلازمة قد تؤدي إلى توقف القلب بشكل مؤقت، لكن معظم المصابين يتعافون خلال أسابيع، مختتما: 10 إلى 25% منهم يعانون من مضاعفات طويلة الأمد، مما يجعل الوعي بها ضرورة ملحة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ يوم واحد
- ليبانون 24
علاقة معقدة بين الألزهايمر والصرع.. باحثون يكشفون "المفتاح السحري"
توصل باحثون من جامعة ساو باولو البرازيلية إلى اكتشاف مثير يسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين مرض ألزهايمر والصرع. وأثبتت نتائج الدراسة الحديثة، عبر نموذج حيواني، أن مقاومة الإنسولين في الدماغ قد تكون العامل المشترك بين هذين المرضين العصبيين. وأظهرت التجارب التي أجريت على نماذج حيوانية أن اختلال مسار الإنسولين الدماغي يؤدي إلى سلسلة من التغيرات المرضية التي تؤثر على كل من الوظائف المعرفية والنشاط الكهربائي للدماغ. فعندما حقن الباحثون الفئران بمادة الستربتوزوتوسين - التي تسبب مقاومة للإنسولين - لاحظوا ظهور أعراض تشبه كلا من ألزهايمر والصرع، حيث عانت الحيوانات من ضعف في الذاكرة مع زيادة في النوبات التشنجية. وهذه النتائج تقدم تفسيرا علميا للارتباط السريري الملاحظ بين المرضين، إذ تشير الإحصائيات إلى أن مرضى الصرع أكثر عرضة للإصابة بألزهايمر مع تقدم العمر، كما أن نوبات الصرع شائعة لدى مرضى ألزهايمر. ويعتقد الباحثون أن هذه العلاقة تعود إلى أن مقاومة الإنسولين في الدماغ تؤدي إلى سلسلة من التغيرات المرضية تشمل: - التهاب الأنسجة العصبية المزمن الذي يضر بالخلايا الدماغية. - اضطراب في توازن النواقل العصبية. - تراكم البروتينات الضارة مثل، أميلويد بيتا وبروتين تاو المفسفر. - تلف الخلايا العصبية في منطقة الحصين المسؤولة عن الذاكرة. ومن المثير للاهتمام أن الدراسة أظهرت أن هذه العلاقة ثنائية الاتجاه، فكما أن مقاومة الإنسولين تسبب تغيرات تشبه ألزهايمر والصرع، فإن الفئران المعدلة وراثيا لدراسة الصرع أظهرت أيضا تغيرات جزيئية مميزة لمرض ألزهايمر. وتفتح هذه النتائج آفاقا جديدة في فهم الأمراض العصبية، حيث تشير إلى أن العلاجات المستقبلية يجب أن تأخذ في الاعتبار هذا التداخل المرضي المعقد. ويعمل الفريق البحثي حاليا على توسيع نطاق الدراسة ليشمل تحليل عينات بشرية من مرضى الصرع المقاوم للعلاج، بالتعاون مع باحثين من جامعة هارفارد لدراسة التغيرات الجينية والبروتينية المرتبطة بهذه الحالات. ويعتقد الباحثون أن نتائج هذه الدراسة قد تمهد الطريق لتطوير علاجات أكثر فعالية تستهدف الآليات الجذرية المشتركة بين المرضين، بدلا من التركيز على علاج الأعراض فقط.


سيدر نيوز
منذ يوم واحد
- سيدر نيوز
علماء يقترحون طريقة جديدة لعلاج البعوض من الملاريا، فما هي؟
رجح باحثون أمريكيون أنه ينبغي إعطاء البعوض أدوية الملاريا للقضاء على العدوى حتى لا يتمكن من نشر المرض. وتنتشر طفيليات الملاريا، التي تقتل حوالي 600 ألف شخص سنوياً معظمهم من الأطفال، عن طريق إناث البعوض أثناء امتصاص الدم البشري. يأتي ذلك على النقيض مما هو متبع في مكافحة الملاريا في الوقت الراهن، إذ يتم قتل البعوض بالمبيدات الحشرية بدلاً من علاجه من الملاريا. لكن فريقاً من جامعة هارفارد اكتشف اثنين من العقاقير يُخلصان حشرات الملاريا من هذه الطفيليات بنجاح عند امتصاصهما عبر أرجلها. ويُعد تشبع شبكات الأسرّة الواقية من البعوض (الناموسيات) بهذا المزيج الدوائي هدفاً طويل الأجل للدراسة. كما أوصى الفريق أيضاً بتلقي اللقاحات لحماية الأطفال الذين يعيشون في المناطق المعرضة لخطر الإصابة بالملاريا. وتعتبر هذه الناموسيات بمثابة حاجز مادي وتحتوي أيضاً على مبيدات حشرية تقتل البعوض الذي يهبط عليها. لكن البعوض أصبح مقاوماً للمبيدات الحشرية في العديد من البلدان، وبالتالي لم تعد المواد الكيميائية تقتل الحشرات بنفس الفعالية التي كانت تتمتع بها في الماضي. وتقول الباحثة الأكاديمية ألكسندرا بروبست من جامعة هارفارد: 'لم نحاول قتل الطفيليات في البعوض بشكل مباشر قبل ذلك، لأننا كنا نقتل البعوض فقط'. وأضافت أن هذا النهج 'لم يعد مجدياً'. وقام الباحثون بتحليل الحمض النووي لمرض الملاريا للعثور على نقاط الضعف المحتملة أثناء إصابة البعوض. واستعرض الباحثون مكتبة كبيرة من الأدوية المحتملة وقلصوا الاختيارات إلى قائمة مختصرة من 22 دواءً. وخضعت تلك الأدوية للاختبار أثناء إعطاء إناث البعوض وجبة دم ملوثة بالملاريا. وفي مقالهم المنشور في مجلة 'نايتشر'، حدد العلماء اثنين من العقاقير ثبتت فاعليتهما إلى حدٍ كبيرٍ بعد أن تمكنا من القضاء على 100 في المئة من هذه الطفيليات. وتم اختبار هذه الأدوية على خامة مشابهة للناموسية. الملاريا: خطوة كبيرة على طريق مكافحة قاتل الأطفال كيف انتقلت طفيليات الملاريا القاتلة من الغوريلا إلى الإنسان؟ وقالت بروبست: 'حتى إذا نجا البعوض من الارتطام بالناموسية، يتم القضاء على الفطريات فتتوقف عن نقل الملاريا'. وأضافت: 'أعتقد أن هذا النهج مثير للاهتمام بالفعل، لأنه طريقة جديدة تماماً لاستهداف البعوض نفسه'. وأشارت إلى أن فرص مقاومة طفيليات الملاريا للأدوية تكاد تكون منعدمة، إذ يوجد مليارات من هذه الطفيليات في جسم كل مصاب بينما لا يتجاوز عددها خمسة في جسم كل بعوضة. وقال باحثون إن تأثير الأدوية يستمر لمدة عام على الناموسيات، مما يجعلها بديلاً رخيصاً ومعمراً للمبيدات الحشرية. وثبتت فاعلية هذا النهج معملياً. ويجري التخطيط للمرحلة التالية في إثيوبيا للتحقق من فعالية الناموسيات المضادة للملاريا على أرض الواقع. ومن المتوقع أن يستغرق الأمر ست سنوات على الأقل قبل استكمال كافة الدراسات لمعرفة ما إذا كان هذه الطريقة ستنجح أم لا. لكن الرؤية التي يقوم عليها هذا البحث تتمثل في أن يتم معالجة الناموسيات بالأدوية المضادة للملاريا والمبيدات الحشرية بحيث إذا لم تنجح طريقة منهما، تنجح الأخرى. 🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.


شبكة النبأ
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- شبكة النبأ
لماذا منتصف العمر هو الوقت المثالي للسيطرة على صحتك المستقبلية
أدّت حملات الصحة العامة بالفعل إلى تحسين الصحة واللياقة البدنية في منتصف العمر في العديد من البلدان المختلفة، وقد يكون هذا هو السبب في أننا نشهد اختلافا ملحوظا في حدة عقول الناس. وعلى الرغم من أنّ العدد الإجمالي للمصابين بالخرف آخذ في الارتفاع مع ارتفاع متوسط العمر المتوقع... بقلم: دافيد روبسون تؤدي اختيارات نمط الحياة التي تتخذها في منتصف العمر دوراً مهمّاً بصورة خاصة في كيفية تقدّم دماغك في العمر في العام المقبل، سأحتفل ببلوغي الأربعين من العمر. يبدو الأمر سخيفا بعض الشيء. بالكاد أشعر بأنني أكبر عمرا مما كنت عليه حين استمتعت بعيد ميلادي الـعشرين. فقد تعافيت بالكاد من تقلبات فترة المراهقة، والآن يبدو أنّ منتصف العمر أمامي مباشرة. حاولت أن أنكر الأمر، لكن لا مفرّ من الحقيقة. من المقبول عموما أن منتصف العمر يبدأ في عمر الأربعين وينتهي في أوائل الستينات. وعلى الرغم من أن العلامات الأوضح قد تكون الجلد المتجعد حول عيني وفمي، إلّا أنّ أحدث الأبحاث تشير إلى أن دماغي ستعتريه أيضا سلسلة من التغييرات المهمة في هذه الفترة. وهي تشمل الانكماش المتسارع في مناطق معينة من الدماغ، وخسارة الاتصالات عبر الدماغ، وتلف العصبونات (الخلايا العصبية) Neuron بسبب الالتهاب Inflammation – ويبدو أن كلها تسهم في التدهور المعرفي Cognitive decline في وقت لاحق. قد تعتقد أنّ هذا ينبغي أن يزيد من قلقي الوجودي Existential anxiety. لكن هناك مجال للتفاؤل، لأنه اتضح أيضا أن منتصف العمر يوفّر فرصة حيوية للحفاظ على صحة أدمغتنا. والنتيجة هي أنّه بإجراء تغييرات محددة في نمط الحياة في الأربعينات وما بعدها – وبعضها يتجاوز ما هو بديهي – يمكنك جني منافع فورية لذاكرتك وتركيزك. إضافة إلى ذلك، يمكنك بشيء من المثابرة تعزيز فرصك في صون عقلك حادا ونشطا في سن متقدمة، مع تخفيض خطر الإصابة بالخرف Dementia تخفيضا كبيرا. ويقول سيباستيان دوم هانسن، من جامعة كوليدج كورك في أيرلندا: «لم يفت الأوان بعد لإحداث فرق». لم يبدأ الباحثون بالاهتمام اهتماما هادفا بالانتقال من مرحلة البلوغ إلى المراحل اللاحقة في الحياة إلّا في الأعوام الماضية. يقول دوم هانسن، الذي شارك مؤخرا في تأليف دراسة تلخّص أحدث الأبحاث حول الدماغ في منتصف العمر: «لقد همّش المجتمع العلمي منتصف العمر إلى حد ما». وكان الافتقار إلى الاهتمام ناجما جزئيا عن تحديات عملية: فإذا كنت تريد فهم ظاهرة مثل التدهور المعرفي، فمن الأسهل كثيرا اكتشاف الاختلافات بين الناس حين تكون الأعراض مترسّخة بالفعل. يقول عالم الأعصاب من جامعة هارفارد ماكسويل إليوت: «سوف ترى أوضح الإشارات حين تقيسها فيمن لديه 70 عاما من المخاطر التراكمية». ومع ذلك، بحلول هذا العمر، قد تصير العديد من التغييرات غير قابلة للإصلاح، مما دفع باحثين مثل إليوت ودوم هانسن إلى إلقاء نظرة فاحصة على مراحل أبكر في الحياة. يقول دوم هانسن: «ما يجب أن تتوجه إلى دراسته هو فترة من الحياة تشهد الكثير من التغييرات المتسارعة، وتمثّل أيضا فرصة للتدخل. على نحو متزايد، بدأ هذا الاختصاص يعي أن هذه الفترة قد تكون منتصف العمر». ما الذي يحدث في منتصف العمر؟ يدفعنا بحثهم إلى إعادة التفكير في افتراض رئيسي حول الشيخوخة Ageing. في الماضي، كان من الطبيعي أن ينظر إلى التدهور المرتبط بالعمر بوصفه عملية خطية. وفقا لهذا النموذج، تصل معظم قدراتنا المعرفية إلى ذروتها في العشرينات والثلاثينات من العمر، ثم تنخفض انخفاضا مطردا مع مرور الوقت، فيكون معدّل التغيّر في الخمسينات هو نفسه في العشرينات. لكن حين تتبع العلماء أدمغة الناس مع مرور الوقت، وجدوا أن العديد من التغيّرات تحدث بصورة متقطعة، ويبدو أن منتصف العمر يمثّل نقطة تحوّل. خذ ذاكرة الأحداث (الذاكرة العرضية) Episodic memory، وهي قدرتنا على تذكّر تفاصيل أحداث حياتنا الشخصية. تبدأ هذه الذاكرة بالتدهور بسرعة متزايدة في منتصف العمر. من الأمور التي تكتسي أهمية خاصة القدرة المعروفة بفصل الأنماط Pattern separation، والتي تمنع الذكريات المتماثلة من الاختلاط ببعضها بعضا. فعلى سبيل المثال، إذا أردت أن تتذكر المكان الذي ركنت فيه سيارتك، فيجب أن تكون قادرا على التمييز بين ذاكرة اليوم المتعلقة بالدخول بسيارتك إلى موقف السيارات وبين ذكرى الأمس. وبالنسبة إلى العديد من الأشخاص، تصير هذه المهمة أصعب مع دخولهم الخمسينات والستينات من عمرهم. يمكن أن تعزى مشكلات الذاكرة هذه إلى تغيّرات في منطقة في الدماغ اسمها الحصين Hippocampus، والتي تميل بحسب دوم هانسن إلى الانكماش بسرعة أكبر في منتصف العمر. ومن المعروف أن هذه المنطقة تشارك في ترميز المعلومات الجديدة. وفقا لإحدى الفرضيات، يبدأ الدماغ خسارة قدرته على تكوين عصبونات (خلايا عصبية) جديدة في منتصف العمر، مما يصعّب بناء الشبكات العصبية المتميزة Distinct neural networks اللازمة لتمييز تفاصيل ذاكرة عن أخرى. قد يعزى تشتت الذهن المرتبط بالعمر أيضا إلى تغيّرات بنيوية Structural ووظيفية Functional في اتصالات الدماغ. تشمل التغيرات البنيوية ترقق المادة البيضاء White matter في الدماغ، وهي محاوير Axons طويلة مغلفة بغمد Sheath عازل، تنقل الإشارات من منطقة إلى أخرى. يقول دوم هانسن: «يبدو أن هذه المادة تصل ذروتها في أوائل الأربعينات من عمرك، وبعد ذلك يتقلص حجمها بصورة متزايدة». يتعلق الاتصال الوظيفي بالطرق التي ينظّم بها الدماغ المعالجة، أي تحديد المناطق التي ستعمل مع بعضها بعضا وفي أي وقت ستعمل. في مرحلة أبكر من مراحل حياة الرشد، تبدو المعالجة أكثر كما لو كانت تتم في وحدات نموذجية Modular: لدينا شبكات متمايزة جدا تعمل كل منها على وظائف محددة. وبالطريقة نفسها التي يمكن أن يؤدي بها تقسيم المسؤوليات الواضح إلى تعزيز أداء فريق رياضي، يعتقد أن هذا التقسيم في الدماغ يؤدي إلى تحسين الكفاءة ِEfficiency. مرة أخرى، في منتصف العمر، نبدأ برؤية حدوث تغيّرات مهمة. في هذا الوقت، يبدأ التنظيم المحكم للدماغ بالارتخاء، ويقلّ الفصل بين الشبكات المختلفة. يقول دوم هانسن إن حجم هذا التغيير يرتبط بقوة بقدراتك المعرفية الشاملة وذاكرة الأحداث اليومية. مثل أشكال الشيخوخة الأخرى، يخوض كلّ منا مسارا فرديا قد يختلف اختلافا ملحوظا عن مسار شخص آخر. ربما يكون بعض هذا الاختلاف متأصلا في حمضنا النووي DNA. فعلى سبيل المثال، الأشخاص الذين لديهم نسخة معينة من جين صميم البروتين الشحمي إيه (اختصارا: الجين APOE) أكثر عرضة للإصابة بداء ألزهايمر (تنطق آلزايمر) Alzheimer's disease. ويظهر البحث الذي أجرته تيل أيك وزملاؤها من جامعة جنوب كاليفورنيا أن تأثيرات هذا الجين تكون خفيّة حتى منتصف العمر، وبعد ذلك تتضح العواقب المترتبة على ذاكرة الأحداث (الذاكرة العرضية) واضحة وضوحا متزايدا. ومع ذلك، فإن جيناتنا لا تحدّد مصائرنا، إذ تظهر الأدلة الناشئة أن مسار الدماغ في منتصف العمر يرتبط ارتباطا وثيقا بصحتنا العامة – والتي يمكن تعديلها بعوامل نمط الحياة. وكان هذا الاقتران الوثيق بين الجسم والعقل جليا في إحدى دراسات إليوت التي نشرت عام 2021. إذ عمل مع فريق عالمي من العلماء، وفحصوا سجلات 1037 شخصا ولدوا في دنيدن بنيوزيلندا، بين أبريل 1972 ومارس 1973. انتقوا 19 «واسما بيولوجيا» Biomarker منفصلا يشير كلّ منها إلى عناصر صحّة مختلفة مع تقدمنا في السنّ، مثل مؤشر كتلة الجسم Body mass index (اختصارا: المؤشّر BMI)، ونسبة الورك إلى الخصر Hip-to-waist ratio، والكوليسترول Cholesterol، ووظيفة الرئة Lung function، وضغط الدم Blood pressure، وتسوس الأسنان Tooth decay، ومستويات جزيء التهابي اسمه البروتين المتفاعل سي C-reactive protein. يقول إليوت: «أردنا قياس شيخوخة النظام البيولوجي بكامله». معدّل الشيخوخة ومن هذه القياسات الفردية، تمكن الباحثون من حساب درجة واحدة تمثّل تدهور أعضاء المشاركين، سموها درجة معدل الشيخوخة Pace of Aging (اختصارا: المعدل POA). وتختلف هذه الدرجة اختلافا كبيرا من شخص لآخر، وتعكس عموما العلامات الخارجية للشيخوخة. ويبدو أن درجة POA للفرد تتوافق مع أحكام شخصية أخرى تتعلق بمظهره الجسمي، على سبيل المثال: كلما كانت الدرجة أعلى، بدا الشخص أكبر بالنسبة إلى عمره. هل يمكن أن تعكس أيضا نتائج الدرجة POA سرعة التدهور العصبي لدى الأشخاص؟ لمعرفة ذلك، فحص فريق إليوت مسوحا دماغية واختبارات أداء معرفي. فكشفت النتائج عن وجود صلة وثيقة بين الجسم والدماغ، بصورة خاصة في منتصف العمر. فعلى سبيل المثال، بعمر 45 عاما تقريبا، أظهر المشاركون الذين كانوا ذوي درجات POA عالية تدهورا أسرع في الحصين وخسارة أكبر للمادة البيضاء. كما أظهروا أيضا انخفاضا أكبر في الذكاء العام. يقول إليوت: «إن الأشخاص الذين يتقدمون في السن تقدما أسرع، يفقدون في المتوسط بضع نقاط في معدل الذكاء IQ. كانوا يخسرون بالفعل شيئا من القدرة المعرفية ما قد تمهّد الطريق لأشياء مثل الخرف في سن الشيخوخة». لا تزال الآليات الدقيقة قيد الاستقصاء، لكن هناك الكثير من الطرق المحتملة التي يمكن بها لهذه الواسمات البيولوجية الجسمية أن تؤثّر في صحة الدماغ. فعلى سبيل المثال، ترفع البدانة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، منفردة أو مجتمعة احتمال انسداد الأوعية الدموية في الدماغ أو تلفها، مما يسبب تسرّب السوائل إلى الأنسجة المحيطة، حيث يمكن أن تلحق الضرر بالعصبونات (الخلايا العصبية) ومادتها البيضاء – وهو ضرر لا يمكن إصلاحه يبدأ في منتصف العمر. وهناك أيضا الالتهاب Inflammation. وهو أحد أسلحة الجسم الحيوية ضد العدوى، شرط أن يستخدم استخداما مرشدا. ولسوء الحظ، قد يحيد جهاز المناعة في بعض الأحيان عن مساره، فيضخّ جزيئات التهابية حين لا يكون هناك تهديد مباشر. يعيث ذلك بمرور الوقت في الدماغ خرابا، فيقتل خلاياه ويكسّر روابطها، ويعتقد أنه يسهم في تراكم لويحات البروتين في داء ألزهايمر. يقول دوم هانسن: «هناك أدلة على أن بعض هذه العمليات الالتهابية تتسارع في فترة منتصف العمر». والمحصلة جلية: إذا كنت أنوي البدء بتنمية العادات الصحية، فمن الأفضل أن أبدأ الآن، قبل أن يبدأ الضرر بالتراكم. يقول إليوت: «بناء على كلّ ما نعرفه عن الدماغ، يبدو أنه من الصعب جدّاً استعادة شيء خسرته. لكن يمكنك وقاية الأشياء من الضياع في المقام الأول». وقد يكون منتصف العمر وقتا مهمّاً بصورة خاصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، بغض النظر عن خيارات نمط الحياة التي اتخذتها سابقا. العادات الصحيّة كان هذا هو الاستنتاج الذي توصّلت إليه لجنة لانسيت المعنية بالخرف: الانتشار والتدخلات والرعاية، والتي درست تأثير عوامل الخطر المختلفة في المدى العمري Lifespan. ووجدت بعض العوامل التي تكتسي أهمية خاصة في منتصف العمر. فعلى سبيل المثال، صحيح أنّه ينصح في كل مراحلنا العمرية بتدبير وزننا، فقد خلصت اللجنة إلى أن هذه السلوكيات ذات تأثير كبير بصورة خاصة في خطر إصابتنا بالخرف في وقت لاحق بمجرد أن نصير في الأربعينات من العمر. بمعنى آخر، منتصف العمر هو الوقت المناسب للتقليل من تناول البرغر إن أردنا الحفاظ على عقولنا في فترات الحياة اللاحقة. ربما علينا أيضا فحص آذاننا. فالمشاركة في محادثة تمرين عقلي كبير، وقد يثبّطنا فقدان السمع عن التعامل مع الآخرين، مما سيحرمنا هذا التمرين المعرفي. تقول جيل ليفينغستون، أستاذة الطب النفسي لكبار السن في جامعة يونيفيرسيتي كوليدج لندن، وهي من قاد لجنة لانسيت: «إن الدردشة ببساطة أسهل طريقة لتحفيز عقلك، وهي تجعله أكثر مرونة». درس دانيلو بزدوك من جامعة ماكغيل في كندا تأثيرات علاقاتنا في بنية الدماغ ووظيفته، ولديه نصيحة مماثلة. يقول: «أود أن أقول إنّ العمليات الأكثر تعقيدا التي تحوسبها أدمغة معظم الناس يوميا هي تتبع الديناميّات الاجتماعية المتغيرة باستمرار والتفكير فيها». وقد يساعد هذا على تفسير سبب ارتباط الوحدة بارتفاع خطر الإصابة بالخرف – لكنها ليست السبب الوحيد بأي حال من الأحوال. يمكن أن تكون العزلة الاجتماعية شكلا قويا من أشكال التوتر الذي يؤدي إلى الالتهاب، فيضعف على سبيل المثال الصحة العامة. ويجد العديد من الأشخاص أن دوائرهم الاجتماعية تتضاءل في منتصف العمر، لذلك قد يكون هذا هو الوقت المناسب للبحث عن طرق للتواصل مع مجتمعك. وأخيرا وليس آخِراً، يجب أن نولي اهتماما بعدد خطواتنا اليومية. من المعروف الآن أن التمارين الرياضية تحسّن الدورة الدموية وتخفّض الالتهاب في الجسم والدماغ. كما أنها تؤدي إلى إطلاق عامل النمو المشتق من الدماغ، وهو بروتين يساعد على صون صحة عصبوناتنا (الخلايا العصبية) وارتباطاتها. ولذلك، يبدو أن المواظبة على مستوى مرض من النشاط البدني في منتصف العمر والشيخوخة يبطئ الضرر العصبي الذي يتراكم عادة عاما بعد عام. تقول ليفينغستون: «يرتبط النشاط البدني ارتباطا قويا جدا بانخفاض خطر الإصابة بالخرف في المتابعات القصيرة والطويلة المدى في جميع الأعمار. لكن يبدو أن اللياقة البدنية في منتصف العمر تحدث فرْقاً خاصّاً». هذه أخبار جيدة لي. مؤشر كتلة جسمي 21 (في النطاق «الصحي»)، وبفضل مرونة جدول عملي فإنني أمشي أو أركض أكثر من 10 كم يوميا. يمكنني أن أحاول زيادة هذا النشاط، لكن دوم هانسن ينبّه إلى أنّ أنظمة التمرين المفرطة قد تضرّ أكثر مما تنفع. ويقول: «إذا كنت تمارس الكثير من التمارين الرياضية، فإن التمارين المكثفة يمكن أن تزيد الالتهاب زيادة كبيرة». إن المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة أكثر من كاف ــ وهو أمر أكثر قابلية للتحقيق بالنسبة إلى أغلب الناس. أدّت حملات الصحة العامة بالفعل إلى تحسين الصحة واللياقة البدنية في منتصف العمر في العديد من البلدان المختلفة، وقد يكون هذا هو السبب في أننا نشهد اختلافا ملحوظا في حدة عقول الناس. وعلى الرغم من أنّ العدد الإجمالي للمصابين بالخرف آخذ في الارتفاع مع ارتفاع متوسط العمر المتوقع لسكان العالم، فإن نسبة الأشخاص الذين يصابون بهذه الحالة في كل فئة عمرية آخذة في التقلص ــ وهو بصيص أمل كثيرا ما يكون مبهما في الخطاب الشعبي. تقول ليفينغستون: «يرتبط هذا بزيادة التعليم، وانخفاض تدخين السجائر، وانخفاض ضغط الدم». إن الفوائد التي تعود على الأجيال الشابة كبيرة، إذ خلص تحليل للبيانات الواردة من الولايات المتحدة وأوروبا إلى أن خطر الإصابة بالخرف ينخفض بنسبة 13% في كل عقد. وتأمل ليفينغستون بأن تستمر التدخلات الأكثر استهدافية في البناء على هذه التحسينات. وتقول: «يبدو أن هناك احتمالا هائلا جدا لتقليل الإصابة بالخرف». جعلني الحديث مع هؤلاء العلماء أشعر بالتأكيد بمزيد من التفاؤل بشأن بلوغي الأربعين. هذا التغيير في العقلية قد يؤدي في حد ذاته إلى تحسين التنبؤ بسير المرض. وكما استطلعت مجلة نيو ساينتست New Scientist مؤخرا، تظهر دراسات مختلفة أن الأشخاص الذين لديهم رؤى أكثر تفاؤلا بشأن الشيخوخة يميلون إلى التمتع بصحة أفضل وبانخفاض خطر الإصابة بالخرف في مقبل أعوامهم. ربما تشجعنا المواقف الإيجابية على البقاء أكثر نشاطا وتقلّل الشعور بالضعف الذي قد ينشأ مع تقدمنا في السن، فينخفض شعورنا بالتوتر، ومن شأن كلّ هذا أن يعزز رفاهنا العقلي والجسمي. مهما كان السبب، فأنا أحاول أن أرى الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من عمري على أنها فترة ممتلئة بالفرص الهائلة. يقول دوم هانسن: «عندما نتحدث عن منتصف العمر وارتباطه بالتدهور المعرفي والأمراض التنكسية العصبية، يبدو الأمر كئيباً بعض الشيء. لكن من المهم أن ننتبه إلى أنّه جزء من مسار الحياة الطبيعية. يمكن للدماغ أن يبدأ بالاستفادة من آلياته التعويضية، وهناك مجال كبير للتداخل».