
عقدُ الأمين الأول
لم تكن السنوات العشر الماضية تخلو من حضوره، ولم يغب عن الساحات في كل مفصل، تراه يتابع الأحداث ويحلل المشهد ويعطي رأيه بوضوح في كل المنعطفات التي مرت بها البحرين والمنطقة، أمين عام الوفاق سماحة الشيخ علي سلمان الرجل المتقدم في الفهم السياسي الطامح لإنشاء منظومة وطنية متكاملة قادرة على مواكبة التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الرجل الذي أرسى مفهوم الدولة المدنية الحديثة التي تنتهج الإسلام وتعطي الحقوق والحريات اللازمة للمجتمع كي يتطور، في أحاديثه المشهورة الكثير من العناوين والأفكار والرؤى السياسية التي لو انتهجتها الدولة لصرنا في مواقع متقدمة على مستوى المنطقة، هذه القناعة كانت لدى الكثير من البعثات الدبلوماسية التي يلتقي بها أمين عام الوفاق خلال الأحداث التي عصفت بالبلاد وبعدها في الداخل والخارج، كان السؤال دائماً، ماذا بعد تجربة الدخول في البرلمان وهل هي مجرد محاولة لتغيير الواقع السياسي في البلد ام انها مشروع نهضوي جديد؟ هذا السؤال كان يجيب عليه الشيخ علي سلمان في لقاءاته مع الرؤساء والمعنيين بالشأن العام، مطلبنا {دولة القانون} التي تعطي الجميع حقوقه وتساوي بين المواطنين دون تمييز أو تقصير في حق المواطن والمقيم. بعد اعتقال الشيخ علي كان لنا لقاء مع أحد السفراء الغربيين الذين خدموا في البحرين أثناء الحراك المطلبي وكان السؤال بشكل مباشر لأعضاء البعثة؛ هل توقعتم إعتقال أمين عام الوفاق وماذا يمكن أن يحدث بعد؟ الجواب بشكل واضح: لم يتوقع أحد في وزارة الخارجية أن تقدم سلطات البحرين على إعتقال أمين عام الوفاق ولم ندرس خيرات غيابه عن المشهد السياسي والأصعب ان من اتخذ هذا القرار لا يدرك حقيقة خطر تغييب رجل السلام والسياسية والسلم الأهلي عن المشهد لاختلاف الظروف المحيطة بنا جميعاً ! الكلام لمسؤول كبير في الخارجية الأمريكية وزاد بشكل ساخر على هذا (أغبى قرار توقعناه). ما يهمني في هذا الطرح هو وجود قناعة واضحة لدى الجميع بأن دور الوفاق ممثلة بأمينها العام مهم جداً بالنسبة لاستقرار الأوضاع في البلاد وأن استمرار الاعتقال هو تأجيل للحل السياسي ليس إلا، وان المعطيات الحالية تشير إلى وجود اكثر من تصور حول استمرار حبس الشيخ الذي قضى عشرة أعوام خلف القضبان اعتقالاً تعسفيا بحسب ما صرحت به خارجيات الدول العظمى في العالم بالإضافة إلى الامم المتحدة والاتحاد الأوربي فضلاً عن المنظمات الحقوقية المعتبرة.
ماذا بعد الاعتقال كان سؤالاً لم تحصل السلطة اجابة عليه، حيث استمر دور الامين العام للوفاق الذي يحظى بشعبية كبيرة وواسعة في الداخل والخارج، اما عن دور الشيخ علي سلمان في المرحلة المقبلة فهذ يتطلب مزيد من الوقت والمعطيات.
ان اهم ما يميز أطروحة الشيخ المعتقل هو العودة للحياة النيابية والشراكة السياسية وهو ما قدمته الوفاق لاحقاً في مشروعها المعنون بوثيقة البحرين التي تمحورت حول الشراكة السياسية كحق أصيل للمواطن بدون اي تمييز او استثناء.
كما ان عملية الاصلاح تحتاج ايضاً لمقومات كثيرة وأهمها الاعتراف بأهمية وجود معارضة حقيقية تسهم في بناء الدولة عبر الرقابة المباشرة على الاداء الحكومي والتشريع في البرلمان والمحاسبة بحسب ما تقتضي المصلحة وهو ما دأب أمين عام الوفاق على طرحه ونقاشه مع مختلف طبقات السلطة السياسية.
اننا لم نصل بعد لمرحلة تأهيل المجتمع للديموقراطية الصحيحة المبنية على فكر نهضة الدولة لا الفرد او الأسرة او القبيلة والتي لا تنظر إلى المجتمع على أساس الطبقية الاجتماعية أو الدينية أو المذهبية التي تقسم الناس وتعطي بعضاً منهم حقوقاً وتحرم آخرين. الحرية لمعتقل الرأي والضمير الشيخ علي سلمان الذي قدم الكثير من حياته لأجل الوطن والمواطن دونما استثناء أو تمييز.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 4 أيام
- البلاد البحرينية
بين فردوسي والخميني.. جدل الهوية بين القومية والدين
في جلسة عائلية حميمة قبل أيام، جمعتني لحظات ماتعة ومفعمة بالذكريات والتأملات مع مجموعة من الأصدقاء، من بينهم الصديق العزيز الأستاذ أنور عبدالرحمن، رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير جريدة 'أخبار الخليج'. أنور ليس مجرد صديق وزميل درب في بلاط صاحبة الجلالة، بل هو مثال نادر لرجل عصامي شق طريقه من الصفر إلى قمة النجاح، لا على الصعيد المادي فحسب، بل على المستوى المعرفي والثقافي أيضًا. ومن دون خلفية أكاديمية رسمية، استطاع أن يكوّن لنفسه رصيدًا فكريًا ومعرفيًا يضاهي كبار المثقفين؛ بفضل نهمه الدائم في القراءة، وحرصه على الاطلاع المتنوع باللغتين العربية والإنجليزية، إلى جانب إتقانه المدهش للغة الفارسية وآدابها، شعرًا ونثرًا، ويكاد يتألق أكثر عندما يدور الحديث حول الشاعر الفارسي العظيم عمر الخيام ورباعياته الخالدة، أو حول فردوسي وملحمته التاريخية 'الشاهنامه'، التي باتت في نظر كثيرين مرآة الهوية الفارسية العميقة. في تلك الجلسة، دار الحديث في منحى فلسفي وفكري حول إشكالية الهوية لدى الإيرانيين، أو الفُرس تحديدًا، هل يغلب لديهم الانتماء القومي الفارسي، أم الانتماء الإسلامي الشيعي؟ هل يمكن القول إن إيران - الدولة والنظام والشعب - هي أولا وأساسًا كيان فارسي، أم أن العقيدة الإسلامية (وتحديدا المذهب الشيعي) هي الركيزة الأهم في تشكيل وجدانها وسلوكها السياسي؟ قد يبدو السؤال مجرد جدل فكري، لكن واقع الحال يقول إنه سؤال شديد الحساسية والتعقيد، وله تداعيات كبرى على السياسات الداخلية والخارجية لإيران، وعلى علاقة هذه الدولة بجوارها العربي، وبالعالم الإسلامي عمومًا. لقد تمكن المد الإسلامي العربي منذ لحظة انطلاقه في القرن السابع الميلادي، من صهر هويات شعوب بأكملها ضمن بوتقة الهوية الإسلامية العربية الجامعة. مصر الفرعونية، على سبيل المثال، تخلّت عبر الزمن عن هويتها القديمة، وتماهت بالكامل مع العروبة والإسلام. وفي شمال إفريقيا، تراجعت لغات وثقافات الأمازيغ لصالح العربية لغةً وهويةً ودينًا. لكن المفارقة الكبرى هي أن الفرس، رغم خضوعهم المبكر للفتح الإسلامي، لم يفقدوا هويتهم العرقية والثقافية، بل امتصوا الإسلام وتمسكوا بجوهرهم القومي، وأعادوا قولبته بشكل يعكس عمق الذات الفارسية. إنها ظاهرة متميزة في التاريخ، أن يحتضن شعب دينًا جديدًا، لكنه لا يسمح لهذا الدين أن يطمس معالمه الحضارية، بل يعيد تشكيله وفقًا لروحه وثقافته. ولعل هذا ما دفع الصحفي المصري الراحل محمد حسنين هيكل، أثناء زيارته لإيران ولقائه بالإمام الخميني في طهران إلى طرح السؤال الجوهري التالي: 'كيف احتفظ الإيرانيون بهويتهم الفارسية، بينما لم تتمكن مصر، رغم عمق حضارتها، من فعل الشيء نفسه؟'. فكان الرد كما رواه هيكل: 'لأنكم في مصر لا تملكون فردوسي، ولا تملكون شاهنامه'. تلك العبارة تحمل من الدلالة أكثر مما يبدو في ظاهرها. 'الشاهنامه' ليست مجرد ملحمة شعرية تاريخية، بل هي عمل تأسيسي للوجدان الفارسي، يربط بين الأرض، واللغة، والرموز القومية، ويعيد إحياء أساطير وأبطال ما قبل الإسلام، كأنها تحدٍ صامت للزمن العربي والإسلامي الذي تلاها. ومن هنا، يمكن فهم كثير من المفارقات في السلوك الإيراني الرسمي: فبينما يقدم النظام الإيراني نفسه كحامل راية الإسلام الشيعي، ومدافع عن المستضعفين وناصر لشيعة العالم، إلا أن سياساته غالبًا ما تنبع من اعتبارات قومية فارسية أكثر منها دينية، ولعل من بين أبرز الأمثلة على ذلك، الموقف الإيراني الأخير من أزمات سوريا ولبنان، ففي الوقت الذي ادّعى فيه النظام الإيراني مناصرة الشيعة في المنطقة، لم يتردد في التخلي عنهم، حين رأى في ذلك مصلحة استراتيجية تتفق مع أولوياته القومية. إن ما يحرك السياسة الخارجية الإيرانية ليس دائمًا البعد المذهبي أو العقائدي، بل البراغماتية المغلّفة بخطاب ديني، والمرتكزة في جوهرها على شعور قومي عميق بالجذور الفارسية. فحين تتعارض المصلحة السياسية مع الولاء الديني، فإن الكفة تميل - في أغلب الأحيان - إلى ما يخدم مشروع الدولة الإيرانية الحديثة، لا بالضرورة مشروع الأمة الإسلامية. ومن هنا تبرز المفارقة: دولة شيعية دينية في المظهر، لكنها قومية فارسية في الجوهر، تخوض صراعاتها في المنطقة تحت راية الإسلام، ولكن بروح 'الشاهنامه' وتحمل اسم الإمام، لكنها تسير في خطى كسرى. ربما لهذا السبب يصعب فهم إيران من زاوية مذهبية فقط؛ فالدين فيها ليس سوى أحد أوجه الهوية، وليس الوجه الأعمق. الوجه الأعمق هو الفردوسي، و 'الشاهنامه'، وتلك اللغة التي استعصت على الذوبان، وذلك المزاج الثقافي الذي بقي صامدًا في وجه المد العربي والإسلامي، واستمر حاضرًا بقوة، رغم كل موجات الأسلمة، والتشيّع، والثورات. ليست قضية الهوية شأنًا ثقافيًا مجردًا، بل هي في صميم السياسة والواقع والمصير. وإذا كانت إيران قد استطاعت أن توظّف روايتها القومية لتثبيت موقعها الإقليمي، فإن عالمنا العربي لا يزال يتخبط بين انتماءات متصارعة، تتوزع بين الطائفة والقبيلة، وبين الجغرافيا الضيقة والتاريخ المبتور. لقد رأينا كيف تم توظيف الدين والمذهب لتمزيق النسيج العربي في أكثر من ساحة، من العراق إلى سوريا إلى لبنان إلى اليمن، وكيف تحوّلت بعض الأقليات إلى أدوات للصراع لا شركاء في البناء، نتيجة غياب المشروع العربي الجامع الذي يصون التنوع ولا يختنقه. ورأينا كيف فقدت القضية الفلسطينية شعاعها ومركزيتها في الضمير العربي، لا بسبب تغير الوقائع فقط، بل بسبب تآكل الهوية الجامعة التي كانت توحّد الهمّ والمصير. فحين تضعف الهوية، تتشظى القضايا، ويتحوّل الصراع من صراع مع الخارج إلى صراع داخل الذات. نحن اليوم أمام مأزق وجودي، لا لغوي ولا عرقي. فإما أن نعيد تعريف أنفسنا من خلال سردية شاملة تجمع العربي والمسيحي، السني والشيعي، الأمازيغي والكردي، ضمن عقد ثقافي وسياسي جديد، أو نستمر في تفتيت الذات طائفيًا وعرقيًا حتى نغدو مجرد فسيفساء قابلة للكسر في أي لحظة.


مرآة البحرين
منذ 4 أيام
- مرآة البحرين
آلة القمع الأمني الى الواجهة مجدّدًا.. حرب الدولة البحرينية على الناس مستمرة
مرآة البحرين : هواية ومهنة الدولة في البحرين هو الأمن. تعتنق السلطة الأسلوب البوليسي في تعاطيها مع شعبها: مراقبة، تعقّب، ملاحقة، توقيف، سجن. هذه المُفردات تكاد تكون أكثر ما يتحكّم بيوميات المواطنين في ظلّ تمسّك الحكم بأدواته القمعية كركيزة لبقائه. في الشهر الأخير، كان لافتًا تصعيد الحملات الأمنية تجاه الشعب، مع إطلاق العنان للتوقيفات والملاحقات وسوْق الناس إلى التحقيقات، لا بل مهاجمة مسيرات شعبية سلمية جدًا. هذا النهج لا يقتصر على التحركات في الشوارع، بل يتوسّع إلى أنشطة اجتماعية كزيارة منزل رمز كبير وزعيم للتيار المعارض في البلاد الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان الذي يقضي حكمًا بالسجن المؤبّد، كما يشمل التغريد والتعبير عن الآراء السياسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. المشكلة أن الدولة لا تملّ من الأسلوب الأمني المُنفّر الذي يستهدف المواطنين بالدرجة الأولى. هؤلاء الذين يجدون أنفسهم دائمًا في موقع المتّهم، الذي يجب عليه الدفاع عن نفسه والتبرير أنه بريء ولم يقترف أيّة ذنب أو جريمة. يكرّر المسؤولون في البحرين لازمة التعايش مع الآخر، في كلّ البيانات والتصريحات والمقالات المدفوعة، غير أن الواقع يكذّب كلّ هذا الشعار الذي ترفعه السلطة في وسائل إعلامها أمام الرأي العام الغربي. الصور التي تُدين الدولة كثيرة في البحرين ولا يمكن إخفاؤها، فأجهزة السلطة نفسها والمأمورة من الداخلية مباشرة تنفّذ مسلسل الاستهداف الثابت القائم على التالي: * اعتقالات لشخصيات المُعارضة ونشطاء حقوق الإنسان والصحافيين، وحتى رجال الدين بسبب تعبيرهم عن آرائهم أو انتقادهم للحكومة وسياساتها. * التعذيب وسوء المعاملة داخل السجون ومراكز الاحتجاز. * مراقبة النشطاء والمعارضين عبر أدوات التجسّس الالكتروني، وأبرزها برنامج "بيغاسوس" الاسرائيلي. * حجب المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام المستقلّة وغير الموالية للسلطة. * تشريع القوانين التي تُقيّد الحريات وتقمع المعارضين وتفرض العقوبات المشدّدة على أنشطة تفسّر على أنها حرية تعبير. * الاضطهاد الطائفي في المؤسسات الأمنية والعسكرية من خلال إقصاء المسلمين الشيعة عن مواقعها. * سحب الجنسية من المعارضين والنشطاء. * حلّ الجمعيات السياسية المعارضة ومنع أنشطتها. بعد هذا كلّه، يُطرح سؤال: "هل يفقد الشعب الأمل بالتغيير والعدول عن هذه السياسات الظالمة؟". بحسب أهل البلد، لا تبدو الإجابة نعم، بل لا. هؤلاء يتطلّعون إلى صحوة من قبل الدولة، عمادُها محاورة الشعب والاستماع إلى ما يريدون كي لا يخرج معارض واحد إلى الشارع لإعلاء صوته ورفع لافتة يُنادي من خلالها بالعدل والمساواة والإصلاح وتلبية المطالب المعيشية.


الوطن
منذ 5 أيام
- الوطن
المرأة والإعلام الرقمي وعد أن لا يترك أي صوت في الظلام
منى علي المطوع بدأت كلامها بالإشادة بشعار مؤتمر المرأة الإقليمي وحرص القائمين على وضع صورة امرأة محجبة تمثل حقيقة ومظهر المرأة العربية المسلمة على أرض الواقع وقالت: بسبب كارثة حرب الكويت فكرنا بالعمل التطوعي في مملكة البحرين وأول ما بدأنا بالتطوع قالوا لي ستضيعين شبابج، وبدأت جمعية النور للبر من غرفة واحدة صغيرة، ومن خلال إنشاء لجنة البناء حيث قامت وزارة الداخلية بتعليمنا المسح للمنازل وأول منزل رممناه كان بقيمة 15 ألف دينار في حالة بو ماهر بالمحرق، ومن هذه الخطوة اهتم سمو رئيس الوزراء الراحل خليفة بن سلمان رحمه الله بتطويرها وأصبحت اليوم المنطقة متطورة. بتلك الكلمات بدأت سعادة الشيخة لولوة بنت خليفة بن علي آل خليفة نائب رئيس مجلس إدارة جمعية النور للبر مداخلتها خلال مؤتمر المرأة والمسؤولية المجتمعية الثامن في الدول العربية 2025 وقد ذكرت قصة عن العمل التطوعي عندما صادف أنها كانت في بيروت خلال فترة الصيف، وكانت سواحل بيروت في حال يرثى لها، وطلبوا من السفير السويسري وبكل جرأة أنهم يحتاجون دعماً لتنظيف السواحل، وقام السفير بنفسه بالنزول مع سبع مدارس لتنظيف السواحل نهاراً، وقد منحوا للطلبة شهادة داعمة لهم في التخرج، وشددت أنها تتمنى أن يصل كلامها لوزارة التربية والتعليم والمدارس الخاصة بأهمية تشجيع الطلبة على العمل التطوعي خلال فترة الصيف وكذلك أن يتولى أولياء الأمور أخذهم إلى الجمعيات التطوعية بدلاً من البقاء طيلة الوقت على الهواتف حيث تكثر الجريمة فالدول قامت على العمل التطوعي، كما أنه ينشر التماسك المجتمعي كما ذكرت أن طلبة من جامعة البحرين تطوعوا مع الجمعية في بناء منزل في مدينة حمد، ولا ننسى أن الإسلام حث على العمل التطوعي وله أجر عظيم. ما لفت انتباهنا في هذا المؤتمر الإقليمي الذي يأتي لأجل تسليح المرأة في مجتمعاتنا العربية بتعلم استخدام منصات الإعلام الرقمي واستخدامه لتطويرها علمياً وأكاديمياً وثقافياً واقتصادياً ما ذكرته الخبيرة في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية د. أمل الجودر وهي تعرض قصة الفتاة نور التي استطاعت النجاح وخرجت من حياة الأرياف البسيطة لتصبح من أبرز النساء الناجحات؛ بسبب منصات الإعلام الرقمي الذي وعد أن لا يترك أي صوت في الظلام بعد الآن كما أن ما بينته الدكتورة أحلام القاسمي بأن من مكاسب الإعلام الرقمي إيصال المرأة سياسياً وخلق اتجاهات تشجع وجودها السياسي كما بينت أن دول الخليج مستقبلاً ستكون رائدة في التحول إلى المدن الذكية. الإعلام الرقمي اليوم بإمكانه إيصال أي قضية وأي مشروع وأي موضوع إلى مدى كبير جداً للغاية لا حدود له، وإلى مجتمعات كان من المحال أن تصل إليها عبر وسائل الإعلام التقليدية، كما أن الشخص الذي لا يجيد استخدام منصات الإعلام الرقمي والتطبيقات يعتبر إنساناً أمياً، إنها فرصة طموحة حتى لبناء المرأة اقتصادياً وتمكينها وكسر نمطية ظهور المرأة المعتاد وبإمكان أي امرأة في أي مجتمع بالأخص مجتمعات الأرياف والمجتمعات المحافظة أن تدير عملها الخاص من خلال منصة رقمية من داخل منزلها دون الحاجة حتى لتظهر وجهها أو شكلها وأن تكون مؤثرة رقمية ومشهورة ولها أعمال ريادية ناجحة على مستوى العالم. إحساس عابر:ما تميز به هذا المؤتمر الإقليمي حصول معالي الشيخة لمياء بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة جمعية النور للبر والشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة المدير العام لمعهد الإدارة العامة بمملكة البحرين على وسام المرأة العربية القيادية للمسؤولية اجتماعياً من الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية وتقليد سعادة الشيخة لولوة بنت خليفة بن علي آل خليفة نائب رئيس مجلس إدارة جمعية النور للبر سفيراً للمسؤولية المجتمعية وهو تقدير كبير لجهود المرأة البحرينية في ميادين العمل التطوعي على المستوى العربي والإقليمي.