
التدخل الغربى وسيناريوهات المواجهة
لا يمكن التكهن فى الوقت الراهن بملامح واضحة لمستقبل المشهد المتأزم فى المنطقة، وسط استمرار الضربات المتبادلة بين الكيان المحتل وإيران. الأوضح فقط إمكانية رصد الخسائر لدى الجانبين، فى ظل التصعيد المستمر وتبادل التصريحات الدالة على ذلك من وحى ما يأتى من جيش الاحتلال بأن الطائرات تحلق فوق سماء إيران بحرية، ولن يسمح لطهران بصنع القنبلة النووية، والتباهى بقتل القادة الكبار، ومهاجمة منظومات الدفاع الجوى، والسيطرة على الأجواء الإيرانية، بينما نرى ردودًا واضحة ومُفعلة من جانب الحرس الثورى الإيرانى بالقصف المكثف والواسع النطاق على مناطق متفرقة فى العمق الإسرائيلى، وتحذير المدنيين بالإخلاء، وتقديم مفاجأة جديدة كل ليلة فى خضم الصراع، ولم تتوان القنوات العبرية فى رصد الهجوم الإيرانى المتواصل، والذى بلغ نحو سبع عشرة موجة هجومية بنحو 400 صاروخ باليستى منذ بداية الحرب، خلفت نحو 25 قتيلا، وأكثر من 300 مصاب.
أمام هذا التكتيك المتقدم من جانب إيران بإطلاق الصواريخ القديمة كتمويه، وإتباعها بصواريخ باليستية وفرط صوتية باتجاه أهداف دقيقة»، مما يعكس تطورًا كبيرًا فى القدرات على مستوى التصنيع الصاروخى، وكذلك فى أساليب الحرب، مع العمل على تقليص مساحة الاختراق الواسعة فى البلاد والتى ظهر تأثيرها بوضوح، ليخرج الرئيس الأمريكى بتصريحات متباينة ومتضاربة تشير إلى التدخل المباشر لدعم الحليفة المدللة ولو بحرب كلامية تزعمها مع المستشار الألمانى فريدريش ميرتس، وصرح ترامب بمطالبة طهران باستسلام غير مشروط، وإمكانية ضربه المنشآت النووية الإيرانية، ومطالبة سكان طهران بمغادرتها، ومعرفة أمريكا بمكان المرشد وأنها لا تريد قتله على الأقل فى الوقت الراهن مع تحريك حاملات الطائرات نحو الشرق، فما كان من المرشد سوى الرد بأن أى هجوم أمريكى سيواجه عواقب وخيمة، وتأكيد الحرس الثورى باستمرار استهداف الكيان حتى زواله.
ووسط هذا التصعيد والتوتر ذهبت التكهنات إلى إمكانية وقوع السيناريو الأخطر فى حال التدخل الغربى المباشر فى الدفاع عن الكيان والهجوم على إيران بذريعة تقليص القدرات النووية أو منعها تمامًا، والذى يبدأ بلجوء طهران إلى ضرب القواعد الأمريكية، وتفخيخ مضيق هرمز ومنع الملاحة الدولية، وهذا السيناريو ليس إلا بداية لما هو أخطر وقائم، خصوصًا فى ظل توارد أنباء عن تفويض خامنئى جزءًا كبيرا من صلاحياته للمجلس الأعلى للحرس الثورى، بما يعنى إرجاء الحسابات السياسية لصالح المواجهة نحو أبعد مدى، ويكون هناك إقدام إيرانى على استخدام القنابل النووية. وقد أشارت تقديرات مراكز الدراسات الدولية إلى امتلاك طهران ما لا يقل عن خمس عشرة قنبلة نووية، تحتوى كل منها على نحو 25 كيلوجرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 90%، غير أن هذا الخيار قد يكون مستبعدًا على الأقل فى المدى المتوسط لحين الوقوف على طبيعة التدخل الغربى لدعم الكيان المحتل، والذى لا يرمى إلى تهديد الوجود الإيرانى، بل إلى القضاء على أى قدرات نووية لإيران، غير أن هذا الخيار أيضًا تضعه طهران بمثابة إثبات الوجود وجزء أصيل من المقدرات.
إن الهدف الحقيقى للضغوط الغربية – ممثلة فى الولايات المتحدة، وبريطانيا، وإسرائيل، وعدد من دول الناتو – ليس منع إيران من الاستخدام النووى، بل تجريدها من هذا الخيار من الأساس. ذلك أن وجود كيان مثل إسرائيل فى قلب المشرق العربى لا يمكن أن يستقر إلا إذا احتفظ بتفوق نوعى مطلق فى أدوات الردع، فوجوده لا يمثل مجرد دولة، بل هو – فى التصور الغربى – التعبير المادى عن مركزية الحضارة الغربية فى منطقتنا، و«قدس أقداسها» السياسية والأيديولوجية. من هنا، تدور المعركة لا على «السلاح» ذاته، بل على ما يمثله هذا السلاح: السيادة، والندية، وإمكانية إعادة تشكيل التوازنات خارج قبضة المركز الغربى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
نافذة - البيت الأبيض: "ترامب" سيتخذ قراره حول إيران خلال أسبوعين
الجمعة 20 يونيو 2025 02:50 صباحاً أعلن البيت الأبيض، الخميس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيحسم قراره خلال الأسبوعين المقبلين بشأن تدخل الولايات المتحدة عسكريًا في المواجهة الدائرة بين إسرائيل وإيران. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، في تصريح للصحافيين، إن ترامب أرسل رسالة جاء فيها: "استنادًا إلى وجود فرصة كبيرة لمفاوضات قد تحدث أو لا تحدث مع إيران قريبًا، سأتخذ قراري بشأن التدخل من عدمه خلال الأسبوعين المقبلين". وأضافت أن الرئيس يفضّل السعي لحل دبلوماسي، لكنه في الوقت نفسه يضع في مقدمة أولوياته منع إيران من امتلاك سلاح نووي. وأوضحت ليفيت، في إفادة صحفية نقلتها "رويترز"، أن أي اتفاق محتمل يجب أن يحظر على طهران تخصيب اليورانيوم، ويقضي نهائيًا على قدرتها على إنتاج سلاح نووي. وأضافت: "الرئيس مهتم دائمًا بالحلول الدبلوماسية، لكنه لا يتردد في استخدام القوة إذا استدعى الأمر". وامتنعت عن الإفصاح عمّا إذا كان ترامب سيلجأ للكونغرس للحصول على تفويض قبل توجيه أي ضربات محتملة. ووفقًا لـ"العربية.نت"، كشفت ثلاثة مصادر دبلوماسية أن المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أجريا عدة مكالمات هاتفية منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو الجاري، في إطار محاولات التوصل إلى تسوية دبلوماسية. وأشار الدبلوماسيون إلى أن المحادثات تناولت مقترحًا أمريكيًا طُرح على طهران أواخر مايو، يقضي بإنشاء كونسورتيوم إقليمي لتخصيب اليورانيوم خارج الأراضي الإيرانية، وهو ما رفضته طهران حتى الآن. كما أكد عراقجي، بحسب المصادر، أن إيران لن تعود إلى طاولة المفاوضات ما لم تتوقف الهجمات الإسرائيلية. وقال دبلوماسي من المنطقة مقرّب من طهران إن عراقجي أبلغ ويتكوف أن بلاده يمكن أن تبدي مرونة في الملف النووي إذا مارست واشنطن ضغوطًا على تل أبيب لإنهاء الحرب. من جانبه، أوضح دبلوماسي أوروبي أن إيران أبدت استعدادًا مبدئيًا للعودة إلى المحادثات النووية، لكنها ترى أن استمرار الغارات الإسرائيلية يجعل العودة مستحيلة.


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
أخبار قطر : البيت الأبيض: الرئيس الأمريكي سيتخذ قراراً بشأن التحرك نحو إيران خلال أسبوعين
عربي ودولي 116 19 يونيو 2025 , 10:38م ترامب واشنطن - قنا أعلن البيت الأبيض اليوم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيتخذ قرارا خلال الأسبوعين المقبلين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران. وقالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحفيين نقلا عن رسالة من ترامب:" استنادا إلى حقيقة أن هناك فرصة كبيرة لإجراء مفاوضات قد تجري أو لا تجري مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري بشأن التدخل من عدمه خلال الأسبوعين المقبلين". وأضافت ليفيت في إفادة صحفية بأن ترامب مهتم بالسعي إلى حل دبلوماسي مع إيران، لكن أولويته القصوى هي ضمان عدم تمكن إيران من امتلاك سلاح نووي. ومضت قائلة إن أي اتفاق يجب أن يحظر على طهران تخصيب اليورانيوم ويقضي على قدرتها على امتلاك سلاح نووي. وتابعت :" الرئيس مهتم دائما بالحل الدبلوماسي، لذا، إذا أتيحت فرصة للدبلوماسية، فسيغتنمها الرئيس". ولم تفصح المتحدثة عما إذا كان ترامب سيطلب تفويضا من الكونغرس لشن أي ضربات على إيران.


خبر صح
منذ ساعة واحدة
- خبر صح
'الكوماندوز' خطة بديلة لإسرائيل لاستهداف مفاعل فوردو النووي
أفاد موقع أكسيوس الأمريكي بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والسفير الإسرائيلي في واشنطن يحيئيل لايتر، قد أشارا في مقابلات إعلامية إلى أن الجيش الإسرائيلي يمتلك خيارات متعددة تتجاوز الضربات الجوية. 'الكوماندوز' خطة بديلة لإسرائيل لاستهداف مفاعل فوردو النووي من نفس التصنيف: سوريا تعبر عن استعدادها للتعاون بعد قرار رفع العقوبات الأمريكية من بين هذه الخيارات، هناك مداهمات محفوفة بالمخاطر تنفذها قوات الكوماندوز، وقد قامت القوات الخاصة الإسرائيلية بتنفيذ عملية مشابهة في سبتمبر الماضي، حيث دمرت مصنعاً للصواريخ تحت الأرض في سوريا من خلال زرع وتفجير متفجرات. مواضيع مشابهة: إيران تثير الأوضاع باستخدام 'سجيل' وتأثير السلاح الجديد على مسار الحرب وفي هذا السياق، صرح مسؤول أمريكي بأن الإسرائيليين أخبروا إدارة ترامب أنه رغم عدم قدرتهم على الوصول إلى عمق كافٍ تحت الجبل بالقنابل، إلا أنهم قادرون على القيام بذلك عبر العمليات البشرية. كما أشار أكسيوس في تقريره إلى أن ترامب كان لديه سؤال وحيد في الأيام الأخيرة، يتعلق بما إذا كانت القنابل الخارقة للتحصينات ستتمكن من تدمير المنشأة النووية الأكثر تحصينًا في إيران. وأكد التقرير أن ترامب يرغب في التأكد من أن مثل هذا الهجوم ضروري حقًا، ولن يؤدي إلى جر الولايات المتحدة إلى حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط، والأهم أنه سيحقق هدف تدمير البرنامج النووي الإيراني، وفقًا لما ذكره مسؤولون أمريكيون. دور الكوماندوز وفقًا لما نشرته صحيفة واشنطن بوست، فإن الإسرائيليين لم يوضحوا كيفية تعاملهم مع فوردو، لكن من المفترض أن لديهم أفكارًا، ومن بين الخيارات المطروحة التي لم تستبعدها إسرائيل، تنفيذ غارة كوماندوز على المنشأة النووية، حيث يمكن لقوات مدربة خصيصًا على الأرض أن تحاول تدميرها. كما أوضح خبير الأسلحة النووية الإيرانية ديفيد أولبرايت في مقابلة مع مجلة Tablet، أن لدى إسرائيل طرقًا أخرى لتعطيل عمل فوردو: 'يمكنهم قطع الكهرباء، يمكنهم تدمير نظام التهوية، يمكنهم بسهولة تدمير المدخل المخصص للمشاة، يمكنهم تدمير المداخل الرئيسية' وأضاف أولبرايت: 'حتى من دون القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات، يمكن جعل فوردو غير صالحة للعمل لفترة طويلة' وكشفت واشنطن بوست أن إرسال جنود على الأرض قد يكون محفوفًا بالمخاطر، وقد تكون نتائج القصف ضعيفة لدرجة أن إسرائيل لن تحقق أهدافها من الحرب دون المساعدة الأمريكية. الخطة الأمريكية- الإسرائيلية المتوقعة لضرب مفاعل فوردو النووي وفي النهاية، إليكم الخطة الأمريكية المتوقعة لضرب مفاعل فوردو النووي. 'بنكر باستر'.. القنبلة الخارقة الأمل الوحيد أولاً، يجب ضمان أن قنبلة 'بَنكر باستر' المعروفة بـ GBU-57، التي تزن 13.6 طنًا (30,000 رطل)، ستدمر منشأة تخصيب اليورانيوم الحيوية في فوردو بشكل كامل، حيث تقع على عمق يُقدّر بنحو 90 مترًا داخل الجبل ورغم التقييمات العسكرية بأن القنبلة قد تُحدث ضررًا كبيرًا، فإن بعض مسؤولي البنتاجون يعتقدون أنها لن تكون كافية لتدمير المنشأة بالكامل، بل قد تُعطّلها مؤقتًا فقط لمدة تتراوح بين ستة أشهر إلى عام. ثانياً: لتنفيذ الضربة يجب السيطرة على المجال الجوي يتطلب تنفيذ الضربة تفوقًا جويًا كاملاً فوق الأجواء الإيرانية، وهو أمر معقد في ظل الدفاعات الإيرانية الحديثة، ولهذا السبب، تتابع إسرائيل عن كثب تطورات الدفاعات الجوية الإيرانية، وتنسق مع الولايات المتحدة لتحديد اللحظة المناسبة للتنفيذ. ثالثاً: القضاء على أجهزة التشويش على نظام تحديد المواقع (GPS) يعد وجود أجهزة تشويش على نظام تحديد المواقع (GPS) أحد أكبر التحديات أمام تنفيذ الضربة، ما يُصعّب توجيه القنبلة بدقة نحو الهدف، وبحسب مصادر دفاعية، فإن نجاح الضربة يتطلب أولاً شن هجمات إلكترونية لتعطيل هذه الأنظمة الإيرانية قبل إطلاق القنبلة.