logo
قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على تمديد العقوبات ضد روسيا وترامب وزيلينسكي يجريان لقاء «بنّاء» في لاهاي

قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على تمديد العقوبات ضد روسيا وترامب وزيلينسكي يجريان لقاء «بنّاء» في لاهاي

القدس العربي منذ يوم واحد

باريس -«القدس العربي»: على وقع استمرار الحرب في أوكرانيا، واصلت موسكو وكييف تبادل الأسرى خلال هذا الأسبوع، الذي تميّز أيضا بلقاء الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي، وكذلك اتفاق قادة دول الاتحاد الأوروبي، في ختام قمتهم ببروكسل، على تمديد العقوبات المفروضة على روسيا على خلفيةِ حربها المستمرة ضد أوكرانيا.
في ختام قمتهم ببروكسل، وافق قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، على تمديد العقوبات الـ 17 المفروضة على روسيا لمدة ستة أشهر. غير أن اعتماد الحزمة الـ18 التي تستهدف النفط والغاز الروسيين تمّت عرقلته من قبل سلوفاكيا، التي تستخدم هذا الفيتو للضغط على المفوضية الأوروبية من أجل ضمان إمداداتها من الغاز، في وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى إنهاء وارداته من الغاز الروسي بالكامل بحلول عام 2027. وقد اقترح في 10 حزيران/يونيو خفض سقف سعر بيع برميل النفط الروسي من 60 إلى 45 دولاراً، في إطار الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات. ونظراً لكون سعر النفط حالياً أعلى بكثير من 60 دولاراً، فإن هذا السقف الجديد لن يُعتمد في الوقت الحالي. وحسب وزيرة الخارجية الأوروبية كايا كالاس، فقد سمح السقف السابق البالغ 60 دولاراً بتقليص عائدات روسيا النفطية بنسبة 30 في المئة، وهي عائدات ضرورية لتمويل حربها على أوكرانيا.
ومع ذلك، شكّلت روسيا أسطولاً 'شبحياً' من ناقلات النفط للالتفاف على الحظر، ويُقدَّر عدد هذه السفن بأكثر من 500، استهدف الاتحاد الأوروبي بعضها مسبقاً. ويريد الاتحاد، ضمن هذه الحزمة الجديدة، إدراج 70 ناقلة نفط 'شبحية' إضافية إلى القائمة السوداء، التي تضم حالياً حوالي 340 سفينة. كما يسعى التكتل الأوروبي إلى توسيع العقوبات لتشمل المنتجات المكررة من النفط الروسي، التي ما تزال تُستورد، لا سيما عبر بعض الدول الثالثة مثل تركيا. كذلك يخطط الاتحاد لإضافة 22 بنكاً روسياً إلى قائمة المؤسسات المالية المحرومة من الوصول إلى الأسواق المالية الدولية عبر نظام سويفت. كما ينوي إضافة شركات أخرى، بما في ذلك شركات صينية، إلى القائمة السوداء، كونها تساعد الجيش الروسي في الالتفاف على العقوبات المفروضة.
انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد
يبدو أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي ما يزال هدفاً بعيد المنال. فعند وصوله إلى مجلس الاتحاد الأوروبي، أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان صراحةً رفضه لانضمام أوكرانيا، قائلاً: 'إذا قمنا بضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، فإننا نضم الحرب إلى الاتحاد. لا نريد أن نكون جزءاً من مجتمع يضم بلداً في حالة حرب، لأن ذلك سيشكّل خطراً وشيكاً علينا'. ولإضفاء شرعية على رفضه، نظّم أوربان استفتاءً أظهر رسمياً أن 95 في المئة من المشاركين صوتوا ضد انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد. وعلى الرغم من أن أقل من ثلث الناخبين شاركوا في الاستفتاء، فقد استند أوربان إلى هذه النتيجة لدى وصوله إلى بروكسل.
وشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الاجتماع عبر الفيديو قبل أن يترك القادة الأوروبيين يتداولون فيما بينهم. وفي كلمته، حذّر من أن تأخير انضمام أوكرانيا قد 'يخلق سابقة عالمية ويقوض الثقة في الاتحاد الأوروبي'. وبانتظار الخروج من حالة الجمود، تم اعتماد نتائج المجلس بموافقة 26 دولة فقط. وتجدر الإشارة إلى أن عملية الانضمام تتطلب الإجماع في كل مرحلة من مراحلها. وإذا استمر الجمود، سيتعيّن على القادة الأوروبيين البحث عن خطة بديلة.
لقاء ترامب- زيلينسكي
عشية انعقاد القمة الأوروبية، يوم الخميس، التقى الرئيسُ الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة حلف شمال الأطلسي 'الناتو' التي احتضنتها لاهاي. زيلينسكي، وصف اللقاء بأنه 'طويل وبنّاء'، وأنه ناقش مع ترامب 'سبل تحقيق وقف لإطلاق النار وسلام حقيقي' في أوكرانيا. من جهته، تحدث الرئيس الأمريكي عن 'لقاء جيد' مع نظيره الأوكراني. ويُعد هذا الاجتماع الأول بين الرئيسين منذ لقائهما القصير في روما في نيسان/أبريل الماضي، على هامش جنازة البابا الراحل فرنسيس. في نهاية شباط/فبراير، انتهى أول لقاء بينهما بمشادة كلامية حادة في المكتب البيضاوي أمام الكاميرات. كان من المفترض أن يلتقيا مجددًا في كندا لحضور قمة مجموعة السبع منتصف حزيران/يونيو، لكن الرئيس الأمريكي غادر على عجل ولم يُعقد الاجتماع.
في أروقة حلف الأطلسي، في لاهاي، لم يُخفِ أعضاء الوفد الأوكراني أنه في ظل غياب أي تقدم كبير في العلاقات مع الناتو لأسباب موضوعية، ستركز كييف على مسائل ملموسة. وصرح رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني، أندريه يرماك، للصحافة: 'أوكرانيا بحاجة إلى أنظمة دفاع جوي، وأسلحة، وعقوبات إضافية ضد روسيا، وضغوط إضافية. ستكون هذه المواضيع بالتأكيد محور اجتماعات الرئيس زيلينسكي مع قادة الدول الأعضاء في الناتو'. ولن يخرج الأوكرانيون خاليي الوفاض.
فبموجب اتفاق أبرم خلال محادثات في إسطنبول في وقت سابق من هذا الشهر لم يفض إلى تقدّم في تسوية النزاع، تبادلت أوكرانيا وروسيا مجدداً هذا الأسبوع مجموعة جديدة من الجنود الأسرى، حيث يعدّ تبادل أسرى الحرب وإعادة جثث القتلى من مجالات التعاون النادرة القائمة بين البلدين منذ بدء الحرب بينهما. وكما جرت العادة خلال عمليات التبادل السابقة، لم يكشف أيّ من الطرفين عن عدد الأسرى الذين تمّ تبادلهم. وكان البلدان قد تعهدا بإعادة ألف جندي على الأقلّ إلى الطرف الآخر خلال مباحثات مباشرة جرت في إسطنبول في الثاني من حزيران/يونيو، من دون اتخاذ قرار بشأن إجراء جولة محادثات جديدة. كما التزما بالإفراج عن أسرى الحرب الشباب أو المصابين وإعادة جثث الجنود الذين سقطوا في المعارك.
وسط استمرار الهجمات الروسية على طول خط الجبهة في الشرق الأوكراني، أعلنت كوريا الشمالية هذا الأسبوع أنها سترسل مزيدا من القوات إلى روسيا لمساعدتها في حربها ضد أوكرانيا، ربما في موعد أقربه في تموز/يوليو، وذلك بعد بضعة أيام من قول رئيس مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو، خلال زيارة له إلى بيونغ يانغ، إن كوريا الشمالية سترسل عسكريين وخبراء متفجرات للمساعدة في إعادة بناء منطقة كورسك الروسية. وأصبحت كوريا الشمالية أحد الحلفاء الرئيسيين لروسيا خلال حربها في أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، إذ أرسلت آلاف الجنود وحاويات محملة بالأسلحة لمساعدة الكرملين في إخراج القوات الأوكرانية من كورسك. وحسب الاستخبارات الكورية الجنوبية، فقد قُتل حوالي 600 جندي كوري شمالي وجُرح الآلاف في المعارك إلى جانب روسيا، نقلا عن جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي. وأقرّت بيونغ يانغ في نيسان/أبريل لأول مرة أنها نشرت قوات لدعم حرب روسيا في أوكرانيا، وبمقتل جنودها في المعارك.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

طهران تشترط استبعاد الهجمات لاستئناف المفاوضات النووية مع واشنطن
طهران تشترط استبعاد الهجمات لاستئناف المفاوضات النووية مع واشنطن

العربي الجديد

timeمنذ 3 ساعات

  • العربي الجديد

طهران تشترط استبعاد الهجمات لاستئناف المفاوضات النووية مع واشنطن

اشترطت إيران من أجل استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي أن تستبعد واشنطن فكرة تنفيذ أي ضربات أخرى على إيران. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، في مقابلة مع هيئة البث البريطانية "بي بي سي"، بثت اليوم الاثنين، إنّ الإدارة الأميركية أبلغت إيران، عبر وسطاء، بأنها ترغب في العودة إلى المحادثات، لكن الولايات المتحدة "لم توضح موقفها" بشأن "السؤال المهم جداً" حول ما إذا كانت ستشن المزيد من الهجمات. وقال تخت روانجي، لهيئة البث البريطانية، إنّ إيران ستصرّ على حقها في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، رافضاً الاتهامات بأنّ البلاد تعمل سرّاً على تطوير قنبلة نووية. وتابع أنه بما أنّ إيران "حرمت من الوصول إلى المواد النووية" لبرنامجها البحثي النووي، فقد كان علينا "الاعتماد على أنفسنا"، وقال إنّ مستوى التخصيب النووي وقدرته يمكن مناقشتهما "لكن القول بأنه يجب ألا يكون لديك تخصيب، يجب أن يكون لديك تخصيب صفري، وإذا لم توافق سنقصفك - هذا هو قانون الغاب". أخبار التحديثات الحية CIA: دمرنا منشأة تحويل المعادن في إيران واليورانيوم دُفن تحت الأنقاض وفي قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأسبوع الماضي، أعلن ترامب عن محادثات جديدة مع إيران هذا الأسبوع لكنه لم يقدّم تفاصيل، وكان قد أمر في الآونة الأخيرة بشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية المحصنة بشدة، وعندما سُئل يوم الجمعة عما إذا كان سيأمر بمزيد من القصف للمواقع النووية الإيرانية إذا عادت المخاوف بشأن تخصيب طهران لليورانيوم، قال ترامب "بلا شك، بالتأكيد". وأكد مجدداً أنّ إيران يجب ألا تمتلك أسلحة نووية، وزعم أنّ الهجمات الأخيرة أخّرت البرنامج النووي لسنوات. وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، في مقابلة بثت يوم الأحد، إنّ إيران يمكن أن تستأنف تخصيب اليورانيوم في غضون أشهر. وقال تخت روانجي إن "لا اتفاق على موعد لاستئناف المفاوضات وإذا أرادت أميركا استئناف المفاوضات فعليها رفض أي هجوم إضافي على إيران". وتابع وفق ما نقلت وكالة إيسنا الإيرانية شبه الرسمية، أن "حجم الخسائر للبرنامج النووي الإيراني على خلفية الهجمات الأميركية غير واضح بعد"، مضيفاً أن واشنطن بعثت رسائل أخرى إلى طهران تقول إن "أميركا ليست بصدد تغيير النظام في إيران عبر استهداف قائد الثورة". من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقايي، أن علاقات إيران مع الدول الأوروبية مستمرة، مشيراً إلى مباحثات بين الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الليلة الماضية، قائلاً إن الاتصالات والمباحثات بين إيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا تجري حول "مواضيع محددة". وتابع أنه "لم يحدد بعد موعد" للجولة المقبلة من المفاوضات الإيرانية الأوروبية، قائلاً إن دول جوار إيران نفت استخدام إسرائيل أجواءها في الهجوم على إيران. ولفت بقايي إلى أن الدول الجارة "واعية بالكامل بتعهداتها سواء في إطار سياسة حسن الجوار أو على أساس قواعد القانون الدولي"، مضيفاً أنه "على أساس هذه المبادئ لا يحق لأي دولة أن تضع أراضيها تحت تصرف بقية الدول لتنفيذ أعمال ضد بلد ثالث". وشدد المتحدث الإيراني على أنّ "جميع الدول الجارة بلا أي استثناء طمأنتنا بأنّها لن تسمح للكيان الصهيوني باستغلال أجوائها للعدوان على إيران". وقال إن بلاده تقوم بتوثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً "منذ بدء العدوان في 13 الشهر الجاري قامت طهران بإرسال عشر رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومجلس الأمن الدولي ومؤسسات دولية أخرى". وحول استمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية من عدمه، قال بقايي إنّ بلاده لا تزال تدرس إمكانية استمرارها، ولم تتخذ بعد قراراً نهائياً، مؤكداً أنّ الولايات المتحدة "قد خانت الدبلوماسية" بعدوانها على إيران. وهاجم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، قائلا إن "المواقف الإيرانية إزاء الوكالة والمدير العام عُبّر عنها بشجاعة، ونحن نعبّر عن استيائنا من نهج المدير العام، إذ إنّه لم يؤد مهامه بشكل صحيح، وتحدث متأخراً جداً ليعلن أنّ إيران ليست لديها دوافع لصنع سلاح نووي". وأضاف بقايي أن التقرير الأخير للوكالة "كان تقريرا غير ملائم، وقد وفّر ذريعة للعدوان العسكري من قبل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على المنشآت النووية السلمية الإيرانية"، مشيرا إلى أن التقرير أيضا شكل "أساسا لإصدار قرار سياسي من مجلس المحافظين" التابع للوكالة في وقت سابق من الشهر الجاري. واتهم المتحدث الإيراني، الوكالة بارتكاب "تقصيرات ذات تبعات خطيرة"، مؤكداً أن تصريحات المدير العام للوكالة الأخيرة "جاءت بمثابة تبرير لهذه الاعتداءات، وهو أمر غير مقبول إطلاقا"، موضحاً أن مطالبة إيران باستمرار التعاون مع الوكالة "أمر غير منطقي". طهران تتهم باريس بالمشاركة في الحرب في هذا السياق، اتهم المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية فرنسا بالمشاركة في العدوان الإسرائيلي على إيران، مشيرا إلى مشاركتها في التصدي للهجمات الإيرانية الصاروخية والمسيرات على إسرائيل ، قائلا إن "اعتراف فرنسا بأنّها شاركت في منع إيران في ممارسة الدفاع المشروع عن نفسها، يُعتبر بحد ذاته إقرارا بمسؤولية الحكومة الفرنسية بوصفها أحد الأطراف التي لعبت دورا في هذا العدوان وهذه الحرب المفروضة". وطالب الحكومة الفرنسية بأن "تتحمل مسؤوليتها وتجيب عن هذا الأمر، لا سيما وأنّها أعلنت رسمياً في وقت سابق أنّها لم تلعب أي دور في العدوان الذي شنّه الكيان الصهيوني".

وزير خارجية ألمانيا من كييف: حرية أوكرانيا مهمتنا الأبرز أمنياً
وزير خارجية ألمانيا من كييف: حرية أوكرانيا مهمتنا الأبرز أمنياً

العربي الجديد

timeمنذ 10 ساعات

  • العربي الجديد

وزير خارجية ألمانيا من كييف: حرية أوكرانيا مهمتنا الأبرز أمنياً

وصل وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إلى العاصمة الأوكرانية كييف على متن قطار خاص، صباح اليوم الاثنين، في زيارة رسمية. وفي ضوء الغارات الجوية الروسية المكثفة المستمرة، وعد فاديفول أوكرانيا بمواصلة دعمها بالأسلحة، وقال خلال الزيارة: "حرية أوكرانيا ومستقبلها هما أبزر مهمة في سياستنا الخارجية والأمنية... سنقف بثبات إلى جانب أوكرانيا حتى تتمكن من مواصلة الدفاع عن نفسها بنجاح، بأنظمة دفاع جوي حديثة وغيرها من الأسلحة، بالإضافة إلى مساعدات إنسانية واقتصادية". وأضاف وهو على رصيف محطة القطار: "أوكرانيا تمر حالياً بوضع صعب للغاية". Guten Morgen aus der Ukraine 🇺🇦 — Johann Wadephul (@AussenMinDE) June 30, 2025 وفي إشارة إلى إيران، ذكر الوزير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستغل على ما يبدو التركيز على الشرق الأوسط لمواصلة حربه التي تنتهك القانون الدولي، على حد تعبيره، وقال: "لا يمكننا السماح له بذلك. ولهذا السبب، يجب على أوروبا وألمانيا توضيح إلى أي جانب تقف: إلى جانب أوكرانيا". وأوضح فاديفول أن أوكرانيا ستحدد ما إذا كانت أوروبا ستبقى مكاناً تُعلى فيه أهمية الحرية والكرامة الإنسانية، أم ستصبح قارة تتغير فيها الحدود بالقوة، وأضاف: "لذلك سنواصل التركيز الكامل على دعم أوكرانيا"، مشيراً إلى أن هذا يُظهر أيضاً "صمودنا باعتبارنا أوروبيين". أحداث الغزو الروسي لأوكرانيا 24 فبراير 2022 وذكر فاديفول أن بوتين لا يريد مفاوضات بل يريد استسلاماً، مؤكداً أنه من أجل ذلك ستتم مواصلة العمل على فرض العقوبات بأقصى قدر من الضغط. وظلت الزيارة طي الكتمان لأسباب أمنية حتى وصول الوزير صباح اليوم، حيث سافر فاديفول إلى كييف بالقطار برفقة ممثلين عن قطاع صناعة الأسلحة الألمانية. وتُعدّ ألمانيا أحد الموردين الرئيسيين لأوكرانيا بالمعدات العسكرية والأسلحة والمساعدات المالية، في الوقت الذي تواصل فيه البلاد صد غزو روسي شامل بدأ في فبراير/ شباط 2022. ومن المقرر أن يُجري فاديفول محادثات مع نظيره الأوكراني أندريه سيبيها، ويُحيي ذكرى ضحايا مذبحة "بابي يار" عام 1941، حيث قتلت قوات الاحتلال النازية أكثر من 33 ألف رجل وامرأة وطفل يهودي في وادٍ على مشارف المدينة. ويشهد فاديفول أيضاً مباحثات رفيعة المستوى بين قادة أعمال ألمان ومسؤولين أوكرانيين، وفقاً لوزارة الخارجية الألمانية. وتزامنت زيارة وزير الخارجية الألماني إلى أوكرانيا مع تأكيد الكرملين أن الحزمة الـ18 من العقوبات التي يخطط لها الاتحاد الأوروبي لن تؤدي إلى إنهاء الحرب التي تشنّها روسيا على أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للتلفزيون الروسي الرسمي، الأحد: "وحده المنطق والحجج العقلانية يمكن أن تدفع روسيا إلى طاولة المفاوضات"، وأضاف: "من المستحيل إجبار روسيا على ذلك عبر أي نوع من الضغط أو العنف". تقارير دولية التحديثات الحية روسيا تشن هجومها الأكبر على أوكرانيا بمئات الصواريخ والمسيرات وأعرب بيسكوف عن قناعته بأن حزمة العقوبات الجديدة التي يسعى إليها الاتحاد الأوروبي سيجري تبنيها في نهاية المطاف، رغم المعارضة من سلوفاكيا. ومع ذلك، قال إنه "كلما كانت الإجراءات العقابية أشد، كان الرد عليها أقوى"، وقال بيسكوف إن العقوبات "سيف ذو حدين". وغالباً ما تقول موسكو إن الاتحاد الأوروبي سيتضرّر أكثر من العقوبات، على سبيل المثال من خلال التخلي عن المواد الخام والطاقة الروسية. وحثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي على تكثيف العقوبات، واصفاً إياها بأنها "أداة حيوية للحد من آلة الحرب الروسية". وقال زيلينسكي في خطابه المصوّر المسائي، الأحد: "يجب أن تكون العقوبات الآن واحدة من أهم الأولويات... عقوبات العالم ضدّ روسيا". يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يقدم دعماً مالياً لكييف منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/ شباط عام 2022. وأعلنت الحكومة الأوكرانية في إبريل/ نيسان الماضي عن تلقيها دعماً مالياً بقيمة 3.5 مليارات يورو (3.8 مليارات دولار)، من التكتل. وتعد هذه الأموال جزءاً من برنامج "تسهيل أوكرانيا" التابع للاتحاد الأوروبي، والذي سوف يقدم دعماً بقيمة 50 مليار يورو حتى عام 2027. ميدانياً، شنّت روسيا، فجر الأحد، أكبر هجوم جوي لها على أوكرانيا منذ بداية الحرب، ما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل. وقالت سلطات محلية في أوكرانيا، الأحد، إنّ روسيا استخدمت المئات من الطائرات المُسيّرة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية في هجوم على غرب البلاد وجنوبها ووسطها خلال الليل، ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص على الأقل وتدمير منازل وبنية تحتية. (أسوشييتد برس، العربي الجديد)

"الستة من موريا"... المخيم يحترق وتتكثّف فوقه سُحُب الصمت
"الستة من موريا"... المخيم يحترق وتتكثّف فوقه سُحُب الصمت

العربي الجديد

timeمنذ 16 ساعات

  • العربي الجديد

"الستة من موريا"... المخيم يحترق وتتكثّف فوقه سُحُب الصمت

مخيّم موريا أسوأ وأشهر مخيمات اللاجئين من سورية وأفغانستان ودول الشرق الأوسط الأخرى على أراضي الاتحاد الأوروبي. يقع في الجزيرة اليونانية ليسبوس . في الثامن والتاسع من سبتمبر/أيلول عام 2020، تعرّض لحريق دمّره كاملاً. يروي الفيلم الوثائقي، "الستة من موريا" (Moria Six)، قصّة ستة لاجئين شباب يعيشون في السجن بعد الحريق المدمّر، بانتظار صدور أحكامٍ عليهم. انطلقت المخرجة الألمانية جينيفر مالمان (Jennifer Mallmann) من دهشتها لسيادة صمت مريع، أعقب دمار المخيّم، ليس محلياً فقط، بل في الخطاب العام أيضاً. لم يبدُ العالم مُهتماً بالظروف اللاإنسانية في المخيمات الأخرى، على الحدود الخارجية لأوروبا، أو بعمليات الإعادة القسرية التي لا تُحصى في البحر الأبيض المتوسط. لم يُثر اعتقال ستة مراهقين، مُتّهمين بإحراق المخيّم عمداً، أيَّ صدىً يُذكر، مع أن نظرة ثانية على ملابسات التحقيق والإجراءات الجنائية كشفت عن مخالفات وشكوكٍ في نظام العدالة اليوناني، فضلاً عن سياسة اللاجئين الأساسية للاتحاد الأوروبي. تُمثّل الإدانة، والإشكالية المريبة، للمراهقين الستة في الحريق، بداية بحثٍ مؤثر عن الإنسانية، كاشفةً عن الجوانب المظلمة لنظامٍ قمعي، ولاإنساني أحياناً كثيرة. نظرة على نظامٍ قضائي، تُمثّل فيه العدالة نفسها مصلحة واحدة فقط من بين مصالح كثيرة. في العام الماضي، أظهرت مجموعة الهندسة المعمارية الجنائية، في فيديو مُفصّل (24 دقيقة)، أنّه لا يُمكن أنْ يكون كل شيء حدث كما وصفه الشاهد الرئيسي، الذي لم يمثل أمام المحكمة قطّ، لكنّه قدّم أساس الإدانات بشهادته الكاذبة. لا يشارك "الستة من موريا" هذا الاهتمام الاستقصائي، رغم أنّه يتناول أيضاً الفضيحة القضائية، بل تهدف مالمان إلى أن يُنظر إلى فيلمها بوصفه بادرة تضامن، لمواجهة الصمت السائد منذ ذلك الحين، ولخلق نوع من الوعي، لتجنّب كوارث أفدح. بُنيت مخيّمات جديدة، وارتفعت الأسوار أكثر، وأصبح الدخول والخروج محكوماً ببصمات الأصابع، ونادراً ما يُسمح للمحامين ومراقبي حقوق الإنسان والصحافيين بالدخول. وصلت مالمان وفريقها إلى أحد هذه المعسكرات الجديدة، وسُمح لهم بدخول مركز القيادة، المزوّد بشاشات مراقبة عدّة، كلّها أنيقة وواسعة ولامعة. تجرؤ مالمان على إلقاء نظرة ثانية بفيلمها هذا. في قلبه مراسلاتها مع حسن، أحد الشباب المُدانين، الذي يُخبرها عن حياته اليومية، ورغباته ومخاوفه من السجن. صورٌ هادئة مُؤطَّرة بدقة، تُوثِّق "الحياة الطبيعية" على أطراف القلعة الأوروبية. تُظهر الصور كيف يُؤثّر العزل الاستراتيجي، وما يترتّب عليه من إقصاء هيكلي مستمرّ. عبر هذا النهج الشخصي، يمنح الفيلم حسن صوتاً ليروي يومياته، عالقاً بين الأمل واليأس. في صور هادئة ومؤثّرة، يتحدّث الشباب عن ماضيهم وأحلامهم وعزيمتهم، ودائماً في ظلّ مستقبل غامض. يستكشف الفيلم بعمق مواضيع كالهجرة والفَقْد والهوية والصمود. ويرفع مستوى الوعي بالمصائر التي غالباً ما تُغفل وراء مصطلحات مجرّدة، كـ"أزمة اللاجئين"، أو تغدو أرقاماً متكرّرة في نشرات الأخبار. تمثّل مراسلات مالمان وحسن نقطة انطلاق للمستويين الشخصي والعاطفي للفيلم. في الوقت نفسه، تُدلي شخصيات أخرى برأيها، كما تُتناول مواضيع أخرى، ما يفتح آفاقاً متعددة الجوانب للحياة في موريا، وما بعدها. إعلام وحريات التحديثات الحية القناة الرابعة ستعرض "غزة: أطباء تحت الهجوم" بعد رفض "بي بي سي" بمونتاج هادئ ولقطات للمناظر الطبيعية والمباني والأشياء اليومية للاجئين، تُترجم مالمان انتظارهم الطويل، ولايقينهم بالمستقبل، إلى لغتها البصرية الخاصة. مع ذلك، تبدو هذه الاستراتيجية مُملّة أحياناً للمُشاهدين. في المقابل، هناك صور وثائقية تلتقطها كاميرا متحرّكة، تحملها مالمان بنفسها. يُبرز هذا التباين التوتّر بين الأحداث الدرامية، الكارثية أحياناً كثيرة، في حياة اللاجئين ويومياتهم الرتيبة في مركز الاستقبال. إذا أراد المشاهد معرفة كيف يتخيّل مجتمعنا الدولي مستقبله، فليُلقِ نظرة على المعسكرات الأمنية المتطوّرة، المبنية حديثاً، إذ يُعامَل الوافدون الجدد بوصفهم مجرمين عتاة، يُخشى اندفاعهم خارج أقفاصهم، في ترجمة أمينة لآليات سياسة العزل الأوروبية، التي تُعامل الناس كالمجرمين، وتحبسهم في معسكرات مستقبلية شديدة الحراسة. أيضاً، يُظهر "الستة من موريا" تأثير القرارات السياسية على حياة الأفراد. بذلك، يُشجّع على التفكير في حقوق الإنسان، والمسؤولية الأوروبية، ويمكن أنْ يُشكّل نقطة انطلاق لمناقشات عن المجتمع المدني والعدالة والكرامة الإنسانية. لا يعكس الفيلم وجهة نظر اللاجئين أنفسهم فقط، بل يُتيح أيضاً مساحة لأصوات أخرى: محامون وسكّان الجزيرة ومدير المخيّم. يسمح هذا النهج متعدّد المنظورات برؤية دقيقة للوضع. ما تأثير هذا السرد على المشاهدين؟ كونه فيلماً وثائقياً صحافياً، يستخدم "الستة من موريا" مواد متنوعة: صُور كاميرات المراقبة، وتسجيلات الهواتف المحمولة. ينجح التحرير والبنية السردية في تقديم صورة متناغمة ومحترمة لموضوع بالغ الحساسية، رغم تنوّع المصادر. "الستة من موريا" يُثير إعجاباً وغضباً، باستكشافه مدى ظلم الإدانة، ومحاولته الإجابة عن سؤال ما سيحدث لاحقاً. مع ذلك، يشاهد المرء أيضاً مواقف مختلفة في الجزر اليونانية، حيث تتناوب المحادثات مع محامي المدانين مع لقطات تُظهر إنشاء مخيم جديد. مع هذه الانطباعات المتنوعة، مصحوبةً بأجواءٍ هادئة للغاية، ينقل الفيلم مشاعرَ كثيرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store