
مصر: «تردي» أوضاع بيوت الثقافة يشعل سجالاً بين الوزير ونقاد
أشعل تردي أوضاع بيوت الثقافة في مصر سجالاً بين وزير الثقافة، أحمد فؤاد هنو، وعدد من النقاد، مع إعلان الوزير عن التوجه لإغلاق عدد من البيوت الثقافية خلال الفترة المقبلة ضمن خطة إعادة الهيكلة التي يسعى لتنفيذها، مبرراً ذلك بعدم قيام هذه البيوت بدورها الذي أُنشئت من أجله، بالإضافة إلى استئجار بعضها وفق قانون الإيجارات القديم، وسيتم إخلاؤها وتسليمها لملاكها خلال عامين.
وأصدر عدد من المثقفين والكتاب وأعضاء نوادي المسرح بياناً، الجمعة، أعلنوا من خلاله رفضهم للخطة التي طرحها الوزير باعتبارها «تمثل انتهاكاً صريحاً للدستور المصري، لا سيما المادة 48 التي تنص على أن الثقافة حق مكفول لجميع المواطنين» حسب البيان، الذي وصف القرار بأنه محاولة لـ«تفريغ وزارة الثقافة من مضمونها ودورها التنويري».
وعدَّ مصدرو البيان من محافظة المنوفية بدلتا مصر، القرار، يأتي «في سياق خطير من تجاهل البُعد المجتمعي والوطني لدور المؤسسات الثقافية، تحت ذرائع مالية وتنظيمية واهية، لا تنطبق على غالبية المواقع التي شملها القرار».
وتعتزم وزارة الثقافة المصرية إغلاق 123 بيتاً ومكتبة ثقافية مؤجرة وإعادة توزيع العاملين الموجودين بها بعدد من المواقع الثقافية، وهي البيوت والمكاتب التي تتبع «الهيئة العامة لقصور الثقافة» التي تأسست عام 1945، تحت اسم «الجامعة الشعبية»، وتغيّر اسمها عام 1965 إلى «الثقافة الجماهيرية»، وتستهدف «رفع المستوى الثقافي وتوجيه الوعي القومي للجماهير» وفق قرار إنشائها.
جانب من فعالية في إحدى مكتبات قصور الثقافة بصعيد مصر (الهيئة العامة لقصور الثقافة)
وطالب الموقعون بالتراجع الفوري عن أي قرارات إغلاق لبيوت الثقافة والمكتبات في المنوفية وسائر المحافظات، مع ضرورة وضع خطة شاملة لتطوير هذه المؤسسات، فيما أرسلوا مطالبهم لمجلس النواب (البرلمان) من أجل الضغط على الوزير للتراجع عن القرار.
وقال المتخصص في الأدب بأكاديمية الفنون، شوكت المصري، إن «الوزير اتخذ القرار من دون دراسة متعمقة لكافة تفاصيله خصوصاً في ظل وجود نحو 40 في المائة من المنشآت التابعة لقصور الثقافة مغلقة لأسباب التجديد أو عدم استيفاء شروط الحماية المدنية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن مركز أشمون بمحافظة المنوفية الذي يوجد فيه أكثر من مليوني مواطن سيخدمه بيت ثقافة واحد فقط بعد قرار الوزير إغلاق اثنين آخرين.
وطالب المصري بـ«ضرورة أن يضغط نواب البرلمان على الوزير للتراجع عن القرار الذي بدأت المخاطبات الرسمية بشأن تنفيذه، ومراجعة الوضع في جميع الأماكن الصادر بحقها قرار الإغلاق، ومن بينها مواقع ملك الوزارة بالفعل، أو المطالبة بالتصويت على سحب الثقة منه باعتبار أن القرار يخالف الدستور والقانون ويضر بالثقافة المصرية».
ويستند الوزير في القرار إلى وجود عدد من بيوت الثقافة مؤجرة وفق «قانون الإيجارات القديم» بما يستوجب إعادة هذه البيوت لملاكها الأصليين بحلول عام 2027، لكن الكاتبة وعضو لجنة «الثقافة والإعلام» بالبرلمان ضحى عاصي تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الأمر يفتقد الدقة، ومردود عليه من خلال عملية الحصر التي يفترض أن الوزارة قامت بتنفيذها قبل صدور القرار».
وأضافت أنه «لا يوجد مبرر لإغلاق هذه المواقع قبل عامين من انتهاء المهلة المحددة قانوناً، فضلاً عن كون بعض البيوت الثقافية بالأساس مستأجرة من جهات حكومية، بالتالي يمكن تسوية وضعها من الناحية العملية عبر التنسيق بين (الثقافة) والوزارات الأخرى المالكة لهذه المباني مع إمكانية التفاوض على زيادة قيمة الإيجار بالبيوت الثقافية المستأجرة من مواطنين».
ودافع وزير الثقافة عن قراره الذي أكد أنه جاء محاولةً للتوفيق بين الالتزامات القانونية وبين الإمكانات المتاحة في ظل تحديات تشغيلية ومالية كبيرة تعوق عملية التطوير الشامل، مشيراً إلى قيام الوزارة بتشكيل لجنة لدراسة الموقف التفصيلي، وخلصت إلى أن رفع كفاءة هذه المواقع يتطلب موارد ضخمة من وقت وجهد ومال غير متوفرة حالياً.
وأكد في تصريحات صحافية سابقة أن «الوزارة تعمل على افتتاح 11 موقعاً ثقافياً جديداً، تم بالفعل تشغيل 5 منها حتى الآن، وهي مجهّزة بأعلى مستوى لتقديم خدمات ثقافية حقيقية»، مشيراً إلى أن البيوت المزمع إغلاقها تضم نحو 1206 موظفين لا يؤدون أعمالاً فعلية، وأن 86 في المائة من هذه المواقع بلا رواد أو مستفيدين. وتبلغ مساحات معظمها ما بين 40 إلى 60 متراً، وكثير منها تحوّل إلى مخازن وتفتقر إلى خدمات أساسية مع وجود 140 قطعة أرض غير مستغلة يمكن استثمارها لإنشاء مواقع ثقافية حديثة تخدم المجتمع بكفاءة.
فعالية ثقافية بقصر ثقافة كفر الشيخ في دلتا مصر (الهيئة العامة لقصور الثقافة)
لكن الكاتب المتخصص في الشأن الثقافي وائل السمري يقول لـ«الشرق الأوسط» إن الوزير لم يبدأ بتوفير البدائل قبل دخول القرار حيز التنفيذ، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول مدى جدية الالتزام في التوسع بوجود المكتبات المتنقلة لتعوض غياب الأماكن التي تقرر إغلاقها ومدى التزام الموظفين العاملين بالوجود في المواقع التي سيتم إتاحتها ضمن السعي لتوفير البدائل».
وأضاف السمري أن الوزير بدلاً من معالجة مشكلة العمالة وعدم تقديم خدمات ثقافية حقيقية في كافة البيوت الثقافية لجأ لقرار الإغلاق، وهو أمر لا يمكن قبوله حتى مع الاعتراف بوجود تقصير داخل عدد ليس بالقليل من المنشآت الثقافية؛ لأن الأصل هو العمل على حل المشكلة وليس الإغلاق.
عودة إلى عضوة لجنة «الثقافة والإعلام» بالبرلمان التي تؤكد أن البرلمان سيناقش الأمر مع الوزير خلال الأسبوع الحالي على الأرجح، بعدما طرح الموضوع بشكل ثانوي خلال مناقشة الميزانية الخاصة بالوزارة قبل أسبوعين تقريباً، معربةً عن أملها في قدرتهم داخل المجلس على إقناعه بالتراجع عن القرار لما له من تأثير سلبي على الواقع الثقافي المصري.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
صبري عبدالمنعم.. فنان يقاوم الألم بتاريخ حافل وحالة صحية حرجة
تابعوا عكاظ على منذ بداياته، لم يكن صبري عبدالمنعم مجرد ممثل عابر، بل أحد أولئك الذين يتسللون إلى وجدان المشاهدين دون ضجيج، بصوتٍ هادئ وأداءٍ مشبع بالتجربة والصدق. واليوم، وبينما يرقد في غرفة العناية المركزة بأحد مستشفيات القاهرة، تعود سيرته لتُروى على نحو مختلف، بوصفه فناناً لا يزال يصارع المرض بإباء، ويواجه لحظة صحية حرجة تُعيد إلى الأذهان مسيرته المديدة وشغفه المتجذر في العمل رغم الإنهاك. تعرض الفنان لوعكة صحية مفاجئة خلال الساعات الماضية، نُقل على إثرها إلى المستشفى بعد تكرار نوبات الإغماء، ليخضع لفحوصات دقيقة ومراقبة طبية مستمرة، وسط قلق محبيه وزملائه. وبرغم حالته الحالية، إلا أنه يُبدي تحسناً بطيئاً وفق ما نقله بنفسه في تصريحات صحفية. ليست هذه المرة الأولى التي يُواجه فيها صبري عبدالمنعم المرض بإرادة الفنان. ففي إحدى مقابلاته السابقة، روى كيف اضطره أحد المخرجين إلى العودة للعمل بعد خمسة أيام فقط من خروجه من المستشفى عقب عملية جراحية دقيقة، ليمكث في موقع التصوير 12 ساعة دون أن يُصوَّر له مشهد واحد، لكنه لم يشكُ، ولم يتذمر، بل اعتبرها فرصة لاختبار صبره وقدرته على مواصلة العطاء. اليوم، يعود اسم صبري إلى الواجهة لا كفنان فقط، بل كنموذج لإنسان يرفض أن يكون الألم نهاية الحكاية، ويستمد من محبة الجمهور طاقةً تقاوم السكون. فالفنان الذي أعطى الشاشة من قلبه، لا يزال يأمل أن يُمنح مشهده القادم في الحياة، كما منح الحياة مشاهد خالدة في الفن. أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} صبري عبدالمنعم


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
صلاح: كنت قريباً من الدوري السعودي وهذه حقيقة عروض برشلونة وريال مدريد
اعترف النجم المصري محمد صلاح أيقونة ليفربول بأنه كان قريباً من الانتقال للدوري السعودي قبل أن يجدد عقده مع النادي الإنجليزي لمدة عامين. وتأخر ليفربول في حسم مستقبل صلاح حتى الرمق الأخير من الموسم، قبل الاتفاق على الاستمرار حتى 2027 وتجنب رحيله مجاناً. صلاح قال في مقابلة لقناة "ON Sport" المصرية: "فعلت ما كنت أريده في النهاية، أنا صريح دائماً، عقدي كان على وشك النهاية، ووجدت أن الانتقال للدوري السعودي فرصة جيدة، إن لم أجدد مع ليفربول كنت سأتجه إلى هناك بنسبة كبيرة". وأضاف: "لا تزال علاقتي بالمسؤولين السعوديين جيدة جداً ونحن على تواصل دائم، رحبوا بي ومنحوني التقدير". ريال مدريد أم برشلونة؟ ومتى الاعتزال؟ أما عن شائعات الانضمام سابقاً لريال مدريد أو برشلونة، أوضح صلاح: "لا لم يكن أي منهما في الصورة". وأوضح: "لم يكن الأمر يتعلق بالأمور بالمالية، بل برغبتي الشخصية، الدوري الإنجليزي الأقوى والأصعب في العالم بالطبع، حتى الجولة الأخيرة لا تعرف المتأهل لدوري أبطال أوروبا". وتابع: صلاح (32 عاماً) رداً على سؤال حول موعد اعتزاله: "أعتقد أنني يمكنني اللعب حتى سن 40 عاماً، إذا شعرت أنني غير قادر على المواصلة سأتوقف، لا أعرف إن كنت سأستمر في ليفربول حتى هذا العمر، سأبقى عامين وبعدها سنرى". صلاح احتكر الجوائز الفردية في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، حيث نال جائزة أفضل لاعب من رابطة الدوري، ومن رابطة كتاب كرة القدم، والحذاء الذهبي لهداف البطولة (29 هدفاً)، وجائزة أفضل صانع لعب (18 تمريرة حاسمة)، وعادل الرقم القياسي في المساهمات التهديفية (47 هدفاً).


عكاظ
منذ 4 ساعات
- عكاظ
سقراط يكتب للأهلي
هي ليست بطولة نفرح بها ونضيف لها.....!! هي كبيرة في الشكل والمضمون وكبرت بنا.....!! فرحتنا بها هزت قارة وفرحتها بنا أعطتنا تاج التميز...! بداية لم يكتبها سقراط أو قالها بوكوفسكي بل قالها جمهور الأهلي الذي أجمع على عشقه كل النخبة....!!! سقراط قال: «إذا كنت تنظر لكل ما يقوله الآخرون فسوف تصبح أسيراً لهم...»، أما بوكوفسكي فقال: «لَا أُفَسِّرُ للنَّاسِ ما أفعلُه، حتَّى لا يتوهَّمَ أحدٌ بأنَّ لديهِ الحَق بمعرفةِ كُلِّ مَا أفعلُه». وبين المقولات الثلاث يسكنني نادٍ فيه من لون الحياة ووسامة وطني ما جعله من أهلي....!! وهذه ليست (لعبة أحرف) أعزف بها على وتر العشق بقدر ما هي حالة صدق فيها الحرف وسيلة والجمال غاية....!! الوطن قال كلمته في ليالٍ مدها ما زال في بدايته.. أفراح تعطي تأكيداً أن الأهلي يملك بكل الأرقام الشعبية الأولى ولا مشكلة أن يتنافس البقية على المركز الثاني وما بعده من مراكز....!!!!! الحرف ليس لي بل إلى عاشق من ضمن الملايين فكانت هذه اللوحة: هم أندية، وأنت قصة، هم بطولات، وأنت دولة مشاعر. • وهنا نختم بومضة في عتمة مساء لنردد سوياً: أحبك بجنون.. جنون من يُقسم ألا قلب له سواك، ومن يرى في خسارتك انتصاراً.. لأنه خُلق فقط ليكون معك، لا ضدك.... أخيراً: • انتبه.. لا تتقمص «شخصية» مَنْ هو أكبر منك.. فارتداء الطفل أحذية الكبار لا تزيد في خطواته بل تعرقل سيره. أخبار ذات صلة