
'تعو نغني بجزين' ريسيتال لجمعية 'تورا' في كنيسة مار يوسف كورال من 120 سيدة بقيادة رنا صعب أطربن ليل جزين وشلّالها !
وكان في استقبالهم السيدة روزي كنعان ورئيسة جمعية " تورا – جزين" السيدة فلورانس كنعان ابي حبيب وأعضاء الجمعية.
بشير السقا
افتتحت الأمسية بالنشيد الوطني وترحيب من الأستاذ بشير السقا قال فيه: مساء الفن والثقافة ، مساء أهل جزين وصيدا والشوف وعاليه والجبل وبيروت وكل لبنان ، اهلا وسهلا بكم. 120 سيدة ، 120 نغمة موسيقية تنبض بالحياة ، 120 بسمة ، يشاركوكم سهرتكم بشغف الغناء وأجواء الود والإبداع والإنسجام مع صوت شلالات جزين التي تحمل هواء جزين ومحبتكم . كورال السيدات هو نبض وطاقة حياة تلامس السماء وتنعش الأجواء ، تجمعهن الموسيقى بقيادة السيدة رنا صعب . بهدف بناء جسور المحبة والتواصل من جزين الى الشوف كانت فكرة تنظيم هذا الحفل الموسيقي الغنائي . أصوات كورال السيدات تحلق بترانيم واغاني لبنانية ووطنية لتعبر عن المحبة والتلاقي والسلام بنغمات توحد الجبل والجنوب وكل لبنان.
فلورانس كنعان
ثم ألقت رئيسة جمعية "تورا -جزين" السيدة فلورانس كنعان أبي حبيب كلمة قالت فيها: مساء الخير ، مساء جزين ، مساء الشوف ، مساء الجنوب الصامد . أرحب بكم من كل قلبي قادمين من: مرجعيون ، الناقورة ، النبطية، من صيدا الحبيبة ، من الشوف ، من الجبل ، ومن كل لبنان واكيد من جزين كل جزين . هذا الريسيتال هو رسالة تلاقي ومحبة وسلام ، خاصة في ظل الأوضاع التي نعيشها هذه الأيام : من غزة ، الى السويداء ، الى لبنان .. الى كل مكان فيه حروب ومعاناة .. فلنظهر للعالم من هنا ، ومن جزين أننا نرفض الحرب ، نرفض التفرقة . اننا نريد أن نعيش ، أن اتركونا نعيش .. هدفنا التلاقي ومد الجسور بالفن ، بالثقافة ، بعيداً عن كل شيء يمكن أن يفرق.
وأضافت: 120 سيدة من الشوف والجبل ، 120 نبضاً ، 120 حياة ، 120 نوراً . أتَين ليرنمن ونرنم جميعاً لبناننا في جزين . أشكركم من كل قلبي فرداً فرداً ، على حضوركم وعلى كل النبض الجميل الموجود الليلة هنا. وبالمناسبة أقول لكم ان تاريخ إقامة هذا الريسيتال يصادف تاريخ مولد والدي الدكتور سليمان كنعان الذي أصبحت روحه في السماء. بوالمناسبة يسرني من هنا وبمشاركتكم أن اطلق " جائزة الدكتور سليمان كنعان السنوية للإبداع" ، الابداع الذي لا حدود له وفي مجالات مختلفة : الفن ، الثقافة ، الإبتكار ، البيئة ، التنمية وغيرها .. هذه الجائزة السنوية ستكون بين طلاب المدارس الثانوية في قضاء جزين لأفضل عمل أو مشروع في موضوع نحدده وندرسه مع مدراء هذه المدارس . كما شكرت كنعان لجنة وقف مار يوسف وكل من ساهم في إنجاح هذا الحفل .
بعد ذلك قدم " كورال السيدات " بقيادة رنا صعب مجموعة من الترانيم والأغنيات التراثية والوطنية . وافتتح البرنامج بترنيمة" يا مريم البكر ويا يوسف النجار " وموشحي " لوكان قلبي معي " و" لما بدا يتثنّى " ، وتضمن أغنيات "يا بحرية هيلا هيلا ، طلوا طلوا الحبايب ، يا قمر مشغرة ، حبايبنا حوالينا ، طلوا حبابنا طلوا " . وتخلله أغنيات " SOLO" لرنا صعب وسيدات من الكورال، واختتم بأغنيتي "راجع يتعمر لبنان "و "يا بيت صامد بالجنوب".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صيدا أون لاين
منذ 3 أيام
- صيدا أون لاين
'تعو نغني بجزين' ريسيتال لجمعية 'تورا' في كنيسة مار يوسف كورال من 120 سيدة بقيادة رنا صعب أطربن ليل جزين وشلّالها !
في أمسية جزينية مميزة شكلاً ومضموناً ، حاشدة ومنوعة حضوراً ، أحيت 120 سيدة يشكّلن " كورال السيدات" بقيادة رنا صعب ريسيتالاً موسيقياً غنائياً نظمته جمعية " توار" في كنيسة مار يوسف في مدينة جزين ، بحضور النائبان "الأستاذ علي عسيران والسيدة عقيلته والدكتور سعيد الأسمر"، ورئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري، وممثلة النائب الدكتور أسامة سعد عقيلته السيدة إيمان ، ممثل النائب الدكتور شربل مسعد عقيلته السيدة رولا ، الوزير السابق الدكتور هكتور حجار ، ممثل النائب السابق المحامي إبراهيم عازار السيدة عقيلته، ممثل المطران ايلي حداد الأب جهاد فرنسيس ، ممثل المطران مارون العمار المونسنيور الياس الأسمر ، النائب العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأب جورج حبيقة ، رئيس دير سيدة مشموشة الأب مارك سعادة ، المونسنيور غازي خوري ، الأب الياس بوراشد ، رئيس اتحاد بلديات صيدا – الزهراني المهندس مصطفى حجازي ومستشارته السيدة وفاء شعيب ، رئيس بلدية جزين السيد دافيد الحلو وعقيلته وأعضاء المجلس البلدي ورؤساء بلديات ومخاتير، كما حضرت رئيسة لجنة الأمهات – صيدا السيدة هنا أبو ظهر ورؤساء وممثلو جمعيات وهيئات أهلية واجتماعية، والسيد أمين ادمون رزق ولجنة وقف مار يوسف، وحضور حاشد من صيدا وجزين ومختلف مناطق الجنوب والجبل. وكان في استقبالهم السيدة روزي كنعان ورئيسة جمعية " تورا – جزين" السيدة فلورانس كنعان ابي حبيب وأعضاء الجمعية. بشير السقا افتتحت الأمسية بالنشيد الوطني وترحيب من الأستاذ بشير السقا قال فيه: مساء الفن والثقافة ، مساء أهل جزين وصيدا والشوف وعاليه والجبل وبيروت وكل لبنان ، اهلا وسهلا بكم. 120 سيدة ، 120 نغمة موسيقية تنبض بالحياة ، 120 بسمة ، يشاركوكم سهرتكم بشغف الغناء وأجواء الود والإبداع والإنسجام مع صوت شلالات جزين التي تحمل هواء جزين ومحبتكم . كورال السيدات هو نبض وطاقة حياة تلامس السماء وتنعش الأجواء ، تجمعهن الموسيقى بقيادة السيدة رنا صعب . بهدف بناء جسور المحبة والتواصل من جزين الى الشوف كانت فكرة تنظيم هذا الحفل الموسيقي الغنائي . أصوات كورال السيدات تحلق بترانيم واغاني لبنانية ووطنية لتعبر عن المحبة والتلاقي والسلام بنغمات توحد الجبل والجنوب وكل لبنان. فلورانس كنعان ثم ألقت رئيسة جمعية "تورا -جزين" السيدة فلورانس كنعان أبي حبيب كلمة قالت فيها: مساء الخير ، مساء جزين ، مساء الشوف ، مساء الجنوب الصامد . أرحب بكم من كل قلبي قادمين من: مرجعيون ، الناقورة ، النبطية، من صيدا الحبيبة ، من الشوف ، من الجبل ، ومن كل لبنان واكيد من جزين كل جزين . هذا الريسيتال هو رسالة تلاقي ومحبة وسلام ، خاصة في ظل الأوضاع التي نعيشها هذه الأيام : من غزة ، الى السويداء ، الى لبنان .. الى كل مكان فيه حروب ومعاناة .. فلنظهر للعالم من هنا ، ومن جزين أننا نرفض الحرب ، نرفض التفرقة . اننا نريد أن نعيش ، أن اتركونا نعيش .. هدفنا التلاقي ومد الجسور بالفن ، بالثقافة ، بعيداً عن كل شيء يمكن أن يفرق. وأضافت: 120 سيدة من الشوف والجبل ، 120 نبضاً ، 120 حياة ، 120 نوراً . أتَين ليرنمن ونرنم جميعاً لبناننا في جزين . أشكركم من كل قلبي فرداً فرداً ، على حضوركم وعلى كل النبض الجميل الموجود الليلة هنا. وبالمناسبة أقول لكم ان تاريخ إقامة هذا الريسيتال يصادف تاريخ مولد والدي الدكتور سليمان كنعان الذي أصبحت روحه في السماء. بوالمناسبة يسرني من هنا وبمشاركتكم أن اطلق " جائزة الدكتور سليمان كنعان السنوية للإبداع" ، الابداع الذي لا حدود له وفي مجالات مختلفة : الفن ، الثقافة ، الإبتكار ، البيئة ، التنمية وغيرها .. هذه الجائزة السنوية ستكون بين طلاب المدارس الثانوية في قضاء جزين لأفضل عمل أو مشروع في موضوع نحدده وندرسه مع مدراء هذه المدارس . كما شكرت كنعان لجنة وقف مار يوسف وكل من ساهم في إنجاح هذا الحفل . بعد ذلك قدم " كورال السيدات " بقيادة رنا صعب مجموعة من الترانيم والأغنيات التراثية والوطنية . وافتتح البرنامج بترنيمة" يا مريم البكر ويا يوسف النجار " وموشحي " لوكان قلبي معي " و" لما بدا يتثنّى " ، وتضمن أغنيات "يا بحرية هيلا هيلا ، طلوا طلوا الحبايب ، يا قمر مشغرة ، حبايبنا حوالينا ، طلوا حبابنا طلوا " . وتخلله أغنيات " SOLO" لرنا صعب وسيدات من الكورال، واختتم بأغنيتي "راجع يتعمر لبنان "و "يا بيت صامد بالجنوب".


النهار
منذ 3 أيام
- النهار
أمسية موسيقية في جزين بحناجر 120 سيدة... تواصل وإبداع وسلام
الموسيقى، اللغة العالمية التي تدخل كل القلوب، جمعت 120 سيدة، وجمعية "تورا" سعت من خلالها إلى تعزيز جسور المحبة والتواصل والسلام من جزين إلى الشوف، عبر نغمات تنبض بالحياة. الأمسية الموسيقية المميزة والرائعة جداً التي اقيمت مساء أمس الجمعة في قاعة كنيسة مار يوسف في مدينة جزين، جنوب لبنان،" تحت عنوان "تعو نغني ب جزين"، بدعوة من الجمعية التي ترأسها فلورانس كنعان، كريمة نائب جزين السابق المرحوم سليمان كنعان، أحياها مدى أكثر من ساعة، كورال سيدات الشوف والجبل "120 سيدة" بقيادة الفنانة المبدعة والملتزمة رنا صعب. الحفل لم يكن حدثاً عادياً، إنما أمسية فريدة ومميزة تقام للمرة الأولى في جزين والجنوب، مميزة أولاً لكون كورال السيدات جميعاً اللواتي أحيينه من منطقة واحدة وطائفة واحدة، وثانياً لأن المكان الذي أقيم فيه كان قاعة مار يوسف المارونية وسط جزين، وثالثاً الحضور الذي ضاقت به المقاعد والذي حضر من الشوف وصيدا والنبطية والزهراني وصور ومرجعيون وبعض قرى الجنوب، وطبعاً من جزين ومنطقة الريحان، وتقدمه النائبان علي عسيران وسعيد الاسمر ورئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة الوزيرة السابقة بهية الحريري والوزير السابق هيكتور الحجار وعقيلة النائب أسامة سعد السيدة ايمان سعد ورئيس بلدية جزين دافيد الحلو ونائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جزين جان نخله وعدد من كهنة الرعايا ورؤساء المجالس البلدية والاختيارية وممثلون عن الهيئات الثقافية والتربوية المحلية. وهذا ما سعت اليه الجمعية ممثلة بالسيدة كنعان التي أكدت لـ"النهار" أن الهدف "إقامة جسور من السلام والمحبة والتلاقي من خلال الموسيقى والغناء والابداع، واننا نرفض الحرب والتفرقة ونريد ان نعيش جميعاً بسلام ومحبة". سبق الأمسية ترحيب من بشير السقا، إبن صيدا وصديق الجمعية، وكلمة شكر من فلورانس كنعان للحضور والجهات التي ساهمت في التنظيم. وتخللتها تراتيل دينية وأغاني وطنية ونغمات موسيقية.


سيدر نيوز
منذ 4 أيام
- سيدر نيوز
الوشم في حياة نساء عربيات: من طقوس قديمة إلى لغة حديثة للحرية #عاجل
عندما قررت رنا، فور تخرجها من الجامعة، أن تترك بلدتها الصغيرة في إحدى محافظات دلتا النيل وتنتقل إلى القاهرة بحثاً عن فرصة عمل، واجهت عاصفة من الرفض. والدها، تحديداً، رأى في خطوتها تحدياً مباشراً، ليس فقط للتقاليد التي نشأت فيها العائلة، بل له هو شخصياً، كأب ورب للأسرة. وبعد عام واحد، كانت رنا قد بدأت حياتها الجديدة في العاصمة، واستقلت مادياً ومعنوياً. لم تخبر أحداً حين توجهت إلى أحد استوديوهات الوشم في وسط البلد. اختارت كلمة واحدة فقط، نُقشت بخط عربي دقيق على معصمها الأيسر: 'حرية'. جذور تاريخية عميقة لكن رنا لم تكن الوحيدة التي خطّت على جسدها كلمات تؤكد هويتها وما يمثل ذاتها، فللوشم جذور عميقة في الهوية العربية. مأثور الشعر والكلام منقوش على الأجساد 'كلما نظرتُ إلى المرآة، أتذكر جدتي'، بهذه الكلمات تصف فاطمة، وهي سيدة أمازيغية من جبال الأطلس، العلاقة العاطفية التي تربطها بالوشم الذي يزيّن ذقنها منذ طفولتها. قالت لنا 'هذا الوشم نقشته لي قريبة لنا، وكانت جدتي هي من اختارته. كانت تقول لي إنه يحميني من العين، ويزين وجهي كما تفعل الأقراط.' لطالما شكّل الوشم في مجتمعات الأمازيغ والبدو وسيلة للتعبير عن الهوية والانتماء، وطقس عبور اجتماعياً وجسدياَ. وتشير الباحثة خديجة زيني في دراسة نشرتها في دورية دراسات شمال أفريقيا إلى أن 'الوشم لم يكن مجرد زينة، بل جزءاً من نظام رمزي يُظهر موقع المرأة داخل الجماعة… كما كانت العلامات والرموز المستخدمة في الوشم أداة لحفظ الذاكرة، والتعبير عن المعتقدات، والدفاع عن الجسد من قوى الشر.' Reuters وفي المجتمعات البدوية في سيناء، مثلاً كانت النساء يشمن الشفة والخدود وأطراف الأيدي، في ممارسات تتجاوز الزينة إلى ما يُشبه العلامات الطقسية. ووفقاً لما دوّنه عدد من الرحالة والباحثين الأوروبيين في أواخر القرن التاسع عشر، من بينهم جورج شتايندورف، فإن 'نساء سيناء كن مغرمات بالوشم، يشمن الشفة والخدود وظهر اليدين حتى المرفق، في ممارسات تجمع بين الزينة والرمز الطقسي.' لكن هذه التقاليد لم تسلم من التحول. إذ ساهمت النظرة الدينية الرافضة للوشم، المستندة إلى تفسيرات فقهية تعتمد تفسيرات لحديث 'لعن الله الواشمة والمستوشمة'، في تراجعه داخل هذه المجتمعات. وبمرور الوقت، خفتت مظاهره، خاصةً مع التوسع الحضري وتصاعد الخطاب الديني المحافظ. عودة بصيغة جديدة واليوم، تعود الممارسات المرتبطة بالوشم في شكل جديد، لا كتعبير جماعي قبلي، بل كفعل فردي خاص. وشمٌ لا يختار له المجتمع مكانه ولا رمزه، بل تختاره المرأة لتعلن عبره عن حريتها، ذاكرتها، أو حتى جرحها الذي اختارت أن يُرى. تقول علياء فضالي، وهي فنانة وشم مصرية، لبي بي سي: 'الناس بحاجة إلى أن تفهم أن الوشم ليس مجرد رسمة على الجسم… لكنه طاقة تشجع وتداوي'. بدأت علياء رحلتها مع الوشم وهي في سن المراهقة، برسم تجريبي على يديها وعلى جلد ثمار الموز. ومع الوقت، تحوّلت هوايتها إلى استوديو محترف. أما نانسي قمح، وهي فنانة وشم لبنانية، فتقول لبي بي سي إنها وجدت نفسها في هذا الفن: 'كنت أحب الرسم، وأحب التصميم والإبداع… شعرت إن الوشم هو أكثر شيء يعبر عني.' بدأت نانسي مسيرتها داخل صالون نسائي صغير تتعدد فيه الأنشطة التجميلية للنساء. بدأت عملها في الخارج، ثم عادت إلى بلدها لبنان، حيث قررت أن يكون الوشم هو عملها الوحيد، وأصرت على أن تكرس وقتها وجهدها للتميز فيه وتقول نانسي إنها واجهت في البداية تشكيكاً في قدراتها لمجرد كونها امرأة. وقالت 'الناس يعتقدون أن الرجل لمجرد أنه رجل سيكون أكثر دقة عند العمل في تنفيذ وشم يبقى على الجسم طوال العمر'. غير أن ذلك لم يحبطها أو يثنيها عن عزمها، بل أنها الآن أصبحت ترسم الرشوم على أجساد الرجال والنساء على حد سواء. الحبر والندبة: الوشم بوصفه فعلاً علاجياً تتعدد دوافع النساء للحصول على وشم، لكن دوافع التشافي تتكرر بكثافة. تقول دينا، وهي فنانة وشم لبنانية، تخصص جهودها لوشم النساء فقط، لبي بي سي: 'أنا لا أشعر أنني أرسم لهن وشماً فقط. أثناء جلسة الوشم أسعر أنني في جلسة علاج لمن أدق لها الوشم.' وتضيف أن ألم الوشم الخفيف غالباً ما يكون دافعًا للبوح: 'تشعر المرأة أنها ترتاح مع وخزات الوشم الخفيفة، تشعر أن الشيء السلبي المؤلم يخرج من جسمها ويحل محله شيء جميل.' وتقول علياء: 'الكثير من الناس تدق الوشم لتغطية آثار عمليات جراحية أو حوادث. الوشم يجعلهم يستعيدوا الثقة في أجسامهم ويرتدوا ما يرتاحون له من الثياب'. وتروي علياء عن سيدة كانت تخفي ذراعها بسبب آثار حريق، لكنها بعد الوشم استطاعت أن تكشف عن ذراعيها دون خجل. دينا أيضاً تؤكد هذا البعد العلاجي، وتستحضر حالات نساء متعافيات من السرطان، قمن بوشم مناطق في الجسد غيّرتها الجراحة أو المرض. ومن أبرز القصص التي تمثل هذه الحالة، قصة عفاف، وهي امرأة اختارت أن تضع على جسدها عبارة واحدة: 'أنا بطلة حياتي'. قالت عفاف لبي بي سي عن وشمها الذي رسمته نانسي قمح: 'هل تعلمين عند مشاهدة فيلم، كثيرا ما نشاهد بطلاً ينقذ الموقف والآخرين. أنا أشعر أنني هذه البطلة، أنا أنقذت نفسي. أنا تصالحت مع ذاتي وأنقذتها، وأحقق لها أحلامها'. رموز القوة: من الفينيق إلى اللوتس بين السر والعلن تختلف علاقة النساء بوشومهن؛ فبعضهن يحتفظ بها سراً، والبعض الآخر يفخر بها علناً. تقول نانسي إن النساء المحجبات كنّ من أوائل زبوناتها، لأنهن يبحثن عن فنانة وشم تفهم خصوصيتهن. تقول 'أحياناً لا ترغب الفتاة المحجبة خاصة أن تعرف أسرتها أنها رسمت وشماً. أنا أحترم رغبتها ونختار موضعاً للوشم بعيد عن الأنظار'. أما علياء، فتقول إن النساء أصبحن اليوم أكثر رغبة في إظهار وشومهن، لا إخفائها. وتضيف: 'الآن أصبحت أرى الناس، سواء كانوا رجالاً أو نساء، خاصة النساء، يفخرون بإبداء الوشم ويتباهون به.' قصص تترك أثراً ما بعد الحبر تقول علياء: 'الوشوم هدية مني لنفسي… كل وشم على جسمي يقويني ويذكرني برسالة مني لنفسي.' وتضيف أن الوشم' ليس مجرد رسم على الجسد للزينة. الوشم طاقة تمنحك القوة، طاقة تقول لك إنك قادر على النهوض والمواصلة. الوشم رسالة لا تعرف كيف توصلها للناس، وتستخدم ما خُط ورُسم على جسدك لإيصالها.' وفي المجمل، يبدو أن الوشم أصبح لدى قطاع من النساء العربيات أداة لبناء علاقة جديدة مع الجسد، علاقة فيها تصالح مع الألم والندوب، وفيها تأكيد على الحضور والاختيار. لا تزال بعض المجتمعات تنظر للوشم بريبة أو رفض، لكن الأصوات التي تسعى لإعادة تعريفه كفعل فردي، جمالي، وعلاجي، باتت أعلى وأكثر تأثيراً.