logo
الاحتلال يختطف «مادلين»

الاحتلال يختطف «مادلين»

جريدة الوطنمنذ يوم واحد

القدس- إسطنبول- غزة الأناضول- وكالات- أعلن «ائتلاف أسطول الحرية»، فجر أمس، أن الجيش الإسرائيلي اختطف المتضامنين الدوليين على متن سفينة «مادلين» التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات. وقال الائتلاف، في بيان عبر تلغرام: «الجيش الإسرائيلي اختطف المتطوعين على متن سفينة مادلين، وانقطع الاتصال بالكامل مع القارب منذ لحظة الاقتحام».
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة «يسرائيل هيوم»، إن الجيش الإسرائيلي بدأ عملية السيطرة على سفينة «مادلين» المتجهة إلى غزة، واعتقل النشطاء الـ12 على متنها؛ تمهيداً لترحيلهم من البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن البحرية الإسرائيلية سحبت السفينة حالياً باتجاه ميناء أسدود.
كما أفادت القناة «12» العبرية (خاصة) بأن قوات البحرية سيطرت على السفينة وهي في طريقها إلى أسدود، مؤكدة أنه لم تسجل إصابات.
وأدانت العديد من الدول والمنظمات ما قام به الكيان الإسرائيلي من اختطاف أفراد السفينة، وأكدت وزارة الخارجية التركية، أمس، أن اعتداء تل أبيب على سفينة «مادلين» الإغاثية لكسر الحصار عن قطاع غزة، يثبت مرة أخرى أن إسرائيل «دولة إرهاب».
وشددت في بيان، على أن اعتراض القوات الإسرائيلية سفينة «مادلين» خلال وجودها في المياه الدولية بعد إبحارها بهدف إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة وعلى متنها مواطنون أتراك، يعتبر انتهاكا صارخا للقانون الدولي. وقال البيان: «هذا الاعتداء الشنيع لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يهدد حرية الملاحة والأمن البحري يثبت مرة أخرة أن إسرائيل دولة إرهاب».
وأكد مواصلة رد الفعل المبرر من جانب المجتمع الدولي تجاه سياسات الإبادة الجماعية التي تنتهجها إسرائيل، التي تستخدم الجوع سلاحا في غزة وتمنع إيصال المساعدات الإنسانية.
وأشار البيان إلى أن سلوك إسرائيل العدواني والمتجاهل للقانون، لن يُسكت الأصوات المدافعة عن القيم الإنسانية.
وأدان جودت يلماز نائب الرئيس التركي، الهجوم الإسرائيلي في المياه الدولية على السفينة «مادلين» التي كانت متجهة لإيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
وأوضح يلماز في منشور على منصة إكس،، أنه ينبغي للمجتمع الدولي أن يرد بالشكل اللازم على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وقال في هذا الصدد: «إدارة نتانياهو التي تتجاهل القيم الإنسانية والقانون وتضيف جرائم جديدة إلى جرائمها، تعرقل المساعدات الإنسانية، ويجب أن تتلقى الرد اللازم من المجتمع الدولي».
واستدعت وزارة الخارجية الإسبانية، أمس، القائم بأعمال السفير الإسرائيلي في مدريد، للاحتجاج على اعتراض تل أبيب سفينة «مادلين» الإغاثية بالمياه الدولية أثناء توجهها إلى شواطئ قطاع غزة.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: «استدعت وزارة الخارجية الإسبانية القائم بأعمال سفارة إسرائيل في مدريد دان بوراز، للاحتجاج على اعتراض سفينة المساعدات المتجهة إلى غزة. وطالبت وزارة الخارجية الفرنسية تل أبيب بإعادة مواطنيها المحتجزين إثر هجوم القوات الإسرائيلية على سفينة «مادلين» التي كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة، على متنها 12 ناشطاً دوليا.
وأوضحت الوزارة في بيان، أمس، أنه تم التواصل مع السلطات الإسرائيلية بشأن المواطنين الفرنسيين الـ6 الذين كانوا على متن السفينة، وطلبت «الحماية القنصلية» لهم. وفي بيان آخر صادر عن قصر الإليزيه، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون السلطات الإسرائيلية إلى السماح بعودة المواطنين الفرنسيين الستة الذين كانوا على متن السفينة «مادلين».
وأضاف البيان أن السلطات الفرنسية حذّرت مواطنيها مسبقاً من المشاركة في هذه المهمة. ووصفت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، أمس، إسرائيل بأنها «دولة مجرمي حرب» ، على خلفية اعتراضها سفينة «مادلين» الإغاثية أثناء اقترابها من شواطئ القطاع الفلسطيني المحاصر.
ودعت في منشور على منصة إكس، الناشطين في العالم إلى مواصلة دعم المتضامنين الاثني عشر الذين اعتقلتهم إسرائيل على متن السفينة «مادلين» فجر أمس.
وقالت اللجنة: استمروا في الكتابة والنشر والمشاركة عن الأبطال الاثني عشر للضغط على إسرائيل لإطلاق سراحهم فورا. ودعت أيضا إلى بدء تجهيز مزيد من السفن الإغاثية في العالم وإرسالها إلى الفلسطينيين المجوّعين بالقطاع المحاصر.
ووصفت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أغنيس كالامارد، هجوم إسرائيل على السفينة «مادلين» بأنه انتهاك للقانون الدولي، ودعت إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن طاقمها.
جاء ذلك في بيان للمنظمة،، علقت فيه على هجوم إسرائيل على السفينة «مادلين» التي كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، واحتجاز الناشطين الذين كانوا على متنها.
وقالت كالامارد في البيان: بهذه الخطوة، تجاهلت إسرائيل مجددًا التزاماتها القانونية تجاه المدنيين في قطاع غزة المحتل، وأظهرت استخفافًا مروعا بقرارات محكمة العدل الدولية الملزمة قانوناً. وأضافت أن الناشطين الذين كانوا على متن السفينة، عزل ومدافعون عن حقوق الإنسان، وأنهم كانوا في مهمة إنسانية، ويجب إطلاق سراحهم فورا ودون قيد أو شرط.
كما شددت كالامارد على ضرورة حماية الناشطين من التعذيب وغيره من سوء المعاملة حتى إطلاق سراحهم.
وأكدت ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات فورية، وإلّا فقد يُصبح متواطئاً في انتهاكات إسرائيل الجسيمة لحقوق الفلسطينيين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف عزّزت "مادلين" السردية الفلسطينية وفضحت إجرام إسرائيل؟
كيف عزّزت "مادلين" السردية الفلسطينية وفضحت إجرام إسرائيل؟

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

كيف عزّزت "مادلين" السردية الفلسطينية وفضحت إجرام إسرائيل؟

القدس المحتلة – انطلقت رحلة سفينة " مادلين" التي أبحرت من إيطاليا بداية يونيو/حزيران الحالي حاملةً على متنها ناشطين بارزين في العمل الإنساني والنضال العالمي، الذين غامروا لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة وتنبيه العالم إلى جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. لم تكن مبادرة "مادلين" لكسر الحصار عن غزة الأولى، إذ تعد هذه السفينة الـ36 التي تبحر نحو القطاع منذ عام 2007، لكن إسرائيل كانت دائما ترصد وتعرقل هذه المحاولات، منتهكة بشكل مستمر كافة القوانين الدولية والإنسانية. وتعامل جيش الاحتلال الإسرائيلي مع خطوة "مادلين" برد عسكري عنيف، في رسالة واضحة تعكس خشية تل أبيب تحوّل هذه المبادرات إلى نموذج يحتذى به، وذلك وسط تراجع الدبلوماسية والتشكيك في السردية الإسرائيلية مع استمرار تعاظم الرواية الفلسطينية. انتكاس الرواية ورغم الدعوات العالمية للسماح لسفينة "مادلين" بالمرور الآمن، فإن إسرائيل اعترضتها، مما يؤكد استمرار تل أبيب في التمتع بإفلات طويل الأمد من العقاب، وبالتالي تشجعيها على مواصلة ارتكاب إبادة جماعية ضد أهالي غزة، إضافة إلى إبقاء الحصار الخانق وغير القانوني المفروض منذ 18 عاما. وتعد المبالغة الإسرائيلية في التعامل مع سفينة "مادلين" والسفن الصغيرة الأخرى رسالة أمنية وعسكرية واضحة، حيث تخشى إسرائيل تحوّل هذه السفن إلى نموذج لكسر الحصار، مما قد يفتح المجال لسفن أخرى لمحاولة الوصول إلى غزة، بحسب التحليلات الإسرائيلية. وترى القراءات الإسرائيلية أن وجود أعضاء من الاتحاد الأوروبي وشخصيات عالمية مؤثرة شاركت في هذه المهمة يضفي رمزية قوية على الحملة، في حين أن رسالة الجيش الإسرائيلي ليست سلمية ولا تهدف إلى إيجاد حلول لقضية المساعدات الإنسانية، مما يعدّ انتكاسة للرواية الإسرائيلية حول العالم الذي لم يعد يصدق ما يصدر عن تل أبيب. كيان منبوذ ووجَّه الكاتب الإسرائيلي عيناف شيف، الناقد التلفزيوني في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، انتقادات لاذعة لطريقة تعامل الحكومة الإسرائيلية مع سفينة "مادلين". واعتبر أن تصوير العملية كـ"إنجاز سياسي ودعائي" ليس سوى محاولة للتغطية على فشل دبلوماسي متواصل، وعجز في مواجهة السردية الفلسطينية المتعاظمة حول ما تتعرض له غزة من حصار وتجويع. وتعكس المبالغة الرسمية والإعلامية في الحدث -حسب شيف- أزمة وعي عميقة في إسرائيل وسط "مهرجان علاقات عامة" يحول الناشطة غريتا ثونبرغ إلى هدف سياسي، في حين ينظر العالم إلى إسرائيل بوصفها كيانا منبوذا، تزداد عزلته مع كل يوم يمر في ظل حربها المستمرة على قطاع غزة. وأوضح أن مشاركة ثونبرغ في السفينة عزَّزت مكانتها العالمية وسلّطت الضوء على كارثة غزة، مؤكدا أن السخرية الدولية من تعامل إسرائيل مع الحدث تعكس نقدا أوسع لأدائها، حيث ظهر الوزير يسرائيل كاتس كـ"رامبو"، في وقت تبث فيه للعالم صور فوضى توزيع المساعدات في غزة دون انقطاع. وأضاف شيف أن ما جرى لم يكن مجرد اعتراض لسفينة إنسانية، بل محاولة لصد اختراق رمزي للجدار الإسرائيلي الفاصل بين جمهوره وما يحدث فعليا في غزة، حيث باتت غالبية الجمهور -بحسب وصفه- تفضل تجاهل الواقع وعدم الإصغاء لما يحدث خلف الأسلاك. وقال إن "الرد الإسرائيلي على سفينة مادلين جاء كمزيج من الإلهاء والإنكار"، مختصرا الموقف برسالة تهكمية "انسوا الضحايا، تجاهلوا الدمار، لكن تذكروا أننا خدعنا غريتا (ثونبرغ)، أليس هذا نصرا مطلقا؟". بقيت سفينة "مادلين" في عرض البحر لعدة ساعات بعد قرصنتها والاستيلاء عليها وسحبها قسرا من قبل سلاح البحرية الإسرائيلية والوحدات الخاصة. وبررت السلطات الإسرائيلية إجراء اعتراض "مادلين" واعتقال الناشطين الدوليين باستمرار فرض الحصار البحري على غزة، وبعد ساعات وصلت السفينة إلى ميناء أسدود ، حيث نقل جميع الركاب الـ12 إلى مركز احتجاز لإتمام معاملات ترحيلهم بموجب قانون الدخول إلى إسرائيل لعام 1952. وقد قدم الطاقم القانوني لمركز عدالة المتمثل في المحاميات لبنى توما، وناريمان شحاذة زعبي، وهديل أبو صالح والمتطوعة أفنان خليفة ومحام خاص وكله مكتب قناة الجزيرة ، الاستشارة القانونية لجميع النشطاء. وغادر 3 نشطاء البلاد، بينهم الناشطة المناخية السويدية غريتا ثونبرغ، إضافة إلى الصحافي عمر فياض من قناة "الجزيرة مباشر"، بعد استكمال إجراءات ترحيلهم وتأكيد تذاكر سفرهم. ورفض 8 نشطاء التوقيع على أوامر الترحيل، حيث احتجزتهم إسرائيل وعرضتهم على المحكمة، بينهم عضوة البرلمان الأوروبي عن فرنسا ريما حسن التي سبق أن رحَّلتها إسرائيل بعد وصولها إلى مطار بن غوريون. وقالت المحامية ناريمان شحادة زعبي إن احتجاز المتطوعين وترحيلهم القسري يشكلان انتهاكا واضحا للقانون الدولي، ولا سيما في ظل الطبيعة السلمية والإنسانية للبعثة التي أرادت كسر الحصار المفروض على غزة. وأشارت إلى أن الاستيلاء على السفينة الذي نُفذ في ساعات متأخرة من الليل وفي المياه الدولية انتهاك صريح للقانون الدولي ، كما عرَّض سلامة الأشخاص الموجودين على متن السفينة للخطر. وأوضحت زعبي للجزيرة نت أن الطاقم القانوني التابع لمركز عدالة الحقوقي وصل مطار بن غوريون، وقدَّم الاستشارة القانونية اللازمة للمحتجزين ورافقهم أمام المحكمة والسلطات الإسرائيلية، كما وثَّق شهاداتهم حول ما تعرضوا له منذ لحظة الاستيلاء على السفينة وتوقيفهم ومضامين جلسات الاستماع والتحقيقات التي أُخضعوا لها. وأشارت إلى أن السلطات الإسرائيلية تستخدم استمرار فرض الحصار غير القانوني على غزة مبررا لاحتجاز نشطاء دوليين، قائلة "هؤلاء الأفراد نفذوا مهمتهم احتجاجا على الجرائم غير المحتملة والمستمرة التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة". وخلال أيام إبحارها، تقول زعبي "جسدت سفينة مادلين رمزا قويا للتضامن مع الفلسطينيين الذين يواجهون الحصار والجوع والمعاناة في ظل تقاعس المجتمع الدولي المستمر عن اتخاذ خطوات جادة"، مشيرة إلى أن هذه المهمة ذاتها تشكل إدانة واضحة لفشل ذلك المجتمع في وضع حد للحصار غير الإنساني الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة.

تصاعد مجازر الإبادة في غزة
تصاعد مجازر الإبادة في غزة

جريدة الوطن

timeمنذ 8 ساعات

  • جريدة الوطن

تصاعد مجازر الإبادة في غزة

غزة- قنا- الأناضول- تصاعدت مجازر الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة، واستهدفت ثلاثة مسعفين فلسطينيين أثناء محاولتهم انتشال عدد من الضحايا، جراء قصف إسرائيلي وقع في المناطق الشرقية من مدينة غزة. واستشهد في أحدث جرائم الاحتلال ما لا يقل عن 72 فلسطينيا بينهم 3 مسعفين، إلى جانب استشهاد أطفال ونساء وباحثين عن الطعام. وسيطرت المشاهد الدموية على أهالي قطاع غزة خلال الأيام الأربعة لعيد الأضحى المبارك، وذلك ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين منذ 7 تشرين الأول/‏ أكتوبر لعام 2023. وقد ارتفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا بقصف ورصاص إسرائيلي في مناطق مختلفة من قطاع غزة إلى 55 شخصا منذ فجر أمس، من بينهم 19 من المجُوعين الذين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات الأميركية الإسرائيلية. وأفادت مصادر طبية للأناضول بأن عدد الشهداء الفلسطينيين جراء تواصل الهجمات الإسرائيلية على القطاع ارتفع من 36 إلى 55. وفي آخر الهجمات، أفادت المصادر الطبية بمستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، باستشهاد 8 فلسطينيين بينهم أطفال ونساء وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي استهدف الطابق العلوي من منزل عائلة «أبو شاويش» في مدينة دير البلح. وأضافت أن 5 فلسطينيين بينهم سيدتان استشهدوا بقصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين قرب مسجد الشافعي غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأوضحت أن 3 فلسطينيين استشهدوا أيضا بقصف إسرائيلي على منطقة معن شرق خان يونس، بينما قتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في منطقة المواصي غرب المدينة. وذكرت أن عدد الشهداء الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف خيمة تؤوي نازحين قرب بئر 19 في منطقة المواصي بخان يونس فجرا، ارتفع من 3 إلى 4. وبيّنت أن فلسطينيين توفيا متأثران بجراح أصيبا بها في قصف إسرائيلي سابق على مدينة دير البلح (وسط). وفجر أمس قالت المصادر الطبية للأناضول إنّ 19 فلسطينيا استشهدوا وأصيب أكثر من 200 آخرين جراء قصف مدفعي وإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي على منتظري المساعدات عند محور «نتساريم» وسط القطاع. وأضافت المصادر، أن الشهداء والمصابين «نقلوا إلى مستشفيات العودة وشهداء الأقصى وسط القطاع ومستشفى القدس غرب مدينة غزة». وقال شهود عيان لمراسل الأناضول إنّ «طائرات مسيرة إسرائيلية من نوع كواد كابتر (مسيرة) أطلقت النار باتجاه منتظري المساعدات قرب محور نتساريم جنوب مدينة غزة، فيما أطلقت المدفعية الإسرائيلية عدة قذائف تجاه الجوعى، ما تسبب بمقتل وإصابة العشرات». وأضافوا، أن الشهداء والجرحى نقلوا إلى مستشفيات وسط القطاع ومدينة غزة عبر «عربات تجرها حيوانات وحملا على أكتاف الجوعى المنهكين» وصولا إلى مواقع تواجد مركبات الإسعاف. من جهته حذر الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، من أن مستشفى الأمل في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة أصبح «عمليا خارج الخدمة»، بسبب تصاعد العدوان الإسرائيلي في محيطه، الأمر الذي يعيق وصول المرضى ويحول دون تلقيهم الرعاية الصحية اللازمة. وقال غيبرييسوس، في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»: «إن المستشفى بات غير قادر على استقبال أي حالات جديدة، رغم وجود مرضى ما زالوا بحاجة ماسة للعلاج»، مشيرا إلى أن استمرار الحصار العسكري والاعتداءات الممنهجة على المرافق الصحية يؤدي إلى وفيات يمكن تجنبها. وأوضح أن اثنين من فرق الطوارئ الطبية، لا يزالان يقدمان خدماتهما بما توفر من إمدادات طبية محدودة، وسط ظروف بالغة الخطورة نتيجة استمرار العدوان وتدمير البنية الصحية في القطاع. وأشار إلى أن إغلاق مستشفى الأمل، يترك مجمع ناصر الطبي المرفق الوحيد الذي يضم وحدة رعاية مركزة في خان يونس، في ظل أزمة صحية متفاقمة وانهيار شبه تام للقطاع الصحي المحاصر. ونددت حركة «حماس» بالمجزرة «الدموية» التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين المُجَوَّعِين وسط قطاع غزة،، بإطلاق النار على منتظري المساعدات، وطالبت بتدخل دولي وأممي لوقف آلية توزيع المعونات التي تدار «خارج المعايير الإنسانية». وصباح الثلاثاء، أطلق الجيش الإسرائيلي قذائفه المدفعية ونيرانه صوب تجمعات منتظري المساعدات قرب محور «نتساريم» وسط قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 36 فلسطينيا وإصابة 208 آخرين، وفق أحدث إحصائية لوزارة الصحة بغزة. وعدت الحركة في بيان، هذه المجزرة «جريمة حرب بشعة تؤكد تمسك الاحتلال بنهج القتل الجماعي والتجويع الممنهج، متحديا بذلك الإرادة الدولية والمواثيق الإنسانية».

«مادلين».. وصلت إلى وجداننا
«مادلين».. وصلت إلى وجداننا

جريدة الوطن

timeمنذ 8 ساعات

  • جريدة الوطن

«مادلين».. وصلت إلى وجداننا

في رحلة بحرية لا ترحم، وتحت سماء مثقلة بطائرات الاستطلاع، تبحر سفينة صغيرة اسمها مادلين نحو غزة. في الظاهر، تبدو كأي مركب عادي محمّل بالدواء والمساعدات، ولكن جاء بها أناس قلوبهم حرة تُكذّب الصمت وتقاوم الخذلان. بعد 20 شهراً من الحصار الخانق والإبادة تأتي مادلين كفعل مقاومةٍ أخلاقي، وصرخة مدوية في وجه القسوة العالمية. في عام 2010، هزّت سفينة «مرمرة» ضمير العالم، حين اقتحمتها القوات الإسرائيلية في عرض البحر وقتلت عشرة متضامنين أتراك على متنها. كانت المرمرة، ضمن أسطول الحرية، تحاول إيصال مساعدات إلى غزة المحاصرة، لكنها انتهت مأساةً دامية على شاشات الأخبار. بعد 15 عاماً تعود صورة المرمرة من خلال سفينة مادلين، التي أبحرت من أوروبا في طريقها إلى شواطئ غزة، محمّلة بمتضامنين وأدوات طبية وقلوب عازمة على نصرتنا. على متنها وجوه من جنسيات مختلفة، أناس لم يجمعهم الوطن ولا اللغة، بل الحقيقة: أن الإنسانية في غزة تُداس، وأن الصمت مشاركة في الجريمة. نعلم ويعلمون أنهم قد لا يصلون، وأن البحرية الإسرائيلية قد تعترضهم أو تختطفهم أو تعتقلهم. ومع ذلك، يركبون البحر لأنهم لا يحتملون الخيانة اليومية التي تمارسها حكوماتهم بصمتها. في فلسطين، وفي غزة على وجه الخصوص، تعتبر مادلين ترياق معنوي في زمن الإبادة. منذ أكتوبر 2023، والفلسطينيون يعيشون عزلة مرعبة: مجازر تُرتكب على الهواء، جوع ينهش الأطفال، موت معلن بلا تدخل حقيقي. في هذا السياق، تبدو مادلين كحورية بحرية تطبع قبلتها على جبين غزة وتقول لأهلها لستم وحدكم. تُفتَّش مادلين بحثاً عن أدوات مقاومة وتلاحق بالطائرات ويتم تشويش أدوات الملاحة الخاصة بها، بينما تُفرغ السفن الحربية شحنات الموت بلا رقابة، يكفي أن ننظر إلى شواطئ حيفا وأسدود، لنجد كم من السفن العسكرية رست هذا العام، محملة بدعم غير مشروط لآلة القتل في غزة. بينما تُمنع سفينة إنسانية من إيصال قطنٍ معقّم أو عكازات لطفل بترت ساقه. إنها ليست مجرد ازدواجية معايير، بل هي استعراض لانهيار الضمير العالمي. في كل مرة تعترض فيها سفينة نحو غزة، تنكشف هشاشة الضمير العالمي. الأمم المتحدة تصمت، الحكومات العربية تبرّر، والديمقراطيات الغربية ترفع شعارات فارغة. مادلين، بهذا المعنى هي مرآة تُظهر لنا جميعاً: من يقف مع الإنسان، ومن يساوم على حياته. كيف أصبح إيصال دواء إلى طفل، تهمة؟ كيف صار الحبّ جريمة؟ كيف صار الوقوف مع المظلوم مخاطرة؟ من المرمرة إلى مادلين، ومن البحر إلى المخيم، تستطيع فلسطين أن تعرف وتقدّر من كان معها، ومن تواطأ ضدها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store