
القيادة تعزي رئيس جمهورية زامبيا في وفاة الرئيس السابق إدغار شاغوا لونغو
بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية عزاء ومواساة، لفخامة الرئيس هاكيندي هيشيليما رئيس جمهورية زامبيا، في وفاة الرئيس السابق السيد إدغار شاغوا لونغو.
وقال الملك المفدى:" تلقينا نبأ وفاة الرئيس السابق لجمهورية زامبيا السيد إدغار شاغوا لونغو، ونعرب لفخامتكم ولأسرة الفقيد ولشعبكم الصديق عن أحر التعازي، وأصدق المواساة، متمنين ألا تروا أي سوء أو مكروه".
بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقية عزاء ومواساة، لفخامة الرئيس هاكيندي هيشيليما رئيس جمهورية زامبيا، في وفاة الرئيس السابق السيد إدغار شاغوا لونغو.
وقال سمو ولي العهد : "تلقيت نبأ وفاة الرئيس السابق لجمهورية زامبيا السيد إدغار شاغوا لونغو، وأعرب لفخامتكم ولأسرة الفقيد كافة عن بالغ التعازي، وصادق المواساة، متمنيًا لكم دوام الصحة والسلامة، وألا تروا أي سوء".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 5 ساعات
- الشرق الأوسط
السودان: آن أوان وقف الحرب واستغلال الثروات
ليس مثل زميلنا الدكتور فيصل محمد صالح، أحد الكتاب في صفحات «الرأي» في «الشرق الأوسط»، مَن يزيدنا توضيحاً لهذا الذي يعيشه السودان منذ سنتين؛ من خلال منصبه الوزاري الذي شغله. إنَّ ما في السودان، أرضاً ومؤسسات وثروة، تعود ملكيته إلى الشعب السوداني، في حين أن دور الجيش هو التنبه والحذر في أعلى درجاته لاستباق المخاطر على الوطن في الحد الأدنى، ولاستعماله عند نشوء اعتداء عليه. وفي حال لا مخاطر ولا اعتداء، فإن هذا السلاح باقٍ في الحفظ والصون في الثكنات والقواعد العسكرية الأرضية والجوية التي نالت من الأذى ما نالته المقار الحكومية، ومنها في الدرجة الأولى قصر الرئاسة، الذي هو قصر شعب السودان الواجب صونه والحفاظ على مهابة إطلالته على النيل، الذي بدوره نال من الأذى تلويثاً وإهمالاً، إلى درجة أن مياهه التي كانت تروي باتت تؤذي وتفتك جرَّاء الملاريا بالأجساد التي سبق أن كان للجوع وللتشريد وللهلع دور في أن الأجساد الفارعة، باتت مثل أشجار كانت ذات أغصان حافلة بالأوراق الخضراء، ثم أتى عليها الحر والتصحر وعدم التغذية بحيث باتت قابلة للكسر... هذا إلى «تفشي وباء سفك الدماء ومرض جنون القتل في السودان» على نحو توصيف الدكتور الشفيع خضر سعيد للظاهرة. لا حجة لأحد؛ ذلك أن الأشقاء والجيران العرب الأفارقة ومعهم المجتمع الدولي من قمته الأميركية إلى سفوحه الموزعة على دول أوروبية ومؤسسات مرجعيتها الأمم المتحدة، لم يحاولوا إسداء النصح والتوسط على كل ما يراه لمصلحة السودان. وفي بداية السعي لرأب الصَّدع من جانب المملكة العربية السعودية، كانت هناك انطلاقة من «جدة». إن السودانيين الذين كما الجالس في غرفة شديدة العتمة، اعتبروا من باب التفاؤل بالخير علَّهم يجدونه أن مغامرة الاحتراب لا بد من نهاية لها. لكن النهاية طالت أكثر من المخطط لها، كما أن التوقيت يشكِّل مخرجاً لما ابتُلي السودان به. لكن الإيحاء المشار إليه كان نقيض ما حدث بعد ذلك، وما زال يتزايد ضراوة وتدميراً وتشريداً. وثمة مسألة بالغة الأهمية يشار إليها في معزل عن الهوى السوداني - الإيراني المتقطع وفترات الانسجام السوداني - الإسرائيلي المستغرَب، والذي حدث ويتواصل في منأى عن الرأي العام المدني السوداني. لكن المسألة المهمة هي أن إحدى ثروات السودان على أهبة الضياع في حال لم تستقر الحال، ويأخذ الحُكم السوداني التقليدي وبصرف النظر إذا كانت شراكة أو تقليدياً بمعنى الطيف المدني يدير شؤون البلاد والجيش يحميها. وما نعنيه بالثروات التي باتت عرضة للضياع (الذهب، واليورانيوم، والنحاس، والحديد، والأحجار الكريمة ومعادن من كل نوع، مع الإشارة إلى أن السودان كان قبل ثلاثين سنة ينتج نحو مائة وسبعين طناً من الذهب). وفي ضوء ذلك، فضلاً عن تلويث التربة الزراعية والحقول التي كانت تدر خيرات، فإن الواجب هو وضْع حد لهذه الكارثة التي تمعن تدميراً وتهجيراً وتجويعاً، فضلاً عن تبذير الثروة الدفاعية السلاحية، وقبل أن تصل الأمور إلى أن السودان الذي كان يشار إلى تعايش بنيه، وديمقراطية سلوك مؤسساته بات لا أمل يرتجى في الأفق القريب لإنهاء هذه الأزمة وإطفاء شرها. خلاصة القول، إن تآلف القلوب، وخيرات الذهب والمعادن، والقطن، والسمسم والثروة الحيوانية، فضلاً عن كميات الغاز الضخمة في «بحره الأحمر»، وكذلك الوحدة الوطنية، باتت في مهب صولات الحرب، ويبقى السودان في مهب أعتى العواصف التي تواجهها الأمة بعد عاصفة غزة المستفرَس بها دون موقف دولي حاسم لهذا الاستفراس.


الرياض
منذ 7 ساعات
- الرياض
ولي العَهد: خِدمة الحُجاج واجبٌ عظيم
إنها المملكة العربية السعودية التي من خلال احترافية خدمتها لشعيرة الحج والعُمرة، ولعشرات الملايين من الحُجاج وضيوف الرحمن على امتداد أيام العام، تُقدم نموذجاً إسلامياً راقياً يفتخر به جميع أبناء المسلمين، ويُظهر حضارتهم الإسلامية العظيمة بكل عزة وسمو ونُبل.. في أول أيام عيد الأضحى المبارك، 10 ذو الحجة 1446هـ، 6 يونيو 2025م، ونيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية ـ حفظه الله ـ، استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في الديوان الملكي بقصر منى، المُهنئين بعيد الأضحى المُبارك، ومن ضمن هؤلاء المُهنين الكرام قادة القطاعات العسكرية المُشاركة في حج 1446هـ، وقادة الأسرة الكشفية في المملكة المشاركة في الحج. وخلال هذا الاستقبال الكريم، ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، كلمة كريمة بهذه المناسبة الإسلامية العظيمة، ومما جاء فيها، بحسب واس، الآتي: "الإخوة قادة القطاعات العسكرية والأمنية ومنسوبيها، الحضور الكرام.. إنّ ما شهدناه اليوم من نجاح متواصل في خدمة ضيوف الرحمن، يأتي نتيجة لجهود دولتنا المباركة، في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وقاصديها. وسوف نواصل ـ بحول الله وقوته ـ بذل جميع الجهود، لتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن. ونشيد بما تبذلونه والعاملون في مختلف قطاعات الدولة، والمتطوعون رجالًا ونساءً من جهود متواصلة في تنفيذ سياسة الدولة، لتمكين الحجاج من إتمام مناسكهم في أمن وسكينة. ونسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن يوفقنا لمواصلة أداء هذا الواجب العظيم على أكمل وجه." نعم، لقد عبَّرت هذه الكلمة الكريمة عن المنهج الإسلامي العظيم الذي تسير عليه سياسات وتوجهات المملكة العربية السعودية في خدمتها للحرمين الشريفين والمشاعر المُقدسة وضيوف الرحمن على امتداد تاريخها الزَّاهر، مُنذُ عهد الملك المُؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه -، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية الدولة الإسلامية الأولى في عظمة خدمتها للحرمين الشريفين وضيوف الرحمن على امتداد التاريخ الإسلامي المُمتد لأكثر من ألف وأربع مئة عام. نعم، إن المملكة العربية السعودية التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، وضيوف الرحمن، أوفت بهذا الشَّرف العظيم بتسخيرها لكل ما تملك من إمكانات وقدرات مادية ومالية وبشرية في سبيل عِمارة الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة في منى ومُزدلفة وعرفات، وفي سبيل التيسير والتخفيف على ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزائرين حتى ينعموا بالراحة التامة والسكينة والاطمئنان مُنذُ وصولهم وحتى مغادرتهم منافذ هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية. وإن القيادة الرَّشيدة والحكيمة، الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وأبناؤه وأحفاده الكرام، التي اختارها الله سبحانه وتعالى لخدمة الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، وضيوف الرحمن، أوفت بهذا الشَّرف العظيم بإقامتها للدين الإسلامي الحنيف وأركانه العظيمة، وباعتمادها للسياسات البنَّاءة والهادفة لِعمارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لتكون الأكثر جودة على جميع المستويات التي وصل لها التقدم البشري، وبإشرافها المُباشر على راحة ضيوف الرحمن من حُجاج ومُعتمرين وزائرين لبيت الله الحرام في مكة المكرمة ومسجد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وما يُقدم لهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يُسر وسهولة وأمان. نعم، فعندما تقول المملكة العربية السعودية إن خدمة ضيوف الرحمن من حُجاج ومُعتمرين وزائرين واجبٌ عظيم، فإن هذا القول صَادقت عليه السياسات والقرارات العُليا المُعتمدة من القيادة الرشيدة والحكيمة، والتوجيهات الصَّادرة من المقام السَّامي لجميع أجهزة ومؤسسات وهيئات الدولة، والأعمال القائمة والمُنفذة من جميع أجهزة ومؤسسات وهيئات الدولة بدون توقف على امتداد أيام العام. نعم، إنها جهود عظيمة تقوم بها جميع أجهزة ومؤسسات وهيئات الدولة المشاركة في الحج وخدمة الحجاج حتى أثمرت هذه الجهود التكاملية نجاحات عظيمة على جميع المستويات وفي كل المجالات انطلاقاً من المهام التي تقوم بها جميع أجهزة الدولة، ومنها وزارة الحج والعمرة، ووزارة الداخلية بأجهزتها المتعددة، ووزارة الدفاع، ووزارة الحرس الوطني، ووزارة الصحة، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ووزارة البلديات والإسكان، ووزارة السياحة، ووزارة النقل، ووزارة التجارة، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ورئاسة أمن الدولة، والنيابة العامة، والهيئة العامة للإحصاء، والهيئة العامة للجمارك، والهيئة العامة للطيران المدني، وإمارة منطقة مكة المكرمة، وإمارة منطقة المدينة المنورة، بالإضافة لأجهزة ومؤسسات وهيئات الدولة العديدة المُشاركة في خدمة الحجاج وضيوف الرحمن على امتداد أيام العام. وفي الختام، من الأهمية القول إن إشادة سمو ولي العهد بالجهود العظيمة التي بذلتها مختلف قطاعات الدولة تمثل بكل فَخر سَعادة أبناء المملكة العربية السعودية بجميع أجهزة دولتهم المُباركة التي تواصل تقديم أرقى وأعظم الخدمات في سبيل راحة واطمئنان وأمان الحُجاج وضيوف الرحمن على اختلاف لغاتهم وأعمارهم ومستويات تعليمهم. نعم، لقد قدمت الأجهزة المسؤولة في المملكة العربية السعودية أعظم النماذج في خدمتها للمواطن والمقيم والزائر حتى أصبحت في ذلك الدولة الأولى على جميع المستويات الدولية في خدمة الإنسان وحصوله على كامل حقوقه المشروعة بكل يُسر وسهولة وسرعة وكرامة. نعم، إنها المملكة العربية السعودية التي من خلال احترافية خدمتها لشعيرة الحج والعُمرة، ولعشرات الملايين من الحُجاج وضيوف الرحمن على امتداد أيام العام، تُقدم نموذجاً إسلامياً راقياً يفتخر به جميع أبناء المسلمين، ويُظهر حضارتهم الإسلامية العظيمة بكل عزة وسمو ونُبل عند أبناء الحضارات الأخرى.


الشرق الأوسط
منذ 8 ساعات
- الشرق الأوسط
حمدوك: «استعادة الخرطوم» أو «تشكيل حكومة» لن ينهيا الحرب
حظي ملف الحرب في السودان باهتمام خاص في مؤتمر عقد في مدينة مراكش بالمغرب، حول «الحوكمة والتنمية في أفريقيا»، شارك فيه قادة من «تحالف صمود» (أكبر تحالف للقوى المدنية في السودان)، وأجروا مناقشات واسعة حول الأزمة مع عدد كبير من المسؤولين الدوليين والإقليميين الذين حضروا الاجتماع. وركز الاجتماع على الجوانب المتعلقة بعملية إيقاف الحرب، وما أفرزته من أزمة إنسانية كارثية. ورأى تحالف «صمود»، بقيادة رئيس الوزراء السودان السابق، عبد الله آدم حمدوك، أن حرب السودان تتصدر أعمال مؤتمر الحوكمة في المغرب «الشرعية التي تحاول سلطة بورتسودان تأسيسها» بتعيين رئيس وزراء وتشكيل حكومة، لن تنهي الحرب ستتسبب في إطالة أمد الحرب. وأعلن رفضه للجهود الجارية لإعادة عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، المجمدة منذ انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وحذر المجتمع الدولي من الوقوع فيما سماه «مصيدة» هذه الخطوة. الملياردير البريطاني السوداني الأصل مو إبراهيم في أثناء مؤتمر الحوكمة بمراكش (فيسبوك) وعقد الملتقى الذي نظمته مؤسسة رجل الأعمال البريطاني السوداني الأصل، «مو إبراهيم»، في الفترة من 1 إلى 3 من يونيو (حزيران) الحالي، وشارك فيه بجانب تحالف «صمود»، رئيس حركة جيش تحرير السودان، عبد الواحد محمد النور. والتقى حمدوك خلال الفعاليات، كلاً من وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، ومستشار ملك المغرب، أندري أزولاي، ونائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، ورئيس وزراء إثيوبيا السابق، هايلي مريام ديسالين، بالإضافة إلى شخصيات رفيعة المستوى من أفريقيا وآسيا وأوروبا. وشدد التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» على أنه لا حل عسكرياً للصراع الدائر في البلاد، كما أكد أن الحل الوحيد للأزمة يجب أن يتم من خلال عملية سياسية ذات مصداقية، محذراً في الوقت نفسه من اختراع أي حلول سريعة غير شاملة. وتطرق الوفد السوداني إلى الكارثة الإنسانية الأسوأ في التاريخ التي يواجهها الشعب السوداني، من جراء الصراع الدائر لأكثر من عامين بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع». ودعا إلى أن تكون الأولوية القصوى للمجتمع الدولي موجَّهة لآثار تلك الكارثة الإنسانية. رئيس الوزراء السوداني الجديد يؤدي اليمين الدستورية أمام البرهان (سونا) ورفض خطوات الجيش لتشكيل حكومة جديدة ووصفها بأنها «زائفة»، قائلاً إن انتصاراته الأخيرة في استعادة العاصمة الخرطوم وأراضٍ أخرى لن تنهي الحرب الأهلية التي استمرت لعامين في البلاد. وقال حمدوك في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس،» إنه لا يوجد انتصار عسكري، سواء في الخرطوم أو أي مكان آخر، يمكنه إنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت الملايين إلى النزوح من منازلهم. «سواء تم الاستيلاء على الخرطوم أم لا، فهذا غير مهم»، قال حمدوك على هامش مؤتمر مؤسسة مو إبراهيم للحوكمة في المغرب: «لا يوجد حل عسكري لهذا. لن يتمكن أي طرف من تحقيق انتصار كامل». أصبح حمدوك أول رئيس وزراء مدني في السودان بعد عقود من الحكم العسكري في عام 2019، محاولاً قيادة انتقال ديمقراطي. استقال في يناير (كانون الثاني) 2022 بعد فترة مضطربة تم فيها الإطاحة به في انقلاب وأعيد لفترة وجيزة تحت ضغط دولي. وفي العام التالي، دفع الجنرالات المتحاربون البلاد إلى حرب أهلية. يحمل السودان اليوم تمييزاً قاتماً بكونه موطناً لبعض أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وأدى القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى مقتل ما لا يقل عن 24 ألف شخص، على الرغم من اعتقاد الكثيرين أن العدد الحقيقي أعلى بكثير». ويُتّهم كلا الطرفين بارتكاب جرائم حرب. ودفعت الحرب نحو 13 مليون شخص إلى النزوح من منازلهم، بمن في ذلك 4 ملايين عبروا إلى دول مجاورة. وبدأت المجاعة والكوليرا بالانتشار. عناصر في الجيش السوداني يحتفلون بعد استعادتهم القصر الجمهوري في الخرطوم 21 مارس (أ.ب) واستعاد الجيش منطقة الخرطوم من «قوات الدعم السريع» في مارس (آذار)، بالإضافة إلى بعض الأراضي المحيطة. وصف رئيس الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان هذه التقدمات بنقطة تحول رئيسة في الصراع. وفي الشهر الماضي، عين رئيساً جديداً للوزراء، كامل الطيب إدريس، لأول مرة منذ بدء الحرب، مكلفاً بتشكيل حكومة جديدة. لكن القتال استمر. وأعادت «قوات الدعم السريع» تجميع صفوفها في معقلها في دارفور وحققت تقدماً في أماكن أخرى، بما في ذلك كردفان. وصف حمدوك، البالغ من العمر 69 عاماً، فكرة أن الصراع يقترب من نهايته (أطلقها رئيس الحكومة الجديد) بأنها «هراء تام». كما وصف فكرة أن إعادة الإعمار بينما يستمر القتال في أماكن أخرى بـ«فكرة سخيفة تماماً». وأضاف: «أي محاولة لإنشاء حكومة في السودان اليوم زائفة. إنها غير ذات صلة»، وقال حمدوك لوكالة «أسوشييتد برس»، إن السلام الدائم لا يمكن تحقيقه دون معالجة الأسباب الجذرية للحرب. وإن وقف إطلاق النار وعملية موثوقة لاستعادة الحكم المدني الديمقراطي يحتاجان إلى مواجهة التفاوتات العميقة في السودان، بما في ذلك التنمية غير المتكافئة، والقضايا بين مختلف المجموعات الهوية، والأسئلة حول دور الدين في الحكومة. وأضاف: «الثقة بالعسكر لإحضار الديمقراطية ذريعة كاذبة». النيران تلتهم سوقاً في عاصمة ولاية شمال دارفور الملاصقة لمنطقة كردفان نتيجة معارك سابقة (أ.ف.ب) وأدانت مجموعات مؤيدة للديمقراطية، بما في ذلك تحالف «صمود» الذي يقوده حمدوك، الفظائع التي ارتكبها الجيش و«قوات الدعم السريع». ورفض حمدوك، التدخلات السالبة لإطالة الحرب، قال: «ما نود رؤيته هو أن أي شخص يزود أي طرف بالأسلحة يجب أن يتوقف». وقال إن أولئك الذين يستهدفون دولة بعينها ويتجاهلون الآخرين المتهمين بدعم الجيش، بما في ذلك إيران، «يدفعون بسردية معينة». من جهة ثانية، عقد تحالف صمود على هامش المؤتمر سلسلة لقاءات رسمية مطولة مع وفد حركة تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد النور، توصلت إلى تنشيط اللجنة المشتركة التي تهدف لبناء جبهة عريضة مناهضة للحرب، من خلال إجراء مشاورات مكثفة مع القوى المدنية المستهدفة. وأسفرت اللقاءات عن تقارب كبير بين صمود والحركة، تبلور في تعزيز التنسيق بينهما، ومشاركتهما معاً في لقاءات جرت مع عدد من الجهات الدولية والإقليمية المشاركة في المؤتمر.