
"تكتيكات أمنية" إسرائيلية جديدة خلال اقتحام الضفة الغربية
جنين- 6 أيام قضاها رسمي صبيحات (50 عاما) وعائلته خارج منزلهم في بلدة رمانة بمدينة جنين شمال الضفة الغربية بعد أن طردهم جنود الاحتلال الإسرائيلي منه واستولى عليه وحوله لنقطة عسكرية.
صبيحات واحد من 11 عائلة طردت من منازلها خلال الأسبوع الماضي، بعد أن استولى عليها جيش الاحتلال لأيام خلال اقتحامه بلدة رمانة والقرى المجاورة.
ويصف صبيحات تلك الأيام بـ"الصعبة" ويقول "اضطررت لترك منزلي لعدوي، ونزحت مؤقتا إلى منزل آخر، لكني شعرت بمعاناة أهلنا في مخيم جنين وكذلك في غزة ممن فقدوا منازلهم ولا يمكنهم العودة إليها".
ويضيف "وجدنا أثاث المنزل محطما بعد عودتنا، الأبواب والنوافذ والأجهزة الكهربائية، وبعض المنازل سرق منها مصاغ ذهبي، وفقد آخرون مبالغ مالية".
فرض السيادة
وعن اللحظات الأولى من اقتحام الجنود للبلدة وإجبار عائلته على مغادرة المنزل قسرا، دون السماح لها بأخذ أي شيء منه، يقول صبيحات للجزيرة نت "لحظة الاقتحام، كنت خارج المنزل ولكن الضابط الإسرائيلي هاتف ولدي الكبير، وطالبه بالخروج والعائلة خلال 3 دقائق فقط، وسط طرق عنيف من الجنود لباب المنزل، فخرجت عائلتي ونزحنا إلى منزل شقيقي في الطرف الآخر من البلدة".
وبهذا، كانت رمانة تتعرض لأحد أكبر الاقتحامات التي مرت عليها خلال الأشهر الستة الماضية منذ بدء عملية "السور الحديدي" العسكرية على مخيم جنين، وخلال وقت قصير أخلى الجيش الإسرائيلي 11 منزلا وحولها لثكنات عسكرية.
وبحسب الأهالي وسكان المنطقة، فإن جيش الاحتلال كان يحاول إخلاء معسكراته القريبة من تلك القرى لحماية جنوده من ضربات الصواريخ الإيرانية.
في حين تعززت آراء باستغلال إسرائيل لما يحدث من حربها الممتدة ضد غزة ، والمخيمات، ولبنان، واليمن وسوريا، وإيران، لفرض خطتها بالسيادة الأمنية على الضفة وإنهاء فكرة الدولة الفلسطينية، وتحويل المدن والقرى إلى مناطق خاضعة لسيطرة جيش الاحتلال.
وفيما كانت حملات الجيش الإسرائيلي، منذ 2021 تقوم على سياسة "جز العشب" وهو لفظ تستخدمه المخابرات الإسرائيلية وتقصد به ملاحقة أي مقاوم والقضاء عليه، فإن تحولا كبيرا طرأ على تعامل الاحتلال الأمني في الضفة مع مجيء وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ، يقوم على فرض السيادة اليهودية فقط، في أرض "يهودا والسامرة" كما يصفها سموتريتش وقادة المستوطنين في الحكومة الإسرائيلية.
ويرى الباحث في مركز الدراسات الإسرائيلية وليد حبَّاس أن إسرائيل خلال عقدين من الزمن مررت فكرة أن إيران هي رأس الأفعى في العنف القائم في المنطقة، وأن أذرعها امتدت للضفة الغربية عبر المقاومة التي برزت في المخيمات والقرى الفلسطينية، وأيضا عبر حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) و الجهاد الإسلامي ، وبالتالي يجب القضاء عليها لضمان عدم خراب الشرق الأوسط.
ويقول حبَّاس للجزيرة نت إن هناك مئات القرى والتجمعات الفلسطينية في الضفة تتاخم المستوطنات أو جدار الفصل أو طريق التفافي، ولذا فإن حرب إسرائيل هي مع الفلسطيني بشكل عام بكل أماكن وجوده، وباختلاف الوقت ستجد إسرائيل مبررات لإكمال هذه الحرب.
وكثفت قوات الاحتلال عمليات التوغل إلى بلدات وقرى جنين، وبشكل متزامن، حيث اقتحمت بلدات جبع وميثلون وعنزة ورمانة وجلبون ويعبد وعانين وغيرها، واستمر بها لنحو أسبوع، وسيطر على منازل فيها.
اقتحام وعنف
وبعد يوم من اقتحام رمانة، توغل الاحتلال إلى قرية نزلة زيد جنوب جنين، وحوَّل منزليْ وجدي فضل وحسن البري إلى نقاط عسكرية بعد طردهم منها.
وقال رئيس مجلس القرية عزيز زيد للجزيرة نت إن جنود الاحتلال نكَّلوا بأصحاب المنازل، حيث احتجزوا أحدهم وقيّدوا يديه، ووضع أحد الجنود حذاءه العسكري على رأسه، واعتقلوا الابن الأكبر لوجدي فضل أثناء دراسته لامتحانات الثانوية العامة التي يؤديها هذه الأيام، وعصبوا عينيه، واقتادوه لأطراف القرية واحتجزوه لعدة ساعات، وأغلقوا المدخل الغربي للقرية والشارع الرئيسي فيها، إضافة إلى صيدلية وبقالة تقع في المنطقة ذاتها.
وفي قرية عانين (غرب جنين) طرد الاحتلال 5 عائلات من منزلين يعودان للشقيقين أسامة ونضال ياسين، وبحسب مجلس قروي عانين فقد أجبر الاحتلال العائلات الخمس (نحو 50 فردا) على ترك بيوتهم، طوال 5 أيام، وهي فترة اقتحام القرية، بينما نشر الجنود الحواجز في شوارع القرية وأعاقوا حركة المركبات والمواطنين واستجوبوهم.
ويلاحظ أن عمليات الجيش الإسرائيلي لم تقتصر على بلدات وقرى محافظة جنين، بل امتدت لبعض قرى رام الله ونابلس وسلفيت.
ووفق مختصين، فإن هناك تحولا في السياسة الإسرائيلية في التعامل مع الوضع بالضفة الغربية بشكل عام، ففي حين كانت الاقتحامات السابقة تقوم على مبدأ "الدخول السريع والخروج السريع" بهدف تنفيذ اعتقالات محددة ثم الانسحاب، تشهد اليوم نمطا مختلفا يتسم بالتمركز الطويل، وتحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية، وإطلاق عمليات مفتوحة تمتد لأيام.
تكتيكات أمنية
ويقرأ المختص في الشأن الإسرائيلي ياسر منّاع هذا التحول بوصفه انتقالا من تكتيكات أمنية إلى سياسات تهدف للسيطرة المستدامة على الحيز المدني الفلسطيني، عبر خلق حالة استنزاف يومي وتعطيل الحياة الطبيعية في تلك القرى.
ويؤكد منّاع للجزيرة نت أن هذا التغيير هو بهدف رسم "خارطة سياسية-أمنية" جديدة في الضفة، تتجاوز رد الفعل الأمني إلى رسم وقائع ميدانية ثابتة.
ويضيف أن "المقصود هنا ليس فقط ملاحقة المقاومين، بل إعادة تشكيل البيئة السكانية والجغرافية بما يتيح للإدارة المدنية الإسرائيلية والمستوطنين هامش تحكم أوسع، سواء عبر التهجير البطيء أو تقويض البنية الاجتماعية للمجتمعات الفلسطينية".
ويتابع أن ما نشهده ليس مجرد "أمن"، بل مشروع إعادة تموضع إستراتيجي طويل الأمد لا سيما في المناطق المصنفة إسرائيليا "ج" و"ب".
وبشأن ارتباط تزايد النشاط الأمني في قرى الضفة خلال المواجهة الإسرائيلية مع إيران، يرى منّاع أن ذلك في قراءة أمنية ترى في الضفة جبهة مرشحة للاشتعال في أي لحظة.
ويقول إن "العقيدة الأمنية الإسرائيلية في هذه الحالة تُبنى على قاعدة (الوقاية الاستباقية)، أي ضرب المحيطات السكانية القريبة من التجمعات العسكرية أو الطرق الالتفافية، خشية تحولها إلى بيئة حاضنة لهجمات مباغتة في حال توسعت دائرة المواجهة".
ويضيف منّاع أن "إسرائيل لا تنفصل أبدا في تعاملها الأمني عن مشروعها السياسي، ما نراه حاليا من أنماط جديدة في السلوك العسكري، خاصة في شمال الضفة ووسطها، هو جزء من خطة أمنية-مدنية لخلق مناطق فراغ سلطوي، تمهيدا لإعادة هندسة السلطة الفلسطينية أو حتى تجاوزها في بعض المناطق".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
الاحتلال هدم 1000 منزل في الضفة ويواصل حملة الاعتداءات
كشفت لجنتان فلسطينيتان، السبت، أن الجيش الإسرائيلي دمر أكثر من 1000 منزل في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس شمالي الضفة الغربية المحتلة، حيث يواصل حملة الاقتحامات والاعتداءات. وفي 21 يناير/كانون الثاني الماضي، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية شمالي الضفة بدأها بمدينة جنين ومخيمها، ثم توسعت لاحقا إلى مخيمي طولكرم ونور شمس، فيما لا تزال العملية متواصلة. وقالت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين، في بيان لها، إن الجيش الإسرائيلي هدم أكثر من 600 منزل بشكل كامل في المخيم، فيما تضررت المنازل المتبقية جزئيًا، وأصبحت غير صالحة للسكن. وبيّنت اللجنة أن "العدوان الإسرائيلي على المدينة ومخيمها مستمر لليوم الـ159 على التوالي، وسط عمليات تجريف، وإحراق منازل، وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية". وأشارت إلى أن "عدد الشهداء (الفلسطينيين) منذ بدء العدوان (الإسرائيلي) على المدينة ومخيمها بلغ 42 شهيدًا، إضافة إلى عشرات الإصابات والمعتقلين". اللجنة أكدت أن "العدوان الإسرائيلي تسبب في نزوح قسري لنحو 22 ألف مواطن، أُجبروا على مغادرة منازلهم". بدورها، أوضحت اللجنة الإعلامية في طولكرم، أن الجرافات الإسرائيلية دمرت بشكل كامل 400 منزل، فيما تضرر 2573 منزلًا جزئيًا، في مخيمي طولكرم ونور شمس. وأشارت اللجنة، في بيان، إلى أن "جيش الاحتلال أعلن عن نيّته هدم 106 مبانٍ في المخيمين، تشمل أكثر من 250 وحدة سكنية". ولفتت إلى أن "الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ152 وعلى مخيّم نور شمس لليوم الـ140 على التوالي، وهو ما أسفر عن ارتقاء 13 شهيدًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل، إضافة لعشرات الإصابات والاعتقالات". كما أوضحت أن "5 آلاف عائلة (ما يزيد على 25 ألف مواطن) نزحت قسريا من المخيمين وتعيش أوضاعًا إنسانية قاسية". وأكدت اللجنة الإعلامية أن جيش الاحتلال "أغلق مداخل المخيمين، ولا يسمح بالدخول إليهما، وحوّلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة". 986 شهيدا وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 986 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية. واليوم السبت، قالت مصادر للجزيرة إن مستوطنين هاجموا منزلا في بلدة تل جنوب غرب نابلس في الضفة الغربية. واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة، كما اقتحمت بلدة إذنا غرب الخليل بالضفة.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
قتلى وجرحى بصفوف الاحتلال في عملية عسكرية للقسام بخان يونس
أعلنت كتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن مقاتليها شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة ، استهدفوا 4 حفّارات هندسية إسرائيلية بقذائف "الياسين 105 وأوقعوا جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، كما أعلنت سرايا القدس ، الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي عن عدة عمليات ضد الاحتلال في أماكن متفرقة من القطاع. وقالت القسام إن مقاتليها أكدوا اشتعال النيران بالحفارات ورصدوا عددا من جنود الاحتلال قتلى وجرحى في مكان الاستهداف بالإضافة إلى هبوط مروحيات إسرائيلية للإجلاء وسط بلدة عبسان الكبيرة جنوب شرق قطاع غزة. وكانت بلدة عبسان الكبيرة شهدت أمس الجمعة -وفق إعلان كتائب القسام- استهداف دبابة ميركافا وجرافة "دي-9" عسكرية بعبوتين أرضيتين شديدتي الانفجار. كما قصفت كتائب القسام بقذائف الهاون تجمعا لجنود وآليات الاحتلال في منطقة السطر الغربي شمال مدينة خان يونس، وأعلنت كذلك أنها قصفت بمشاركة سرايا القدس تجمعات للاحتلال في محيط مسجد حليمة جنوب المدينة. من جهتها، قالت سرايا القدس في بيانين منفصلين إنها فجرت عبوة شديدة الانفجار بآلية عسكرية إسرائيلية متوغلة في محيط شارع 5 شمال مدينة خان يونس، واستهدفت بالأسلحة الرشاشة حفارا عسكريا توغل في محيط الشارع نفسه. وكانت سرايا القدس قد قصفت بقذائف الهاون تجمعات لجنود الاحتلال شرق مدينة حمد شمال خان يونس، كما قصفت بصواريخ 107 خط إمداد وتموضع لجنود الاحتلال شرق محور نتساريم الواقع بين مدينة غزة والمحافظة الوسطى في القطاع. كما بثت سرايا القدس صورا قالت إنها لقصف بقذائف الهاون استهدفت فيه تجمعات لجنود الاحتلال وآلياته بمحيط تلة المنطار شرق حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. إنهاك وإهمال بجيش الاحتلال على صعيد متصل، اشتكت والدة ضابط إسرائيلي كبير يقاتل في غزة أن ابنها منهك من الحرب ويريد مغادرة غزة، وقالت "ابني يقول إن الجنود متعبون وتهددهم العبوات الناسفة" وإنه "شارك في عشرات الجنائز وشاهد أشلاء جنود". وأضافت "أبناؤنا منهكون، هناك عصيان واسع في صفوف الجنود، وهم يريدون مغادرة غزة، ولديهم إصابات وأمراض مختلفة". وكانت هيئة البث الإسرائيلية كشفت أن جنودا في الكتيبة 605 للهندسة القتالية التي فقدت 7 جنود في عملية بقطاع غزة يشتكون من إهمال عام في المعدات، وقال الجنود إن الإهمال يشمل الأسلحة الفردية والمدافع وناقلات الجند المدرعة. ونقلت الهيئة عن أحد جنود الكتيبة أن الجيش لا يزودهم بالأدوات الضرورية لحماية أنفسهم، كما نقلت عن والدة جندي بالكتيبة ذاتها قولها إن على الجيش تقديم إجابات بشأن استخدام مركبات مدرعة قديمة. ومنذ بدء حرب الإبادة بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغ عدد الضباط والجنود الإسرائيليين القتلى 879، إضافة إلى 6012 جريحا، وفق معطيات الجيش على موقعه الإلكتروني. وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل و التجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
خبير عسكري: الاحتلال يزيد ضغط عملياته بغزة مع احتمالية الذهاب لصفقة
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة يشير إلى نية الاحتلال زيادة الضغط الميداني على المقاومة، في إطار السعي لإجبارها على القبول بصفقة تبادل أو وقف لإطلاق النار بشروط إسرائيلية. وأوضح أن الاحتلال ركّز خلال الفترة الماضية على محورين أساسيين: الأول شمالا عبر جباليا والشجاعية وصولا إلى محور نتساريم، والثاني جنوبا في خان يونس من جهتي موراج والقرارة. غير أن التحركات الأخيرة ل جيش الاحتلال ، حسبما يرى الفلاحي في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة، تشير إلى احتمال فتح محور جديد نحو وسط القطاع، خاصة منطقتي الزهراء والمغراقة. يأتي ذلك بعد أوامر إخلاء صدرت للسكان في بعض مناطق الوسط، مما قد يُمهّد لعملية توغل جديدة. وحسب الفلاحي، فإن الجيش الإسرائيلي يحاول تفكيك قطاع غزة إلى محاور قتال منفصلة، لتوسيع الضغط على المقاومة وإجبارها على القتال في أكثر من جبهة. ويعتقد العقيد الفلاحي أن تركيز الجيش الإسرائيلي على العمليات النارية، بدلا من القتال المباشر، مردّه رغبته في تجنب الخسائر البشرية، خصوصا مع تراجع أداء بعض وحداته بعد سحب قسم من القوات من غزة نحو جبهات أخرى، مما أضعف التشكيلات المقاتلة ميدانيا. إرهاق المقاومة وأضاف أن الضغط على المقاومة في 3 محاور -الشمال والجنوب والوسط- يهدف لإرهاقها وتوسيع دائرة الاشتباك، ويعتقد أن محور الوسط قد يشكل هدفا مرجحا للهجوم المقبل بسبب طبيعته السكانية وانفتاحه الجغرافي، مما يسهل تقدم المدرعات الإسرائيلية. ورغم الحملة المستمرة منذ شهور، فلم يتمكن الجيش الإسرائيلي من السيطرة الكاملة على خان يونس جنوبي القطاع، ويرجع الفلاحي ذلك إلى التكتيك الدفاعي الفعال للمقاومة، التي تعتمد على مجاميع صغيرة مرنة، تستغل التضاريس وتنفذ عمليات نوعية ضد الوحدات الإسرائيلية، خصوصا الهندسية منها. وفي هذا السياق، ذكرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن عملياتها ركزت على استهداف القوة الهندسية الإسرائيلية التي تمثل طليعة التوغل، وأعلنت تدميرها حفّارات وجرافات ودبابات "ميركافا"، وهي خسائر لوجستية حساسة في العمليات البرية. وبالتوازي مع ذلك، أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي – استهداف آليات متوغلة في شمال خان يونس ومحيط نتساريم، مستخدمة العبوات الناسفة وقذائف الهاون، بالإضافة إلى صواريخ 107، التي أصابت خطوط إمداد عسكرية إسرائيلية. ويرى الفلاحي أن المقاومة تُدير في هذه المرحلة ما تملكه من إمكانات باقتصاد وجهد محسوب، مما مكّنها من الحفاظ على وتيرة عملياتها رغم الحصار الشديد وظروف القتال القاسية. ويربط الفلاحي تغيير الجيش الإسرائيلي لجبهات القتال بمحاولة لتجاوز عقدة خان يونس التي تحولت إلى ساحة استنزاف طويلة ومعقدة، ويقول إن القيادة العسكرية الإسرائيلية قد تتجه نحو محاور أسهل لتحقيق إنجاز ميداني يُستخدم كورقة تفاوض سياسي.