logo
التقاعد المبكر.. مواجهة الاستدامة المالية لـ"الضمان"

التقاعد المبكر.. مواجهة الاستدامة المالية لـ"الضمان"

الغدمنذ 6 أيام

هبة العيساوي
تشهد المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، تحولا مقلقا في أنماط التقاعد، إذ تشير الأرقام الرسمية إلى أن التقاعد المبكر، يتصدر حالات التقاعد بأنماطها، اذ بلغت نسبته من غجمالي المتقاعدين 63 %، بينما تقاعد الشيخوخة الذي يُفترض بأن يكون القاعدة العامة في نظام الحماية الاجتماعية، قد تراجع، ما يثير تساؤلات حول الاستدامة المالية للضمان في ظل مثل هذه المؤشرات.
اضافة اعلان
خبراء في قطاع العمل، رأوا أن هذا التحول، نتيجة مباشرة لإحالات قسرية واسعة من القطاعين العام والخاص، ما أدى لخروج الآلاف من سوق العمل في أوج عطائهم، وغالبا برواتب تقاعدية منخفضة لا تواكب تكاليف المعيشة.
وبينوا أن هذا الواقع، ينعكس سلبا على سوق العمل، ويفاقم من البطالة بين الشباب، ويهدد الفلسفة الأساسية للضمان كأداة حماية واستقرار، بينما تتزايد المطالب بوقف أي تعديل تشريعي على قانون الضمان، إلى حين معالجة جذور أزمة التقاعد المبكر، في ظل غياب الدراسة الاكتوارية الجديدة.
159 ألف تقاعد مبكر
الناطق الإعلامي باسم المؤسسة محمود المعايطة، قال إن "عدد متقاعدي المبكر بلغ حتى اليوم بلغ 159,131 متقاعداً من أصل 250,620، مبينا أن هذا العدد المرتفع يشير إلى أن الاستثناء تحوّل إلى قاعدة، وهو أمر غير منسجم مع فلسفة التقاعد، التي يجب أن تعتمد على تقاعد الشيخوخة كمسار رئيس، فيما يبقى (المبكر) خيارًا استثنائيًا يُلجأ إليه فقط في حالات محددة".
وأكد المعايطة، أن المؤسسة، ترى ضرورة مراجعة شروط "المبكر" لتصويبه والحد من اللجوء إليه، لكن أي تعديل في هذا الاتجاه، عليه الاستناد على معطيات دقيقة، موضحا بأن الضمان ما يزال بانتظار نتائج الدراسة الاكتوارية الجديدة، لقياس الأثر المالي الحقيقي لـ"المبكر" على صندوقه، ولتحديد أفضل السبل للتعامل مع هذا الملف الحساس.
وختم بالقول إن "الحديث عن تعديل شروط التقاعد المبكر حاليا، ما يزال سابقاً لأوانه، وعلينا انتظار نتائج الدراسة الاكتوارية أولا قبل اتخاذ أي قرارات مصيرية".
مفارقة صارخة ومقلقة
من جانبه قال خبير التأمينات والحماية الاجتماعية موسى الصبيحي، إن الأعداد المتعلقة بتقاعدي الشيخوخة والمبكر في المؤسسة، تعكس مفارقة صارخة ومقلقة، مشيراً إلى أن عدد متقاعدي "الشيخوخة" حتى الآن بلغ 110 آلاف فقط، بنسبة 30 % من إجمالي متقاعدي الضمان، وعددهم 367 ألفا، يشملون كافة أنواع التقاعد، بما فيها "الاعتلال".
وأضاف الصبيحي، في المقابل، بلغ عدد متقاعدي المبكر (التراكمي) 195 ألفا، بنسبة 53 % من مجموع متقاعدي الضمان (التراكمي)، ما يدل على أن "المبكر" الذي وُضع كاستثناء محدود، أصبح قاعدة عامة.
وقال إن ما يدعو للأسف هو أن تقاعد الشيخوخة، الذي يُفترض أن يكون الأصل، أصبح استثناءً، فيما "المبكر" أصبح القاعدة، ما يعاكس تمامًا الفلسفة التأمينية السليمة، ويشكّل خطرًا استراتيجيًا على المركز المالي للمؤسسة، محذرا من انه "إذا استمرت هذه التحوّلات، فعلى الجميع أن يتأمّل جيدًا: كم سيتحمّل الضمان؟ وكم سيصمد؟"، مؤكدا ان "المطلوب وقفة جادة لتصحيح المسار، فاستدامة الضمان مسؤولية وطنية كبرى، لا تحتمل المجاملة أو التأجيل".
وبين أن أعداد المحالين على "المبكر" من القطاع العام في السنوات الخمس الأخيرة، قد يتجاوز 22 ألفا، معظمهم لم يتقدّم بطلب للتقاعد، بل أنهيت خدماتهم قسرياً دون معايير واضحة أو شفافة، لافتا الى ان هذا النهج يُرهق المركز المالي للمؤسسة التي يُفترض بأن تكون نموذجاً بترسيخ العدالة وعدم الانجرار وراء مثل هذه السياسات، لكنه أشار إلى أن المؤسسة نفسها، أنهت خدمات 14 موظفاً من كبار موظفيها وأحالتهم إلى "المبكر" دون طلب منهم، ما يشكل سابقة مقلقة.
وأضاف الصبيحي "أسأل الحكومة والمؤسسة: هل سيصمد المركز المالي للضمان، أمام هذه الرياح العاتية؟"، مؤكداً أن الوضع لا يحتمل، ومطالباً بإجراء دراسة إكتوارية عاجلة لقياس الأثر الحقيقي للسياسات، مبينا "أطالب بوقف أي مشروع لتعديل قانون الضمان مهما كانت أسبابه، ما لم تتوقف الحكومة عن الإحالات القسرية، ويجري تقييم مالي دقيق لتأثيرها".
اختلالات عميقة بنظام التقاعد
بدوره، قال مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية أحمد عوض، إن "النسبة الكبيرة جدًا لمتقاعدي المبكر مقارنة بإجمالي متقاعدي الضمان، تُعد مؤشرًا خطرا على اختلالات عميقة في نظام التقاعد.
وأضاف عوض، أن الأصل في أنظمة الضمان، أن يكون "الشيخوخة" القاعدة العامة، لكن ما نشهده اليوم هو تحوّل "المبكر" إلى القاعدة الغالبة، وهو ما ينطوي على آثار سلبية واسعة، تمس الأمنين الاجتماعي والاقتصادي.
وأوضح عوض، أن هذا التحول يؤدي أولا لاستنزاف موجودات صندوق الضمان على المدى الطويل بسبب صرف رواتب تقاعدية لسنوات طويلة، ما يُهدد الاستدامة المالية للمؤسسة، وثانيًا، فإن معظم المتقاعدين مبكرًا يتقاضون رواتب متدنية، لا تواكب غلاء المعيشة، ما يزجّ بهم في دائرة الفقر بمرور الوقت.
وأضاف إن "الكثير ممن يعودون لسوق العمل بعد التقاعد، يُربكون ديناميات التشغيل ويزاحمون الداخلين الجدد، ويُفاقمون من مشكلة بطالة الشباب"، مشيرا إلى أن الأخطر من كل ذلك، أن الغالبية العظمى لم تختَر "المبكر"، بل فُرض عليهم قسرًا، سواء من جهات حكومية أو شركات خاصة، تستخدم التقاعد كأداة للتخلص من العمالة.
وختم "يجب تقييد صلاحيات الإحالة القسرية إلى التقاعد المبكر، وإعادة النظر فيه، إذ يتوجب أن يبقى استثناءً لا قاعدة عامة، تُقوّض فلسفة الضمان القائمة على الحماية لا الإقصاء".
:

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اليوم الوظيفي 2025 في عمان الأهلية
اليوم الوظيفي 2025 في عمان الأهلية

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

اليوم الوظيفي 2025 في عمان الأهلية

تحت رعاية وزير العمل معالي الدكتور خالد البكار، افتتح أمين عام وزارة العمل بالوكالة السيد عبد الله الجبور، ظهر يوم أمس الثلاثاء الموافق 20 أيار 2025، فعاليات 'اليوم الوظيفي 2025' في جامعة عمان الأهلية، والذي نظمه مكتب الإرشاد الوظيفي ومتابعة الخريجين في عمادة شؤون الطلبة بالجامعة. وجرى الافتتاح بحضور نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية وعميد كلية طب الأسنان الأستاذ الدكتور أحمد حمدان، وعميد شؤون الطلبة الأستاذ الدكتور مصطفى العطيات، إلى جانب عدد من عمداء الكليات، وأعضاء الهيئة التدريسية، وممثلي القطاعات العامة والخاصة، بالإضافة إلى جمع غفير من الطلبة والخريجين وأبناء المجتمع المحلي. وشهد اليوم الوظيفي مشاركة واسعة من قبل 90 شركة ومؤسسة من مختلف القطاعات، قدّمت خلالها العديد من الفرص الوظيفية لخريجي الجامعة والباحثين عن عمل من أبناء المجتمع المحلي، في خطوة تهدف إلى تعزيز فرص التشغيل ومواجهة تحديات البطالة. وفي كلمته خلال الفعالية، أكد عميد شؤون الطلبة الأستاذ الدكتور مصطفى العطيات على أهمية الدور الذي تضطلع به الجامعة في ربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل، مشيداً بالدعم المتواصل الذي تقدمه إدارة الجامعة ممثلة برئيس هيئة المديرين الدكتور ماهر الحوراني، ورئاسة الجامعة ممثلة بالأستاذ الدكتور ساري حمدان، في سبيل تمكين الخريجين وتوفير فرص عمل حقيقية أمامهم. كما أشار الدكتور العطيات إلى أن تنظيم مثل هذه الفعاليات يأتي في إطار مسؤولية الجامعة المجتمعية، وسعيها الجاد لدعم الشباب الأردني في مواجهة التحديات الاقتصادية والوظيفية، معرباً عن تقديره للمشاركة الفاعلة من قبل الشركات والمؤسسات الوطنية، التي عرضت فرص عمل نوعية، تعكس التزام القطاع الخاص بدعم سوق العمل المحلي.

معرض المنتجات المحلي الثاني 2025 في عمان الاهلية
معرض المنتجات المحلي الثاني 2025 في عمان الاهلية

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

معرض المنتجات المحلي الثاني 2025 في عمان الاهلية

تحت رعاية الأستاذ الدكتور ساري حمدان، رئيس جامعة عمان الأهلية، مندوبا عنه نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية الأستاذ الدكتور أحمد حمدان، افتُتحت يوم أمس فعاليات معرض المنتجات المحلي الثاني 2025، بحضور عميد كلية إدارة الضيافة والسياحة الدكتور أشرف الجهماني، وعدد من عمداء الكليات، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، إلى جانب جمع غفير من طلبة الجامعة . ويأتي هذا المعرض بتنظيم كلية إدارة الضيافة والسياحة، بهدف دعم المنتج الوطني وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال بين الطلبة، من خلال إتاحة الفرصة أمامهم للاطلاع على أبرز المشاريع والمنتجات المحلية في مجالات متعددة مثل الأغذية، الحرف اليدوية، مستحضرات التجميل، والمنتجات الفنية. وخلال الافتتاح، أكد الأستاذ الدكتور أحمد حمدان في كلمته على أهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز التواصل بين مؤسسات التعليم العالي والقطاع الإنتاجي، مشيرًا إلى حرص الجامعة الدائم على دعم المبادرات التي تسهم في تمكين الشباب اقتصادياً وتحفيزهم على الإبداع والابتكار. وقد شهد المعرض تفاعلاً لافتاً من الحضور، وتنوّعت الأجنحة المشاركة فيه بين مشاريع طلابية ومبادرات فردية وشركات ناشئة، ما أتاح بيئة مثالية للتبادل الثقافي والتجاري، وعكس مدى التطور الذي تشهده الصناعات المحلية.

البترا وسور الصين العظيم "توأمة" لتعزيز التسويق والترويج السياحي
البترا وسور الصين العظيم "توأمة" لتعزيز التسويق والترويج السياحي

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

البترا وسور الصين العظيم "توأمة" لتعزيز التسويق والترويج السياحي

حسين كريشان وقعت مدينة البترا في المملكة الأردنية الهاشمية وسور الصين العظيم في مدينة جيايوغوان في جمهورية الصين الشعبية اتفاقية توأمة ثقافية وسياحية، تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك في المجالات السياحية، الثقافية، الاقتصادية والاجتماعية، والتسويقية بما ينسجم مع أهمية المدينتين كموقعين تاريخيين مدرجين على قائمة التراث العالمي لليونسكو ومن ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة. اضافة اعلان ووقع الاتفاقية رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي الدكتور فارس البريزات، ومديرة مكتب الثقافة والسياحة في بلدية جيايوغوان تشاو شومين، لتعزيز الروابط بين البلدين وتبادل الخبرات في مختلف القطاعات الحيوية، بحضور السفير الصيني في الاردن تشن تشوان دونغ، والسفير الاسباني في الأردن ميغيل دي لوكاس، وعدد من المسؤولين الحكوميين، وممثلي المجتمع المحلي في البترا. وتنص الاتفاقية على عدد من البنود التي تشمل تبادل الزيارات الثقافية، وتنظيم المؤتمرات، وتطوير برامج مشتركة في مجالات السياحة، والتعليم، والرياضة، والاستثمار، إلى جانب التسويق والترويج المشترك للوجهتين لبعضهما البعض. وتؤكد الاتفاقية على أهمية دعم المبادرات المجتمعية، وتبادل الخبرات في مجالات الصناعات التقليدية والحرفية، فضلاً عن تنظيم الفعاليات والمعارض لتعزيز حضور المدينتين عالمياً في الأسواق المصدرة للسياحة. وتأتي هذه الاتفاقية تتويجاً للعلاقات المتنامية بين الأردن والصين، وتؤسس لشراكة طويلة الأمد بين مدينتين تحملان إرثاً حضارياً وإنسانياً فريداً، وستسهم الاتفاقية في دفع عجلة التنمية المحلية وتعزيز التبادل الثقافي المستدام بين الطرفين. وقال رئيس سلطه إقليم البترا الدكتور فارس البريزات، إن توقيع اتفاقية التوأمة الثقافية والسياحية بين مدينة البترا وسور الصين العظيم يعتبر خطوة استراتيجية نحو تعزيز التعاون الدولي والانفتاح الثقافي والسياحي بين البلدين. وأضاف البريزات، أن هذه الاتفاقية تُجسد الاهتمام المشترك بين الطرفين للإرث الحضاري والإنساني الذي تحمله كل من البترا وسور الصين العظيم، كرمزين عالميين من أبرز مواقع التراث العالمي، وتعتبر فرصة حقيقية لرفع مستوى التسويق لمدينة البترا في السوق الصيني والأسواق العالمية المصدرة للسياحة للأردن. الى ذلك أكد السفير الصيني في الاردن تشن تشوان دونغ، أن توقيع هذه الاتفاقية يعكس عمق علاقات الصداقة والتعاون بين الصين والأردن، وأن هذه التوأمة بين البترا وسور الصين العظيم، وهما من أبرز رموز الحضارة الإنسانية، وستفتح هذه الاتفاقية آفاقاً جديدة للتعاون الثقافي والسياحي، وستُسهم في تعزيز التفاهم بين الشعبين، وزيادة التبادلات الإنسانية والتنموية بين المدينتين. من جانبها أشارت تشاو مين، إلى أن هذه الاتفاقية فرصة كبيرة لتبادل الخبرات في المجالات السياحية والثقافية، وتعميق الفهم المتبادل بين المدينتين، مؤكدةً أن هذه الشراكة ستساهم في تعزيز مكانة سور الصين العظيم كوجهة سياحية عالمية، وفي ذات الوقت ستوفر للبترا فرصاً جديدة للتفاعل مع السياح والمستثمرين من الصين. وتعمل سلطة إقليم البترا على استكمال توقيع اتفاقيات توأمة مع باقي مدن عجائب الدنيا السبع الجديدة لتعزيز التسويق السياحي المشترك وتعزيز حضور مدينة البترا عالمياً كما وقعت في وقت سابق اتفاقيات مماثلة مع الكولوسيوم في ايطاليا وقصر الحمراء وجنة العريف في اسبانيا. وتعد مدينة البترا، المنحوتة في الصخر والمصنفة كأحد عجائب الدنيا السبع الجديدة، رمزاً للحضارة العربية النبطية ومركز جذب سياحي عالمي، في المقابل، تُعد مدينة جيايوغوان، التي تحتضن القسم الغربي من سور الصين العظيم، رمزاً للحضارة الصينية الغنية، وتتمتع بمكانة استراتيجية وثقافية متميزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store