
قصف الملعب ومجد فيدرر وسيطرة عائلة ويليامز، ما أهم محطات بطولة ويمبلدون لكرة المضرب؟
ما بين لحظات الغضب، والتعبير عن المشاعر، وإحساس المجد، ناهيك عن تلك المحطات التي تعكس تمسك البطولة بتقاليدها وعاداتها.
في هذا التقرير، نتعرف على أبرز تلك اللحظات التي لا تُنسى.
طلبت بي بي سي من تشارلز رانسي وهو رئيس سابق للشؤون الرياضية في المناطق الإنجليزية في هيئة الإذاعة البريطانية، أن يحدد أكثر لحظتين غير قابلتين للنسيان في تاريخ ويمبلدون.
فاختار رانسي لحظة فوز البريطاني آندي موراي بلقب فردي الرجال لعام 2013.
يقول رانسي لبي بي سي: "كان هذا أول فوز لرجل بريطاني منذ فريد بيري في عام 1936. انتظر الجمهور المحلي، وانتظر، وانتظر، لكن كما صاح المعلق التلفزيوني في بي بي سي أندرو كاسل (انتهى الانتظار…)".
أما اللحظة الثانية التي تذكرها رانسي تعود لعام 1993، عندما كادت اللاعبة التشيكية يانا نوفوتنا أن تفوز بلقب السيدات، لكنها هُزمت على يد الألمانية شتيفي غراف.
وبينما كانت نوفوتنا تتقدم للحصول على لقب المركز الثاني انهمرت دموعها، لكن دوقة كينت الأميرة كاثرين - زوجة الأمير إدوارد ابن عم الملكة إليزابيث - ساندتها بوضع رأس نوفوتنا على كتفها.
أما بالنسبة لـمدير تحرير صحيفة "تنس غازيت" جون فيرال، فاختار لحظة فوز موراي باللقب على حساب نوفاك دجوكوفيتش في 2013.
واختار كذلك المباراة النهائية الشهيرة بين السويسري روجر فيدرر والإسباني رافائيل نادال في عام 2008، وقال فيرال لبي بي سي إنها "أعظم مباراة كرة مضرب شهدتها على الإطلاق".
لكن لحظات البطولة العريقة التي لا تُنسى كثيرة، فإليكم باقة من تلك المحطات المثيرة.
البطولة الأولى
أقيمت أول بطولة ويمبلدون في عام 1877 على أحد ملاعب الكروكيه التابعة لنادي عموم إنجلترا للكروكيه وكرة المضرب، وكانت للرجال فقط.
أما أول بطولة نسائية في ويمبلدون، فكانت عام 1884، وفازت مود واتسون بأول بطولتي سيدات.
وأيضاً كان لرجال الدين نصيب في ويمبلدون، ففي 1879 فاز القس جون هارتلي بالبطولة، وهو رجل الدين الوحيد الذي فاز بها.
رقم صامد منذ أكثر من 130 عاماً
منذ عام 1887، وشارلوت "لوتي" دود تحتفظ برقم قياسي لكونها أصغر لاعبة تحرز لقب فردي السيدات، لترفع اللقب في سن الخامسة عشرة و285 يوماً.
لم تكتف دود بهذا الرقم القياسي، إذ أتبعته بأربعة ألقاب، ولم تخسر سوى مجموعة واحدة خلال خمس سنوات متتالية.
وفي عام 1905، أصبحت ماي ساتون من الولايات المتحدة أول بطلة من خارج بريطانيا تفوز ببطولة فردي السيدات.
وكررت نجاحها في عام 1907، وهو العام الذي أصبح فيه نورمان بروكس من أستراليا أول لاعب غير بريطاني يفوز ببطولة فردي الرجال.
Wimbledon
ملك يلعب في ويمبلدون
في عام 1926، شارك ابن الملك جورج الخامس والملكة ماري (الذي أصبح فيما بعد الملك جورج السادس)، في منافسات الزوجي للرجال مع مساعده لويس جريج.
لاحقاً أصبح جريج رئيساً لنادي عموم إنجلترا (منظم البطولة) في عام 1937، فيما ظل الملك جورج السادس العضو الوحيد من العائلة المالكة الذي شارك في البطولة.
Wimbledon
نهائي لم يُلعب
يُعد نهائي بطولة الرجال لعام 1931 النهائي الوحيد الذي لم يُلعب.
كان يُفترض أن يكون نهائياً أمريكياً خالصاً بين سيدني وود وفرانك شيلدز، ليستلم وود الكأس دون أن يُحرك مضربه، بعد انسحاب منافسه إثر إصابة في الركبة.
بي بي سي والبث التلفزيوني
BBC
بدأت قناة بي بي سي بثها التلفزيوني للبطولة من الملاعب عام 1937.
وبوجود كاميرتين في الملعب الرئيسي، ومدة بث يومية محددة بـ 30 دقيقة، وتعليق فريدي غريسوود، بُثت مباراة الدور الأول بين باني أوستن وجورج روجرز في ذلك العام.
وخلال سنوات الحرب سقطت أكثر من ألف قنبلة على حي ويمبلدون، مما أدى لتدمير قرابة 14 ألف منزل، وأصابت إحداها الملعب الرئيسي في عام 1940.
ولم يتمكن المنظمون من إصلاح الجزء المتضرر حتى عام 1947، بعد سنة من عودة البطولة على الرغم من فقدان 1200 مقعد.
الملكة في البطولة
زارت الملكة إليزابيث الثانية ملعب بطولة ويمبلدون لأول مرة عام 1957.
وعادت الملكة منذ ذلك الحين إلى ويمبلدون في ثلاث مناسبات أخرى، خلال أعوام 1962، و1977، و2010.
العصر المفتوح
في عام 1968، تقرر أن تصبح البطولة مفتوحة أمام اللاعبين المحترفين، بعد أن كانت مقتصرة على الهواة.
وكان الأسترالي رود لافر والأمريكية بيلي جين كينغ أول فائزيْن بمنافسات الفردي في عصر بطولة ويمبلدون المفتوحة.
بورغ ضد ماكنرو
حصل الشوط الفاصل في المجموعة الرابعة في نهائي فردي الرجال في بطولة ويمبلدون لعام 1980 بين حامل اللقب السويدي بيورن بورغ والأمريكي جون ماكنرو على مكانة لا تُنسى.
كان بورغ يخوض نهائي ويمبلدون الخامس على التوالي، بعد فوزه بالأربعة السابقة. أما بالنسبة لماكنرو، المصنف ثانياً، فكان هذا النهائي الأول له.
شهد الشوط الفاصل 34 نقطة متنازع عليها، وهو رقم قياسي في نهائي ويمبلدون، وبعد لحظات متقلبة، انتهت بتتويج بورغ.
وفي عام 1981 تكرر ذات المشهد بمواجهة الغريمين مجدداً، لكن ماكنرو هذه المرة أنهى سلسلة انتصارات بورغ وأسقط السويدي عن عرشه.
"لا يمكنك أن تكون جاداً"
هي واحدة من أشهر العبارات في تاريخ كرة المضرب.
ففي عام1981 كان جون ماكنرو، ذو الشعر المجعد ورباط الرأس، غاضباً للغاية من أحد قرارات الحكم إدوارد جيمس، فقال له بعصبية شديدة: "لا يمكنك أن تكون جاداً".
أثارت هذه العبارة غضب جيمس وجمهور الملعب الرئيسي، وأصبحت بمثابة بطاقة تعريف لماكنرو، لدرجة أنه أطلق على سيرته الذاتية عنوان "جاد".
زيّ آن وايت
شهدت بطولة عام 1985 أحد أكثر الأزياء غرابة.
ففي الدور الأول خلعت الأمريكية آن وايت بدلة الإحماء الرياضية في ملعب تشيرش رود، لتكشف عن بدلة "ليكرا" بيضاء من قطعة واحدة.
واقترح الحكم عليها ارتداء ملابس أكثر ملاءمةً في اليوم التالي، وهو ما فعلته.
بوريس بيكر
اشتُهر بوريس بيكر بفوزه المذهل ببطولة عام 1985، حين أحرز اللقب وهو شاب غير مصنف في السابعة عشرة من عمره.
فكان أصغر بطل بعمر 17 عاماً و227 يوماً، وأول ألماني يفوز بالبطولة، وأول لاعب غير مصنف يحرزها.
نوبة غضب تارانجو
بعد أن تأخر الأمريكي جيف تارانجو بالنتيجة في إحدى مباريات بطولة عام 1995، غضب تارانجو من الحكم الرئيسي برونو ريبوه.
وصرخ: "انتهى الأمر، لن ألعب ... أنت من بين أكثر الحكام فساداً في اللعبة".
وصرخ أيضاً على الجمهور طالباً منهم الصمت، وغادر الملعب غاضباً قبل انتهاء المباراة.
والأغرب من ذلك، أنه بعد دقائق قليلة، صفعت زوجة تارانجو، الحكم ريبوه على وجهه عندما التقيا في الممر.
أُوقف تارانجو لاحقاً عن المشاركة في بطولتين من بطولات الغراند سلام وغُرِّم بـ63 ألف دولار.
"الغناء تحت المطر"
في عام 1996، أوقف المطر إحدى المباريات، فدُعي المغني السير كليف ريتشارد لتقديم حفل موسيقي مرتجل في الملعب الرئيسي.
وبالفعل، أدى نجم البوب المبلل أغنية "الغناء تحت المطر"، وكان فيها الجمهور كورالاً مبدعاً وردد كلمات الأغنية.
سامبراس ضد أغاسي في 1999
كانت مباراة الأمريكيين بيت سامبراس ضد أندريه أغاسي من أبرز مواجهات التسعينيات.
إذ لعب البطلان الأمريكيان 34 مرة بين عامي 1989 و2002، وحقق سامبراس (صاحب 7 ألقاب في ويمبلدون) الفوز في 20 مرة.
وفي عام 1999، فاز سامبراس أحد أيقونات البطولة على أغاسي في نهائي مميز.
وفي العام التالي كان سامبراس على موعد آخر مع المجد في بطولته المفضلة، حين هزم الأسترالي بات رافتر محرزاً لقبه السابع في ويمبلدون وهو رقم قياسي صمد 22 عاماً.
عقد الشقيقتين وليامز
بدأ عقد من هيمنة عائلة ويليامز الأمريكية في 8 يوليو/تموز 2000، عندما تغلبت فينوس وليامز على حاملة اللقب ليندسي دافنبورت.
وبذلك سيطرت الشقيقتان فينوس وسيرينا على ألقاب العقد الأول من الألفية الثالثة، لكن الروسية ماريا شارابوفا والفرنسية أميلي موريسمو تمكنتا من انتزاع لقبين من خزائن العائلة الأمريكية في عامي 2004 و2006.
صاحب بطاقة دعوة، بطلاً للمرة الأولى
في عام2001، خاض الكرواتي غوران إيفانيسيفيتش والأسترالي بات رافتر أحد أكثر نهائيات البطولة إثارة.
امتد اللقاء على خمس مجموعات استمرت ثلاث ساعات ودقيقة واحدة.
مُنح إيفانيسيفيتش الذي خسر النهائي ثلاث مرات، بطاقة دعوة للمشاركة في البطولة، ليُصبح أول لاعب مدعو ببطاقة يحرز اللقب الأعرق.
نافراتيلوفا تفوز مرة أخرى
في 2003، وبعد 25 عاماً من فوزها بأول ألقابها الفردية (من أصل تسعة)، عادلت مارتينا نافراتيلوفا الرقم القياسي المذهل لبطولات ويمبلدون، محرزةً لقبها العشرين إلى جانب لياندر بايس في الزوجي المختلط.
وجاءت هذه اللحظة التاريخية بعد أقل من ستة أشهر من تحقيقها إنجازاً تاريخياً آخر بفوزها بألقاب الفردي والزوجي للسيدات والزوجي المختلط في جميع بطولات الغراند سلام، محاكيةً بذلك إنجاز دوريس هارت ومارغريت كورت قبلها.
جوائز مالية متساوية
قرر نادي عموم إنجلترا في 2007 منح جوائز مالية متساوية للرجال والنساء على حد سواء في جميع المجالات.
ووُزع المبلغ الضخم البالغ 11,282,710 جنيهات إسترلينية بالتساوي بين السيدات والرجال.
أعظم مباراة!
في مباراة قيل عنها أعظم مباراة كرة مضرب لُعبت أو شُوهدت على الإطلاق، انتزع الإسباني رافائيل نادال كأس ويمبلدون الذهبية البراقة من روجر فيدرر.
قال نادال: "من المستحيل وصف ما شعرت به في تلك اللحظة، لكنني سعيد للغاية".
أما فيدرر فوصف نادال في ذلك اليوم بأنه "أسوأ خصمٍ على أفضل ملعب"، مضيفاً أن "رافا" بطل باستحقاق.
فيدرر التاريخي
AFP
في عام 2009، أصبح روجر فيدرر أعظم بطل كرة مضرب للرجال، بفوزه على الأمريكي آندي روديك بنتيجة 5-7، 7-6، 8-6، 7-6، 7-5، 3-6، 16-14 في 4 ساعات و16 دقيقة، ليحصد لقبه السادس في ويمبلدون.
كما حقق اللاعب السويسري رقماً قياسياً بفوزه باللقب الخامس عشر في البطولات الأربع الكبرى، متجاوزاً بذلك الرقم القياسي الذي حققه بيت سامبراس الذي كان حاضراً في المقصورة الملكية.
أطول مباراة
أنهى الأمريكي جون إيسنر أطول مباراة في تاريخ كرة المضرب بفوزه على الفرنسي نيكولا ماهو في الدور الأول من بطولة عام 2010.
إذ امتدت تلك المباراة على ثلاثة أيام بواقع 11 ساعة و5 دقائق.
موراي، "بريطاني يفوز ببطولة ويمبلدون"
أصبح آندي موراي أول بطل بريطاني في ويمبلدون منذ فريد بيري عام 1936، بعد فوزه على الصربي نوفاك ديوكوفيتش، لينهي بذلك انتظاراً طال لـ77 عاماً لإعادة لقب البطولة إلى بريطانيا، معوضاً خسارته في البطولة السابقة أمام فيدرر.
ومع استمرار البطولة، تُضاف الكثير من اللحظات والمحطات إلى رصيدها كل عام، بعضها تستحق أن تُخلّد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 4 أيام
- شفق نيوز
جيل ألفا: هل يتحدّث طفلك لغة لا تفهمها؟
"تستخدم ابنتي لغة مليئة بالاختصارات والرموز، غالباً ما تكون غير رسمية. تتحدّث بسرعة، وتُدخل كلمات جديدة ومصطلحات عصرية، قد يصعب فهمها أحياناً"، هكذا وصفت ديما طريقة تواصل طفلتها زُمُرّد ذات السبعة أعوام. زُمُرّد، وجميع الأطفال المولودين بين الأعوام 2010 و2024، ينتمون إلى جيل ألفا. وقد بات من الشائع بين أفراد هذا الجيل استخدام لغة خاصة تتكوّن من رموز وحروف إنجليزية، تحمل أحياناً معاني خفية وغير مباشرة، غالباً ما تكون غير مفهومة لمن هم خارج دائرتهم العمرية. وتضيف ديما في مقابلة أجرتها وابنتها مع بي بي سي، أنها تشعر أحياناً بوجود فجوة بينها وبين ابنتها، خاصة عندما تعجز عن فهم بعض ما تقوله. لكنها ترى في الوقت ذاته أن هذه الاختصارات "تفتح باباً للحوار مع زُمُرّد، وتجعلها تشعر بأنها جزءٌ من عالمها". وتُبين أنها تسعى إلى مواكبة هذه اللغة بهدف فهمها، لا بالضرورة استخدامها. وتوضح أنها تتجنب استخدامها لأنها لا تراها مناسبة لها شخصياً. وتصف ديما حال زُمُرّد عندما تطلب منها شرح مصطلح لم تفهمه، قائلة: "يكون ردّ فعلها لطيفاً، وتأخذ وقتها لشرح المعنى لي بطريقة بسيطة، وتسألني إن كنت بحاجة إلى مزيد من التوضيح". أما زُمُرّد، فتضحك عندما ترى الحيرة على وجوه البالغين عند سماعهم لهذه الاختصارات. وعندما يسألونها: "لماذا تكتبون الحروف بهذه الطريقة؟"، تجيبهم: "هذه هي لغتنا وطريقتنا في التواصل". وتعبّر عن ارتياحها لاستخدام الكلمات المختصرة، التي تجعل حديثها "أسرع وأكثر حيوية"، وفقاً لوصفها. وفي حين تستخدم زُمُرّد هذه اللغة مع أقرانها، إلّا أنها تتحدث بلغة أوضح مع والديها لرغبتها في أن يفهما كلامها بوضوح. وتقول إنها تسعد عندما يحاول والديها تعلّم هذه الاختصارات، وأن شرحها لهما يجعل العلاقة بينهم أكثر قرباً. جيل ألفا مترابط عالمياً جيل ألفا كما تُقدمه لنا كارما الطاهر، الاختصاصية النفسية في المجمع المركزي للصحة النفسية، هو أول جيل يولد بالكامل في القرن الحادي والعشرين، وقد نشأ في ظل التكنولوجيا وجائحة كورونا. مشيرة إلى أنه جيل مترابط عالمياً، متنوّع وشامل. وتصف الطاهر معالم لغة جيل ألفا، في حديثها لبي بي سي، بأنها "لغة عامية سريعة، وعملية للغاية، تميّزهم عن الأجيال السابقة. تعكس هوية الأطفال وتمنح الفرد منهم شعوراً بالانتماء إلى أقرانه عالمياً". وترى أن هذه اللغة تأثرت بشكل كبير بوسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما بمنصة "تيك توك"، إذ يتعلمها جيل ألفا ويستخدمها نتيجة انغماسه شبه الكامل في هذا العالم الرقمي، أو كما يصفه أبناء هذا الجيل بـ"الوجود الدائم على الإنترنت بشكل مبالغ فيه". "وقد باتت هذه اللغة رمزاً تواصلياً عالمياً يجمع أبناء هذا الجيل من مختلف الثقافات والأديان والأعراق، متجاوزة الحدود الجغرافية"، على حد قولها. "عالم خاص بجيل ألفا" وعلى عكس علاقة زُمُرّد مع والدتها، تُطلعنا الجدّة بسمة على علاقة ابنتها بحفيدتها، التي تصفها بأنها "تفتقر إلى نقاط الالتقاء في الحوار إلى حدٍ ما". وتقول لبي بي سي، إن حفيدتها البالغة من العمر ثلاثة عشرَ عاماً تستخدم هاتفها الذكي بشكل مفرط، وتستخدم مفردات لم تكن لتظن أنها فعلاً تحمل معنى. وتبيّن أن حفيدتها ماسة تتجنب تعليم والدتها هذه العبارات وما تحمله من دلالات، كما لو أنها لا ترغب في إدخالها إلى عالمها الخاص، مما يُعمّق الفجوة بين الأم وابنتها. وفي هذا الصدد، توضح الطاهر أن ضعف التواصل بين الآباء وأبنائهم يؤدي إلى فجوة في الفهم، تؤثر بشكل كبير على العلاقة العاطفية والنفسية بينهم، فالأبناء يشعرون بأنهم لا يُفهَمون، بينما يشعر الآباء بأن أبناءهم لا يستمعون إليهم، مما يسبب توتراً في العلاقة. وتشير إلى أن جيل ألفا تأثر بثقافة التفاعلات السريعة على مواقع التواصل، مما قلّل من اعتمادهم على المحادثات المكتوبة، وأضعف بالتالي إدراكهم لأهمية الكلمة وسياق استخدامها، مما يؤدّي أحياناً إلى سوء فهم مع البالغين. وتقترح على الآباء تعلم أساسيات هذه اللغة الجديدة أو على الأقل فهمها بشكل عام، حتى يعلم أطفالهم أن هناك مساحة للفهم والتواصل، مؤكدة أن التواصل مع الأبناء يتم من خلال فهمهم، والطريقة الوحيدة لفهمهم هي التواصل معهم. وتدعو الآباء إلى تعلّم أساسيات هذه اللغة أو الإلمام بها على الأقل، حتى يشعر الأطفال بأن هناك من يسعى لفهمهم والتقرب منهم، مؤكدة أن التواصل مع الأبناء يبدأ بفهمهم، وأن السبيل إلى هذا الفهم هو الحوار المستمر والتفاعل معهم بلغتهم. كيف أثّرت جائحة كورونا على جيل ألفا؟ في الختام، تربط الطاهر بين لغة جيل ألفا وجائحة كوفيد-19، مشيرة إلى أن نشأتهم خلال سنوات الجائحة الأولى قد تكون لها تأثيرات اجتماعية ونمائية طويلة المدى على هذا الجيل. وتوضح الطاهر، من واقع خبرتها كمعالجة نفسية، أنها لاحظت ازدياد الطلب على العلاج الأسري مقارنة بالعلاج الفردي عقب الجائحة، مبيّنة أن هذا التحوّل يعكس تأثير التغيرات التي طرأت على أنماط اللغة والتواصل داخل الأسرة. إضافة إلى الجائحة، تؤكّد أن التطور الرقمي السريع واختلاف نشأة الأجيال أثّرتا على تطوّر اللغة، حيث تمتلك الأجيال مرجعيات ثقافية وتجارب اجتماعية مختلفة تماماً عن جيل ألفا.


الزمان
١٧-٠٧-٢٠٢٥
- الزمان
التونسية أنس جابر تعلق مسيرتها
باريس (أ ف ب) – قررت النجمة التونسية أنس جابر، المتراجعة في تصنيف رابطة المحترفات (دبليو تي أيه) إلى المركز 71 بعدما وصلت إلى الوصافة، تعليق مسيرتها في ملاعب كرة المضرب من أجل أن 'أضع نفسي في المقام الأول'. وقالت ابنة الثلاثين عاما في حسابها على انستغرام 'بذلت مجهودا كبيرا خلال العامين الأخيرين وعانيت من الإصابات وتحديات أخرى عديدة. لكن في أعماقي، لم أشعر بالسعادة الحقيقية على الملعب منذ فترة طويلة'. وأضافت وصيفة بطولة ويمبلدون لعامي 2022 و2023 وفلاشينغ ميدوز 2022 'كرة المضرب رياضة رائعة، لكن اليوم، أعتقد أن الوقت قد حان لأخذ خطوة للوراء وأن أضع نفسي في المقام الأول: أن أتنفس، أتعافى، وأعيد اكتشاف متعة الحياة ببساطة'. وتوجهت بـ'الشكر لجمهوري على تفهمهم. دعمكم ومحبتكم يعنيان لي الكثير. أحملهما دائما معي'، مضيفة 'حتى عندما أكون بعيدة عن الملعب، سأبقى قريبة وعلى تواصل بطرق مختلفة، وسأتشارك هذه الرحلة معكم جميعا'. وبعد خروجها من الدور الثالث لبطولة أستراليا، أوائل الموسم، انتهى مشوار جابر عند الدور الأول لبطولة رولان غاروس ثم اضطرت للانسحاب من مباراتها في الدور الأول لبطولة ويمبلدون بسبب الإصابة أمام البلغارية فيكتوريا توموفا الـ111 عالميا بعد شوطين من المجموعة الثانية. وظهرت جابر غير مرتاحة طوال المباراة في ظل درجات حرارة خانقة في لندن وقدمت مستوى مخيبا وارتكبت العديد من الأخطاء المباشرة دفعت ثمنها غاليا بخسارتها المجموعة الاولى 6-7 (5-7) بعدما حصلت على فرصتين لحسمها في صالحها في الشوط الفاصل. وبعد شوطين على انطلاق المجموعة الثانية (خسرتهما)ـ طلبت وقتا مستقطعا طبيا طويلا، حيث عالجها الطاقم الطبي قبل إخراجها من الملعب. وعادت التونسية إلى الملعب بعد تأخير دام 14 دقيقة، لكنها لم تتمكن من إنهاء المباراة. وقالت جابر في حينها 'لم أكن أتوقع ألا أشعر بالراحة. لقد كنت أتدرب بشكل جيد جدا في الأيام القليلة الماضية'. وأضافت 'هذه الأمور تحدث. أنا حزينة جدا. هذا لا يساعدني حقا على استعادة ثقتي بنفسي'. وكان خروج المصنفة الثانية عالميا سابقا من ويمبلدون استمرارا لسلسلة مخيبة للآمال في العامين الاخيرين. تراجعت جابر في التصنيف العالمي خلال العام الماضي بعد مشاكل في الإصابات. في وقت سابق من هذا العام، عانت من صعوبات في التنفس في الدور الثاني من بطولة أستراليا المفتوحة بعد معاناتها من مشكلة ربو. وقالت 'سأواصل بذل قصارى جهدي رغم أن الموسم كان صعبا جدا بالنسبة لي، لذا آمل أن أشعر بتحسن وأرى ما سيحدث'. وأضافت 'أحاول الابتعاد قليلا عن كرة المضرب، والاستمتاع بالحياة من دونها. أحاول التعافي وقضاء وقت مع العائلة. آمل أن يساعدني ذلك على إعادة شحن طاقتي. الراحة هي الوصفة الأمثل لذلك'.


شفق نيوز
١٦-٠٧-٢٠٢٥
- شفق نيوز
لامين يامال يواجه دعوى بانتهاك حقوق أشخاص من "ذوي الإعاقة"
ناشدتْ وزارة الحقوق الاجتماعية الإسبانية مكتب المدعي العام في البلاد بفتح تحقيق مع نجم فريق برشلونة لكرة القدم لامين يامال. الخطوة جاءت إثر تقارير أفادت بأن جناح الفريق، ذي الأصول المغربية، "استأجر أقزاماً" ليؤدوا عرضاً في حفل عيد ميلاده الثامن عشر. وكان لامين يامال أقام، يوم الأحد، حفل عيد ميلاده في شقة بقرية أوليفيلا الواقعة على مسافة 50 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من برشلونة. وحضر الحفل عددٌ من صُنّاع المحتوى في موقع يوتيوب ومن المؤثّرين على وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن عدد من زملائه في فريق برشلونة. وتزعُم تقارير بأن لامين يامال "استأجر" مجموعة من فنّاني الترفيه الأقزام، وهو ما وصفته رابطة مَن يعانون القزامة وخَلل التنسُّج الهيكلي في إسبانيا (والمعروفة اختصاراً باسم أديي) بأنه تصرّف "غير مقبول في القرن الحادي والعشرين". وعلِمت بي بي سي، أن رابطة "أديي" أقامت دعوى قضائية ضد لامين يامال. وفي حديث لبي بي سي، قالت المديرية العامة للأشخاص ذوي الإعاقة، التابعة لوزارة الحقوق الاجتماعية الإسبانية، إنها "طالبت مكتب المدعي العام بفتح تحقيق للوقوف على ما إذا كان القانون، ومن ثمّ حقوق ذوي الإعاقة، قد انتُهكا". وقالت رابطة أديي إنها "تسنكر عملية استئجار أقزام بهدف التسلية"، مضيفة بأنها ستتّخذ إجراءً قانونياً ضد هذا التصرّف؛ كونه يُكرّس للصور النمطية، ويغذّي التمييز، كما يشوّه صورة ذوي الإعاقة ويضيّع حقوقهم". وأضافت الرابطة في بيان لها بأن "مثل هذه التصرّفات لا تنتهك القانون فحسب، وإنما تنتهك كذلك القيَم الأخلاقية للمجتمع والتي ينبغي احترامها". وأوضح البيان أن "القانون يحظُر بشكل صريح استخدام ذوي الإعاقة في أي أنشطة بهدف السخرية أو التهكُّم أو الاستهزاء، على نحو يتنافى مع الكرامة الإنسانية". "لم يتعرّض أحدٌ لشيء من عدم الاحترام" لكنّ موقع راديو كتالونيا في المقابل، أذاع حواراً مع شخص ادّعى أنه من مجموعة الأقزام الذين حضروا حفلة عيد ميلاد لامين يامال، وقال هذا الشخص -الذي طلب عدم ذِكر اسمه- إنّ أحداً لم يتعرّض لشيء من عدم الاحترام. وأضاف الفنان الترفيهي: "لم نتعرّض لإهانة من أحد. قُمنا بعملنا في جوّ من السلام. ولا أرى سبباً لكل هذه الضجّة. نحن أشخاص عاديون، نقوم بما نرغب في القيام به، بطريقة قانونية تماما". وتابع الفنان: "نحن نعمل كترفيهيين. وما الذي يمنعنا من القيام بذلك؟ هل بسبب ظروفنا الجسدية؟ ثم إننا نعرف حدودنا جيداً ولا نتخطّاها أبداً: فلسنا قروداً تُقدّم عروضاً". ونوّه الفنان إلى أن العرض الذي قدّموه في حفل لامين يامال استغرق ساعة واحدة، قبل أن يشارك هؤلاء الفنانين يامال في الاحتفال بعيد ميلاده مثل بقيّة الحضور. "إننا نقدّم عروضا راقصة، ونوزع المشروبات، كما نقدّم عروضا سِحرية ... هناك العديد من العروض التي نقدّمها. لقد قضينا جميعاً وقتاً عظيما"، وفقاً للفنان الترفيهي. وتواصلتْ بي بي بي سي مع المتحدّث باسم نادي برشلونة، الذي قال إن النادي "ليس في وَضْع يُمكّنه من التعليق على تصرّف حدث في نطاق شخصيّ"، لكنّ هذا الموقف من جانب النادي سيُعاد تقييمه بمجرّد الحصول على "معلومات ملموسة".