
لا طعام لا أمل لا حماية وموت ببطء.. "الجوع" يفتك بسكان قطاع غزة
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن المجاعة التي طالما حذر منها خبراء الأمم المتحدة باتت واقعًا يعيشه السكان يوميًا، حيث يشاهد الآباء أبناءهم وهم يذوون أمام أعينهم دون قدرة على إنقاذهم، وسط قيود إسرائيلية خانقة تمنع تدفق المساعدات وتحول الجوع إلى سلاح قاتل.
ونوهت بأن خبر تأكيد لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) - وهي لجنة تضم خبراء من الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة عالمية - بأن "أسوأ سيناريو للمجاعة" يتكشف الآن في غزة، لم يكن مفاجئًا للسكان الذين يعيشون هذا الواقع منذ شهور، بل كان مجرد تأكيد رسمي لمعاناة مزمنة.
لا طعام لا أمل لا حماية وموت ببطء
ولفتت إلى قصة المواطن جميل المغاري (38 عامًا) من مخيم المغازي، الذي قال "إن أطفاله فقدوا ما يقرب من نصف وزنهم، وإن ابنته البالغة خمس سنوات لا يتجاوز وزنها 11 كيلوجرامًا"، مضيفًا أن ابنه "أصبح جلدًا على عظم، وأنه شخصيًا فقد 30 كيلوجرامًا من وزنه، ويكافح يوميًا للبقاء واقفًا في مواجهة الإعياء ونقص التغذية".
واستشهدت الصحيفة بتصريحات "المغاري"، الذي قال:"أحيانًا لا نأكل شيئًا ونكتفي بالماء فقط لنشعر بالشبع. ننتقل من حي لآخر هربًا من الغارات، لكن لا مهرب من الجوع. نعيش على العدس إن وجد، ونقترض أحيانًا لشرائه. لا تصلنا مساعدات من مطابخ الحساء، والمساعدات التي تُعلن دولة الاحتلال عن دخولها يستولي عليها الأقوياء والمسلحون ويبيعونها في السوق بأسعار جنونية".
ورأت الصحيفة في السياق، أن الفوضى والانهيار الأمني وانعدام الرقابة جعلت من نقاط توزيع المساعدات مسارًا محفوفًا بالموت.
وقالت إن مراكز التوزيع الأربعة التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من دولة الاحتلال الإسرائيلي، "لا تفتح إلا دقائق معدودة يوميًا"، ما يؤدي إلى تكدّس آلاف المدنيين اليائسين، وتعرضهم لإطلاق النار في كثير من الأحيان أثناء سعيهم للحصول على المساعدات.
كما نقلت الصحيفة شهادة منصورة فضل الحلو، أرملة في الـ58 من عمرها، تعاني من ضعف جسدي يمنعها من الوصول لنقاط التوزيع، وتخشى على حياة ابنها الوحيد الذي تمنعه من التوجه إلى هناك، قائلة: "الوضع هناك مروع. الفوضى بين الرجال مرعبة، والجيش الإسرائيلي لا يرحم. لا أطيق رؤيته يعود إلي جثة".
الضعفاء والمرضى غير قادرين على الوصول للمساعدات
وأضافت الصحيفة "أن كثيرين من سكان غزة لا يملكون حتى القدرة الجسدية لخوض هذه الرحلة الشاقة بحثًا عن الغذاء، سواء بسبب المرض أو الفقر أو عدم وجود وسيلة تنقل، ما يجعل الجوع أكثر فتكًا من القنابل".
ونوهت "الجارديان" بإن "المغاري" خضع لعملية قلب مفتوح، وجميع أطفاله دون الثانية عشرة، وحتى لو أرادوا المغامرة بحياتهم من أجل لقمة، فهم ببساطة لا يقدرون. وقال المغازي:"أرسلنا للعالم مئات الرسائل، ولم يتحرك أحد. كل ما يمكنني قوله هو: نحن نموت ببطء، أنقذونا".
واعتبرت الصحيفة أن من أبشع مشاهد هذه الحرب هو عذاب الآباء وهم يرون أبناءهم ينهارون جوعًا دون قدرة على إنقاذهم، مثل حالة أبو العبد من دير البلح، الذي قال: "ابنتي الصغرى تبلغ 14 عامًا، وأصبحت عظام صدرها بارزة بسبب سوء التغذية. كل أولادي يشعرون بالدوار والتعب، وأنا كأب عاجز عن إطعامهم".
وأشار إلى أن أسعار المواد الغذائية وصلت إلى مستويات "غير معقولة حتى مقارنة بالدول الأوروبية"، دون وجود أي دخل أو مساعدات أو حتى مطابخ خيرية، التي كانت الملاذ الأخير للفقراء، لكنها اختفت تمامًا.
ونقلت "الجارديان" عن "أبو العبد" قوله:"لقد خدعنا العالم بشعارات حقوق الإنسان. لو كنا نطلب حماية حقوق الحيوانات في غزة، لتحركوا فورًا. أما نحن، فلا أحد يشعر بنا، لا العرب، ولا المسلمون، ولا المسيحيون".
وأشارت الصحيفة إلى أن اعتراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر رسميًا بوقوع المجاعة بعث قليلًا من الأمل بأن العالم سيتحرك، رغم قناعة الغزيين أن سنوات من الصمت جعلتهم يفقدون الثقة.
وقالت "الحلو":"نعيش المجاعة منذ زمن طويل، ولا أحد تحرك. آمل أن تكون رسالتنا هذه سببًا في إنقاذنا من الموت البطيء".
أما بخصوص تعهد بريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطين، فقالت: "أي دولة تلك التي لا تملك سيادة ولا جيشًا يدافع عنها؟ نريد اعترافًا حقيقيًا لا رمزيًا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 38 دقائق
- مصرس
يونيسف تطلق تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في السودان
أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في تقرير حديث، أن خفض التمويل المخصص للاستجابة الإنسانية في السودان يهدد بتدمير جيل كامل من الأطفال. وأكدت المنظمة أن نقص الدعم أدى إلى تفاقم حالات سوء التغذية في جميع أنحاء البلاد، مما دفع بالأطفال إلى حافة ضرر لا يمكن تداركه. الأزمة المالية وتداعياتهاتُعاني منظمات الأمم المتحدة، بما فيها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، من أسوأ أزمات التمويل منذ عقود، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى قرارات دول مانحة كبرى بتخفيض مساهماتها. وحذّر شيلدون يت، ممثل اليونيسف في السودان، من أن هذه التخفيضات حرمت الأطفال من الخدمات الأساسية المنقذة للحياة، مثل المياه الصالحة للشرب، والغذاء، والرعاية الصحية. وقال يت: "نحن على وشك إلحاق ضرر لا يمكن تداركه في جيل كامل من الأطفال في السودان".وفي هذا السياق، أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية العالمية للسودان، التي تبلغ قيمتها 4.6 مليار دولار، لم يتم تمويلها سوى بنسبة 23% فقط، مما أدى إلى تقليص عمليات العديد من الشركاء في المساعدات الإنسانية.مخاطر المجاعة في الفاشر ومناطق أخرىأوضح برنامج الأغذية العالمي في وقت سابق أن مناطق جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم تواجه خطر المجاعة. وقد تفاقم الوضع بشكل خاص في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية دارفور الوحيدة التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع، حيث يعيش آلاف النازحين في ظل حصار خانق.وأكد ينس لاركه، المتحدث باسم مكتب (أوتشا)، أن الوضع في مخيم زمزم بالفاشر بات كارثياً، وأن المجاعة مؤكدة منذ عام، ولكن المساعدات الغذائية لم تصل إلى المنطقة. من جانبه، أكد إريك بيرديسون، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي، أن سكان الفاشر يواجهون محنة يومية للصمود بعد أكثر من عامين من الحرب، وحذر من أن "أرواحاً ستزهق في غياب وصول فوري ومستدام" للموارد الأساسية.وتشير التقارير إلى أن أسعار المواد الغذائية الأساسية، مثل الذرة والقمح، ارتفعت بنسبة تزيد عن 460% في الفاشر، وأن الأسواق شبه خالية، فيما أغلقت معظم المطابخ المشتركة أبوابها. وتتفاقم أزمة الوصول إلى المحتاجين بسبب تعذر وصول المساعدات عبر الطرق البرية بسبب موسم الأمطار، مما يزيد من صعوبة جهود الإغاثة.


أخبار اليوم المصرية
منذ ساعة واحدة
- أخبار اليوم المصرية
الإحصاء: مصر تسجل المليون رقم 108 خلال 289 يوما فقط
أوضح اللواء خيرت بركات، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ، وصول عدد سكان مصر بالداخل إلى 108 مليون نسمة في يوم الإثنين 18 أغسطس الجاري، مشيرا إلى أن معدلات الزيادة السكانية في تراجع ملحوظ. أشار رئيس الجهاز، إلى أن المليون الثامن بعد المائة تحقق خلال مدة تصل إلى 289 يوم، بفارق 21 يوم عن المدة التي تحقق فيها المليون السابق له رقم 107، وهو يعتبر مؤشر على تراجع معدل الزيادة السكانية. اقرا ايضا | «الإحصـاء» يوقع بروتوكول تعاون مع «القومي لحقوق الإنسان» لدعم مسيرة المجلس وأضاف بركات، أن عدد المواليد في مصر سجل مليون و998 ألف مولود عام 2024، مقارنة بـ2 مليون و45 ألف مولود في العام السابق له 2023، بتراجع بلغ 77 ألف مولود وبنسبة تراجع بلغت 3.8%، ورغم ذلك مازلنا في مصر نشهد مولود كل 15 ثانية. في سياق متصل ذكر رئيس الجهاز، أنه رغم التراجع الملحوظ في معدلات المواليد مازال هناك زيادة في معدلات المواليد في محافظات الوجه القبلي على مستوى الجمهورية، وذلك بمحافظات "أسيوط وسوهاج وقنا والمنيا وبني سويف، وهذه الأرقام تمثل تحدى كبير وعائق كبير للتنمية، لافتا إلى أنه من المنتظر أن تشهد الفترة المقبلة إجراء جولة جديدة لمسح صحة الأسرة المصرية. ويوفر الجهاز العديد من الاحصاءات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسكانية في ضوء المبادئ الأساسية للإحصاءات الرسمية التي صدقت عليها الأمم المتحدة والمعايير الدولية لإنتاج منتج احصائي على درجة عالية من الدقة والجودة لخدمة أغراض التخطيط الوطنى ورسم سياسات الدولة.


24 القاهرة
منذ 2 ساعات
- 24 القاهرة
اليونيسف: تخفيضات التمويل تدفع أطفال السودان إلى حافة ضرر لا يمكن إصلاحه
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف، اليوم الثلاثاء، إن خفض التمويل يدفع جيلًا كاملًا من الأطفال في السودان إلى حافة ضرر لا يمكن إصلاحه مع تقليص الدعم واستمرار حالات سوء التغذية في جميع أنحاء البلاد، وفقًا لـ رويترز. تخفيضات التمويل تدفع أطفال السودان إلى حافة ضرر لا يمكن إصلاحه وتواجه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وغيرها من وكالات الأمم المتحدة واحدة من أسوأ أزمات التمويل منذ عقود، وهي أزمة تفاقمت بسبب قرارات الولايات المتحدة وغيرها من الدول المانحة بخفض تمويل المساعدات الخارجية. وقال شيلدون يت، ممثل اليونيسف في السودان: يعاني الأطفال من محدودية الوصول إلى المياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية وينتشر سوء التغذية، ويعاني العديد من الأطفال الأصحاء من قلة الطعام. الأطفال يموتون من الجوع وأدى الصراع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع المتنافسة إلى نزوح الملايين وتقسيم البلاد إلى مناطق سيطرة متنافسة مع بقاء قوات الدعم السريع متجذرة في غرب السودان. وقال برنامج الغذاء العالمي في يوليو الماضي، إن عدة مناطق جنوب العاصمة السودانية الخرطوم معرضة لخطر المجاعة. وأكدت اليونيسف أن الأطفال محرومون من الحصول على الخدمات المنقذة للحياة بسبب خفض التمويل، في حين أن حجم الاحتياجات مذهل. وتابع: مع تخفيضات التمويل الأخيرة، اضطر العديد من شركائنا في الخرطوم وأماكن أخرى إلى تقليص أنشطتنا، نحن نعمل بأقصى طاقتهم في جميع أنحاء السودان، حيث يموت الأطفال من الجوع، نحن على وشك التعرض لضرر لا يمكن إصلاحه لجيل كامل من الأطفال في السودان. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لم يتم تمويل سوى 23% من خطة الاستجابة الإنسانية العالمية للسودان البالغة قيمتها 4.6 مليار دولار. وذكرت اليونيسف أن الوصول إلى المناطق المحتاجة لا يزال يُشكل تحديًا، إذ أصبحت بعض الطرق غير سالكة بسبب موسم الأمطار، مما أعاق جهود إيصال المساعدات، ولا تزال مناطق أخرى تحت الحصار، مثل الفاشر. واختتمت: لقد مرّ عام منذ تأكيد المجاعة في مخيم زمزم، ولم يصل أي طعام إلى هذه المنطقة، ولا تزال الفاشر تحت الحصار، نحن بحاجة إلى هذا الوصول الآن، بحسب جينز ليركي من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية. حقيقة مزاعم إسرائيل.. هل الأمم المتحدة تُخزن المساعدات في غزة دون توزيع؟ وزير الخارجية من الأمم المتحدة: الاعتراف بفلسطين ضرورة لوقف تصفية القضية.. حل الدولتين السبيل لإنهاء الصراع