
بريطانيا ومشروع الدولة الفلسطينية وحقيقة المصالح الإسرائيلية
ولم يكن هذا الجزم متصلاً بموقفه السياسي كمعارض لمبدأ التسوية مع الكيان الإسرائيلي، ولا متصلاً بعقيدة دينية أو رؤية تاريخية، إنما من واقع القراءة الجيوستراتيجية المتصلة بعلاقة الموقع الجغرافي بالأبعاد السياسية والعسكرية والاقتصادية.
يعيدنا طرح مشروع الدولة الفلسطينية في آتون "طوفان الأقصى"، إلى سؤال الواقع الجغرافي ما بين النهر والبحر، وحقيقة المصالح المكتسبة من وجود دولة فلسطينية بجوار الكيان الإسرائيلي، وإن ظهرت هذه الاعترافات التي صدرت أو المتوقع صدورها كضخ دماء جديدة في شرايين مبدأ التسوية حتى في ظل حرب الإبادة على غزة ومشاريع ضم الضفة.
تتربع مساحة الضفة الغربية، وهي الجسم الأساس لمشروع الدولة، بمساحتها المحدودة دون 6 آلاف كم مربع، على مقطع أخدودي من غور الأردن، وهو الغور الذي يصاحب امتدادات نهر الأردن والبحر الميت بمحاذاة الضفة، ضمن مسافة عرض بين نهر الأردن والبحر المتوسط ضمن 80 كم، لتبقى الضفة بعيدة عن ساحل البحر المتوسط بمسافة 15 كم من جهة مدينة طولكرم، تشير هذه المحددات الإستراتيجية إلى نزاع جوهري ثابت بين الكيان الإسرائيلي وأي دولة أخرى مرشحة للتأسيس، وفي ظل الاشتراط الأوروبي وموافقة السلطة الفلسطينية على اعتبارها دولة منزوعة السلاح، إلا ذلك السلاح الذي يكبح جماح الداخل لضمان أمن الجار الإسرائيلي، فإن واقع الحال لا يعطي ناتج دولتين.
ظل زعماء الكيان الإسرائيلي على اختلاف توجهاتهم يصرون في كل حوار سياسي على حتمية السيطرة الإسرائيلية على غور الأردن، وهو ما ظهر بالأساس منذ بيرس ورابين، وهما من وقّع اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير، وما تبعها من اتفاقية السلام مع الأردن، والتي نصت على سيطرة إسرائيلية على أرض أردنية في منطقة وادي عربة، ما يشير إلى طوق إسرائيلي كامل حول الضفة الغربية، مع الانفصال الجغرافي البعيد للضفة عن قطاع غزة في عمق صحراوي ممتد طولاً.
وللتذكير، فإن بريطانيا كراعية للاستعمار الغربي في العالم، هي من تولى نزع فلسطين من سيطرة الدولة العثمانية سنة 1916، وتهيئتها على مراحل متدرجة لهجرة مئات الآلاف من يهود العالم وتوطينهم داخل فلسطين، ثم تسليح هؤلاء اليهود وتنظيمهم في عصابات الهاجاناه والأرغون لفرض قيام ما يسمّى بـ"دولة إسرائيل" عام 1948، بعد القرار البريطاني بالانسحاب من فلسطين عقب اكتمال هذه التهيئة.
وسبق لبريطانيا بعد تحوّلها إلى المذهب البروتستانتي الذي يؤمن بعودة اليهود إلى أرض الميعاد فلسطين، أن بدأت مشوار هجرة اليهود وتوطينهم وحمايتهم داخل فلسطين، منذ أن أقامت لها في ظل الدولة العثمانية أول قنصلية غربية في القدس سنة 1838، ولم تكن ثمة جالية إنكليزية في فلسطين، إنما شرائح يهودية عثمانية منسجمة مع الواقع، حتى بدأت بريطانيا تستقدم اليهود من شتى دول العالم وأخذت تملكهم الأراضي باعتبارهم رعايا بريطانيا، حتى لو كانوا من التابعية الروسية، وقد تولى القنصل البريطاني جيمس فن تنفيذ هذه الخطط من سنة 1856 حتى سنة 1873، ما يسبق ولادة الحركة الصهيونية سنة 1897 بعقود عدة، ضمن مشروع بريطاني استعماري لخلق امتداد بشري سياسي ديني لها في الطريق بين أوروبا وأكبر مستعمراتها في الهند. 14 اب 10:51
14 اب 09:42
اليوم، وبعد مئتي سنة على بدء بريطانيا مشروعها الاستعماري الخاص في فلسطين عبر يهود العالم، وبعد ثلاثين سنة على الاتفاق الإسرائيلي-الفلسطيني على مبدأ حل الدولتين، ومع أكثرية إسرائيلية كاسحة ضد مبدأ حل الدولتين، تأتي بريطانيا وفرنسا مع عدد من الدول الأوروبية بمشروع الاعتراف بدولة فلسطينية، هل هو نوع من التكفير التاريخي عن جرائم "سايكس -بيكو" عندما تقاسم البريطاني والفرنسي بلادنا، باعتبارها كعكة عيد ميلاد الرأسمالية الغربية الاستعمارية على أطلال جماجم المسحوقين الشرقيين؟ أم هي ألاعيب النخب السياسية في أوروبا ضمن الحديقة الخلفية للسياسة الأميركية في خدمة "إسرائيل" باعتبارها رأس حربة المشروع الغربي المتجدد ضد أمتنا؟
يأتي الموقف البريطاني والأوروبي والأسترالي في التوجه للاعتراف بدولة فلسطينية ضمن الأهداف الآتية:
أولاً: الضغط السياسي النسبي على "إسرائيل" لضبط إيقاع حروبها ضمن مساحة متقاربة مع رؤية الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، ما يضمن مصالحهما في الشرق الأوسط، وهي المصالح المهددة من مشاريع ترامب المربكة للسياسات العالمية، ولا سيما الأوروبية منها.
ثانياً: تخفيف حالة التوتر المتعاظمة وسط شعوب أوروبا ضد النخب الحاكمة في ظل دعمها للجرائم الإسرائيلية، ولعلّ متابعة مستوى التعاطف الشعبي مع غزة في بريطانيا، تؤرق النخبة السياسية فيها سواء في الحزبين الرئيسين العمال والمحافظين، أو مجمل الشرائح الفكرية والبرلمان والمؤسسات والجامعات والشركات، ما يهدد مكانة بريطانيا وتصدرها للحضارة الغربية، والذي دفع وزير خارجيتها إلى اعتبار الهجمات الإسرائيلية نقيضاً للقانون والقيم الحضارية الغربية.
ثالثاً: يعكس مشروع الدولة الفلسطينية في جانب جوهري منه خدمة عميقة لـ"إسرائيل"، ما يتجاوز مراهقات فريق نتنياهو ورؤيته القاصرة لتعاظم المشروع الإسرائيلي، فبريطانيا ما زالت تعدّ نفسها وصية على الطموح الصهيوني الذي أنجبته من رحم مشروعها الاستعماري وميولها الدينية البروتستانتية، وهي في طبيعة خبث سياساتها ضليعة في احتواء ردود الأفعال، مع عظيم إدراكها لما تحمله الوحشية الإسرائيلية من أصداء تتفاعل بالتدريج عبر العالم كله، خاصة في الجامعات الغربية.
رابعاً: دعمت بريطانيا ومعها معظم الغرب "إسرائيل" بعد السابع من أكتوبر، وذهبوا في معظمهم إلى "تل أبيب" كصهاينة حتى لو لم يكونوا يهوداً، وحرصوا على احتواء ردود الأفعال العالمية ضد الحرب على غزة، ولكن عند توقيت معين بدأت أوروبا وخاصة بريطانيا تعي أن النار بدأت تأكل أطرافها، وظهر بعض ذلك في الانتخابات في معظم أوروبا والتي كشفت في جانب منها عن توجهات شعبية آخذة بالتزايد ضد التحالفات الغربية وسياسات الغرب ضد فلسطين لصالح "إسرائيل"، وبدأ بعضها ينادي بفلسطين من البحر إلى النهر، والذي دفع بريطانيا إلى حظر نشاط منظمة "فلسطين أكشن" ما يؤشر إلى احتمالات كبيرة أن تدفع أوروبا فاتورة هذه الجرائم ليس فقط على الصعيدين الاقتصادي والإعلامي إنما أيضاً استجلاب ردود فعل فدائية.
خامساً: يمثل مشروع الدولة الفلسطينية في هذا التوقيت، حيث غزة تبحث عن لقمة عيش أطفالها وسط مذابح يومية، وحيث الضفة تحت هجمات المستوطنين اليومية بحماية اجتياح عسكري إسرائيلي واسع منذ شهور عدة، وتدمير مخيماتها والتنكيل بآلاف الأسرى، في ظل صمت أوروبي فعلي، وعندما يتكلم الأوروبي فإنه يضغط مالياً على السلطة لتغيير مناهجها الدراسية لصالح السردية الإسرائيلية، ويضغط على أجهزة أمن السلطة للتكيف على إسناد العمليات الإسرائيلية الميدانية خاصة في جنين، ما أعطى بريطانيا مكانة تصدر إعادة تشكيل مؤسسات السلطة وأجهزتها وفق المصالح الأمنية الإسرائيلية، خاصة أن بريطانيا تؤكد صبح مساء حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها.
سادساً: بالنتيجة، تدرك بريطانيا ومعها فرنسا والسعودية استحالة قيام دولة فلسطينية في هذه المرحلة التاريخية، حتى لو سقط نتنياهو، فالبديل شريحة من المتطرفين اليمينيين مثل غانتس أو بينيت وكلهم يدعمون سياسة نتنياهو في الضفة صراحة، خاصة مع الموقف الأميركي المشجع لهذه السياسة، ما يجعل الجهود الأوروبية الخليجية مجرد خضخضة في فنجان من ناحية الطموح السياسي الفلسطيني.
يظهر نتنياهو ومعه كامل فريق حكومته انزعاجهم من مجرد مصطلح الدولة الفلسطينية، باعتباره أداة تشجيع للسلطة الفلسطينية وإطالة في عمرها بما تمثله من بقايا مشروع سياسي فلسطيني، وهو المشروع الذي يؤمن نتنياهو أن هذه المرحلة التاريخية هي الوقت المناسب لدفنه مع القضية الفلسطينية كلها، وهو ما تعدّه بريطانيا تطرفاً لن يساعد "إسرائيل" في تجاوز أزماتها المتلاحقة، لهذا هي تتدخل لحماية "إسرائيل" من نفسها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 9 دقائق
- الميادين
إيال زامير، الانصياع أو الإقالة..!
يستمر الصراع بين المستويين العسكري والسياسي في "إسرائيل" في التصاعد ويبلغ ذروته بدعوة وزير الأمن القومي، إيتامار بن غفير، رئيس الوزراء نتنياهو، إلى إقالة زامير "واستبداله فوراً بمرشح يسعى للنصر" بعد أن هاجم بشدة سلوك رئيس الأركان، قائلاً: "عندما ترى من هم المقربون منه، يتضح سبب وقوفه مكتوف الأيدي أمام خطتنا لاحتلال غزة، فرئيس الأركان مُحاط بقادة الاستسلام، ويتصرف وفقاً لمبادئهم". تكشفت الأزمة بين رئيس الأركان، إيال زامير، والقيادة السياسية الإسرائيلية بكامل شدتها، مع كشف النقاب عن تلقي زامير بانتظام "استشارات من شخصيات من خارج المؤسسة العسكرية"، وإجراء الجيش إحاطات إعلامية مخالفة للإجراءات، ومحاولته فرض تعيينات كبار ضباط قادة الجيش من دون علم كاتس. وفقاً لتقرير نشرته قناة "كان نيوز"، يتلقى زامير استشارات متكررة من مسؤولين كبار سابقين ليسوا جزءاً من الهيكل التنظيمي للجيش الإسرائيلي، كما تضمّن التقرير الكشف عن أن مساعد زامير، المقدم ألون لانيادو، على تواصل منتظم مع الصحافيين ويُطلعهم على آخر المستجدات، وهي خطوة تتعارض مع الإجراءات التي تنص "على أن المتحدث باسم الجيش هو الجهة الوحيدة المخولة ذلك". ومع تفاقم التوترات بين زامير ونتنياهو، بلغ الصراع على قائمة التعيينات في الجيش ذروته، عندما بدأ الجيش الإسرائيلي بتسريب قائمة التعيينات من دون تصديق وزير الحرب كاتس عليها وفق الإجراءات المتبعة. وفقاً لـ "قانون أساس الجيش"، فإن "الجيش يخضع لسلطة الحكومة، والوزير المعيّن من قبل الحكومة هو وزير الدفاع؛ والمستوى القيادي الأعلى في الجيش هو رئيس الأركان، الذي يخضع لسلطة الحكومة وتحت إمرة وزير الدفاع". أما تعليمات القيادة العليا بشأن الضباط في الجيش الإسرائيلي، مبادئ الترقية، (أمر قيادة الأركان بشأن تعيين الضباط الصادر عام 1992، وتحديثاته عام 2020)، فقد حددت "أن رئيس الأركان هو السلطة التي تُعيّن الضباط برتبة عقيد فما فوق، وأن وزير الدفاع هو السلطة التي تُصادق على هذه التعيينات". في ضوء المواجهة، اتهم الوزير كاتس رئيس الأركان بـإلحاق ضرر غير مبرر بضباط الجيش، وادعى "أن محاولة تغيير الإجراءات المتبعة، ربما بناءً على نصيحة مجموعة من المستشارين المناهضين للحكومة الذين يُثيرون المشاكل، لن تنجح". تكشف المواجهة بين زامير وكاتس عن فجوة عميقة أوسع في تصور الطرفين للحملة العسكرية على غزة التي أقرها الكابينت السياسي الأمني الأسبوع الماضي. وتُظهر المواجهة بينهما كذلك، الإحباط الذي يشعر به الجيش الإسرائيلي من الجمود السياسي منذ عملية "عربات جدعون"، وغياب إجابة واضحة عن سؤال ماذا سيحدث بعد السيطرة على غزة؟. للمرة الأولى، منذ تولي رئيس الأركان زامير منصبه، تجاوزت التوترات بينه وبين رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الحرب كاتس حدود الغُرف المغلقة. حتى الآن، كانت الخلافات العلنية محصورة بشكل رئيسي بين زامير وأعضاء مجلس الوزراء، لكن النقاش الذي عُقد الخميس الماضي والذي قرر فيه نتنياهو "احتلال غزة"، دفع بالخلاف إلى السطح، حيث وصف مسؤول عسكري رفيع المستوى النقاش حول خطة احتلال القطاع بأنه "مرة أخرى بلا استراتيجية". اليوم 10:03 14 اب 10:51 قبل الاجتماع المذكور أعلن رئيس الأركان معارضته العلنية لاحتلال القطاع وقدم خطة بديلة لمواصلة القتال باستخدام أسلوب "الحصار والتطويق"، تسنتد إلى "قيام الجيش بتطويق مناطق مختلفة في قطاع غزة وتنفيذ عمليات مُحدّدة وقصيرة المدى في المناطق التي لم تُنفّذ فيها عمليات من قبل". حاول زامير إقناع المستوى السياسي أنه "بهذه الطريقة فقط، لن نقع في الفخاخ التي تُعدّها لنا حماس، وأن أي خيار آخر، سيتيح لحماس بأن تكون الصياد، وأن نصبح نحن الفريسة، هذا فضلاً عن احتمال إيذاء الرهائن الإسرائيليين واستنزاف قوات الجيش". لم يترك زامير مجالاً للشك أن القيادة السياسية تُكلّف "الجيش" الإسرائيلي مجدداً بمهمة، ثم تتراجع خطوة إلى الوراء، فخلف هذا العنوان الكبير "احتلال غزة"، تكمن جداول زمنية مرنة وأهداف يُشكك الجيش في إمكانية تحقيقها؛ "فتحريك حوالى مليون غزي ودفعهم نحو جنوب القطاع لن يكونا مهمة سهلة خاصة مع السماح بدخول إمدادات الغذاء إلى شمال قطاع غزة، إذ من غير المرجح أن يدفع الجوع الغزيين جنوباً". والانطباع السائد لدى "الجيش" أن نتنياهو اتخذ قراراً يسمح له بمواصلة المناورة وكسب الوقت، فمن جهة لم يُعلن عن انتهاء الحرب بل يفترض أنها ستشتد، وبهذه الطريقة ينجح في تحييد تهديدات سموتريتش وبن غفير، ومن جهة أخرى، هو يمنح غالبية المجتمع الإسرائيلي والمعارضة الإسرائيلية والمجتمع الدولي، المعارضين لاحتلال القطاع، جداول زمنية مرنة ليدعي بأنه لم يغلق الباب أمام تسوية سياسية تأتي وفق شروطه. والخلاصة هي أن نتنياهو سينعم بالهدوء السياسي لما بعد الأعياد الإسرائيلية، وحينها، وفي حال فشلت الخطط التي أعدها للقطاع، فإن لديه مُذنباً جاهزاً ليتهمه بالفشل. إذاً، زامير على المحك، فالحكومة تبحث عن مذنب، والحملة التي تُشن عليه بدءاً من هجوم سموتريتش وبن غفير عليه مروراً بتصريح سارة نتنياهو الأسبوع الماضي بأنها لم تكن تريده رئيساً للأركان إطلاقًا، لأنها "خشيت ألا يصمد أمام ضغط الإعلام"، تلاه كلام يائير نجلها عن "محاولة انقلاب"، وانتهاءً بتصريح الصحافي يعقوب باردوغو، أحد المقربين من نتنياهو "أنه يتوقع استقالة رئيس الأركان"، تُشكل مجتمعة خلفية لفهم المواجهة المحتدمة بين وزير الحرب كاتس ورئيس الأركان زامير بشأن التعيينات في الجيش الإسرائيلي، وهي خطوة أخرى تهدف إلى إضعاف موقف زامير وإخضاعه. ومع أن زامير اختير قبل خمسة أشهر، وفق مقاييس اليمين الحاكم، وأشاد به نتنياهو وكاتس وقيل بأنه يتمتع "بروح هجومية" خلافاً لهرتسي هليفي، إلا أنه مع تولي رئاسة الأركان سرعان ما بدأت التساؤلات تطفو على السطح. فـ "إسرائيل" ما تزال عالقة في غزة بعد أكثر من عام وعشرة أشهر ولم تَهزم حماس ولم تُعد الأسرى، واضطرت، أي "إسرائيل"، للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، زد على ذلك موجة تسونامي سياسية تجتاح العالم ضد "إسرائيل"، من تظاهرات واحتجاجات وعقوبات، وتعلن دولة تلو الأخرى أنها ستعترف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل. لكن حسابات الحقل تختلف عن حسابات البيدر، فالأهم بالنسبة إلى الحكومة الإسرائيلية بعد خروج غانتس وآيزنكوت من الائتلاف وإقالة وزير الحرب السابق يوآف غالانت، وطرد رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي، وإجبار رئيس الشاباك السابق رونين بار على الرحيل، أن تعثر على مذنب لإلقاء اللوم عليه في عدم انهيار حماس وعدم عودة الأسرى، ورئيس الأركان زامير هو المُرشح الأفضل!. إن مشكلة رئيس الأركان زامير أنه وضع مرآة أمام نتنياهو والوزراء، وواجههم بالوقائع وحذّرهم من مضاعفات خطيرة لاحتلال القطاع، فلم يُعجب هذا الأمر نتنياهو وزمرته فقرروا إثارة موجة من التحريض بدافع الإخضاع أو الدفع لاتهامه بالفشل ومن ثم إرغامه على الاستقالة. والخلاصة أن رئيس الأركان يتعرض لضغوط شديدة ويخسر تدريجياً في إدارته لصراعه مع نتنياهو وكاتس أو داخل الكابينت. وتشير المعطيات إلى أن زامير يختار الانصياع على الاستقالة، وبالتالي تنفيذ خطط نتنياهو المتعلقة بغزة، ففي خضمّ هذا الخلاف المتصاعد، عقد زامير صباح الأمس (الأربعاء) نقاشاً مع هيئة الأركان العامة وممثلي جهاز الأمن العام (الشاباك) وقادة آخرين، حول الخطة لمواصلة العمل في قطاع غزة وأقرّ "الفكرة المركزية" لاحتلال غزة "وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية".


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
المفوضية الأممية عن بناء مستوطنة جديدة شرقي القدس: غير قانوني والإخلاء القسري جريمة حرب
أكّدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، أن قرار "إسرائيل" بناء مستوطنة جديدة في "القدس الشرقية" غير قانوني بموجب القانون الدولي. وحذَّرت من أن الخطة تهدد الفلسطينيين في المنطقة بخطر الإخلاء القسري الوشيك، وهو ما وصفته بجريمة حرب. اليوم 14:37 اليوم 08:34 كلام المفوضية يأتي تعليقاً على قرار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أمس الخميس، انطلاق برنامج استيطاني جديد يربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بالقدس المحتلة. وأكد سموتريتش أن "إسرائيل" ستضاعف حجم مستوطنة "معاليه أدوميم"، مشيراً إلى أنها "تصادر آلاف الدونمات وتستثمر المليارات لإدخال مليون مستوطن إلى الضفة الغربية". وقال خلال مؤتمر صحافي: "سندفن نهائياً فكرة الدولة الفلسطينية... حتى أيلول/سبتمبر، لن يكون لدى أوروبا ما تعترف به".


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
المقاومة تستهدف موقعين للاحتلال في رفح ومدينة غزة وتقنص جنديين
استهدفت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، موقع قيادة وسيطرة تابعاً للاحتلال الإسرائيلي عند محور صلاح الدين، قرب تلة زعرب، جنوبي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، وذلك عبر استخدام منظومة الصواريخ "رجوم" قصيرة المدى من عيار 114 ملم. واستهدفت كتائب القسّام موقعاً إسرائيلياً آخر بعدد من قذائف "الهاون"، على تلة الصوراني، شرقي حي التفاح، شرقي مدينة غزة. اليوم 14:37 اليوم 11:55 وأعلنت القسام قنص جنديين إسرائيليين ببندقية "الغول"، وإيقاعهما بين قتيل وجريح، شرقي حي التفاح، شرقي مدينة غزة. بدورها، نشرت كتائب شهداء الأقصى مشاهد توثّق عمليةً مشتركةً نفّذتها مع ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة، قصف فيها المقاومون تجمّعاً لجنود الاحتلال وآلياته المتوغلة في محيط منطقة كف القرارة، شمالي شرقي مدينة خان يونس، جنوبي القطاع، بقذائف "الهاون" من عيار 60 ملم. #شاهد | كتائب شهداء الأقصى تعرض مشاهد من قصف مقاتليها بالإشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين تجمعاً لجنود وآليات العدو الصهيوني المتوغلة محيط منطقة كف القرارة بقذائف الهاون عيار "60".