
"النجاة من سقوط بلاك هوك" وثائقي "نتفليكس" المروع
عندما عُرض الفيلم الحربي "سقوط بلاك هوك" Black Hawk Down الصادر عام 2001 للمخرج ريدلي سكوت، أدى إلى انقسام آراء النقاد الذين شاهدوه للمرة الأولى في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول). كان الفيلم الحربي المشوق، الذي يضم طاقماً من النجوم اللامعين مثل جوش هارتنت وإيوان مكغريغور وإيريك بانا، قد استوحى أحداثه من "معركة مقديشو" التي وقعت في الصومال عام 1993. وقد حقق الفيلم نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر، كما فاز بجائزتي أوسكار عن أفضل مونتاج وصوت.
مع ذلك، تعرض الفيلم لانتقادات من بعض الأوساط لعدم دقته في معالجة الوقائع. حيث قام كين نولان بتكييف كتاب مارك بودين "سقوط بلاك هوك: قصة حرب معاصرة" الصادر عام 1999 ليختصره في نص سينمائي، ما أدى إلى اتهامه بتشويه الحقيقة وتقديمها بطريقة سطحية. وفي مقال نشرته "اندبندنت" عام 2002، تساءل المخرج أليكس كوكس، صاحب فيلم "رجل الاسترجاع" Repo Man، عن سبب تجاهل الفيلم وفاة مواطنين صوماليين، وأشار إلى أنه تم تغيير اسم الشخصية التي يجسدها مكغريغو ليكون مستوحى من جندي حقيقي تمت إدانته في واقعة اغتصاب طفلة في الثانية عشرة من عمرها.
الآن، تعود "معركة مقديشو" إلى الواجهة من خلال سلسلة وثائقية جديدة من ثلاث حلقات بعنوان "النجاة من سقوط بلاك هوك" Surviving Black Hawk Down، من إنتاج الشركة الخاصة بـ ريدلي سكوت وإخراج جاك ماكينيس. تعيد السلسلة النظر في المعركة من خلال عدسة وثائقية، حيث تدعو الناجين الأميركيين والصوماليين لإعادة رواية الأحداث بسرديتهم الخاصة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقعت المعركة التي شهدت تحطم مروحيتين من طراز "بلاك هوك" في السماء وسقوطهما، في الثالث والرابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1993، لكن يمكن تتبع أصولها إلى بداية الحرب الأهلية الصومالية. في أواخر الثمانينيات، كانت البلاد تمر بفترة من الاضطرابات السياسية، وكان النظام الاستبدادي للرئيس سياد بري قد انهار عام 1991. في العام التالي، تسبب نقص المواد الغذائية والجفاف الشديد في حدوث مجاعة واسعة النطاق. تم إرسال قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى البلاد، لكنها سرعان ما وجدت نفسها في صدامات مع زعيم تحالف الصوماليين الوطنيين، محمد فرح عيديد. أطلقت القوات الأميركية عملية "الثعبان القوطي" للقبض على عيديد، الذي اعتبرته القوات الأميركية زعيماً متمرداً.
في بداية أكتوبر عام 1993، أرسلت قوات أميركية إلى مقديشو في محاولة للقبض على عيديد ومساعديه، لكن ميليشياته قاومت بشدة. وبعد سقوط مروحيتين من طراز "بلاك هوك" تحولت العملية العسكرية التي كانت تهدف إلى الهجوم إلى مهمة إنقاذ فوضوية. كما كتب مارك بودن في كتابه: "تمكن المتمردون من إسقاط مروحيتين أميركيتين من طراز 'بلاك هوك' بقذائف صاروخية. وعندما سارعت مجموعة من نحو 90 جندياً من قوات المارينز وقوات دلتا الأميركية إلى مهمة الإنقاذ، وقعوا في تبادل كثيف لإطلاق النار وعلقوا في المنطقة طوال الليل".
لم تكن عملية الإنقاذ سهلة على الإطلاق. كما كتب مراسل "اندبندنت"، ستيف بلومفيلد، لاحقاً: "قُتل ثمانية عشر جندياً أميركياً من قوات الصاعقة (رانجرز) في تبادل إطلاق النار الذي تلا ذلك. تم سحب جثثهم الممزقة عبر شوارع مقديشو المدمرة بفعل المعارك. قُتل نحو ألف صومالي أيضاً في ذلك اليوم، على كل حال، لم يُنتج فيلم هوليوودي عنهم".
ومع أن الفيلم الذي أخرجه ريدلي سكوت حاول تصوير الحادثة بطريقة بطولية، إلا أن معظم الناس يتذكرونها على أنها كارثة فاشلة. مسعى وثائقي "النجاة من سقوط بلاك هوك" هو أن يكون شهادة من قلب معركة مقديشو وتصحيح هذا التفاوت إلى حد ما، حيث يضم مقابلات مع سكان مقديشو الذين وجدوا أنفسهم محاصرين في منطقة الحرب، وكذلك مع الميليشيات المحلية إلى جانب جنود من حراس الجيش الأميركي وقوات دلتا الذين كانوا يقاتلونهم.
من بين الذين تم إجراء مقابلات معهم، سعيدو محمد، وهي من سكان مقديشو، التي استولى الجنود الأميركيون على منزلها للاحتماء من ميليشيات عيديد. تقدم شهادة مروعة تمتد على مدار حلقتين، إذ تتذكر مخاوفها من كل من الأميركيين الذين غزوا منزلها والمقاتلين الصوماليين الذين أحاطوا به.
كان الجنود من كلا الجانبين صريحين حول العنف الذي مارسوه. يروي أحد الجنود الأميركيين: "قررت أن أقتل كل شخص أراه عدائياً أو يتصرف بعدوانية بأي شكل. لا أعتقد أن إصبعي ترك الزناد لفترة طويلة على الإطلاق". بينما قال أحد المقاتلين الصوماليين: "كان سقوط المروحية أسعد لحظة في حياتي"، ويضيف: "لم يتوقف سلاحي عن إطلاق النار أبداً."
لم يكن هناك ما يدعو للفخر في ما حدث بعد ذلك أيضاً. في أعقاب معركة مقديشو، سحبت القوات الأميركية نفسها من البلاد، وتبعتها بقية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بعد وقت قصير. كما أشار بلومفيلد: "تُركت الصومال لتعود إلى الفوضى."
وثائقي "النجاة من سقوط بلاك هوك" متوافر للمشاهدة الآن عبر منصة "نتفليكس".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 3 أيام
- الرجل
جودي فوستر من مهرجان كان: التمثيل ليس غاية.. بل وسيلة لنقل قصة حقيقية (فيديو)
في مقابلة حديثة أجرتها مع مجلة Variety على هامش مهرجان كان السينمائي 2025، أبدت النجمة الأمريكية جودي فوستر، البالغة من العمر 62 عامًا، دهشتها من اندفاع بعض الممثلين الشباب إلى القبول بأي دور، حتى إن كان في فيلم "سيئ" أو بمحتوى ضعيف، معتبرة أن التمثيل لا يجب أن يكون هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة لنقل القصص القوية فقط. قالت فوستر: "أرى كثيرًا من الشباب يقولون: لا يهمني إن كان الحوار ضعيفًا أو الدور تافهًا. هم فقط يريدون الظهور". وأضافت بوضوح: "لو لم أمثل مجددًا، لن أهتم. ما أريده هو أن أكون أداة تُستخدم لصالح القصة". شغفها لا يزال قائمًا.. لكن بشروط رغم تاريخها الطويل في هوليوود، أشارت فوستر إلى أن شغفها بالتمثيل ما زال قائمًا، ولكن "بشروط صارمة". إذ أكدت أن مشاركتها في الفيلم الفرنسي الجديد Vie Privée جاءت فقط لأنه "المادة المناسبة" التي تحدثت إليها، مشيرة إلى أن الشخصية والدور كانا على مستوى من العمق يتناسب مع تطلعاتها الفنية. انتقادات لاذعة للجيل الجديد في جانب آخر من الحوار، لم تُخفِ فوستر انتقاداتها للجيل الجديد من الممثلين وخصوصًا جيل "Z"، موضحة أنهم "يفتقرون للانضباط"، وقالت: "أرسل إليهم ملاحظات على البريد الإلكتروني لأني أجد رسائلهم غير مدققة لغويًا، فيجيبون: 'لماذا أدقق؟ أليس ذلك تقييدًا لحريتي؟'". رغم ذلك، أوضحت فوستر أنها تبذل جهدًا للتواصل مع بعض المواهب الشابة مثل بيلا رامزي، لدعمهم وإرشادهم في مرحلة التكوين الفني، قائلة: "الأجمل من أن تكون بطلة القصة، هو أن تساعد الآخرين على إيجاد صوتهم الخاص". من النجومية المبكرة إلى الإلهام يُذكر أن جودي فوستر بدأت رحلتها الفنية منذ الطفولة، ورُشحت لجائزة الأوسكار في سن الـ14 عن دورها في Taxi Driver، قبل أن تفوز لاحقًا بجائزتين عن The Accused وThe Silence of the Lambs. وقد نالت ترشيحًا جديدًا للأوسكار مؤخرًا عن فيلم Nyad، إلى جانب ترشيحها لإيمي عن دورها في مسلسل True Detective: Night Country.


المدينة
منذ 4 أيام
- المدينة
«كان» يفاجئ «واشنطن» بجائزة السعفة الذهبيَّة
فاجأ منظِّمو مهرجان كان السينمائي، الممثِّل الأمريكي «دينزل واشنطن» بمنحه جائزة السَّعفة الذهبيَّة الفخريَّة؛ تقديرًا لمسيرته الفنيَّة المتميِّزة، وراوحت أدوار»واشنطن» السينمائيَّة، والذي فاز بجائزتي أوسكار، بين دور الناشط الأسود مالكوم إكس، ودور الطيَّار السكِّير البطل في فيلم «فلايت»، وفقا لوكالتي «رويترز» و»الفرنسية» ونال الممثِّل جائزة الأوسكار الثَّانية له في 2002 عن دوره في فيلم «تريننج داي»، بعد فوزه الأول عام 1990 عن فيلم «غلوري».


الشرق الأوسط
منذ 4 أيام
- الشرق الأوسط
دينزل واشنطن يُفاجأ بمنحه «السعفة الذهبية الفخرية» في مهرجان «كان» السينمائي
فوجئ الممثل الأميركي دينزل واشنطن بحصوله على جائزة السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان كان السينمائي مساء أمس (الاثنين)، وهو ما قال منظمو المهرجان إنه تقديراً لمسيرته الفنية المتميزة. كان واشنطن (70 عاماً) في جنوب فرنسا لحضور العرض الأول لفيلم «هايست تو لويست» للمخرج الأميركي سبايك لي، وهو مقتبس من فيلم «هاي آند لو» للمخرج الياباني أكيرا كوروساوا، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. ويلعب واشنطن، الذي انضم إليه على السجادة الحمراء النجمان المشاركان آيساب روكي وجيفري رايت، دور ديفيد كينج في فيلم الجريمة والإثارة، وهو العمل الخامس الذي يجمعه مع سبايك لي. Denzel Washington gets surprised with an Honorary Palme d'Or at #Cannes right before the world premiere of Spike Lee's «Highest 2 Lowest.« — Variety (@Variety) May 19, 2025 وتراوحت أدوار واشنطن السينمائية، والذي فاز بجائزتي أوسكار، بين دور الناشط الأسود مالكوم إكس، ودور الطيار السكير البطل في فيلم «فلايت». ونال واشنطن جائزة الأوسكار الثانية له في 2002 عن دوره في فيلم «تريننج داي»، بعد فوزه الأول عام 1990 عن فيلم «جلوري». الممثل الأميركي دينزل واشنطن في مهرجان كان السينمائي (رويترز) وأخرج وقام ببطولة فيلم «ذا جريت ديبيترز» في 2007 والذي يدور حول أستاذ قام بتدريب فريق للمناظرة من كلية أميركية للسود وقاده إلى المجد الوطني، كما أنتج وقام ببطولة الفيلم الدرامي «أنطون فيشر». وحصل الممثل الأميركي روبرت دي نيرو على جائزة السعفة الذهبية الفخرية عن مجمل إنجازاته، والتي تم الإعلان عنها مسبقاً، في حفل افتتاح المهرجان الأسبوع الماضي، حيث استخدم خطاب قبوله للجائزة في الدعوة إلى تنظيم احتجاجات مناهضة للرئيس الأميركي دونالد ترمب. ومن المقرر عرض فيلم «هايست تو لويست» في دور العرض السينمائية بالولايات المتحدة في يوم 22 أغسطس (آب) المقبل.