
إنعقاد المؤتمر الـ23 لجمعية محاربة الأمراض التعفنية بمراكش
تستعد مدينة مراكش، لاحتضان فعاليات المؤتمر الثالث والعشرين لجمعية محاربة الأمراض المعدية خلال شهر أبريل من عام 2025، ويقام هذا الحدث العلمي الكبير تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بإشراف عميد كلية الطب والصيدلة بمراكش، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب رئيس الجمعية المنظمة، البروفيسور الزوهير سعيد.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على أحدث التطورات العلمية في مجال مكافحة الأمراض المعدية، ومناقشة التحديات التي تواجه المنظومة الصحية في هذا المجال. ويجمع نخبة من الخبراء والأطباء والباحثين من مختلف أنحاء العالم لتبادل المعارف والخبرات حول الحلول المبتكرة لمجابهة التهديدات الوبائية.
ويركز المؤتمر هذا العام على عدد من المحاور العلمية الأساسية، من بينها دور الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض المعدية ومكافحتها، حيث باتت التقنيات الحديثة تتيح الكشف المبكر عن الأوبئة والتنبؤ بانتشارها قبل استفحالها، كما أصبح بإمكان الخوارزميات المتقدمة تحديد بؤر العدوى وتحليل البيانات الصحية بدقة متناهية، مما يساهم في رفع مستوى فعالية العلاج وتقليل مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية. وقد عززت الروبوتات الطبية من قدرة الأطباء على تحليل الاختبارات الميكروبيولوجية، الأمر الذي يسرّع عملية التشخيص واتخاذ القرارات العلاجية المناسبة.
وفي إطار البحث عن حلول أسرع وأكثر دقة، أصبح التشخيص الفوري باستخدام التقنيات الجزيئية من الثورات الحديثة في عالم الطب. فبفضل تكنولوجيا الـPCR السريعة واختبارات كريسبر، بات بالإمكان تشخيص الفيروسات الخطيرة مثل الإنفلونزا وكوفيد-19 وفيروس نقص المناعة البشرية خلال وقت قياسي، مما يضمن استجابة علاجية أكثر كفاءة. ويساهم إدخال هذه التقنيات إلى المستشفيات والعيادات الطبية في تقليل زمن الانتظار وتحسين فرص الشفاء لدى المرضى.
ويولي المؤتمر اهتمامًا خاصًا لاستراتيجيات التطعيم ضد الفيروسات الناشئة، في ظل التهديد المستمر الذي تمثله الأوبئة المتجددة، لقد أثبتت تقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) فعاليتها الكبيرة في تطوير لقاحات فعالة خلال فترات وجيزة، مما يفتح المجال أمام ابتكار لقاحات أكثر تخصصًا لمكافحة الفيروسات المتحورة. غير أن التحدي لا يكمن فقط في تطوير اللقاح، بل أيضًا في ضمان تقبله من طرف المجتمعات، خصوصًا في ظل انتشار المعلومات المضللة التي قد تؤثر على نجاح حملات التلقيح.
وفي سياق آخر، يناقش المؤتمر إدخال جيل جديد من المضادات الحيوية إلى المغرب، بهدف التصدي لتفشي البكتيريا المقاومة للأدوية التقليدية. هذه العلاجات المبتكرة تمثل بارقة أمل جديدة للمرضى الذين يعانون من التهابات خطيرة يصعب علاجها بالمضادات الحيوية المتداولة حاليا، إلا أن ارتفاع تكلفة هذه العلاجات والحاجة إلى تنظيم استخدامها بطريقة رشيدة يشكلان تحديات حقيقية تستدعي وضع بروتوكولات صارمة تضمن استخدامها الفعال دون خلق موجة جديدة من مقاومة البكتيريا للأدوية.
يشهد المؤتمر مشاركة واسعة من نخبة من الخبراء العالميين في مجال مكافحة الأمراض المعدية، حيث تُعرض أحدث الأبحاث العلمية المبتكرة، ويتم تكريم أفضل ثلاثة أبحاث في هذا المجال من قبل لجنة تحكيم مختصة. كما يشمل البرنامج جلسات تفاعلية لمناقشة التطورات الحديثة وتبادل الخبرات بين المشاركين، مما يعزز من جودة البحث العلمي والتعاون الدولي.
وتعد جمعية محاربة الأمراض المعدية من أبرز الهيئات العلمية التي تسعى منذ أكثر من ربع قرن إلى تطوير البحث الطبي والتوعية الصحية في المغرب. وقد تأسست هذه الجمعية بجهود مشتركة بين البروفيسور جان كلود بيشيريه والبروفيسور بوسكراوي، واتخذت من كلية الطب والصيدلة بمراكش مقرًا لها. ومنذ إنشائها، عملت الجمعية على تنظيم أيام علمية وورشات تدريبية لمناقشة أحدث التطورات في مجال علم العدوى والفيروسات والميكروبيولوجيا، كما نجحت في استقطاب عدد كبير من الباحثين والأطباء من داخل المغرب وخارجه.
وتسعى الجمعية من خلال هذا المؤتمر إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، من بينها تعزيز البحث العلمي في مجال الأمراض المعدية، وتطوير أدوات متطورة لمراقبة الأوبئة، ووضع بروتوكولات دقيقة لاستخدام المضادات الحيوية، إضافة إلى تنظيم حملات توعية صحية للحد من انتشار العدوى. كما تسعى إلى دعم التعليم الطبي المستمر للأطباء والصيادلة، وإطلاق حملات طبية تطوعية في المناطق النائية، والمساهمة في تدريب الباحثين في تخصصات الفيروسات وعلم العدوى والمعلوماتية الحيوية.
وعلى مدار أكثر من خمسة وعشرين عامًا، استطاعت جمعية محاربة الأمراض المعدية أن ترسخ مكانتها كمنصة بحثية بارزة تساهم في تطوير المعرفة العلمية وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال الحيوي. وأسفرت جهودها عن نشر العديد من الدراسات والأطروحات العلمية التي ساهمت في تحسين أساليب التشخيص والعلاج. واليوم، تواصل الجمعية سعيها نحو مستقبل أكثر أمانًا وصحة، حيث تبقى المعرفة والبحث العلمي والتعاون الدولي الركائز الأساسية لمكافحة الأمراض المعدية وضمان حياة أفضل للبشرية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم 24
منذ 19 ساعات
- اليوم 24
إقامة مستشفى عسكري طبي جراحي ميداني بإقليم تزنيت
في إطار الأنشطة الإنسانية الموازية للتدريبات المغربية الأمريكية المشتركة « الأسد الإفريقي 2025″، التي تنظم بناء على تعليمات الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يقام مستشفى عسكري طبي جراحي ميداني على مستوى الجماعة الترابية أنزي (إقليم تزنيت). ويضم المستشفى المقام خلال الفترة الممتدة من 5 إلى 23 ماي الجاري، أطرا عسكرية طبية مغربية وأمريكية تتكون من 271 طبيبا وممرضا لتقديم الخدمات الطبية لفائدة ساكنة المنطقة. ويتوفر هذا المستشفى على وحدات طبية وجراحية ووحدة استشفائية بسعة 20 سريرا قابلة للتمديد حسب الحاجة الطبية، ووحدة للتعقيم الطبي، ووحدة رقمية للفحص بالأشعة، ووحدة للتحاليل الطبية، وجناح لطب الأسنان وصيدلية ووحدات للمصالح الاجتماعية. كما يوفر هذا المستشفى العسكري الطبي الجراحي الميداني عدة تخصصات طبية، منها أمراض القلب والشرايين، طب النساء، أمراض الجهاز التنفسي، أمراض الأنف والحنجرة والأذن، أمراض الجلد، الطب الباطني، طب العيون، جراحة العظام، الجراحة العامة، طب الأطفال ووحدة المستعجلات. ومنذ الشروع بالعمل في هذا المستشفى، فقد تم تقديم أزيد من 44 ألف خدمة طبية لفائدة 12 ألفا و480 مريضا، وإجراء 380 عملية جراحية، كما تم تزويد 4268 شخصا بنظارات طبية، وكذا توزيع 9068 وصفة طبية بالمجان. وبالمناسبة، قام اليوم الأربعاء وفد رفيع المستوى من أركان حرب المنطقة الجنوبية والجيش الأمريكي، بزيارة هذا المستشفى الطبي الجراحي الميداني. وخلال هذه الزيارة، تابع أعضاء الوفد برئاسة الفريق محمد بن الوالي، رئيس أركان الحرب المنطقة الجنوبية، واللواء أندرو جيني، قائد فرقة المهام الجنوبية الأوربية التابعة للجيش الأمريكي في إفريقيا، شروحات حول أهداف هذه المبادرة والموارد البشرية واللوجستية المجندة لإنجاح هذه العملية الإنسانية، وكذا الخدمات المختلفة التي تقدمها هذه المؤسسة الطبية لفائدة الساكنة المحلية. وتتواصل مناورات « الأسد الإفريقي 2025 » التي انطلقت يوم 12 ماي الجاري، بكل من أكادير، طانطان، تزنيت، القنيطرة، بنجرير وتيفنيت. وتهدف هذه التدريبات، إلى تعزيز التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة، وتطوير التشغيل البيني، وتقوية قدرات التدخل في سياق متعدد الجنسيات، وذلك بغية تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.


هبة بريس
منذ يوم واحد
- هبة بريس
الأسد الافريقي 2025.. إقامة مستشفى عسكري جراحي ميداني بتزنيت
هبة بريس في إطار الأنشطة الإنسانية الموازية للتدريبات العسكرية المغربية الامريكية المشتركة الأسد الافريقي 2025 التي تنضم بناء على التعليمات السامية للملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس اركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية تم إقامة مستشفى عسكري جراحي ميداني على مستوى جماعة انزي بإقليم تزنيت. و يضم المستشفى أطرا عسكرية مغربية وأمريكية تتكون من 271 شخصا لتقديم الخدمات الطبية لفائدة سكان المنطقة خلال الفترة الممتدة من 5 الى 23 ماي 2025. و يتوفر المستشفى على وحدات طبية وجراحية ووحدة استشفائية بسعة 20 سريرا قابلة للتمديد حسب الحاجة الطبية ووحدة للتعقيم الطبي ووحدة رقمية للفحص بالأشعة ووحدة للتحاليل الطبية وجناح لطب الاسنان وصيدلية ووحدات للمصالح الاجتماعية كما يوفر المستشفى العسكري الميداني عدة تخصصات طبية منها امراض القلب والشرايين, امراض الجهاز التنفسي, امراض الانف والحنجرة والاذن, امراض الجلد, الطب الباطني, طب العيون, جراحة العظام, الجراحة العامة, طب الأطفال ووحدة المستعجلات. ومنذ الشروع بالعمل في هذا المستشفى فقد تم تقديم اكثر من 44000 خذمة طبية استفاد منها 12480مستفيد ومستفيدة وإجراء 380 عملية جراحية كما تم تزويد 4268 شخص بنظارات طبية وكذا توزيع 9068 وصفة طبية بالمجان.


صوت العدالة
منذ 2 أيام
- صوت العدالة
'جراحة الأمل' : مؤسسة القلوب الهولندية تجري عمليات جامبو ومفتوحة للقلب في المغرب.
بالمركب الإستشفائي الجامعي محمد السادس بطنجة، برزت صباح اليوم الثلاثاء 20 ماي الجاري مبادرة إنسانية بين مؤسسة القلوب الهولندية ومؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة لتقديم عمليات جراحية مجانية مفتوحة للقلب في المغرب.بحيث تعد هذه المبادرة جزءًا من جهود مؤسسة القلوب لتعزيز الصحة العامة في البلاد ودعم المرضى المحتاجين. وبدأت هده المبادرة الإنسانية بالتعاون مع وزارة الصحة المغربية ومؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة ، حيث تم تحديد عدد من المستشفيات والمراكز الصحية كمواقع لإجراء العمليات الجراحية. وتهدف هذه العمليات إلى معالجة حالات القلب الحرجة والمعقدة التي تتطلب تدخلاً جراحيًا سريعًا لمساعدة المرضى الذين لا يمكنهم تحمل تكاليف العلاج. ويضم الفريق الطبي المكون من 15 عنصر أبرزهم البروفيسور المغربية من هولندا فاطمة أكديم طبيب القلب الشهيرة، والبروفيسور نبيل سأوتي المغربي الهولندي طبيب جراحة القلب….وهم أحد أفضل الأطباء المتخصصين في جراحة القلب من هولندا والمغرب، تعاونوا جميعا لضمان حصول المرضى على أعلى مستوى من الرعاية الطبية. وقد استفاد من هده العمليات التي دامت لساعات طوال عدد كبير من المرضى داخل المركب الاستشفائي الجامعي بطنجة، وهو المجهز بأحدث المعدات لضمان نجاح العمليات الجراحية. وحسب البروفيسور نجيب بوعياد الهولندي من أصل مغربي وهو رئيس مؤسسة القلوب والاختصاصي في الدورة 'Cardiovasculaire Perfusionist' فقد استفاد عدد كبير من المرضى الكبار في العمر ، مع التركيز على الفئات الهشة الأكثر حاجة والتي تعاني من أمراض قلبية حادة مثل انسداد الشرايين وضعف عضلة القلب. يضيف البروفيسور بوعياد 'تتم عمليات الاختيار بناءً على تقييم طاقم طبي محايد يضمن الشفافية والعدالة في تقديم الخدمات.' ويؤكد البروفيسور بن عياد أن هذه المبادرة تهدف إلى تقليل معدلات الوفيات الناتجة عن أمراض القلب في المغرب وتحسين نوعية الحياة للمرضى. كما تساهم في بناء قدرات الكوادر الطبية المحلية من خلال التدريب والتعاون مع الخبراء الدوليين. وأكد البروفيسور بن عياد المسؤول عن هده القافلة الطبية المجانية أن هدفنا الرئيسي هو نشر الأمل والبسمة بين المرضى وعائلاتهم، مع التأكيد على التزامهم بمواصلة الدعم وتوسيع نطاق مثل هذه المبادرات الإنسانية في المستقبل بأنحاء أخرى من المملكة. وبدورها قالت السيدة 'هدايا افيونا ' من بيروت في لبنان ، وهي إحدى المستفيدات من هده المبادرة القيمة، والتي أجرت بدورها عملية جراحية على القلب كللت بالنجاح ' أشكركم جميعا ، وأشكر الطاقم الطبي ، أشكر أطر وعمال المركب الإستشفائي محمد السادس بطنجة، أشكر ملك المغرب محمد السادس نصره الله، وأشكر وزارة الصحة المغربية ، ومؤسسة القلوب الهولندية ومؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة….أنا ممتنة لكم جدا يا أهل المغرب…..أهل الخير والكرم ، هذه المبادرة نموذجًا ملهمًا للتعاون الدولي في المجال الطبي وضرورة تكرارها في مناطق أخرى لتعزيز الصحة العامة وتعزيز قيم التضامن الإنساني….لشيئ جميل'…كادم بوطيب