
لأول مرة، عيادة بريطانية تستخدم الذكاء الاصطناعي لمعاينة المرضى، فهل يمكنها معالجة الآلام المزمنة؟
عندما أصبتُ بآلام في ظهري في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، لم يتضح لي سبب الآلام بشكل فوري. ربما كانت نتيجة خطأ ما حدث أثناء ما كنت ألاعب وأرفع أحد أبناء أخي الصغار في الهواء. أو، على الأرجح، أني أصبتُ ظهري أثناء رفع سريري حتى تتمكن زوجتي من وضع سجادة تحته.
مهما كان السبب، فإن ثقتي المفرطة بقوتي الذاتية سببت لي إصابة في أسفل الظهر. بعد أيام، بدأ الألم ينتشر إلى أسفل العصب الوركي في ساقي اليسرى. كنت لا أشعر بالألم أثناء الوقوف، أما إذا جلست فكأني أتعذب. أما أثناء النوم، فاضطررتُ إلى وضع وسادة تحت ساقيَّ لخفض وتهدئة موجات الألم المتتالية.
وبحلول منتصف ديسمبر/ كانون الأول، زرتُ أخصائيا في علاج الآلام في العاصمة الأمريكية واشنطن حيث أعيش. وأجرى لي بعض اختبارات الحركة، وأرسلني لإجراء أشعة سينية، وكتب لي إحالة للعلاج الطبيعي بعد تشخيصي بـ'اعتلال الفقرات القطنية'. في الولايات المتحدة، تُعد هذه العملية سريعة نسبيا – فقد انتقلت من الألم إلى بدء العلاج في حوالي ثلاثة أشهر. لكن هذه فترة طويلة جدا لمشكلة شائعة – ومُنهكة – كألم أسفل الظهر.
منذ أوائل يناير/ كانون الثاني، بدأت أزور أخصائيي العلاج الطبيعي الذين لديهم القدرة على فعل العجائب. مرة واحدة في الأسبوع، أذهب إليهم، وأناقش ألمي، وأحصل على تدليك للأنسجة الرخوة، وأمارس تمارين وحركات تحت إشراف دقيق. لم يختفِ ألمي، لكنه أخيرا أصبح تحت السيطرة.
المعالجون الطبيعيون الذين كنت أزورهم في واشنطن هم من بني البشر، في حين، أن مختص العلاج الطبيعي الذي أزوره في المملكة المتحدة جديد، فهو ليس بشريا تماما. إنه عبارة عن سلسلة من مقاطع الفيديو المسجلة مسبقًا من قِبل معالج طبيعي حقيقي، مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ويمكنني الوصول إليها عبر تطبيق على هاتفي.
هذه الخدمة، التي تقدمها شركة تُدعى فلوك هيلث Flok Health، هي أول عيادة ذكاء اصطناعي من نوعها تُجرّبها هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) في المملكة المتحدة. وقد وافقت لجنة جودة الرعاية الصحية في البلاد على استخدامها كمقدم رعاية صحية مسجل، وبدأت العيادة في استقبال المرضى – مثلي تماما – في نهاية عام 2024.
السبب وراء هذا القرار: يعاني الكثير من الناس من آلام أسفل الظهر ويواجهون صعوبات للحصول على الرعاية التي يحتاجونها. اعتبارا من سبتمبر/ أيلول 2024، كان ما يقرب من 350 ألف شخص في إنجلترا وحدها على قوائم الانتظار لعلاج مشاكل الجهاز العضلي الهيكلي – وهي أطول قوائم انتظار لأي مجموعة من الحالات المرضية. وأفادت حكومة المملكة المتحدة أن 23.4 مليون يوم عمل قد فُقد في عام 2022 وحده بسبب هذه المشاكل غير المعالجة، ما يساوي تكلفة اقتصادية وبشرية هائلة. عالميا، يُعد ألم أسفل الظهر سببا رئيسيا للإعاقة، ويؤثر على ما يُقدر بنحو 223 مليون شخص حول العالم.
وعدت عيادة فلوك بالبدء في استقبال المرضى فورا، وتخفيف العبء عن هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، وتجنيب مرضى آلام الظهر تفاقم حالاتهم قبل أن تُترك دون علاج. إنها مهمة نبيلة، لكن لديّ سؤال واحد: هل الذكاء الاصطناعي هو الحل حقا؟
بالإضافة إلى كونه طبيبا مُدرّبا، أمضى فين ستيفنسون وقتا كمجدّف محترف في برنامج التطوير الأولمبي في بريطانيا العظمى. أي شخص مارس التجديف سابقا – أو حتى أمضى وقتا على جهاز التجديف في صالة الألعاب الرياضية – يعرف أن هذه الرياضة قد تكون تمرينا رائعا، ولكنها قد تُسبب أيضا ألما شديدا للظهر إذا لم تكن لياقتك مثالية. أثناء كونه رياضيا محترفا، تمكّن ستيفنسون من الوصول إلى أفضل الأطباء وأخصائيي العلاج الطبيعي الذين عالجوا أمراضه على الفور. ولكن عندما ترك التجديف وتفاقمت آلام ظهره، أدرك كيف يبدو الأمر بالنسبة لكل شخص آخر يحاول تلقي الرعاية.
يقول ستيفنسون، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة فلوك: 'لقد كانت صدمة كبيرة لي معرفة كيف تبدو سهولة الحصول على الرعاية والخدمات المتاحة لحوالي 99.5 في المئة من الناس'. نظريا، يُفترض أن أكون في وضع جيد لإدارة خدمة كهذه. لديّ خلفية أكاديمية، وخبرة ثلاث سنوات في العلاج الطبيعي الاحترافي. وإذا كنتُ انا أعاني، فهذا يعني انه ربما يعاني الآخرون أيضا.
التقى ستيفنسون مع ريك دا سيلفا، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة فلوك، عندما كانا موظفين في شركة سيريجكال سي أم أر CMR Surgical، وهي شركة بريطانية ناشئة، حيث عمل الاثنان على تطوير روبوتات لجراحة الأنسجة الرخوة.
لكن مع فلوك، يهدف الإثنان إلى توفير العلاج للأشخاص الذين لا يحتاجون إلى جراحة. ويتطلعان إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من أسهل الحالات وأكثرها قابلية للتعامل مع الألم.
يقول دا سيلفا 'هناك العديد من الحالات التي ينطبق عليها هذا الوضع، حيث لا تحتاج إلى فحص، ولا إلى معالجة يدوية، ولا إلى أدوية. ما تحتاجه هو 10 دقائق من التمارين عدة مرات أسبوعيا، وهذا سيحل المشكلة.'
والفكرة هنا هي أن هذا من شأنه أن يتيح للأطباء التركيز على المرضى الذين يعانون من مشاكل أكثر تعقيدا والذين يحتاجون حقا إلى مساعدتهم.
'يشبه هذا التطبيق كتابا يُتيح لك اختيار مغامرتك الخاصة، حيث يحتوي على أكثر من مليار تركيبة للتدخل'.
عندما فتحتُ تطبيق 'فلوك' لأول مرة، استقبلتني كيرستي، أخصائية العلاج الطبيعي. ظهرت في مكان بسيط مع جميع الأدوات التي تليق بمدربة اليوغا: زي رياضي أسود، وسجادة تمارين بلون الخيزران، وكرسي مكتب عصري، ونبتة المونستيرا. سألتني أسئلة عن نفسي وعن ألمي، فأجبت بالنقر على خيارات متعددة. كل إجابة تُفعّل سؤالا أو تعليمات لاحقة، بينما يتكيف الذكاء الاصطناعي مع إجاباتي.
ولكن بدلا من أن تكون مكالمة فيديو مباشرة، فإن هذا التفاعل عبارة عن سلسلة من مقاطع الفيديو المسجلة مسبقا، والتي يجمعها الذكاء الاصطناعي بناء على إجاباتي.
في حين أن طفرة الذكاء الاصطناعي في السنوات القليلة الماضية قد حفزتها التطورات في الذكاء الاصطناعي التوليدي من نماذج اللغة الكبيرة، فإن عيادة 'فلوك' لديها استخدام مختلف للذكاء الاصطناعي. يقول ستيفنسون 'لقد طورنا أساسا لغة خاصة بمجال محدد لوصف التفكير السريري'. ولأنه ليس روبوت دردشة شبيهًا بـ'تشات جي بي تي' ChatGPT يتنبأ بالكلمة التالية في تسلسل، فلا يوجد خطر ما يُسمى بمشكلة الهلوسة في الذكاء الاصطناعي، حيث تقوم الخوارزمية باختلاق الأمور – وهو مصدر قلق كبير بشأن الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي.
بدلا من ذلك، يُشبه هذا الذكاء الاصطناعي كتاب اختر مغامرتك الخاصة، حيث يوجد أكثر من مليار 'تركيبة تدخل'، كما يقول ستيفنسون. قوة الذكاء الاصطناعي تُمكّن من تقديم ذلك بسلاسة.
يقول ستيفنسون إنها 'مشكلة برمجية تماما'. 'البرمجيات نموذج تقديم ممتاز إذا كنت تعرف ما تحاول تقديمه، وإذا كنت بحاجة فقط إلى القيام بذلك بطريقة أكثر قابلية للتوسع'.
تعمل عيادة فلوك حاليا على توسيع عملياتها. وكانت قد اطلقت خدمتها لأول مرة في اسكتلندا نهاية العام الماضي، ووقعت مؤخرا عقودا لإضافة مواقع في إنجلترا، على الرغم من أن ستيفنسون لم يكشف عن مكانها بعد. قال ستيفنسون إنه يأمل، في الأشهر الـ 12 المقبلة، في تغطية نصف المملكة المتحدة على الأقل. كما أنهم يوسعون نطاق مناطق الألم التي يعالجونها، بما في ذلك هشاشة العظام في الورك والركبة، ومنطقة الحوض لدى النساء.
ولكن عيادة فلوك ليست الوحيدة التي تحاول استخدام الذكاء الاصطناعي لمعالجة آلام الجهاز العضلي الهيكلي. فهناك تطبيق آخر قائم على الذكاء الاصطناعي، يُدعى سيلف باك selfBACK، يساعد المرضى على إدارة آلام أسفل الظهر والرقبة، ويخضع لتجارب سريرية في الولايات المتحدة كإضافة لخدمات الرعاية الصحية التقليدية.
وعلى غرار نهج فلوك تماما، يعمل سيلف باك من خلال تحليل العلاجات التي نجحت مع مرضى سابقين يعانون من حالات مماثلة، ثم يوصي بخطط تمارين رياضية شخصية. وقد أشارت الدراسات إلى أنه يمكن أن يساعد في تقليل الألم لدى مستخدميه. لكن تجربة حديثة وجدت أن معدلات استخدامه بطيئة – حيث لم يستخدم ما يقرب من ثلث المشاركين في التجربة التطبيق مطلقا، بينما استخدمه ثلث آخر بضع مرات فقط. وخلص المرضى والأطباء إلى أنه ينبغي استخدام التطبيق لتكملة الرعاية الصحية التقليدية بدلا من استبدالها. كما حذرت دراسات أخرى من ضرورة توفير تطبيقات الإدارة الذاتية بالإضافة إلى الرعاية الصحية، وليس كبديل لها.
مع ذلك، يبدو أن الأبحاث تشير إلى أن تطبيقات الهواتف المختصة بالصحة من هذا النوع تُعدّ نهجا واعدا محتملا لمساعدة المرضى على إدارة آلام الظهر. ولكن هناك أيضا الكثير من التساؤلات حول دمج الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية على نطاق أوسع. تقول إليزابيث أ. ستيوارت، أستاذة ورئيسة قسم الإحصاء الحيوي في كلية بلومبرغ للصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز، إن أدوات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية يجب أن تخضع لنفس التقييمات الدقيقة التي تخضع لها التدخلات الطبية التقليدية، مثل الموافقات التنظيمية ومراجعتها ومقارنتها بمثيلاتها وشبيهاتها.
وتضيف 'في بعض النواحي، لا تختلف أدوات الذكاء الاصطناعي هذه عن تدخلات الرعاية الصحية الأخرى التي نريد معرفة آثارها. نحتاج إلى تقييم مدى فعاليتها، وهل تعمل، ولمن تعمل، بنفس الدقة التي أجريناها على تدخلات الرعاية الصحية الأخرى'.
وتوضح إليزابيث أنه في حين أننا لسنا بحاجة إلى إعادة اختراع العجلة عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، إلا أننا نحتاج إلى إدراك متى تستمر هذه الأنظمة في التطور حتى بعد نشرها. وتضيف 'بعض أدوات الذكاء الاصطناعي تتكيف ذاتيا نوعا ما'.
وتُقارن أدوات الذكاء الاصطناعي بلقاحات الإنفلونزا السنوية، التي تخضع لعمليات تقييم مُتأنية كل عام لضمان استهدافها لأحدث سلالة فيروسية. لكن في بعض الأحيان، تُعتبر أدوات الذكاء الاصطناعي بمثابة صندوق أسود، 'تتغير في الخفاء' في الوقت الفعلي، وليس من الواضح دائما كيف يحدث ذلك، كما تقول.
يقول براناف راجبوركار، الأستاذ المساعد في قسم المعلومات الطبية الحيوية بكلية الطب بجامعة هارفارد، إنه يرى بوادر أمل في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تُساعد في فرز المرضى. ويضيف 'ما يُخالف البديهة هو أن التعاون القسري بين الذكاء الاصطناعي والأطباء غالبا ما يكون أداؤه أقل من أداء التقسيم الواضح للعمل. عندما يُراجع الأطباء والذكاء الاصطناعي الحالات نفسها جنبا إلى جنب، فإن دقتهما المُجتمعة تكون إلى حد ما أفضل من دقة الأطباء وحدهم. إن الفصل الواضح للمسؤوليات يُجنب هذه المشكلات'.
'لا تُراقب مقاطع الفيديو المُسجّلة مسبقا حركاتي وتمارين التمدد التي أُمارسها، بل تعتمد على اتباعي لتعليماتها بشكل صحيح والإبلاغ عن أي خطأ'.
في حالة تطبيق فلوك، توظف الشركة أخصائيين فيزيائيين محترفين يظهرون في مقاطع الفيديو التي يشاهدها المرضى، لكنهم متاحون أيضا للإجابة على أسئلة المرضى بعد جلسات الفيديو المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ويتوقع راجبوركار أننا في نهاية المطاف 'سننتقل من أدوات الذكاء الاصطناعي المحدودة إلى أنظمة ذكاء اصطناعي طبية عامة قادرة على التعامل مع مهام متعددة في مجالات مختلفة'. وهو نهج يعمل عليه مع شركته الخاصة، أي تو زد راديولوجي للذكاء الاصطناعي a2z Radiology AI، التي تعمل على تطوير تحليلات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لأخصائيي الأشعة.
يقول راجبوركار 'الأنظمة التي ستنجح لن تكون تلك التي تدعي أنها 'ستحل محل الأطباء'، بل تلك التي تعيد توزيع العمل السريري بوعي لجعل الرعاية الصحية أكثر سهولة وفعالية وتركيزا على الإنسان'.
في جلستنا الأولى التي استمرت 20 دقيقة، طرحت عليّ كيرستي قائمة طويلة من الأسئلة حول نفسي، وحول ألمي، وطلبت مني أن أتدرب بطرق مختلفة – باتباع توجيهاتها الدقيقة على الشاشة – لتحديد أفضل مسار للعلاج. تُعطيني تمارين تمدد وتمارين لأُجربها خلال الأسبوع القادم، مع تعليمات دقيقة بعدم المبالغة في الضغط أو القيام بأي شيء يُشعرني بعدم الراحة.
هذه ليست تجربتي الشخصية مع فريقي من أخصائيي العلاج الطبيعي في الولايات المتحدة. فهم يُصحّحون وضعيتي باستمرار ويُخبرونني عندما أخطئ – وهو أمرٌ شائع. الفرق الكبير هنا هو أن كيرستي لا تراني. مقاطع الفيديو المُسجّلة مُسبقًا لا تُراقب حركاتي وتمدداتي. بل تعتمد على اتباعي لتعليماتها بشكل صحيح والإبلاغ عن أي خطأ. كما يُتاح لي في نهاية الجلسة خيار ترك رسالة صوتية لأخصائي علاج طبيعي بشري يُجيب على احتياجاتي الشخصية أو أسئلتي – بصوت حقيقي خلف الكواليس.
شعرتُ بتحسن في ظهري بعد جلساتي التي قمت بها في عيادة فلوك Flok، لكن التطبيق على الأرجح ليس مُناسبا لي. أنا أعاني من خلل في الحركة وعدم تناسق في الحركة، وأحتاج إلى شخص يُراقب وضعيتي باستمرار – وإلا، فمن المُحتمل أن أُسبب المزيد من الأذى لنفسي. إن القدرة على مراقبة المرضى وتقديم ردود الفعل بشأن وضعيتهم قد تكون شيئا سيتمكن الذكاء الاصطناعي من القيام به في المستقبل – ولكن حتى ذلك الحين، سألتزم بتلقي العلاج من البشر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 2 أيام
- ليبانون 24
للتخفيف من أعراض الاكتئاب والقلق... تغييران غذائيان بسيطان
استكشف باحثو جامعة بوند في كوينزلاند، أستراليا ، خفايا العلاقة بين النظام الغذائي والصحة النفسية، ضمن مراجعة علمية واسعة شملت 25 دراسة تضمنت بيانات أكثر من 57 ألف شخص بالغ. وخلصت المراجعة إلى أن تعديلين بسيطين في النظام الغذائي، وهما تقليل السعرات الحرارية وخفض استهلاك الدهون، قد يكون لهما تأثير إيجابي على أعراض الاكتئاب والقلق، خاصة لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل مرضى السمنة ومقاومة الإنسولين. ويشير النظام الغذائي منخفض الدهون إلى أن أقل من 30% من إجمالي الطاقة المستهلكة يوميا تأتي من الدهون، وهو ما يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية. أما النظام المُقيد للسعرات، فيعتمد على تناول حوالي 1500 سعرة حرارية يوميا، مع الابتعاد عن الأطعمة المعالجة والسكريات. ورغم أن نتائج الدراسة، المنشورة في مجلة "حوليات الطب الباطني"، تظهر اتجاها واعدا، إلا أن الباحثين شددوا على أن جودة الأدلة ما تزال منخفضة، مؤكدين ضرورة استشارة مختصي الرعاية الصحية قبل إجراء أي تغييرات في النظام الغذائي لأسباب نفسية. وتشير أدلة متزايدة إلى وجود علاقة وثيقة بين النظام الغذائي والمزاج. ففي السابق، أظهرت دراسة نشرت في مجلة BMC Medicine أن المصابين بالاكتئاب الذين اتبعوا نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي لمدة 3 أشهر، أظهروا تحسنا نفسيا أكبر مقارنة بمن استمروا على أنظمتهم الغذائية المعتادة. وتقوم حمية البحر الأبيض المتوسط على تناول كميات وفيرة من الفواكه والخضروات، والحبوب الكاملة والبقوليات والأسماك، مع تقليل اللحوم الحمراء والسكريات. وتشير أبحاث إلى أن الألياف قد تلعب دورا مهما في تحسين الحالة النفسية عبر دعم "ميكروبيوم الأمعاء" (المجتمع الدقيق من البكتيريا والفيروسات والفطريات في الجهاز الهضمي). ففي مراجعة لـ18 دراسة نُشرت عام 2023، وجد باحثو جامعة أديلايد أن زيادة استهلاك الألياف بمقدار 5 غرامات يوميا يقلل خطر الاكتئاب بنسبة 5% لدى الفئات المعرضة للخطر. وتوصي هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) بتناول 30 غراما من الألياف يوميا على الأقل. وفي المقابل، تحذر دراسات حديثة من تأثير الأطعمة الفائقة المعالجة (مثل المشروبات الغازية والآيس كريم ورقائق البطاطا) على الصحة النفسية. ووفقا لدراسة نُشرت في مجلة Clinical Nutrition، فإن كل زيادة بنسبة 10% من هذه الأطعمة في النظام الغذائي تقابلها زيادة بنسبة مماثلة في خطر ظهور أعراض الاكتئاب. ورغم تزايد الأدلة على العلاقة بين الغذاء والمزاج، إلا أن الخبراء يؤكدون أن الرابط ليس بالضرورة سببيا، فقد تتداخل عوامل مثل قلة النشاط البدني والسمنة والتدخين.


ليبانون 24
منذ 7 أيام
- ليبانون 24
اختبار مدته دقيقة يكشف العلامات المبكرة لمرض ألزهايمر
كشف خبراء أن اختباراً لا يتطلب سوى ورقة وقلم ويستغرق دقيقة واحدة فقط، قد يكون وسيلة فعّالة لرصد العلامات الأولى لخطر الإصابة بالخرف أو ألزهايمر. ويُعرف هذا الاختبار باسم "اختبار الطلاقة اللفظية الدلالية" (Semantic Verbal Fluency Test)، ويستخدمه الأطباء منذ سنوات للكشف المبكر عن التدهور في وظائف الدماغ. ونُشرت أبحاث داعمة له في عدد من المجلات العلمية، مثل Cortex وClinical Neuropsychology. كشفت عائلة من تينيسي عن معاناة ابنتهم الصغيرة مع اضطراب نادر تسبب في إصابتها بمرض "زهايمر الطفولة". ويعتمد هذا التقييم السريع على مهمة بسيطة، ألا وهي اختيار فئة واسعة مثل "الحيوانات" أو "الفواكه" أو "برامج التلفزيون"، ثم محاولة ذكر أكبر عدد ممكن من الكلمات المرتبطة بها خلال 60 ثانية. ويمكن قول الكلمات شفهياً بدلًا من كتابتها، ومن هنا جاءت تسمية الاختبار بالطلاقة اللفظية. وإذا وجد الشخص صعوبة في تنفيذ المهمة أو لاحظ تراجعاً واضحاً في قدرته على التذكر والتفكير، فقد يكون ذلك بمثابة إنذار مبكر لوجود خلل معرفي. ورغم أن الاختبار لا يشكل تشخيصاً نهائياً، إلا أنه يُعد "علامة حمراء" تستدعي الانتباه والمتابعة الطبية. ومن بين الاختبارات الأخرى الشائعة التي تُستخدم في هذا السياق، اختبار رسم الساعة، الذي تعتمده خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا (NHS) منذ عقود. ويتضمن هذا الاختبار طلب رسم ساعة على ورقة بيضاء، مع تحديد الأرقام من 1 إلى 12، ثم رسم العقارب لتشير إلى توقيت معين مثل "11:10". ورغم بساطة المهمة الظاهرة، إلا أنها تتطلب مجموعة من الوظائف العقلية المعقدة، مثل الذاكرة والتخطيط والإدراك البصري، وهي قدرات تتأثر عادةً مع بداية الخرف، فإذا ظهرت الساعة مرسومة بشكل غير منتظم أو كانت الأرقام في أماكن خاطئة، فقد يكون ذلك مؤشراً على وجود مشكلة معرفية، أما إذا تم تنفيذ المهمة بنجاح، فإن هذا يُعد مؤشراً إيجابياً يقلل من احتمال الإصابة بالخرف، وفقاً لتوجيهات NHS. وفي حال وجود صعوبة في تنفيذ الاختبار، يُنصح بالتواصل مع الطبيب العام لإجراء فحوصات إضافية. وتشير التقديرات إلى أن مرض الخرف يؤثر على نحو مليون شخص في المملكة المتحدة، ويُعد ألزهايمر السبب الأكثر شيوعاً للحالات، بل يصنف كـ"القاتل الأول" في البلاد، حيث تسبب في وفاة 74,261 شخصاً عام 2022، مقارنة بـ69 ألفاً فقط في العام السابق، بحسب جمعية أبحاث ألزهايمر البريطانية. دليل خفي في عينك يحدد خطر الإصابة بالخرف في سن الـ45 - موقع 24 كشف باحثون من جامعة أوتاغو في نيوزيلندا عن رابط مثير بين الرؤية المشوشة وظهور بقع في العين ، وبين خطر الإصابة بالخرف في سن مبكرة. وتقدّر جمعية ألزهايمر أن الخرف يُكلّف الاقتصاد البريطاني نحو 42 مليار جنيه إسترليني سنوياً، تتحمل العائلات العبء الأكبر منها. ومع تقدم السكان في السن، يُتوقع أن تتضاعف هذه التكلفة لتصل إلى نحو 90 مليار جنيه إسترليني خلال 15 عاماً فقط. ورغم هذه الأرقام المقلقة، ما زال هناك بارقة أمل، إذ يعتقد العلماء أن نحو 40% من حالات الخرف يمكن الوقاية منها من خلال تغييرات بسيطة في نمط الحياة، مثل: تحسين التغذية، تقليل الكحول ، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وتجنب إصابات الرأس، وارتداء أجهزة السمع عند الحاجة.


ليبانون 24
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- ليبانون 24
هل تشعر بالتعب رغم نومك لساعات كافية؟ إليك السبب وراء ذلك
هل تستيقظ وأنت تشعر بالإرهاق رغم نومك لساعات كافية؟ قد يكون السبب أبعد مما تتصور. ويشير الدكتور باباك أشرفي ، اختصاصي الطب العام في Superdrug Online Doctor، إلى أن الحساسية الموسمية مثل حمى القش قد تكون السبب وراء الشعور المستمر بالتعب. ويشرح الدكتور أشرفي أن الحساسية لا تؤثر على النوم بشكل مباشر فحسب، بل يمكن أن تؤدي إلى إرهاق الجسم حتى مع النوم الكافي، حيث يستجيب جهاز المناعة للمهيجات مثل حبوب اللقاح، مما يجعله في حالة نشاط مستمر لمحاربة الأجسام المضادة، وهو ما يشبه الإرهاق الذي يصاحب نزلات البرد. وأضاف أن "استجابة الجسم لمسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح قد تكون مرهقة جسدياً، ما يجعل المصابين يشعرون بالتعب أو الخمول بشكل غير معتاد". وتشمل الأعراض المتكررة العطاس المستمر، وانسداد الأنف، واضطراب النوم، ما يجعل الحياة اليومية مرهقة. ولمواجهة هذا الإرهاق، ينصح الدكتور بحماية نفسك قدر الإمكان من حبوب اللقاح والتحدث إلى مختص. ويوضح: "يمكن أن تساعد مضادات الهيستامين في تخفيف الأعراض، لكن بعض أنواعها تسبب النعاس، لذا أوصي بالتحدث إلى الصيدلي لاختيار الأنواع التي لا تسبب النعاس". ويُذكر أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) توصي بمراجعة الطبيب إذا كانت مشكلات النوم تؤثر على حياتك اليومية أو استمرت لأشهر.