logo
حين تتبخر برك السباحة بـ 'الكلــور'! - تحقيق -

حين تتبخر برك السباحة بـ 'الكلــور'! - تحقيق -

سعيد محمد سعيد:
ليس من الضروري أن 'تطمس' في هذه البركة أو تلك، إذ يكفي، في بعض الأحيان قطعًا، أن تشعر بأنك في أروقة مستشفى كبير حين تتجول في سيارتك أو مشيًا على الأقدام، خصوصًا ليلًا، في منطقة استراحات وبرك سباحة، فتحيطك رائحة 'الكلور'، أما حين يكون حظك سيئًا وتجتمع مع أهلك أو أصدقائك في بركة سباحة مليئة بتلك المادة دون قياس ونسب صحيحة معتمدة، فتأكد أن جمعًا منكم قد يصاب باحمرار العين أو ضيق التنفس أو الحكة أو التهيج.
أما بعد، فالخطر في كلتا الحالتين: سواء 'انصميت' ببركة سباحة يفوح منها 'الكلور' كالبخور، أو قادك اختيارك السيئ لبركة سباحة أنت تسبح.. والجراثيم تسبح معك؛ لأن الكلور فيها معدوم! فهل هناك مشكلة فعلًا تتعلق بتعقيم برك السباحة في البحرين؟ أو بصيغة أخرى، هل يتم استخدام 'الكلور' في البرك من جانب أصحابها بطريقة علمية صحيحة؟
من الناحية الإيجابية، يسهم التطهير الفعّال بمادة الكلور في قتل البكتيريا والفيروسات والفطريات؛ ما يقلل خطر العدوى والأمراض المنقولة عبر الماء، ومقارنة بأنظمة التعقيم الأخرى مثل الأوزون أو الأشعة فوق البنفسجية، فـ 'الكلور' أقل تكلفة، أما من الناحية السلبية، فأول نقطة هي الرائحة الكيميائية المزعجة بسبب عدم ضبط درجته في الماء، بالإضافة إلى عوارض صحية متعددة؛ لذلك تتولى فرق التفتيش الدوري على البرك، التأكد من الالتزام بالنسبة الصحيحة.
تتفاوت درجة التزام برك السباحة المرخصة، بالنسبة الصحيحة لمادة الكلور في مياهها، وفي كلتا الحالتين، فإن انخفاض نسبته له خطورته، كما أن هناك مخاطر أخرى في حال ارتفاع النسبة فوق المعدل المعتمد. وعبر المشاهدة الميدانية لفرق التفتيش الصحي، فإن سحب واختبار عينة من مياه البركة لتحديد الدرجة، يدخل ضمن الإجراءات المعتادة التي تقوم بها مجموعة مراقبة صحة المياه، ويتم إلزام أصحاب البرك بتعديل الوضع سواء كان 'الكلور' مرتفعًا أو منخفضًا، بل والبحث عن مصادر التلوث.
وفق ذلك، تلزم الاشتراطات الخاصة ببرك السباحة، أن يتوافر في كل بركة جهاز لقياس 'الكلور' في ماء الحوض، ومن حق مستأجري البركة أن يطلبوا من المشرف عليها أن يريهم نسبة المادة قبل النزول إلى الماء لكن معظم المستأجرين لا يفعلون ذلك، وهذه النسبة تكون ما بين 0.5 درجة إلى 1.5 درجة من 'الكلور' حسب حجم حوض السباحة والمرافق القريبة منه، سواء كان المسبح مغطى أم مكشوفًا؛ من أجل منع انتشار العدوى والحفاظ على نقاء الماء وتجنب نمو الطحالب والبكتيريا الضارة والطفيليات والفيروسات.
الاستخدام المفرط
إذن، ما هي المخاطر؟ هنا يؤكد د. يوسف التحو (طبيب عائلة)، أن مركبات 'الكلور' في البرك ضرورية للتعقيم، لكن هناك محاذير صحية يلزم تجنبها. ويشير إلى أن السباحة من أفضل الرياضات التي يوصى بها طبيًّا لما لها من فوائد جسدية ونفسية، فهي تعزّز اللياقة البدنية وتحسّن وظائف الجهازين التنفسي والعضلي، ومع ذلك، فإن السباحة في المسابح المعقّمة بـ 'الكلور' تتطلب قدرًا من الوعي الصحي؛ إذ إن 'الكلور'، على الرغم من ضرورته لتعقيم المياه ومنع انتشار العدوى، قد يُسبب آثارًا جانبية عند التعرض المتكرر أو لفترات طويلة، خصوصًا في حال استخدامه بشكل مفرط أو في بيئات مغلقة وضعيفة التهوية.
قائمة المخاطر
ومن أبرز التأثيرات الجلدية لـ 'الكلور' التي يلفت إليها د. التحو، تهيج البشرة نتيجة إزالة الزيوت الطبيعية؛ ما يؤدي إلى الحكة والتهيج، خصوصا لدى المصابين بالإكزيما أو الصدفية، كما يمكن أن يُضعف 'الكلور' الشعر، ويؤدي إلى تقصفه وتساقطه، لاسيما الشعر المصبوغ أو المعالج كيميائيًّا، أما الأطفال، فقد يظهر لديهم احمرار في الجلد والعينين، وقد يعانون أعراضا تنفسية طفيفة خصوصا في حال وجود حساسية أو ربو. وفي المسابح المغلقة، قد يعاني الكبار تهيجا في الأغشية المخاطية أو تفاقم أعراض تنفسية في حال ضعف التهوية، وللحد من هذه التأثيرات، يُنصح بالاستحمام بالماء العذب قبل الدخول إلى المسبح وبعد الخروج منه؛ وذلك لتقليل تفاعل 'الكلور' مع الجلد والشعر، كما يُوصى باستخدام الكريمات المرطبة لحماية البشرة من الجفاف بعد الخروج من المسبح، وارتداء نظارات السباحة وقبعات الرأس للوقاية من تأثير 'الكلور' على العينين والشعر، بالإضافة إلى ارتداء الملابس المخصصة للسباحة.
لا غنى عنه
وتُعد السباحة في الأماكن جيدة التهوية عامل أساس للحد من استنشاق الأبخرة الكيميائية، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون أمراضا جلدية أو تنفسية مزمنة، فإن مراجعة الطبيب المختص قبل ارتياد المسابح بشكل منتظم تُعد خطوة ضرورية لضمان السلامة الشخصية وتفادي المضاعفات الصحية المحتملة، لكن لابد من تأكيد أنه لا غنى عن 'الكلور' في الحفاظ على سلامة مياه المسابح، كما لا غنى عن السباحة كرياضة مفيدة وشاملة، ويبقى التوازن بين الحماية الصحية والاستفادة الرياضية ممكنًا عبر وعي الفرد والتزامه بالإرشادات الوقائية المناسبة.
الصحافي الافتراضي 'عبدالله' يكشف عن الأنواع الرديئة من 'الكلور'
هل يمكن الاقتصار على قياس نسبة 'الكلور' لضمان سلامة حوض السباحة أم أن هناك مخاطر بسبب أنواع 'الكلور' الرديئة؟ الصحافي الافتراضي 'عبدالله' قام بمهمة جمع المعلومات التي تؤكد وجود أنواع من 'الكلور' تُعدّ رديئة أو غير مناسبة للاستخدام في برك السباحة، إما بسبب جودتها المنخفضة أو تأثيرها السلبي على المياه والمستخدمين.
ولكن هل يمكن تصنيفها؟ نعم بالتأكيد، فـ 'الكلور' الصناعي الرديء يُنتج غالبًا بتكاليف منخفضة دون معايير دقيقة، ويحتوي على شوائب أو مواد إضافية ضارة، ويسبّب تهيجًا في الجلد والعينين، وقد يُؤثر على الجهاز التنفسي. كما أن هناك نوعا من 'الكلور' غير مخصص لبرك السباحة، فقد يستخدم البعض نوعًا مخصصًا للتنظيف الصناعي أو الزراعي، وهذا خطأ كبير، وهذا النوع لا يحتوي على تركيبة مناسبة لمعالجة مياه السباحة، وقد يكون سامًّا.
وماذا عن 'الكلور غير المستقر' (Unstabilized Chlorine)؟ هذا النوع يتأثر بسهولة بأشعة الشمس فوق البنفسجية؛ ما يجعله يفقد فعاليته بسرعة، ويجب استخدامه مع مثبت (مثل حمض السيانوريك) أو استبداله بنوع مستقر.
ما الذي يجب البحث عنه في 'الكلور' الجيد؟ أن يكون مخصصًا لبرك السباحة، ويُكتب ذلك بوضوح على العبوة، وأن يحتوي على نسبة عالية من 'الكلور الفعّال' (مثلا: هيبوكلوريت الكالسيوم 65 % أو أكثر)، وأن يكون من علامة تجارية موثوقة أو معروف المصدر، على أن يُخزن في مكان جاف وبارد ومحكم الإغلاق (الرطوبة والحرارة تؤثران على فعاليته).
معظم البرك تلتزم بالنسبة المثالية
هناك متطلبات لقياس نسبة 'الكلور' في المسبح عبر الجهاز الخاص، وعالميًّا، فإن النسبة المثالية تتراوح بين جزأين إلى 4 أجزاء في المليون، ومع ذلك، فإن من الضرورة بمكان الانتظار قرابة 4 ساعات قبل السباحة، وهي مدة كافية لوصول مادة 'الكلور' إلى معدلها الطبيعي، ويؤكد خبير تصميم وبناء وصيانة برك السباحة محمد نسيم هذه المعلومة، وليس الأمر صعبًا فهناك أجهزة قياس رقمية لـ 'الكلور'، وكذلك تقيس درجة الحموضة المناسبة، وبالإمكان اعتماد هذا الاختبار الذي يعرض النتائج والملوثات العضوية.
فرق عمل متخصصة
وعما إذا كان العاملون في برك السباحة بمختلف مناطق البحرين يلتزمون بضبط النسب وفق خبرته، فيقول 'أرى أن الغالبية تلتزم بالقياس المعتمد، بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك فرق عمل متخصصة يستعين بها أصحاب البرك للقيام بالفحص الدوري الذي يشمل سلامة الأحواض من كل النواحي، بما في ذلك قياس الكلور الضروري كمطهر فعال للقضاء على كل مسببات الأمراض من مختلف أنواع البكتيريا والفيروسات والجراثيم، أضف إلى ذلك، أن الفرق الرسمية تقوم بعملها الرقابي'.
الرقم الهيدروجيني
ولا يقتصر فحص مياه الحوض على مادة الكلور فحسب، بل يجب قياس ارتفاع وانخفاض الرقم الهيدروجيني (ph) في المسبح؛ فهذا الارتفاع له آثاره أيضًا، إذ يتسبب في ظهور التكلسات وقد يؤدي إلى انسداد المرشحات وبالتالي إصابة المرتادين بمشكلات صحية، أما في حالة انخفاضه، فيؤدي إلى تأثر أرضية المسبح وجدرانه وقد تذوب مفاصل الحوض، وهناك حلول للارتفاع والانخفاض تقوم بها فرق العمل المتخصصة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حين تتبخر برك السباحة بـ 'الكلــور'! - تحقيق -
حين تتبخر برك السباحة بـ 'الكلــور'! - تحقيق -

البلاد البحرينية

timeمنذ 7 ساعات

  • البلاد البحرينية

حين تتبخر برك السباحة بـ 'الكلــور'! - تحقيق -

سعيد محمد سعيد: ليس من الضروري أن 'تطمس' في هذه البركة أو تلك، إذ يكفي، في بعض الأحيان قطعًا، أن تشعر بأنك في أروقة مستشفى كبير حين تتجول في سيارتك أو مشيًا على الأقدام، خصوصًا ليلًا، في منطقة استراحات وبرك سباحة، فتحيطك رائحة 'الكلور'، أما حين يكون حظك سيئًا وتجتمع مع أهلك أو أصدقائك في بركة سباحة مليئة بتلك المادة دون قياس ونسب صحيحة معتمدة، فتأكد أن جمعًا منكم قد يصاب باحمرار العين أو ضيق التنفس أو الحكة أو التهيج. أما بعد، فالخطر في كلتا الحالتين: سواء 'انصميت' ببركة سباحة يفوح منها 'الكلور' كالبخور، أو قادك اختيارك السيئ لبركة سباحة أنت تسبح.. والجراثيم تسبح معك؛ لأن الكلور فيها معدوم! فهل هناك مشكلة فعلًا تتعلق بتعقيم برك السباحة في البحرين؟ أو بصيغة أخرى، هل يتم استخدام 'الكلور' في البرك من جانب أصحابها بطريقة علمية صحيحة؟ من الناحية الإيجابية، يسهم التطهير الفعّال بمادة الكلور في قتل البكتيريا والفيروسات والفطريات؛ ما يقلل خطر العدوى والأمراض المنقولة عبر الماء، ومقارنة بأنظمة التعقيم الأخرى مثل الأوزون أو الأشعة فوق البنفسجية، فـ 'الكلور' أقل تكلفة، أما من الناحية السلبية، فأول نقطة هي الرائحة الكيميائية المزعجة بسبب عدم ضبط درجته في الماء، بالإضافة إلى عوارض صحية متعددة؛ لذلك تتولى فرق التفتيش الدوري على البرك، التأكد من الالتزام بالنسبة الصحيحة. تتفاوت درجة التزام برك السباحة المرخصة، بالنسبة الصحيحة لمادة الكلور في مياهها، وفي كلتا الحالتين، فإن انخفاض نسبته له خطورته، كما أن هناك مخاطر أخرى في حال ارتفاع النسبة فوق المعدل المعتمد. وعبر المشاهدة الميدانية لفرق التفتيش الصحي، فإن سحب واختبار عينة من مياه البركة لتحديد الدرجة، يدخل ضمن الإجراءات المعتادة التي تقوم بها مجموعة مراقبة صحة المياه، ويتم إلزام أصحاب البرك بتعديل الوضع سواء كان 'الكلور' مرتفعًا أو منخفضًا، بل والبحث عن مصادر التلوث. وفق ذلك، تلزم الاشتراطات الخاصة ببرك السباحة، أن يتوافر في كل بركة جهاز لقياس 'الكلور' في ماء الحوض، ومن حق مستأجري البركة أن يطلبوا من المشرف عليها أن يريهم نسبة المادة قبل النزول إلى الماء لكن معظم المستأجرين لا يفعلون ذلك، وهذه النسبة تكون ما بين 0.5 درجة إلى 1.5 درجة من 'الكلور' حسب حجم حوض السباحة والمرافق القريبة منه، سواء كان المسبح مغطى أم مكشوفًا؛ من أجل منع انتشار العدوى والحفاظ على نقاء الماء وتجنب نمو الطحالب والبكتيريا الضارة والطفيليات والفيروسات. الاستخدام المفرط إذن، ما هي المخاطر؟ هنا يؤكد د. يوسف التحو (طبيب عائلة)، أن مركبات 'الكلور' في البرك ضرورية للتعقيم، لكن هناك محاذير صحية يلزم تجنبها. ويشير إلى أن السباحة من أفضل الرياضات التي يوصى بها طبيًّا لما لها من فوائد جسدية ونفسية، فهي تعزّز اللياقة البدنية وتحسّن وظائف الجهازين التنفسي والعضلي، ومع ذلك، فإن السباحة في المسابح المعقّمة بـ 'الكلور' تتطلب قدرًا من الوعي الصحي؛ إذ إن 'الكلور'، على الرغم من ضرورته لتعقيم المياه ومنع انتشار العدوى، قد يُسبب آثارًا جانبية عند التعرض المتكرر أو لفترات طويلة، خصوصًا في حال استخدامه بشكل مفرط أو في بيئات مغلقة وضعيفة التهوية. قائمة المخاطر ومن أبرز التأثيرات الجلدية لـ 'الكلور' التي يلفت إليها د. التحو، تهيج البشرة نتيجة إزالة الزيوت الطبيعية؛ ما يؤدي إلى الحكة والتهيج، خصوصا لدى المصابين بالإكزيما أو الصدفية، كما يمكن أن يُضعف 'الكلور' الشعر، ويؤدي إلى تقصفه وتساقطه، لاسيما الشعر المصبوغ أو المعالج كيميائيًّا، أما الأطفال، فقد يظهر لديهم احمرار في الجلد والعينين، وقد يعانون أعراضا تنفسية طفيفة خصوصا في حال وجود حساسية أو ربو. وفي المسابح المغلقة، قد يعاني الكبار تهيجا في الأغشية المخاطية أو تفاقم أعراض تنفسية في حال ضعف التهوية، وللحد من هذه التأثيرات، يُنصح بالاستحمام بالماء العذب قبل الدخول إلى المسبح وبعد الخروج منه؛ وذلك لتقليل تفاعل 'الكلور' مع الجلد والشعر، كما يُوصى باستخدام الكريمات المرطبة لحماية البشرة من الجفاف بعد الخروج من المسبح، وارتداء نظارات السباحة وقبعات الرأس للوقاية من تأثير 'الكلور' على العينين والشعر، بالإضافة إلى ارتداء الملابس المخصصة للسباحة. لا غنى عنه وتُعد السباحة في الأماكن جيدة التهوية عامل أساس للحد من استنشاق الأبخرة الكيميائية، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون أمراضا جلدية أو تنفسية مزمنة، فإن مراجعة الطبيب المختص قبل ارتياد المسابح بشكل منتظم تُعد خطوة ضرورية لضمان السلامة الشخصية وتفادي المضاعفات الصحية المحتملة، لكن لابد من تأكيد أنه لا غنى عن 'الكلور' في الحفاظ على سلامة مياه المسابح، كما لا غنى عن السباحة كرياضة مفيدة وشاملة، ويبقى التوازن بين الحماية الصحية والاستفادة الرياضية ممكنًا عبر وعي الفرد والتزامه بالإرشادات الوقائية المناسبة. الصحافي الافتراضي 'عبدالله' يكشف عن الأنواع الرديئة من 'الكلور' هل يمكن الاقتصار على قياس نسبة 'الكلور' لضمان سلامة حوض السباحة أم أن هناك مخاطر بسبب أنواع 'الكلور' الرديئة؟ الصحافي الافتراضي 'عبدالله' قام بمهمة جمع المعلومات التي تؤكد وجود أنواع من 'الكلور' تُعدّ رديئة أو غير مناسبة للاستخدام في برك السباحة، إما بسبب جودتها المنخفضة أو تأثيرها السلبي على المياه والمستخدمين. ولكن هل يمكن تصنيفها؟ نعم بالتأكيد، فـ 'الكلور' الصناعي الرديء يُنتج غالبًا بتكاليف منخفضة دون معايير دقيقة، ويحتوي على شوائب أو مواد إضافية ضارة، ويسبّب تهيجًا في الجلد والعينين، وقد يُؤثر على الجهاز التنفسي. كما أن هناك نوعا من 'الكلور' غير مخصص لبرك السباحة، فقد يستخدم البعض نوعًا مخصصًا للتنظيف الصناعي أو الزراعي، وهذا خطأ كبير، وهذا النوع لا يحتوي على تركيبة مناسبة لمعالجة مياه السباحة، وقد يكون سامًّا. وماذا عن 'الكلور غير المستقر' (Unstabilized Chlorine)؟ هذا النوع يتأثر بسهولة بأشعة الشمس فوق البنفسجية؛ ما يجعله يفقد فعاليته بسرعة، ويجب استخدامه مع مثبت (مثل حمض السيانوريك) أو استبداله بنوع مستقر. ما الذي يجب البحث عنه في 'الكلور' الجيد؟ أن يكون مخصصًا لبرك السباحة، ويُكتب ذلك بوضوح على العبوة، وأن يحتوي على نسبة عالية من 'الكلور الفعّال' (مثلا: هيبوكلوريت الكالسيوم 65 % أو أكثر)، وأن يكون من علامة تجارية موثوقة أو معروف المصدر، على أن يُخزن في مكان جاف وبارد ومحكم الإغلاق (الرطوبة والحرارة تؤثران على فعاليته). معظم البرك تلتزم بالنسبة المثالية هناك متطلبات لقياس نسبة 'الكلور' في المسبح عبر الجهاز الخاص، وعالميًّا، فإن النسبة المثالية تتراوح بين جزأين إلى 4 أجزاء في المليون، ومع ذلك، فإن من الضرورة بمكان الانتظار قرابة 4 ساعات قبل السباحة، وهي مدة كافية لوصول مادة 'الكلور' إلى معدلها الطبيعي، ويؤكد خبير تصميم وبناء وصيانة برك السباحة محمد نسيم هذه المعلومة، وليس الأمر صعبًا فهناك أجهزة قياس رقمية لـ 'الكلور'، وكذلك تقيس درجة الحموضة المناسبة، وبالإمكان اعتماد هذا الاختبار الذي يعرض النتائج والملوثات العضوية. فرق عمل متخصصة وعما إذا كان العاملون في برك السباحة بمختلف مناطق البحرين يلتزمون بضبط النسب وفق خبرته، فيقول 'أرى أن الغالبية تلتزم بالقياس المعتمد، بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك فرق عمل متخصصة يستعين بها أصحاب البرك للقيام بالفحص الدوري الذي يشمل سلامة الأحواض من كل النواحي، بما في ذلك قياس الكلور الضروري كمطهر فعال للقضاء على كل مسببات الأمراض من مختلف أنواع البكتيريا والفيروسات والجراثيم، أضف إلى ذلك، أن الفرق الرسمية تقوم بعملها الرقابي'. الرقم الهيدروجيني ولا يقتصر فحص مياه الحوض على مادة الكلور فحسب، بل يجب قياس ارتفاع وانخفاض الرقم الهيدروجيني (ph) في المسبح؛ فهذا الارتفاع له آثاره أيضًا، إذ يتسبب في ظهور التكلسات وقد يؤدي إلى انسداد المرشحات وبالتالي إصابة المرتادين بمشكلات صحية، أما في حالة انخفاضه، فيؤدي إلى تأثر أرضية المسبح وجدرانه وقد تذوب مفاصل الحوض، وهناك حلول للارتفاع والانخفاض تقوم بها فرق العمل المتخصصة.

ضربات الشمس والتسمم الغذائي أبرز مخاطر الصيف
ضربات الشمس والتسمم الغذائي أبرز مخاطر الصيف

البلاد البحرينية

timeمنذ 9 ساعات

  • البلاد البحرينية

ضربات الشمس والتسمم الغذائي أبرز مخاطر الصيف

حذر أخصائي تعزيز صحة أول بإدارة تعزيز الصحة، علي العرادي، من المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها الأفراد خلال فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدًا أن من أبرز هذه المخاطر حالات الإنهاك الحراري، وضربات الشمس، وحروق الجلد، بالإضافة إلى احتمالية التسمم الغذائي نتيجة زيادة النشاط البكتيري بفعل درجات الحرارة المرتفعة. وأوضح العرادي لدى استضافته في برنامج شمس البحرين للحديث حول الصحة في فصل الصيف، أن هناك فرقًا واضحًا بين حالتي الإنهاك الحراري وضربات الشمس، حيث إن الإنهاك الحراري يحدث عندما يتعرض الشخص لدرجات حرارة مرتفعة، لا سيما مع وجود رطوبة عالية، بالتزامن مع بذل مجهود بدني شديد أو ممارسة نشاط مكثف، ما يؤدي إلى فقدان السوائل من الجسم عن طريق التعرق، وهو ما يُعد وسيلة الجسم لتبريد نفسه، وتشمل أعراض الإنهاك الحراري شحوب الوجه والعطش الشديد والغثيان وعدم القدرة على التركيز، وقد يصل الأمر إلى فقدان الوعي إذا لم يتم التدخل السريع. وأضاف أن ضربة الشمس تُعد أكثر خطورة من الإنهاك الحراري، حيث تمثل ارتفاعًا سريعًا في درجة حرارة الجسم إلى مستوى يفقد فيه القدرة على التبريد الذاتي، وغالبًا ما تصل الحرارة في هذه الحالة إلى ما يزيد عن أربعين درجة مئوية، فيظهر على المصاب احمرار الجلد وجفافه نتيجة توقف التعرق، وقد يُصاب بالإغماء، وغالبًا ما تحدث هذه الحالة نتيجة التعرض المباشر لأشعة الشمس المرتفعة دون حماية كافية. وأكد العرادي أن التصرف الأمثل في مثل هذه الحالات يبدأ بالتوقف الفوري عن أي نشاط بدني والانتقال إلى مكان أكثر برودة، مع ضرورة إزالة أي ملابس ثقيلة أو خانقة تعيق عملية التهوية والتنفس، ثم تبريد الجسم باستخدام ماء فاتر أو كمادات مناسبة. وفي حالة الإنهاك الحراري، طالما أن الشخص لا يزال واعيًا، يمكن تزويده بماء فاتر فقط، مع التأكيد على تجنب الماء شديد البرودة أو المثلج، لأنه قد يسبب تقلصات في الأوعية الدموية، ما يؤثر سلبًا على قدرة الجسم على التعرق والتبريد، وإذا استمرت الأعراض لأكثر من ساعة أو حدث إغماء، فهنا يصبح التدخل الطبي ضرورة فورية. وأشار إلى أن ضربة الشمس في الغالب تصاحبها حالة من فقدان الوعي، ما يعني أن المصاب لا يمكنه تناول الماء، وفي هذه الحالة لا بد من طلب الاستشارة الطبية فورًا، لأن التأخر في التعامل معها قد يؤثر على الدماغ أو القلب، وقد يؤدي إلى الوفاة، مؤكدًا خطورة هذا النوع من الحالات، وفي كلتا الحالتين، يُنصح بإزالة الملابس الثقيلة ووضع المصاب في مكان بارد لتبريد الجسم تدريجيًا. وتحدّث العرادي عن حروق الجلد الناتجة عن التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة الأشعة فوق البنفسجية، موضحًا أنها تؤثر بشكل مباشر على خلايا الجلد وتسبب تلفًا في الأنسجة، موضحًا أنه حال الإصابة، يُنصح بتجنب التعرض مجددًا لأشعة الشمس المباشرة، وغسل المنطقة المصابة بماء فاتر، واستخدام الكريمات الخاصة بالحروق. وفي بعض الحالات التي يصاحبها ألم يمكن استخدام مسكنات الألم، أما في حالة إصابة الأطفال دون سن الخامسة أو إذا كانت المنطقة المصابة واسعة أو بدأت بالتقرح أو ساءت الحالة، فهنا لا بد من مراجعة الطبيب فورًا وعدم الاكتفاء بالعلاج المنزلي. وأوضح أن هناك 4 فئات عمرية وصحية تُعد الأكثر عرضة للإصابة بالمشاكل الصحية المرتبطة بفصل الصيف، وهي الأطفال، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو القلب، نظرًا لضعف قدرتهم الجسدية على تنظيم الحرارة، بالإضافة إلى فئة العمال الذين تفرض عليهم طبيعة عملهم التواجد تحت أشعة الشمس المباشرة أو في أماكن مرتفعة الحرارة. أما فيما يتعلق بالتسمم الغذائي في فصل الصيف، فقد أشار العرادي إلى أنه يحدث نتيجة ارتفاع النشاط البكتيري بسبب حرارة الجو، حيث أن بقاء الطعام في درجة حرارة الغرفة يؤدي إلى فساده بشكل أسرع مما هو عليه في الطقس البارد، ما يسبب التسمم. وحذّر من الإهمال في فحص تاريخ صلاحية المنتجات الغذائية، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الناس يغفلون أيضًا عن ضرورة الفصل بين أدوات تحضير الطعام وأدوات التقديم، وخاصة عند التعامل مع أصناف غذائية مختلفة، وهو أمر بالغ الأهمية في الوقاية من انتقال البكتيريا. وأكد أن من أبرز الإجراءات الوقائية لتفادي مخاطر الصيف هي تغطية الجسم قدر الإمكان بملابس خفيفة وفضفاضة تسمح بمرور الهواء وتحجب أشعة الشمس المباشرة، وتجنّب الخروج أو القيام بالأنشطة والمشاوير في أوقات الظهيرة، وهي الفترة التي تبلغ فيها درجات الحرارة ذروتها، مشدداً على أهمية غسل اليدين بشكل منتظم والحفاظ على النظافة الشخصية لتفادي انتقال الجراثيم. واختتم العرادي تصريحه برسالة توعوية أكد فيها أن نظام الحياة يجب أن يتغير خلال الصيف، فشرب الماء بكميات كافية يجب أن يتحول إلى عادة يومية حتى دون الشعور بالعطش لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل، موضحًا أن الالتزام بالإجراءات الوقائية وتعديل نمط الحياة يقي الأفراد من مخاطر صحية عديدة قد تكون عواقبها وخيمة إذا تم تجاهلها.

الأردن يتصدر السياحة العلاجية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
الأردن يتصدر السياحة العلاجية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

البلاد البحرينية

timeمنذ 3 أيام

  • البلاد البحرينية

الأردن يتصدر السياحة العلاجية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

سائح: أعلنت هيئة تنشيط السياحة الأردنية عن ارتفاع كبير في عدد الزوار الدوليين القادمين إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بهدف السياحة العلاجية والعافية. فقد استقبلت المملكة خلال عام 2024 أكثر من 224,740 زائرًا، منهم 51,448 زائرًا خلال الربع الأول من عام 2025. بنية صحية متطورة تجذب الزوار من دول الخليج يضم القطاع الصحي الأردني منظومة متكاملة تشمل 69 مستشفىً خاصًا بعدد أسرّة يصل إلى 5,500 سرير، مما يجعل الأردن وجهة مفضلة للباحثين عن الرعاية الصحية المتقدمة، خاصة من دول مجلس التعاون الخليجي والدول المجاورة. العراق والسعودية في صدارة الزوار العراق: 257,396 زائرًا السعودية: 216,256 زائرًا الكويت: 31,920 زائرًا قطر: 15,524 زائرًا البحرين: 13,856 زائرًا عُمان: 8,828 زائرًا الإمارات: 6,584 زائرًا يشيد زوار دول الخليج العربي بارتباط الأردن الثقافي معهم، إلى جانب اللغة المشتركة وفهم الاحتياجات الصحية الخاصة بهم. مواقع علاجية طبيعية تدعم السياحة الصحية يمتلك الأردن خصائص جغرافية فريدة تسهم في تعزيز مكانته كوجهة للعلاج الطبيعي، وأبرز هذه المواقع: البحر الميت يقع على عمق 400 متر تحت مستوى سطح البحر يحتوي مياهه على 33% من الأملاح، مع تركيز عالٍ من المغنيسيوم والصوديوم والبرومين يُعرف بفوائده العلاجية للبشرة والمفاصل والجهاز التنفسي حمامات ماعين توفر علاجات المياه الساخنة الغنية بالمعادن تقدم خدمات مثل الحمّام العربي التقليدي إلى جانب العلاجات التأهيلية الحديثة تتميز أجواء الأردن بانخفاض التلوث وارتفاع نسبة الأكسجين وانتشار الأشعة فوق البنفسجية UVB على مدار العام، مما يوفر بيئة صحية مثالية للعلاج والاستشفاء. استثمارات طبية تعزز الثقة والجودة تستند البنية التحتية للسياحة العلاجية في الأردن إلى: تجهيزات طبية متطورة وحدات متخصصة أطقم طبية مؤهلة ومعتمدة دوليًا وهذا ما يضمن تقديم رعاية صحية بمعايير عالمية ونتائج علاجية متميزة، مع توفير التكاليف مقارنة بالدول الأخرى. تصريحات رسمية: الجودة، الضيافة، والبيئة العلاجية المتكاملة قال الدكتور عبد الرزاق عربيات، المدير العام لهيئة تنشيط السياحة الأردنية: "أظهر قطاع السياحة العلاجية في الأردن نموًا ملحوظًا بفضل الخدمات الصحية ذات المستوى العالمي، والمواقع العلاجية الطبيعية المصحوبة بمنتجعات راقية، وضيافة الأردن المعروفة." وأضاف: "تنوع التخصصات الطبية في المملكة، إلى جانب الثقة التي يتمتع بها أطباؤنا في دول الخليج، ساهم في بناء نظام سياحي علاجي متكامل. كما أن المواقع العلاجية الطبيعية تعزز من شعور الزائرين بالراحة والشفاء." خلاصة يواصل الأردن ترسيخ مكانته كواحد من أهم مراكز السياحة العلاجية في المنطقة، بفضل مزيج من التقنيات الطبية الحديثة، الخبرات البشرية، والمواقع الطبيعية العلاجية، ما يجعله خيارًا جذابًا للمرضى من مختلف الدول الباحثين عن جودة عالية وتكلفة مناسبة. تم نشر هذا المقال على موقع

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store