
طروادة.. قراءة جديدة
ولطالما كانت طروادة محوراً للخيال الأدبي والتاريخي، لكن الواقع الذي أزاحت عنه الأبحاث الأثرية الستار يفوق في عمقه وتعقيده ما صورته الملاحم. فبدلاً من التركيز على المعارك والحصارات، أظهرت الاكتشافات الأثرية خصوصاً من خلال ما خلفه السكان من نفايات مشاهد ملموسة من الحياة اليومية، تسرد لنا فصولاً من تاريخ غير مدون.
في حُفر النفايات القديمة، عثر علماء الآثار على بقايا طعام، كالحبوب والفواكه والخضراوات، إضافة إلى عظام الحيوانات وبقايا النباتات، ما مكنهم من إعادة رسم صورة دقيقة للنظام الغذائي، والممارسات الزراعية، والأنشطة الاقتصادية في طروادة. هذه الأدلة تقدم فهماً أعمق لكيفية تفاعل السكان مع بيئتهم، وكيف بنوا اقتصادهم وتبادلوا السلع مع مناطق أخرى.
كما أظهرت دراسات توزيع القطع الأثرية في الموقع مؤشرات واضحة على التنظيم الاجتماعي وتقسيم العمل داخل المدينة، إذ كشفت عن مناطق متخصصة في الإنتاج الحرفي والتجاري. وجود سلع مستوردة مثل فخار مميز ومجوهرات أشار إلى انخراط طروادة في شبكات تجارية واسعة النطاق، وربطها بحضارات بعيدة، ما يعكس سوقاً نابضاً واقتصاداً متقدماً.
إلى جانب ذلك، أظهرت الأدلة البيئية المُستخرجة من الموقع تغيرات في الغطاء النباتي عبر الزمن، ما يدل على التنوع البيولوجي والتغيرات المناخية التي أثرت في طروادة وسكانها. ومكنت دراسة طبقات التربة والرواسب الباحثين من تتبع التحولات البيئية الناتجة عن النشاط البشري، وإعادة بناء الظروف المناخية في العصور القديمة.
كل هذه المعطيات، المستقاة من بقايا تبدو لأول وهلة غير ذات قيمة، أسهمت في إعادة تشكيل الصورة الحقيقية لطروادة. إنها مدينة لم تكن مجرد رمز في الأساطير، بل مجتمع معقد وفعال، عاش أفراده تفاصيل يومية مملوءة بالحياة والعمل والتجارة، بعيداً عن أصداء المعارك الخيالية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ يوم واحد
- البيان
الذكاء الاصطناعي لترسيخ الهوية الثقافية
حيث يقيس هذا المؤشر قوة منظومات الذكاء الاصطناعي في الدول بناءً على 8 فئات هي: البحث والتطوير؛ الذكاء الاصطناعي المسؤول؛ الاقتصاد؛ التعليم؛ التنوع؛ السياسات والحوكمة؛ الرأي العام؛ والبنية التحتية. هذا الاستثمار المبكر في مجال الذكاء الاصطناعي وتبني تطبيقاته الذي قامت به دولة الإمارات من خلال جهودها المكثفة واستثماراتها الواسعة والكبيرة جعل منها نموذجاً يحتذى به عالمياً ليس فقط كون الذكاء الاصطناعي قوة دافعة للمستقبل، ومحركاً لمزيد من التنمية؛ وإنما أيضاً أداة استراتيجية للحفاظ على الهوية الوطنية والقيم المجتمعية. ولهذا أخذت الدولة على عاتقها مسؤولية التخطيط والتنفيذ لصياغة مشروع وطني يمهد لاعتماد تكنولوجيا الذكاء الرقمي على بيانات وطنية ومخرجات تعكس ثقافة المجتمع. أكد جنسن هوانغ أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد بنية تحتية حاسوبية، بل هو بنية تحتية ثقافية واستراتيجية اقتصادية، وأمن قومي، كلها في آن واحد. ولهذا لم يعد السباق العالمي نحو هيمنة الذكاء الاصطناعي حكراً على الشركات، بل أصبح يشمل الدول أيضاً. فقد أصبح الذكاء الاصطناعي بنية تحتية لمعظم الخدمات والأعمال والوظائف. وأصبحت مسؤولية كل دولة أن تقرر ما إذا أرادت الاكتفاء بما يقدم لها، أو المساهمة في تطويره وتشكيله من خلال بنية تحتية وطنية بالاعتماد على القوى العاملة الرقمية الخاصة بها والتي تسهم في التقدم الاجتماعي والبيانات الرقمية التي تملكها وفق القوانين والقيم الوطنية المعمول بها. ويبقى التأثير على الهوية مسألة توازن، فكلما زاد الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وفق رؤية ثقافية واضحة، زادت قدرته على تعزيز الهوية والقيم المجتمعية. مدركين أن الذكاء الاصطناعي ليس فقط خوارزميات متقدمة، بل هو محتوى، ولغة، وقرارات تستند إلى بيانات تتأثر بثقافة من يطوّرها. ومن هنا يصبح الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ضرورة ثقافية بقدر ما هو ضرورة اقتصادية. وهنا ينبغي أن نذكر أن استثمار الإمارات في الذكاء الاصطناعي تراعي التركيز على تطوير المحتوى المتعلق باللغة العربية، وبمصادر المعلومات، وبتقديم محتوى معرفي يرسخ القيم، وهذا الجانب يمثل تميزاً حقيقياً غير مسبوق للاستثمار الإماراتي في الذكاء الاصطناعي.


البيان
منذ يوم واحد
- البيان
المعدن الأحمر في صلب المواجهة.. كيف أصبح النحاس سلاح ترامب الاقتصادي؟
يدخل في صناعة كابلات الطاقة، المحولات، أنظمة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. يُستخدم في إنتاج الذخيرة، الأسلحة المتقدمة، أنظمة التحكم، وأجهزة الاتصالات العسكرية. السيارة الكهربائية تحتوي على ما يقارب 80 كجم من النحاس، مقارنة بـ 20–30 كجم فقط في السيارات التقليدية. يستخدم في مراكز البيانات، شبكات الإنترنت والأجهزة الإلكترونية.


خليج تايمز
منذ يوم واحد
- خليج تايمز
دبي تضع معياراً عالمياً: أيقونات جديدة لتمييز المحتوى البشري من إنتاج الذكاء الاصطناعي
أطلقت دبي للتو أول نظام في العالم لضمان الشفافية والتمييز بوضوح بين المحتوى الذي ينشئه البشر والذكاء الاصطناعي. وفي إعلان صدر الأربعاء 16 يوليو/تموز، وافق سموالشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، على إطلاق "أيقونات التعاون بين الإنسان والآلة"، وحث الجهات الحكومية في المدينة على البدء في تبني النظام في مساعيها البحثية والمعرفية. ويضمن نظام التصنيف العالمي الذي طورته دبي المستقبل الشفافية في كيفية إنشاء الأبحاث والنشر والمحتوى، والتفريق بين دور الإنسان والآلة في البحث والإنتاج والنشر للمحتوى الإبداعي والعلمي والأكاديمي والفكري. تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب. ويأتي النظام الجديد بخمسة أيقونات رئيسية تُشير إلى مدى التعاون بين البشر والآلات الذكية. وهناك تسعة تصنيفات فرعية أخرى تُشير بدقة إلى مكان حدوث التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي. وقال سموه : "تعكس هذه الأيقونات، التي طورتها دبي للمستقبل، التزام دبي بالابتكار المفتوح والمسؤول والمستدام، وتمثل معيارًا عالميًا جديدًا في عصر الذكاء الاصطناعي. ندعو الباحثين والمبدعين والمؤسسات حول العالم إلى اعتماد هذا النظام كمعيار جديد للوضوح والمصداقية". خمسة أيقونات أساسية ويحدد التصنيف "الآلات الذكية" كفئة واسعة تشمل مختلف التقنيات الرقمية، بما في ذلك الخوارزميات، وأدوات الأتمتة، ونماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، والروبوتات، أو أي نظام تكنولوجي يلعب دورًا في عملية البحث أو إنشاء المحتوى. وفيما يلي الرموز الخمسة الأساسية: كل شيء بشري: يتم إنتاج المحتوى بالكامل بواسطة الإنسان دون أي تدخل آلي. بقيادة الإنسان: المحتوى الذي ينتجه الإنسان والذي يتم تحسينه أو فحصه بواسطة الآلة من حيث الدقة أو التصحيح أو التحسين. بمساعدة الآلة: عمل البشر والآلات معًا بشكل متكرر لإنتاج المحتوى. بقيادة الآلة: تولت الآلة زمام المبادرة في إنتاج المحتوى، بينما قام البشر بالتحقق من الجودة والدقة. كل شيء آليًا: تم إنشاء المحتوى بالكامل بواسطة آلة دون أي تدخل بشري. التصنيفات الفرعية حسب الوظيفة بالإضافة إلى الرموز الخمسة الأساسية، يتضمن النظام أيضًا تسعة أيقونات وظيفية تشير إلى مكان حدوث التعاون بين الإنسان والآلة في العملية. وتغطي هذه المجالات الأفكار، ومراجعة الأدبيات، وجمع البيانات، وتحليل البيانات، وتفسير البيانات، والكتابة، والترجمة، والمرئيات، والتصميم. صُمم نظام الأيقونات ليكون مرنًا وقابلًا للتكيف مع مختلف القطاعات والصناعات وأشكال المحتوى، بما في ذلك مخرجات الصور والفيديو. ورغم أنه لا يُحدد نسبًا مئوية أو أوزانًا دقيقة لمساهمة الآلة، إلا أنه يُمكّن المبدعين من الإفصاح عن مشاركتهم بشفافية، مع الأخذ في الاعتبار أن التقييم غالبًا ما يعتمد على التقدير الشخصي. خبراء في الإمارات يحذرون من أن الذكاء الاصطناعي قد يبدو وكأنه معالج "حقيقي"، ويؤخر مساعدة الصحة العقلية. ثروة الإمارات المتزايدة تخلق فرص عمل في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية.