
بسبب التشاؤم.. إعادة نشر فتوى للشيخ حسن مأمون عمرها 69 عاما
ورد إلى فضيلة المفتي بشأن ما إذا كان يجوز للإنسان أن يعتقد أن التشاؤم من عدد معين، أو من يوم بعينه، أو شهر، أو موقف، أو مكان، أو حتى ثوب يرتديه – يمكن أن يكون سببًا في إصابته بمكروه كالموت أو المرض أو الفقر.
و رد فضيلته بإجابة قاطعة لا تحتمل التأويل، مؤكدًا أن التشاؤم منهيّ عنه شرعًا، وأنه لا يجوز للمسلم أن يربط الأمور الحياتية والعواقب الحقيقية بأوهام أو رموز لا أصل لها في الشرع.
الإسلام يرفع موروثات الجاهلية
أوضح الشيخ حسن مأمون في فتواه أن التشاؤم هو من بقايا الجاهلية التي نهى الإسلام عنها، وجاء ليقضي عليها من جذورها، مستشهدًا بعدة أحاديث نبوية، أبرزها ما رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ»، وكذلك الحديث: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ»، وهو ما يدل على بطلان الاعتقاد بأن بعض الأشياء قد تجلب النحس أو الضرر بذاتها.
سوء الظن بالله وخلل العقيدة
ولفتت الفتوى النظر إلى أن الخطورة في التشاؤم تكمن في نسبة الأحداث إلى غير الله، أي أن من يعتقد أن رقمًا معينًا، أو يومًا، أو مكانًا هو السبب في الضرر الذي أصابه، فإنه بذلك يُضعف إيمانه بالقضاء والقدر ويُسيء الظن بالله، وهذا من المحاذير الخطيرة في العقيدة الإسلامية.
الفرق بين الخوف الطبيعي والاعتقاد الفاسد
فرّقت الفتوى بين الشعور الفطري بالخوف أو القلق المبني على تجربة شخصية، وبين الاعتقاد الجازم بأن شيئًا معينًا هو سبب للشر، موضحة أن من يشعر بقلق داخلي لكنه يتوكل على الله، ويمضي في أمره دون توقف أو تراجع، فلا حرج عليه إن دعا الله أن يصرف عنه الشر واستعاذ به، بشرط ألا ينسب التدبير لغير الله.
تفسير حديث "الشؤم في المرأة والدار والفرس"
وعن الحديث الذي يرويه البخاري: «الشُّؤْمُ فِى الْمَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالْفَرَسِ»، أكدت الفتوى أنه لا يعني أن تلك الأشياء تحمل ضررًا بذاتها، بل المقصود أن من تحصل منه الفتنة أو المشقة قد يكون سببًا في شقاء الإنسان من باب العادة والتجربة، لا من باب الاعتقاد بأن فيها نحسًا ثابتًا. واستشهدت بما رواه الطبراني عن أسماء رضي الله عنها، حيث فسر النبي صلى الله عليه وسلم سوء المرأة بسوء خلقها وعقم رحمها، وسوء الدابة بمنع ظهرها، وسوء الدار بضيق ساحتها وخبث جيرانها.
الدعوة إلى الفأل الحسن والتوكل
واختتمت دار الإفتاء المصرية فتواها بالتنبيه على أن الأقدار بيد الله وحده، وأن المؤمن عليه أن يحسن الظن بالله ويتفاءل بالخير، مستشهدة بقول النبي الكريم: «ويُعجبني الفأل»، أي الكلمة الطيبة والنية الحسنة، داعية المسلمين إلى التحرر من تلك الأوهام التي تعيق التوكل الحقيقي على الله، والاعتماد على الأسباب الواقعية والمشروعة في حياتهم.
دعوة لمواجهة الأوهام بالعقيدة واليقين
وأكدت الدار أن التشاؤم ليس فقط مخالفًا للعقيدة، بل قد يؤدي إلى الوقوع في سلسلة من الأوهام والاضطرابات النفسية والسلوكية، وأن المؤمن القوي هو من يمضي في حياته بإيمان ويقين، غير متأثر بغير ما ثبت من شرع الله وسننه في الكون.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ 3 ساعات
- 24 القاهرة
المفتي: فتوى الحقن المجهري تُبنى على رأي الأطباء وفق ضوابط شرعية تحمي المجتمع
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن الفتوى ليست مجرد رأي ديني، بل تمثل أمانة ومسؤولية كبرى، تتطلب التعامل بوعي مع النصوص الشرعية ومعطيات الواقع، مشددًا على أن المفتي "يوقّع عن الله تعالى"، وهو ما يفرض عليه امتلاك أدوات علمية وفكرية واسعة تؤهله للقيام بهذه المهمة بأمانة ودقة. مفتي الجمهورية: الفتوى مسؤولية كبرى وتستند إلى العلم والتخصص والتكامل مع الواقع وقال مفتي الجمهورية، خلال حواره مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر"، المذاع عبر شاشة "MBC مصر"، إن المفتي لا بد أن يكون ملمًا بعدد من العلوم، منها علم النفس، وعلم الاجتماع، والعلوم الإنسانية، إلى جانب العلوم الشرعية، مؤكدًا أن فهم الواقع المحيط بالمستفتي جزء لا يتجزأ من الحكم الشرعي. وأشار الدكتور نظير عياد إلى أن دار الإفتاء تعتمد على آراء المتخصصين في القضايا التي تتطلب معرفة طبية أو نفسية أو اجتماعية، مشيرًا إلى أن القاعدة القرآنية: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" لا تقتصر على العلماء الشرعيين فقط، بل تشمل كافة أهل الاختصاص. وأوضح أن المفتي يؤسس فتواه بناءً على ما يقدمه هؤلاء الخبراء، في إطار من التكامل المعرفي والتشاور. وكشف مفتي الجمهورية أن بعض المسائل، خاصة المتعلقة بالميراث والطلاق والقضايا الأسرية المعقدة، لا يُفتى فيها إلا بعد حضور السائل شخصيًا إلى دار الإفتاء، وسماع جميع أطراف النزاع، حرصًا على إصدار فتوى دقيقة وشاملة، بينما يمكن الاكتفاء بالتواصل الإلكتروني أو الهاتفي في قضايا أخرى لا تتطلب هذا المستوى من التفاصيل. وضع لها المبيد الحشري في الطعام.. إحالة أوارق زوج أنهى حياة زوجته في سوهاج لفضيلة مفتي الجمهورية مفتي الجمهورية ينعى مفتي سنغافورة الأسبق: ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ العمل الإسلامي وضرب مثالًا بمسائل "الحقن المجهري"، موضحًا أن الحكم الشرعي في هذا النوع من القضايا يتأسس على ما يقدمه الأطباء المختصون من تقييم علمي، فإذا ثبت طبيًا إمكانية الإجراء، تُبنى الفتوى وفقًا لذلك، بشرط مراعاة الضوابط الشرعية والأخلاقية التي تضمن عدم حدوث اختلال مجتمعي. وأكد مفتي الجمهورية أن الفتوى بطبيعتها تتشابك مع عدد من العلوم، ما يتطلب من المفتي تكوينًا معرفيًا متنوعًا، موضحًا أن مفتي دار الإفتاء يدرس حاليًا علومًا مثل المنطق والفلسفة، إلى جانب علم الاجتماع، وذلك لفهم الأبعاد المختلفة للقضايا المعروضة، خاصة تلك التي تتطلب زوايا نظر متعددة، ورؤية متكاملة. وشدد الدكتور نظير عياد على أن الحكم الشرعي يظل ثابتًا، لكن الفتوى قد تتغير بتغير الزمان والمكان والحال والشخص، معتبرًا أن هذا التغير لا يُعد تناقضًا، بل يعكس مرونة الفقه الإسلامي وفهمه لمتغيرات الواقع، مؤكدًا أن ما يظنه البعض تضاربًا في الفتاوى هو في الحقيقة تطور فكري مبني على معطيات جديدة. واختتم مفتي الجمهورية حديثه بالتأكيد على أن الدين علم، والمفتي لا بد أن يكون أهلًا لهذا العلم، متسلحًا بالمعرفة والوعي والانفتاح، لأن الفتوى لا تُبنى فقط على النصوص، بل على الفهم العميق للواقع والسياق الذي تُصدر فيه.

مصرس
منذ 4 ساعات
- مصرس
كيف نواجة الضغوطات الحياتية؟.. أمين الفتوى يجيب
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الضغط النفسي والضغوط الحياتية ليست أمرًا طارئًا على الإنسان ولا حالة عابرة، بل هي جزء من تكوين الحياة وسُنة من سنن الله في الوجود، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى خلق الضغط ليهذب الإنسان لا ليعذبه. وأوضح الورداني، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الإنسان في مختلف مواقف حياته، سواء في العمل أو البيت أو حتى أثناء أوقات السعادة، يشعر دائمًا بضغط يحاصره من جوانب اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية، مضيفًا: «حتى من يعيش بأخلاقه وشرفه في مصر يشعر بالضغط لأنه يدافع عن قضيته ويحافظ على أصالته وسط تحديات الحياة» .وأشار إلى أن فلسفة الضغوط في الحياة مرتبطة بإرادة الله في تربية النفس الإنسانية، حيث قال: «الله يعلم أننا نحب القوة فخلق لنا الشدائد، ويعلم أننا نحب الحكمة فخلق لنا المخاطر، ونعشق الحب فخلق لنا أناسًا مضطرين لنساعدهم ونعيش معنى الحب الحقيقي».وأكد أن الضغط ليس دخيلًا على حياتنا، بل هو جزء من صياغة الشخصية الإنسانية وتنقيتها، موضحًا: «النقاء لا يُصنع إلا بعد المرور بفلاتر وتجارب تهذب النفس، كما قال الله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}».وتابع: «الضغوط ليست لتعذيبنا ولكن لتزكيتنا، والله تعالى قال: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ... وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}، لذا فإن فهم الضغوط كجزء من طريق التزكية واليقين يجعلنا نعيش الحياة بوعي مختلف لا يهرب من الألم بل يتعلم منه».


تحيا مصر
منذ 4 ساعات
- تحيا مصر
كيف نواجة الضغوطات الحياتية؟.. عمرو الورداني يجيب
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الضغط النفسي والضغوط الحياتية ليست أمرًا طارئًا على الإنسان ولا حالة عابرة، بل هي جزء من تكوين الحياة وسُنة من سنن الله في الوجود، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى خلق الضغط ليهذب الإنسان لا ليعذبه. كيف نواجة الضغوطات الحياتية؟ وأوضح الورداني، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الإنسان في مختلف مواقف حياته، سواء في العمل أو البيت أو حتى أثناء أوقات السعادة، يشعر دائمًا بضغط يحاصره من جوانب اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية، مضيفًا: "حتى من يعيش بأخلاقه وشرفه في مصر يشعر بالضغط لأنه يدافع عن قضيته ويحافظ على أصالته وسط تحديات الحياة" . وأشار إلى أن فلسفة الضغوط في الحياة مرتبطة بإرادة الله في تربية النفس الإنسانية، حيث قال: "الله يعلم أننا نحب القوة فخلق لنا الشدائد، ويعلم أننا نحب الحكمة فخلق لنا المخاطر، ونعشق الحب فخلق لنا أناسًا مضطرين لنساعدهم ونعيش معنى الحب الحقيقي". وأكد أن الضغط ليس دخيلًا على حياتنا، بل هو جزء من صياغة الشخصية الإنسانية وتنقيتها، موضحًا: "النقاء لا يُصنع إلا بعد المرور بفلاتر وتجارب تهذب النفس، كما قال الله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}". وتابع: "الضغوط ليست لتعذيبنا ولكن لتزكيتنا، والله تعالى قال: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ... وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}، لذا فإن فهم الضغوط كجزء من طريق التزكية واليقين يجعلنا نعيش الحياة بوعي مختلف لا يهرب من الألم بل يتعلم منه".