logo
حدوتة حاج

حدوتة حاج

عكاظ٠٧-٠٥-٢٠٢٥

•• في مثل هذه الأيام سنوياً؛ لا أدري لماذا تتسع لهفتي للتحولق حول جهاز التلفاز لمشاهد الحجاج القادمين عبر منافذنا لأداء الفريضة؟.. أحدق إليهم من نافذة بلازمية متأملاً ببهجة خطوات أقدامهم تسير على أرض مقدسة في بلادي.. أتوق لكتابة حروف أشبه ما تكون بمصابيح تنثر توق أناس قدموا إلى مأرز الإيمان بحثاً عن الأمان.. عبيدٌ جاءوا يستجدون من ربهم مطراً من المغفرة.
•• المتمعن في أفواج الحجاج منذ وصولهم أرض المقدسات وحتى مغادرتهم؛ يقف أمام لوحة رائعة في إطار ممتع.. قصة بسيطة يرويها ببساطة كل حاج حين يعود إلى بلاده.. يصورها بمقلته استعداداً لإنتاج فيلم سينمائي، هو فيه الكاتب والسيناريست والمخرج والمنتج والممثل.. يوثق فيه كل شيء وكأنه يسير فوق فدادين خضراء.. فيا لروعة فيلم يلخص رحلة صفاء وطمأنينة بطعم «لبيك اللهم لبيك».
•• هذا الحاج الذي يريد إنتاج فيلم مثل هذا؛ يريد أن يشحن بطاريته الفارغة أو التي أوشكت على الانتهاء.. يريد أن يعيش في عزلة روحانية بعيداً عن أعين الناس.. يريد أن يتنفس رائحة تراب مكة والمدينة وعرفات والمشعر الحرام.. يريد أن يمرغ جبهته على أراضيها بسخاء يقوده إلى حيث الجنة.. يريد أن يصرف مجهوده الذهني من مكينة التقوى لترد إليه روحه.
•• هؤلاء التائقون إلى تلك «الحدوتة» المبهجة؛ يستمتعون في بلاد الثقافة والحضارة والمقدسات بحاسة حب وباحة قلب.. قادة وشعب لا يحسن الانحناء عند تقديم خدمة لحاج.. شباب وشيوخ يحيكون ليلاً خيوط ضوء القمر لتشرق صباحاً شمس حاج.. أرض ينشدُّ بها الظهر، لا تشكو عطشاً في طريق طويل لا ينتهي أبداً، تسلكه إرواء لعطش حاج.. بهدوء شديد دون صخب؛ هذه هي بلادنا.
قصة بسيطة يرويها ببساطة كل حاج
أولئك يشحنون بطارية توشك على الانتهاء
حدوتة مبهجة في بلاد الحضارة والإيثار
وفيلم يلخص رحلة صفاء بطعم «لبيك»
أخبار ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سلمان زين الدين يقرأ «أسئلة الرواية السعودية»
سلمان زين الدين يقرأ «أسئلة الرواية السعودية»

الشرق الأوسط

timeمنذ 33 دقائق

  • الشرق الأوسط

سلمان زين الدين يقرأ «أسئلة الرواية السعودية»

يرصد الشاعر والناقد اللبناني سلمان زين الدين في كتابه «أسئلة الرواية السعودية» تحولات المشهد الروائي السعودي، والتغيرات التي طرأت عليه وشكلت ملامحه وعوالمه الخاصة، أيضاً العثرات التي واجهته، وتغلب عليها بقوة التخييل والرغبة الصادقة في كتابة مغايرة. الكتاب صدر أخيراً عن الدار العربية للعلوم (ناشرون) في بيروت، وهو الثاني عشر له في حقل النقد الروائي، يشتمل على مقدّمة طويلة وقراءة في 32 رواية سعودية، تتنوع مشاربها وهمومها فنياً، وتنتمي إلى المرحلة الرابعة في تاريخ الرواية السعودية، وهي مرحلة التحوّلات الكبرى، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي يخوض فيها الروائيون في المسكوت عنه، ويحفرون في الممنوع الشائك، مستفيدين من الهوامش التي أتاحتها التحوّلات المذكورة، كما أنهم ينتمون إلى أجيال عدّة. على أنّ الأسئلة التي تطرحها الروايات المختلفة هي أسئلة الواقع السعودي، واستطراداً العربي، في هذه اللحظة التاريخية، وتتراوح بين السياسي والاجتماعي والاقتصادي والديني، كما تسائل الواقع المتحوّل من دون أن تتمرّد عليه، فالغاية الإصلاح والتطوير وليست الهدم والتثوير. ولعلّ هذه الأسئلة وطرائق طرحها هي ما يمنح الرواية السعودية موقعها اللائق والمتقدّم حالياً على خريطة الرواية العربية، إلى جانب أخواتها العربيات، فتتصادق معها وتتناغم وتتكامل في إطار المشهد الروائي العربي العام، من دون أن تفقد أيٌّ منها خصوصية المكان/ الفضاء الذي ينتظم وينمو بشكل متجدد في علاقة تنوّع ضمن وحدة الأمّة العربية. وهذا ما يجعل قراءة الرواية السعودية من الأهمّية بمكان، في لحظة تاريخية فارقة، مفتوحة على كثير من التحوّلات. تتوزّع الأسئلة المطروحة في الكتاب، استناداً إلى الروايات المقروءة، على: التحوّلات الكبرى، الفرد في مجتمع مديني، المرأة، الحب، الحرية، السلطة، الإرادة، القدر، الدين، الموت، المكان الواقعي، العالم الافتراضي، وغيرها. على أنّ طريقة الطرح تختلف من رواية إلى أخرى، تبعاً لاختلاف الطارح وزاوية الطرح نفسها بحسب رؤية وبوصلة الكتابة. هذه الأسئلة ليست وقفاً على الرواية السعودية، بل هي أسئلة الرواية العربية بشكلٍ عام، ذلك لأنّ الواقع العربي هو نفسه، إلى حدٍّ كبير، في مختلف الدول العربية. وإذا كان ثمّة اختلاف في الواقع، بين دولة وأخرى، فهو في الدرجة وليس في النوع. وفي هذا السياق، يمكن الإشارة إلى أنّ بدرية البشر تطرح سؤال العقل الذكوري في مجتمع محافظ، وزينب حفني تطرح سؤال المرأة في مجتمع ذكوري، وسلام عبد العزيز تطرح سؤال القبيلة، وتركي الحمد يطرح سؤال النفط، وغازي القصيبي يطرح سؤال الحرية، ومحمد حسن علوان يطرح سؤال الأمومة، ومها محمد الفيصل تطرح سؤال الإرادة، ومقبول العلوي يطرح سؤال التسامح، وهاني نقشبندي يطرح سؤال الدين، ويحيى أمقاسم يطرح سؤال العشيرة، ويوسف المحيميد يطرح سؤال الاغتراب، على سبيل المثال لا الحصر. هذه الأسئلة يستخرجها زين الدين من الروايات المدروسة، ولا يقوم بإسقاطها عليها. فهو ينطلق من النصّ راصداً مقولته، ولا يُقوِّله ما لا يقول أو يُحمِّله ما لا يحتمل. وبهذا المعنى، تغدو الروايات مجموعة من الوثائق الأدبية التي يمكن استثمارها في إضاءة الواقع الذي تصدر عنه والعالم المرجعي الذي تحيل إليه. وبذلك، تقترن متعة السرد بفائدة المعرفة. وتكون الرواية نتيجة للتحوّلات المرصودة وسبباً في حصولها، في الوقت نفسه، مما يجعل «أسئلة الرواية السعودية» جديرة بالطرح، والأجوبة عنها تستحقّ التفكير.

انطلاق النسخة الثامنة من برنامج "جسور" لتأهيل المبتعثين في مجالات التواصل الحضاري
انطلاق النسخة الثامنة من برنامج "جسور" لتأهيل المبتعثين في مجالات التواصل الحضاري

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

انطلاق النسخة الثامنة من برنامج "جسور" لتأهيل المبتعثين في مجالات التواصل الحضاري

انطلقت مساء الجمعة الماضي، النسخة الثامنة من برنامج "جسور" الذي يهدف إلى تأهيل الطلبة السعوديين المبتعثين في مجالات التواصل الحضاري، وتعزيز الصورة الذهنية عن الثقافة السعودية، وذلك بالشراكة بين الملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ومشروع "سلام" للتواصل الحضاري. شهد حفل الافتتاح بهذه المناسبة، حضور سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى كندا آمال المعلمي، والملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة وكندا الدكتورة تهاني البيز، إلى جانب عددٍ من المسؤولين والمختصّين في الشأنَيْن الثقافي والدبلوماسي. يستهدف البرنامج -الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام- 144 مبتعثاً ومبتعثة من مختلف الولايات، إذ يقدّم نخبة من الخبراء والمتخصّصين في مجالات الاتصال والتفاعل الثقافي، سلسلةً من الجلسات التفاعلية وورش العمل التدريبية التي تعزّز مهارات الطلبة في الحوار الفعّال، وفهم الآخر، وتمثيل المملكة بصورة تليق بمكانتها الحضارية والإنسانية. وأكّدت الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة وكندا الدكتورة تهاني البيز، في تصريحٍ لوكالة الأنباء السعودية بهذه المناسبة، أن برنامج "جسور" يُعد إحدى المبادرات النوعية التي تنسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال الاستثمار في الكفاءات الوطنية، وتزويدهم بالأدوات المعرفية والتواصلية التي تعزّز حضورهم في البيئات الدولية. يُذكر أن برنامج "جسور" يُعد إحدى المبادرات الإستراتيجية التي أطلقها مشروع "سلام" للتواصل الحضاري، ويُنفذ بالتعاون مع الملحقيات الثقافية؛ ويهدف إلى تمكين المبتعثين من أداء دورهم كسفراء ثقافيين لبلادهم، وتعزيز إسهاماتهم في تصحيح المفاهيم عن المملكة في المجتمعات التي يعيشون فيها.

حسين عبدالمطلوب «أبو هلال».. نغمة الوفاء في وجدان الذاكرة الشعبية
حسين عبدالمطلوب «أبو هلال».. نغمة الوفاء في وجدان الذاكرة الشعبية

عكاظ

timeمنذ 6 ساعات

  • عكاظ

حسين عبدالمطلوب «أبو هلال».. نغمة الوفاء في وجدان الذاكرة الشعبية

تابعوا عكاظ على حين يُروى تاريخ الفنون الشعبية في المملكة، لا بد أن يمرّ من عند «أبو هلال» حسين عبدالمطلوب، الرجل الذي لم يكن مجرد فنان أو قائد فرقة، بل ذاكرة حية نابضة بالولاء للتراث وصدق الانتماء للناس. هو أحد أولئك الذين لم ينتظروا تكريماً، بل عاشوا ليخدموا التراث بروح المحب، ويمنحوه من حياته، حتى أصبح اسمه مرادفاً للأصالة. أسس فرقة «أبو هلال» للفنون الشعبية، كأول فرقة خاصة تنهض بحمل الإرث الشعبي، وتمثِّل المملكة في محافل ثقافية كبرى داخل وخارج الوطن. من الجنادرية إلى الأيام الثقافية، ومن معارض المملكة إلى حفلات الأعياد، كان أبو هلال سفيراً غير رسمي للفرح الشعبي، ينقله بأمانة وحب، مؤمناً بأن ما يغذّي الوجدان يجب أن يُصان ويُروى للجيل الجديد. في ملامحه البسيطة، وأسلوبه الدافئ، سكن قلوب الناس. وفي سعيه الدؤوب لصون التراث، غدا أحد أعمدته. ورغم وطأة المرض الذي أثقله في السنوات الأخيرة، ما زال حضوره المعنوي عالياً في كل من لمس أثره أو سمع بإبداعه. ولأن الذاكرة الشعبية لا تُفرّق بين من غنّى للحب أو للوطن أو لناديه، فقد وجد فيه محبو نادي الاتحاد أيضاً رمزاً للوفاء والانتماء. لكنه في جوهره، كان ملكاً للناس جميعاً، صديقاً للفرح الجماعي، وراوياً بلسان الطرب الحركي والوجد الغنائي لذاكرة السعوديين. اليوم، يقف الكثيرون بصمت أمام خبر معاناته، وقلوبهم تلهج بالدعاء له، كما لو أن نغمة من نغمات التراث الأصيل باتت حزينة. فالشفاء له، ليس شفاءً لشخص، بل لجزء من روحنا الجماعية، التي أحبّته دون أن تطلب شيئاً، فقط لأنه كان صادقاً.. محبوباً.. وبسيطاً كما ينبغي للرموز أن تكون. أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} حسين عبدالمطلوب

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store