logo
كاتب مكانه بين الناس

كاتب مكانه بين الناس

العربي الجديدمنذ 3 أيام
في صباح الأول من مايو/أيار الماضي، تعثّر
الروائي المصري
صنع الله إبراهيم في منزله وأصيب بكسور شديدة. لحظة إنسانية كشفت عن وجه آخر لصلابته المعهودة، إذ لم يعتد القرّاء ولا الوسط الثقافي أن يروا في صاحب "اللجنة" و"شرف" سوى الكاتب العنيد الذي يواجه المؤسسات والسلطات بعين ثابتة وقلم لا يهادن.
وُلد صنع الله إبراهيم في القاهرة عام 1937، في زمن
التحولات السياسية والاجتماعية
الكبرى. بدأ حياته المهنية في الصحافة، وجعل منها معبراً لفهم الواقع ومساءلته. انخرط مبكراً في الحركة اليسارية، وقضى سنوات في السجن (1959–1964) خلال حملة السلطة الناصرية على الشيوعيين، وهو ما صقل وعيه وعمّق قناعته بأن الكتابة موقف ومسؤولية وليست ترفاً.
حين خرج من السجن، لم يسعَ صنع الله إبراهيم إلى ترميم حياته بالانخراط في المؤسسات الرسمية أو التقرب من السلطة، بل بدأ رحلة طويلة من العمل في الصحافة والسفر والكتابة الروائية، ملتزماً باستقلالية أخلاقية جعلته يرفض الجوائز أو يتعامل معها بحذر شديد. أشهر مواقفه رفضه جائزة الدولة التقديرية عام 2003 في حفل رسمي، بسبب ما اعتبره انتهاكاً للحريات العامة آنذاك. لم يكن ذلك الموقف مجرد احتجاج، بل امتداد طبيعي لمسار رجل آمن أن الكاتب لا يحق له أن يهادن على حساب ضميره.
ورغم صرامته، كان لصنع الله وجه إنساني يظهر في دوائر الأصدقاء والمقرّبين؛ قليل الكلام، يفضّل الإصغاء، وتخرج من كلماته روح الدعابة الممزوجة بالمرارة. عاش بتقشف اختياري بعيداً عن الأضواء، مقتنعاً أن المكان الطبيعي للكاتب هو بين الناس، لا في الصالونات المغلقة.
كان على قناعة بأن مكان الكاتب هو بين الناس لا في الصالونات المغلقة
ظلّ إبراهيم وفيّاً لجذوره اليسارية، لكنه لم يحوّل قناعاته إلى شعارات جامدة، إذ كان يرى أن الموقف السياسي الحقيقي يُختبر في لحظات الشدّة، حين يختفي التصفيق وتبقى الحقيقة وحدها. خلال انتفاضة يناير/ كانون الثاني 2011، لم يسعَ إلى تصدّر المشهد أو التحدث باسم أحد، بل كان حضوره في الميدان صامتاً وحادّاً في آن، يتنقل بين الحشود بعين الراصد وذاكرة من عاش القمع والتغيير في دورات متكررة. لم يكن أسير الماضي، بل قارئ نهم للحاضر، متابعاً التطورات التكنولوجية والسياسية، ومؤمناً أن التغيير في مصر لن يأتي إلا من الداخل عبر وعي الناس بتاريخهم وحقوقهم.
ربما كان سرّ تأثيره في الجمع بين الحدة والحنان، بين الرفض المطلق للسلطة حين تظلم، وبين القدرة على الإصغاء والتعاطف مع حكايات الناس البسطاء. لم يترك تلاميذ بالمعنى الأكاديمي، لكنه ألهم أجيالاً من الكتّاب والصحافيين الذين وجدوا في سيرته نموذجاً لالتزام الكاتب تجاه قضايا عصره.
لا يعني رحيل صنع الله إبراهيم غياب صوته، لأن أعماله ومواقفه ستظل حاضرة مرجعاً أخلاقياً وفنياً. بل ربما يزداد حضوره الآن، لأن السياق الذي كُتب فيه، عن القمع والفساد والآمال بالحرية، لم يتغير كثيراً، وكأن كتبه كانت رسائل زمنية موجهة لنا اليوم.
آداب
التحديثات الحية
صُنع الله إبراهيم.. سيرة جسد يقاوم هشاشته
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أوكرانيون يعبّرون عن خيبة أملهم من قمة ترامب وبوتين
أوكرانيون يعبّرون عن خيبة أملهم من قمة ترامب وبوتين

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

أوكرانيون يعبّرون عن خيبة أملهم من قمة ترامب وبوتين

عبّر أوكرانيون عن خيبة أملهم من نتائج القمة التي جمعت الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 ، أمس الجمعة، وكان عنوانها الرئيسي الغزو الروسي لأوكرانيا، كذلك عبروا عن خيبتهم من عدم دعوة بلادهم للمشاركة في اجتماع يبحث مستقبلها والنتائج المبهمة للقمة التي تخلو من التزام واضح بوقف إطلاق النار الذي تنتظره أوكرانيا التي تخوض حرباً ضد الاجتياح الروسي لأراضيها منذ فبراير/ شباط 2022. ويقول المواطن الأوكراني بافلو نيبرويف إنه بقي مستيقظاً حتى منتصف الليل في خاركيف، شمال شرقي أوكرانيا، بانتظار صدور نتائج القمة، ليتبين له في نهاية المطاف أنها "لم تكن مفيدة بشيء"، ويضيف نيبرويف (38 عاماً) الذي يدير مسرحاً في خاركيف "رأيت النتائج التي توقعتها. أعتقد أن هذا انتصار دبلوماسي كبير لبوتين". واعتبر نيبرويف، الذي أعرب عن غضبه لعدم إشراك أوكرانيا في القمة، أن الاجتماع كان مضيعة للوقت، وقال "كان هذا الاجتماع عديم الفائدة (...) القضايا المتعلقة بأوكرانيا يجب حلها مع أوكرانيا وبمشاركة الأوكرانيين، والرئيس". ورأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي لم يكن مدعواً إلى القمة أن الرحلة "انتصار شخصي" لبوتين. واجتمع بوتين وترامب في ألاسكا، الجمعة، للبحث في الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلا أنهما لم يحقّقا أي اختراق، في حين اعتُبر هذا اللقاء فوزاً واضحاً لبوتين في خاركيف التي تعرضت لهجمات شديدة من القوات الروسية طوال الحرب. وأنهت الدعوة التي وجّهها ترامب إلى بوتين لزيارة الولايات المتحدة عزل الغرب للزعيم الروسي منذ غزو أوكرانيا في فبراير 2022. وبعد انتهاء القمة، أطلع ترامب الزعماء الأوروبيين وزيلينسكي الذي أعلن أنه سيلتقي الرئيس الأميركي في واشنطن الاثنين القادم، على مجريات اللقاء مع بوتين. وانتهى اجتماع ترامب وبوتين دون التوصل إلى اتفاق ولم يقبل ترامب أي أسئلة من الصحافيين، وهو أمر غير معتاد بالنسبة إلى الرئيس الجمهوري. "لنواصل حياتنا هنا في أوكرانيا" وقالت أوليا دونيك (36 عاماً)، التي كانت تسير برفقة نيبرويف في إحدى حدائق خاركيف، إنها لم تُفاجأ بنتائج القمة، وأضافت: "انتهى (الاجتماع) بلا نتيجة. حسناً، لنواصل حياتنا هنا في أوكرانيا". وبعد ساعات من المحادثات الروسية الأميركية، أعلنت كييف أن روسيا شنّت هجوماً بـ85 مسيرة وصاروخاً بالستياً ليلاً. بدورها، قالت إيرينا ديركاش، وهي مصوّرة تبلغ 50 عاماً، "سواء كانت هناك محادثات أم لا، فإن خاركيف تتعرض للقصف بشكل شبه يومي. ومن المؤكد أن خاركيف لا تشعر بأي تغيير". وتوقفت ديركاش أمام مبنى ديرجبروم، وهو مبنى حديث يعد إحدى أولى ناطحات السحاب السوفييتية، عندما حلّت دقيقة الصمت اليومية التي تقام في كل أنحاء البلاد تكريماً لضحايا الغزو الروسي، وقالت "نحن نؤمن بالنصر، ونعلم أنه سيأتي، لكن الله وحده يعلم من سيحققه"، مضيفة "نحن لا نفقد الثقة، نحن نتبرع ونساعد بقدر ما نستطيع. نقوم بعملنا ولا نهتم كثيراً بما يفعله ترامب". رصد التحديثات الحية 6 خلاصات من قمة ترامب وبوتين في ألاسكا وفي كييف، أعربت الصيدلانية لاريسا ميلني عن تشاؤمها من أنه "لن يكون هناك سلام" في وقت قريب، وأنه في أفضل الأحوال، سيعلّق الصراع لفترة من الوقت، ثم سيستأنف. وشاركتها الرأي كاترينا فوتشينكو (30 عاماً) التي رأت أن ترامب لا يعمل حقاً "من أجل أوكرانيا"، موضحة "يريد أن يظهر للعالم أنه داعم لأوكرانيا، ثم يركض للبحث عن بوتين ويصبح صديقاً له". وبالنسبة إلى فولوديمير يانوفيتش (72 عاماً) ليس هناك إلا حل واحد بعد قمة ترامب وبوتين "علينا أن نصنع صواريخ ونرسلها إلى روسيا". (فرانس برس، العربي الجديد)

جعجع يرد على خطاب أمين عام 'حزب الله': تهديد مباشر للحكومة وللمؤسسات الدستورية في لبنان- (فيديو)
جعجع يرد على خطاب أمين عام 'حزب الله': تهديد مباشر للحكومة وللمؤسسات الدستورية في لبنان- (فيديو)

القدس العربي

timeمنذ 6 ساعات

  • القدس العربي

جعجع يرد على خطاب أمين عام 'حزب الله': تهديد مباشر للحكومة وللمؤسسات الدستورية في لبنان- (فيديو)

لندن- 'القدس العربي': انتقد رئيس حزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع بشدة خطاب الأمين العام لـ 'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم، معتبراً أنه 'خطاب مرفوض بالمقاييس كلها'، لأنه يشكّل 'تهديداً مباشراً للحكومة اللبنانية بالدرجة الأولى، وللأكثرية النيابية التي منحت هذه الحكومة الثقة بالدرجة الثانية، وللمؤسسات الدستورية كافة في لبنان، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. وهو تهديد مباشر أيضاً لكل لبناني حر'. وأضاف جعجع: 'إذا كان الشيخ نعيم يَفترض أنّه لم يَعُد في لبنان لبنانيون أحرار، فهو مخطئ، بل مخطئ جداً. وإذا كان يَفترض أنّه بهذه الطريقة يفرض هيبته غير الموجودة أصلاً على هؤلاء اللبنانيين الأحرار، فهو مخطئ أيضاً وأيضاً وأيضاً'. الله اكبر الله اكبر دماءنا وارواحنا فدا المقاومة الشيخ نعيم قاسم وبكلام حاسم : لن نسلم السلاح وسنخوض حربا كربلائية ضد اميركا واسرائيل وللتحمل الحكومة انفجار البلد واما ان يبقى لبنان ونبقى معا او على الدنيا السلام — ابو صالح (@abosalehmohsen) August 15, 2025 وشدد رئيس حزب 'القوات اللبنانية' على أنّه 'في هذه اللحظات الحساسة من تاريخ لبنان، نقف جميعاً كلبنانيين أحرار، ونحن نشكّل الأكثرية الكبرى في لبنان، خلف مؤسساتنا الدستورية، ممثلة خصوصاً برئيس الجمهورية وبرئيس الحكومة اللذين يسعيان بكل ما أوتيا من وطنية واندفاع وقوة إلى إعادة لبنان إلى نفسه، وإلى إعادة الدولة الفعلية إلى انتظامها، وإلى إعادة أصدقاء لبنان إليه، وإلى إعادة المجتمع الدولي أيضاً إلى جانبه'. وأكد جعجع أن 'المرحلة التي نعيشها هي مرحلة تأسيسية بامتياز، ولن نألو جهداً في دعم مؤسساتنا الدستورية، والوقوف جميعاً خلفها وإلى جانبها، ولن نألو جهداً في بذل كل ما يمكن في سبيل عدم السماح لأيّ كان بإفشال هذه المحاولة من جديد'. (وكالات)

صنع الله إبراهيم في "الواحات"
صنع الله إبراهيم في "الواحات"

العربي الجديد

timeمنذ 19 ساعات

  • العربي الجديد

صنع الله إبراهيم في "الواحات"

لم يدوّن صنع الله إبراهيم سيرتَه في كتاب مذكّراتٍ، أو في نصّ استعادةٍ لحياته، غير أنه أفضى بأحاديث كثيرةٍ للصحافة، أضاء فيها على وقائع مرّ بها، وخياراتٍ سياسيةٍ وفكريةٍ وثقافيةٍ اعتنقها. وكان مُصيباً في قوله، غير مرّةٍ، إن ما من عملٍ لأي كاتبٍ أو فنّانٍ إلا وفيه قبساتٌ من سيرته. وطبيعيٌّ أنه استوحى رواياتٍ له، غير قليلة، من مشاهداتٍ أصابت أثراً في نفسه أو تجارب خاضها أو أسفارٍ ورحلاتٍ أدّاها. ومع أنه أبدع كثيراً في لونٍ من الكتابة الروائية يقوم على تضفير الوثيقة مع السرد والحكي، إلا أنه نأى، في نصوصه، عن أي "تسجيليّةٍ" من حياته الشخصية. وتلك روايته "التلصّص" (دار المستقبل العربي، القاهرة، 2007) لا تخرُج عن صفتها رواية، بكل شروط هذا الجنس الإبداعي واستحقاقاته، وإنْ بدت تذكّراً لتفاصيل شخصيّة، شديدة الثانوية في كثيرٍ منها، من طفولة صنع الله نفسه. يسرُد فيها الطفل الراوي، من دون التزامٍ بإيقاعٍ منتظمٍ أو متنام، مشاهداتِه وأحاديثه مع والده. وفي اختيار صنع الله ودار النشر صورتَه طفلاً مع والده على غلاف الطبعة الأولى ما يشجّع القارئ على "الظنّ" أن الطفل الذي يحكي بين دفّتي الكتاب هو صنع الله صغيراً. على غير هذا كله، جاء كتاب "يوميات الواحات" (دار المستقبل العربي، القاهرة، 2005)، غير المُمتع في قراءة اليوميّات نفسها، وشديد الإمتاع في قراءة مقدّمته المطوّلة (45 صفحة)، وفي ما سمّاها صنع الله "فذلكة ختامية" (ست صفحات) أنهى بها الكتاب الذي ضمّ إليه شروحاً مطوّلة لـ156 هامشاً أحال إليه، أهميّتُها في إيضاحاتها وإحالاتها، بعد أزيد من أربعة عقود على كتابة اليوميّات في سجن الواحات الذي أمضى فيه نحو أربع سنواتٍ من بين خمس سنواتٍ كان فيها سجيناً بتهمة الانتساب إلى تنظيم شيوعي (1959 – 1964)... ولهذا الكتاب فائدتان، إحداهما لأهل البحث إذا ما أرادوا التقصّي في أحوال الماركسيين والشيوعيين المصريين في مرحلة جمال عبد الناصر في السجون وخارجها. وثانيتهما لمن أرادوا درْس صنع الله إبراهيم والتعرّف إلى مصادِره الثقافية الأولى، فليست اليوميّات التي كتبها في ذلك السجن الذي انتقل إليه، من سجونٍ أخرى، عن اعتقالٍ وظروف احتجازٍ قاسية، وإنما في غالبها مقتطفاتٌ من قراءاتٍ ومطالعاتٍ عديدة في أعمالٍ أدبيةٍ وفكرية، أجنبيةٍ في أكثرها. ما يدلّ على الشغف الكبير، والمبكّر، لدى صاحب "نجمة أغسطس"، في توثيق ما يراه مهمّاً أو يروقُ له أو يجد له معنىً دالّاً أو يعثُر فيه على مفارقةٍ ما، من قراءاته المتنوّعة، في انشغالاتٍ نظريةٍ ونقديةٍ وتأمليةٍ وفلسفية، في الكتب والصحف والدوريات. كتب صنع الله إبراهيم يوميّاته في السجن تلك على ورق سجائر، واستطاع تهريبَها، واحتفظ بها عقوداً، وعلى ما أفاد، فإن يوميّاتٍ أخرى فقدها. وكان في بدايات عشرينيّاته لمّا جرى سجنُه. والملحوظ هنا أن ثقافته الأدبية كانت عاليةً، ولغته الانكليزية جيّدة مكّنتْه من قراءة أعمالٍ أدبيةٍ منها، بل إن إطلالاتِه على الأدبيّات الماركسية جيدة، ففي إحدى يوميّات 1964، تقع، في ما يشبه مقالةً كتبها عن الديالكتيك، على نضج نظريٍّ وتحليليٍّ طيّبٍ. والقيمة الأساس هنا لنصوص اليوميّات واقتباساتها واختياراتها أنها كاشفةٌ في فهم المسار الذي شقّه صاحبُها، لمّا اختار أن يكون كاتباً وحسب. إذ نراه يترجم رواية بديعة "الحمار" للألماني غونتر ديبرون (نشرها في 1977)، عن حمارٍ يُعاني الجوع والعطش، وُضع أمام كَومةٍ من القشِّ وسَطلٍ من الماء، فحَارَ بأيِّهما يبدأ، وظلّ على حيرتِه حتى مات جوعاً وعطشاً. وترجم قبلها رواية للأميركي جيمس دروت "العدو". وإلى رواياته المعلومة، منذ "تلك الرائحة" (1966) إلى "1970" عن جمال عبد الناصر (2020)، ظلّ كاتبُنا يتجدّد، ويُغامر في هذا التجريب الحكائي وذاك، وإنْ حافظ، دائماً، على لغةٍ شديدة المباشرة، منزوعة الشعرية، بالغة التقريريّة والتقشّف. لمحبّي صنع الله وقرّائه أن يطالعوا مقدّمة "يوميات الواحات"، ليعرفوا أي فتىً ويافعٍ كانه هذا الكاتب الصلب والزاهد والنظيف، وهو الذي ختم "فذلكته" الختامية للكتاب بأنه، منذ لحظة الإفراج عنه في مايو/ أيار 1964، انقطعت تماماً صلتُه بتنظيم "حدتو" الشيوعي (الحركة الديمقراطية للتحرّر الوطني) الذي كان فيه، وبدأ يتدبّر "أكبر مغامرةٍ"، بتعبيره، قام بها، وهي أن يكون كاتباً... والمؤكّد أنه، رحمه الله، كاتبٌ رفيعُ المكانة في مدوّنة الرواية العربية الحديثة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store