
لحلوى رمضان في المغرب "عشاق دائمون"
قبل ساعات من حلول شهر رمضان الكريم تبدو الأسواق الشعبية في المغرب في أبهى صورها متزينة بمختلف البضائع والسلع الغذائية لكن أصنافاً بعينها من الحلوى التقليدية المحلية تخطف عيون المتسوقين بسبب طعمها المميز وارتباطها بالشهر الكريم.
وفي إحدى أشهر الأسواق الشعبية الشهيرة وسط الرباط يقف بائع بشوش وأمامه حلوى "الشباكية" و"البريوات" بانتظار زبائنه الذين ينتظرهم من العام للعام ويعرف طلب كل منهم.
وقال البائع الذي عرف نفسه لـ"رويترز" باسم محمد "طوال العام نبيع هذه الحلويات الرمضانية منذ عشرات السنين، بحيث قلما نجد محلاً آخر يبيعها خارج أوقات رمضان".
وأضاف، "لذلك لنا زبائن دائمون ممن يعشقون هذه الحلويات حتى خارج رمضان، يأتون إلينا من كل مكان في الرباط وحتى خارجه".
و"الشباكية" هي حلوى مغربية تصنع من الدقيق (الطحين) وبعض السمسم واليانسون وعدد من المنكهات التقليدية منها المستكة وماء زهر البرتقال، ويتم إعدادها بشكل هندسي متشابك ثم تقلى في الزيت وتغطس في العسل وهي ساخنة قبل أن تزين من أعلى بحبات السمسم.
أما "البريوات" فتأخذ شكل المثلث أو ما يسمى في المشرق العربي "السمبوسة"، وتكون محشوة باللوز وتقلى أيضاً في الزيت وتتشبع بالعسل.
وإضافة إلى "الشباكية" و"البريوات" هناك "سلو" أو (السفوف)، إذ تختلف التسمية بحسب المناطق في المغرب، وهو أيضاً صنف مفضل على المائدة الرمضانية، بل يكاد يكون لا غنى عنه بالنسبة للعديد من الأسر، بخاصة بعد صلاة التراويح مع بعض القهوة أو الشاي.
ويبدأ عدد من الأسر في تحضير "سلو" منذ دخول شهر شعبان، لما يتطلبه من مراحل كثيرة في التحضير نظراً إلى تعدد مكوناته.
وقد يكون "سلو" أكثر كلفة لأن أجوده ما يحضر في البيت، على عكس الشباكية التي أصبحت عدد من الأسر تفضل شراءها جاهزة كسباً للوقت لما تتطلبه من مراحل تحضير طويلة نسبياً، بخاصة بالنسبة للنساء العاملات، كذلك فإن أصحاب المحال ينافسون ربات البيوت في إتقانها.
مبيعات أقل
وعلى رغم الإقبال الموسمي على الحلوى التقليدية فإن البائع محمد وزميل له يدعى عبد الكريم سجلا هذه السنة نقصاً في المبيعات "الحركة التجارية عموماً خافتة قليلاً بالمقارنة مع السنوات السابقة بسبب غلاء الأسعار، وبسبب عزوف عدد من الناس أيضاً عن استهلاك السكريات بكثرة لأسباب صحية".
ويقول عبد الكريم "جميع المواد الأولية من دقيق وسكر وزيت وغاز ارتفعت أسعارها، ونحن حاولنا قدر الإمكان في المحل عدم الزيادة في أسعار الحلوى، سوى زيادة طفيفة لا تتجاوز نصف درهم في الكيلوغرام، حتى نحافظ على زبائننا، لكن نسجل تراجعاً على الإقبال مقارنة بالسنوات الماضية".
لكن ربة المنزل خديجة مصمودي (52 سنة) تقول إنه على رغم الارتفاع الملحوظ لأسعار الحلوى التقليدية فإن هذا لم يمنعها من شراء القليل.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت "اشتري الشباكية من السوق لتزيين الطاولة الرمضانية لأننا اعتدنا على وجودها بجانب الحريرة (حساء مغربي تقليدي) لكن مع التقدم في العمر أحاول قدر الإمكان أن أقلل من السكريات".
وأضافت "أما سلو فلا غنى لي عنه في رمضان، بخاصة أنني أضع فيه عديداً من الحبوب المغذية وأخلطه بزيت الزيتون بدل الزبد والعسل الطبيعي بدل السكر".
واشتكت من أن "مكونات سلو، للأسف، هذا العام ارتفعت ارتفاعاً صاروخياً، بخاصة السمسم المحلي غير المستورد الذي تجاوز سعره 80 درهماً (نحو ثمانية دولارات) للكيلوغرام الواحد".
وقالت "منذ أكثر من 30 عاماً، منذ صار لي بيت مستقل عن عائلتي، لم يصل لهذا السعر".
وأكد محمد بلفقيه، الذي يبيع الفواكه الجافة والحبوب وبعض المواد التي يحتاج إليها المغاربة على مائدتهم الرمضانية، "هناك ارتفاع في الأسعار، وإقبال من متوسط إلى ضعيف مقارنة بسنوات سابقة".
وأضاف "الجفاف أثر على جودة وأسعار بعض المواد، كالسمسم واللوز. ونحن أيضاً نشتريها بأسعار غالية نظراً إلى كثرة الوسطاء، وضعف المحصول".
وتتحكم أسعار المواد الغذائية بالأساس في معدلات التضخم في المغرب. وتوقع بنك المغرب أن ينهي معدل التضخم هذا العام مرتفعاً بنسبة 2.4 في المئة، على أن يتباطأ إلى 1.8 في المئة في العام المقبل.
تأقلم مع الظروف
يرى المحلل الاجتماعي فؤاد بلمير أنه "منذ ثمانينيات القرن الماضي تميزت مائدة إفطار المغاربة على العموم، مع احترام الاختلافات الاجتماعية والاقتصادية بين فئات المجتمع المغربي، وأصبحت أكثر تنوعاً، وأيضاً عرفت بتعدد الأطباق".
وقال لـ"رويترز"، إن "السنوات الأخيرة، وبخاصة هذه السنة، عرفت ارتفاعاً مهولاً للأسعار، لذا مؤكد أن مائدة الإفطار لدى فئة عريضة من المجتمع المغربي ستتأثر ويتقلص عدد الأطباق".
وأضاف أن "التأثير واضح للارتفاع المهول للأسعار، وأكيد سيكون أوضح في شهر رمضان، نتمنى أن تكون هناك مراقبة صارمة للأسعار من طرف الحكومة ومعاقبة المضاربين في الأسعار".
وتعتقد الحكومة المغربية أن ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية يعود إلى العوامل الخارجية كتقلبات الأسواق العالمية وتأثير الجفاف بسبب التغيرات المناخية.
لكن على رغم ارتفاع الأسعار وزيادة العبء على الأسر يقول بلمير إن "المجتمع المغربي له القدرة على التكيف مع هذه الأوضاع المعيشية التي، بشهادة الجميع، أصبحت صعبة جداً".
وأضاف أن "المغاربة من طبعهم التأقلم، وأكيد سيحاولون المحافظة على الحد الأدنى من هذه الطقوس الرمضانية على موائدهم".
وتبدي شيماء التهامي (34 سنة) وهي حديثة الزواج، عزيمة على التعايش مع الأوضاع الاقتصادية المتغيرة. وقالت لـ"رويترز"، "لن نترك غلاء الأسعار يفسد علينا بهجة رمضان الذي تزيده نكهة تقاليدنا الأصيلة".
وأضافت "على رأي الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، (نحن نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا). سأزين طاولتي بالأطباق التقليدية المغربية وأستغني عن المواد مرتفعة السعر وأعوضها بالأقل كلفة، المهم أن أعيش الأجواء الرمضانية في سلام، هذا الشهر هو شهر العبادة في الأصل، والوصول إلى سلام داخلي بالأساس".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 10 ساعات
- Independent عربية
"ما تبقى" غاليري لتجارب نسائية تملأ فراغات الذاكرة
"ما تبقى"، هو عنوان المعرض الذي يستضيفه غاليري مشربية في القاهرة حتى 19 يونيو (حزيران) لثلاث فنانات يقدمن تجارب فنية تتقاطع مساراتها مع الذاكرة والهوية والتاريخ المفقود أو المعاد تخيله. المعرض لا يقدم سرداً خطياً، بل يتنقل بين طبقات من الزمن والانفعال، ويتوزع على ثلاثة فضاءات رمزية: الثابت، والانتقالي، والمعاد تخيله. تتنوع خلفيات الفنانات المشاركات، فالفنانة فاطمة أبو دوما قاهرية بجذور ضاربة في عمق صعيد مصر، بينما تنصب اهتمامات فرح المعتصم في هذه المساحة التي تتقاطع فيها العمارة بالفن البصري والتعليم، وتجمع ميلاني برطاميان بين أصول مصرية وأرمنية ويونانية، هذا التنوع يمنح المعرض طيفاً غنياً من الرؤى والمقاربات، تتقاطع جميعها حول ثيمة مركزية، تدور حول ما يبقى بعد الفقد، وما يعني أن نعيد سرد الذاكرة من شظاياها. في جانب من المعرض نواجه مفردات مألوفة تشي بالاستقرار والانتماء أو الثبات. هنا، تستخدم الفنانات خامات مثل الأقمشة المطرزة وأغراض منزلية حميمة من صعيد مصر، كوسيلة لاستحضار الشعور بالجذور، والانتماء إلى مكان ما، حتى وإن بدا هذا الانتماء هشاً في زمن التغيرات المستمرة. يظهر تأثير الفن النسوي واضحاً في هذا الجانب من المعرض، عبر استحضار فنون الحرف اليدوية كعنصر فني كامل، وليس مجرد تزيين. يتطرق المعرض أيضاً إلى ما يتم تجاهله في العادة، فهنا صور لنباتات برية صحراوية ومشاهد فوتوغرافية مجهولة المصدر، لا يتمتع معظمها بجودة عالية. عبر هذه الصور تطرح الفنانات أسئلة حول الملكية، والذاكرة الجمعية، والأرشفة. تسير الأعمال في هذا الجزء في خط متواز مع تجارب فنية عالمية تهتم بالمهمش والمنسي، وتسعى لإعادة تعريف العلاقة بين الصورة والواقع الاجتماعي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في جانب آخر تأخذنا الفنانات إلى عالم مصنوع من اللاوجود، فنرى بطاقات بريدية متخيلة، وتاريخ عائلي يعاد بناؤه. هنا، يصبح الخيال وسيلة لاستعادة ما فقد، أو لملء فراغات الذاكرة التي لا يمكن سدها إلا بالرؤية الفنية، هذا التناول يذكرنا بأساليب عديد من الفنانين حول العالم الذين عالجوا فكرة الغياب والهوية المفقودة. بين أبرز هؤلاء مثلاً يأتي الفنان الفرنسي كريستيان بولانسكي، الذي عالج هذه الفكرة عبر صور لأشخاص مجهولين لكنهم يتمتعون بالحضور. تتعدد مسارات الفنانات، لكن يجمعهن هم مشترك حول الذاكرة كفضاء هش ومفتوح للتأويل: فاطمة أبو دوما، درست الفن وشاركت في معارض محلية ودولية. تعالج في أعمالها موضوعات مثل الزمن المعلق، والأرشيف، والذكريات، والمرأة. تستخدم تقنيات مثل الرسم، والطباعة الشمسية، والتصوير، والفيديو، وتعبر عن الفن بوصفه "علاجاً روحياً". أما فرح المعتصم، فهي معمارية وفنانة بصرية ومدرسة. تسعى إلى توثيق الذاكرة الحضرية من خلال الصور، والكولاج، والسرد المكاني. تهتم كثيراً بالصور المهملة وبالأرشيفات المنسية، وتحاول إعادة تقديمها في سياقات بصرية جديدة. أما ميلاني برطاميان، فتحمل مزيجاً من الهويات الثقافية، إذ درست العلوم السياسية ثم النظرية الثقافية والفنية في باريس، وتخصصت في السوريالية المصرية. تركز أعمالها على العلاقة بين الذاكرة والهوية، ولها كتاب بعنوان "العائلة الأرمنية اليونانية المصرية الأخيرة في باهلر"، وهي بصدد نشر كتابها الثاني "افتكرني". "ما تبقى" لا يقدم إجابات، بقدر ما يطرح مزيداً من الأسئلة، مسلطاً الضوء على هشاشة الذاكرة، وعلى تلك الفجوات التي نعيش معها يومياً من دون أن ننتبه لها، لكنه أيضاً دعوة لإعادة التخيل، وللتساؤل حول من يحق له أن يتذكر؟ وكيف نحافظ على ما تبقى من سرديات قد تكون في طريقها للاندثار؟ تعكس هذه المعالجات طبيعة التحولات التي شهدها الفن المعاصر خلال السنوات الأخيرة، فلم يعد الفن مجرد وسيلة للعرض أو التلقين، بل أصبح مجالاً لطرح الأسئلة والتأمل والبحث.


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
الصديق حاج أحمد يؤسس مشروعا سرديا للفضاء الصحراوي
برز الروائي الجزائري الصديق حاج أحمد المعروف بالزيواني عام 2013 ككاتب قادم من عمق الجنوب الجزائري، وتحديداً من مدينة أدرار الصحراوية. وقدم نفسه إلى القراء بروايته الأولى "مملكة الزيوان" مستلهماً تفاصيلها من الحياة الصحراوية التي تختلف عن الحياة في الجبال أو الساحل، ففي الجنوب تفرض الظروف المناخية والجغرافية أسلوباً معيشياً خاصاً انعكس في تصويره للبيئة بتفاصيلها، كالواحات والعادات والقصور الطينية وتغيرها مع مرور الزمن. أما في روايته الثانية "كاماراد"، فتناول الزيواني موضوع الهجرة غير الشرعية والحلم الأفريقي بعبور البحر نحو الضفة الأوروبية، عبر حكاية مامادو الذي التقى مخرجاً فرنسياً على ضفاف نهر النيجر ليقص عليه رحلته الطويلة من النيجر إلى الجزائر قبل أن تنتهي المحاولة بالفشل في المغرب. وفي روايته الثالثة "منا" التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية، عاد حاج أحمد للكتابة عن الوجه القاسي للصحراء ولعنة الجفاف التي عاناها الطوارق في جنوب الجزائر وشمال مالي. أما أحدث أعماله رواية "الطانفا"، فتروي حكاية تاجر طموح ينجح في الاستيراد من النيجر ويتزوج من موريتانية تغير مسار حياته. وما يلفت القارئ في تجربة الصديق حاج أحمد أن الثيمات والقضايا قد تختلف وتتنوع من رواية إلى أخرى إلا أنها تتقاطع كلها في الفضاء الصحراوي الأفريقي، الذي يمثل المكان الدائم لكل شخصياته الروائية، وهو الكاتب الشغوف بالصحراء، فعلى رغم رحلاته المتعددة بين أوروبا وآسيا فإنه يعود دوماً للانطلاق من أرض أفريقيا مؤسساً لمشاريعه السردية. يقول الكاتب ابن الجنوب عن رحلته مع القراءة وكيف كان يتلقى أعمالاً أدبية تنتمي إلى بيئة مختلفة عن بيئته الصحراوية، إن "الكاتب يولد على دين بيئته كما يقال، طبعاً الاغتراب القرائي، بدأ معي منذ أن دخلت المدرسة الابتدائية، وأنا في تلك القرية النائية المرمية بين رمال الصحراء، حيث كان يأتينا نص البحر ومشهد الثلج وعلو العمارات وغيرها من الصور المشفوعة بنصوص القراءة، غامضاً وأحياناً مضبباً، ولم تكن تلك الحكايات الواصلة إلينا حول زرقة البحر واتساع امتداده وبياض الثلج تكفي لتشكل صورة ذهنية حقيقية عن هذا العالم أو ذاك، إذ كانت هذه القطيعة الفيزيقية غير المقصودة ماثلة أكثر في تعابيرنا الكتابية المرتبطة أساساً بعالمنا القروي، وعدم اقتناعنا بإدراج الذهاب إلى البحر خلال العطلة الصيفية ضمن درس التعبير الكتابي الخاص بموضوع العودة إلى المدرسة. ولم نكن في البداية مدفوعين لقراءة أعمال تشبهنا بمفهوم الوعي القرائي، إنما كنا نجد أنفسنا واعين ومدركين للأشياء المقروءة أو التي يطلب منا الكتابة حولها". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "مملكة الزيوان" هي الرواية الأولى لحاج أحمد وكانت مدينة أدرار بطلتها، ويقال إن الكاتب غالباً ما يكشف عن نفسه في عمله الأول لأنه يكتبه ببراءة قبل أن يتعلم التحايل والتخييل والكذب الروائي على القراء، حول ذلك يقول "استلهمت من طفولتي وفضاءات القصر الطيني كثيراً، إذ إن النص الأول عادة يتكئ فيه الكاتب على ذاته، ولعل أهم ما في النص الأول أن يبرهن الكاتب على أنه مشروع كاتب، ويستوفي مكونات النص حتى يمكن تجنيسه ضمن جنس الرواية". في رواية "كاماراد" الصادرة عن دار فضاءات تناول حاج أحمد موضوع الهجرة غير الشرعية، وسبق كتابتها زيارة قام بها إلى النيجر عام 2014 يذكر الروائي الجزائري أن موضوع الهجرة تولد لديه من خلال مشاهداته اليومية للمهاجرين الأفارقة بولايته أدرار، وتسمرهم عند مفترق الطرقات، بحثاً عن العمل، لأجل التزود بزاد إكمال الطريق نحو الفردوس، إذ كانت ولايته بالنسبة إليهم نقطة عبور واستراحة. ويضيف "طبعاً هذا المشهد اليومي المتكرر، عمَّق هذا الوعي بضرورة الكتابة حول هذا الموضوع الراهن والمثير، فضلاً عن أن مناخات وعوالم أفريقيا جنوب الصحراء وجدتها غائبة في مدونة الرواية الجزائرية والعربية، مما حمسني أكثر لأن أحرث سردياتي في تلك المناطق المجهولة". وتابع "الزيارة كانت مفيدة جداً، فالروائي يقرأ ويسمع ويشاهد كل ما يتصل بموضوعه، ثم يحاول هدمه وإعادة بنائه وفق متخيله، ثمة نقطة أخرى في غاية الأهمية وهي أن وقوف الكاتب على فضاءات المكان يجعله متحرراً أكثر، فالصورة الملتقطة أو الزاوية المكتوب عنها تبقى وجهة نظر مصورها وكاتبها، بينما وقوف الكاتب بنفسه قد يمنحه زوايا وتفاصيل صغيرة جداً لم يلتفت إليها مصور الصور أو كاتب المقال، وإن كان على أية حال ليس فرضاً زيارة المكان، لكني أشدد على حيوية ذلك". وأكمل "المواقف التي وقفت عليها وظلت محفورة بذاكرتي عن زيارة النيجر وصحاريه، مشاهد الفقر والبؤس التي يحياها الإنسان النيجيري واقتناعه بقسمته في الحياة، إذ تجد داخل العاصمة نيامي فيللا فارهة وبجوارها أكواخ هشة وهي مفارقة عجيبة في تلك المجتمعات، كما أن بيع المواد الغذائية بالغرام حال لافتة أيضاً داخل الأسواق، وهو مشهد معدوم أو يكاد في شمال أفريقيا". روايته الثالثة "منا" تناولت أزمة الجفاف القاسية التي شهدها شمال مالي عام 1973، وعن ظروف كتابتها يقول إنه "خلال إعدادي لرسالة الماجستير بجامعة الجزائر قبل عقدين، تناولت شخصية لغوية وأدبية بالأزواد وتطلب مني الأمر زيارة تلك الصحارى، وإن كانت الزيارة بحثية غير أن حديث الشيوخ والعجائز عن أحداث جفاف 1973 كان موجعاً، مما ولد عندي تأملات اختزنتها إلى حين. كما أن الشتات الذي وقع بعد الجفاف، والهجرات نحو ليبيا وما تلاه من أزمة الأزواد الراهنة بسبب ذلك جعلني أستطعم هذه الثيمة وأكتب عنها". وعن زياراته لمالي والنيجر، يقول حاج أحمد "قصتي مع دول الساحل مردها إلى زيارتي الأولى عام 2004 عندما ذهبت في رحلة علمية لنبش وجمع ما تناثر من أدب وحياة أحد أعلام صحراء مالي، وهو الشيخ محمد بن بادي الكنتي الذي كان محور دراستي في الماجستير بجامعة الجزائر فاكتشفت فضاء جديداً مكتنزاً بالأحداث، لكن ذلك لم يكن في بالي أني سأصبح يوماً روائياً وأوظفه في تأسيس نصوصي، إنما ظل مركوناً في سراديب الذاكرة حتى جاءت الفرصة فاستدعيت ذلك مع زيارتي التي تكررت لتلك الربوع، مما جعلني أكثر وعياً بتلك الفضاءات وما تكتنزه من قضايا وثقافات وحكايا". وتابع "ثمة أشياء أخرى ذات صلة، فمنطقتنا التاريخية توات أو أدرار كانت محور طرق القوافل التجارية بين شمال أفريقيا وجنوبها، ونعم هناك بلدان أفريقية مثل كينيا وإثيوبيا ومدغشقر أتطلع لزيارتها ومحاولة اكتشافها، وإن كانت الرواية المقبلة تظل تسير في هذا المشروع، وهي رواية تاريخية حول الشيخ المغيلي وعلاقته بأفريقيا، ووضعت إشارات في رواية 'الطانفا' حتى نظهر فضل ثقافتنا الجزائرية على أفريقيا". يتخيل حاج أحمد نفسه بعد 20 عاماً كما هو الآن "بسيط"، ويتمنى أن "يظل ذلك الدرويش الزيواني يسكنني وأظل في مزرعتي، وأقرأ وأكتب... ربما بعد التقاعد إن طال العمر، سأجعل الربيع والصيف بمدينة بني صاف الساحلية، بمسكني الخاص هناك، وأعود خريفاً وشتاء إلى وكري هنا. ربما أكون نشرت 30 كتاباً، أما الكتابة فستظل إلى اللحظة الأخيرة".


سفاري نت
منذ 2 أيام
- سفاري نت
وجهات عالمية تحتفي بالفخامة، العافية، وروح العائلة في عيد الأضحى
سفاري نت – متابعات بمناسبة عيد الأضحى المبارك، تكشف أبرز وجهات الضيافة والسفر في المنطقة والعالم عن تجارب استثنائية تلبّي تطلعات العائلات والأفراد الباحثين عن إجازة متكاملة تمزج بين الراحة، الرفاهية. وتقدّم كل من مجموعة فنادق بارسيلو، ومنتجع مدينة الأحلام في قبرص، ومنتجع زلال الصحي في قطر، باقات خاصة بعيد الأضحى، تتنوّع بين الإقامات الشاطئية، الرحلات العائلية، وبرامج العافية المصمّمة بعناية، لتكون عطلة العيد هذا العام فرصة حقيقية لإعادة التواصل والاستجمام في وجهات عالمية راقية. في الإمارات العربية المتحدة، تدعو مجموعة فنادق بارسيلو ضيوفها للإقامة في فندق بارسيلو الجداف، الذي يجمع بين التصميم الأندلسي العصري والموقع المثالي قرب وسط المدينة وخور دبي والمناطق الثقافية. ويوفّر الفندق غرفًا فسيحة، مسبحًا على السطح بإطلالة بانورامية، ونادٍ رياضي يعمل على مدار الساعة. خلال عطلة العيد، يمكن لأعضاء برنامج الولاء 'ماي بارسيلو' الاستفادة من خصم يصل إلى 20% عند الحجز عبر التطبيق أو الموقع الإلكتروني. كما يقدّم بارسيلو ريزيدنسز دبي مارينا شققًا مفروشة بالكامل تبدأ من 8,000 درهم إماراتي شهريًا لغرفة نوم واحدة، و12,000 درهم لغرفتين، مع إمكانية الوصول إلى الشاطئ والمرافق الترفيهية، مما يجعلها مثالية للإقامات العائلية الممتدة. أما في سلطنة عُمان، فيقدّم منتجع بارسيلو المصنعة ملاذًا مثاليًا على ساحل خليج عُمان، ضمن باقات تشمل إقامة لشخصين تبدأ من 65 ريالًا عمانيًا مع الإفطار، أو 75 ريالًا مع العشاء، مع إمكانية الترقية إلى غرفة مطلة على البحر. كما يوفّر المنتجع إقامة مجانية لطفلين دون 6 سنوات، ومزايا إضافية للعائلات الباحثة عن أجواء من الهدوء والخصوصية. وفي جزر المالديف، تقدّم مجموعة بارسيلو عرضًا فاخرًا في فندق بارسيلو ناساندورا ماليه، حيث تبدأ تجربة الضيافة بترحيب تقليدي من التمر والمشروبات المنعشة، مع خصم يصل إلى 30% على فئات محددة من الغرف، ترقية مجانية حسب التوافر، وخدمة تسجيل خروج متأخر حتى الساعة الخامسة عصرًا، ليحظى الضيوف بأقصى درجات الاسترخاء والخصوصية. أما في تايلاند، وتحديدًا على جزيرة خاصة قرب بوكيت، يقدّم منتجع بارسيلو كوكونت آيلاند تجربة مميزة في فيلات خاصة بإطلالة بحرية ومسابح خاصة، بالإضافة إلى مطاعم شاطئية وجلسات سبا علاجية. يمكن للمقيمين في الخليج الاستفادة من عروض حصرية تشمل الإقامة لثلاث ليالٍ والدفع مقابل ليلتين، أو الإقامة لسبع ليالٍ مقابل أربع، ما يجعل هذه الوجهة الساحرة متاحة بسهولة لعشاق الطبيعة والفخامة. وعلى بُعد أربع ساعات فقط من الخليج، يدعو منتجع مدينة الأحلام في ليماسول قبرص العائلات للاحتفال بعيد الأضحى بطريقة استثنائية، من خلال عرض حصري يشمل خصم 10% على الحجوزات لخمسة ليالٍ أو أكثر حتى 25 يونيو، بالإضافة إلى إفطار يومي لشخصين في مطعم أورا. يُعدّ المنتجع الوجهة الأكبر من نوعها في أوروبا، حيث يضم أكبر مجمع مسابح في الجزيرة، منتزه مغامرات خارجي، أكاديمية تنس متطورة، رينو سبا للعلاجات الصحية، ومرافق فاخرة للغولف. من جانب آخر، يكشف منتجع زلال الصحي في قطر عن باقة إقامة حصرية بمناسبة العيد، تشمل الإقامة لثلاث ليالٍ والدفع مقابل ليلتين فقط، صالحة حتى 30 يونيو 2025، مع إمكانية التمديد لخمس ليالٍ مقابل أربع. يوفّر المنتجع الواقع على الساحل الشمالي لقطر بيئتين متكاملتين: 'زلال ديسكفري' للعائلات، و'زلال سيرينيتي' للبالغين، ويقدّم برامج عافية شاملة تشمل التأمل، اليوغا، التغذية الصحية، العلاجات التايلاندية والعربية، إضافة إلى جلسات صحية يومية، واستشارات شخصية، ونظام غذائي متكامل. كما يُعدّ المنتجع من الأكبر في الشرق الأوسط في مجال العافية، ويجمع بين الطب العربي التقليدي ونهج العافية الحديث في بيئة لا تبعد سوى ساعة طيران واحدة عن الإمارات. مع تنوع الخيارات وتعدد الوجهات، توفّر هذه العروض المتكاملة فرصة استثنائية للاحتفال بعيد الأضحى بروح من التجدد والتوازن والاستجمام. سواء في قلب المدينة، على شاطئ خاص، أو ضمن أحضان الطبيعة الهادئة، تُعد هذه العطلة فرصة لتجديد الطاقة، إعادة التواصل مع الذات والعائلة، وصنع ذكريات لا تُنسى في وجهات تعبّر عن المعنى الحقيقي للعيد.