logo
كيف عالجت السينما الغربية القضايا الدينية؟

كيف عالجت السينما الغربية القضايا الدينية؟

Independent عربية٠٢-٠٧-٢٠٢٥
اختار الكاتب أسعد سليم في كتابه "الحبكة المقدسة: الدين في السينما الغربية" (منشورات إبييدي) قراءة هذا الـ"تابو" عبر تحليل مجموعة من الأفلام الشهيرة. وإن الأديان عموماً تعنى بتفسير الطبيعة وتضع للإنسان إطاراً أخلاقياً لضبط السلوك، وتتضمن مجموعة من المعتقدات والطقوس والنصوص والقيم الأخلاقية. ومنذ بداياتها تصدت السينما وعالجت هذه العناصر جميعاً، وليس أسهل من العثور على فيلم يتناول الهرطقة أو نهاية العالم، مما أسس للعداوة أحياناً بين السينما والكنيسة.
يحدد سليم البداية منذ عام 1909، زمن السينما الصامتة حين شكلت الكنيسة لجنة لمراجعة الأفلام، وفي ثلاثينيات القرن الماضي تشكلت جماعة تطلق على نفسها "فيلق الحشمة"، هدفها مكافحة "الفجور في السينما".
من فيلم ديني للمخرج بول فيرهوفان (ملف الفيلم)
آنذاك وضع المسؤول عن الرقابة في هوليوود ويل هاريسون هايز مجموعة من التعليمات الأخلاقية، اشتهرت لأعوام باسم "قانون هايز"، ومع ذلك نجحت الأفلام في الالتفاف حوله. واهتمت السينما الغربية دائماً بتجسيد حياة الأنبياء والقديسين، على رغم تحفظ الجمهور آنذاك على ذلك لأنها تقلل من جلال وتوقير تلك الشخصيات. ومن أشهر أفلام تلك المرحلة "التعصب" 1916 لغريفيث، ويتناول أربع قصص، إحداها عن السيد المسيح و"الوصايا العشر" 1923 لسيسيل دي ميل.
وبين عامي 1930 و1950 وتحت تأثير الكساد الكبير امتلأ الناس باليأس والإحباط، فسعت السينما إلى تقديم قصص عن الأمل والخلاص استناداً إلى قصص دينية مثل فيلم "المراعي الخضراء" 1936 الذي قدم رؤية شعبية للجنة من بطولة ممثلين من ذوي البشرة السمراء. وأثناء الحرب العالمية الثانية كانت ثمة حاجة إلى رفع الروح المعنوية كما في "أغنية برناديت" 1943 عن فتاة تظهر لها مريم العذراء في الرؤى، وخلال الخمسينيات عرض فيلم "بن هور" 1959 وحصد 10 جوائز "أوسكار" وهو عن اضطهاد المسيحيين زمن الرومان.
تشكيك وتأمل
بين عامي1960 و1980 مالت معالجة القضايا الدينية إلى التشكيك والتأمل تحت تأثير الثورات الاجتماعية والثقافية وأفكار ما بعد الحداثة، مثل فيلم "ضوء الشتاء" 1963 عن أزمة إيمان أحد الكهنة، وتناول فيلم "طفل روزماري" لبولانسكي عام 1968 الطقوس الشيطانية، ليفتح الباب أمام مناطق رعب نابعة عن قناعات دينية، كما في "طارد الأرواح" للمخرج وليام فريدكين عام 1973. ومع دخول تسعينيات القرن الماضي، تمتع العالم بتطور تقني هائل خلق حالاً من التنوع في تناول القضايا الدينية، كما في الفيلم الشهير "ماتركس"، وتعدد تصورات الإيمان في "حياة باي" 2012. وانطلاقاً من هذا العرض التاريخي المكثف تتناول الدراسة مفهوم الألوهية في الفصل الأول وكيف عالجته أفلام مثل "بروس العظيم" 2003 و"العهد الجديد" 2015، وتوظيف الرموز والاستعارات البصرية والخيال العلمي وطرح الأسئلة الفلسفية وتوق الإنسان إلى الفهم والخلاص.
فيلم ديني آخر (ملف الفيمل)
أما الفصل الثاني، فيتناول كيف صورت الأفلام الملائكة وصراعهم مع الشياطين، وتصويرهم ككائنات نورانية، فبعض الأفلام تناولتهم بوصفهم رموزاً للخير والحماية مثل "إنها حياة رائعة"1946 لفرانك كابرا، أو كائنات خارقة كما في "النبوءة" 1995، أو رموز للتأمل الفلسفي كما في فيلم "أجنحة الرغبة" 1987. ووفقاً لتصور كل مخرج تنوعت أساليب التناول، فمثلاً في "الختم السابع" 1957 لبرغمان، تجسد ملاك الموت في هيئة بشرية غامضة.
بشر أم أبطال؟
امتلكت السينما الغربية مساحة حرية لا مثيل لها في طرق تجسيد الأنبياء والقديسين، فتجسدوا كأبطال ملحميين أو كبشر عاديين في صراع، مع تحريف بعض التصورات لتناسب الخيال السينمائي، وهذا هو موضوع الفصل الثالث من الكتاب. وبعد مناقشة للمفاهيم والرموز يحرص الباحث على قراءة نماذج تطبيقية من الأفلام مثل "آلام المسيح" 2004 و"الإغواء الأخير للمسيح" 1988 عن رواية كازانتزاكيس والضجة الكبيرة التي صاحبت الرواية والفيلم، وفيلم "نوح" 2014 بطولة راسل كرو الذي يغلب عليه الخيال أكثر من الاستناد إلى النصوص الدينية.
ويحتل الشيطان مكانة بارزة في السردية السينمائية، وبعد أن يستعرض المؤلف تصورات مختلفة عنه يتطرق إلى أفلام مهمة تناولته كتهديد دنيوي وكيان مرعب أو رمز فلسفي أو ساخر ومحتال، ويحلل الباحث حضوره في فيلمي "محامي الشيطان" 1997 و"المسحور" 2000. من ثم ينتقل إلى الفصل الخامس وتحليل مفهومي "النعيم والجحيم"، وكيف جرى تصويرهما في التوراة والإنجيل، مقارنة بالسينما التي قدمت تنويعات ثقافية وأساليب بصرية مختلفة، عبر أفلام مثل "ما قد تحمله الأحلام" 1998 عن رواية بالاسم ذاته و"الزود عن الحياة" 1991.
الكتاب السينمائي (منشورات إبيدي)
لا شك في أن العنف ظاهرة معقدة وتعود في بعض أسبابها لتصورات دينية متشددة، والعنف كمفهوم قد يكون مادياً أو نفسياً أو رمزياً، بحسب ما ناقشه الفصل السادس. فحين يبرَّر بنصوص دينية فإنه يتحول إلى تمييز واضطهاد أو مذابح ومجازر وتشهير وتهجير قسري. ومن الأفلام التي تناولت العنف "مملكة السماء" 2005 و"آغورا" 2009. أما الفصل السابع، فعالج "الضمير الديني" كرقيب أخلاقي داخل كل إنسان، أو صوت داخلي عميق يربط عقائد الإنسان بقيمه الأخلاقية، مما يظهر في الشعور بالذنب ومشاعر الندم والتوبة والتشجيع على فعل الخير. ويتجلى مفهوم الضمير في الفيلم الشهير "رجل لكل العصور" 1966 و"الشك" 2008 بطولة ميريل ستريب.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ثمة جانب ميتافزيقي بالغ الأهمية يتعلق بالماورائيات والأساطير وما لا يقبله العقل، والمعروف أن الأساطير هي قصص لتفسير نشأة الكون والحياة في بداياتها، وتعتبر جزءاً أساساً في تراث الشعوب كافة. وعادة يتفاوت الناس في الإيمان أو عدم الإيمان بها، كما تتلاعب بها السينما ولا تلتزم الصيغة المتعارف عليها أو تشكك فيها. ومن أهم الأفلام التي تلامس الأساطير فيلم "اختراع الكذب" 2009 و"الرجل من الأرض" 2007، لنصل إلى الفصل التاسع عن "الطقوس والأسرار" فيحلل الباحث فيلم "شيفرة دافنشي" 2006 و"اسم الوردة" 1986 وكلاهما عن روايتين شهيرتين. أما الفصل الـ10 فتناول موضوع الهرطقة والتجديف بالتطبيق على أفلام مثل "المهرطق" 2024. بينما خصص سليم الفصل الـ11 لثيمة "نهاية العالم" وفق التصورات الدينية، ومزجها أحياناً بالخيال العلمي، مع التطبيق على فيلم "النذير" 1976 و"المتروكون" 2006. وبعد 11 فصلاً يصل كتاب "الحبكة المقدسة" إلى منتهاه، موضحاً بالشرح والتحليل كيف اشتبكت السينما الغربية مع التصورات الدينية المسيحية والتوراتية، وكيف عالجت كثيراً من الثيمات الحساسة.
يعتبر الكتاب فريداً في بابه لجرأة الطرح وللقضايا الشائكة التي وضعها تحت المجهر، فالسينما أقامت على حد تعبير المؤلف، حواراً بين التصورات الروحانية واللغة البصرية، وتمكنت من الجمع بين المتناقضات كالمقدس والمدنس، كما طرحت أسئلة وجودية مقلقة تدور في النفس البشرية. من ثم أسهمت السينما في ترسيخ التنوع حول التصورات الدينية وتعزيز قيم التعايش والتسامح، وحاولت تقديم تفسيرات دينية أكثر رحابة، إضافة إلى المسحة الكوميدية أحياناً.
بطبيعة الحال هيمنت التصورات المسيحية على تلك الأفلام موضع التحليل، كما غلب عليها الاهتمام بالقصص الملحمية كالحروب الصليبية وقصة الخروج من مصر، أكثر من الاهتمام بالقلق الوجودي والشكوك داخل النفس البشرية. وثمة أفلام طرحت سير أنبياء وقديسين من دون إضافة حقيقية، وبعضها الآخر تجاهل الدقة التاريخية. وعلى رغم جوانب القصور في التناول، فإن السينما عبر مئة عام قدمت ميزات لا تنكر في التعاطي مع المقدس تخييلاً وتأويلاً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ظهور لافت لشقيقة الفنانة مي عمر "سارة" فهل تشبهها!؟
ظهور لافت لشقيقة الفنانة مي عمر "سارة" فهل تشبهها!؟

ياسمينا

timeمنذ 4 ساعات

  • ياسمينا

ظهور لافت لشقيقة الفنانة مي عمر "سارة" فهل تشبهها!؟

خطفت شقيقة الفنانة مي عمر 'سارة' الأنظار بظهور لافت خلال تواجدهما معًا في فعاليات مهرجان الإذاعة والتلفزيون العربي في تونس. تفاعل جمهور الفنانة مع صورها الأخيرة برفقة شقيقتها 'سارة'، وأبدى الجميع إعجابهم بجمالها وبأناقتها من خلال التعليقات، ولك بهذه المناسبة أن تلق نظرة على نجمة مسلسل 'إش إش' مي عمر بين الماضي والحاضر..فهل خضعت للتجميل!؟ من هي 'سارة' شقيقة مي عمر وهل ستدخل مجال التمثيل!؟ ظهرت النجمة المصرية مي عمر برفقة شقيقتها 'سارة' في مهرجان الإذاعة والتلفزيون العربي الذي أقيم على مسرح قرطاج التاريخي بتونس، وسط حضور جماهيري تجاوز الآلاف من محبي الفن والإعلام، ووحدت مي عمر وشقيقتها الزي بإرتداء فساتين باللون الأبيض بنمط متشابه. وخلال الحفل تم تكريم الفنانة مي عمر بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسلسل إش إش، وفرحة بهذا التكريم علّقت بقولها:' تونس وجمهورها… استقبالكم كان فظيع جداً و فوق الوصف!…من أول لحظة حسّيت إني بين أهلي وناسي، قد إيه حبكم غالي، كل تفصيلة كانت مليانة محبة وترحيب… شكرًا من قلبي لتونس الخضراء وشكرًا لكل حد سلّم، ضحك، شجع، وهتف باسمي… محبتكم وسام على صدري'. أثنى المتابعين خلال المنشور على جمال شقيقة مي عمر، ومنهم من وجد أن هناك تشابه في الملامح، ومنهم من نفى وجود شبه مشيرين فقط لتقارب الستايل الأنيق والجاذبية، و 'سارة' ليست ناشطة في المجال الفني حتى الآن، كما تحرص على خصوصية عائلتها، وتنشر صورًا قليلة مع زوجها وأطفالهما دون الكشف عن تفاصيل خاصة. يجدر الذكر أن آخر الأعمال المُرتقبة للفنانة مي عمر هو فيلم 'الغربان' الذي تؤدي به دور البطولة إلى جانب عمرو سعد، و محمد علاء، أسماء أبو اليزيد، ماجد المصري، ميرهان حسين، عبد العزيز مخيون، صفاء الطوخي، وتدور أحداثه في عام 1941 عن الحرب العالمية الثانية، ومعركة رومل في العلمين.

قنبلة هيروشيما بلغت الثمانين: البشر في اول مختبر نووي
قنبلة هيروشيما بلغت الثمانين: البشر في اول مختبر نووي

Independent عربية

timeمنذ يوم واحد

  • Independent عربية

قنبلة هيروشيما بلغت الثمانين: البشر في اول مختبر نووي

تبدو هذه الذكرى الأليمة لإلقاء القنبلة على هيروشيما في اليابان أشبه باحتفال شعبي وديني ملؤه السلام والأمل. وكالعادة في كل ذكرى، تقرع الأجراس وتطلق أسراب الحمام وتضاء القناديل في الليل... ولا يرفع خلال الاحتفال شعار ولو واحد، يستنكر هذه الجريمة الوحشية التي ارتكبتها الدولة الأميركية، ويدين أبطالها الذين سجلوا أول قصف نووي في التاريخ. لعل السؤال المطروح في كل ذكرى، هو كيف يمكن لشعب هو الشعب الياباني أن يتناسى هذه المأساة الرهيبة ويتخطاها فيسترجعها في ذكراها وكأنها صفحة، مجرد صفحة من الماضي، طُويت إلى الأبد. أما قبة "جينباكو" التي سقطت عليها القنبلة، فجعلتها الدولة اليابانية '"مزاراً" يقصده المواطنون والسياح، لا ليتذكروا فقط الجريمة الشنعاء وإنما ليضيئوا شموع السلام الذي ما برح فكرة لن تتحقق بسهولة، في هذه الحقبة التي تشهد حروباً وحشية مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والحرب التي تشنها إسرائيل على غزة وفلسطين وعمدت خلالها إلى سلاح تجويع الأطفال وكل أهل القطاع. ولا ننسى خصوصاً الحرب الرهيبة، الأهلية وغير الأهلية، التي تدور في السودان وشهدت أقصى أحوال العنف والتدمير والتجويع. اللافت في هيروشيما أن كل ما في المدينة بات يدعو إلى السلام وإلى رفض الحروب والمحارق والمجازر... وكم أحسنت منظمة اليونيسكو في إدراج قبة "جينباكو" ضمن لائحة مواقع التراث العالمي عام 1996، بُغية صون ذاكرة المقتلة النووية الأولى وجعلها رمزاً من رموز العالم الجديد. خراب وحشي في هيروشما (غيتي) كم يصعب اليوم أن نتصور أن جريمة هيروشيما أمست من الماضي، مهما سعت اليابان نفسها إلى دفنها في مقبرة التاريخ، بل مهما حاولت الدولة الأميركية أن تتخلص من عقدة الذنب وعاقبة هذه اللعنة، تاريخياً وإنسانياً وأخلاقياً. مأساة هيروشيما هي مأساة البشرية كلها، إنها أحد الآثام التي شغلت القرن الـ20، قرن الحروب والثورات العلمية والتحولات الكبيرة. إنها شبيهة المحرقة النازية وجريمة الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين وسواهما. ولئن غدا الضمير الأوروبي يعيش دوماً هاجس محرقة أوشفيتزالتي، عرف اللوبي اليهودي والإسرائيلي كيف يستغلها ليحقق مآربه التاريخية، فالضمير الأميركي يبدو غير عابئ بجريمة هيروشيما، بل لعله تخلص من عواقبها، جاعلاً إياها من أخطاء التاريخ وليس من معاصيه الرهيبة. هذه جريمة حصلت في التاريخ، وهي لم ترتكب إلا لإنهاء الحرب العالمية الثانية، كما تعترف كتب التاريخ الأميركي. لكنهم يعترفون أيضاً أنهم بعد إسقاط القنبلة (سموها بوقاحة "الصبي الصغير"، ليتل بوي) أنجزوا التجربة النووية الأولى خير إنجاز، وأنهم نجحوا في مهمتهم العلمية. كانت قنبلة هيروشيما مادة اختبار، وضحاياها الذين تخطوا الـ150 ألف قتيل لم يكونوا سوى فئران مختبر، كما يُقال. ماذا رأيتم من هيروشميا؟ يردد المهندس الياباني في نص الكاتبة الفرنسية مارغريت دوراس "هيروشيما، حبي" جملته الشهيرة موجهاً إياها إلى الممرضة "أنت لم تريْ شيئاً في هيروشيما". هذا النص البديع الذي أنجز المخرج الفرنسي الطليعي ألان رينيه انطلاقاً منه فيلماً سينمائياً رائعاً عام 1959، هو من أجمل النصوص الإبداعية التي تشهد على هول جريمة هيروشيما. وهو ما زال يقرأ بشغف نظراً إلى قوته وبعده التعبيري المشبع بجماليات العنف النووي. هذا النص ما برح أيضاً يجذب المخرجين المسرحيين على رغم مضي أعوام طويلة على كتابته، فهو يفضح بشدة الجرائم الرهيبة التي ارتكبت في الماضي وترتكب اليوم. والجملة التي يرددها فيه البطل الياباني "أنتم لم تروا شيئاً في هيروشيما". ويمكننا أن نعدلها لتصبح "أنتم لم تروا شيئاً في غزة". كتاب آخر قد يكون أشد رهبة من نص مارغريت دوراس هو "يوميات هيروشيما" للطبيب الياباني ميشيهيكو هاشيا، ونُقل بعد صدوره عام 1955 إلى لغات كثيرة وعرف رواجاً هائلاً وطبع مراراً في سلاسل "كتب الجيب". ويروي الطبيب الذي عاش التجربة من كثب لحظة الانفجار النووي وما أعقبها من مآس وآلام وأمراض ومفاجآت سوداوية. مدينة تضم 250 ألف شخص، كما يقول لم تبق القنبلة منهم سوى 100 ألف. ويضيف إليهم ضحايا قنبلة ناغازاكي التي ألقيت بعد ثلاثة أيام وحصدت 74 ألف شخص. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في ذلك الصباح المشؤوم كان الطبيب يتمدد على الأرض، كما يروي، مرتدياً سروال الصيف، ثم أبصر "بريقاً هائلاً من نور" انبثق في لحظة ثم "لم يبق شيء". وكانت هناك مدينة، وكانت هناك بيوت وسقوف وحدائق و"لم يبق شيء". ويضيف "غريزياً، نهضت هارباً، لكن الأنقاض والحجارة المتناثرة على الأرض أعاقت طريقي". أما أغرب ما واجهه فهو سقوط سرواله عنه "لوهلة أولى اكتشفت أنني كنت عارياً تماماً. أمر غريب. كيف سقط عني سروالي الصيفي؟". ويصف الطبيب ما حدث وكأنه مشهد "أبوكاليبسي"، خرائب وحرائق وهواء حار، عطش وتقيؤ وإسهال، روائح لحم مشوي... و"الزمن لم يبق له معنى" في وسط الخواء الذي لا حدود له. تحل الذكرى الـ80 لإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما بينما يعيش العالم هاجس السلاح النووي بخوف وريبة، لا سيما أن هذا السلاح بات في متناول القوى الأولى والثانية، وفي قبضة "زعماء" متناحرين، لا يخشون عواقب الخراب الكبير. أما هيروشيما المدينة التي كانت أول مختبر نووي فستظل محفورة في ذاكرة التاريخ وفي وجدان البشرية، والأهم في مخيلة الأجيال المقبلة.

القاهرة 1942:مشاهد توثق زمنًا من الرقي والهدوء .. فيديو
القاهرة 1942:مشاهد توثق زمنًا من الرقي والهدوء .. فيديو

صدى الالكترونية

timeمنذ 4 أيام

  • صدى الالكترونية

القاهرة 1942:مشاهد توثق زمنًا من الرقي والهدوء .. فيديو

تُظهر صور نادرة تعود لعام 1942 ملامح مختلفة للعاصمة المصرية، حيث بدت القاهرة مدينة هادئة ومنظمة، تتزين بمعمار أوروبي الطابع، وشوارع فسيحة تخلو من الازدحام المعتاد. ففي تلك الفترة، شهدت المدينة طفرة عمرانية، خاصة في منطقة 'وسط البلد'، التي تأثرت بالطراز الباريسي من حيث التصميم العمراني والنمط المعماري. وبرزت مبانٍ شهيرة مثل 'عمارة الإيموبيليا'، التي مثّلت حينها نموذجًا للحياة الحضرية الحديثة، واحتضنت كبار الفنانين والمثقفين. كما تميز حي الزمالك بأبنيته ذات الطابع الفني المميز، ما بين 'الآرت ديكو' والنيوكلاسيكي، واحتوى على معالم بارزة مثل قصر الأمير عمرو إبراهيم، الذي يعكس تنوع الطرز المعمارية في المدينة آنذاك. وفي الشوارع، بدت الحركة بطيئة وهادئة، حيث كانت عربات الخيل تسير إلى جانب سيارات نادرة، في مشهد يعكس تأثير الحرب العالمية الثانية على نمط الحياة اليومية، خاصة مع محدودية الوقود ووسائل النقل الحديثة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store