logo
الشرع: سوريا لن تكون إلا ساحة للسلام ولكل طوائفها

الشرع: سوريا لن تكون إلا ساحة للسلام ولكل طوائفها

رؤيا نيوز١٤-٠٥-٢٠٢٥

وجه الرئيس السوري أحمد الشرع مساء اليوم الأربعاء، كلمة إلى الشعب السوري بعد لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السعودية ورفع العقوبات عن البلاد. وفي ما يلي أبرز ما جاء في كلمة الرئيس السوري أحمد الشرع:
أيها الشعب السوري، لقد مرت سورية بمرحلة مأساوية في تاريخها الحديث تحت حكم النظام الساقط، قُتل فيها الشعب وهُجّر الناس، وغُيّبوا في سجون الظلام، وارتفعت أصوات المعاناة عاليا.
كما هُدّمت مقدرات الدولة، ونُهبت بأيدي السراق القتلة، وتحولت سوريا إلى بيئة طاردة ومنفرة لأهلها ولجيرانها وللمنطقة والعالم، نُبذت سوريا وانزوت بعيدا عن أشقائها وأبنائها وجيرانها.
باتت سوريا الحضارة غريبة عن تاريخها المشرف، وبعيدة عن أصالتها، وتأخرت عن مصاف الدول، وهناك في إدلب العز، وفي ظل الثورة السورية المباركة، كان يُبنى مستقبل سوريا الجديدة.
تحررت البلاد وفرح العباد، وفرح معهم أشقاؤنا في الدول المجاورة، بل والعالم بأسره، وعادت روح الانتماء لشعبنا، وظهر جليّاً حرص الشعب على دولته الجديدة.
حرصت الدول الشقيقة وشعوبها على مشاركة السوريين فرحتهم، وبدأت نافذة الأمل تطل وتشرف على مستقبل واعد، غير أن سوريا مكبلة بأعباء الماضي وآهاته.
خلال الستة أشهر الماضية، وضعنا أولويات العلاج للواقع المرير الذي كانت تعيشه سوريا، وواصلنا الليل بالنهار، فمن الحفاظ على الوحدة الداخلية والسلم الأهلي، وفرض الأمن وحصر السلاح، إلى تشكيل الحكومة واللجنة الانتخابية.
تم الإعلان الدستوري وعقد المؤتمر الوطني، وإلغاء القوانين الجائرة، وتحرير السوق، وتقييم الواقع المؤسساتي، ووضع اليد على الخلل وطرق علاجها، وتزامن مع كل هذا جولات مكوكية للدبلوماسية السورية للتعريف بواقع سوريا الجديد.
شاركت سوريا الجديدة في أهم المنتديات والمؤتمرات الدولية، ورفعت علمها في الأمم المتحدة، ونجحت في فتح أبواب مغلقة، ومهدت الطريق لعلاقات استراتيجية مع الدول العربية والغربية.
لقد زرت الرياض قبل عدة أشهر، والتقيت الأمير ولي العهد محمد بن سلمان، ووعدني ببذل وسعه للسعي لإزالة العقوبات عن سوريا، ورأيت في عينيه وعيون شعبه حبا كبيرا.
ثم زرت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وقف مع الشعب السوري وتحمل ودولته الكثير خلال أربعة عشر عاماً، واستضاف فيها ملايين السوريين مع كل ما تحمله من أعباء.
رأيت أيضا الحب والود والفرح والاستعداد التام لأن تقف سوريا على أقدامها، ثم زارني وزرت الشيخ تميم بن حمد (أمير قطر) الذي صبر مع الشعب السوري بموقف يسجله التاريخ، ومنذ لحظة التحرير وهو يقف بجوارنا.
ثم زرت الشيخ محمد بن زايد (رئيس الإمارات) الذي سارع بفتح أبواب الإمارات العربية المتحدة لإخوانه السوريين، وأبدى استعداده التام لفعل كل ما يلزم لتنهض سوريا من جديد.
وكان أول من بارك لنا الملك حمد بن عيسى، ملك مملكة البحرين، وكذلك أشقاؤنا في الكويت وسلطان عمان، ولا أنسى ملك الأردن عبد الله بن الحسين، وترحيبه الحار وموقف المملكة بالقضايا الساخنة.
كذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر، رأيت بعينيه حرصه على نهضة سوريا وإعمارها، وكذلك ليبيا والجزائر والمغرب والسودان والأشقاء في اليمن السعيد، ودولة الرئيس محمد شياع السوداني (رئيس الوزراء العراقي) الذي أبدى رغبته في إعادة العلاقات السورية العراقية.
ثم كان لقاؤنا بالرئيس ماكرون (الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون)، الذي أبدى استعداده مبكرا لرفع العقوبات عن سوريا، ومعه في ذلك أهم دول الاتحاد الأوروبي كألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، كما سارعت بريطانيا إلى رفع العقوبات عن سوريا الحبيبة.
أيها الشعب، لقد كانت وحدتكم وحبكم لبلدكم وتضحياتكم لأجلها، وإظهار فرحتكم بسوريا الجديدة، والتفافكم حول قيادتها، ذا أثر كبير في التأثير بالرأي العالمي.
إن تفاعل الجاليات السورية في الخارج ومساهمتهم البناءة في المطالب برفع العقوبات كان له أثر كبير. أيها السوريون، إن تلاحم الشعب ووحدته بين الداخل والخارج، وقربه من أشقائه وحسن جواره، هو رأس مال قوي لسوريا.
اليوم نشهد ثمرة ذلك عيانا وواقعا، فليس هناك أجمل من الأخوة الصادقة والمحبة العفوية بين الدول وشعوبها. إنني اليوم لا أحتفل برفع العقوبات عن سوريا فحسب، بل فرحتنا تكمن في الأخوة الصادقة وعودة المشاعر الجياشة بين شعوب المنطقة.
إن وحدة القرار والتوجه لا يخيبها الله، فقد صدق الأمير محمد بن سلمان بما وعد به، وصدق الرئيس أردوغان بمحبته، وصدق الأمير تميم بوفائه، وصدق الشيخ بن زايد بلهفته، وسائر الحكام صدقوا جميعا بمشاعرهم.
وقد استجاب الرئيس ترامب لكل هذا الحب، فكان قرار رفع العقوبات قرارا تاريخيا شجاعا. أيها السوريون، إن الطريق لا يزال أمامنا طويلاً، فاليوم قد بدأ العمل الجاد، وبدأت معه نهضة سوريا الحديثة، لنبني سوريا معاً نحو التقدم والازدهار والعلم والعمل.
من هذا المنطلق نؤكد أن سوريا تلتزم بتعزيز المناخ الاستثماري وتطوير التشريعات الاقتصادية وتقديم التسهيلات الكفيلة بتمكين رأس المال الوطني والأجنبي من الإسهام الفاعل في إعادة الإعمار والتنمية الشاملة.
نرحب بجميع المستثمرين من أبناء الوطن في الداخل والخارج ومن الأشقاء العرب والأتراك والأصدقاء حول العالم وندعوهم للاستفادة من الفرص المتاحة في مختلف القطاعات.
إن سوريا تعاهدكم أن تكون أرض السلام والعمل المشترك وتكون وفية لكل يد امتدت إليها بخير.
سوريا بعد اليوم لن تكون ساحة لصراع النفوذ ولا منصة للأطماع الخارجية ولن نسمح بتقسيم سوريا ولن نفسح المجال لإحياء سرديات النظام السابق لتفتيت شعبنا، سوريا لكل السوريين.
سوريا لكل السوريين بكل طوائفها وأعراقها ولكل من يعيش على هذه الأرض المباركة، التعايش هو إرثنا عبر التاريخ وإن الانقسامات التي مزقتنا كانت دائماً بفعل التدخلات الخارجية، واليوم نرفضها جميعا.
لقد علمتنا المحن أن قوتنا في وحدتنا وأن طريق النهوض لا يعبد إلا بالتكاتف والعمل الجاد.



Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نائب عن الليكود 20 شهرا من "الفشل" و"عاجزون عن إخضاع حماس"
نائب عن الليكود 20 شهرا من "الفشل" و"عاجزون عن إخضاع حماس"

البوابة

timeمنذ ساعة واحدة

  • البوابة

نائب عن الليكود 20 شهرا من "الفشل" و"عاجزون عن إخضاع حماس"

شنّ النائب عن الليكود عميت هليفي حرباً تحت "الكنيست" الإسرائيلي، مع العجز الآن عن إخضاع حماس، بحسب ما أوردت "يديعوت أحرونوت". وقال هيلفي إن "إسرائيل تخوض حربا منذ 20 شهرا بخطط فاشلة ولا تنجح في تدمير حركة حماس". وأضاف: "هذه حرب خداع وكذبوا علينا في ما يتعلق بالإنجازات التي حققوها"، مشيراً إلى "إننا نعجز الآن عن إخضاع حماس". ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصدر لها بأن مشادات كلامية وقعت بين النائب عميت هليفي ووزير الدفاع يسرائيل كاتس خلال اجتماع بالكنيست. ونقلت عن مصادرها بأن هليفي قال لوزير الدفاع إنه "لا يفهم شيئا ولا توجد أي خطة تؤكد إمكانية تدمير حماس". بدوره، رد كاتس قائلا لأعضاء الليكود إن "هليفي صار يشبه يائير غولان". المصدر: الجزيرة

إليكم قائمة بأسماء جميع المشمولين بقرار "رفع العقوبات" عن سوريا
إليكم قائمة بأسماء جميع المشمولين بقرار "رفع العقوبات" عن سوريا

البوابة

timeمنذ ساعة واحدة

  • البوابة

إليكم قائمة بأسماء جميع المشمولين بقرار "رفع العقوبات" عن سوريا

أصدرت وزارة الخزانة الأميركية، ترخيصاً عاماً يجيز المعاملات "المحظورة" التي تشمل الحكومة السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع. وقالت في بيان إن الترخيص العام "يجيز المعاملات المحظورة بموجب لوائح العقوبات السورية، مما يرفع العقوبات المفروضة على دمشق بشكل فعال". كما أمرت بوقف تنفيذ العقوبات ضد أي شخص يقوم بأعمال تجارية مع مجموعة من الأفراد والكيانات السورية، بما في ذلك البنك المركزي. ووفق القرار الذي أصدرته الخزانة الأميركية، الجمعة، شملت قائمة الأشخاص والكيانات الذين كان من المحظور التعامل معهم سابقاً، ورفعت بموجب الترخيص العام رقم 25 اعتبارًا من 23 مايو 2025: *الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع *وزير الداخلية أنس خطاب *المصرف المركزي السوري *الخطوط الجوية العربية السورية *سيترول *المصرف التجاري السوري *المؤسسة العامة للنفط *الشركة السورية لنقل النفط *الشركة السورية للغاز *الشركة السورية للنفط *المصرف العقاري *المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون *شركة مصفاة بانياس *شركة مصفاة حمص *المصرف الزراعي التعاوني *المصرف الصناعي *مصرف التسليف الشعبي مصرف التوفير *المديرية العامة للموانئ السورية *الشركة العامة لميناء اللاذقية *غرفة الملاحة السورية *الهيئة العامة السورية للنقل البحري *الشركة السورية للوكالات الملاحية *الشركة العامة لميناء طرطوس *مؤسسة عامة للتكرير والتوزيع *وزارة النفط والثروة المعدنية السورية *وزارة السياحة السورية *فندق فور سيزونز دمشق بدوره، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، مساء الجمعة، أنه أصدر إعفاء لمدة 180 يوماً من العقوبات المفروضة بموجب "قانون قيصر" لضمان عدم إعاقة العقوبات للاستثمارات، وتسهيل توفير الكهرباء والطاقة والمياه والرعاية الصحية وجهود الإغاثة الإنسانية. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفاجئ يوم 13 مايو خلال زيارته الرياض أنه قرر رفع العقوبات عن سوريا بطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ومن شأن تخفيف العقوبات أن يفسح المجال أمام مشاركة أكبر للمنظمات الإنسانية العاملة في سوريا، وتشجيع الاستثمار الأجنبي والتجارة مع إعادة إعمار البلاد. المصدر: وكالات

سوريا ترحب بقرار أميركا إعفاء البلاد من العقوبات
سوريا ترحب بقرار أميركا إعفاء البلاد من العقوبات

timeمنذ ساعة واحدة

سوريا ترحب بقرار أميركا إعفاء البلاد من العقوبات

رحبت وزارة الخارجية السورية، اليوم السبت، بقرار أميركا إعفاء البلاد من العقوبات. وقالت في بيان إن رفع العقوبات خطوة إيجابية تسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية والاقتصادية في سوريا. وأضافت أن سوريا تمد يدها لكل من يرغب في التعاون على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. واشنطن ترفع العقوبات الاقتصادية ورفعت الولايات المتحدة مساء الجمعة رسميا العقوبات الاقتصادية عن سوريا، في تحوّل كبير للسياسة الأميركية بعد الإطاحة ببشار الأسد يفسح المجال أمام استثمارات جديدة في البلد الذي دمّرته الحرب. وجاء في بيان لوزير الخزانة سكوت بيسنت أنه يجب على سوريا «مواصلة العمل لكي تصبح بلدا مستقرا ينعم بالسلام، على أمل أن تضع الإجراءات المتّخذة اليوم البلاد على مسار نحو مستقبل مشرق ومزدهر ومستقر». وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن إعفاء سوريا من العقوبات لمدة 180 يوما خطوة أولى نحو تحقيق رؤية الرئيس ترمب للعلاقة الجديدة بين سوريا وأميركا. ترمب يدعو الشرع للانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية ويبدو أن سياسات النظام الجديد في سوريا والتي لم تتضح بعد بشكل كامل، تميل إلى التقارب مع الولايات المتحدة، على عكس النظام السوري السابق الذي كان حليفا كبيرا لروسيا وإيران، وتعرض لعقوبات أميركية على مدار عقود. وخلال جولته بالمنطقة الأسبوع الماضي، التقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الأربعاء الرئيس السوري أحمد الشرع بالرياض، في أول اجتماع مع نوعه منذ 25 عاما، غداة إعلانه قرار رفع العقوبات عن دمشق التي رحبت بالخطوة واعتبرتها «نقطة تحول محورية». وأفادت مسؤولة في البيت الأبيض لوكالة فرانس برس بأن الزعيمين التقيا، بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قبل اجتماع أوسع لقادة الخليج في الرياض خلال جولة ترمب في المنطقة. وقال البيت الأبيض إن ترمب دعا الشرع للانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية. وأضاف البيت الأبيض أن ترمب طلب من الشرع مساعدة أميركا في منع عودة تنظيم داعش. وتابع البيت الأبيض: «الشرع أبلغ ترمب بأنه يدعو الشركات الأميركية للاستثمار في قطاع النفط والغاز بسوريا». وكان ترمب قد أعلن بشكل مفاجئ بأن الولايات المتحدة سترفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا. جاء ذلك بالرغم من أن المخاوف لا تزال مستمرة بشأن العلاقات التي كانت تربط في السابق قادة سوريا الحاليين بتنظيم القاعدة. ورغم المخاوف التي تسود قطاعات من إدارته، قال ترمب الثلاثاء في خطاب ألقاه بالرياض إنه سيرفع العقوبات عن سوريا. ووافق الرئيس الأميركي على لقاء الشرع الذي يزور الرياض لحضور اجتماعات مع مجلس التعاون الخليجي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store