ما أهمية عودة الحكومة السودانية إلى العاصمة من جديد؟
استعادة رمزية السيادة الوطنيةلحظة دخول رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى مطار الخرطوم، وإعلانه من على أرضه بأن "الخرطوم حرة"، حملت بعدًا رمزيًا عميقًا يُعيد تعريف معادلة السيادة في السودان. تزامن ذلك مع وصول رئيس الوزراء، الدكتور كامل إدريس، إلى قلب العاصمة في أول زيارة رسمية بعد استعادتها، ما أعاد إلى الأذهان صورة الدولة وهي تعود لمركز سلطتها التاريخي.إعادة تموضع مؤسسات الدولةمع استتباب نسبي للأمن في الخرطوم، بدأت الوزارات والمؤسسات الحكومية العودة تدريجيًا من مقارها المؤقتة في بورتسودان ومدن أخرى إلى العاصمة. هذا التحرك يمهد الطريق لإعادة تفعيل الجهاز الإداري للدولة، واستئناف تقديم الخدمات الأساسية في قطاعات التعليم والصحة والمياه والكهرباء، ويشكل جزءًا محوريًا من خطة الحكومة للانتقال السياسي.عودة النازحين وإعادة بناء الحياة المدنيةتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى إمكانية عودة أكثر من 2.1 مليون نازح إلى العاصمة خلال الأشهر الستة القادمة. وتُعد عودة الحكومة إلى الخرطوم عنصرًا أساسيًا لتأمين ظروف العودة الطوعية، وضمان الحد الأدنى من الاستقرار والخدمات، في ظل ضغوط متزايدة على البنية التحتية التي تعرضت لدمار واسع.تسهيل العمل الإنساني والإغاثيالسيطرة الكاملة على مطار الخرطوم الدولي أعادت فتح واحد من أهم المعابر الجوية في البلاد أمام المساعدات الإنسانية. ويُتوقع أن يسهم هذا التطور في تسهيل إيصال المواد الطبية والغذائية إلى السكان، لا سيما وأن أكثر من 70% من المستشفيات في الخرطوم خرجت عن الخدمة خلال النزاع.تعزيز الموقف التفاوضي والسياسيعودة العاصمة إلى سيطرة الدولة تمنح الحكومة الانتقالية موقعًا تفاوضيًا أقوى في أي حوار قادم مع قوات الدعم السريع أو القوى السياسية والمدنية الأخرى. فالحضور الرسمي في الخرطوم يمثل قوة معنوية وسياسية تعزز مساعي التوصل إلى تسوية وطنية شاملة، وتمهّد للانتخابات المرتقبة.إطلاق خطة إعادة الإعمارخلال زيارته إلى الخرطوم في 19 يوليو 2025، أعلن رئيس الوزراء كامل إدريس عن إطلاق مشروع شامل لإعادة إعمار العاصمة، واصفًا الخرطوم بأنها "ستعود عاصمة فخورة بحضارتها وتاريخها". وتقدّر الحكومة تكلفة إعادة الإعمار بنحو 700 مليار دولار، نصفها سيُخصص لإعادة تأهيل الخرطوم وحدها، بما يشمل إصلاح البنية التحتية من مطار وجسور ومحطات مياه وكهرباء.الخرطوم تستعيد دورها الوطنيتمثل عودة الحكومة إلى الخرطوم أكثر من مجرد عودة إدارية أو سياسية؛ إنها إعلان فعلي عن بداية مرحلة جديدة تسعى الدولة السودانية فيها إلى استعادة عافيتها، وإنهاء حالة التشظي، وبناء مستقبل أكثر استقرارًا. فالخرطوم، بتاريخها وموقعها الرمزي، تعود اليوم لتكون نقطة الانطلاق نحو سلام شامل وتنمية مستدامة في وطن أنهكته الحروب والنزوح، لكنه لم يفقد الأمل في النهوض من تحت الركام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة ماسبيرو
منذ 14 دقائق
- بوابة ماسبيرو
تمارا حداد: نتنياهو يدرس صفقة جزئية مع حماس لتفادي انهيار حكومته
قالت الدكتورة تمارا حداد، المحللة السياسية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية متصاعدة من الأحزاب الدينية المتطرفة، ما يجعله يُفكّر جديًا في القبول بـ صفقة جزئية مع حركة حماس لتفادي انهيار حكومته قبيل عطلة الكنيست. وأضافت تمارا في مداخلة هاتفية لبرنامج "المشهد" على قناة النيل للأخبار، أن أحزاب "شاس" و"يهدوت هتوراة" المرتبطة بـ"الصهيونية الدينية" تهدد بالانسحاب من الحكومة في حال شملت الصفقة إطلاق سراح قيادات فلسطينية بارزة؛ مثل مروان البرغوثي أو أحمد سعدات، مؤكدة أن هذا الانسحاب سيُفقد الحكومة أغلبيتها ويُعطل تمرير قرارات استراتيجية كالموازنة واستمرار الحرب. وأوضحت حداد أن نتنياهو يُراوغ بين ضغوط داخلية وخارجية، مشيرة إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت تراجعًا لحزب "الليكود" إلى 26 مقعدًا مقابل صعود حزب بيني غانتس إلى 22 مقعدًا، ما يدفعه لمحاولة تحقيق اختراق سياسي يحسّن شعبيته قبل انتخابات مبكرة محتملة في مارس 2025. وأكدت أن اليمين الإسرائيلي، وخاصة الوزراء المتطرفين، يرفضون أي صفقة لا تُحقق "نصرًا كاملاً" على حماس، بينما تمارس الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ضغوطًا متزايدة على إسرائيل للموافقة على هدنة مؤقتة. وبشأن تفاصيل التفاوض، قالت حداد إن محور "مراج" الواقع بين رفح وخان يونس يُعد العُقدة الأساسية؛ حيث تطالب إسرائيل بالاحتفاظ بشريط طوله 1.5 كيلومترا داخل غزة لدواعٍ "أمنية"، وهو ما ترفضه حماس بشدة، ما يُهدد بإفشال فكرة "المدينة الإنسانية" التي تسعى إسرائيل لإنشائها بتمويل يصل إلى 15 مليار دولار، مضيفة أن الخلاف لا يقتصر على الجغرافيا، بل يمتد إلى أسماء الأسرى الفلسطينيين المطروحة في الصفقة، حيث يُصر الجانب الفلسطيني على إدراج أسماء قيادات كبيرة، الأمر الذي ترفضه أحزاب اليمين الإسرائيلي وتعتبره "خطًا أحمر". وفي ختام مداخلتها، رجّحت حداد أن السيناريو الأقرب هو إبرام صفقة جزئية تشمل وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، مع انسحاب إسرائيلي تكتيكي من بعض مناطق غزة، مقابل إطلاق عدد من الرهائن الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين من غير "القيادات الكبيرة، محذرة من أن فشل التوصل إلى الصفقة قد يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد وربما تشكيل حكومة طوارئ إسرائيلية، خاصة في ظل هشاشة الوضع السياسي الداخلي وتنامي الضغوط من الشارع الإسرائيلي والولايات المتحدة على حد سواء. برنامج (المشهد) يذاع على شاشة النيل للأخبار.


نافذة على العالم
منذ 31 دقائق
- نافذة على العالم
إقتصاد : إندونيسيا تتفق مع أمريكا على إلغاء الحواجز غير الجمركية
الأربعاء 23 يوليو 2025 04:20 مساءً نافذة على العالم - مباشر- تعتزم إندونيسيا الالتزام بتغيير مجموعة من القواعد واللوائح بموجب اتفاقية تجارية جديدة مع إدارة دونالد ترامب، وفقًا لتفاصيل الاتفاقية التي تم إصدارها أمس الثلاثاء. أعلن الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي أنه توصل إلى اتفاق مع إندونيسيا، الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، والذي ستفرض بموجبه الولايات المتحدة رسوما جمركية بنسبة 19% على وارداتها، في حين لن تفرض إندونيسيا أي رسوم جمركية على معظم السلع الأمريكية. أصدر الجانبان "إطار عمل" مكتوبًا يوم الثلاثاء، والذي قال إنهما "سيتفاوضان في الأسابيع المقبلة ... ويضعان اللمسات الأخيرة على اتفاقية التجارة المتبادلة". هدد ترامب بزيادة رسومه الجمركية "المتبادلة" على شركائه التجاريين مجددًا في الأول من أغسطس/آب ما لم يتم التوصل إلى اتفاقات. ومن بين عشرات الدول التي تواجه زيادة في الرسوم، أبرمت واشنطن اتفاقيات محدودة مع المملكة المتحدة وفيتنام وإندونيسيا، واتفقت على تخفيف الرسوم الجمركية مع الصين. وبحسب البيان المشترك، ستوقف إندونيسيا بعض عمليات التفتيش على السلع الزراعية الأميركية الداخلة إلى البلاد. سيعمل الجانبان أيضًا على اعتراف إندونيسيا بالقواعد الأمريكية المتعلقة بسلامة السيارات والأدوية والمستحضرات الصيدلانية. وذكر البيان أن جاكرتا سترفع ضوابط التصدير عن السلع الصناعية والمعادن الأساسية المرسلة إلى الولايات المتحدة. وتمثل هذه الصفقة المرة الأولى التي ينجح فيها ترامب في دفع شريك تجاري إلى الالتزام بإسقاط سلسلة من الحواجز غير الجمركية المزعومة، وهو ما كان أحد الأهداف الرئيسية لتعريفاته الجمركية المتبادلة. كتب ترامب على موقع "تروث سوشيال": "هذه الصفقة فوزٌ كبيرٌ لصانعي السيارات، وشركات التكنولوجيا، وعمالنا، ومزارعينا، ومربي الماشية، ومصنعينا. شكرًا لكم على اهتمامكم بهذه المسألة. اجعلوا أمريكا عظيمةً مجددًا!". وفي منشور منفصل، أعلن ترامب أن الفلبين ، التي زار رئيسها فرديناند ماركوس البيت الأبيض يوم الثلاثاء، ستدفع تعريفة جمركية بنسبة 19 في المائة، انخفاضًا من 20% المقترحة. وجاء في الإطار المشترك بين إندونيسيا والولايات المتحدة أن الدولتين "ستأخذان علماً" بـ"الصفقات التجارية المقبلة" بين البلدين، بما في ذلك شراء إندونيسيا طائرات أميركية بقيمة 3.2 مليار دولار، إلى جانب منتجات زراعية بقيمة 4.5 مليار دولار، بما في ذلك فول الصويا والقمح والقطن، و15 مليار دولار من منتجات الطاقة. وقال الممثل التجاري لترامب جيميسون جرير إن الإطار الإندونيسي "يظهر أن أمريكا قادرة على الدفاع عن إنتاجها المحلي مع الحصول على وصول واسع إلى السوق مع شركائنا التجاريين". ويعد هذا الإطار هو الأول منذ أن أرسل ترامب رسائل إلى أكثر من 20 شريكا تجاريا قبل أسبوعين تحدد مستويات التعريفات الجمركية على صادراتهم إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق بحلول الأول من أغسطس/آب. وفي الرسالة إلى إندونيسيا، هدد ترامب بفرض ضريبة بنسبة 32 في المائة، وهي نفس نسبة التعريفة الجمركية المتبادلة التي تم الكشف عنها للدولة الواقعة في جنوب شرق البلاد في 2 أبريل. للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا ترشيحات فرنسا: على أوروبا الرد بشكل موحد على رسوم ترامب الجمركية وزير المالية الألماني: روسيا لن تعود لمجموعة السبع رهان بافيت يثير ارتفاعًا بأسهم شركات التداول اليابانية مخاطر النمو ببريطانيا تضع مستثمري السندات في حالة تأهب قصوى وزراء مالية مجموعة السبع يبحثون التجارة العالمية والنمو الاقتصادي تفاصيل حول المنشآت الرئيسية ببرنامج إيران النووي بعد الضربة الأمريكية دراسة: ارتفاع أسعار المواد الغذائية حول العالم بسبب تغيرات المناخ المستثمرون الصينيون يشترون الأسهم على أمل إنهاء حرب الأسعار


نافذة على العالم
منذ 31 دقائق
- نافذة على العالم
إقتصاد : أهم المعلومات عن اتفاق الرسوم الجمركية بين أمريكا واليابان
الأربعاء 23 يوليو 2025 04:20 مساءً نافذة على العالم - مباشر- أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا اليوم الأربعاء إبرام اتفاق تجاري يشمل فرض رسوم جمركية 15% على الواردات الأمريكية من طوكيو. وفيما يلي أبرز المعلومات المتوفرة حتى الآن: الاتفاق ذكر ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال أن الاتفاق سيشمل استثمارات يابانية بقيمة 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، وتعزيز الوصول إلى السوق اليابانية للسلع الأمريكية بما في ذلك السيارات والأرز وغيرها من المنتجات الزراعية. وقال إيشيبا إن السيارات اليابانية، التي تمثل أكثر من ربع إجمالي صادرات البلاد إلى الولايات المتحدة، ستخضع أيضا لرسوم جمركية 15%، انخفاضا من رسوم جمركية عقابية بلغت 25%. وستبقي اليابان على رسومها الجمركية الحالية على واردات المنتجات الزراعية الأمريكية. وقال إيشيبا إن البلاد تعتزم استيراد المزيد من الأرز من الولايات المتحدة، لكن ضمن الحصة الحالية المعفاة من الرسوم. واستثمار 550 مليار دولار هو الحد الأقصى لاستثمارات القروض والضمانات التي ستتيحها البنوك والوكالات الحكومية اليابانية لتعزيز الاستثمار المؤسسي الياباني في الولايات المتحدة. وتهدف "مبادرة اليابان للاستثمار في أمريكا" الجديدة إلى تعزيز الاستثمار في قطاعات الأمن الاقتصادي، بما في ذلك أشباه الموصلات والأدوية والصلب وبناء السفن والمعادن الحيوية والطاقة والسيارات وتقنيات الذكاء الاصطناعي. وقال كبير المفاوضين التجاريين لليابان ريوسي أكازاوا، الذي أمضى أكثر من ساعتين في الحديث مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إن الاتفاق لا يشمل الصلب والألومنيوم، الخاضعين لرسوم جمركية منفصلة 50%. الموعد النهائي للرسوم الجمركية زار أكازاوا الولايات المتحدة ثماني مرات منذ أبريل نيسان لإجراء محادثات تجارية مع مسؤولين أمريكيين، من بينهم وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك. وجاءت الزيارة الأخيرة قبل أيام من الموعد النهائي في الأول من أغسطس آب، حين أعلنت إدارة ترامب أنها ستفرض رسوما جمركية 25% على جميع الواردات اليابانية. والولايات المتحدة أكبر سوق للصادرات اليابانية. وتشير تقديرات خبراء اقتصاديين إلى أن رسوم ترامب الجمركية قد تخفض الناتج المحلي الإجمالي لليابان نقطة مئوية واحدة. تداعيات الانتخابات أفادت تقارير وسائل إعلام محلية بأن اتفاق الرسوم الجمركية جاء بعد ثلاثة أيام من خسارة إدارة إيشيبا أغلبيته في انتخابات مجلس المستشارين، مما أثار دعوات لاستقالته منها دعوات من داخل حزبه الليبرالي الديمقراطي الحاكم. وفي أعقاب الهزيمة الانتخابية، قال إيشيبا إنه سيظل في منصبه للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة ومعالجة المشاكل الاقتصادية التي تواجه اليابان. وذكرت صحيفة ماينيتشي اليوم أن إيشيبا يعتزم التنحي عن منصبه بحلول نهاية أغسطس آب. رد فعل السوق قادت أسهم شركات صناعة السيارات اليابانية المؤشر نيكي للارتفاع بأكثر من ثلاثة% في تعاملات ما بعد الظهر عقب إعلان الاتفاق. وقفزت أسهم تويوتا موتور 15 بالمئة، في حين ارتفع سهم هوندا موتور بأكثر من 11%. وتراجعت العقود الآجلة للسندات اليابانية القياسية لأجل 10 سنوات بنحو 0.92 ين إلى 137.68 ين، مسجلة بذلك أدنى مستوى منذ 28 مارس آذار.