logo
اكتشاف بروتينات في أحفورة وحيد قرن عمرها 24 مليون عام

اكتشاف بروتينات في أحفورة وحيد قرن عمرها 24 مليون عام

CNN عربية١٧-٠٧-٢٠٢٥
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تمكن العلماء من استخلاص بروتينات قديمة من سن متحجر لوحيد قرن، ما يشكل خطوة رائدة في دراسة الحياة القديمة على الأرض.
السن الذي يبلغ عمره 24 مليون سنة، والذي اكتشف في القطب الشمالي الكندي، يحتوي على بروتينات أقدم بعشر مرات من أقدم حمض نووي معروف حتى الآن. وباستخدام هذه العينة، تمكن العلماء من تحليل أقدم تسلسل بروتيني مفصّل تم تسجيله.
أوضح ريان سينكلير باتيرسون، وهو باحث ما بعد الدكتوراه في معهد غلوب بجامعة كوبنهاغن في الدنمارك، والذي قاد البحث في كندا: "مينا الأسنان صلبة للغاية لدرجة أنها تحمي هذه البروتينات على مدى فترات زمنية عميقة. إنها أشبه بخزنة مُحكمة. وما فعلناه هو أننا قمنا بفتح هذه الخزنة، على الأقل لهذه الأحفورة بالتحديد".
وقد غيّرت دراسة الحمض النووي القديم المحفوظ في العظام، والأحفوريات، والتربة علم الآثار بشكل جذري، حيث كشفت النقاب عن إمبراطوريات مفقودة، وعشائر غامضة، ومخلوقات من العصر الجليدي، وأنواع بشرية لم تكن معروفة من قبل.
تبشّر البروتينات القديمة بثورة مماثلة في دراسة الحفريات التي تعود إلى ملايين السنين والتي تقع خارج النطاق الزمني الذي يمكن فيه تحليل الحمض النووي القديم.
وقد نُشرت الدراسة في 9 يوليو تموز بدروية "Nature" العلمية، وتُظهر الإمكانات الهائلة لهذا المجال، المعروف باسم "علم البروتينات القديمة" (Paleoproteomics).
البروتينات، التي تتكون من سلاسل من الأحماض الأمينية، أكثر متانة من الحمض النووي، وهو جزيء هش يتحلل بسهولة نسبية. رغم أن البروتينات تحتوي على معلومات أقل تفصيلًا، إلا أنها يمكن أن تساعد في توضيح التاريخ التطوري للكائن، ونظامه الغذائي، وحتى في بعض الحالات، جنس الكائن الأحفوري.
وأوضح إنريكو كابيليني، وهو أستاذ في معهد غلوب بجامعة كوبنهاغن وأحد المشاركين في البحث الكندي، والذي كان من أوائل من طوروا طرقًا لاستخلاص البروتينات من الأحافير، أن "الخطوة التالية هي إثبات أن الأمر لا يقتصر على عينة واحدة أو مجرد ضربة حظ".
وأضاف: "من المحتمل أن هناك مجالًا بحثيًا ضخمًا يمكن استكشافه بشكل أعمق، وإذا واصلنا دفع الحدود... فقد نتمكن حتى من البدء في دراسة الديناصورات".
قام كابيليني وباترسون، بالتعاون مع زملاء من جامعة يورك والمتحف الكندي للطبيعة، باستخلاص تسلسلات من 7 بروتينات محفوظة داخل سن متحجرة لوحيد القرن.
ويتضمن تسلسل البروتينات القديمة تحديد ترتيب الأحماض الأمينية في العينة، وهي تقنية متقدمة تُستخدم لإعادة بناء العلاقات التطورية بين الكائنات.
من خلال مقارنة هذه التسلسلات مع تلك الخاصة بأقارب وحيد القرن المعاصرين والمنقرضين، تمكن العلماء من استنتاج معلومات مهمة حول تطور هذا الحيوان.
وقد أظهرت التحليلات أن هذا النوع الغامض من وحيد القرن انشق عن سلالة تضم وحيد القرن الحديث منذ ما يقرب بين 41 و25 مليون سنة.
وقال باترسون: "سجل الحفريات يكشف عن أشكال غريبة من أنواع وحيد القرن؛ هناك وحيد القرن الصوفي، وربما سمعتم عن وحيد القرن السيبيري.. صاحب القرن العملاق. ما تمكّنا من فعله هو مقارنة وحيد القرن الغامض هذا مع الأنواع الأخرى، ومعرفة موقعه في شجرة العائلة التطورية".
في دراسة منفصلة نُشرت أيضًا في دورية "Nature"، قام فريق بحثي آخر بتحليل حفريات من حوض توركانا في كينيا، وأظهرت النتائج أن الجزيئات الحيوية، بما في ذلك البروتينات، يمكن أن تبقى محفوظة لملايين السنين، حتى في البيئات المدارية الحارة ذات الظروف القاسية.
حللت الدراسة، التي أجراها باحثون من معهد صون المتاحف التابع لمؤسسة سميثسونيان وجامعة هارفارد، عشرة حفريات لثدييات، بما في ذلك أسلاف الفيلة، وأفراس النهر، ووحيد القرن المعاصرين. وتمكنوا من استخلاص بروتينات من 5 عينات، يعود تاريخها إلى ما بين 1.5 و18 مليون سنة.
وقد أكد ذلك إمكانية استخراج بروتينات ما قبل التاريخ حتى من البيئات المدارية، ما يفتح آفاقًا جديدة لفهم الروابط التطورية بين الثدييات القديمة ونظيراتها المعاصرة.
رغم أن المعلومات التي استُخلصت من البروتينات الكينية لم تكن بنفس مستوى التفاصيل التي تم الحصول عليها من الحفرية الكندية، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن وجود هذه البروتينات في أنسجة المينا ضمن واحدة من أكثر المناطق حرارة على كوكب الأرض يحمل أملًا كبيرًا في إمكانية العثور على بروتينات محفوظة في حفريات أقدم بكثير.
صرّح تيموثي كليند، العالم الفيزيائي في معهد صون المتاحف وأحد مؤلفي الدراسة، قائلاً: "لقد حققنا نجاحًا مثيرًا. عدنا بالزمن إلى نحو 18 مليون سنة. أعتقد أن العودة إلى فترات أبعد في التاريخ الحيوي ممكنة للغاية".
من جهته، لفت مارتن دانينس، الباحث في جامعة غينت في بلجيكا والمتخصص في علم البروتيوميات، إلى أن البحث المتعلق بالأحفورة الكندية كان "سليمًا ومثيرًا جدًا للاهتمام". ومع ذلك، أشار دانينس، الذي لم يشارك في أي من الدراستين، إلى أن المنهجية المستخدمة على الأحافير الكينية كانت معقدة وأقل خضوعًا للاختبار. واعتبر أن نتائج الباحثين أصعب في التفسير وتتطلب تقييمًا أكثر شمولًا.
وقال في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "البيانات متاحة للجمهور، لذا ينبغي أن تكون لدينا القدرة على التحقق من صحة ادعاءاتهم من خلال التحقق اليدوي، لكن هذا يحتاج إلى وقت".
من جانبه، قال إيفان سايتا، عالم الحفريات والباحث المشارك في متحف فيلد للتاريخ الطبيعي في شيكاغو، إن اكتشاف بروتينات محفوظة داخل أحافير في مناطق مدارية هو أمر "صادم"، مضيفًا أن النتائج بحاجة إلى تكرار للتأكد منها. وكان يُفترض سابقًا أن درجات الحرارة الباردة ضرورية لإبطاء تحلل البروتينات.
وأوضح: "إذا كانت هذه نتيجة حقيقية... فيجب أن يكون من السهل جدًا تكرارها. ينبغي أن نتمكن من زيارة مواقع الأحافير المختلفة حول العالم، والعثور على ببتيدات المينا (البروتينات)".
قال ماثيو كولينز، أستاذ علم البروتيوميات القديمة في جامعة كامبريدج البريطانية، إن الحصول على بروتينات من أحافير بهذا القدم سيكون بمثابة حلم يتحقق لعالم الحفريات، لافتًا إلى أنه يوافق على أن البحث المتعلق بالأحفورة الكندية أكثر إقناعًا. ولم يشارك كولينز، مثل سايتا، في البحث الجديد.
وأكدّ كولينز، الذي حاول سابقًا استخراج بروتينات من أحافير الديناصورات: "هذا أمر مذهل. لكن في الوقت ذاته تعرضت لخيبة أمل كثيرة خلال مسيرتي عندما ظننت أننا وجدنا بروتينات قديمة جدًا، واتضح أننا لم نفعل".
ولفت كابيليني وباترسون إلى أنه قد يكون من الممكن استخلاص معلومات مفيدة عن البروتين من أحافير الديناصورات في غضون عشر سنوات، رغم وجود أسئلة أخرى مثيرة للاهتمام ينبغي التحقيق فيها أولاً، مثل كيفية سيطرة الثدييات على كوكب الأرض بعد انقراض الديناصورات.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سباق مع الزمن لاستكشاف حطام حربية سفينة عمرها 300 عام
سباق مع الزمن لاستكشاف حطام حربية سفينة عمرها 300 عام

CNN عربية

timeمنذ يوم واحد

  • CNN عربية

سباق مع الزمن لاستكشاف حطام حربية سفينة عمرها 300 عام

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يواجه علماء الآثار سباقًا مع الزمن لاستكشاف حطام سفينة حربية إنجليزية غرقت خلال عاصفة شديدة قبل أكثر من 300 عام. السفينة، التي تحمل اسم "نورثمبرلاند"، كانت مزوّدة بـ70 مدفعًا. وبُنيت في مدينة برستل الإنجليزية في العام 1679، في إطار جهود تحويل البحرية البريطانية، بقيادة صامويل بيبس، من مؤسسة فاسدة إلى قوة لا يُستهان بها. تحطمت السفينة على ضفة رملية قبالة سواحل مقاطعة "كنت" جنوب شرق إنجلترا، خلال "العاصفة العظمى" التي ضربت البلاد في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1703، إلى جانب ثلاث سفن حربية أخرى، وهي "ريستورايشن"، و"ستيرلينغ كاسل"، و"ماري". وتشير الروايات التاريخية إلى أنّ نحو 250 فردًا من طاقم "نورثمبرلاند" لقوا حتفهم في الحادث. وتم اكتشاف بقايا السفينة لأول مرة في العام 1979، عندما علقت شباك أحد الصيادين بالحطام تحت الماء. ويؤكد الخبراء أنّ الحطام الذي يغطي مساحة واسعة من قاع البحر على عمق يتراوح بين 15 و20 مترًا، محفوظ بحالة جيدة بفضل الرمال والرواسب التي غطته لقرون عدّة. صور جديدة لسفينة "تيتانيك" تُظهر تلفًا كبيرًا في الحطام الأسطوري منذ اكتشافها، ظلّت سفينة "نورثمبرلاند" مغطاة جزئيًا بالرمال والرواسب، ما صعّب عملية استكشافها. لكن في صيف العام الماضي، انكشف نحو ثلثي السفينة، ما أتاح لعلماء الآثار فرصة استكشافها في أعماق البحر. وبحسب بيان صحفي صادر عن مؤسسة "Historic England" المعنية بالحفاظ على التراث، كشف المسح التفصيلي عن هيكل سفينة واسع النطاق، وعدد من المدافع الحديدية، والسيوف، والبنادق، وقدور نحاسية، إضافة إلى بعض الصناديق المغلقة التي لا تزال محتوياتها مجهولة. وتقول المؤسسة إن الوقت يداهم فرق البحث، إذ تشكّل الرمال المتحركة تهديدًا بإعادة دفن الحطام. كما أن التيّارات القوية والكائنات البحرية التي تنخر الخشب تُشكّل خطرًا إضافيًا، ما قد يؤدي إلى عدم استقرار الحطام وتسارُع وتيرة تدهوره. وقال هيفين مييرا، عالم الآثار البحرية في مؤسسة "هيستوريك إنغلاند" والمسؤول عن تكليف فريق المسح، لـCNN، أنّ الفريق يُخطّط لإجراء المزيد من المسوحات الجيوفيزيائية في الفترة المقبلة قبل اختفاء السفينة بين الرمال أو تدهورها نتيجة تعرّضها للأكسجين وعوامل بيئية أخرى. وأضاف: "تُعد حطام هذه السفن موردًا فريدًا، لأنها غرقت وفقدت في حادثة واحدة. وهي تُقدّم لمحة عن الحياة على متن السفينة الحربية، فكل شيء محفوظ كما هو، ما يتيح أمامنا فرصة كبيرة لفهم ما كان يجري خلال هذه المرحلة المثيرة من توسع البحرية". في وثائقي جديد من إعداد المؤرخ دان سنو لخدمة البث History Hit، تم تناول هذا الحطام البحري الذي أشار إليه في تقرير صحفي صادر عن هيئة Historic England، بأنه يمثل حلقة مفقودة بين سفينة ماري روز، السفينة الحربية التي أمر بتشييدها الملك هنري الثامن وغرقت في العام 1545، وHMS Victory، أقدم سفينة حربية ما تزال في الخدمة حتى اليوم. وخلص سنو إلى أن "نورثمبرلند هي الحلقة المفقودة (THE missing link). بُنيت تقريبًا في منتصف المسافة الزمنية بين ماري روز وHMS Victory، ويستطيع هذا الحطام أن يملأ فراغات حاسمة في المعرفة حول بناء السفن والحياة البحرية في تلك المرحلة المفصلية من تاريخنا. لدينا ماري روز، وهي بمثابة كبسولة زمنية من العهد التودوري، تضاف إليها كبسولة ستيوارت".

الأرض تدور بشكل أسرع هذا الصيف.. ماذا يعني ذلك؟
الأرض تدور بشكل أسرع هذا الصيف.. ماذا يعني ذلك؟

CNN عربية

timeمنذ يوم واحد

  • CNN عربية

الأرض تدور بشكل أسرع هذا الصيف.. ماذا يعني ذلك؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تدور الأرض بشكل أسرع هذا الصيف، ما يجعل الأيام أقصر قليلاً ويجذب انتباه العلماء والمسؤولين حول إعادة النظر بضبط الوقت. كان يوم الثلاثاء 22 يوليو/ تموز، ويوم 10 يوليو/ تموز من أقصر أيام السنة حتى الآن، حيث استغرقا مقدار 1.34 و1.36 ميلي ثانية أقل من 24 ساعة على التوالي، وفقًا لبيانات من الهيئة الدولية لدوران الأرض والنظم المرجعية والمرصد البحري للولايات المتحدة، التي جمعها موقع ومن المتوقع أن تأتي أيام أقصر بشكل استثنائي أيضًا، في يوم 5 أغسطس/ آب المقبل، حيث يُتوقع حاليًا أن يكون أقصر من 24 ساعة بمقدار 1.25 ميلي ثانية. ويقاس طول اليوم بالمدة التي تستغرقها الأرض لإكمال دورة كاملة حول محورها، أي 24 ساعة أو 86,400 ثانية في المتوسط. لكن في الواقع، كل دورة تكون غير منتظمة قليلًا بسبب مجموعة من العوامل، هي: الجاذبية القمرية، والتغيرات الموسمية في الغلاف الجوي، وتأثير لب الأرض السائل. نتيجة لذلك، تستغرق الدورة الكاملة عادةً وقتًا أقل أو أكثر بقليل من 86,400 ثانية، وهو فرق لا يتعدى أجزاء من الألف في الثانية، ولا يؤثر بشكل ملحوظ على الحياة اليومية. غير أنّ هذه الفروقات الطفيفة قد تؤثر على أجهزة الحاسوب والأقمار الصناعية والاتصالات على المدى الطويل، لهذا السبب تتم مراقبة حتى أصغر الانحرافات الزمنية باستخدام الساعات الذرية التي تم إدخالها لأول مرة في العام 1955. ويعتقد بعض الخبراء أن هذا قد يؤدي إلى سيناريو مشابه لمشكلة عام 2000 (Y2K)، التي هددت بشل الحضارة الحديثة. وتقوم الساعات الذرية بعدّ اهتزازات الذرات المحصورة في حجرة مفرغة داخل الساعة نفسها لحساب 24 ساعة بأعلى درجة من الدقة. ويُطلق على الوقت الناتج اسم "التوقيت العالمي المنسّق" ، وهو مبني على حوالي 450 ساعة ذرية ويُعد المعيار العالمي لضبط الوقت، وكذلك الوقت الذي تُضبط عليه هواتفنا وأجهزتنا الحاسوبية. ويراقب الفلكيون أيضًا دوران الأرض، باستخدام الأقمار الصناعية التي تتحقق من موقع الكوكب بالنسبة إلى النجوم الثابتة، ويمكنهم اكتشاف فروق دقيقة بين توقيت الساعات الذرية والوقت الذي تستغرقه الأرض فعليًا لإكمال دورة كاملة. وفي العام الماضي، في 5 يوليو/ تموز 2024، شهدت الأرض أقصر يوم تم تسجيله على الإطلاق منذ بداية استخدام الساعة الذرية قبل 65 عامًا، حيث كان أقصر بـ1.66 ميلي ثانية من 24 ساعة. وأوضح دنكان أغنيو، أستاذ الجيوفيزياء الفخري في معهد "سكريبس" لعلوم المحيطات، وباحث بالجيوفيزياء في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو: "لقد كنا على مسار نحو أيام أسرع قليلاً منذ العام 1972". وأضاف: "لكن هناك تقلبات. الأمر يشبه مراقبة سوق الأسهم فعلاً؛ هناك اتجاهات طويلة الأمد، ثم هناك صعود وهبوط". وفي العام 1972، وبعد عقود من الدوران البطيء نسبيًا، تراكم تأخير في دوران الأرض مقارنة بالوقت الذري إلى درجة أن خدمة دوران الأرض وأنظمة الإسناد الدولية قررت إضافة "ثانية كبيسة" إلى التوقيت العالمي المنسق. وهذا يشبه السنة الكبيسة، التي يضاف خلالها يوم إضافي إلى شهر فبراير/ شباط كل أربع سنوات لتعويض الفارق بين التقويم الغريغوري (التقويم الميلادي) والوقت الذي تستغرقه الأرض لإكمال دورة حول الشمس. منذ العام 1972، تمت إضافة ما مجموعه 27 ثانية كبيسة إلى التوقيت العالمي المنسق، لكن وتيرة الإضافة تباطأت تدريجيًا بسبب تسارع دوران الأرض؛ إذ أُضيفت 9 ثوانٍ كبيسة خلال السبعينيات، بينما لم تتم إضافة أي ثانية كبيسة جديدة منذ العام 2016. وفي العام 2022، صوّت المؤتمر العام للأوزان والمقاييس على إلغاء استخدام الثانية الكبيسة بحلول العام 2035، ما يعني أننا قد لا نشهد إضافة أخرى للساعات مجددًا. لكن، إذا استمرت الأرض في التسارع لبضع سنوات إضافية، وفقًا لأغنيو، فقد نحتاج في نهاية المطاف إلى إزالة ثانية واحدة من التوقيت العالمي المنسق. وقال أغنيو: "لم تحدث قط ثانية كبيسة سالبة،" وأضاف: "لكن احتمال حدوث واحدة بين الآن والعام 2035 يبلغ حوالي 40%". وشرح أغنيو أن التغيرات قصيرة الأمد في دوران الأرض تأتي من القمر والمد والجزر، حيث تجعلها تدور أبطأ عندما يكون القمر فوق خط الاستواء، وأسرع عندما يكون في ارتفاعات أعلى أو أدنى. ويتفاقم هذا التأثير بحقيقة أن الأرض تدور بشكل أسرع طبيعيًا خلال فصل الصيف نتيجة لتباطؤ الغلاف الجوي بسبب التغيرات الموسمية، مثل تحرك التيار النفاث شمالًا أو جنوبًا؛ وتقتضي قوانين الفيزياء أن يظل الزخم الزاوي الكلي للأرض وغلافها الجوي ثابتًا، لذا فإن السرعة الدورانية التي يفقدها الغلاف الجوي تلتقطها الأرض نفسها. وبشكل مشابه، فإن لب الأرض السائل كان يتباطأ خلال الخمسين عامًا الماضية، في حين كان اللب الصلب المحيط به يتسارع. ومن خلال النظر إلى مزيج هذه العوامل، يمكن للعلماء التنبؤ بإذا كان اليوم التالي سيكون قصيرًا بشكل خاص. من جهته، أشار يهودا ليفين، فيزيائي وزميل في المعهد الوطني للمعايير والتقنية في قسم الوقت والتردد:"هذه التقلّبات لها ارتباطات قصيرة المدى، ما يعني أنه إذا كانت الأرض تتسارع في يومٍ ما، فيحتمل أن تستمر بالتسارع في اليوم التالي أيضًا". وأضاف: "لكن هذا الارتباط يختفي كلما زادت الفترات الزمنية. وعندما تصل إلى عام، تصبح التنبؤات غير مؤكدة إلى حد كبير. في الواقع، فإن خدمة دوران الأرض وأنظمة الإسناد الدولية لا تتنبأ لما هو أبعد من عام واحد". وفيما لا يُحدث يوم قصير واحد فرقًا كبيرًا، لفت ليفين إلى أن الاتجاه الأخير نحو قِصَر الأيام يزيد من احتمال حدوث "ثانية كبيسة سالبة". وأوضح أنه "عندما تم تعريف نظام الثانية الكبيسة في العام 1972، لم يتوقّع أحد حقًا أنّ تحدث ثانية سالبة يومًا ما". وأضاف: "لقد أُدرجت فقط في المعيار من باب الاكتمال. كان الجميع يفترض أن الحاجة ستكون فقط لثوانٍ كبيسة موجبة، لكن الآن مع قِصَر الأيام، أصبحت (الثواني الكبيسة السالبة) مهددة بالحدوث". ويثير احتمال حدوث ثانية كبيسة سالبة القلق، لأنّ هناك مشاكل لا تزال قائمة مع الثواني الكبيسة الموجبة حتى بعد مرور 50 عامًا، بحسب ما شرح ليفين. وقال: "لا تزال هناك جهات تطبقها بشكل خاطئ، أو في الوقت الخطأ، أو بالقيمة الخاطئة، وما إلى ذلك. ورغم أن الثانية الكبيسة الموجبة تم تطبيقها مرارًا وتكرارًا، فهناك قلق أكبر بكثير من الثانية الكبيسة السالبة، لأنها لم تُختبر أبدًا، ولم يُجرَّب تنفيذها من قبل". وبما أنّ العديد من الأنظمة التقنية الأساسية تعتمد على الساعات والوقت لتعمل، مثل الاتصالات، والمعاملات المالية، وشبكات الكهرباء، والأقمار الصناعية الخاصة بأنظمة تحديد المواقع العالمية "GPS"، على سبيل المثال، فإن قدوم الثانية الكبيسة السالبة، بحسب ليفين، يشبه إلى حد ما مشكلة العام 2000، أي اللحظة التي كان يعتقد فيها العالم مع مطلع القرن الماضي أن كارثة وشيكة قد تحدث لأن الحواسيب ربما لن تتمكن من التعامل مع تغيير التاريخ من "99" إلى "00". تغيّر المناخ يعد أيضًا، عاملاً مساهمًا في مسألة الثانية الكبيسة، لكن بطريقة مفاجئة. ورغم أن الاحتباس الحراري تسبب بآثار سلبية كبيرة على الأرض، إلا أنه، عندما يتعلق الأمر بقياس الوقت، قد ساعد على موازنة القوى التي تسرّع من دوران الأرض. وتشرح دراسة نُشرت العام الماضي، من قبل أغنيو في الدورية العلمية "Nature" كيف أن ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند ينتشر عبر المحيطات، ما يؤدي إلى إبطاء دوران الأرض. وقال أغنيو: "لو لم يذب ذلك الجليد، ولو لم يكن لدينا احتباس حراري، لكنا بالفعل نعيش ثانية كبيسة سالبة، أو على وشك حدوثها". وبحسب وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، فإن مياه الذوبان من الصفائح الجليدية في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية مسؤولة عن ثلث ارتفاع مستوى سطح البحر عالميًا منذ العام 1993. ولا يؤدي التغير بكتلة الجليد الذائب فقط إلى تغييرات في سرعة دوران الأرض، بل أيضًا في محور دورانها، وفقًا لأبحاث قادها بينيديكت سوجا، أستاذ مساعد بقسم الهندسة المدنية والبيئية والجوماتيكية في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا بزيورخ، سويسرا. وإذا استمر الاحترار العالمي، فقد يصبح تأثيره السائد. وقال سوجا: "بحلول نهاية هذا القرن، وفي سيناريو متشائم (حيث يواصل البشر إصدار المزيد من غازات الاحتباس الحراري)، قد يتجاوز تأثير التغير المناخي تأثير القمر، الذي كان العامل الرئيسي في دوران الأرض طوال مليارات السنين الماضية". راهنا، فإن توفّر وقت إضافي للاستعداد للتحرك يُعد أمرًا مفيدًا، نظرًا لعدم اليقين المحيط بالتنبؤات طويلة الأمد لسلوك دوران الأرض. وأضاف سوجا: "أعتقد أن (تسارع الدوران) لا يزال ضمن الحدود المعقولة، لذا قد يكون مجرد تذبذب طبيعي". وتابع: "ربما خلال بضع سنوات، سنشهد مجددًا وضعًا مختلفًا، وعلى المدى الطويل، قد نرى الكوكب يتباطأ مرة أخرى. هذا مجرد حدس، لكن لا أحد يعلم على وجه اليقين".

"انطلاق تسونامي دون سابق إنذر".. ما صحة الفيديو الرائج؟
"انطلاق تسونامي دون سابق إنذر".. ما صحة الفيديو الرائج؟

CNN عربية

timeمنذ 2 أيام

  • CNN عربية

"انطلاق تسونامي دون سابق إنذر".. ما صحة الفيديو الرائج؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تناقلت حسابات مقطع فيديو عبر الشبكات الاجتماعية، تزامنًا مع أمواج مد عاتية (تسونامي) طالت دولاً في المحيط الهادىء، الأربعاء، جراء زلزال بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر. ‏وحصد الفيديو مئات الآلاف من المشاهدات عبر مختلف المنصات الاجتماعية، مصحوبًا بوصف يقول: "موجة تسونامي تنطلق في ثواني وبدون سابق إنذار". وأظهر تحقق CNN بالعربية أن الفيديو قديم، ويعود إلى تسونامي نادر كان قد ضرب غرينلاند في 17 يونيو/حزيران 2017. في وقت لاحق، ظهرت نسخة منشورة من الفيديو في 8 سبتمبر/أيلول 2017، حيث وثقت اللحظات الأخيرة قبل اندفاع موجات مد مرتفعة وفرار صيادين. وكان الوصف المرافق له يقول: "تسونامي نوغااتسياك"، في إشارة إلى قرية صغيرة لصيد الأسماك بنطاق مضيق كارات في شمالي غرب غرينلاند. وتتألف النسخة المتداولة من 37 ثانية جرى اقتطاعها فقط من الفيديو الأصلي ومدته دقيقة و37 ثانية.آنذاك، تسبب زلزال نادر بقوة 4.1 درجة ريختر في حدوث موجة تسونامي في نوغااتسياك، مما أسفر عن أضرار جسيمة في الممتلكات وإصابة 4 أشخاص في قرية الصيد. في وقت مبكر من صباح الأربعاء، أصدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية تحذيرات من تسونامي بعد زلزال بقوة 8.8 درجات وقع قبالة الساحل الشرقي لروسيا. وطالت الأمواج سواحل الولايات المتحدة، بما في ذلك هاواي وكاليفورنيا وأوريغون وواشنطن وألاسكا. وضربت أولاها روسيا واليابان، حيث تم إجلاء ما يقرب من مليوني شخص.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store