logo
بعد تعيينه قائدا للجيش اللبناني، من هو العماد رودولف هيكل؟

بعد تعيينه قائدا للجيش اللبناني، من هو العماد رودولف هيكل؟

شفق نيوز١٥-٠٣-٢٠٢٥

أعلن مجلس الوزراء اللبناني برئاسة نواف سلام، الخميس، تعيين العماد رودولف هيكل قائدا جديدا للجيش، خلفا للعماد جوزيف عون الذي تولى منصب رئيس الجمهورية في يناير/ كانون الثاني الماضي.
يذكر أن رتبة العماد هي رتبة عسكرية رفيعة معتمدة في كل من الجيش اللبناني والسوري، وهي تعادل رتبة فريق في بعض الجيوش العربية الأخرى مثل مصر والعراق.
وعقب جلسة في القصر الرئاسي، أعلن وزير الاعلام اللبناني بول مرقص، قرارات مجلس الوزراء، ومنها تعيين هيكل قائدا للجيش، وتعيين مدراء عامين جدد لأجهزة الأمن العام والأمن الداخلي وأمن الدولة.
وأكد مرقص أن تعيينات قائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية استندت إلى الخبرات والكفاءة، بهدف ضمان استقرار المؤسسة العسكرية والأمنية في البلاد.
من هو رودولف هيكل؟
ولد رودولف هيكل في عام 1969 في العاصمة بيروت، وهو من أسرة مسيحية مارونية تنحدر من قرية "عقتنيت" في قضاء صيدا جنوب لبنان.
وجرى العرف، منذ اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، أن يكون منصب قائد الجيش – وكذلك رئيس الجمهورية - من نصيب أبناء الطائفة المسيحية المارونية.
يعد هيكل القائد رقم 15 للمؤسسة العسكرية اللبنانية.
حصل على شهادة البكالوريا اللبنانية، ثم إجازة جامعية في العلوم العسكرية، كما حصل على دبلومة تنفيذية في الدراسات العسكرية والاستراتيجية، ويجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية، فضلا عن لغته الأم العربية. وهو متزوج وله ولدان.
تطوع هيكل في الجيش اللبناني بصفة تلميذ ضابط، والتحق بالكلية الحربية اعتباراً من عام 1990.
تدرج في الرتب العسكرية بدءا من ملازم عام 1994 وصولا إلى رتبة عميد ركن عام 2018، ورقي إلى رتبة العماد وتولى قيادة الجيش، في 13 من مارس/ آذار من العام الجاري 2025.
أثناء تدرجه في المناصب العسكرية، تولى هيكل قيادة اللواء الأول في الجيش اللبناني، كما تولى قيادة منطقة جنوبي الليطاني، حيث يعزز الجيش انتشاره منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف النار بين حزب الله وإسرائيل في 27 تشرين الثاني/نوفمبر. وقبل توليه قيادة الجيش مباشرة، كان هيكل يشغل منصب مدير العمليات في الجيش اللبناني.
ويعد هيكل، المقرب من جوزيف عون الذي كان قائدا للجيش قبل انتخابه رئيسا للجمهورية، من القادة العسكريين الأكثر اطلاعا على الوضع الميداني في جنوب لبنان والمنطقة الحدودية مع إسرائيل، استنادا إلى مسؤولياته السابقة.
بعد انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للبنان، برز اسم رودولف هيكل كأحد أبرز المرشحين لتولي منصب قائد الجيش، نظرا لخبرته العسكرية الواسعة وكفاءته.
وأفادت تقارير صحفية بأنه تم الاتفاق على اسم العماد رودولف هيكل كمرشح لقيادة الجيش، خلال أول جلسة لمجلس الوزراء اللبناني الجديد، برئاسة نواف سلام، في 6 مارس/ آذار الجاري، على أن يعلن ذلك مع بقية المناصب الأمنية، وهو ما جرى بالفعل.
تلقى العماد هيكل العديد من الدورات العسكرية في داخل لبنان وخارجه، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا.
تولى العماد هيكل قيادة قطاع جنوب الليطاني لفترة تجاوزت ثلاث سنوات، حيث لعب دورا محوريا في تنسيق العمليات العسكرية بين الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل"، لضمان الأمن والاستقرار في الجنوب.
ومن أبرز التحديات التي تواجه هيكل، بعد توليه منصبه الجديد، الحفاظ على استقرار المؤسسة العسكرية في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان، ومتابعة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التصعيد في غزة يعكس فشل الاحتلال واستمرار المقاومة
التصعيد في غزة يعكس فشل الاحتلال واستمرار المقاومة

اذاعة طهران العربية

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • اذاعة طهران العربية

التصعيد في غزة يعكس فشل الاحتلال واستمرار المقاومة

في مقابلة مع إذاعة طهران العربية خلال برنامج "فلسطين اليوم" ، أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية من لبنان، وليد محمد علي، أن "محاولات الاحتلال، ومن يدعمه لإخضاع غزة لم تحقق أي نجاح، حيث لم تتمكن الحكومة الإسرائيلية من إحداث أي خرق في صمود الشعب الفلسطيني، والمقاومة لا تزال مستمرة. وقد شهدنا اليوم عملية بطولية اعترف العدو بخسائره فيها." وأشار وليد إلى أن التصريحات الإسرائيلية حول توسيع العمليات العسكرية تعكس عدم رغبة الاحتلال في الاعتراف بفشله في إخضاع غزة، وأكد أن "كل محاولاته السابقة، بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا، لم تحقق أي إنجاز. وفيما يتعلق باستدعاء الاحتياط، اكد الخبير أن ذلك يعكس استمرار الأزمة داخل الجيش الإسرائيلي، حيث يرفض العديد من الجنود الاحتياطيين الاستجابة لهذا الاستدعاء، مما يدل على حالة الإحباط السائدة. كما أضاف: "حتى الجنود النظاميون يعانون من خسائر كبيرة، وهذا يؤثر على معنوياتهم." وعن تأثير المزيد من الاستدعاءات على الوضع العسكري، قال الدكتور وليد: "لا أعتقد أن المزيد من الاستدعاءات سيؤدي إلى نتائج إيجابية، بل سيزيد من تفاقم الأزمات داخل الجيش. هناك الكثير من القادة العسكريين الذين يرفضون هذه المعركة ويدعون لوقفها، مما يعكس انقسامًا داخل المؤسسة العسكرية." وأشار وليد إلى أن الأحداث الحالية تشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواجه تحديات كبيرة، حيث لم يحقق الدعم الأمريكي له الأمن أو الاستقرار، ودعا الاحتلال إلى الاعتراف بأن وجوده في المنطقة لم يعد ممكناً، وأنه يجب أن يبدأ في التفكير في إنهاء الاحتلال.

حزب الله في ظلال 'الريبة'!وليد عبد الحي
حزب الله في ظلال 'الريبة'!وليد عبد الحي

ساحة التحرير

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • ساحة التحرير

حزب الله في ظلال 'الريبة'!وليد عبد الحي

حزب الله في ظلال 'الريبة'! وليد عبد الحي رغم مرور قرابة 40 سنة على نشوء حزب الله كتنظيم سياسي ديني مسلح، ورغم أن مساره الكفاحي عرف منحنيات متوالية ، لكن مساره العام كان يشير الى تطور في قدراته واتساع في تأثيره المحلي والاقليمي، وقارع اسرائيل بفعالية لا ينكرها الا التعصب او الخوف على 'المكاسب'، وكل ذلك دفع اسرائيل والقوى الغربية بخاصة الولايات المتحدة وقوى عربية الى جعله هدفا استراتيجيا مُلِحاً لها ، والتنسيق المتتالي بين هذه الاطراف لتحطيمه. ويبدو لي أن الحزب امتطى صهوة 'الثقة الذاتية المفرطة ' وتعالى على لؤم خصومه الى حد وصل احيانا الى مستوى الاستهانة ، بل ظن ان خصومه استسلموا لفكرة استعصاء القضاء عليه بالمواجهة المباشرة ، ولم يدرك ان لكل صراع ميادين مضاءة وأخرى يلفها الظلام الدامس، وتحاك فيها الخطط المستعينة بكل ما يتوفر من ذكاء بشري وآخر اصطناعي، وهو ما واجهه الحزب خلال الشهور الاخيرة من عام 2024، حيث اصيب بنكسة كبيرة للغاية بمقتل عدد من صفه الاول ثم بتفجيرات البيجرز التي مست عددا كبيرا من كوادره في مختلف المستويات، الى جانب الحرب النفسية عليه وعلى جمهوره والتي امتصت قدرا غير قليل من صورته التقليدية في ذهن انصاره. ما حدث للحزب يكشف دون مواربة عن : أ‌- خرق بشري لا يمكن انكاره سواء في صفقات البيجرز او في التعقب لتحركات قادته ب‌- خرق تقني جعل قياداته وافراده في متناول خصومه. ت‌- تزايد ثقة خصومه بشكل جعلهم يبتزونه دون مواربة بضغط سياسي واعلامي وعسكري يطارده في كل مكان. ث‌- تغير الوضع السياسي في سوريا ، والتثاؤب العراقي خلال الشهور الماضية سواء من الحكومة او الحشد اوالتيار الصدري ، الى جانب وصول ترامب للسلطة والرغبة الايرانية في لجم احتمالات التصاعد في المواجهة ولعل عددا من المؤشرات الميدانية تشير بشكل قاطع الى ان الحزب 'شهد انقلابا' داخليا تجلى في توجهات جديدة تشبه تماما ' سياسات انور السادات تجاه إرث عبد الناصر'، حيث قام بما وصفه الاخوة المصريون بسخريتهم المعهودة ' بالسير على خط عبد الناصر ممسكا بممحاة'. فالقيادة الانقلابية الجديدة ورغم شعار 'انا على العهد' ، وشعار 'الا تحلموا بنزع سلاح المقاومة ' تخلت عن استراتيجية الحزب الكبرى ،وهو ما يتضح في المؤشرات التالية:: أ‌- تعهدت القيادة الاولى –نصر الله- بعدم وقف القتال إلا بعد وقفه في غزة ، فسارعت القيادة الجديدة لوقف اطلاق النار بل كانت اسرع من اسرائيل ومن الحكومة اللبنانية في التلميح لهذا الموقف الذي تم تنفيذه وحتى دون تفاوض جدي ورزين . ب‌- الموافقة على تمرير 'تعيين الرئيس عون ورئيس الحكومة سلام' رغم أنهما ' من انتاج المشاورات الأمريكية الخليجية ' ومواقفهما من الصراع العربي الاسرائيلي لا لبس فيها، بينما كان الاعتراض على غيرهما لانهم من انتاج واقتراح نفس القوى، فلماذا تم القبول الجديد؟ ببساطة لانه يتسق مع استراتيجية النهج الانقلابي الجديد . ت‌- تزايدت في بيانات الحزب اللاحقة للانقلاب عبارة ' هذا من صلاحيات الدولة او الحكومة اللبنانية' بخاصة في موضوعات الخروق الاسرائيلية التي لم تنقطع ، وهو ما يعني ان الحزب بعبارته هذه يعلن ' تحلله من أي التزام عملي بالرد على اسرائيل'. ث‌- الانسحاب التام من الجنوب وترك كل المرافق العسكرية ليدمرها الجيش الاسرائيلي او ليستخرج الجيش اللبناني ما فيها، رغم ان القيادة الأولى كانت تسخر من طلب الانسحاب من الجنوب ، بل واشارت الى ان انسحاب نهر الليطاني الى الشمال ايسر من انسحاب الحزب . ج‌- عدم الرد او حتى التهديد بالرد على الملاحقات الاسرائيلية لقياداتهم ومرافقهم مرارا وتكرارا بل وفي قلب الضاحية الجنوبية لا في الجنوب فقط ، مما حول شعار 'لقد اعذر من أنذر' الى لقد اعتذر من أنذر. ح‌- انضمام الحزب في بياناته الاخيرة وبشكل مكرر ومتواصل الى 'قطيع الادانة والشجب العربي' للتصرفات الاسرائيلية، وغاب الرد الفعلي بل وغاب التهديد بالرد، ومعلوم ان قيادة الحزب الاولى كانت من اشد الناقدين لهذه المواقف الهادفه فقط 'لرفع العتب'. خ‌- بمتابعتي الحثيثة لطبيعة الاخبار التي تبثها قناة المنار ، يمكن تلمس تغيرا مدروسا في طبيعة الرسالة الاعلامية ، فقد تحولت من المضمون الصراعي التحريضي المباشر ضد العدوان الاسرائيلي الى المضمون الوعظي والعقلانية الملتبسة. د‌- يلاحظ ان تغطية قناة المنار او بيانات الحزب حول عمليات انصار الله اليمنيين تعكس خجلا متواريا ، فالفعل اليمني فيه 'احراج غير مباشر' للحزب بخاصة في رؤية انصار كل من الحزبين' إذ ان استمرار انصار الله في عملياتهم اعاد ترتيب قائمة محور المقاومة بقدر يكاد يغيب فيه حزب الله تماما عن القائمة. فإذا افترضنا ان هذا النهج الجديد سيستمر ، فان التصالح مع خصوم الحزب في كل الدروب قادم ، وان التحول الى ' حزب مدني للرعاية الاجتماعية والخيرية ' قادم ، وسيتم تخطيط الحدود الاسرائيلية اللبنانية وكأن الحزب غير موجود…قطعا كل هذا في حضرة 'ربما'. ‎2025-‎05-‎06

تحذيرٌ لحماس في لبنان: هل يكون الخطوة الأولى نحو طرح مسألة السلاح الفلسطيني في البلاد؟
تحذيرٌ لحماس في لبنان: هل يكون الخطوة الأولى نحو طرح مسألة السلاح الفلسطيني في البلاد؟

شفق نيوز

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

تحذيرٌ لحماس في لبنان: هل يكون الخطوة الأولى نحو طرح مسألة السلاح الفلسطيني في البلاد؟

في الوقت الذي يسيطر فيه موضوع سلاح حزب الله على الخطاب السياسي والإعلامي في لبنان، يتحرك ملف آخر بشكل كبير وربما أيضاً بسرعة كبيرة، وهو ملف السلاح الفلسطيني في لبنان، وبشكل خاص خارج المخيمات. صحيح أنّ لكلٍّ من الملفين خصوصية وسياقاً مختلفين، لكنهما أيضاً مرتبطان بشكل كبير، ليس فقط من حيث الغاية المُعلنة لهذا السلاح، وهي محاربة إسرائيل، بل كذلك فيما يتعلق بتأثرّهما بمتغيرات الوضعَين المحلي والإقليمي. وفي هذا الإطار، برز تحذير المجلس الأعلى للدفاع اللبناني، يوم الجمعة، لحركة حماس الفلسطينية. وقد حذّر المجلس حماس من "استخدام الأراضي اللبنانية للقيام بأي أعمال تمسّ بالأمن القومي اللبناني، إذ ستُتخذ أقصى التدابير والإجراءات اللازمة لوضع حدّ نهائي لأي عمل ينتهك السيادة اللبنانية". وقد اعتُبر ذلك بمثابة إعلان عن تغيّر في المقاربة الرسمية لوضع الحركة في لبنان. وجاء هذا التحذير بعد معلومات صحفية عن أن تحقيقات أظهرت ضلوع عناصر في حماس بعمليتي إطلاق صواريخ من جنوبي لبنان باتجاه إسرائيل في 22 و 28 مارس/آذار 2025، وما سُرّب عن عدم تسليم الحركة لمطلوبين آخرين في الملف نفسه. وهو الأمر الذي أعقبه تسليم الحركة لمطلوب للجيش اللبناني يوم الأحد الماضي. ويُذكر أن حركة حماس كانت قد شاركت في ما سُمّي بـ "جبهة الإسناد" التي فتحها حزب الله من جنوبي لبنان ضد إسرائيل "دعماً لغزة"، وذلك بعد يوم واحد من الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. "ما يحدث هو من نتائج الحرب بين حزب الله وإسرائيل وما انتهت إليه"، هذا ما قاله الصحفي والكاتب الفلسطيني صقر أبو فخر. "من قبلُ، كان الحديث عن السلاح الفلسطيني في لبنان يُذكر بشكل عام، لكن المسألة اليوم تبدو جدية"، يضيف أبو فخر الذي لا يستبعد أن تكون حادِثة إطلاق الصواريخ وما ترتّب عليها، حدثاً فاصلاً في هذا الإطار. وتشدد السلطات اللبنانية على التزامها الكامل بتطبيق القرار الأممي رقم 1701، وبحصرية السلاح بيد الدولة. حماس في لبنان وكان الجيش اللبناني قد تسلّم قبل أشهر، نتيجة لاتصالات، آخر المراكز العسكرية والأنفاق التابعة للتنظيم الفلسطيني "الجبهة الشعبية – القيادة العامة"، في منطقة الناعمة والدامور. وفي الوقت الذي يُعتبر فيه إبعاد إسرائيل لقياديين في حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى منطقة "مرج الزهور" الحدودية في لبنان في عام 1992، بمثابة بداية وجود حماس في البلاد، فإنه يصعب تحديد تاريخ معين لبدء تنظيم الحركة نفسها عسكرياً داخله. غير أنها تمكنت مع الوقت من تنظيم نفسها في لبنان مستفيدة من علاقات لها مع أطراف متعددة. وقد تكون أبرز تلك الأطراف هي الجماعة الإسلامية التي تربطها بحماس علاقات عضوية وعقائدية، على اعتبار أنهما مرتبطتان بحركة الإخوان المسلمين. وأقامت حركة حماس كذلك علاقات متينة مع حزب الله، بالرغم من تبدّل شكل العلاقة بين الطرفين بحسب المراحل السياسية الإقليمية. لكنها ظهرت بشكل واضح وقوي من خلال عمليات إطلاق الصواريخ التي قامت بها حماس من جنوبي لبنان أثناء الحرب الأخيرة. وكانت إسرائيل قد اغتالت في تلك الحرب وبعدها قادة وعناصر من حماس في لبنان، أبرزهم صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي قُتل بغارة على مكتبه في الضاحية الجنوبية لبيروت في يناير/كانون الثاني 2024. لكن السؤال الذي يُطرح في لبنان حالياً هو عما إذا كان هناك أي توجّه للبتّ بملف السلاح داخل المخيمات الفلسطينية، وهي القضية الإشكالية في البلاد منذ عقود. Reuters في لبنان 12 مخيّماً فلسطينياً، معظمها يضم فصائل فلسطينية مسلحة تتوزع بين الفصائل التقليدية، مثل فتح وتلك المنضوية تحت منظمة التحرير الفلسطينية، ومنها جماعات إسلامية كحماس والجهاد. كما أن هناك منظمات داخل المخيمات توصف بالمتطرفة دينياً، كعُصبة الأنصار، وجند الشام. وتتكرر في عدد من المخيمات، وبشكل أساسي مخيّم عين الحلوة في جنوبي البلاد، اشتباكات عنيفة بين مناصري فصائل متعددة. ولا تتمركز القوى الأمنية اللبنانية داخل المخيمات الفلسطينية، مع اقتصار دورها على إقامة حواجز أمنية على مداخلها فقط. ويُعتقد أن ملف سحب السلاح من المخيمات ودخول الجيش اللبناني إليها سيكون أساسياً في زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى لبنان في الـ 21 من شهر مايو/أيار الحالي. ويُتوقع أن يكرر عباس الموقف الذي صدر عن منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، فيما سُمّي بـ "إعلان فلسطين في لبنان" في يناير/كانون الثاني عام 2008. وقد نصّ أحد بنود الإعلان: "السلاح الفلسطيني في لبنان، ينبغي أن يخضع لسيادة الدولة اللبنانية وقوانينها، وفقاً لمقتضيات الأمن الوطني اللبناني، الذي تعرفه وترعاه السلطات الشرعية. وفي هذا السبيل نعلن استعدادنا الكامل والفوري للتفاهم مع الحكومة اللبنانية، على قاعدة أن أمن الانسان الفلسطيني في لبنان هو جزء من أمن المواطن اللبناني". من جانبها، أعلنت حركة حماس قبل أيام على لسان المتحدث باسمها في لبنان، جهاد طه، في تصريح لصحيفة النهار اللبنانية، أن "المسألة برمّتها ليست جديدة، والنقاش حولها قديم ومستفيض، وقد اتخذ أشكالاً شتى، وسبق لكل الجهات الفلسطينية المعنية من فصائل وقوى أن أكدت مراراً على أنها منفتحة على البحث والتحاور حول هذا الموضوع". وأضاف: "المسار الأفضل والأنجع لمناقشة كل القضايا التي تتصل بالوجود الفلسطيني في لبنان يتعيّن أن يكون في حوار لبناني- فلسطيني، شريطة ألّا يقتصر البحث فيه على الجوانب الأمنية والعسكرية، بل أن يتسع ليشمل الملفات السياسية والاجتماعية والقانونية للاجئين في لبنان". وفي الوقت الذي لا يُعرف بعدُ شكل الآلية التي قد تُعتمد لفتح أي حوار بشأن موضوع السلاح، فإن الإطار الذي يضم مختلف الفصائل الفلسطينية في البلاد هو "هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان" التي تأسست عام 2018، بمبادرة من رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، بهدف تحييد الساحة اللبنانية عن الخلافات الفلسطينية. لكن الهيئة لم تفلح في تحقيق الكثير، لا سيما على الصعيد الأمني، كما أن الانقسام الداخلي الفلسطيني قد يكون تعمّق أكثر في الفترة الأخيرة. ويُقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو190 ألفاً، وهم محرومون من حقوق بدهية كحق العمل في مهن معينة والتملّك وغيرهما، ويعيشون في ظل ظروف معيشية واجتماعية قاسية جداً. وهي مسألة غالباً ما تُثار في الحوارات اللبنانية - الفلسطينية، دون أن تُترجم إلى تغيير حقيقي في ظروف عيش لاجئين يعود وجود بعضهم في لبنان إلى قيام دولة إسرائيل عام 1948، أو ما يُعرف بالنكبة، التي أسفرت عن تهجيرهم من فلسطين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store