logo
لبنان على شفير السقوط... وخسر "اللحظة" من الاستثمارات العربية لصالح سوريا!

لبنان على شفير السقوط... وخسر "اللحظة" من الاستثمارات العربية لصالح سوريا!

في هذا الإطار، يرى الكاتب والمحلل الاقتصادي والسياسي عماد الشدياق في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن ما كتبه الإعلامي السعودي داوود الشريان يحمل دلالات سياسية ويعبّر عن وجهة نظر المملكة العربية السعودية وقيادتها، لأن هناك غالبًا توجهًا واحدًا ولا أحد يتحدث أكثر من لغة.
ويتوقف عند كلام الإعلامي الشريان حول خسارة لبنان للاستثمارات، معتبرًا أنه كلام دقيق إلى حد بعيد جدًا، لأن لبنان لم يظهر أي التزام بكل ما قُطع من وعود للمجتمع الدولي وللأشقاء العرب، وعلى رأسهم السعودية، لا سيّما أن السعودية كانت من عرّابي وصول الرئيس جوزاف عون إلى سدّة الرئاسة، وكان من المفترض أن يكمل المسار باتجاه الإصلاح، ولكن اصطدم اللبنانيون بصخرة صلبة اسمها: "رفض حزب الله تسليم السلاح".
كل المواضيع الإصلاحية التي تعهّد بها لبنان، وموضوع العلاقات مع سوريا، كلها مواضيع مؤجلة لأن العنوان الرئيسي هو موضوع سلاح الحزب، فإذا رُفض تسليم السلاح فإن كل الإصلاحات لا معنى لها، لأن المجتمع الدولي ينظر إلينا كدولة يسيطر عليها الحزب، وإذا لم تسقط السيطرة فلا معنى لأي حديث.
ولكن يُنبّه إلى أمر هام في موضوع الاستثمارات التي أُعلن عنها في سوريا، والتي يجد أن عليها علامات استفهام، لأنه أُعلن عن استثمارات بأرقام كبيرة جدًا تصل إلى 6 مليارات دولار، في المقابل لا نلمس جداول زمنية أو خططًا للتنفيذ، بل مجرد خطط للاستثمارات تشبه إلى حد بعيد الاستثمارات التي وقعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عهده الأول ولم نرِ منها شيئًا. إلا أن ذلك لا يعني أن السعوديين يكذبون على السعوديين، بل لديهم نية مع الدول العربية والمجتمع الدولي بالانفتاح على سوريا، لكنه مرهون أيضًا بالوضع السياسي في الداخل السوري.
ويؤكد أن لبنان خسر اللحظة، وحتى ينفذ الإصلاح، ولكي يكون على خارطة الاهتمامات العربية والدولية إلى جانب سوريا، فقد أصبح متأخرًا في السباق، وأصبحت سوريا في المقدمة، لا بل إن لبنان يتراجع أكثر فيما سوريا تتقدم أكثر، وهنا يكمن الخطر.
ومن شأن ذلك برأيه أن يذهب بلبنان إلى سيناريو أمني عسكري، فإن رفض الحزب تسليم السلاح بالتواتر، فإن الدولة ستعجز عن القيام بالإصلاحات، فخطاب القسم لن يُنفّذ، والبيان الوزاري كذلك، وعمليًا سيحافظ لبنان على الواقع الحالي وكأن عهد جوزاف عون امتداد لعهد ميشال عون، بمعنى قطيعة مع العالم العربي والمجتمع الدولي، إلى حين أن "يهتدي" حزب الله ويسلّم السلاح.
ولكنه لا يُحمّل الرئيس عون اليوم أكثر من طاقته، فرغم الملاحظات من أفرقاء لبنانيين على أدائه، إلا أن رئيس الجمهورية في نهاية الأمر يعلم تمامًا ما هي قدرات الدولة وقدرات الجيش، فالمجتمع الدولي الذي يرفض مساعدة لبنان في كل المواضيع، ويصر على تسليم السلاح، يريد من الدولة أن تقوم بذلك، ولكنه لا يقدم المساعدات للجيش الذي لديه قدرات محدودة ومهام كثيرة من الجنوب إلى الشرق والشمال إلى الداخل، ويفتقد إلى العديد الكافي، وهناك شُح في رواتب العسكريين، فكيف يقوم بذلك؟
ويرجّح أن الرئيس خائف من فتح أكثر من جبهة، والجيش قد يعجز عن القيام بهذه المهمة، فالمجتمع الدولي لا يقدم إلا العصا، أما الجزرة فلا نراها أبدًا.
ولكن، هل نزع السلاح بالقوة لا يؤدي إلى فتنة؟يرفض هذه النظرية إذا كان الجيش جديًا. والمشكلة أن السلطة السياسية تأخرت في إعطاء الأوامر للجيش ليفرض هيبته على الأرض، ولكن بالتأكيد ليس عن طريق الصدام، ولكن السلطة تُدير الأمور بعقلية الماضي، لا سيما أن حزب الله لم يعد بقوة الماضي، وبالتالي فإن قرارات السلطة السياسية تضع الحزب تحت الأمر الواقع، وهو مجبر عندها بتسليم أوراقه، ولا يزيد تعنّتًا، وعليه الموافقة أقلّه على جدول زمني لتسليم السلاح، وهو أمر يشهد على تساهل من المجتمع الدولي، وقد يمتد إلى سنة أو سنتين.
كما يأخذ على الدولة عدم حسمها لملفات أقل أهمية من ملف سلاح الحزب، مثل سلاح المخيمات، وهو مؤشر سلبي للمجتمع الدولي، وكذلك موضوع القرض الحسن، فكيف لا يمكن حسم أمر جمعية؟ وبالتالي، كيف يمكن سحب السلاح؟ ويدعو الدولة إلى وضع جدول زمني لسحب الترخيص من "القرض الحسن" ليتمكن الناس من سحب ودائعهم.
ومن منطلق هذا الواقع يرى أنه من حق السعوديين عدم الاستثمار في لبنان، لأن الاستثمارات ليست هِبات، بل إن صاحب الاستثمار يبتغي الربح، فكيف يمكن ذلك في الظروف الموجودة في البلد؟ فهو بلد غير مؤهل لاستقبال الاستثمارات.
ويُحذّر الشدياق، بأن لبنان على شفير السقوط، وقد تأخر عن التقاط الفرصة، وما تبقى منها أصبح ضئيلًا. فإذا كان يريد التقاط أنفاسه، يحتاج إلى مجهود كبير، والوقت يتجاوزه بعد أن أضاع الكثير منه، فمنذ بداية عهد الرئيس جوزاف عون هو وقت ضائع لم تستطع السلطة استغلاله، وعليها اليوم أن تستدرك هذا الأمر عن طريق تنفيذ ورقة الإصلاحات وتحسين العلاقات مع سوريا، وقبل ذلك وضع جدول زمني لتسليم السلاح، لأن هذا السلاح ليس شأنًا داخليًا كما يُقال، بل شأنٌ إقليمي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفاصيل جديدة حول اتفاق أميركا و الاتحاد الأوروبي
تفاصيل جديدة حول اتفاق أميركا و الاتحاد الأوروبي

صوت بيروت

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت بيروت

تفاصيل جديدة حول اتفاق أميركا و الاتحاد الأوروبي

أبرمت الولايات المتحدة اتفاق إطار تجاريا مع الاتحاد الأوروبي اليوم الأحد، تفرض بموجبه رسوما جمركية 15 بالمئة على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، ليتجنبا حربا بين حليفين يمثلان ما يقرب من ثلث التجارة العالمية. وجاء هذا الإعلان بعد أن أجرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منتجع الجولف الخاص به في غرب اسكتلندا، سعيا لإتمام صفقة تسنى التوصل إليها بشق الأنفس. وقال ترامب للصحفيين بعد اجتماعٍ استمر ساعة مع فون دير لاين 'أعتقد أن هذه أكبر صفقة تبرم على الإطلاق'. وردت فون دير لاين بالقول إن الرسوم الجمركية البالغة 15 بالمئة تطبق 'على جميع القطاعات'. وأضافت 'لدينا اتفاق تجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو اتفاق بالغ الأهمية. إنه اتفاق ضخم. سيحقق الاستقرار'. يشمل الاتفاق أيضا استثمار الاتحاد الأوروبي 600 مليار دولار في الولايات المتحدة وشراءه طاقة وعتادا عسكريا أمريكا بمبالغ كبيرة. ومع ذلك، سينظر الكثيرون في أوروبا إلى الرسوم الجمركية الأساسية البالغة 15 بالمئة على أنها نتيجة ضعيفة مقارنة بالطموح الأوروبي الأولي بالتوصل لاتفاق لإلغاء الرسوم، رغم من أنها أفضل من 30 بالمئة التي هدد بها ترامب. وتشبه هذه الاتفاقية في جانب منها الاتفاق الإطاري الذي توصلت إليه الولايات المتحدة مع اليابان الأسبوع الماضي. وقال ترامب 'اتفقنا على أن الرسوم الجمركية… على السيارات وكل شيء آخر ستكون رسوما مباشرة 15 بالمئة'. ومع ذلك، لن تطبق نسبة 15 بالمئة الأساسية على الصلب والألمنيوم، إذ ستبقى الرسوم البالغة 50 بالمئة سارية عليهما. وفي إطار سعيه لإعادة تنظيم الاقتصاد العالمي وتقليص العجز التجاري الأمريكي المستمر منذ عقود، تمكن ترامب حتى الآن من إبرام اتفاقيات مع بريطانيا واليابان وإندونيسيا وفيتنام، رغم أن إدارته لم تف بوعدها بإبرام '90 صفقة خلال 90 يوما'. ودأب على انتقاد الاتحاد الأوروبي، قائلا إنه 'تأسس لخداع الولايات المتحدة' في التجارة. ولدى وصوله إلى اسكتلندا، قال ترامب إن الاتحاد الأوروبي 'يريد بشدة إبرام صفقة'، وأضاف، في أثناء لقائه بفون دير لاين، أن أوروبا 'ظلمت الولايات المتحدة ظلما شديدا'. ويمثل العجز التجاري الأمريكي في السلع مع الاتحاد الأوروبي مصدر قلقه الرئيسي، إذ تشير بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي إلى أنه سجل 235 مليار دولار في 2024. ويشير الاتحاد الأوروبي إلى فائض في الخدمات لصالح الولايات المتحدة، والذي يقول إنه يحقق التوازن جزئيا. وتحدث ترامب اليوم عن 'مئات المليارات من الدولارات' التي ستجلبها الرسوم الجمركية. وفي 12 يوليو تموز، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية 30 بالمئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي اعتبارا من أول أغسطس آب، بعد مفاوضات لأسابيع مع شركاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسيين والتي فشلت في التوصل إلى اتفاق تجاري شامل. وكان الاتحاد الأوروبي قد أعد رسوما جمركية مضادة على 93 مليار يورو (109 مليارات دولار) من السلع الأمريكية في حال عدم التوصل إلى اتفاق، وفي حال مضى ترامب قدما في فرض رسوم 30 بالمئة. وضغط بعض الدول الأعضاء الاتحاد الأوروبي إلى استخدام أقوى سلاح تجاري لديه، وهو أداة مكافحة الإكراه، لاستهداف الخدمات الأمريكية في حال عدم التوصل إلى اتفاق.

لبنان يدخل شهراً مفصلياً في آب... الضغط يتصاعد
لبنان يدخل شهراً مفصلياً في آب... الضغط يتصاعد

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

لبنان يدخل شهراً مفصلياً في آب... الضغط يتصاعد

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تواصل واشنطن عبر مبعوثها الى لبنان توم براك ممارسة سياسة العصا والجزرة دون تردد، ويبدو واضحا ان الضغوط الاميركية- «الاسرائيلية» التي تتخذ أشكالا شتى، ستتواصل وتتكثف في شهر آب المقبل، خاصة بعد الجواب اللبناني الرسمي الموحد على الورقة الاميركية الذي لم يرض الطرفين. وكان لافتا يوم أمس، خروج براك ليؤكد ان «مصداقية الحكومة اللبنانية تستند على قدرتها على التوفيق بين المبادئ والتطبيق. وكما أكد قادتها مرارا وتكرارا، من الضروري أن «تحتكر الدولة السلاح»، معتبرا انه «ما دام حزب الله يحتفظ بالسلاح، فلن تكفي الكلمات»، مضيفا:»على الحكومة وحزب الله الالتزام التام والتحرك فورا، لتجنب بقاء الشعب اللبناني في حالة من الركود». ووضعت مصادر سياسية واسعة الاطلاع موقف براك «اللافت بالشكل والتوقيت والمضمون، في اطار الضغوط المتواصلة على حزب الله ولبنان الرسمي على حد سواء»، معتبرة في حديث لـ»الديار» ان «الاميركي كما «الاسرائيلي» غير سعيد على الاطلاق من موقف لبنان الموحد، في التعامل مع هذه الضغوط والتهديدات، وبالتالي من غير المستبعد ان نشهد في الفترة القليلة المقبلة تصعيدا اضافيا يتخذ اشكالا شتى، ولا ينحصر بحزب الله وبيئته». واعتبرت المصادر ان «الخطوة الاولى المطلوبة من لبنان الرسمي، عقد اجتماع للحكومة يتبنى بشكل واضح خطة عملية لحصر السلاح، لكن بالمقابل لا يزال الرئيسان جوزيف عون ونواف سلام يتجنبان هذه الخطوة، التي قد تؤدي برأيهما لشرخ كبير داخل الحكومة، يهدد استمرارية عملها.. اضف ان الرئيس عون ابلغ الاميركيين اكثر من مرة وبأكثر من طريقة انهم لا يساعدونه بموضوع حصر السلاح، طالما لا يقدمون اي ضمانات تسمح له باقناع الحزب بالتسليم». وبحسب المعلومات، فان «تل ابيب» ابلغت مجددا براك، الذي وضعها بجو الجواب اللبناني على الورقة الاميركية، انها غير مستعدة على الاطلاق لتقديم اي ضمانات، ولا القيام بأي خطوة اولى لاقناع حزب الله بتسليم سلاحه، لاعتبارها ان موازين القوى الحالية تسمح لها بفرض شروطها، دون اي تنازلات تذكر من قبلها. حزب الله: الآتي أعظم! في كلمة القاها يوم أمس، تحدث النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» حسن عز الدين عن «ضغوطات أميركية تزداد يوما بعد يوم، من خلال الضغط النفسي والتضليل والحرب الناعمة لجعلنا نستسلم وتكسر إرادتنا»، معتبرا انها «تضغط على لبنان ولم تأت لتساعده، ولم تضغط على «إسرائيل» لإلزامها بما تم التوافق عليه، في حين أن المقاومة ملتزمة ولبنان التزم بما تعهد به. أما العدو «الإسرائيلي» لم يلتزم وما زال يمارس العدوان بصيغ مختلفة في الجو والبحر والبر، فيقتل من يريد ويغتال بمسيراته اللبنانيين والمواطنين اللبنانيين، دون أن يحرك الأميركي ساكناً». وشدد على ان «المشروع الأساسي في المنطقة هو بيد أميركا، إن كان في لبنان أو سوريا أو العراق أو غيرها، وما هو آت ربما سيكون أعظم مما نشهده اليوم على مستوى المنطقة». وشدد عز الدين على أن «موقفنا واضح بعدم التخلي عن قوتنا وقدراتنا، التي تجعلنا دائما نحافظ على كرامتنا وعلى وطننا وأرضنا وثرواتنا»، لافتاً إلى أنه «علينا كقوى سياسية في لبنان، بدلاً من الرهان على الأميركي، أن نعمل جميعا لتقوية وتصليب الموقف اللبناني الموحّد فيما يتعلق بالمواجهة مع هذا العدو، لأن لبنان الذي عمل على موقف موحد، وأبلغه إلى المبعوث الاميركي برّاك، يجب أن يواصل تحصين هذا الموقف والوقوف خلفه، وعلى جميع القوى التي تنادي بالسيادة، وأن تدعم هذا الموقف وأن تقف خلف الدولة، وبالتالي نقف كلبنانيين جميعا بتوحدنا وتفاهمنا وبوفاقنا الوطني، بالحد الأدنى لمواجهة هذا العدو، وتفويت الفرصة عليه والبقاء ثابتين بأرضنا». قوانين لشراء الوقت؟ في هذا الوقت، يُرتقب ان يتوجه رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون اليوم الاثنين إلى الجزائر، في زيارة تستمر حتى يوم الأربعاء المقبل، في وقت تتجه الأنظار إلى مجلس النواب المرتقب أن يعقد جلسة هذا الأسبوع، لاقرار قانونَي هيكلة وتنظيم المصارف، واستقلالية القضاء. وقالت المصادر لـ»الديار»:»بموازاة الضغط الدولي الذي يمارس على لبنان بموضوع حصرية السلاح، هناك ضغط آخر بموضوع الإصلاح وإقرار القوانين المرتبطة بذلك، وهناك في لبنان من يعتقد أن الإسراع بإقرار هذه القوانين قد يسمح بشراء بعض الوقت في ما يتعلق بحصرية السلاح». ‏اما عن زيارات الرئيس عون المكثفة إلى الخارج فتقول المصادر:»حتى ولو لم نكن نشهد تدفقا للمساعدات، فإن مجرد إعادة لبنان إلى الخارطة العربية والدولية أمر مهم جدا ، يفترض التوقف عنده بعد مرحلة طويلة من العزلة التي عاشها لبنان الرسمي في العهد السابق»، مضيفة:»هناك قرار عربي موحد مفاده عدم مد يد العون، وبالتحديد المالية للبنان ، قبل تنفيذ لائحة الاصلاحات المطلوبة منه وعلى رأسها حصرية السلاح، وهذا امر لا يمكن القفز فوقه». تطورات غزة اما على خط غزة، فقد شهد القطاع في الساعات الماضية تطورات كثيرة مع اعلان الجيش «الإسرائيلي» «تعليق تكتيكي للاعمال العسكرية في مناطق محددة»، لـ»السماح بتحرك آمن لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لادخال وتوزيع الأغذية والأدوية إلى السكان في قطاع غزة». وأفيد عن إرسال أكثر من 100 شاحنة من مصر، و60 شاحنة أخرى من الأردن. وقال الهلال الأحمر المصري في بيان إن شاحنات تحمل أكثر من 1200 طن من المواد الغذائية، بما في ذلك حوالي 840 طنا من الدقيق، تتجه نحو القطاع عبر معبر كرم أبو سالم. يأتي ذلك في ظل سعي بريطاني لتفعيل خطط لالقاء مساعدات عبر الجو على مناطق في غزة. الا ان كل هذا لم يحل دون استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفلان خلال الساعات الـ24 الماضية بسبب المجاعة ونقص الدواء. وقالت حركة «حماس» إن وصول الغذاء والدواء وتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل عاجل «حق طبيعي»، وإن الخطة «الإسرائيلية» لعمليات الإنزال الجوي تمثل سياسة «لإدارة التجويع لا انهائه». ولم تحل الهدنة المحددة بالزمان والمكان دون وقوع عشرات الشهداء، جراء القصف المتواصل على مناطق متفرقة من القطاع. اما على خط المفاوضات المتعثرة للوصول لهدنة في غزة، فقد نقلت شبكة «فوكس نيوز» عن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قوله إن المفاوضات مع حركة «حماس» التي تعثرت «بدأت تعود إلى مسارها»، فيما أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن جميع الأميركيين المحتجزين في غزة تم الإفراج عنهم، معتبرا ان «هناك حلا بسيطا للغاية لما يحدث في غزة، أفرجوا عن جميع المحتجزين، وألقوا السلاح، عندها تنتهي الحرب على حماس، لكن من الواضح أنهم لا يوافقون على ذلك حتى الآن». وتابع: «ستيف ويتكوف يقوم بعمل رائع ليلا ونهارا منذ أسابيع، وقد تم إحراز تقدم كبير في المفاوضات، وهم باتوا قريبين جدا». واعتبرت مصادر مطلعة على مسار المفاوضات لـ»الديار» ان «الطرفين الاميركي و»الاسرائيلي» يراوغان ويتبادلان الادوار، وهما سيواصلان الابادة التي يقومان بها في القطاع، والتي بلغت مراحل متطورة مع اعتماد سلاح التجويع، والهدف بات واضحا ومعلنا من قبلهما، قتل ما أمكن من اهل غزة وتهجير من تبقى منهم، وقبل تنفيذ هذا المشروع لن يوافقا على اي هدنة».

شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – لبنان ليس وحيداً ولكن التنفيذ أوّلاً
شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – لبنان ليس وحيداً ولكن التنفيذ أوّلاً

الشرق الجزائرية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الجزائرية

شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – لبنان ليس وحيداً ولكن التنفيذ أوّلاً

عمليات خرق كثيرة حققها الرئيس جوزاف عون من خلال سلسلة الزيارات الخاطفة المهمة التي قام بها الى مختلف البلدان في الإقليم وخارجه ملبياً دعوات ملوك ورؤساء وأمراء. النتيجة الأولية كسر دائرة العزل التي كان لبنان شبه أسير فيها. وهذا في حدّ ذاته إنجاز، إضافة الى عقدٍ تمت حلحلتها فوراً (استئناف نشاط سفارة هنا ورفع حظر سفر الرعايا هناك الخ…). ولكن يمكن اعتبار الدور الفرنسي هو الأكثر أهمية إنطلاقاً من الموقف التاريخي لباريس الداعم لبنان على مدى عصور، منذ الملكية والثورة ونابوليون فالجمهورية حتى اليوم. ولم يقصّر الرئيس إيمانويل ماكرون في ولايته الأولى وفي ما عبر من الولاية الثانية وفي هذه المرحلة تحديداً، حتى ولو كان على قاعدة «العين بصيرة واليد قصيرة» في زمن اليد الأميركية بالغة الطول… في هذا السياق يمكن التأكيد على أهمية مشهد استقباله رئيس حكومتنا نواف سلام عند باب السيارة التي أقلته الى قصر الإليزيه، ليعود الرئيس الفرنسي الى مدخل القصر حاملاً مظلة تقيه وضيفه اللبناني بللَ الأمطار، وهذه ليست مبالغة أو خرقاً للبروتوكول (كون سلام ليس رئيس الدولة) قدر ما هي لفتة خاصة نحو لبنان. والخطوة الأهم هي المؤتمر الدولي لدعم لبنان وجيشه، هذا المؤتمر الذي يبدو أن دون عقده صعوبات أبرزها الموقف الأميركي دونالد ترامب الذي يربط أي إيجابية فعلية تجاه لبنان بتنفيذ ما ورد في خطاب القسم الرئاسي وأيضاً في البيان الوزاري، وفي طليعة ذلك مسألة حصرية السلاح، الى الإصلاحات المالية والقضائية… وفي هذه النقطة لا يختلف ترامب عن القيادات الحاكمة في البلدان العربية التي يعوّل لبنان عليها الكثير في إعادة إعمار ما خلّفته الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة حتى اليوم بوتيرة متصاعدة وكأنها تمهيد لعدوان جديد ليس مستبعداً أن يكون واسع النطاق وكبير الأذى. في أي حال لبنان ليس متروكاً كلّياً الى مصيره، إلّا أن الخروج الكامل من دائرة العزل والحصار (الفعلي غير المعلَن) تقتضي أن يوحد اللبنانيون موقفهم من قضاياهم المصيرية بعدما باتت أي خطوة ناقصة تحمل تداعياتٍ كارثيةً بكل ما للكلمة من معنى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store