
'الحزب' يواجه جهود سحب سلاحه بحملة إعلانية وتصعيد سياسي
كتبت كارولين عاكوم في 'الشرق الاوسط':
في خضم الجهود اللبنانية والدولية التي تُبذل لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وتطبيق القرار «1701»، تأتي المواقف والحملات التي يطلقها مسؤولو «حزب الله» لتشوّش على هذا المسار الذي كان واضحاً بشأنه كل من رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، اللذين يتمسكان في الوقت عينه بالحوار للتوصل إلى تفاهم داخلي بعيداً عن أي صدامات داخلية.
وكان لافتاً في الأيام الأخيرة المواقف الصادرة عن مسؤولي الحزب، والتي أتت بعدما أعلن رئيس الجمهورية أنه يسعى ليكون عام 2025 عام حصر السلاح بيد الدولة، مع تأكيده أن «التواصل قائم بين الرئاسة والحزب، والترجمة ظاهرة على الأرض، وأنه متّفق مع رئيس البرلمان نبيه برّي على كل المواضيع، وخصوصاً حصر السلاح بيد الدولة».
وبعدما هدد نائب رئيس المجلس السياسي لـ«حزب الله»، محمود قماطي، بقطع كل يد تمتد إلى «سلاح المقاومة»، ليعود بعدها ويوضح أن «المستهدف بكلامه هم من يشنون عليه الحملات ويطالبون بنزع سلاحه»، خرج مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «الحزب»، وفيق صفا، في حديث لإذاعة «النور» (التابعة لـ«حزب الله») ليقول إن «كلمة نزع السلاح ليست موجودة إلا على وسائل التواصل الاجتماعي… والمحرضين»، معتبراً أن «الحديث فقط عن الاستراتيجية الدفاعية يكون بعد انسحاب إسرائيل ووقف اعتداءاتها، والاستراتيجية تبدأ بتسليح الجيش».
وتوجّه إلى جمهور «المقاومة» قائلاً: «كل ما تسمعونه (هوبرات) لا تتأثروا بها. لا يوجد قوة تستطيع نزع السلاح»، مضيفاً: «ثقوا بـ(حزب الله) وقيادته كما كنتم تثقون بسماحة السيد الشهيد (الأمين العام السابق حسن نصر الله)».
كذلك كان النائب حسن فضل الله، شنّ الخميس هجوماً على الدولة اللبنانية، معتبراً أن «العدو يستفيد من ضعف الدولة وعجزها وعدم قيامها بمسؤولياتها الكاملة في مواجهة الاعتداءات».
وربط فضل الله الحوار بشأن «الاستراتيجية الدفاعية» بـ«وقف الاعتداءات وتحرير الأرض وتحرير الأسرى وإعادة الإعمار، وعندما تنجز هذه الملفات، وعندما تقوم الدولة بمسؤولياتها كاملة في هذه الملفات، وعندما لا يعود دم شعبنا مستباحاً ولا أرضنا محتلة ولا بيوتنا مهدمة؛ نأتي لمناقشة القضايا الأخرى، بما فيها الاستراتيجية الدفاعية».
وفيما تحدث النائب فضل الله عن «حرب نفسية على المقاومة وبيئتها عبر بث أخبار لا أساس لها»، كان لافتاً الحملة الإعلانية التي قام بها «حزب الله» عبر نشر ملصقات تحمل شعار: «سلاحك حصانك… إذا صنته صانك»، في إشارة واضحة إلى تمسكه بسلاحه، كما رفع ملصقاً أيضاً لصورة المسؤول الإعلامي السابق في «حزب الله» محمد عفيف كُتب عليها: «(حزب الله) أمة، والأمم لا تموت».
لكن هذه الرسائل التي يبعث بها مسؤولو الحزب عبر الإعلام، وتدور جميعها في فلك سحب سلاح الحزب والاستراتيجية الدفاعية، ترى مصادر وزارية لبنانية أنها «موجّهة إلى بيئة الحزب أكثر منها إلى الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي بعدما بات الجميع مقتنعاً بأن القرار قد اتُّخذ، ومسار حصر السلاح بيد الدولة قد بدأ»، واضعة ما يحصل في خانة «الاستهلاك المحلي تمهيداً لاستيعاب بيئة الحزب التبدلات التي تحصل، ورسائل للداخل بأننا موجودون»، واصفة المواقف بأنها «غير واقعية». وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم يقل أي مسؤول لبناني إنه سيتم نزع السلاح بالقوة، بل إن رئيس الجمهورية كما الحكومة ورئيسها يؤكدون على الحوار لحصرية السلاح والاستراتيجية الدفاعية، مع التشديد على المحافظة على السلم الأهلي بعيداً عن أي صدام ذي طابع طائفي، وهو ما تركز عليه أيضاً الاتصالات الدولية».
وتذكّر المصادر بما تعتبر أنها باتت من «الثوابت التي كانت واضحة في خطاب قسم رئيس الجمهورية، وفي البيان الوزاري الذي وافق عليه (حزب الله) وكتلته النيابية ووزراؤه في الحكومة التي أخذت ثقة البرلمان على أساسه»، مضيفة: «واتفاق وقف إطلاق النار الذي وافق عليه (حزب الله) ورئيس البرلمان تم التوصل إليه أيضاً في الحكومة السابقة التي كان (حزب الله) مشاركاً بها أيضاً».
وفي الإطار نفسه، يتحدث المحلل السياسي علي الأمين، معتبراً أن «مواقف بعض مسؤولي (حزب الله) بشأن مسألة تسليم سلاحه للدولة اللبنانية، تعكس حالاً من الإرباك داخل بنية الحزب القيادية من جهة، ومحاولة لرفع السقف التفاوضي سواء من جهة إيران مع واشنطن، أو من جهة (حزب الله) مع السلطة اللبنانية الرسمية». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «تأتي بعض الحملات الإعلامية والمواقف الصادرة عن بعض مسؤولي الحزب، لتعكس هذه الصورة أكثر مما تعبر عن موقف حاسم تجاه مسألة حصرية السلاح في يد الدولة»، موضحاً: «الحزب في قيادته اللبنانية ومرجعيته الإيرانية يدرك أن تفادي حل مسألة السلاح غير الشرعي غير ممكن بعد كل النتائج والتداعيات التي سببتها (حرب الإسناد)، بالإضافة إلى سقوط نظام الأسد في سوريا، مع شبه إجماع لبناني على مطلب حصرية السلاح في يد الدولة. وإذا أضفنا استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان من دون أي رد من (حزب الله) أو أي قدرة للرد، يتأكد أن الحزب في وضع لا يسمح له بالمراهنة على مواجهة كل هذه المستجدات التي لم تكن قائمة قبل الحرب».
من هنا يقول الأمين: «يبقى أن الوظيفة الوحيدة التي تتيح بقاء السلاح غير المهدد لإسرائيل هي الوظيفة الداخلية؛ أي الانخراط في حرب داخلية، وهو ما لا تتوفر ظروف حصوله، ما دامت الرعاية الإقليمية والدولية للبنان قائمة، والتي ساهمت بقوة في إعادة ترتيب المؤسسات الدستورية، والدفع نحو الإصلاحات المالية والملحّة»؛ لذا يعتبر أن «الإرباك وعدم استيعاب التحولات الجارية هما التعبيران المرجحان لما يجري من مواقف وحملات صادرة عن الحزب، وهي في جوهرها حالة حزبية داخلية أكثر منها صراعاً بين الحزب ومَن خارجه».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 44 دقائق
- ليبانون ديبايت
بعد الإساءة إلى سلام... بيان من حزب الله
A+ A- صدرت عن العلاقات الإعلامية في حزب الله، بيانٌ، جاء فيه: "إن الشعارات التي أطلقت من على مدرجات المدينة الرياضية وتناول رئيس الحكومة نواف سلام وتوجيه اتهامات بحقه مسألة مستنكرة ومرفوضة، وتتعارض مع المصالح الوطنية فضلًا عن الأخلاق الرياضية، ولا تخدم مسار تعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي الذي يحتاج إليه البلد في مسيرة بناء الدولة والإصلاح". وأضاف البيان، "ندعو جميع اللبنانيين إلى التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية، وعدم الانجرار خلف شعارات مستفزة ومسيئة، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والانقسام، لا سيما في هذه المرحلة التي تستمر فيها الاعتداءات الإسرائيلية على بلدنا لبنان". وشهد ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت عصر اليوم الجمعة حضورًا سياسيًا بارزًا خلال مباراة كرة القدم بين فريقي الأنصار والنجمة، التي تُعدّ من أكثر المباريات شعبيةً في الدوري اللبناني، وتقدّم الحضور الرسمي رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، يرافقه وزيرة الشباب والرياضة نوار بيرقداريان، إلى جانب رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر، في إشارة واضحة إلى حرص الحكومة الجديدة على الانخراط في الحياة الرياضية ودعم الرياضة اللبنانية. إلا أن أجواء المباراة لم تخلُ من البُعد السياسي، إذ رُفعت في المدرجات أعلام "حزب الله"، وهتف بعض المشجعين بعبارات لافتة من بينها: "يا نواف اسمعنا منيح، يا الله باسم الله حسن نصرالله". ويشار إلى أنه تعادل النجمة والأنصار 1-1، في الجولة الثامنة من التصفية النهائية لأوائل الدوري اللبناني على ملعب المدينة الرياضية.

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
مخيمات لبنان.. منزوعة السلاح!
في احتفال تكريم الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل مغادرته لبنان، قال ابو مازن امام الحضور إن السلاح الفلسطيني بات يشكل ضررا للسلطة اللبنانية، وللقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني مانحا الضوء الاخضر للدولة اللبنانية باستعادة السيطرة الكاملة على المخيمات. كلام عباس ترجم باجتماع عاجل للجنة المشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان الذي جرى بدعوة من رئيس لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني، السفير رامز دمشقية وحضره الرئيس نواف سلام. وقد اعطى رئيس الحكومة توجيهاته بضرورة الإسراع بالخطوات العملية عبر وضع آلية تنفيذية واضحة ووفق جدول زمني محدد. واعلن مصدر حكومي لفرانس برس ان سحب السلاح من المخيمات الفلسطينية في لبنان يبدأ منتصف حزيران. وبحسب معلومات الجديد فإن الاجتماع خلص الى الاتفاق على قرارات فورية تنفيذية في عدد من المخيمات الفلسطينية حيث ستبدأ عملية تسلم السلاح الفلسطيني في خمسة مخيمات على مرحلتين وهي شاتيلا، مار الياس، الجليل في بعلبك، الرشيدية، والبداوي. ولفتت المعلومات الى ان عملية التسليم لن تكون شكلية إذ ستتولى الاجهزة الأمنية اللبنانية مراقبتها خاصة انها تملك داتا دقيقة عن سلاح المخيمات. وعلى خط بيروت - الجنوب، شهدت الطرقات زحمة سير بدأت منذ الصباح، حيث توجه الجنوبيون الى قراهم للمشاركة في الانتخابات البلدية والاختيارية، علما بان اكثر من 50 بالمئة من هذه البلديات فازت بالتزكية في محاولات من الثنائي حزب الله وحركة امل، واشارت آخر احصاءات وزارة الداخلية والبلديات الى فوز خمس وتسعين بلدية وسبعة وسبعين مختارا بالتزكية. وقد اتمت وزارة الداخلية الاستعدادات اللوجستية على صعيد توزيع صناديق الاقتراع على المراكز، وتسليم المواد والمستلزمات المطلوبة لإنجاز العملية الانتخابية. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
أورتاغوس من جديد : انزعوا سلاح حزب الله كاملاً.. وإلّا!
أفادت نائبة المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس في لقاء مع الجديد في واشنطن، بأنه "يجب أن نتحرك بسرعة نحو نزع سلاح حزب الله بشكل كامل، ويجب أن يكون هناك احتكار للسلاح بيد الدولة فقط"، مضيفةً: نزع سلاح حزب الله يجب أن يتم قريباً، وإلا فإن لبنان يخاطر بأن يتخلف عن الركب". وأكدت أورتاغوس أن "الإصلاحلات الاقتصادية والمالية هي المسار الوحيد لبناء الدولة و تأثيرها يحد من الفساد ويقوّض مصادر تمويل حزب الله غير الشرعية". ولفتت أورتاغوس إلى أن "نزع سلاح الميليشيات والجماعات الإرهابية وتمرير الإصلاحات يمثلان المفتاح الأساسي لأي استثمار حقيقي في لبنان". وردًا على سؤال بشأن تصريحاتها في قطر حول صندوق النقد، قالت أورتاغوس: "تم اقتباس كلامي خارج سياقه بالكامل، ولم أقل أبدًا أننا نتجاوز الإصلاحات بل على العكس تمامًا أنا أؤكد دعم الإصلاحات الضرورية". وشددت أورتاغوس على أن "الولايات المتحدة لا تزال ثابتة على موقفها بأن على البرلمان أن يتحرك بسرعة لتمرير قانون إعادة هيكلة القطاع المصرفي كما يجب على الحكومة الإسراع في صياغة قانون لسد الفجوة المالية". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News