
باكستان: نقف مع إيران بكل الوسائل وندعو للوحدة لمواجهة إسرائيل
دعا وزير الدفاع خواجه آصف جميع الدول الإسلامية إلى توحيد صفوفها لمواجهة ما وصفه بـ'العدوان الإسرائيلي' المتواصل، مؤكداً وقوف باكستان إلى جانب إيران في ظل التصعيد الأخير.
وشدد في كلمة حاسمة أمام الجمعية الوطنية الباكستانية اليوم السبت، على أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على المنشآت العسكرية الإيرانية، والذي أسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين والمدنيين، يمثل اعتداءً يستهدف دولة مجاورة تربطها بباكستان علاقات تاريخية وعميقة تمتد لقرون.
وقال آصف: 'إيران إخواننا وشركاؤنا، وفي هذه المحنة نقف معها بكل الوسائل المتاحة. سنحمي مصالح الإيرانيين، ونشاركهم أحزانهم وآلامهم'.
وحذر من أن إسرائيل لا تستهدف إيران فقط، بل تتعدى تهديداتها لتشمل اليمن وفلسطين، مؤكداً أن وحدة العالم الإسلامي أصبحت ضرورة حتمية، مضيفاً: 'إذا بقينا صامتين ومنقسمين اليوم، فسيتم استهداف الجميع في النهاية'.
وطالب الوزير بعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، داعياً جميع الدول الإسلامية إلى التوحد لمواجهة التحديات التي تفرضها إسرائيل.
ولفت إلى أن الاحتجاجات العالمية ضد إسرائيل لم تقتصر على الشعوب الإسلامية، بل شملت حتى شعوب غير مسلمة في الغرب، مشيراً إلى أن 'ضمائرهم قد استيقظت على عكس بعض الدول الإسلامية'.
وأكد خواجه آصف أن باكستان حافظت على موقفها الثابت منذ البداية، قائلاً: 'لم نعترف بإسرائيل قط ولم نقم أي علاقات معها'.
وختم الوزير نداءه بحث جميع الدول الإسلامية على قطع علاقاتها مع إسرائيل، مؤكداً أن 'أيدي إسرائيل ملطخة بدماء المسلمين، ويجب رفض مثل هذه الأيدي'.
هيئة الرقابة النووية السعودية: لا تلوث بيئي إثر قصف إسرائيل محطات تخصيب اليورانيوم في إيران
أعلنت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية، السبت، أن الوضع البيئي في محيط محطتي تخصيب اليورانيوم في 'نطنز' و'أصفهان' الإيرانتين لا يشهد أي تلوث ناجم عن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف المنشأتين يوم الجمعة الماضي.
وجاء في تغريدة رسمية للهيئة على منصة 'إكس'، أن هذا التقييم مبني على تقارير مركز عمليات الطوارئ النووية السعودي، والتي استندت بدورها إلى إحاطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعلومات الهيئة الرقابية النووية الإيرانية، ضمن اتفاقية التبليغ المبكر عن الحوادث النووية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 2 ساعات
- الوسط
نتنياهو يزعم «تدمير» المنشأة الرئيسية في موقع نطنز النووي الإيراني
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، أن «إسرائيل» قد «دمرت المنشأة الرئيسية» في موقع نطنز النووي في وسط إيران. وقال نتنياهو «لقد دمرنا المنشأة الرئيسية في نطنز. إنها محطة التخصيب الرئيسية (لليورانيوم)». وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت الجمعة بأن القسم الذي يقع فوق الأرض من محطة نطنز لتخصيب اليورانيوم تعرض للتدمير جراء الضربات الإسرائيلية، بحسب «فرانس برس». أضرار في منشأة نطنز النووية كشفت صور أقمار صناعية عن الأضرار التي لحقت بموقعين نوويين رئيسيين في إيران، بالإضافة إلى أهداف عسكرية أخرى طالتها هجمات إسرائيلية. أظهرت الصور الفضائية أضرارًا في منشأة نطنز النووية، وكذلك في موقع صواريخ جنوب مدينة تبريز، وقاعدتين عسكريتين أخريين، وفق ما نقلته وكالة «أسوشيتد برس». كما تبين صور الأقمار الصناعية التي أصدرتها شركة «ماكسار» أوضح صورة حتى الآن لما حدث في المواقع النووية الإيرانية الرئيسية في نطنز وأصفهان. أضرار على مستوى السطح أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الجمعة، أن معظم الأضرار الناجمة عن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشأة تخصيب اليورانيوم الموجودة تحت الأرض في نطنز، هي على مستوى السطح، ولم تُسجَّل خسائر بشرية. وقال الناطق باسم المنظمة بهروز كمالوندي إن «معظم الأضرار هي على مستوى السطح»، مؤكدا «عدم وقوع إصابات» في المنشأة حيث توجد أجهزة الطرد المركزي للتخصيب تحت الأرض، بحسب وكالة تسنيم للأنباء. ولفت إلى «رصد تلوث داخل الموقع، سواء كيميائي أو إشعاعي، ولكن لم يتم تسجيل أي تلوث خارج الموقع، لذلك لا داعي للقلق من الخارج، إلا أن عمليات تطهير داخلية يجب أن تُجرى. وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن الأضرار تقتصر على السطح فقط». منشأة اختبار تخصيب الوقود وبحسب الصور ففي نطنز، يمكن رؤية أضرار لحقت بمنشأة اختبار تخصيب الوقود ومحطة فرعية كهربائية، وتُظهر الصور تعرض عدة مبان لأضرار أو تدمير كامل، بما في ذلك هياكل يقول الخبراء إنها تزود المنشأة بالطاقة. أما في أصفهان، فقد تبيّن وجود أضرار مرئية في ما لا يقل عن هيكلين داخل الموقع، بالإضافة إلى علامة احتراق واضحة قرب أطراف المنشأة. وفي يوم السبت، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن أربعة مبانٍ «حساسة» في أصفهان قد تضررت، بما في ذلك منشأة تحويل اليورانيوم ومصنع تصنيع ألواح الوقود. بدوره، نفى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، تضرر منشأة فوردو ومفاعل خندب للماء الثقيل. وكان موقع فوردو تعرض لعدة هجمات إسرائيلية، إلا أن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أكد أمس أن الأضرار التي لحقت به محدودة.


الوسط
منذ 3 ساعات
- الوسط
كيف تصور إيران أكبر مفاجأة عسكرية تعرضت لها على أنها "انتصار"؟
Getty Images في هجمات إسرائيل على إيران، ربما كان الأمر الأكثر إثارة للصدمة من الهجوم على المنشآت النووية والقواعد الجوية الإيرانية هو تدمير المباني السكنية، وهو ما لم يتوقعه الشعب ولا المسؤولون الحكوميون. ولم يكن نشر صور لطفل صريع تحت الأنقاض، ودبّ لعبة مغبرّ ملقى في الشارع، ودفتر رسومات، من المشاهد التي اعتاد الإيرانيون رؤيتها، على الأقل منذ نهاية الحرب الإيرانية العراقية، خصوصاً في شوارع العاصمة طهران. وفي التلفزيون الإيراني، عرض مراسلٌ كان يغطّي انهيار مبنى من 14 طابقاً في مجمع الشهيد جمران في ساحة نوبنياد بطهران، ملابس أطفال وصوراً لهم قال إنهم قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي، وقد بثّ التقرير مشاهد صادمة لجثث أطفال داخل أكياس الموتى، أو بوجوه مضرجة بالدماء داخل ثلاجات الموتى، أمام أعين المشاهدين. لقد جعل هذا الهجوم على العاصمة الإيرانية المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم فجأة في "خط الجبهة الأمامي"، يبحثون عن معلومات تشرح لهم ما الذي يحدث، ومدى اتساعه، وكيف يمكنهم النجاة من هذه الضربات. كما برز سؤال كبير في أذهان الجميع وهو كيف تمكّنت إسرائيل من التخطيط وتنفيذ هجمات بهذه الدقة والاتساع، واستهداف كبار المسؤولين في أهم مؤسسات الدولة، وفي عمق الأراضي الإيرانية؟ ومع ذلك، وحتى بعد مرور ساعات طويلة على الهجوم، بل وحتى بعد مضي أكثر من يوم، لم يصدر عن أي جهة رسمية في البلاد أي بيان توضيحي، ولم تُقدَّم للناس معلومات تساعدهم على فهم الحجم الحقيقي لهجوم إسرائيل على إيران، أو كيفية التصرف في ظل مواجهة عسكرية بهذا الاتساع. وتساءل الناس: هل دخلت البلاد في حالة حرب؟ وكتب أحد المستخدمين على منصة "إكس": "أكثر من 30 ساعة مضت على بداية الاشتباك العسكري بين إسرائيل وإيران، ومع ذلك لم يتم بعد تشكيل غرفة إعلامية للحرب، ولا يوجد ناطق رسمي أو مكتب للتأكيد أو النفي أو لتزويد وسائل الإعلام والجمهور بالمعلومات، وتنتشر الأخبار والصور المزيفة مثل الفيروس، وكأن شيئاً لم يحدث". واستخدم جميع المسؤولين الرسميين تقريباً الذين تحدّثوا عبر القنوات التلفزيونية نبرة توحي بأن "الأمر ليس خطيرا"، و"كل شيء تحت السيطرة"، و"أوضاع المدن آمنة وهادئة"، مطمئنين الناس بأنه لا داعي للقلق أو الذعر. لكن لم يوضح أي جهاز رسمي كيف تمكنت الطائرات الإسرائيلية من التحليق بحرية ودون مقاومة حتى وصلت إلى طهران ومدن أخرى، ونفذت ضربات دقيقة على أهدافها. وكانت البيانات الصادرة عن مختلف المنظمات، والتي نُشرت في الوكالات الرسمية، مليئة بالعبارات الخطابية التي تحدّثت عن "المقاومة" و"المظلومية" و"الانتقام الوطني القاسي". أما فيما يخص وسائل الإعلام الرسمية، فكان على الناس إما أن يبحثوا عن المعلومات وسط بيانات مليئة بعبارات مثل: "لا ينبغي التحدث مع هذا النظام المتوحش إلا بلغة القوة"، و"العدو كان سبباً في أن تُثبت مظلوميتنا وعدالة قضيتنا"، أو أن يتنقلوا بين قنوات التلفزيون الإيراني ليستمعوا إلى أناشيد وخطب حماسية مصحوبة بصور العلم الإيراني و"الشهداء". Getty Images المظلومية والمقاومة والانتقام القاسي بدأت التغطية الرسمية صباح يوم الجمعة بنشر أخبار وصور عن القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قُتلوا، ثم شرع التلفزيون الإيراني في بث أناشيد وطنية وإسلامية ترافقت مع هذه الأخبار والصور، إلى جانب اقتباسات من شخصيات بارزة في الجمهورية الإسلامية، وأناشيد النصر، والتأكيد على مواصلة طريق "جبهة المقاومة". لكن منذ ساعات ما بعد الظهر، وبعد صدور بيانين عن المرشد الإيراني، أحدهما مكتوب والآخر مصوّر، بدأ المذيعون والخبراء في البرامج التلفزيونية بالدقّ على طبول "الانتقام القاسي". وقال آية الله علي خامنئي في بيانه المصوّر إن "القوات المسلحة ستتحرك بقوة، وستجعل النظام الصهيوني الخبيث في مأزق"، وهي العبارة التي أعادت تشكيل أسلوب التغطية الرسمية، ونفخت في بوق الانتقام. ومع حلول المساء، انطلقت الصواريخ الباليستية الإيرانية نحو تل أبيب، وبدأت القناة الأولى في التلفزيون الإيراني بثا مباشراً لصور مدينة تل أبيب ليلاً، ولقطات تُظهر صواريخ تضرب قلب المدينة، وتحولت هذه الصور إلى خلفية لحوارات مع خبراء يشرحون كيف تجاوزت صواريخ إيران الطبقات الدفاعية الإسرائيلية و"القبة الحديدية"، لتلقن إسرائيل "درساً قاسياً" وتعطيها "رداً ساحقاً". وهكذا، تبلورت "سردية النصر"، وحتى دوي صفارات الإنذار في تل أبيب اعتُبر دليلاً على الخوف. وكل ذلك كان يحدث في وقت كانت فيه الهجمات الإسرائيلية على القواعد الجوية الإيرانية ومنشآت نطنز وفوردو وأصفهان النووية مستمرة، بينما ظلّت الطائرات المسيّرة المهاجمة تحلّق في سماء طهران حتى ساعات ما قبل ظهر يوم السبت. Getty Images ما مدى خطورة الوضع؟ عندما تسقط الصواريخ، تصبح المسألة مسألة حياة أو موت، حيث يريد الناس أن يعرفوا ما الذي حدث، وكيف يمكنهم حماية أنفسهم وأحبّائهم، وتتطلب الإجابة عن هذين السؤالين معلومات دقيقة، وأي نوع من الرقابة أو التقييد في نقل المعلومات قد يؤدي إلى نجاة البعض أو إلى وفاة آخرين. ونشر يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، السبت رسالة على منصة "إكس" دوّت كالقنبلة في إيران حيث كتب يقول: "إذا واصل خامنئي إطلاق الصواريخ على المناطق السكنية في إسرائيل، فإن طهران ستحترق"، وجاءت هذه التغريدة ردًّا على سقوط صواريخ إيرانية في إسرائيل وبمثابة تهديد بردّ انتقامي، ومن الطبيعي أن تثير تغريدة كهذه قلق سكان طهران، بل وقد تؤدي إلى اضطرابات في المدينة، أو على الأقل إلى ازدحام مروري خانق في الطرق المؤدية إلى خارجها. لكن، أليس من حق الناس أن يعرفوا ما الذي يحدث؟ وإلى أي مدى وصلت خطورة الوضع؟ وكثيرًا ما يحاول المسؤولون الإيرانيون عرض الحقائق بالطريقة التي يرونها "صائبة" لمنع ما يسمونه "اضطرابات" و"حربًا نفسية" و"إثارة البلبلة"، ولذلك نسمع باستمرار عبارات مثل "الأضرار طفيفة"، و"المدن آمنة"، و"لقد لقّنا العدو الآن درساً قاسياً". لكن، هل المدن فعلاً آمنة؟ وهل جرى حقاً تلقين "العدو" درساً قاسياً؟ لذلك، خلال تغطية الجولة الجديدة من الهجمات الإسرائيلية على إيران، لم تُنشر عبر القنوات الرسمية سوى حصيلة القتلى من كبار مسؤولي الحرس الثوري الإيراني وعدد من العلماء النوويين مع بيانات مجتزأة حول استهداف المنشآت العسكرية والنووية، وأرقام متفرقة عن القتلى والجرحى أعلنها بعض المحافظين، أو نوابهم، أو في بعض الأحيان مسؤولو الهلال الأحمر في المدن الصغيرة حيث قيل مثلاً إن شخصين قُتلا في تبريز وأصيب 6، أو أن شخصاً قُتل وأُصيب 4 في محافظة لرستان. وبدلا من نشر معلومات دقيقة، امتلأت وكالات الأنباء بالبيانات الصادرة عن المسؤولين، وأئمة المساجد يوم الجمعة، والجمعيات الدينية، ومختلف أنواع المؤسسات وجميعها كانت تتحدث عن "مظلومية الشعب الإيراني"، واستمرار "جبهة المقاومة"، وتطالب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية بـ "الانتقام القاسي". لكن، حتى بعد متابعة هذه الأخبار واحدا تلو الآخر، بقيت الأسئلة الأساسية من دون إجابة وهي: كيف نُفذت هجمات بهذا الحجم؟ كم عدد المسؤولين المدنيين والعسكريين والعلماء النوويين الذين قُتلوا؟ كم عدد القتلى المدنيين، وما هي أسماؤهم؟ كم طفلاً قُتل بين المدنيين؟ ما هي المنشآت النووية والقواعد العسكرية التي استُهدفت بالتحديد؟ ما حجم الخسائر الفعلية؟ كم عدد الجنود والضباط الذين قُتلوا في القواعد؟ ما هي الأهداف التي تم استهدافها بالقرب من المناطق السكنية؟ والأهم من كل ذلك: هل طهران وبقية المدن الإيرانية آمنة؟ وحتى مساء 14 يونيو/حزيران تقريبًا، لم يُنشر أي خبر عن مدى نجاح إيران في التصدي لهذه الهجمات، وما إذا كانت قد نجحت في اعتراض طائرة مسيرة أو مقاتلة أو صاروخ، حتى أن إسرائيل نفت خبر "إسقاط" مقاتلتين من طراز إف 35 وأسر طيار، ولم تُنشر أي صور للطائرتين المقاتلتين اللتين تم إسقاطهما ولا للطيار الأسير. Getty Images في حالة المواجهة العسكرية ماذا يجب أن يفعل الناس في الشوارع؟ وبالنسبة لكبار السن الذين عايشوا الحرب العراقية الإيرانية، كان صوت الانفجارات في طهران يُذكرهم بوابل الصواريخ في سنوات الحرب، والذي بحسب أحد مستخدمي منصة إكس "يفتح الجراح القديمة"، إلا أن الفارق هذه المرة كان في تساؤل كثيرين: "لماذا لم تُطلق صفارات الإنذار؟" ذلك الصوت الذي كان يتردد صداه في الأزقة الخلفية والطرقات كلما ظهرت طائرات ميغ العراقية خلال الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات، مما يعطي للناس فرصة للهروب إلى الأقبية أو الملاجئ أو أيّ مأوى. وكان الزحام على محطات الوقود والمخاوف من نقص المواد الغذائية دليلاً على حاجة الناس إلى معلومات دقيقة وموثوقة ليتمكنوا من اتخاذ قرارات مناسبة في مواجهة وضعٍ طارئ. وفي عتمة الفجر وغموض الأخبار المتضاربة بين الصحيح والمغلوط، خرج في نهاية المطاف وزير الداخلية الإيراني بعد ساعات طويلة ووجّه توصيات إلى الناس، طالبًا منهم أن: يحافظوا على هدوئهم لا يقوموا بأي تصرف يثير القلق العام يثقوا فقط بالمعلومات الرسمية والموثوقة يتجنبوا التنقلات غير الضرورية ويتعاونوا مع فرق الإغاثة عند الحاجة لكن هذه العبارات بدت كأنها مطالب أكثر من كونها توصيات، حيث صيغت بهدف "السيطرة على الاضطرابات والرأي العام"، فبدلاً من تقديم إجابات، بدأ المسؤولون الإيرانيون منذ الفجر، حوالي الساعة 5 صباحاً، بتهديد من "ينشرون الأكاذيب"، وهي عبارة قانونية ذات تبعات جنائية، ومن بين هذه التهديدات، دعت النيابة العامة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى الامتناع عن التطرق إلى مواضيع "تُخلّ بالأمن النفسي للمجتمع"، وأكدت أنها ستتخذ إجراءات قضائية بحق من يخالف. ثم ذهبت منظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني أبعد من ذلك، وأصدرت بياناً أعلنت فيه أنها "وضعت على جدول أعمالها تحديد واتخاذ إجراءات وقائية بحق العناصر التي تزرع الاضطراب النفسي وتخلّ بالنظام العام". وتُعد هذه المنظمة جهازاً استخباراتياً يعمل بالتوازي مع وزارة الاستخبارات الإيرانية، كما دعت المنظمة المواطنين إلى تزويدها بالمعلومات "في حال وقوع أي تحركات أو أحداث مشبوهة". وفي اليوم التالي، السبت، أفاد التلفزيون الرسمي بأن 5 أشخاص اعتقلوا في يزد بتهمة "إثارة الرأي العام". Getty Images المعلومات "الضرورية" بدلا من الإعلام غالبًا ما يكتفي مسؤولو الجمهورية الإسلامية بنشر "المعلومات الضرورية" بدلًا من "الإعلام". وهذا التقييد هو ما يحدّ من نشر المعلومات، ويدفع الجمهور إلى اللجوء إلى منصات التواصل الاجتماعي بحثًا عن إجابات، والبحث عن معلومات يصعب أو يستحيل التحقق من دقتها، على الأقل من وجهة نظر من يفتقرون إلى الخبرة في مجال المعلومات والمعرفة الإعلامية. وفي الوقت نفسه، وتماشيًا مع جهود الحكومة الإيرانية "لمنع تقويض الأمن النفسي للمجتمع" و"إثارة الرأي العام"، تُقلّل وسائل الإعلام التابعة لها من شأن الأحداث المؤسفة، فعلى سبيل المثال، صرّح أكبر صالحي، معاون محافظ أصفهان للشؤون الأمنية، عن انفجار نطنز، قائلا: "هذا الصباح، تعرّض موقع نطنز النووي للهجوم، لكن الهدوء عاد ولا داعي للقلق" بينما قال مسؤول آخر: "تعرّضت منشآت نطنز للهجوم، لكن يبدو أن الأضرار سطحية"، وقال خبير آخر: "العديد من الطائرات المسيرة التي حلّقت فوق طهران ليلًا كانت تابعة لنا، ولا داعي للقلق". وهناك مشكلة أخرى وهي أنّ المسؤولين غالبًا ما يتحدثون بعبارات عامة ويقولون: "سيتم الإعلان عن التفاصيل لاحقًا"، ولكن هذه التفاصيل لا تظهر أبدًا. على سبيل المثال، شدد محافظ سنندج على ضرورة توخي الحذر من "وسائل الإعلام الأجنبية" وعدم الالتفات إلى "شائعاتها وإثارة الأجواء"، والحذر من "الحرب النفسية". وتعني هذه النصيحة في هذا السياق أن المسؤولين غالبًا ما يتجنبون تقديم المعلومات بدعوى أن "تقديم هذه المعلومات سيساعد العدو"، وبالتالي، غالبًا ما تُعتبر الشفافية في المعلومات تهديدًا للأمن القومي يُبرر التكتّم عليها. وهناك مبرر آخر يذهب إلى أبعد من ذلك، وهو أن بعض المسؤولين يقولون رداً على سؤال عما حدث بالضبط: "هل تريدون منا أن نعطي أسراراً عسكرية للعدو؟". وفي الوقت الذي تسعى فيه السلطات إلى حجب المعلومات، تسعى كذلك إلى نزع المصداقية عن أي معلومات أخرى متداولة. فعلى سبيل المثال، قال حسن عابديني، نائب مدير القسم السياسي في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، قرابة الساعة الخامسة والنصف من صباح الجمعة، إن على الناس توخي الحذر في التعامل مع المعلومات على مواقع التواصل لأن العدو "ينشر تلوثًا معلوماتيًا" عبر الأكاذيب، مثل نشر أسماء مزيفة للضحايا، مما يثير "القلق" في المجتمع. كما حذّر من الذكاء الاصطناعي، ودعا الناس لعدم تصديق كل ما يرونه. وفي السياق ذاته، دعا مقدم برنامج "جهت" التلفزيوني المشاهدين إلى متابعة الأخبار فقط من خلال الإعلام الرسمي، وأن يتروّوا لبضع ثوانٍ قبل إعادة نشر أي خبر على مواقع التواصل للتأكّد من صحته. ورغم صحة هذه النصائح التي تعكس إدراكًا لمفهوم "الثقافة الإعلامية"، إلا أنّ عدم قيام القنوات الرسمية بدورها في نقل المعلومات بدقة، لا يترك للناس خيارًا سوى البحث عن مصادر بديلة، وهو ما قد يؤدي إلى "قلق عام أكبر" واتخاذ قرارات لا تستند بالضرورة إلى الواقع.


الوسط
منذ يوم واحد
- الوسط
ماكرون: سنشارك في الدفاع عن «إسرائيل» إذا هاجمتها إيران
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده ستشارك في الدفاع عن «إسرائيل» في حالة تعرضها لهجوم إيراني، موضحاً أن بلاده يمكنها المساهمة في الدفاع عن «إسرائيل» يعدما ردت إيران على هجمات تل أبيب. وخلال مؤتمر صحفي عقده، عقب شن «إسرائيل» أمس الجمعة، هجمات على مواقع نووية إيرانية، استبعد ماكرون أيضا مشاركة باريس في العمليات التي تستهدف إيران. مشاركة فرنسا في عمليات حماية «إسرائيل» وقال ماكرون «لا يمكننا العيش في عالم تمتلك فيه إيران سلاحًا نوويًا لأن هذا تهديد وجودي لأمننا جميعًا»، مشيرا إلى أنه إذا تعرضت إسرائيل لهجوم انتقامي من إيران، فقد تشارك فرنسا في عمليات حماية «إسرائيل» ضمن الإمكانيات المتاحة. ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس، متهمًا إيران بعدم الوفاء بالتزاماتها تجاه الرأي العام الدولي في الملف النووي، وبتحمل مسؤولية كبيرة في زعزعة استقرار المنطقة بأكملها. وأشار ماكرون إلى أن حكومة طهران «تواصل تخصيب اليورانيوم بمستويات قد تكون كافية لصنع سلاح نووي». وأضاف ماكرون إن فرنسا لا تعتزم المشاركة في أي عمليات هجومية.